المتطرفون اليهود يصعّدون في الأقصى بدعوات لذبح القرابين

الفلسطينيون يطلقون حملة «افتحوا الاعتكاف»

امرأة تقرأ القرآن خارج  قبة الصخرة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان (أ.ف.ب)
امرأة تقرأ القرآن خارج قبة الصخرة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان (أ.ف.ب)
TT

المتطرفون اليهود يصعّدون في الأقصى بدعوات لذبح القرابين

امرأة تقرأ القرآن خارج  قبة الصخرة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان (أ.ف.ب)
امرأة تقرأ القرآن خارج قبة الصخرة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان (أ.ف.ب)

اقتحم مستوطنون، اليوم الخميس، المسجد الأقصى ضمن سلسلة اقتحامات متواصلة في شهر رمضان بدأت تتكثف وتأخذ طابعاً متحدياً، مع دعوات واسعة لاقتحام جماعي، سبقت دعوات حاخامات لذبح قرابين الفصح في المسجد خلال الأعياد القريبة التي تتداخل مع رمضان، فيما دعا مسؤولون فلسطينيون ومرجعيات دينية إلى حماية الأقصى والنفير له.
واقتحم عشرات المستوطنين المسجد على شكل مجموعات متتالية وأدّوا طقوساً تلمودية عند أبوابه وفي الساحات، وقرب باب الرحمة، محميين بقوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية التي قيدت وصول المصلين المسلمين إلى المسجد قبل ذلك، ولا تزال تمنع الاعتكاف في داخله.
الاقتحام الجديد جاء فيما يبدو بداية تصعيد من قبل الحاخامات والجماعات المتطرفة المعروفة باسم «جماعات الهيكل» التي بدأت دعوة أنصارها إلى تحضير أنفسهم لاقتحامات واسعة وجماعية وذبح القرابين، وهي خطوة غير مسبوقة من شأنها أن تشعل المنطقة.
وفيما دعت منظمات شبابية أنصارها لتنظيم اقتحام جماعي كبير للأقصى، الأحد المقبل، احتفالاً باليوم العاشر من شهر أبريل (نيسان) وفق التقويم العبري، وهو اليوم الذي يرمز إلى الهجرات اليهودية إلى فلسطين، كتب 15 حاخاماً رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، يدعونهما فيها للسماح لليهود بتقديم قرابين عيد الفصح في الأقصى.
وجاء في الرسالة التي وقعها حاخامات من حزب «الصهيونية الدينية» المتطرف الذي يقوده وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إن «تقديم قربان الفصح يُعد من أهم الوصايا في التوراة، وهي الوصية الأولى التي نفذها كل شعب إسرائيل عندما غادروا مصر كعلامة على الحفاظ على العهد مع خالق العالم، ويتجدد هذا العهد كل عام».
وأضافت الرسالة: «إن مكان الهيكل تحت السيطرة اليهودية، وطالما أن دولة إسرائيل ترى تقديم قربان الفصح مصلحة وطنية، كما ينبغي، فسنكون قادرين على تقديم قربان الفصح في مكانه ووقته رغم كل الصعوبات».
ودأب متطرفون في السنوات الأخيرة على محاولة إحضار قرابين للأقصى أثناء عيد الفصح اليهودي، وطالبوا بالسماح لهم بإدخالها، لكن مثل هذه الطلبات لم تكن تلقى استجابة من قبل المسؤولين الإسرائيليين، وذلك لاعتبارات متعلقة بالوضع الأمني، وأخرى يتضمنها الاتفاق الأردني الإسرائيلي بالحفاظ على الوضع الراهن في الأماكن المقدسة في القدس.
غير أن الحكومة الحالية تشمل في تركيبتها ولأول مرة حزب «الصهيونية الدينية» المتطرف، الذي يرى بعض المتطرفين في وجوده منفذاً للحصول على الموافقة على مطلبهم الآن.
وحتى قبل تلقي الجواب، دعت «منظمات الهيكل» أنصارها إلى إحضار قرابينهم الحيوانية والتجمع، مساء الأربعاء المقبل، عند أبواب المسجد الأقصى المبارك، عشية «عيد الفصح» العبري، وحددت ساعة التجمع بالساعة العاشرة والنصف ليلاً.
وجاء إعلان «منظمات الهيكل» تحت عنوان إعلان «حالة طوارئ»، داعياً «الأنصار للمساهمة، وألا يفوتوا قربان الفصح في جبل الهيكل». وتضمنت الدعوة أيضاً عبارة «ممنوع علينا أن نيأس من تقديم قربان الفصح في الهيكل».
تصعيد المتطرفين في هذا الوقت يعزز مخاوف أجهزة الأمن الإسرائيلية، من تصعيد في رمضان الحالي، خصوصاً مع بدء عيد الفصح اليهود، نهاية الأسبوع المقبل.
ورفعت إسرائيل مع بداية رمضان حالة التأهب إلى مستوى عالٍ، وحذر كبار مسؤولي الأمن من هجمات فلسطينية محتملة خلال الفترة الحساسة.
ورداً على الدعوات اليهودية، دعا مسؤولون فلسطينيون ومرجعيات دينية إلى حماية الأقصى والنفير له، فيما أطلق ناشطون حملة تحت عنوان «افتحوا الاعتكاف في الأقصى». ويخشى الفلسطينيون أن اقتحامات المسجد قد تتواصل وتتكثف وتأخذ طابعاً أكبر ومتحدياً، مع رفض وزير الأمن الإسرائيلي القومي المتطرف إيتمار بن غفير اتخاذ إجراءات خاصة فيما يتعلق بالأقصى خلال رمضان.
وسمح بن غفير للمستوطنين باقتحام الأقصى فترة أطول خلال شهر رمضان، ويخطط للسماح لهم باقتحام المسجد حتى في العشر الأواخر من الشهر، وهو إجراء تجنبه مسؤولون سابقون في السنوات الماضية، خشية من تفجر الأوضاع. ولا يعرف كيف سيرد بن غفير على طلب إدخال القرابين بالغ الحساسية.


مقالات ذات صلة

مئات المستعمرين يقتحمون «الأقصى»

المشرق العربي مئات المستعمرين في المسجد الأقصى بحماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية (وفا)

مئات المستعمرين يقتحمون «الأقصى»

أفادت مصادر محلية فلسطينية بـ«اقتحام  مئات المستعمرين، اليوم (الخميس)، المسجد الأقصى المبارك، وأدوا طقوساً، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي».

«الشرق الأوسط» (القدس)
الخليج فلسطينيون يتفقدون الدمار جراء القصف الإسرائيلي على بيت لاهيا في شمال غزة (أ.ف.ب)

السعودية تدين القصف الإسرائيلي لبيت لاهيا في غزة واقتحام الأقصى

أعربت الخارجية السعودية عن إدانة المملكة بأشد العبارات قصف قوات الاحتلال الإسرائيلية منازل في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، واقتحام المستوطنين باحات الأقصى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية فتاة فلسطينية أمام مسجد قبة الصخرة في باحة المسجد الأقصى المبارك بالقدس القديمة بعد صلاة ظهر الجمعة الماضية (أ.ف.ب)

نتنياهو يمنع وزراءه من الوصول إلى «الأقصى» دون إذن مسبق

في جلسة للمجلس الوزاري السياسي والأمني المصغر «الكابينت»، قال نتنياهو إنه «لا يوجد تغيير في الوضع القائم بالحرم القدسي».

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية صحيفة «ييتد نئمان» الناطقة باسم حزب «ديغل هتوراة» الحريدي صدرت الثلاثاء بعنوان بالعبرية والعربية يؤكد تحريم زيارة الأقصى

نتنياهو يدفع بمشروع «مضاعفة الاقتحامات» اليهودية لباحات «الأقصى»

بعد يوم من إعلان الوزير بن غفير، أنه يسعى لإقامة معبد يهودي في باحة المسجد الأقصى، دفع نتنياهو بمشروع «مضاعفة الاقتحامات».

«الشرق الأوسط» (القدس)
الخليج السعودية جددت دعوتها للمجتمع الدولي بتفعيل آليات جادة لمساءلة المسؤولين الإسرائيليين على الانتهاكات المتواصلة (الشرق الأوسط)

السعودية تدين دعوة وزير إسرائيلي إقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى

أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة لتصريح وزير في حكومة الاحتلال الإسرائيلي دعا فيه لإقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى المبارك.


وزير الدفاع الإيراني في دمشق لبحث «قضايا الأمن والدفاع»

لقاء وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده والرئيس السوري بشار الأسد (سانا)
لقاء وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده والرئيس السوري بشار الأسد (سانا)
TT

وزير الدفاع الإيراني في دمشق لبحث «قضايا الأمن والدفاع»

لقاء وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده والرئيس السوري بشار الأسد (سانا)
لقاء وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده والرئيس السوري بشار الأسد (سانا)

في الوقت الذي يتزايد فيه الحديث عن مساعٍ دولية لتحجيم الدور الإيراني في سوريا، ومع اشتداد حدة الضربات الإسرائيلية على دمشق، نشطت زيارة المسؤولين الإيرانيين إلى العاصمة السورية.

فبعد أقل من يومين على حمل كبير مستشاري المرشد الإيراني علي لاريجاني رسالة للرئيس السوري بشار الأسد من المرشد علي خامنئي، بالتزامن مع غارات إسرائيلية على دمشق وريفها، استهدفت قياديين في حركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية، وضربات في حي المزة وضاحية قدسيا، وموقعاً في محيط مطار المزة العسكري، لم تكشف أسباب استهدافه، بدأ وزير الدفاع الإيراني العميد عزيز نصير زاده زيارة إلى دمشق يوم السبت للقاء عدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين السوريين؛ تلبية لدعوة وزير الدفاع السوري علي محمود عباس.

وقال بيان رئاسي سوري مقتضب إن الوزير الإيراني والوفد المرافق التقى، الأحد، الرئيس السوري بشار الأسد، وجرى بحث «قضايا تتعلق بالدفاع والأمن في المنطقة، وتعزيز التعاون بين البلدين لمواجهة الإرهاب وتفكيك بنيته بما يخدم استقرار المنطقة وأمنها». وأكد الأسد -وفق البيان- أن «القضاء على الإرهاب مسؤولية إقليمية ودولية، لأن أخطاره تهدد شعوب العالم كله».

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية أن مباحثات وزير الدفاع الإيراني والوفد الرسمي الذي يرافقه مع كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين ستشمل «آخر المستجدات في المنطقة بشكل عام، وتعزيز التنسيق والتعاون بين الجيشين الصديقين، بما يسهم في مواصلة محاربة الإرهاب، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة».

لقاء وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده والرئيس السوري بشار الأسد (سانا)

مساعٍ روسية

وربط متابعون في دمشق بين زيارات المسؤولين الإيرانيين إلى دمشق وتزايد مساعي موسكو في دفع مسار تقارب دمشق مع محيطها العربي، وتحييدها عن معركة إسرائيل مع «حزب الله» و«حماس» لتجنب توسع الحرب، وقالت مصادر متابعة لـ«الشرق الأوسط» إنه من الصعب فك ارتباط دمشق بمحور «المقاومة» أو تحجيم الوجود الإيراني في سوريا؛ حيث ترتبط دمشق بطهران عبر عدد من اتفاقيات التعاون والتعاون الاستراتيجي طويل الأمد.

وأفادت وكالة «مهر» الإيرانية في وقت سابق بأن الوزير الإيراني عزيز نصير زاده التقى، صباح الأحد في دمشق، نظيره السوري، كما التقى أيضاً رئيس الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة السورية عبد الكريم محمود إبراهيم.

ونقلت «مهر» عن وزير الدفاع الإيراني إشارته إلى أن سوريا لديها «مكانة استراتيجية» في السياسة الخارجية لبلاده، وقال إنه سيبحث مع المسؤولين السياسيين والعسكريين عدة مسائل مشتركة في مجال الدفاع والأمن، لتوسيع وتطوير العلاقات في هذا المجال بين البلدين، مؤكداً أنه «بناءً على توصيات قائد الثورة الإسلامية، مستعدون لتقديم كل وسائل الدعم لسوريا الصديقة».

ووفق الوكالة الإيرانية، بحث نصير زاده في دمشق «تعزيز وتوطيد العلاقات الدفاعية الثنائية، والدور المركزي لدول المنطقة في توفير الأمن، وضرورة سحب القوات الأجنبية، ومواصلة التعاون الثنائي لمواجهة مختلف أشكال الإرهاب، فضلاً عن دراسة التطورات في المنطقة وجبهة المقاومة».

قوات أمن سورية في موقع غارة إسرائيلية استهدفت حي المزة في دمشق (إ.ب.أ)

رسالة لاريجاني

وتأتي زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى دمشق بعد يومين من نقل كبير مستشاري المرشد الإيراني علي لاريجاني رسالة من المرشد علي خامنئي إلى الرئيس بشار الأسد، قالت مصادر إعلامية سورية إنها رسالة خاصة تتعلق بتنسيق عالي المستوى على الصعيد العسكري، بعد تصاعد الاستهدافات الإسرائيلية، كما نقل تلفزيون «الميادين» اللبناني عن لاريجاني، قوله خلال زيارته بيروت بعد دمشق، إنه حمل رسالتين إحداهما للرئيس السوري، والأخرى لرئيس مجلس النواب اللبناني.

وأكد لاريجاني أن الرسالتين من خامنئي شخصياً، مشيراً إلى أن بلاده «ستدعم أي قرار تتخذه (المقاومة) حول مفاوضات وقف إطلاق النار مع إسرائيل»، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

وكان لافتاً تنفيذ إسرائيل سلسلة ضربات في دمشق وريفها، بالتزامن مع زيارة لاريجاني، استهدفت مبنيين في حي المزة ومبنى آخر في ضاحية قدسيا بريف دمشق، كما تم استهداف محيط مطار المزة العسكري، ومعبر غير شرعي على الحدود السورية - اللبنانية في منطقة الزبداني - سرغايا. وقوبل ذلك بصمت رسمي وإعلامي، في حين لم تُكشف أي تفاصيل عن الهجومين الأخيرين.

وأوقعت غارتا يوم الخميس الماضي خسائر كبيرة في الأرواح؛ إذ قتل نحو 15 شخصاً بينهم أطفال ونساء، وأصيب أكثر من 16 آخرين في المزة، في حين نعت حركة «الجهاد الإسلامي»، السبت، القيادي عبد العزيز الميناوي، عضو المكتب السياسي في الحركة، ورسمي يوسف أبو عيسى، مسؤول العلاقات العربية مع «ثلة من كوادر الحركة، إثر الاستهداف الإسرائيلي لمكاتب مدنية وشقق سكنية، وجرى إخراج جثمانيهما من تحت الأنقاض فجر السبت»، وفق بيان النعي.