فندق {ذا ويلزلي} The Wellesley قد يكون لا يزال مجهولا بالنسبة لبعض زوار العاصمة الجذابة لندن، والسبب هو أنه أحدث فندق من فئة بوتيك يفتح أبوابه في {11 نايتسبردج» العنوان الغني عن التعريف الذي يعتبر من أكثر العناوين أناقة في المدينة. فإذا كنت تزور لندن حاليا أو تنوي زيارتها قريبا، وطلبت من سائق التاكسي أن يأخذك إلى هذا الفندق قد يكون جوابه {فندق ماذا؟ ما اسمه؟» وذلك لأن الفندق افتتح أبوابه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وبدأ بالعمل فعليا منذ أقل من شهرين، ولكنه استطاع جذب زواره لأسباب كثيرة، على رأسها الخدمة والديكورات الرائعة، الموقع والشرفات المفتوحة التي تقدم أكبر لائحة في العالم لأجود أنواع السيجار، بعضها يتم تصنيعه في كوبا خصيصا للفندق.
كل زاوية من زوايا مبنى الفندق تحكي قصة، ولا تزال الحجارة الحمراء تقف شاهدة على تاريخ المبنى الذي يعود إلى عام 1920 عندما كان في السابق مدخلا لمحطة مترو الأنفاق {هايد بارك كورنر}، ونفس تلك الحجارة لا تزال موجودة في جميع محطات المترو القديمة في لندن، وبطريقة فنية ذكية جدا، تم مزج الديكورات الحديثة مع تفاصيل المبنى التاريخي، ومن أفضل من مهندسي الديكور في شركة {فوكس لينتون} الحائزة جوائز عالمية كثيرة؟
الوصول إلى {ذا ويلزلي}
يعتبر الوصول إلى الفندق من أسهل الأمور، فهو يقع في أحضان شارع {نايتسبردج} تحديدا عند بدايته من جهة دوار {هايد بارك كورنر}، والبعض يعرف عنه بالقول {الفندق الجديد جار فندق لانزبرا}، ولا أظن أن إدارة الفندق تستاء من الربط ما بين الفندقين لأنهما بعيدان كل البعد عن بعضهما من ناحية المفهوم ولو أنهما قريبان جدا جغرافيا. {ذا ويلزلي} هو من فئة فنادق البوتيك الصغيرة، مكون من 7 طبقات ويضم 36 غرفة وجناحا تطل جميعها على حديقة {الهايد بارك} وأجمل معالم لندن.
الغرف والأجنحة
مدخل الفندق يبعث الدفء في الزائر، شكله مستطيل تضيئه مصابيح الكريستال، وتعكس نورها على الأرضية التي يكسوها الرخام العاجي، بمجرد دخولك إلى الفندق تشعر وكأن الزمان أخذك إلى حقبة العشرينات والثلاثينات، وهذا الأمر مقصود من ناحية اختيار {الآرت ديكو} الذي اشتهرت به ديكورات المنازل في تلك الفترة، الألوان هادئة يطغى عليها اللون العاجي والشمامي والزهري، عاملات الاستقبال يتميزن بزي موحد جميل أما الموظفون الرجال فلا تقل أناقتهم عن النساء.
الغرف والأجنحة تختلف من حيث الحجم إلا أن القاسم المشترك فيما بينها هو الذوق الرفيع والأثاث الرائع الذي يدخل في وسائده المخمل، وتزين الجدران لوحات فوتوغرافية لفنانات من زمن الفن الجميل، ولا بد أن نذكر ونصف روعة الرخام في جميع الحمامات، الذي تم استيراده من إيطاليا، وحمامات الأجنحة مجهزة بشاشات مسطحة، كما أن الغرف والأجنحة تقدم خدمة {الواي فاي} بالمجان، وتجد فيها أيضا ألواحا إلكترونية من تصميم {سامسونغ} يمكنك من خلالها حجز أي مطعم تريد في لندن والاتصال بمكتب الاستقبال في الفندق مباشرة وطلب خدمة الغرف أو أي خدمة أخرى.
14 غرفة تحمل أسماء شخصيات شهيرة عرفت في فترة العشرينات مثل تشرشل ولويس أرمسترونغ وهاورد كارتر ورودولف فالنتينو..، والجناح التنفيذي الأكبر يمتد على الطابقين السادس والسابع ويربط ما بين الطابقين سلم حلزوني داخلي يأخذك إلى غرفة إضافية مع شرفة تزينها الخضرة الصناعية وتطل على روعة لندن.
خدمات مميزة
يعتمد أسلوب ومفهوم الفندق على تقديم أفضل خدمة ممكنة في عالم الفندقة، وجودة الخدمة تبدأ من عامل ركن السيارة إلى عامل الاستقبال والكونسييرج مرورا بالمطعم والبار والتراس.. هناك عناية غير عادية بالتفاصيل والخدمة الراقية.
نادل خاص
وقت {الشيك إن} عند الساعة الثانية بعد الظهر وموعد {الشيك أوت} عند منتصف اليوم، تستعمل في الفندق مستحضرات {هيرميس} وأرضية الفندق مدفأة، يقدم الفندق خدمة النادل الخاص {الباتلر} على مدى 24 ساعة لجميع النزلاء في جميع الغرف والأجنحة، وتتضمن خدمة {الباتلر} ترتيب الأمتعة والمتعلقات الشخصية وإعادة توضيبها عند المغادرة، إضافة إلى كي الثياب وخدمة الغرف، ومن الممكن طلب {باتلر} أنثى.
هاتف جوال
وسيكون هناك جهاز هاتف جوال تحت تصرف كل زائر طيلة فترة إقامته في الفندق، وهذا الأمر ممتاز بالنسبة لرجال الأعمال المقيمين خارج بريطانيا، فالرقم محلي ويعطى إلى جانب بطاقة ائتمان خاصة لتسهيل عملية استخدامه.
سيارة رولز رويس
من الخدمات الاستثنائية الأخرى، خدمة التوصيل بسيارة رولز رويس من طراز {فانتوم} تكون دائما بخدمة الزوار لتوصيلهم إلى الأماكن التي يودون الذهاب إليها، على أن لا تتعدى المسافة الميل ونصف الميل داخل لندن. وهذه الخدمة مجانية ولا يتوجب على النازل دفع أي مبلغ إضافي للحصول عليها ولكن من الأفضل حجز الأوقات المناسبة مسبقا.
سيجار لاوندج
المعروف عن لندن مثل الكثير من العواصم الغربية والعربية، أنه يمنع التدخين في الأماكن المقفلة فيها، وحلت هذه المسألة في الفندق من خلال تأمين صالون خاص بتدخين السيجار، وهناك غرفة خاصة بحفظ السيجار تضم أنواعا من أجود السيجار التي لا يمكن أن تجدها في أي مكان آخر في أوروبا، غرفة الـHumidor ستثير إعجابك بالتأكيد ولو لم تكن من المدخنين، يكفي أن يشرح لك الاختصاصي في عالم السيجار الإيطالي باسكوالي عن أنواع السيجار وأسعارها التي تصل في بعض الأحيان إلى 4 آلاف جنيه إسترليني للسيجار الواحد، أما عن العلب فحدث ولا حرج، حيث يعود تاريخ بعضها إلى القرن السابع عشر، تم شراؤها من أهم المزادات العالمية ويعود تاريخ تصنيع بعضها إلى فترة ما قبل كاسترو. والضيف الدائم هنا هو السير وينستون تشرشل الذي كان يعتبر من أشهر مدخني السيجار على الإطلاق، وتتصدر صورته المكان وهي مصنوعة من ورق السيجار ومن توقيع الفنان الكوبي إيرنستو ميلانيس.
الشرفة الخارجية
لا يمكن أن تزور الفندق من دون أن تقع في شباك الغرام بتلك الواحة الخضراء في وسط لندن، الديكور رائع، يتماشى مع الديكورات الداخلية، وتوجد شرفتان تقعان إلى جانبي المدخل الرئيس، وهما متطابقتان من حيث الديكور والأثاث فتتخيل وكأنك ترى الحديقة الصغيرة في المرآة. هذه الشرفة هي عبارة عن مساحة أشبه بحدائق المدن، صغيرة الحجم، ولكن أثاثها أشبه بأثاث القصور، أرائك من الجلد الطبيعي بإطارات من الخشب المحفور، الأرضية يكسوها السجاد بتصاميم تبرز {الآرت ديكو}، وتلف {التراس} حوائط من الشتول الخضراء الاصطناعية لتزيد المكان جمالا وتنسيك أنك تجلس على طريق عام في وسط مدينة ملؤها الحركة. وتعتبر هاتان الواحتان من أكثر الأماكن التي يأتي إليها اللندنيون (من غير النزل في الفندق) لأنه يمكنهم التدخين فيها، فهي في الهواء الطلق ولكن تتمتع بسقف زجاجي مجهز بمدافئ كهربائية صغيرة، إضافة إلى مدفأة تعمل على الغاز تخدعك بالحطب الذي يشتعل بداخلها لتظن أنها مدفأة نار حقيقية، وهي تتوسط الحائط الرئيس في وسط {التراس}. وإضافة إلى التدخين تقدم في {التراس» لائحة الطعام نفسها التي يمكنك طلب أطباقها في المطعم البيضاوي «ذا بيجو أوفال». والاهم من هذا كله، يستقبل التراس الزوار في أي وقت من النهار والليل لأنه تابع للفندق ولا يخضع لقوانين الإغلاق المبكر مثل باقي المطاعم في لندن.
الطعام
إذا كنت من محبي المأكولات الإيطالية، فسيكون مطعم The Bijou Ovalبانتظارك بلائحة طعام غنية بالأطباق الإيطالية اللذيذة التي تحمل نكهة بلادها الأصلية، يتسع المطعم لـ28 شخصا، ويقدم المأكولات فترة الظهر والمساء كما يمكن طلب نفس الأطباق عند {التراس» أيضا إذا فضلت الجلوس في الخارج. من ألذ الأطباق التي لا بد أن تتذوقها: طبق تونا الكارباتشيو وطبق المعكرونة مع سرطان البحر وصلصة الطماطم، وطبق الرافيلوي المحشو بجبن البوراتا (أشبه بجبن الموتزاريلا)، ولا بد أن تنهي الوليمة الإيطالية بطبق الحلوى ومن ألذها: التيراميسو والميل فوي، ولمحبي البيتزا وللصغار ننصح بتجربة البيتزا التي تحضر في فرن حطب حقيقي، نكهتها أكثر من رائعة.
جاز لاوندج
كما أنه لمحبي الفن مساحتهم الخاصة في الفندق ولمحبي الأكل أطباقهم، أيضا لمحبي الموسيقى عنوانهم الخاص في الفندق.
الـ{جاز لاوندج} بشكله البيضاوي يترجم فترة العشرينات حرفيا من خلال الأثات الجميل والألوان الزاهية وتصميم الكراسي وحتى الستائر التي تتخللها سلاسل {الدايمونتي} الكريستال البراقة، ويتربع في الزاوية بيانو كبير أسود، يطرب على أنغامه محبو موسيقى الجاز التي تصدح في المكان كل ليلة. واللافت أن هذا المكان استضاف بعضا من أهم المبدعين في عالم الموسيقى مثل الفنانة الراحلة إيمي واينهاوس (في آخر أداء لها قبل وفاتها) وجوني دانكوورث وكليو لاين وميكا باريس.
فترة بعد الظهر يمكنك تناول الشاي الإنجليزي في {جاز لاوندج} مع تشكيلة واسعة من الحلويات والساندويتشات والفاكهة.
