الإبداع من داخل الرقابة

مواجهات فنية عبر الترحل بين التقنيات والأساليب

لوحة للرسامة التونسية نادية الجلاصي
لوحة للرسامة التونسية نادية الجلاصي
TT

الإبداع من داخل الرقابة

لوحة للرسامة التونسية نادية الجلاصي
لوحة للرسامة التونسية نادية الجلاصي

مما يلفت انتباه متلقي أشكال وأساليب الفنانين المعاصرين، الممتدة من اللوحة إلى المنحوتة إلى فن الفيديو والتجهيز والفوتوغرافيا، الرهان على ما يمكن تسميته «تورية بصرية» (إذا استعملنا المفهوم البلاغي القديم)، لمواجهة أشكال المصادرة والمنع وتقييد حرية التعبير. والبحث في صيغ إنتاج الأثر في تشكيلات صورية لها «ما بعدها». وبهذا لم يعد ثمة كنه للشيء إلا في أبعاده المنتجة للمعنى، لضرورات تبليغية من جهة، وجمالية من جهة ثانية. في هذا السياق يجدر التذكير بأنه في سنة 1937، بعد أربع سنوات من محرقة الكتب ببرلين، نظم هتلر ما سُمي معرض «الفن المنحط»، بوصفه النقيض الفني لمعرض الفن الألماني الرسمي، بجمع أعظم الأسماء في الفن، مع التركيز على أعمال الرسامين اليهود، التي أُبرزت بما هي مجرد «قمامة». في الآن ذاته الذي لم تستطع فيه إلا قلة من الأعمال الفنية للمقاومة أن ترى النور، من مثل معرض كاندينسكي سنة 1942 في باريس. أما في الاتحاد السوفياتي السابق، فسيكون الرسام ماليفيتش أحد أكباش فداء القبضة الستالينية، إذ تعرض للاضطهاد والسجن بسبب اختياره للتجريد الذي بدا غير متوافق مع خط سياسي موجه نحو الإنتاج المادي.
ويذهب الاعتقاد إلى أن السلوك الرقابي كان القاعدة الأساس لإعادة النظر في مقومات التبليغ والتكوين الجمالي؛ في التبليغ بالنظر إلى مواجهة الفنان المعاصر عدداً من المحظورات المتصلة بالعقائد والسلط السياسية والمواضعات الاجتماعية، من وجهة نظر معارضة وهجائية لا تخلو من ملمح فضائحي صادم أحياناً. وفي التكوين الجمالي اعتباراً لمسعى الفنان المعاصر إلى ابتداع مساحات تركيب مفهومي مولد للتأويلات الذهنية المتفاوتة العمق. والمحصلة أن الضرورتين التبليغية والجمالية تنهضان معاً على قاعدة مواجهة ومراوغة خطابية. ومن ثم سواء تعلق الأمر بالرقابة الدينية أو السياسية أو برقابة الرأي العام أو الرقابة الذاتية، فإنها جميعاً تبقى مشروطة بتغير المعايير وزوايا النظر. وهكذا يبدو أنه إذا ظل التجاوز، بالنسبة للعبقرية الفنية، «ضرورة داخلية» (إذا استخدمنا تعبير كاندينسكي)، فإن هذا الفعل دائماً ما يرتبط بشرط تاريخي محدد، يسعى الفنان إلى تخطيه، ثم يفسح المجال، بعد ذلك، لمعيار مستجد، يكون بدوره موضوع تجاوز فني لاحق.
ولعل من سمات هذا التجاوز، التبليغي والجمالي، في التجارب الفنية المعاصرة، تخطي المهارة إلى امتلاك خيال بصري يصطنع للصورة «بعداً ما»، خالباً وإشكالياً وصادماً في آن. لا يهم أن يكون الفنان حاذقاً في صناعة «الشيء» المعروض، الذي يمثل الكشف المفهومي والمعنوي، البليغ والمدهش، فالأهم هو تخطيط المفهوم وهندسة الفكرة، والقدرة على تمثّل صيغتها الحسية. الأمر هنا شبيه بما يمتلكه المهندس المعماري (الاستثنائي) من بصيرة جمالية يوكل تنفيذها إلى فريق من المساعدين والرسامين والتقنيين، ممن يبدون أكثر امتلاكاً لحرفية الإنجاز التطبيقي على الورق للعمل المفكر فيه. ويمكن تخيل عدد لا نهائي من الأسماء المغمورة لحرفيين لن يكون بمقدورهم يوماً أن يوقعوا «توريات بصرية» ولو أنهم سهروا على تنفيذها، من الأشكال البدائية إلى الصيغ المقدمة للعرض. وفي تعبير للباحث الفرنسي «مارك جيمينيز» عن الجوهر النهضوي للفن، الذي يباعد بينه وبين المثول بما هو تفكير في صياغة الأعمال المتقنة ذات الكنه الاستعمالي، يرى أن: «التصوير والنحت ليسا ممارستين تستندان فقط إلى الخبرة، وإلى مهنة، وإلى مهارة الحرفي، وإنما يتحولان إلى نشاط ثقافي يضع قيد العمل عدداً من الملكات والمؤهلات، التي تسمح للفنان بتخطي رتبته كحرفي بسيط، لكي يوافق صورة النهضوي ذي النزعة الإنسانية».
يريد الفنان بطريقته الخاصة، عندما لا يكون منشغلاً بالتواؤم مع المواضعات لضمان مكانه في دائرة المعارض والمتاحف، أن يتعارض مع قوة الثقافة المعيارية، وأن يشكل ما بعد مادة العمل الفني، أي وعي وإدراك معاصريه، وهكذا يجد نفسه باستمرار مضطراً إلى اختبار الخطوط الدفاعية للمجتمع فيما يتعلق بموضوعات «الأعراق»، و«الحدود»، و«الجسد» و«الهجرة» و«المعتقدات»... بيد أنه لسوء الحظ، بمجرد أن يتسبب العمل في إثارة ضجة ما، حتى تتم إعادته إلى الحقل الجمالي، ويتم الزعم أنه ما كان يجب أن يخرج للعموم أبداً. وهكذا فإن العمل «يشحن» بهالة جمالية فقط لأنه أثار رد فعل من صنف مغاير.
وتدريجياً، ستبدو الاختراقات الفنية المعاصرة في مواجهة رقابة النسق الجمالي، التي يمارسها أكاديميون ونقاد وقيِّمو معارض، ومؤسسات أروقة ومتاحف، تتشكل من جراء تواترها مواضعات لهندسة الفكرة وتخطيط المفهوم وتسييج «ما بعده»؛ في أفق يسمح بالحديث عن تجاوز رقابي يناظر التجاوز الفني، ويتيح لمجتمع الفن المعاصر ومجاله التداولي أن يحل محل المجتمع السياسي والديني في رسم نطاق المحظورات. إنها الذريعة التي جعلت الرقابة الكابحة لـ«الما بعد»، ولأشكال التورية البصرية، تتحول إلى موضوع للبحث والتفكير والتشكيل الفني؛ منذ ملصق «المشغل العمومي» المتصل بشعار: «منع المنع» في الثروة الطلابية لسنة 1968 بباريس، وحتى آخر أعمال فنانين محاصرين برقابات مضاعفة من قبيل منحوتة: «الهاتف الفارسي» للإيراني بيرفيز تانافولي.
في عمل بعنوان «تحت المظلة» للفنانة التونسية نادية الجلاصي، تتخايل صورة رجل وامرأة في حلة الخروج يقفان في وضع مرح متجاورَين، متشابكَي الذراعين، لكن تفاصيل الوجه والقوام واللباس تطمسها، جميعاً، واجهة شفافة من مربعات تُكوّن سلاسلها دوائر صغيرة جهة الجسدين، وتمتد على مساحة اللوحة. وفوق الواجهة تخطط الفنانة صورة رجلين مرافقين (وحارسين)، في بدلة حفلات رسمية، يحملان مظلتين لحماية الرفيقين من الشمس أو المطر، يتجاور فيها الأزرق والأحمر والأسود والبياض. يَمْثُلُ كل شيء مكتملاً في كتلتهما الجسدية إلا الوجه الممحو، المتجلي بوصفه صفحة بيضاء. يأخذنا التكوين الفني هنا إلى المفهوم السلطوي للرقابة، الذي يفيد بأنها حماية وتحصين، وتتم بقفازات حريرية، غير مدركة في الغالب الأعم، وأنها تتشكل تدريجياً دون إرادة الأفراد، كما أنها جوهر خفي لا ملامح له، هي دوماً في الظل ولا تطفو على السطح، وإن شكلت بعد ذلك ظلالاً طاغية، تتخذ أقنعة متغايرة، في السياسة والأخلاق والقواعد الأكاديمية والمواضعات الجمالية.
ولعل مما يسترعي الانتباه لدى فنانين عرب معاصرين، من مثل يطو برادة، وعادل عبد الصمد، وفؤاد حمدي، وإسماعيل الرفاعي، وعباس يوسف، وغيرهم، أن الوعي بالرقابة وتحولها إلى موضوع بات مدخلاً إلى إنتاج خطاب بصري ذي مظهر نقدي، له بلاغته في إعادة كشف مفارقات السلوك المصادر للحرية، دون الاكتفاء بإنتاج صور الاحتجاج والرفض (مثلما قد نجد في فن الشارع)، وسرعان ما ستكون المواجهة الفنية عبر الترحل بين التقنيات والأساليب، وتحويلها إلى سؤال جمالي عابر للثقافات والمجتمعات والنظم، إنه الدرس الذي تعكسه دوماً مهارات تحويل الخصم إلى موضوع للتعرية والدراسة، وإعادة الصوغ.
يتساءل الفرنسي بنيامين بيانسييتو في هذا الصدد: «هل يمكننا حقاً أن نبدع من داخل الرقابة؟ أو بشكل أعم، مع احتمال فرض الرقابة كتهديد؟ لقد شرع عديد من الفنانين عمداً في الاشتغال وهم يعلمون أن العمل النهائي لن يفلت من التدقيق والمنع... لكن يمكننا أيضاً أن ننظر في المقابل لفنانين يدفعون عملهم طوعاً إلى ما وراء الحدود المعروفة للقانون والأخلاق، حتى داخل الثقافات الديمقراطية؛ إنه خيار الصدمة، والتجاوز، وحتى الاستفزاز لزعزعة النظام القائم، ولإيقاظ الضمائر اللامبالية».


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

حرفيون من 25 دولة يشاركون في ملتقى «الحرف اليدوية» بالرياض

النسخة الأولى من الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بنان) الذي نظمته هيئة التراث العام الماضي (واس)
النسخة الأولى من الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بنان) الذي نظمته هيئة التراث العام الماضي (واس)
TT

حرفيون من 25 دولة يشاركون في ملتقى «الحرف اليدوية» بالرياض

النسخة الأولى من الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بنان) الذي نظمته هيئة التراث العام الماضي (واس)
النسخة الأولى من الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بنان) الذي نظمته هيئة التراث العام الماضي (واس)

في حدث يعكس اهتماماً بالتراث ومكوناته، يشارك حرفيون من مختلف دول العالم في النسخة الثانية من الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بنان)، الذي يجتمعون فيه لأيام تحت سقف واحد؛ لتسليط الضوء على تنوع الصناعات التقليدية والمهارات اليدوية التي يتقنها بنان كل حرفي وحرفيّة عبر العصور والثقافات.

وتشهد النسخة القادمة من «بنان» الذي تنظمه هيئة التراث في واجهة روشن بالعاصمة السعودية الرياض، في الفترة من 23 إلى 29 نوفمبر (تشرين الثاني)، مشاركة أكثر من 500 حرفي يمثلون 25 دولة، يلتقون للتعبير عن روح التراث الثقافي الحي في نفوس مختلف المجتمعات.

ويسلط الحدث التراثي الضوء على أنواع من الحرف اليدوية، وعلى الماهرين في الصناعات المحلية التي تجسد تنوع الثقافات، وإبراز العادات والتقاليد المحلية من دول العالم، بالإضافة إلى التعريف بتراث السعودية الغني بالمشغولات والمصنوعات اليدوية، وتنميته ونقله إلى الأجيال الجديدة، وذلك في الوقت الذي تستعد فيه السعودية لتسمية عام 2025 بعام الحرف اليدوية؛ تقديراً لقيمتها التاريخية ووزنها في تراث المجتمعات.

ويضم المعرض مجموعة من الأجنحة والفعاليات التي تثري تجارب الزوار تشمل قرية فنون الحرف، وجناح العروض الحرفية الحية، والمعرض الحرفي، إضافة إلى جناح ورش العمل الحرفية، ومنطقة التجارب التفاعلية، إلى جانب منصة رواد الأعمال والمؤسسات الحرفية، فضلاً عن جناح الطفل، الذي يتضمن مجموعة من الأنشطة المخصصة للأطفال.

ويأتي المهرجان الدولي في نسخته الثانية بوصفه جزءاً من رؤية لدعم وتمكين القطاع الثقافي الحرفي، وجعله رافداً مهماً للاقتصاد في المملكة، وذلك بما يتماشى مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للثقافة المستمدة من «رؤية السعودية 2030»، وللالتزام بتوفير بيئة محفزة للحرفيين والمبدعين.

كما تسعى هيئة التراث إلى أن يكون «بنان» واحداً من أبرز المعارض الثقافية على الصعيدين المحلي والدولي، ووجهة لجمهور واسع من المهتمين بالتراث والحرف اليدوية.

يأتي المهرجان الدولي في نسخته الثانية على مشارف عام 2025 الذي اختارت السعودية تسميته بعام الحرف اليدوية (واس)

وأجرى المركز الوطني لاستطلاعات الرأي العام (رأي)، التابع لـ«مركز الملك عبد العزيز للتواصل الحضاري»، استطلاعاً عاماً، عن تسمية عام 2025 بعام الحرف اليدوية في السعودية، وشملت عينة الاستطلاع 1071 مواطناً، 63 في المائة منهم ذكور، 37 في المائة إناث. وأظهرت النتائج أن 38 في المائة من المشاركين يرون أن أبرز ما يميز الحرف اليدوية في المملكة يكمن في التنوع والتعدد، فيما عدَّ 31 في المائة منهم أن توظيف خامات من البيئة المحلية هو ما يميزها، في حين رأى 31 في المائة أن الإبداع أبرز مميزات الحرف اليدوية السعودية.

وأعرب 35 في المائة من العينة عن أمانيهم أن تكون لكل منطقة من مناطق المملكة حرفة يدوية تكون رمزاً حضارياً لها، بينما تمنى 28 في المائة منهم أن تنظم وزارة التعليم مسابقات للمدارس تفوز في نهايتها أفضل مدرسة من كل مرحلة تعليمية في تقديم الحرف السعودية بشكل إبداعي. وقال 24 في المائة إنهم يتمنون أن تتضمن احتفالات «يوم التأسيس» أو «اليوم الوطني» في عام 2025 عناصر من الحرف اليدوية أو عنها لكل منطقة من مناطق المملكة الثلاثة عشر، ونال خيار إنتاج فيلم وثائقي عن الحرف اليدوية السعودية اختيار نسبة 13 في المائة من أفراد العينة.

وعن اقتناء الحرف اليدوية في البيوت، أوضح 42 في المائة من العينة أن لديهم في بيوتهم منتجات من الحرف اليدوية السعودية، وحول أكثر الحرف اليدوية التي تشدهم، اختار 26 في المائة من العينة حرفة صناعة الفخار، بينما حاز تزيين البيوت بأعمال حرفية يدوية (كالقط العسيري وتزيين الجدران بأعمال جصصية) على نسبة 21 في المائة من أفراد العينة، فيما رأى 17 في المائة منهم أن أعمال النسيج هي أكثر ما يشدهم من الحرف، واختار 14 في المائة من العينة منتجات سفّ الخوص، مثل الحصير والمهاف والقلل، وحظيت حياكة البشوت على 13 في المائة، وفضل 9 في المائة من العينة صناعة الحُلي والمجوهرات.