قانون إصلاح التقاعد: ما السيناريوهات المتاحة لماكرون؟

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (إ.ب.أ)
TT

قانون إصلاح التقاعد: ما السيناريوهات المتاحة لماكرون؟

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (إ.ب.أ)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (إ.ب.أ)

أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خيارات عدة لاتخاذها بهدف تعليق العمل بقانون إصلاح التقاعد إفساحاً بالمجال للحوار مع النقابات، وفق تقرير نشرته أمس صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.
منذ يوم الجمعة، تطالب العديد من المنظمات النقابية الآن رئيس الجمهورية الفرنسية بتعليق إصلاح نظام التقاعد على الرغم من اعتماده في البرلمان، وفي هذا الطرح وقت لتجديد الحوار مع العمال.
أشار التقرير إلى أنه من حيث المبدأ، ربما يمكن لفكرة تعليق العمل بقانون إصلاح التقاعد للحوار، أن تهدئ من غضب الشارع مؤقتاً، وأن تقدم لرئيس الدولة مخرجاً مشرفاً: ليس هزيمة بل تأجيلاً، وقتاً لاستئناف المفاوضات حول موضوعات هذا القانون. لكن النص، الذي وصل إلى نهاية عمليته التشريعية والذي أصبح الآن في يد المجلس الدستوري، قد تم تبنيه بالفعل من قِبل البرلمان... فحتى لو وافق رئيس الجمهورية على هذه الفكرة، فهل لا يزال بإمكان الرئيس إيقافه مؤقتاً؟

الرئيس ليس له حق النقض
وفق الدستور الفرنسي، فإن رئيس الجمهورية ملزم بإصدار قانون بعد اعتماده من قِبل البرلمان. تنص المادة 10 من دستور الجمهورية الخامسة على ما يلي «يصدر رئيس الجمهورية القوانين في غضون خمسة عشر يوماً من إحالة القانون المعتمد بشكل نهائي إلى الحكومة...».
كما أن رئيس الجمهورية لا يستطيع أن يقرر تحرير نفسه من واجب إصدار نص: في فرنسا، على عكس الولايات المتحدة، لا يملك الرئيس حق النقض على النصوص التي تم التصويت عليها في البرلمان، حسبما أفاد أستاذ القانون العام فيليب بلاشير، مدير مركز القانون الدستوري في ليون 3 لصحيفة «لوفيغارو». لم يحدث أبداً في تاريخ الجمهورية الخامسة الفرنسية، أن الرئيس الجمهورية يرفض إصدار قانون: الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران رفض التوقيع على مراسيم أرسلها رئيس وزرائه، لكنه لم يرفض أبداً أي قانون.

إعادة القانون إلى البرلمان
الاحتمال الوحيد أمام إيمانويل ماكرون، إذا أراد تجنب تفعيل إصلاح نظام التقاعد على الفور، هو إعادته إلى البرلمان. فكذلك بحسب المادة 10 من الدستور «يجوز للرئيس، قبل انقضاء هذه الفترة (15 يوماً)، أن يطلب من البرلمان مداولات جديدة حول القانون أو بعض مواده. لا يمكن رفض هذه المداولات الجديدة». وقد استخدم هذا الاحتمال ثلاث مرات فقط، منها على سبيل المثال في عام 1983 من قِبل فرنسوا ميتران لإلغاء إقامة المعرض العالمي في باريس في عام 1989.
واعتبر التقرير أن ما هو ممكن دستورياً (أي إعادة مقترح القانون إلى البرلمان) مع ذلك، من الناحية السياسية، يصعب تخيله: بعد حوار الصم بين الأغلبية والمعارضين في الجمعية العامة، واختيار المادة 49.3 لتجنب رفض النص. من يمكنه أن يصدق أن إيمانويل ماكرون سيضع مرة أخرى مصير إصلاحه في أيدي النواب؟

سابقة «وقف التنفيذ» لجاك شيراك
لفت التقرير إلى وجود سابقة لا تزال في ذاكرة الجميع، وهي وقف تنفيذ قانون وإصدار قانون آخر يعدل القانون موضوع الخلاف، كما حصل في قانون «تكافؤ الفرص» لعام 2006، بما في ذلك إنشاء «عقد الوظيفة الأولى» (الذي يسمح لأصحاب الأعمال بفصل الموظفين الذين تقل أعمارهم عن 26 عاماً دون إبداء أسباب خلال العامين الأولين من الالتحاق بالعمل) الذي عجّل بخروج المنظمات الطلابية في الشارع. بعد اعتماد النص، الذي لم يجد المجلس الدستوري أي خطأ فيه، قام الرئيس الفرنسي آنذاك جاك شيراك بتعهد رسمي على شاشة التلفزيون، في أعقاب إصدار النص، بإصدار قانون جديد من شأنه تعديل القانون المثير للجدل؛ لذلك تم إصدار القانون الأول ولكن لم يتم تطبيقه، ثم تم تصحيحه بعد ذلك مباشرة، لمراعاة متطلبات الشارع.
من خلال عملية مماثلة، يستطيع إيمانويل ماكرون بالتالي أن يقدم للنقابات «الاستراحة» التي يأملونها، حيث يمكن لإيمانويل ماكرون أن يصدر القانون ويتعهد رسمياً بأن يعدل بقانون جديد تاريخ دخول قانون إصلاح نظام التقاعد حيز التنفيذ، على سبيل المثال من خلال تقديم بدء العمل به إلى 1 سبتمبر (أيلول) 2024 وليس 1 سبتمبر من هذا العام»؛ مما يتيح الوقت لإعادة فتح المفاوضات مع النقابات.



مجموعة العشرين تتعهد «التعاون» لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء

تتولى البرازيل الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين (أ.ف.ب)
تتولى البرازيل الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين (أ.ف.ب)
TT

مجموعة العشرين تتعهد «التعاون» لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء

تتولى البرازيل الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين (أ.ف.ب)
تتولى البرازيل الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين (أ.ف.ب)

اتفقت دول مجموعة العشرين على العمل معاً لفرض ضرائب على أثرى الأثرياء، لكن دون التوصل لاتفاق حول نظام ضريبي عالمي، وذلك وفقاً لإعلان تمّ تبنيه بعد اجتماع وزراء مالية دول المجموعة في ريو دي جانيرو.

وقال الإعلان الصادر عن البرازيل التي تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة إنه «مع الاحترام الكامل للسيادة الضريبية، سنسعى إلى المشاركة متعاونين لضمان فرض ضرائب فعالة على صافي الثروات العالية للأفراد»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف الوزراء في إعلانهم أنّ «عدم المساواة في الثروة والدخل يقوّض النمو الاقتصادي والتماسك الاجتماعي ويؤدي إلى تفاقم نقاط الضعف الاجتماعية». ودعا الإعلان إلى «سياسات ضريبية فعّالة وعادلة وتصاعدية».

وقال وزير المالية البرازيلي فرناندو حداد إنّه «من المهمّ، من وجهة نظر أخلاقية، أن ترى أغنى عشرين دولة أنّ لدينا مشكلة تتمثّل في فرض ضرائب تصاعدية على الفقراء وليس على الأثرياء».

ورحّبت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، الجمعة، بالإعلان الصادر عن مجموعة العشرين والمؤيّد «للعدالة المالية»، معتبرةً أنّه «جاء في الوقت المناسب ومرحّب به».

وقالت غورغييفا في بيان إنّ «الرؤية المشتركة لوزراء مجموعة العشرين بشأن الضرائب التصاعدية تأتي في الوقت المناسب وهي موضع ترحيب، لأنّ الحاجة إلى تجديد الاحتياطيات المالية مع تلبية الاحتياجات الاجتماعية والتنموية تنطوي على قرارات صعبة في العديد من البلدان». وأضافت أنّ «تعزيز العدالة الضريبية يساهم في القبول الاجتماعي لهذه القرارات».