الصفدي: الأردن يعمل مع المجتمع الدولي للتوصل إلى حل للأزمة السورية

جانب من لقاء الصفدي وبوحبيب (الشرق الأوسط)
جانب من لقاء الصفدي وبوحبيب (الشرق الأوسط)
TT

الصفدي: الأردن يعمل مع المجتمع الدولي للتوصل إلى حل للأزمة السورية

جانب من لقاء الصفدي وبوحبيب (الشرق الأوسط)
جانب من لقاء الصفدي وبوحبيب (الشرق الأوسط)

أكد نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، أن بلاده تعمل بالتنسيق مع المجتمع الدولي على التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، عبر المبادرة الأردنية القائمة على دور عربي ينخرط بشكل مباشر مع الحكومة السورية وفق منهجية الخطوة مقابل الخطوة للتوصل إلى حل متدرج ينهي هذه الأزمة ويعالج كل تبعاتها السياسية والإنسانية والأمنية.
وأضاف الصفدي في تصريحات صحافية مشتركة مع نظيره وزير الخارجية والمغتربين في الجمهورية اللبنانية عبد الله بوحبيب، أن الأردن ولبنان «دولتان جارتان لسوريا الشقيقة ومعنيتان بشكل كبير في أن تنتهي هذه الأزمة وفي أن نتجاوز هذه الكارثة التي دفع الشعب السوري الشقيق ثمناً كبيراً لها، وتحملنا نحن في المنطقة أيضاً انعكاساتها السلبية علينا جمعياً».
وأكد الصفدي أن مسؤولية توفير العيش الكريم للاجئين السوريين ليست مسؤولية الدول المستضيفة فقط، بل مسؤولية مشتركة للمجتمع الدولي. وأضاف: «سنستمر في القيام بكل ما نستطيعه من أجل توفير العيش الكريم للاجئين إلى حين توفر الظروف التي تتيح العودة الطوعية لهم إلى بلدهم».
وفي الشأن اللبناني أكد الصفدي، أن الأردن سيستمر في الوقوف إلى جانب لبنان الشقيق لتجاوز الأزمة التي يواجهها، ومن أجل «أن يستعيد لبنان أمنه وألقه وبريقه ومكانته منارة في منطقتنا العربية». وأضاف أن دعم المملكة للبنان ثابت ومستمر، لكن الإصلاح والمعالجة يجب أن يبدآ من الداخل اللبناني، «ونحن نثق بأن أشقاءنا اللبنانيين سيكونون قادرين على تجاوز التحديات والوصول إلى التوافقات الضرورية من أجل تفعيل العمل المؤسساتي وتمكين هذه المؤسسات من خدمة مصالح لبنان وخدمة الشعب اللبناني الشقيق، الذي دائماً يرى فيه الأردن شعباً شقيقاً نعتز به وبعلاقتنا معه». وأشار الصفدي إلى أن محادثاته مع بوحبيب تناولت التعاون الاقتصادي، بما في ذلك تزويد المملكة للبنان بالكهرباء عبر سوريا، فور إنجاز لبنان اتفاقه مع البنك الدولي الذي سيمول مشروع الربط الكهربائي.
وفي الملف الفلسطيني، قال الصفدي إنه بحث هو ووزير الخارجية اللبناني الجهود المبذولة لوقف التدهور في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتصدي للأجندات المتطرفة التي تحاول استباحة حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق والحؤول دون التوصل إلى حقوقه السياسية كاملةً، خصوصاً حقه في الدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967، على أساس حل الدولتين. وقال: «أكدنا موقفنا الثابت بأننا نقف بكل إمكانياتنا إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه، ومستمرون في التنسيق وفي العمل إقليمياً ودولياً من أجل وقف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من انتهاكات مستمرة لحقوقه، ووقف محاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة». وقال الصفدي: «الملك عبد الله الثاني الوصي على هذه المقدسات، دائماً يوجه ويتابع بشكل مباشر الجهود التي تقوم بها المملكة من أجل حماية المقدسات وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية».
من جانبه، أكد بوحبيب أن «الحكومة اللبنانية تؤيد الأردن فيما يخص الأحداث الأخيرة والتصعيد المدان من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، وتحديداً في مدينة القدس، وتثمن حركته الدولية من أجل المحافظة على حقوق الشعب الفلسطيني. كما نؤكد على الوصاية الهاشمية على المقدسات المسيحية والإسلامية في المدينة».
وثمّن وزير خارجية لبنان المبادرة الأردنية فيما يخص الأزمة السورية، داعياً إلى إيجاد إطار تنسيقي مشترك لقضية النازحين السوريين: «هذه المأساة الإنسانية ليست فقط مأساة المدنيين النازحين من أراضيهم ووطنهم، بل أيضاً عبء كبير على لبنان على جميع الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية وبالأخص السياسية والأمنية».
وأضاف بوحبيب: «أود أن أشدد أيضاً على ضرورة تعاون عربي سياسي ودبلوماسي، وندعو باسم لبنان الدول العربية إلى التعاون الوثيق في مجال التنمية والتكامل الاقتصادي، وأهمية الربط بين الدول العربية في كافة المجالات، وخاصة في قطاعات التجارة والطاقة والمياه».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

«حماس» «ترحّب» بالتصويت الأممي على وقف إطلاق النار في غزة

رجل فلسطيني يحمل جثة طفل قُتل في غارات جوية إسرائيلية ليلية على مدينة غزة أثناء الاستعدادات للدفن في «مستشفى الأهلي العربي» المعروف أيضاً باسم «المستشفى المعمداني» (أ.ف.ب)
رجل فلسطيني يحمل جثة طفل قُتل في غارات جوية إسرائيلية ليلية على مدينة غزة أثناء الاستعدادات للدفن في «مستشفى الأهلي العربي» المعروف أيضاً باسم «المستشفى المعمداني» (أ.ف.ب)
TT

«حماس» «ترحّب» بالتصويت الأممي على وقف إطلاق النار في غزة

رجل فلسطيني يحمل جثة طفل قُتل في غارات جوية إسرائيلية ليلية على مدينة غزة أثناء الاستعدادات للدفن في «مستشفى الأهلي العربي» المعروف أيضاً باسم «المستشفى المعمداني» (أ.ف.ب)
رجل فلسطيني يحمل جثة طفل قُتل في غارات جوية إسرائيلية ليلية على مدينة غزة أثناء الاستعدادات للدفن في «مستشفى الأهلي العربي» المعروف أيضاً باسم «المستشفى المعمداني» (أ.ف.ب)

رحّبت حركة «حماس»، الخميس، بتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة، وهي دعوة تبقى رمزية بعدما فرضت الولايات المتحدة الفيتو على نص مماثل في مجلس الأمن.

وقالت الحركة في بيان: «نرحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبتأييد مائةٍ وثمانٍ وخمسين دولة؛ قراراً يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، وتمكين السكان المدنيين في القطاع من الوصول الفوري إلى الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية، ويرفض أي مسعى لتجويع الفلسطينيين»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويشير الإسرائيليون والفلسطينيون إلى جهود جديدة للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار، للمرة الأولى منذ عام، من شأنه أن يوقف القتال في غزة ويعيد إلى إسرائيل عدداً على الأقل من 100 رهينة ما زالوا محتجزين في القطاع الفلسطيني.

ويأتي هذا التفاؤل الحذر في الوقت الذي يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن، محادثات في إسرائيل مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر، اللتين تضطلعان بدور الوساطة مع الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق.

وأسفرت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي اندلعت عقب الهجوم غير المسبوق لحركة «حماس» على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عن مقتل عشرات الآلاف وتدمير القطاع بشكل كبير.

وأدّى هجوم «حماس» إلى مقتل 1208 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، بحسب إحصاء أعدّته «وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى أرقام رسمية. وتشمل هذه الحصيلة رهائن قُتلوا أو ماتوا في الأسر.

وخُطِف أثناء الهجوم 251 شخصاً من داخل الدولة العبرية، لا يزال 97 منهم محتجزين في القطاع، بينهم 35 شخصاً أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قُتلوا.