تجربة صاروخية كورية شمالية في تحدٍ لواشنطن وسيول

مقاتلة «إف - 18» هورنيت تستعد للإقلاع على سطح حاملة الطائرات «نيميتز» قبالة كوريا الجنوبية أمس (رويترز)
مقاتلة «إف - 18» هورنيت تستعد للإقلاع على سطح حاملة الطائرات «نيميتز» قبالة كوريا الجنوبية أمس (رويترز)
TT

تجربة صاروخية كورية شمالية في تحدٍ لواشنطن وسيول

مقاتلة «إف - 18» هورنيت تستعد للإقلاع على سطح حاملة الطائرات «نيميتز» قبالة كوريا الجنوبية أمس (رويترز)
مقاتلة «إف - 18» هورنيت تستعد للإقلاع على سطح حاملة الطائرات «نيميتز» قبالة كوريا الجنوبية أمس (رويترز)

أطلقت كوريا الشمالية صاروخين باليستيين قصيري المدى قبالة ساحلها الشرقي صباح الاثنين، في تحدٍ واحتجاج على وصول حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس نيميتز» إلى المنطقة للقيام بمناورات بحرية مشتركة مع كوريا الجنوبية في المياه الدولية.
وقالت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية إن الصاروخين الكوريين الشماليين أُطلقا من منطقة داخلية غربية جنوب العاصمة الشمالية بيونغ يانغ، وقطعا نحو 370 كيلومتراً (229 ميلاً) قبل الهبوط في البحر.
وقال الجيش الياباني إن الصواريخ التي سقطت خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان طارت في مسار غير منتظم ووصلت إلى ارتفاع أقصى يبلغ 50 كيلومتراً.
ووصف الجيش الكوري الجنوبي عمليات الإطلاق بأنها «استفزاز خطير من كوريا الشمالية». وقال في بيان، إنه سيواصل بناء القدرات للرد على أي استفزازات.
فيما خفضت الولايات المتحدة من مخاطر هذا الإطلاق الصاروخي وتأثيراته. وقالت القيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادي في بيان، إن عمليات الإطلاق لا تشكل تهديداً مباشراً للولايات المتحدة أو لحلفائها، لكنها لا تزال تسلط الضوء على «التأثير المزعزع للاستقرار» لبرامج الأسلحة النووية والصواريخ غير المشروعة لكوريا الشمالية.
وقال الأدميرال كريستوفر سويني، قائد مجموعة «Carrier Strike Group Eleven»، إن «الولايات المتحدة على اطلاع جيد على مثل هذه الأنشطة لكوريا الشمالية، ونحن قادرون على العمل مع حلفائنا وتبادل المعلومات، ولا يمكن أن يتم إكراهنا على أي شيء».
وفي إجابته عن أسئلة الصحافيين حول دعوات كوريا الجنوبية لنشر أصول استراتيجية أميركية بشكل دائم، قال سويني: «تمتلك الولايات المتحدة أصولاً استراتيجية قابلة للنشر على أهبة الاستعداد كل يوم، ويمكننا الاستمرار في نشر تلك الأصول، وسنقوم بذلك».

وتحاول كوريا الشمالية إظهار قدرتها على شن ضربات نووية في اتجاه كوريا الجنوبية والبر الغربي للولايات المتحدة. وسنت قانوناً وعقيدة نووية تصعيدية تسمح بتوجيه ضربات نووية وقائية استجابة لمجموعة واسعة من السيناريوهات حينما ترى القيادة الكورية الشمالية أنها تواجه تهديداً.
وفي عام 2022، أطلقت بيونغ يانغ أكثر من 70 صاروخاً. وخلال هذا العام فقط، أطلقت أكثر من 20 صاروخاً باليستياً وصواريخ كروز، حيث تحاول إجبار الولايات المتحدة على قبول وضعها النووي والتفاوض على رفع العقوبات من موقع قوة. وقد رفعت هذه التجارب المتكررة من مستويات التوتر بين بيونغ يانغ وجارتها الجنوبية واليابان. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أطلقت كوريا الشمالية أيضاً صاروخاً قصير المدى عندما وصلت المدمرة الأميركية رونالد ريغان ومجموعتها القتالية لإجراء تدريبات مشتركة مع كوريا الجنوبية. وتكثف الولايات المتحدة بالفعل من وجودها العسكري في المنطقة والتدريبات العسكرية المشتركة مع سيول. وتشارك حاملة الطائرات «نيميتز» - التي تعمل بالطاقة النووية - ومجموعتها التي تشكل طراداً صاروخياً موجهاً ومدمرتين، في تدريبات دفاع جوي وتدريبات أخرى مع سفن حربية كورية جنوبية في المياه بالقرب من جزيرة جيجو. وأنهت واشنطن وسيول الأسبوع الماضي، واحداً من أكبر التدريبات العسكرية التي يجريها البلدين، والتي شملت تدريبات ميدانية بالذخيرة الحية.
وقال المتحدث باسم البحرية الكورية الجنوبية، جانغ دو يونغ، إن التدريبات تهدف إلى شحذ القدرات العملياتية المشتركة وإظهار التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن حليفها بمجموعة كاملة من الخيارات، بما في ذلك النووية، في مواجهة «التهديدات النووية والصاروخية المتصاعدة لكوريا الشمالية».
وشجب الجيشان الكوري الجنوبي والياباني عمليات الإطلاق الأخيرة، ووصفاها بأنها استفزاز خطير يهدد السلام الإقليمي، وقالا إنهما يعملان مع الولايات المتحدة لتحليل الصواريخ بشكل أكبر.
ويقول دويون كيم، المحلل البارز في مركز من أجل أمن أميركي جديد: «المشكلة أن الاختبارات المستمرة تساعد بيونغ يانغ في تحسين تقنيتها، وتقوية قدراتها في مجال الأسلحة النووية التي تهدد كوريا الجنوبية واليابان، وتزيد من احتمال سوء التقدير الذي قد يؤدي إلى صراع غير مقصود، وتراكم النفوذ السياسي قبل المحادثات الدبلوماسية المستقبلية مع واشنطن».


مقالات ذات صلة

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

العالم كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

تعتزم كوريا الشمالية تعزيز «الردع العسكري» ضد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، منتقدة اتفاق القمة الذي عقد هذا الأسبوع بين البلدين بشأن تعزيز الردع الموسع الأميركي، ووصفته بأنه «نتاج سياسة عدائية شائنة» ضد بيونغ يانغ، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية. ونشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية (الأحد)، تعليقاً انتقدت فيه زيارة الدولة التي قام بها رئيس كوريا الجنوبية يون سيوك - يول إلى الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، ووصفت الرحلة بأنها «الرحلة الأكثر عدائية وعدوانية واستفزازاً، وهي رحلة خطيرة بالنسبة لحرب نووية»، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الألمانية. وذكرت وكالة أنباء «

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
العالم شركة تبغ ستدفع 600 مليون دولار كتسوية لانتهاكها العقوبات على بيونغ يانغ

شركة تبغ ستدفع 600 مليون دولار كتسوية لانتهاكها العقوبات على بيونغ يانغ

وافقت مجموعة «بريتيش أميركان توباكو» على دفع أكثر من 600 مليون دولار لتسوية اتهامات ببيعها سجائر لكوريا الشمالية طوال سنوات في انتهاك للعقوبات التي تفرضها واشنطن، كما أعلنت وزارة العدل الأميركية الثلاثاء. في أشدّ إجراء تتخذه السلطات الأميركية ضدّ شركة لانتهاك العقوبات على كوريا الشمالية، وافق فرع الشركة في سنغافورة على الإقرار بالذنب في تهم جنائية تتعلق بالاحتيال المصرفي وخرق العقوبات. وأفادت وزارة العدل الأميركية بأنه بين عامَي 2007 و2017، عملت المجموعة على تشغيل شبكة من الشركات الوهمية لتزويد صانعي السجائر في كوريا الشمالية بسلع. وقال مسؤولون أميركيون إن الشركة كانت تعلم أنها تنتهك عقوبات أم

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم كوريا الشمالية: وضعنا كدولة تملك أسلحة نووية حقيقة لا يمكن إنكارها

كوريا الشمالية: وضعنا كدولة تملك أسلحة نووية حقيقة لا يمكن إنكارها

نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية، اليوم الجمعة، عن وزيرة خارجية كوريا الشمالية، تشوي سون هوي، قولها إن وضع البلاد باعتبارها دولة تمتلك أسلحة نووية سيظل حقيقة لا يمكن إنكارها، وإنها ستستمر في بناء قوتها حتى القضاء على التهديدات العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها. جاءت تصريحات الوزيرة في بيان ينتقد الولايات المتحدة ودول مجموعة السبع.

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

كوريا الشمالية ترفض دعوة «مجموعة السبع» للامتناع عن تجارب نووية جديدة

رفضت كوريا الشمالية، اليوم (الجمعة)، دعوة مجموعة السبع لها إلى «الامتناع» عن أي تجارب نووية أخرى، أو إطلاق صواريخ باليستية، مجددةً التأكيد أن وضعها بوصفها قوة نووية «نهائي ولا رجعة فيه»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ونددت وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي بالبيان «التدخلي جداً» الصادر عن «مجموعة السبع»، قائلة إن القوى الاقتصادية السبع الكبرى في العالم تُهاجم «بشكل خبيث الممارسة المشروعة للسيادة» من جانب بلادها. وقالت تشوي في بيان نشرته «وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية» إن «موقف جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية بصفتها قوة نووية عالمية نهائي ولا رجوع فيه». واعتبرت أن «(مج

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.