في اليوم الثاني من زيارته التاريخية إلى ألمانيا، يلقي تشارلز الثالث، اليوم الخميس خطاباً في مجلس النواب (البوندستاغ) ليصبح بذلك أول ملك لبريطانيا يتوجه إلى البرلمانيين الألمان داخل مقرهم.
ويقوم العاهل البريطاني بأول رحلة له إلى الخارج منذ اعتلائه العرش في قرار اعتبر رسالة قوية لرغبة المملكة المتحدة في إقامة علاقات وثيقة مع بقية أوروبا في مرحلة ما بعد بريكست.
وخلال مأدبة عشاء نظمها على شرفه رئيس الدولة الألماني فرانك فالتر شتاينماير في قلعة بلفيو في برلين مساء الأربعاء، تعهد تشارلز الثالث ببذل «كل ما في وسعه» خلال فترة حكمه لتعزيز العلاقات بين البلدين.
ودافع عن التضامن مع أوكرانيا ضد «العدوان غير المبرر» الروسي، مشدداً على ضرورة الدفاع عن «الحرية والسيادة».
وبعد أن يستقبله المستشار الألماني أولاف شولتس ثم رئيس بلدية العاصمة، قد يعود ملك بريطانيا إلى هذا الموضوع في خطابه أمام النواب الذي يبدأ عند الساعة 11:45 (09:45 ت غ).
وستكون هذه واحدة من أهم المحطات في زيارته، إذ إنه لم يسبق أن ألقى ملك بريطانيا خطاباً داخل البرلمان الألماني. لكن لن تكون هذه هي المرة الأولى، التي يتحدث فيها تشارلز نفسه من على منبر مجلس النواب الألماني.
فقد ألقى خطاباً هناك في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020. لكن في ذلك الوقت كان ولياً للعهد. وقد خاطب المشرعين الألمان في «يوم الذكرى» في لفتة رمزية جداً تمثل المصالحة بعد الحرب بين البلدين.
لكن كلمته الخميس في البرلمان لا تلقى إجماعاً. ففي مقابلة مع صحيفة «أوغسبورغر ألغماينه» انتقد نائب رئيس حزب اليسار (دي لينكي) اليساري الراديكالي المعارض الصغير أتيس غوربينار هذه الخطوة. وقال: «أرى أن السماح لملك بالتحدث في البوندستاغ أمر سخيف». وأضاف أن «استقبال ملك بكل مراسم التشريف في قلب الديمقراطية يبرهن على ازدراء للتاريخ».
وبعد البوندستاغ، سيزور تشارلز الثالث مركزاً لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين وسيتحدث إلى كتيبة ألمانية بريطانية ويتوجه إلى «قرية بيئية» في برودوفين التي تبعد نحو 60 كلم عن برلين.
وتهيمن على الزيارة إلى حدٍ كبير قضية البيئة التي يدافع عنها تشارلز (74 عاماً) منذ سنوات.
وكان حشد من الألمان استقبل الأربعاء تشارلز الثالث ملك بريطانيا منذ سبتمبر (أيلول) الماضي وزوجته كاميلا عند بوابة براندنبورغ.
وبعد ساعات من الانتظار في الصباح، تمكن مئات من المعجبين بعائلة وندسور والفضوليين من رؤية الزوجين الملكيين عن قرب. وقد صافحا كثيرين من المحتشدين وتبادلوا الحديث مع بعضهم.
وسيزور الملك تشارلز الثالث الجمعة مدينة هامبورغ الساحلية الشمالية. وسيطلع على أحد مشاريع الطاقة المتجددة هناك في اليوم الأخير من رحلته.
وأشاد الرئيس الألماني الأربعاء بزيارة ملك بريطانيا ووصفها بأنها «إشارة مهمة في العلاقات الألمانية البريطانية»، مؤكداً أن البلدين يفتحان «فصلاً جديداً».
وأشار إلى أن هذه الزيارة تأتي بعد ست سنوات من التاريخ، الذي بدأت فيه المملكة المتحدة عملية مغادرة الاتحاد الأوروبي.
وبعدما أشار إلى هذا «اليوم الحزين»، عبَّر شتاينماير عن ارتياحه لأن العلاقات بين المملكة المتحدة وألمانيا لا تزال قوية رغم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال: «نحن نفتح صفحة جديدة في العلاقات بين بلدينا».
ملك بريطانيا تشارلز الثالث يلقي خطاباً في مجلس النواب الألماني
ملك بريطانيا تشارلز الثالث يلقي خطاباً في مجلس النواب الألماني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة