تركيا: أحزاب وقانونيون يطعنون في ترشح إردوغان للرئاسة

إردوغان يلقي كلمة في اجتماع لكتلة نواب الحزب الحاكم في 15 مارس الحالي (د.ب.أ)
إردوغان يلقي كلمة في اجتماع لكتلة نواب الحزب الحاكم في 15 مارس الحالي (د.ب.أ)
TT

تركيا: أحزاب وقانونيون يطعنون في ترشح إردوغان للرئاسة

إردوغان يلقي كلمة في اجتماع لكتلة نواب الحزب الحاكم في 15 مارس الحالي (د.ب.أ)
إردوغان يلقي كلمة في اجتماع لكتلة نواب الحزب الحاكم في 15 مارس الحالي (د.ب.أ)

قدّم عدد من الأحزاب والقانونيين مذكرات اعتراض إلى المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا على ترشح الرئيس رجب طيب إردوغان للانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة خلافا للدستور.
وتسلم المجلس الأعلى للانتخابات، الثلاثاء، اعتراضات من أحزاب «الجيد»، و«الديمقراطية والتقدم»، و«البلد»، و«العمال»، إلى جانب مذكرة اعتراض من رئيس نقابة المحامين في إسطنبول الأسبق تورغوت كازان، تطعن في ترشح إردوغان للرئاسة، وتؤكد أنه مخالف لأحكام الدستور المعمول به في تركيا، والذي وضع عام 1982، وأن التعديل الذي أدخل عليه في عام 2017 وبدأ سريانه في 30 أبريل (نيسان) 2018 لا يرتب استثناء لأحكام الدستور يسمح لإردوغان بالترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) المقبل.
وأكد المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، عمر تشيليك، أنه لا توجد عوائق أمام خوض إردوغان الانتخابات الرئاسية المقبلة.
واعتبر رئيس البرلمان التركي، مصطفى شنطوب، أن ترشح إردوغان للرئاسة سليم ولا تشوبه شبهة مخالفة للمادة 101 من الدستور، وأن التعديل الدستوري الذي دخل حيز التنفيذ في 30 أبريل 2018 يمنحه الترشح مجدداً ولا استثناء في ذلك، وأن الاعتراضات على ترشحه اعتراضات سياسية لا قانونية.
وانتقد الرئيس الأسبق لنقابة المحامين في إسطنبول، تورغوت كازان، تصريح شنطوب، مؤكدا أن رئيس البرلمان عليه التزام الحياد في هذه المسألة. وأشار إلى أن قاعدة تحديد المصطلح في الدستور ملزمة لجميع الأجهزة والسلطات والأفراد، بما في ذلك المجلس الأعلى للانتخابات، وأنه تم تعديل الدستور في 2017 لتغيير النظام من برلماني إلى رئاسي، لكن الدستور نفسه لم يتغير عما كان عليه منذ وضع عام 1982، ولا يمكن أن يقال إن إردوغان ترشح بعد النظام الجديد للمرة الأولى ويحق له الترشح للمرة الثانية، وتجاهل ترشحه عام 2014 كما يدعي «حزب العدالة والتنمية» ومستشارو الرئيس.
في الوقت ذاته، قام إردوغان، الثلاثاء، بزيارة لحزب «الرفاه من جديد»، الذي يرأسه فاتح أربكان، والذي أعلن الأسبوع الماضي الانضمام إلى تحالف «الشعب» الذي يضم أحزاب «العدالة والتنمية» الحاكم، و«الحركة القومية»، و«الوحدة الكبرى». وجاءت الزيارة وسط جدل حول تمسك حزب «الرفاه من جديد» بإلغاء القانون 6284 الخاص بمنع العنف ضد المرأة.
واستبق نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية» الحاكم لشؤون الانتخابات، علي إحسان ياوز، زيارة إردوغان لحزب «الرفاه من جديد» ولقاء أربكان، الذي أعلن انسحابه من سباق الرئاسة لصالح إردوغان، بالتأكيد على أن إردوغان يظهر حساسية بشأن القانون، وأنه لم يتم المطالبة من جانب أربكان بإلغاء القانون أو تقديم تعهدات في هذا الصدد، وإنما يمكن مناقشة التعديلات إذا كانت مقبولة ولا تصطدم بالثوابت.
وعلى جانب آخر، يلتقي مرشح المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، كمال كليتشدار أوغلو، الأربعاء، رئيس حزب «البلد» محرم إينجه، وهو مرشح منافس في انتخابات الرئاسة، ومنشق عن حزب «الشعب الجمهوري» أيضا. ويتردد في الأروقة السياسية أن كليتشدار أوغلو ربما يسعى لإقناع إينجه، الذي رحب بلقائه ووصفه بالأخ الأكبر، بالانسحاب من سباق الرئاسة حتى لا يؤدي ذلك إلى تفتيت أصوات المعارضة لصالح إردوغان وعدم حسم الانتخابات من الجولة الأولى.
وزار كليتشدار أوغلو ولاية كونيا، وسط تركيا، الثلاثاء، وعقد لقاءات مع ممثلي مختلف قطاعات الصناعة والتجارة والزراعة والشباب والمرأة والمنظمات المدنية، كما حضر تجمعاً جماهيرياً، وتعهد وقف الهدر والإسراف في مختلف القطاعات ومؤسسات الدولة ودعم قطاع الزراعة، وحل مشاكلها، ووعد الشباب بعدم التفكير في الهجرة من البلاد، وأن يعود الشباب التركي المهاجر إلى وطنه وأهله بوجه مبتسم، وأن تتبدد المخاوف من الاعتقال أو طرق الشرطة الأبواب عند الفجر بسبب تغريدة على «تويتر» كما يحدث الآن، لأن تركيا، حال فوزه بالرئاسة، ستكون دولة ديمقراطية تسودها الحريات.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


إيران توقف زوج المحامية والناشطة نسرين ستوده

المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)
المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

إيران توقف زوج المحامية والناشطة نسرين ستوده

المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)
المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)

أوقفت السلطات الإيرانية، اليوم الجمعة، رضا خندان زوج المحامية والناشطة نسرين ستوده التي اعتُقلت عدة مرات في السنوات الأخيرة، بحسب ابنته ومحاميه.

ونشرت ابنته ميراف خاندان عبر حسابها على موقع «إنستغرام»: «تم اعتقال والدي في منزله هذا الصباح». وأكد محاميه محمد مقيمي المعلومة في منشور على منصة «إكس»، موضحاً أن الناشط قد يكون أوقف لقضاء حكم سابق.

ولم ترد تفاصيل أخرى بشأن طبيعة القضية أو مكان احتجازه، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأوقفت زوجته ستوده البالغة 61 عاماً والحائزة عام 2012 جائزة «ساخاروف» لحرية الفكر التي يمنحها البرلمان الأوروبي، آخر مرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أثناء حضورها جنازة أرميتا غاراواند التي توفيت عن 17 عاماً في ظروف مثيرة للجدل. وكانت دول أوروبية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد أعربت عن دعمها للمحامية التي أُطلق سراحها بعد أسبوعين.

وقد دافعت عن العديد من المعارضين والناشطين، من بينهم نساء رفضن ارتداء الحجاب الإلزامي في إيران، وكذلك مساجين حُكم عليهم بالإعدام بسبب جرائم ارتكبوها عندما كانوا قاصرين. وكان زوجها يساندها باستمرار، ويطالب بالإفراج عنها في كل فترة اعتقال. ويأتي توقيفه فيما من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في الأيام المقبلة قانون جديد يهدف إلى تشديد العقوبات المرتبطة بانتهاك قواعد اللباس في إيران.

وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير إن النساء قد يواجهن عقوبة تصل إلى الإعدام إذا انتهكن القانون الرامي إلى «تعزيز ثقافة العفة والحجاب».