أطباء: صيام رمضان «لا يضر» مرضى قصور القلب

بشرط الإدارة الجيدة لفترة ما بعد الإفطار

صيام رمضان آمن لمرضى قصور القلب بشروط (آي ستوك)
صيام رمضان آمن لمرضى قصور القلب بشروط (آي ستوك)
TT

أطباء: صيام رمضان «لا يضر» مرضى قصور القلب

صيام رمضان آمن لمرضى قصور القلب بشروط (آي ستوك)
صيام رمضان آمن لمرضى قصور القلب بشروط (آي ستوك)

كثيراً ما يسأل مرضى قصور القلب عما إذا كان الصيام آمناً، ولم يكن لدى الأطباء دليل علمي يمكن أن يتم البناء عليه، لإصدار نصيحة دقيقة، ولكن دراسة تم تقديمها قبل 4 سنوات في اجتماع جمعية القلب السعودية، أصبحت الدليل الذي يدفع الأطباء إلى القول إن «الصيام آمن، ما دامت الشروط التي حددتها الدراسة قد اتُّبعت».
ويقول محمد فتحي، وهو اختصاصي في أمراض القلب بوزارة الصحة المصرية لـ«الشرق الأوسط»، إن «المرضى المصابون بأمراض مزمنة، مثل قصور القلب، مُعفَون من الصيام؛ لكن معظمهم يختار الصيام، وأمام إصرارهم لا يملك الأطباء إلا توضيح المخاطر، وتعديل مواعيد تناول الأدوية، بما يتلاءم مع الوقت من المغرب وحتى الفجر، ولكن الدراسة التي عرضت قبل 4 أعوام في مؤتمر جمعية القلب السعودية، منحت الأطباء بعض الطمأنينة على المرضى الراغبين في الصيام».
وتشمل أعراض قصور القلب: ضيق التنفس، وتورم الكاحل، والإرهاق. وينصح المرضى بالحد من تناول السوائل يومياً إلى أقل من لترين، والصوديوم (ملح الطعام) إلى أقل من 2500 ملليغرام. وتشمل الأدوية التي يحصلون عليها مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) أو حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2، (ARBs)، ومدرات البول، والديجوكسين. ويقول فتحي: «الدراسة السعودية خلصت إلى أن الالتزام بهذه الأدوية والنصائح يمكن أن يجعل فترة الصيام تمر بسلام على المرضى؛ بل بالعكس يمكن أن تكون مفيدة لبعضهم؛ لأن فترة الصيام تقلل من تناول السوائل والملح».
وكانت هذه الدراسة التي قادها رامي أبازيد، اختصاصي أمراض القلب بمركز الأمير سلطان للقلب بالقصيم، قد شملت 249 مريضاً من 3 عيادات لقصور القلب، كانوا يخططون للصيام خلال شهر رمضان، وصام ما مجموعه 227 مريضاً (91 في المائة) طوال شهر رمضان، ومن بين هؤلاء، 209 (92 في المائة) لم تظهر عليهم أي تغيرات، أو تحسنت أعراضهم، بينما ساءت الأعراض في 18 مريضاً (8 في المائة)، وكانت زيارات الاستشفاء وقسم الطوارئ أكثر تواتراً مع المرضى الذين يعانون تفاقم الأعراض، مقارنة بالمرضى الذين يعانون أعراضاً مستقرة أو محسنة.
ووجدت الدراسة أن المرضى الذين يعانون تفاقم الأعراض كانوا أقل عرضة للالتزام بقيود السوائل والملح، من أولئك الذين يعانون أعراضاً مستقرة أو محسنة (39 في المائة مقابل 79 في المائة)، وكانوا أقل تمسكاً بأدوية قصور القلب (67 في المائة مقابل 94 في المائة).
ومن جانبه، يرى محمد عاطف، اختصاصي أمراض القلب بوزارة الصحة المصرية، أن المبررات التي ساقتها الدراسة السعودية لعدم التزام المرضى بالأدوية والنصائح «تتوافق» مع العادات الرمضانية؛ حيث تم رصد أسباب، منها: دعوات الإفطار؛ حيث يتناول المرضى ما يتم وضعه من طعام، حتى لو كانت نسبة الملح فيه غير مناسبة لهم، وهو ما يجعلهم يسربون كمية كبيرة من السوائل في غضون فترة قصيرة للغاية، بما يمكن أن يسبب تحولات في السوائل بالجسم. أما عن عدم تناول بعض الأدوية: «فبعض المرضى يتوقفون عن استخدام مدرات البول أو يقللون منها، لخوفهم من الشعور بالعطش خلال ساعات الصيام، بالإضافة إلى أن الأدوية التي يجب تناولها مرتين يومياً، يقوم بعضهم بحذف جرعة منها، أو أخذ كلتا الجرعتين معاً».
ويقول عاطف لـ«الشرق الأوسط»، إن «صيام رمضان آمن لمعظم مرضى قصور القلب المزمن؛ بل قد يكون مفيداً بشرط الإدارة الجيدة لفترة ما بعد الإفطار، عن طريق الالتزام بقيود السوائل والأملاح، وعدم إغفال أي جرعات من الأدوية؛ حيث يمكن الحصول على الجرعتين بأكبر فجوة ممكنة خلال ساعات عدم الصيام، كما يُنصح بتناول 4 وجبات صغيرة بدلاً من وجبتين كبيرتين، والحفاظ على ممارسة الرياضة البدنية، حتى عن طريق المشي لمسافة قصيرة»؛ لكنه يشدد على أن مرضى قصور القلب الذين يعانون التعب أو نقص الطاقة وضيق التنفس؛ حيث يحتاجون إلى جرعات متكررة من الأدوية المدرة للبول، قد لا يتمكنون من الصيام.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

تطبيق ذكي لاكتشاف مواهب كرة القدم

يسمح التطبيق للمستخدمين بتحميل مقاطع فيديو تعتمد على إبراز قدراتهم الرياضية (جامعة كينغستون)
يسمح التطبيق للمستخدمين بتحميل مقاطع فيديو تعتمد على إبراز قدراتهم الرياضية (جامعة كينغستون)
TT

تطبيق ذكي لاكتشاف مواهب كرة القدم

يسمح التطبيق للمستخدمين بتحميل مقاطع فيديو تعتمد على إبراز قدراتهم الرياضية (جامعة كينغستون)
يسمح التطبيق للمستخدمين بتحميل مقاطع فيديو تعتمد على إبراز قدراتهم الرياضية (جامعة كينغستون)

مع اقتراب فترة الانتقالات الصيفية من نهايتها، تبدأ أندية كرة القدم في جميع أنحاء العالم البحث عن الميزات التي يمكن أن تساعدها في الوصول إلى لاعبي كرة القدم الواعدين والقادرين على التألّق في الملاعب.

يساعد تطبيق جديد، طوّرته جامعة «كينغستون» البريطانية، في تحديد الرياضيين الموهوبين بمساعدة تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

ويُعدّ تطبيق «أيسكاوت» (aiScout) أول منصة آلية لاكتشاف المواهب من جميع أنحاء العالم وتطويرها. أُنشئ التطبيق الجديد بوساطة شركة الذكاء الاصطناعي «ai.io» الحائزة على جوائز في هذا المجال، عبر تعاونها مع فريق «العلوم والتمارين الرياضية» بجامعة «كينغستون» للتحقّق من دقة التطبيق.

تتعاون شركة «ai.io» مع المُحاضر الأول في علوم الميكانيكا الحيوية الرياضية، الدكتور سيمون أوغسطس، للتحقق من صحة البيانات المسجلة بوساطة التطبيق، والتأكد من أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تسجّل التدريبات بدقة.

ووفق الباحثين فمن المقرر أن «تعتمد الهيئة الدولية هذه النتائج، وهي التي تدير أنشطة كرة القدم في العالم، (فيفا)».

الأمر الذي علّق عليه أوغسطس، في بيان منشور، الجمعة، على موقع الجامعة: «يعمل اثنان من خريجينا في (ai.io)، وقد تواصلوا معنا لإجراء بعض الاختبارات. لقد فحصنا المعدات عالية التقنية تلك في مختبراتنا، وفي ملعب (تولورث كورت) الرياضي أيضاً. وسمح لنا الأمر باختبار جميع التدريبات وجمع البيانات التي نحتاج إليها وتحليلها لتحديد دقة هذا التطبيق».

قدّم الدكتور أوغسطس، مؤخراً، ورقة بحثية نُشرت في مجلة «الجمعية الدولية للميكانيكا الحيوية في الرياضة»، كما عرض نتائج ورقته البحثية حول هذا الموضوع في المؤتمر السنوي للجمعية، الذي انعقد في مدينة سالزبورغ النمساوية، في 15 - 19 يوليو (تموز) الماضي.

جرى التحقّق من دقة التطبيق (جامعة كينغستون)

ووفق البحث فقد أُنشئ هذا التطبيق لإعطاء اللاعبين، في أي مكان بالعالم، فرصة الاستكشاف وإبهار الأندية.

ويسمح التطبيق للمستخدمين بتحميل مقاطع فيديو تعتمد على إبراز قدراتهم الرياضية، يشاركون فيها مهاراتهم، مثل: الخداع، والمراوغة، والضغط، والقفز، والجري بسرعة لمسافة 10 أمتار. على أن تُحلل مقاطع الفيديو بوساطة تقنية الذكاء الاصطناعي، وتُزوّد المستخدمين بالنتائج والملاحظات.

وباستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، يمكن تقييم ردود أفعال اللاعبين وسرعتهم ومدى توازنهم وخفة حركتهم ومستويات التعب والإجهاد؛ إذ تحمل هذه البيانات وتُخزّن في التطبيق لتحليلها بوساطة كشافي كرة القدم المحترفين.

ويمكن للاعبين مستخدمي التطبيق استقبال التعليقات من الكشافين حتى يتمكّنوا من تطوير أدائهم.

ويمكن للأندية المحترفة بعد ذلك مشاهدة لقطات التجارب ونتائجها، وفي حال صنّفتها جيدة بما فيه الكفاية، يمكنها دعوة اللاعب إلى مرحلة الاختبارات وجهاً لوجه.

يُذكر أن نادي تشيلسي في الدوري الإنجليزي الممتاز، ونادي بيرنلي في دوري الدرجة الأولى، يستخدمان هذا التطبيق، بالإضافة إلى فرق في الدوري الأميركي لكرة القدم.

وقد أدى هذا بالفعل إلى تلقي العديد من لاعبي كرة القدم الهواة عروضاً من بعض الأندية المحترفة.

قال الدكتور أوغسطس: «إنه تطبيق شامل للغاية، يحتاج اللاعبون إلى كرة قدم وهاتف جوال أو جهاز لوحي، لا أكثر. كانت هناك بالفعل قصص نجاح من دول في جميع أنحاء أفريقيا وفي سريلانكا والهند، حيث توجد حواجز كبيرة أمام عمليات الاستكشاف بسبب تكاليف السفر والخدمات اللوجيستية».

وأوضح الدكتور كريس هاو، الذي أكمل دراسته الجامعية والدراسات العليا في جامعة «كينغستون»، ويشغل الآن منصب رئيس البحث والابتكار في «ai.io»: «نريد أن نوفّر بيئة عادلة لاكتشاف المواهب بغض النظر عن هوياتهم أو من أين أتوا». وأضاف: «لقد استفدنا من خبرات الفريق البحثي في (كينغستون) في التحقق من صحة البيانات وصلاحية التكنولوجيا الجديدة حتى نتمكّن من توفير أداة فعالة ومفيدة للرياضيين في جميع أنحاء العالم، وربما نرى لاعباً اكتُشف عبر التطبيق يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز في المستقبل القريب».