مسلسل «الأجهر» يلفت انتباه المصريين عقب ظهور نجل عمرو سعد

متابعون قارنوا أداء رابي بوالده

الفنان رابي سعد (صفحة الفنان عمرو سعد على فيسبوك)
الفنان رابي سعد (صفحة الفنان عمرو سعد على فيسبوك)
TT

مسلسل «الأجهر» يلفت انتباه المصريين عقب ظهور نجل عمرو سعد

الفنان رابي سعد (صفحة الفنان عمرو سعد على فيسبوك)
الفنان رابي سعد (صفحة الفنان عمرو سعد على فيسبوك)

مع بدء عرض الحلقات الأولى من مسلسل «الأجهر»، ضمن سباق الموسم الدرامي في شهر رمضان، استطاع العمل أن يلفت انتباه الجمهور المصري، مع إشادة من الجمهور بأداء أبطاله، ومن بينهم رابي، نجل الممثل عمرو سعد الذي يلعب دور البطولة في المسلسل، إلى جانب درة، وسيد رجب. والعمل من تأليف «ورشة ملوك»، وإخراج ياسر سامي.

تدور أحداث المسلسل في أجواء «مثيرة»، وتم تصويره في مدن أفريقية؛ حيث يجد بطل العمل (يوسف) نفسه مُتهماً بقتل والدته، ما يضطره إلى الهروب والسفر مُتخفياً إلى عدد من الدول الأفريقية، ليغوص بها في عالم العصابات، تحت اسم مصطفى الأجهر؛ حيث تتأرجح حياته بين الطبقات المختلفة، للبحث عن الأمان المفقود؛ لكنه لا يتوقف عن البحث عن إخوته والسعي لمعرفة قاتل والدته، وكشف الغموض المحيط بماضيه. وتصدَّر المسلسل خلال الساعات الماضية قوائم الأكثر رواجاً وتداولاً عبر محرك البحث «غوغل» وموقع التغريدات القصيرة «تويتر».

ولفت رابي عمرو سعد الأنظار إليه، بعد ظهوره مع والده في المسلسل؛ حيث أشاد الجمهور بـ«موهبته»، وقال البعض إنه «يشبه والده في أدائه التمثيلي، وكذلك في نبرة الصوت»، كما أشاد آخرون بأداء الفنان الشاب، مؤكدين أنه «يمتلك موهبة متميزة».

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها رابي على الشاشة؛ حيث شارك والده من قبل في 5 أعمال فنية، وهي: فيلم «حديد» عام 2014، ومسلسل «يونس ولد فضة» عام 2016، ومسلسل «حالة أمنية» عام 2017، وفيلم «حملة فرعون» عام 2019، ومسلسل «بركة» عام 2019. كما شارك رابي في أعمال أخرى بعيداً عن والده، منها «عائلة الحاجة نعمان»، وفيلم «صندوق الدنيا».


بوستر مسلسل الأجهر (صفحة الفنان عمرو سعد على فيسبوك)

ويشير الناقد الفني طارق الشناوي، خلال حديثه مع «الشرق الأوسط»، إلى «أكثر من عامل تسبب في لفت الأنظار إلى المسلسل، منها أداء رابي سعد»، لافتاً إلى أنها «ليست المرة الأولى التي يظهر فيها ممثلاً؛ حيث مثّل من قبل في أكثر من عمل درامي وسينمائي»، وقال إنه «على الرغم من ذلك فهذه ليست دعوة للآباء من الفنانين أن يعطوا فرصة لأبنائهم، ولكن لو كان الابن موهوباً فلا مشكلة في ذلك».

ومن العوامل الأخرى التي لفتت الأنظار للمسلسل، حسب الشناوي: «ظهور المسلسل في قالب شعبي، وهي الحالة التي تحقق خلال السنوات الماضية المركز الأول على المستوى الجماهيري؛ حيث تقود الأجواء الشعبية التي تدور فيها الأعمال إلى النجاح، على الرغم من وجود غلظة في بعض المصطلحات»، داعياً إلى «تقنين مثل هذه الألفاظ، وإن لم تمثل مشكلة رقابية». وأضاف الشناوي أنه «من العوامل التي تصب في صالح جماهيرية العمل وشعبيته، انتقال المخرج لمناطق فيها دهشة وإبهاج للعين، فالتصوير في أفريقيا لديه قدرة على الجذب».

وأشار الشناوي إلى عمرو سعد «الذي اعتمد خلال السنوات الماضية شخصية البطل الشعبي الذي يتسم بالشهامة والقوة، وأثبت وجوداً فيها». وقال الشناوي إن «على سعد أن ينتقل لمناطق أخرى ومرحلة جديدة، بعد أن أثبت نجاحه على المستوى الشعبي».

وحول إمكانية اتجاه الدراما إلى قارة أفريقيا بعد «الأجهر»، قال الشناوي إن «هذا ممكن، وقد سبق تصوير فيلم (أفريكانو) لأحمد السقا ومنى زكي في أفريقيا»، لافتاً إلى أن «هذه الأجواء لها سحر خاص، ولديها القدرة على خلق مساحات فنية جديدة، نادراً ما يتجه إليها صناع الدراما».



«متحف سرسق» ينفض عنه غبار الحرب ويحتفل

واجهة «متحف سرسق» يوم الافتتاح
واجهة «متحف سرسق» يوم الافتتاح
TT

«متحف سرسق» ينفض عنه غبار الحرب ويحتفل

واجهة «متحف سرسق» يوم الافتتاح
واجهة «متحف سرسق» يوم الافتتاح

احتفال «متحف سرسق» في بيروت، الجمعة، بعودته إلى جمهوره ومحبيه، له طعم آخر هذه المرة. إذ أصرّت إدارة المتحف، على ألا تفتح أبوابها بعد الحرب المدمرة التي شنَّتها إسرائيل على لبنان، من دون أن يجتمع لهذه المناسبة عشاق الفن وأصدقاء المتحف، في ما يشبه تدشيناً جديداً لمؤسسة فنية، عاشت تقلبات الحروب، وعانت إغلاقاً وعودة لمرات عدة.

فإثر انفجار المرفأ عام 2020 تعرَّض المتحف لأضرار بالغة، فقد نسف العصف نوافذه الملونة الجميلة، وأصيب المبنى إضافة إلى تلف لوحات وتحف. واحتاج الأمر، إلى جهد كبير، وتبرعات وفيرة؛ كي يتم ترمم ما تأذّى. وكان «متحف سرسق» في مايو (أيار) من العام الماضي، قد احتفى، بعودته إلى الحياة، بعد غياب ثلاث سنوات. لكن شاءت الظروف أن تعيش بيروت أخطاراً جديدة؛ لذا لجأ المتحف لإجراءات سريعة خشية أن يتعرض لنكسة أخرى، قبل أن ينسى تجربته المريرة السابقة. وباشتداد القصف الإسرائيلي على بيروت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ومع صعوبات التنقل للموظفين، قرر إغلاق أبوابه. وحفاظاً على الأعمال الفنية الثمينة تم توضيبها بعناية ووضعت في المستودعات. وأعلن المتحف على صفحته على «إنستغرام»: «مرة أخرى، نجد أنفسنا نزيل الأعمال الفنية التي تملأ جدراننا، ليس بهدف الترميم أو الاحتفال، بل للحماية. هذه ليست المرة الأولى، وللأسف قد لا تكون الأخيرة».

قصر سرسق من الداخل

وتقول مديرة «متحف سرسق» كارينا الحلو لـ«الشرق الأوسط»: «عاش فريق العمل، ضغطاً كبيراً. بعضهم لم يكن قادراً على الوصول إلى مكان عمله. لم نرد تعريضهم للخطر، كما أننا لا نزال تحت صدمة انفجار المرفأ، وما تسبب به من كوارث للمتحف. رغبنا في حماية المقتنيات؛ لأننا لم نكن نعلم إلى أين يمكن أن تتجه الأمور».

تم الافتتاح الجديد، بحضور حشد من المحبين، وعُرضت على واجهات المتحف بالأبعاد الثلاثية ثماني لوحات، من مجموعته الدائمة، لوحتان لإيتل عدنان، وثلاث لولي عرقتنجي، وأخرى لجوليانا سيرافيم، وشفيق عبود وسامي عسيران. ونظمت إدارة المتحف جولة للزوار على المعروضات التي عادت إلى مكانها. كما كان حفل موسيقي أحيته الموسيقية يارا أسمر في الساحة الخارجية. ونظّم بهذه المناسبة متجر المتحف سوقاً ميلادية بمناسبة الأعياد يستمر لثلاثة أيام.

جوليانا سيرافيم... بورتريه هيلين بدارو (من مجموعة المتحف الجديدة)

وترى الحلو أن الاحتفال الجامع بعودة العمل إلى المتحف، «هو بمثابة إعلان عن عودة الفن إلى أصحابه، وملاقاة الناس له. أردنا أن نؤكد على الصلة الوثيقة بين المتحف والمدينة، لهذا؛ نحن نعمل على تنظيم ورش عمل للأطفال في المدارس لتعريف تلامذتنا بالفن والفنانين اللبنانيين» وتضيف: «نحن حريصون أيضاً، من خلال هذا الاحتفال، أن نرفّه عن نفوس الناس، الذين مرّوا بظروف صعبة من خلال الفن والموسيقى».

وتمكن الزوار خلال هذه الاحتفالية من زيارة ثلاثة معارض أعيدت إلى الصالات.

هناك معرض «أنا جاهل»، الذي يلقي الضوء على أهمية صالون الخريف الذي كان له دور رئيس في إطلاق الكثير من الأسماء الفنية والمواهب، والقيّمان عليه هما: ناتاشا كسبريان وزياد قبلاوي. والمعرض الثاني الذي شاهده الزوار هو «موجات الزمن»، القيّمة عليه مديرة المتحف كارينا الحلو. وهو عبارة عن إعادة تأريخ للمراحل التي مرّ بها المتحف من حين كان منزلاً أنيقاً لصاحبه محب الفن والجمال نقولا سرسق، وصولاً إلى ما حدث بعد انفجار المرفأ، مروراً بخطوات الترميم التي خضع لها ليعود لجمهوره.

ويتضح للزائر من خلال هذا المعرض أن المتحف مرّ بإغلاقات قسرية عدة، غير تلك التي تعرض لها في السنوات الأخيرة، كان أولها بين عامي 1952 و1961، أي أنه دام تسع سنوات، إثر معركة قانونية لتحويل دارة إبراهيم نقولا سرسق إلى متحف للعموم.

مصطفى فروخ... عرزال في ضهور الشوير (من المجموعة الجديدة للمتحف)

المعرض الثالث «رؤى بيروت»، وهو مجموعة من الصور الفوتوغرافية القديمة والنادرة لمدينة بيروت تعكس التحولات التي عاشتها المدينة، والأحداث الجسام التي تعرضت لها، وتعود الصور إلى «مجموعة فؤاد درباس».

ومن خلال فيديو يضم ما يقارب 20 ألف صورة، بطريقة رقمية، نذهب إلى ما يشبه جولة افتراضية على المباني التراثية الجميلة التي نسفها انفجار المرفأ، وقد أعيد تصورها مع الأحياء المحيطة، وكأنها خرجت من كل أزماتها وذهبت إلى المستقبل.

جدير بالذكر أن «متحف سرسق» في جعبته مجموعة فنية ثمينة، مكونة من 1600 عمل فني، ولوحات لما يقارب 150 فناناً لبنانياً يمثلون مراحل ومدارس مختلفة، وفي حوزته أيضاً 12 ألف مادة مؤرشفة، و30 ألف صورة تعود لفؤاد درباس. وكذلك مئات الأعمال المستعارة، أو التي تم التبرع بها، وبعض آخر يوجد بسبب التبادل مع متاحف أخرى.

وتحدثنا الحلو عن إعادة جدولة للبرامج التي خطط لها قبل الإغلاق: «كان ثمة معارض متفق عليها، وارتباط مع فنانين، ومواعيد لمحاضرات. منها ما تم تأجيله، لكن هناك من بين من اتفقنا معهم من غادر، ومن تغيرت ظروفه. لهذا؛ فنحن في طور إعادة الاتصال مع الفنانين، لترتيب برنامجنا وفقاً للمعطيات التي استجدت. فكل إغلاق نعيشه يتبعه جهد لترتيب الأنشطة من جديد».

مصطفى فروخ... عمل من دون عنوان (من مجموعة المتحف الجديدة)

يعود بناء «متحف سرسق» أو ما يعرف بـ«قصر سرسق» إلى عام 1912. وقد أوصى صاحبه، الرجل المحب للفن نقولا سرسق، قبل وفاته، بأن يُوهب قصره لبلدية بيروت، وأن يقام فيه متحف يشرف عليه رئيس البلدية، وتديره نخبة بيروتية. لكن القصر تحول مكاناً لاستضافة الملوك والرؤساء، قبل أن يُحوّل بالفعل متحفاً عام 1961، وكان في البدء بعرض القطع التي كانت موجودة فيه.

«متحف قصر سرسق» (الشرق الأوسط)

تعرَّض المتحف للإقفال القسري أكثر من مرة. فقد علّق عمله عام 2008 لتجديده وتوسعته، حيث ازدادت مساحته أكثر من 5 مرات، وأضيفت إليه طوابق سفلية مع الحفاظ على مهابته وطرازه القوطي المطعم بالعثماني، كما أُضيفت قاعات عدة ومطعم. أما الإقفال القسري الرابع وقبل الأخير فكان بسبب انفجار مرفأ بيروت.

وقد خرج المتحف كلياً من الخدمة بعد إصابته البالغة في انفجار بيروت يوم 4 أغسطس (آب) 2020، حيث لا يبعد عن موقع المرفأ سوى 800 متر؛ مما دمر 70 في المائة من المتحف.

وهو في حلته الحالية متحف، ومركز ثقافي، وموقع لاستقبال المعارض، وتُنظَّم فيه الأنشطة وتعرض الأفلام، وتعقد المحاضرات.