كوريا الشمالية تختبر صاروخين بالستيين تحدياً للمناورات الأميركية مع كوريا الجنوبية

القيادة الأميركية للمحيطين الهندي والهادي: عمليات الإطلاق لا تشكل تهديداً للولايات المتحدة وحلفائها

جانب من عملية إطلاق سابقة لصاروخ بالستي قامت بها كوريا الشمالية (أ.ف.ب)
جانب من عملية إطلاق سابقة لصاروخ بالستي قامت بها كوريا الشمالية (أ.ف.ب)
TT

كوريا الشمالية تختبر صاروخين بالستيين تحدياً للمناورات الأميركية مع كوريا الجنوبية

جانب من عملية إطلاق سابقة لصاروخ بالستي قامت بها كوريا الشمالية (أ.ف.ب)
جانب من عملية إطلاق سابقة لصاروخ بالستي قامت بها كوريا الشمالية (أ.ف.ب)

أطلقت كوريا الشمالية صاروخين بالستيين قصيري المدى قبالة ساحلها الشرقي، صباح اليوم الاثنين، في تحدٍّ واحتجاج على وصول حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس نيميت» إلى المنطقة للقيام بمناورات بحرية مشتركة مع كوريا الجنوبية في المياه الدولية.
وقالت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية إن الصاروخين الكوريين الشماليين أُطلقا من منطقة داخلية غربية جنوب العاصمة الشمالية بيونغ يانغ، وسافرا حوالي 370 كيلومتراً (229 ميلاً) قبل الهبوط في البحر. وقال الجيش الياباني إن الصواريخ التي سقطت خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان، طارت في مسار غير منتظم، ووصلت إلى ارتفاع أقصى يبلغ 50 كيلومتراً.
ووصف الجيش الكوري الجنوبي عمليات الإطلاق بأنها «استفزاز خطير من كوريا الشمالية»، وقال، في بيان، إنه سيواصل بناء القدرات للردّ على أي استفزازات، في حين خفّضت الولايات المتحدة من مخاطر هذا الإطلاق الصاروخي وتأثيراته. وقالت القيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادئ، في بيان، إن عمليات الإطلاق لا تشكل تهديداً مباشراً للولايات المتحدة أو حلفائها، لكنها لا تزال تسلِّط الضوء على «التأثير المزعزع للاستقرار» لبرامج الأسلحة النووية والصواريخ غير المشروعة لكوريا الشمالية.
وقال الأدميرال كريستوفر سويني، قائد مجموعة Carrier Strike Group Eleven إن «الولايات المتحدة على اطلاع جيد على مثل هذه الأنشطة لكوريا الشمالية، ونحن قادرون على العمل مع حلفائنا وتبادل المعلومات، ولا يمكن إكراهنا على شيء».
وفي إجابته عن أسئلة الصحافيين حول دعوات كوريا الجنوبية لنشر أصول استراتيجية أميركية بشكل دائم، قال سويني: «تمتلك الولايات المتحدة أصولاً استراتيجية قابلة للنشر على أهبة الاستعداد، كل يوم، ويمكننا الاستمرار في نشر تلك الأصول، وسنقوم بذلك».
ويُعدّ هذا الإطلاق الصاروخي هو السابع من نوعه الذي تطلقه بيونغ يانغ، خلال الشهر الحالي، بعد إطلاق متكرر لصواريخ «كروز» وتدريبات على هجمات نووية تكتيكية، إضافة إلى اختبار غواصة ذاتية القيادة قادرة على شن هجوم نووي وصفه بيونغ يانغ بأنه «تسونامي نووي» قادر على تدمير السفن والموانئ للأعداء.
وتحاول كوريا الشمالية إظهار قدرتها على شن ضربات نووية في اتجاه كوريا الجنوبية والبر الغربي للولايات المتحدة، وسنّت قانوناً وعقيدة نووية تصعيدية تسمح بتوجيه ضربات نووية وقائية؛ استجابة لمجموعة واسعة من السيناريوهات حينما ترى القيادة الكورية الشمالية أنها تواجه تهديداً.
وفي عام 2022 أطلقت بيونغ يانغ أكثر من 70 صاروخاً، وخلال هذا العام فقط أطلقت أكثر من 20 صاروخاً بالستياً وصواريخ «كروز»، حيث تحاول إجبار الولايات المتحدة على قبول وضعها النووي والتفاوض على رفع العقوبات من موقع قوة. وقد رفعت هذه التجارب المتكررة مستويات التوتر بين بيونغ يانغ وجارتها الجنوبية واليابان.
* ليست المرة الأولى
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أطلقت كوريا الشمالية أيضاً صاروخاً قصير المدى عندما وصلت المدمرة الأميركية «رونالد ريغان» ومجموعتها القتالية لإجراء تدريبات مشتركة مع كوريا الجنوبية. وتكثف الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة والتدريبات العسكرية المشتركة مع سيول. وتشارك حاملة الطائرات «نيميتز» - التي تعمل بالطاقة النووية - ومجموعتها التي تضم طراداً صاروخياً موجهاً ومدمرتين، في تدريبات دفاع جوي وتدريبات أخرى مع سفن حربية كورية جنوبية في المياه بالقرب من جزيرة جيجو. وقد أنهت واشنطن وسيول، الأسبوع الماضي، واحداً من أكبر التدريبات العسكرية التي يُجريها البلدين، والتي شملت تدريبات ميدانية بالذخيرة الحية.
وقال المتحدث باسم البحرية الكورية الجنوبية جانغ دو يونغ إن التدريبات تهدف إلى شحذ القدرات العملياتية المشتركة وإظهار التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن حليفها بمجموعة كاملة من الخيارات، بما في ذلك النووية، في مواجهة «التهديدات النووية والصاروخية المتصاعدة لكوريا الشمالية».
من جانبها، انتقدت اليابان تطوير كوريا الشمالية لصاروخ وقود صلب كوري شمالي يشبه النظام البالستي المحمول «إسكندر» الروسي، والذي جرى تصميمه ليكون قادراً على المناورة في الطيران على ارتفاعات منخفضة للتهرب بشكل أفضل من الدفاعات الصاروخية الكورية الجنوبية. وتمتلك كوريا الشمالية أيضاً نظاماً قصير المدى آخر بخصائص مماثلة تشبه نظام الصواريخ التكتيكية للجيش الأميركي «MGM-140».
وحذَّر متحدث باسم مجلس الوزراء الياباني من أن كوريا الشمالية قد تكثف نشاطها التجريبي أكثر، من خلال المزيد من إطلاق الصواريخ أو إجراء أول تجربة نووية لها منذ سبتمبر 2017. وشجب الجيشان الكوري الجنوبي والياباني عمليات الإطلاق الأخيرة ووصفها بأنها استفزاز خطير يهدد السلام الإقليمي وقالا إنهما يعملان مع الولايات المتحدة لتحليل الصواريخ بشكل أكبر.
ويقول دويون كيم، المحلل البارز في مركز «من أجل أمن أميركي جديد»: «المشكلة هي أن الاختبارات المستمرة تساعد بيونغ يانغ على تحسين تقنيتها، وتقوية قدراتها في مجال الأسلحة النووية التي تهدد كوريا الجنوبية واليابان، وتزيد احتمال سوء التقدير الذي قد يؤدي إلى صراع غير مقصود، وتراكم النفوذ السياسي قبل المحادثات الدبلوماسية المستقبلية مع واشنطن».


مقالات ذات صلة

«سامسونغ» تواجه غضباً عمالياً في توقيت سيئ

الاقتصاد «سامسونغ» تواجه غضباً عمالياً في توقيت سيئ

«سامسونغ» تواجه غضباً عمالياً في توقيت سيئ

تواجه شركة الإلكترونيات الكورية الجنوبية العملاقة «سامسونغ إلكترونيكس» أول إضراب لعمالها، بعد أن هددت نقابة عمالية مؤثرة بالإضراب احتجاجاً على مستويات الأجور ومحاولات الشركة المزعومة لعرقلة عمل هذه النقابة. وذكرت «وكالة بلومبرغ للأنباء» أن النقابة التي تمثل نحو 9 في المائة من إجمالي عمال «سامسونغ»، أو نحو 10 آلاف موظف، أصدرت بياناً، أمس (الخميس)، يتهم الشركة بإبعاد قادتها عن مفاوضات الأجور.

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

كوريا الشمالية تتعهد بتعزيز «الردع العسكري» رداً على إعلان واشنطن

تعتزم كوريا الشمالية تعزيز «الردع العسكري» ضد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، منتقدة اتفاق القمة الذي عقد هذا الأسبوع بين البلدين بشأن تعزيز الردع الموسع الأميركي، ووصفته بأنه «نتاج سياسة عدائية شائنة» ضد بيونغ يانغ، وفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية. ونشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية (الأحد)، تعليقاً انتقدت فيه زيارة الدولة التي قام بها رئيس كوريا الجنوبية يون سيوك - يول إلى الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، ووصفت الرحلة بأنها «الرحلة الأكثر عدائية وعدوانية واستفزازاً، وهي رحلة خطيرة بالنسبة لحرب نووية»، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الألمانية. وذكرت وكالة أنباء «

«الشرق الأوسط» (سيول)
العالم كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

كوريا الشمالية تحذر من «خطر أكثر فداحة» بعد اتفاق بين سيول وواشنطن

حذرت كيم يو جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون من أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لتعزيز الردع النووي ضد بيونغ يانغ لن يؤدي إلا إلى «خطر أكثر فداحة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. كانت واشنطن وسيول حذرتا الأربعاء كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي تطلقه «سيفضي إلى نهاية» نظامها. وردت الشقيقة الشديدة النفوذ للزعيم الكوري الشمالي على هذا التهديد، قائلة إن كوريا الشمالية مقتنعة بضرورة «أن تحسن بشكل أكبر» برنامج الردع النووي الخاص بها، وفقا لتصريحات نقلتها «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
العالم الرئيس الكوري الجنوبي يشيد أمام الكونغرس بالتحالف مع الولايات المتحدة

الرئيس الكوري الجنوبي يشيد أمام الكونغرس بالتحالف مع الولايات المتحدة

أشاد رئيس كوريا الجنوبية يوون سوك يول اليوم (الخميس) أمام الكونغرس في واشنطن بالشراكات الاقتصادية والثقافية والعسكرية التي تربط كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وتحدّث عن وحدة القوتين في وجه كوريا الشمالية، مشيراً إلى «تحالف أقوى من أي وقت مضى». وقال يوون، أمام مجلس النواب الأميركي، إنه «تشكل تحالفنا قبل سبعين عاماً للدفاع عن حرية كوريا». كما أوردت وكالة «الصحافة الفرنسية». وأشار إلى أن «كوريا الشمالية تخلّت عن الحرية والازدهار ورفضت السلام»، وحض الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان على «تسريع» التعاون فيما بينها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد 23 مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الكوري ـ الأميركي

23 مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الكوري ـ الأميركي

أعلنت وزارة الصناعة الكورية الجنوبية يوم الأربعاء أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وقعتا 23 اتفاقية أولية لتعزيز التعاون الثنائي بشأن الصناعات المتقدمة والطاقة، مثل البطاريات وأجهزة الروبوت وتوليد الطاقة النووية. وذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أن وزارة التجارة والصناعة والطاقة الكورية الجنوبية قالت إنه تم توقيع مذكرات التفاهم خلال فعالية شراكة في واشنطن مساء الثلاثاء، شملت 45 مسؤولا بارزا بشركات من الدولتين، وذلك على هامش زيارة الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول للولايات المتحدة. وأضافت الوزارة أن من بين الاتفاقيات، 10 اتفاقيات بشأن البطاريات والطيران الحيوي وأجهزة الروبوت وال

«الشرق الأوسط» (سيول)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.