لتشكيله «خطراً»... ماسك وآخرون يطالبون بتعليق تطوير الذكاء الصناعي

روبوت الدردشة «شات جي بي تي» الذي أطلقته شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)
روبوت الدردشة «شات جي بي تي» الذي أطلقته شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)
TT
20

لتشكيله «خطراً»... ماسك وآخرون يطالبون بتعليق تطوير الذكاء الصناعي

روبوت الدردشة «شات جي بي تي» الذي أطلقته شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)
روبوت الدردشة «شات جي بي تي» الذي أطلقته شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

دعا الملياردير الأميركي إيلون ماسك ومجموعة من خبراء الذكاء الصناعي ومديرون تنفيذيون في رسالة مفتوحة إلى التوقف لمدة ستة أشهر عن تطوير أنظمة أقوى من روبوت الدردشة «شات جي بي تي - 4» الذي أطلقته شركة «أوبن إيه آي» في الآونة الأخيرة، مشيرين إلى المخاطر المحتملة لمثل هذه التطبيقات على المجتمع، وفقاً لوكالة «رويترز».
وفي وقت سابق من هذا الشهر، كشفت شركة «أوبن إيه آي» المدعومة من «مايكروسوفت» الإصدار الرابع من برنامج الذكاء الصناعي «شات جي بي تي» الذي حاز إعجاب المستخدمين عبر إشراكهم في محادثة شبيهة بالمحادثات البشرية ومساعدتهم على تأليف الأغاني وتلخيص الوثائق الطويلة.

وقالت الرسالة الصادرة عن معهد «فيوتشر أوف لايف»: «يجب تطوير أنظمة الذكاء الصناعي القوية فقط عندما نكون واثقين من أن آثارها ستكون إيجابية وأن مخاطرها ستكون تحت السيطرة».
وقال سجل الشفافية في الاتحاد الأوروبي إن الممولين الرئيسيين لهذه المنظمة غير الربحية هم مؤسسة ماسك ومجموعة «فاوندرز بليدج» ومقرها لندن ومؤسسة «سيليكون فالي كوميونيتي».
وقال ماسك في وقت سابق من الشهر: «الذكاء الصناعي يوترني بشدة». وماسك من مؤسسي شركة «أوبن إيه آي» الرائدة وتستخدم شركته «تسلا» للسيارات الذكاء الصناعي في أنظمة القيادة الذاتية.

ولم ترد شركة «أوبن إيه آي» حتى الآن على طلب من «رويترز» للتعليق على الرسالة المفتوحة، التي طالبت بوقف تطوير أنظمة الذكاء الصناعي إلى حين توصل خبراء مستقلين إلى بروتوكولات مشتركة للسلامة.
وقالت الرسالة: «هل يجب أن نسمح للآلات بإغراق قنواتنا الإعلامية بالدعاية والكذب؟... هل ينبغي أن نطور عقولاً غير بشرية قد تفوقنا عدداً وذكاء في النهاية وتتفوق علينا وتحل محلنا؟». وأضافت: «يجب عدم تفويض قرارات كهذه لقادة تكنولوجيا غير منتخبين».
ووقع أكثر من ألف شخص الرسالة، من بينهم ماسك.
ولم يكن سام ألتمان وساندر بيتشاي وساتيا ناديلا، الرؤساء التنفيذيون لشركات «أوبن إيه آي» و«ألفابت» و«مايكروسوفت»، من بين موقّعي الرسالة.
وتأتي هذه المخاوف في وقت جذب فيه روبوت الدردشة «شات جي بي تي» انتباه المشرعين الأميركيين الذين تساءلوا عن تأثيره على الأمن القومي والتعليم.
وحذرت وكالة الشرطة الأوروبية (يوروبول) يوم الاثنين من خطر استخدام التطبيق في محاولات الخداع الإلكترونية ونشر المعلومات المضللة والجرائم الإلكترونية.
وكشفت الحكومة البريطانية النقاب عن مقترحات لوضع إطار تنظيم «قابل للتكيف» حول الذكاء الصناعي.


مقالات ذات صلة

«دِل» تعزز التحول الرقمي في السعودية عبر 3 عقود من الابتكار والشراكة

خاص تلتزم شركة «دِل» بدعم التحول الرقمي للمملكة وتشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة (شاترستوك)

«دِل» تعزز التحول الرقمي في السعودية عبر 3 عقود من الابتكار والشراكة

«دِل» تدعم تحول المملكة الرقمي عبر استثمارات جديدة تشمل مركزاً لوجيستياً في الدمام وبرامج تدريبية تعزز الكفاءات المحلية وتدفع نحو اقتصاد رقمي متقدم.

نسيم رمضان (الرياض)
تكنولوجيا يمكن استخدام هذه التكنولوجيا في مجالات متنوعة بما في ذلك اللياقة البدنية والرعاية الصحية والعمليات العسكرية وحتى في البيئات القاسية (MIT)

ملابس تراقب صحتك... ألياف كمبيوتر مرنة داخل الأقمشة لجمع وتحليل البيانات

يمكن للألياف الذكية التواصل بعضها مع بعض داخل قطعة الملابس ما يخلق شبكة نسيجية قادرة على إجراء حسابات معقدة دون الحاجة إلى أسلاك.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يبين التقرير أن 86% من الحوادث الإلكترونية الكبرى في 2024 أدت إلى توقف تشغيلي أو تلف سمعة أو خسائر مالية (شاترستوك)

الهجمات الإلكترونية في 2024... أسرع وأذكى وأكثر تدميراً

يظهر التقرير أن الهجمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنها سرقة البيانات في 25 دقيقة فقط؛ ما يجعل الاكتشاف أصعب.

نسيم رمضان (لندن)
خاص تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر عن الأمراض ما يحسن نتائج العلاج ويقلل التكاليف (شاترستوك)

خاص كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مستقبل الرعاية الصحية الرقمية في السعودية؟

يجعل الذكاء الاصطناعي الرعاية الصحية أكثر تخصيصاً وإتاحة وكفاءة بدءاً من التشخيص والعلاج وصولاً إلى تفاعل المرضى وتحسين العمليات التشغيلية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تؤدي واحدة من كل أربع عشرة إصابة ببرامج سرقة المعلومات إلى سرقة بيانات بطاقات الائتمان (شاترستوك)

تسريب بيانات أكثر من مليوني بطاقة مصرفية عبر الإنترنت المظلم

تقرير «كاسبرسكي» يؤكد على ضرورة تحسين الأمن السيبراني لمواجهة برامج سرقة المعلومات المتطورة والمنتشرة بشكل متزايد.

نسيم رمضان (لندن)

أميركا تتصدر مبيعات الأسلحة عالمياً بسبب حرب أوكرانيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة منطقة تدريب غير معلنة بألمانيا في يونيو 2024 (رويترز)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة منطقة تدريب غير معلنة بألمانيا في يونيو 2024 (رويترز)
TT
20

أميركا تتصدر مبيعات الأسلحة عالمياً بسبب حرب أوكرانيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة منطقة تدريب غير معلنة بألمانيا في يونيو 2024 (رويترز)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة منطقة تدريب غير معلنة بألمانيا في يونيو 2024 (رويترز)

عشية محادثات السلام التي تستضيفها المملكة العربية السعودية، كشف تقرير لمعهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام، المعروف اختصاراً باسم «سيبري»، أن أوكرانيا كانت المستورد الأكبر للأسلحة عبر العالم بين عامي 2020 و2024، وأن الولايات المتحدة زادت حصتها من مجمل الصادرات العالمية إلى 43 في المائة، مقابل انخفاض صادرات روسيا بنسبة 64 في المائة.

وارتفعت صادرات الأسلحة الأميركية بين عامي 2020 و2024 بأكثر من الخمس مقارنة بالسنوات الخمس السابقة، علماً أن متوسط ​​صادرات الولايات المتحدة من الأسلحة العالمية بلغ 35 في المائة طوال العقدين الماضيين، ما يجعل الارتفاع الأخير غير عادي.

وظل الحجم الإجمالي لعمليات نقل الأسلحة على مستوى العالم عند المستوى ذاته تقريباً بين الفترتين 2015 - 2019 و2010 - 2014، ولكن أعلى بنسبة 18 في المائة عما كان عليه بين عامي 2005 - 2009، إذ جرى تعويض الواردات المتزايدة في أوروبا والأميركيتين بانخفاضات في مناطق أخرى.

وكانت أكبر 10 دول مصدرة للأسلحة لفترة 2020 - 2024 هي نفسها لفترة 2015 - 2019. غير أن روسيا التي تمثل 7.8 في المائة من صادرات الأسلحة العالمية تراجعت إلى المركز الثالث خلف فرنسا التي بلغت حصتها 9.6 في المائة، بينما قفزت حصة إيطاليا إلى 4.8 في المائة، لتنتقل من المركز العاشر إلى المركز السادس.

جنود أوكرانيون يطلقون النار من دبابة أثناء مناورة في منطقة زابوريجيا بأوكرانيا (رويترز)
جنود أوكرانيون يطلقون النار من دبابة أثناء مناورة في منطقة زابوريجيا بأوكرانيا (رويترز)

وأورد التقرير أن ما لا يقل عن 35 دولة أرسلت أسلحة إلى أوكرانيا بعد الغزو الروسي الشامل عام 2022، علماً أن هناك عمليات تسليم أخرى كبيرة في طور الإعداد. وتلقت أوكرانيا 8.8 في المائة من واردات الأسلحة العالمية لفترة 2020 - 2024. وجاءت غالبية الأسلحة الموردة إلى أوكرانيا من الولايات المتحدة (45 في المائة)، تليها ألمانيا (12 في المائة) وبولندا (11 في المائة). وكانت أوكرانيا الدولة الأوروبية الوحيدة بين أكبر 10 مستوردين في الفترة 2020 - 2024، رغم من أن العديد من الدول الأوروبية الأخرى زادت بشكل كبير من وارداتها من الأسلحة في الفترة نفسها.

فرنسا هي الثانية

قال مدير برنامج نقل الأسلحة في المعهد السويدي إن «أرقام نقل الأسلحة الجديدة تعكس بوضوح إعادة التسلح التي تجري بين الدول في أوروبا رداً على التهديد من روسيا»، مشيراً إلى انخفاض الواردات بدرجة كبيرة لبعض الدول، بما فيها الهند والصين «رغم ارتفاع تصورات التهديد» لدى هذين البلدين. وأضاف أن الولايات المتحدة «تتبوأ وضعاً فريداً عندما يتعلق الأمر بصادرات الأسلحة»، ملاحظاً أنها «بنسبة 43 في المائة، فإن حصتها من صادرات الأسلحة العالمية تزيد على 4 أضعاف حصة ثاني أكبر مصدر، فرنسا».

ووجد معهد «سيبري» أن أوكرانيا التي تعرضت للغزو من روسيا بدءاً من فبراير (شباط) 2022، صارت أكبر مستورد للأسلحة بين عامي 2020 و2024، حين زادت وارداتها نحو 100 مرة عن فترة 2015 و2019. وارتفعت واردات الأسلحة إلى الدول الأوروبية بنسبة 155 في المائة في الفترة نفسها، مدفوعة بمخاوف من توسع الكرملين والضغوط من الولايات المتحدة لإعادة التسلح.

وتأتي هذه النتائج في وقت تستضيف فيه المملكة العربية السعودية محادثات يقودها حالياً وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مع مسؤولين أوكرانيين بغية «تعزيز المضي نحو هدف الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا».

وتشير الدراسة إلى أن المساعدات العسكرية لأوكرانيا كانت نعمة لمنتجي الأسلحة الأميركيين، إذ جاءت معظم الأسلحة الأميركية المرسلة إلى أوكرانيا من خلال سلطة السحب الرئاسية، والتي بموجبها ترسل الولايات المتحدة المعدات من مخزوناتها، أو من خلال برنامج آخر يستخدم التمويل لشراء الأسلحة مباشرة من الشركات الأميركية.

وتحسب الدراسة الأسلحة المرسلة من المخزونات بوصفها صادرات. كما أرسلت الدول الأوروبية مساعدات من مخزوناتها التي أدى تجديدها إلى زيادة الطلب على الأسلحة الأميركية.

تأثيرات حرب غزة

بدت تأثيرات الحرب في غزة على تجارة الأسلحة العالمية أقل وضوحاً في بيانات معهد «سيبري»، التي تتبع عمليات التسليم بدلاً من الإعلانات. وقال جورج: «عادة ما يكون هناك تأخير» بين إعلان المبيعات وتسليمها. وأضاف أنه إذا جرت إزالة قيمة صادرات الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا وإسرائيل من بيانات معهد استوكهولم، فإن الولايات المتحدة ستظل تمتلك حصة 37 في المائة من صادرات الأسلحة العالمية بين عامي 2020 و2024.

وفقًا لبيانات «سيبري»، انخفضت صادرات الأسلحة الروسية بنسبة 64 في المائة في أحدث فترة 5 سنوات. ورغم أن غزو روسيا لأوكرانيا أدى إلى عزلة دبلوماسية واسعة وعقوبات اقتصادية على موسكو، تبين أن الانخفاضات كانت تاريخية بين عامي 2020 و2021، أي قبل بدء الحرب.

وقال الباحث الأول في المعهد بيتر ويزمان: «ضعفت اثنتان من أهم علاقات تجارة الأسلحة في روسيا بالفعل قبل عام 2022، مع تفضيل الهند بشكل متزايد للموردين الآخرين، وحصول الصين على مزيد من الأسلحة من صناعة الأسلحة الناشئة الخاصة بها».

وتشكل طائرات الحربية، خصوصاً طراز «إف 35» الأكثر تقدماً، أكبر فئة من مبيعات الأسلحة الأميركية، تليها الصواريخ والمركبات المدرعة مثل الدبابات القتالية الرئيسية.

ودخلت الدول الأوروبية في اتفاقات إضافية لشراء الأسلحة الأميركية بين عامي 2020 و2024، متجاوزة الشرق الأوسط كأكبر وجهة إقليمية لها. ولا تزال بعض هذه الطلبات غير مُسلَّمة، وستُحتسب في إطار مزيد من النمو في نافذة الدراسة التالية.