عرب إسرائيل ينأون بأنفسهم عن الاحتجاجات

بينما يتظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين منذ أشهر ضد الخطة الحكومية المثيرة للجدل لإصلاح القضاء، فإنَّ الغالبية من «عرب 48» بقوا على هامش بعض أكبر المظاهرات وأكثرها استمراراً في البلاد ونأوا بأنفسهم عنها.
ويشير تقرير لوكالة «أسوشييتد برس»، أنَّ المجتمع المحلي يرى في المظاهرات «حركة يهودية خالصة» غير راغبة في إدراج قضايا تهم الفلسطينيين وتغض الطرف عن الظلم الذي طال أمده ضدهم، ما يعزز موقف العديد من الفلسطينيين في إسرائيل بأنَّه «لا مكان لهم هنالك». ويقول سامي أبو شحادة، النائب السابق في البرلمان الإسرائيلي: «لا نتحدث عن الاحتلال في هذه المظاهرات. ولا عن العنصرية أو التمييز. ورغم ذلك يخلعون عليها صفة النضال من أجل الديمقراطية».
في سياق آخر، كشفت مصادر سياسية في تل أبيب، أنَّ الرسائل التي وردت من الولايات المتحدة عبر القنوات الدبلوماسية وراء الكواليس لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كانت أشد حدة من الخطاب العلني، بطلبات محددة من الرئيس جو بايدن، بينها وقف خطته للتغيير في منظومة الحكم وإضعاف القضاء، والامتناع عن تنفيذ وعده بإقامة ميليشيات مسلحة للوزير إيتمار بن غفير.
وقالت هذه المصادر، إنَّ بايدن تكلم بنفسه مع نتنياهو، يوم عطلته الأسبوعية، الأحد الماضي، وأوضح له مدى قلقه من خطة الانقلاب القضائية، «لكن نتنياهو لم يفهم الرسالة واستمر في دفع الخطة وسنِّ مزيدٍ من القوانين غير الديمقراطية». لكن واشنطن التي تعتبره «قائداً ذا خبرة غنية وذكاء كافٍ لفهم السياسة الأميركية، وملماً بما يدور في الكواليس»، فهمت رد فعله «استخفافاً واستهتاراً».
وبعث المسؤولون فيها بمزيد من الرسائل، رابطين المعركة ضد إيران بالشرخ الذي أحدثه نتنياهو في المجتمع الإسرائيلي. وقالوا إنَّ «من يريد محاربة النووي الإيراني لا يشغل شعبه وجيشه بأزمة داخلية حادة، ولا يزيد من التوتر مع الفلسطينيين».
أغلب الفلسطينيين في إسرائيل يحجمون عن الاحتجاجات الديمقراطية