لبنان: تمرد سياسي ووزاري على ميقاتي

وساطة جنبلاطية في «خلاف التوقيت»

تأجيل التوقيت الصيفي يحدث أزمة في لبنان (إ.ب.أ)
تأجيل التوقيت الصيفي يحدث أزمة في لبنان (إ.ب.أ)
TT

لبنان: تمرد سياسي ووزاري على ميقاتي

تأجيل التوقيت الصيفي يحدث أزمة في لبنان (إ.ب.أ)
تأجيل التوقيت الصيفي يحدث أزمة في لبنان (إ.ب.أ)

قُوبل قرار رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي تأجيل التوقيت الصيفي حتى نهاية شهر رمضان المبارك، بتمرد سياسي ووزاري، إذ رفض وزراء تنفيذه فجر أمس، في حين استمرت المواقف الرافضة له مقابل المواقف المدافعة عنه، التي اتخذت في معظمها بعداً وانقساماً طائفياً.
وكان لافتاً أنه في حين كلَّف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، النائب هادي أبو الحسن القيام بمسعى للحد من الانقسامات بين الفُرقاء، تمرّد وزير التربية عباس الحلبي (المحسوب على الاشتراكي) بإصداره تعميماً يعلن فيه اعتماد جميع المؤسسات التربوية على التوقيت الصيفي، انطلاقاً من أن «قرار مجلس الوزراء المتعلق باعتماد التوقيت الصيفي يبقى سارياً ما لم يجرِ تعديله في جلسة لمجلس الوزراء»، وهو ما سبق أن تحدَّث عنه وزير العدل هنري الخوري، معتبراً أن القرار مخالف لقرار مجلس الوزراء الصادر عام 1998، ومن ثم يكون صادراً عن سلطة غير صالحة، ومخالفاً لمبدأ الشرعية.
وبعد أن أعلنت مؤسسات إعلامية وأحزاب ومرجعيات دينية رفضها قرار تمديد التوقيت الشتوي واعتمادها التوقيت الصيفي، استمرت المواقف السياسية التي لا تخلو من البعد الطائفي، المنتقدة للقرار من جهة، والمدافعة عنه من جهة أخرى.



محور الممانعة يستنفر نيابياً لمنع اقتراب أزعور من الـ65 صوتاً

رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (د.ب.أ)
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (د.ب.أ)
TT

محور الممانعة يستنفر نيابياً لمنع اقتراب أزعور من الـ65 صوتاً

رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (د.ب.أ)
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري (د.ب.أ)

يشهد البرلمان اللبناني، مع دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري النواب لانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة تُعقد الأربعاء من الأسبوع المقبل، أعنف مواجهة رئاسية بين مرشح محور الممانعة زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية ومنافسه الوزير السابق جهاد أزعور المدعوم من قوى المعارضة و«التيار الوطني الحر» وعدد من النواب التغييريين والمستقلين تكاد تكون شبيهة بالمعركة الرئاسية التي فاز فيها الرئيس سليمان فرنجية على منافسه إلياس سركيس بفارق صوت واحد. هذا في حال أن جلسة الانتخاب الثانية عشرة ستتوّج بانتخاب أحدهما.

فدعوة الرئيس بري لانتخاب رئيس للجمهورية لا تعني أن الطريق أصبحت سالكة سياسياً لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، بمقدار ما أنه أراد أن يعفي نفسه من اتهام قوى المعارضة له بأنه يقفل أبواب البرلمان أمام انتخابه ما لم يضمن إيصال مرشح الثنائي الشيعي إلى سدة الرئاسة الأولى، بخلاف ربطه الدعوة بوجود مرشح منافس لفرنجية، وهذا ما حصل بترشيح أزعور.

ويبدو أن المشهد الرئاسي، قبل نحو أسبوع على موعد انعقاد جلسة الانتخاب، أخذ يتبدّل، بحسب المصادر في المعارضة، لمصلحة أزعور الذي يتقدّم حتى الساعة على منافسه فرنجية، ما يدعو للسؤال عن رد فعل الثنائي الشيعي إذا لم يتمكن من تعديل ميزان القوى بكسبه تأييد العدد الأكبر من النواب المتردّدين لفرنجية، وكيف سيتصرف في جلسة الانتخاب، وإن كان يراهن حتى الساعة على أن المرشَّحَيْن يتعادلان سلباً.

ويبقى التعادل السلبي، كما تقول مصادر نيابية، قائماً إلا في حال حصول مفاجأة بانضمام نواب «اللقاء الديمقراطي» إلى مؤيدي أزعور، وهذا ما يفسر ترقُّب الثنائي الشيعي بقلق، رغم أن اللقاء لا يزال يدرس موقفه الذي سيصدره في نهاية اجتماعه الذي يعقده مساء الخميس برئاسة النائب تيمور وليد جنبلاط، فإنه من السابق لأوانه أن يذهب الثنائي الشيعي إلى إبداء قلقه قبل أن يتأكد من حقيقة الموقف الذي سيصدره اللقاء في ظل ارتفاع منسوب الاصطفاف السياسي الذي يغلب عليه الطابع المذهبي.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن قلق الثنائي من تأييد نواب في «اللقاء الديمقراطي» لم يبقَ في داخل الغرف المغلقة وتسرّب إلى العلن، ما استدعى تحرّك أكثر من مسؤول في الحزب «التقدمي الاشتراكي» باتجاه الرئيس بري في محاولة لتبريد الأجواء بين الحليفين اللذين لم يجتمعا تحت سقف واحد في مقاربتهما لرئاسة الجمهورية.

ويبقى السؤال: هل يؤجل «اللقاء الديمقراطي» اتخاذ قراره لئلا يكون طرفاً في الاشتباك الرئاسي؟ أم أنه سيمضي في ترشيحه لأزعور، خصوصاً أن اللقاء باعتراف حلفائه وخصومه يشكل بيضة القبّان في حسم الخيار الرئاسي؟

وفي هذا السياق، تعترف المصادر النيابية بأن مجرد حصول أزعور على تأييد الغالبية النيابية المطلقة في دورة الانتخاب الأولى سيؤدي حكماً إلى فتح الباب أمام انعقاد دورة الانتخاب الثانية التي يتطلب انعقادها حضور أكثرية ثلثي أعضاء البرلمان، على أن يُنتخب رئيساً مَنْ يحصل على 65 صوتاً، وهذا ما يشكل إحراجاً لمحور الممانعة الذي لا يزال يتمسك بترشيح فرنجية، رافضاً التخلي عنه إفساحاً في المجال للانتقال إلى الخطة (ب) للتفاهم حول رئيس توافقي كشرط لوضع حد لتصاعد المواجهة بين المعارضة على اختلافها والثنائي الشيعي.

وعليه، فإن خيار الاقتراع بورقة بيضاء يبقى قائماً، لكن لا شيء نهائياً حتى الساعة ريثما ينتهي الثنائي الشيعي من تعداده لتوزّع أصوات النواب على المرشَّحَيْن، في ضوء الإنجاز الذي تحقق من وجهة نظر المعارضة بكسب تأييد عدد لا بأس به من المستقلين والتغييريين.

لذلك، فإن محور الممانعة أعلن الاستنفار العام بالتزامن مع دعوة الرئيس بري النواب لانتخاب الرئيس في محاولة لإقناع المترددين بالاقتراع بورقة بيضاء لحجب أصواتهم عن أزعور، بما يتيح له قطع الطريق عليه لمنعه من تسجيل رقم لا يتجاوز بفارق كبير الرقم الذي سيحصل عليه منافسه.

من جهة أخرى، علمت «الشرق الأوسط» أن النواب أسامة سعد وعبد الرحمن البزري وشربل مسعد باشروا اتصالاتهم بعدد من النواب، على رأسهم المنتمون إلى «قوى التغيير»، وأبرزهم إبراهيم منيمنة، وحليمة قعقور، وفراس حمدان، وسنتيا زرازير وآخرون من المستقلين بغية تشكيل قوة نيابية تتموضع خارج التجاذبات الرئاسية الآخذة إلى التصعيد بين الثنائي الشيعي وقوى مسيحية رئيسية.

ويدرس هؤلاء النواب الامتناع عن التصويت لأي من المرشَّحَيْن في محاولة للضغط لإخراج المنافسة الرئاسية من التجاذبات الطائفية لمصلحة التفاهم على مرشح توافقي.


«التركية» تنوي إبرام أكبر صفقة في تاريخ الطيران المدني

طائرة «إيرباص A330-300» تابعة للخطوط الجوية التركية تقلع من مطار إسطنبول في 6 أبريل 2019 (رويترز)
طائرة «إيرباص A330-300» تابعة للخطوط الجوية التركية تقلع من مطار إسطنبول في 6 أبريل 2019 (رويترز)
TT

«التركية» تنوي إبرام أكبر صفقة في تاريخ الطيران المدني

طائرة «إيرباص A330-300» تابعة للخطوط الجوية التركية تقلع من مطار إسطنبول في 6 أبريل 2019 (رويترز)
طائرة «إيرباص A330-300» تابعة للخطوط الجوية التركية تقلع من مطار إسطنبول في 6 أبريل 2019 (رويترز)

أعلن رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية التركية اليوم (الاثنين)، أنه ينوي توقيع طلبيات لشراء 600 طائرة تجارية في غضون شهرين، وستكون أكبر صفقة في تاريخ الطيران المدني.

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، قال أحمد بولات في مؤتمر صحافي على هامش الجمعية العامة للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) في إسطنبول، إن الشركة تجري محادثات مع «بوينغ» و«إيرباص» لشراء 400 طائرة ذات ممر واحد من طراز «737 ماكس» و«A320neo»، بالإضافة إلى 200 طائرة من طراز «بوينغ 787» و«777» و«إيرباص A350».

وأضاف: «كنا على وشك إبرام صفقة مع إحدى الشركتين المصنعتين»، موضحاً أن التأخير ناجم عن الانتخابات الرئاسية التركية الأخيرة، «سننتظر شهرين قبل إعلان قرارنا النهائي».

ورفض كشف تفاصيل عن تقسيم الطلبيات بين الشركات المصنعة الأميركية والأوروبية.

وذكرت معلومات صحافية أن بولات سبق أن تحدث عن هذه الصفقة، وأنها ستعلن خلال الجمعية العامة لـ«إياتا».

وسيسمح ذلك للخطوط الجوية التركية بزيادة أسطولها إلى أكثر من 800 طائرة خلال 10 سنوات مقابل 435 طائرة حالياً، كما أكد بولات. وتسعى الشركة لتطوير أنشطتها بشكل شامل، لا سيما نحو أفريقيا وآسيا، مستفيدة من افتتاح مطار إسطنبول العملاق.

ومن خلال رحلاتها البعيدة مستقبلاً، تريد الخطوط الجوية التركية أن تكون قادرة على تسيير رحلات مباشرة إلى أستراليا لخدمة المغتربين الأتراك، وأيضاً تشجيع الأستراليين على زيارة تركيا، كما قال رئيسها.

وإذا أُبرمت الصفقة بالفعل وشملت طلبات مؤكدة، فستكون الأكبر في تاريخ الطيران التجاري، متجاوزة الصفقة التي أبرمتها شركة الطيران الهندية في فبراير (شباط) مع 470 طائرة. ووقعت الشركة الهندية التي تمت خصخصتها مؤخراً، عقداً لشراء 400 طائرة للرحلات المتوسطة و70 للرحلات الطويلة مقسمة إلى 250 طائرة «إيرباص» و220 «بوينغ».


الاتحاد الأوروبي يطلق مشروعات تنموية في العراق

سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى العراق فيلي فارجولا (واع)
سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى العراق فيلي فارجولا (واع)
TT

الاتحاد الأوروبي يطلق مشروعات تنموية في العراق

سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى العراق فيلي فارجولا (واع)
سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى العراق فيلي فارجولا (واع)

أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى العراق أنها طلبت من الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني، تقديم التسهيلات للمشروعات التي تنفذها دول الاتحاد الأوروبي في العراق. وقال سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى العراق، فيلي فارجولا، خلال كلمة له في مؤتمر أقامته الوكالة الألمانية للتعاون الدولي في بغداد الاثنين، إن «المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالعراق مهمة وضرورية»، مشيراً إلى أن «هناك كثيراً من الدول مثل إيطاليا وألمانيا وفرنسا وهولندا والسويد تدعم إقامة المشروعات في العراق». وأضاف أن «المشروعات في العراق لا يمكن أن تكون موجودة دون دعم، ومع ذلك هناك ممارسات من قبل الحكومة لتسهيل تنفيذ تلك المشروعات وتطوير الاقتصاد العراقي»، لافتاً إلى أن «حكومة السوداني رحبت بمبادرات دعم المشروعات، وبالتالي هناك جهود لدعمها على المستوى الدولي، والقرارات التي يتم اتخاذها تهدف إلى الموارد وتسهيل الاستثمارات».

القائمة بأعمال السفارة الألمانية مارغريت ياكوب (واع)

في السياق نفسه، قالت القائمة بالأعمال في السفارة الألمانية ببغداد مارغريت ياكوب، خلال كلمتها في المؤتمر، إن «المشروع الألماني يهدف إلى تطوير الشراكات الاقتصادية والمتطورة بالعراق من أجل التنمية، وهذا دفعنا إلى إقامة كثير من المشروعات في بلدان العالم، ومن ضمنها العراق». وشددت على أن «الاقتصاد العراقي واجه كثيراً من الأزمات بسبب استحواذ تنظيم (داعش) الإرهابي على كثير من المناطق، فضلاً عن الصراع بين أوكرانيا وروسيا، ما سبب كساداً اقتصادياً على المستوى الدولي»، مشدداً على «ضرورة تنويع الاقتصاد ومصادره، وليس الاعتماد على النفط فقط».

وأوضحت المسؤولة الألمانية أن «الدعم الألماني من أجل تطوير وتنمية القطاع الخاص في العراق من خلال هذه المشروعات التي تدعم وتطور النظام الاقتصادي، ونحن نركز على التنويع الاقتصادي والمشروعات المالية والشركات المتوسطة وتطوير القطاع الخاص العراقي»، داعية الحكومة العراقية إلى «الالتزام بالتنوع الاقتصادي ودعم سوق العمل من خلال المشروعات الاقتصادية من أجل تطوير الشركات الصغيرة»، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بمساعدة الحكومة العراقية، تعمل على تطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالعراق، بالتعاون مع الشركاء العراقيين لتطوير الاقتصاد.

محافظ البنك المركزي العراقي علي العلاق (واع)

في السياق نفسه، أكد محافظ البنك المركزي العراق علي العلاق، أن «البنك يتطلع لبناء شراكة مع المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)»، مشيراً إلى «الوصول إلى مراحل متقدمة في بناء استراتيجية وطنية للإقراض». وتعد المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي الآن واحدة من كبرى وكالات التنمية في العالم.

يذكر أن الاتحاد الأوربي ينفذ كثيراً من المشروعات في بغداد ومحافظات عراقية أخرى؛ مثل البصرة وذي قار جنوب البلاد، فضلاً عن المحافظات الغربية ومحافظات إقليم كردستان.


حملة للحد من التلوث البلاستيكي في السعودية

إحدى آلات تدوير العلب البلاستيكية التي ستوزع في السعودية قريباً (الشرق الأوسط)
إحدى آلات تدوير العلب البلاستيكية التي ستوزع في السعودية قريباً (الشرق الأوسط)
TT

حملة للحد من التلوث البلاستيكي في السعودية

إحدى آلات تدوير العلب البلاستيكية التي ستوزع في السعودية قريباً (الشرق الأوسط)
إحدى آلات تدوير العلب البلاستيكية التي ستوزع في السعودية قريباً (الشرق الأوسط)

أطلق «الميثاق العالمي للأمم المتحدة» في السعودية، الاثنين، حملة «الحدّ من التلوث البلاستيكي»؛ بهدف نشر الوعي بشأن إدارة النفايات البلاستيكية، والحث على إعادة تدويرها حفاظاً على البيئة. وخلال مؤتمر الإطلاق تزامناً مع «يوم البيئة العالمي 2023»، قال إبراهيم الهلالي المدير التنفيذي لميثاق الأمم المتحدة بالسعودية لـ«الشرق الأوسط» إن الحملة ترتبط مع أهداف «رؤية 2030»، وتشارك بها الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع، مضيفاً «سنحاول معا جمع أكبر قدر ممكن من البلاستيك المهدور، والتوعية بأهمية إعادة تدويره، والمحافظة على البيئة، وسيخدم ذلك ملف السعودية لاستضافة اليوم العالمي للبيئة العام المقبل». وأكد الهلالي أنه «بالرغم من الأهمية الكبيرة للبلاستيك، فإن هناك نسبة كبيرة منه لا يتم إعادة تدويرها»، متابعاً: «ومع ذلك يمكننا من خلال تنفيذ أنظمة أفضل لإدارة النفايات، وتعزيز الوعي لدى المستهلكين، وتوسيع تكنولوجيا إعادة التدوير المتقدمة، أن نقوم بإعادة تدوير البلاستيك ليس مرة واحدة فحسب، بل عدة مرات، من خلال الاستفادة من خصائصه القيمة للحد من تراكمه في المكبات والمحيطات». وستنفذ الحملة في خمس مدن سعودية بداية من أبها وحائل والرياض والخبر، وستكمل دورتها في جدة بنهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بدعم من وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان التي ساهمت في توفير الأماكن المخصصة لإقامتها. وستسهم في توعية الجمهور بكمية النفايات المتولدة وتثقيفهم حول استراتيجيات تقليل استخدام قوارير البلاستيك، وإعادة استخدامها وتدويرها من خلال محاضرات وأنشطة متنوعة تشمل جميع الأعمار. وستوزع الشركة السعودية الاستثمارية لإعادة التدوير (SIRC)، خلال الحملة، آلات بيع عكسية تجمع البلاستيك وتقوم بتحفيز المستخدمين من خلال مكافأتهم على المساهمة في الحد من انبعاثات الكربون، وسينقل البلاستيك المجمع إلى مركز إعادة التدوير، حيث سيتم تحويله إلى حبيبات لاستخدامها في تصنيع منتجات بلاستيكية متنوعة، بهدف تعزيز مفهوم دورة الحياة المستدامة للبلاستيك. ويهدف الميثاق العالمي للأمم المتحدة عبر فروعه حول العالم إلى تعميم المبادئ العشرة في أنشطة الأعمال حول العالم، وتحفيز الإجراءات لدعم أهداف الأمم المتحدة الأوسع نطاقًا، مثل الأهداف الإنمائية للألفية وأهداف التنمية المستدامة.


«الصحة العالمية» تسعى لبطاقة عالمية مستوحاة من شهادة كوفيد الأوروبية

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (رويترز)
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (رويترز)
TT

«الصحة العالمية» تسعى لبطاقة عالمية مستوحاة من شهادة كوفيد الأوروبية

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (رويترز)
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (رويترز)

ستستخدم منظمة الصحة العالمية بطاقة كوفيد الرقمية الخاصة بالاتحاد الأوروبي كأساس لنظام إصدار شهادة صحية عالمية، وفقاً لاتفاق شراكة جديد وقعه، الاثنين، مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، ومفوضة الصحة الأوروبية ستيلا كيرياكيدس ووصفاه بأنه «تاريخي».

وقال تيدروس في حفل التوقيع بجنيف: «لقد سلطت جائحة كوفيد - 19 الضوء على قيمة الحلول الصحية الرقمية في تسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية».

وأوضح أن شهادة كوفيد الصادرة عن الاتحاد الأوروبي ستتحول الآن إلى «منفعة عامة عالمية»، كخطوة أولى لإنشاء شبكة شهادات صحية رقمية عالمية.

ولفت إلى أن الشبكة ستتوسع لتشمل أشياء مثل بطاقات التطعيم الروتينية الدولية الرقمية.

وقالت منظمة الصحة العالمية والاتحاد الأوروبي في بيان إن الهدف من هذه الشهادة هو المساعدة في حماية الناس من التهديدات الصحية، بما في ذلك الأوبئة المحتملة في المستقبل، وتسهيل التنقل العالمي.

وذكر غيبريسوس أن هذا «سيكون جزءاً مهماً من جهودنا لتقوية الأنظمة الصحية ودعم الدول الأعضاء لدينا للاستعداد بشكل أفضل للوباء المقبل أو الجائحة المقبلة... يمكن للشبكة أيضاً أن تلعب دوراً حاسماً في الحالات الإنسانية عبر الحدود من خلال ضمان وصول الأشخاص إلى سجلاتهم الصحية وبيانات اعتمادهم أثناء انتقالهم عبر الحدود بسبب النزاعات وأزمة المناخ وحالات الطوارئ الأخرى».

ضمان الخصوصية

استخدمت شهادة كوفيد الأوروبية، المتوافرة على الورق أو رقمياً، من قبل المسافرين الذين يتنقلون داخل الكتلة لتضمنها معلومات عن تلقيهم لقاح كوفيد أو نتيجة الاختبار.

ويعتمد نظام شهادات كوفيد الأكثر استخداماً في العالم على تقنيات ومعايير مفتوحة المصدر ويسمح بربط الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشهادات صادرة وفقاً لمواصفات الاتحاد الأوروبي.

وقالت كيرياكيدس في حفل التوقيع إن الشهادة «وفرت حلاً لمواطنينا وحماية لأنظمة الصحة العامة في الوقت نفسه وسط حالة عدم اليقين جراء الجائحة».

وأشارت إلى أن «قصة نجاح الاتحاد الأوروبي هذه صارت معياراً عالمياً»، مشيرة إلى أن ما يقرب من 80 دولة تبنت بالفعل إطار عمل شهادة كوفيد الأوروبية.

وشدد غيبريسوس على أن نظام الشهادات الجديد «سيستند إلى مبادئ الإنصاف والابتكار والشفافية وحماية البيانات والخصوصية».

ولن تتمكن منظمة الصحة العالمية من الوصول إلى أي بيانات شخصية أساسية وستظل المجال الحصري للحكومات.

وقال غيبريسوس: «الخصوصية هي الأساس. سنحتفظ فقط بدليل للسمات العامة التي يمكن استخدامها للتحقق من صحة السجلات الصحية الرقمية لدولة عضو».


وزيرا خارجية السعودية وفنزويلا يستعرضان سبل تعزيز التعاون

الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي يستقبل نظيره الفنزويلي إيبان إدواردو خيل بينتو في جدة (واس)
الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي يستقبل نظيره الفنزويلي إيبان إدواردو خيل بينتو في جدة (واس)
TT

وزيرا خارجية السعودية وفنزويلا يستعرضان سبل تعزيز التعاون

الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي يستقبل نظيره الفنزويلي إيبان إدواردو خيل بينتو في جدة (واس)
الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي يستقبل نظيره الفنزويلي إيبان إدواردو خيل بينتو في جدة (واس)

استعرض الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، مع نظيره الفنزويلي إيبان إدواردو خيل بينتو، الاثنين، أوجه التعاون بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات.

جاء ذلك خلال لقائهما في جدة، حيث ناقشا تكثيف التنسيق المشترك في كثير من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، وجهودهما في إرساء دعائم الأمن والسلم الدوليين، والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية.


تفاعل شعبي مع المجند المصري الذي قُتل في «حادث الحدود»

المجند محمد صلاح (حسابه الشخصي على فيسبوك)
المجند محمد صلاح (حسابه الشخصي على فيسبوك)
TT

تفاعل شعبي مع المجند المصري الذي قُتل في «حادث الحدود»

المجند محمد صلاح (حسابه الشخصي على فيسبوك)
المجند محمد صلاح (حسابه الشخصي على فيسبوك)

في الوقت الذي كشفت فيه وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل أعادت جثة المجند المصري الذي نفذ العملية على الحدود، والتي أسفرت عن مقتل 3 جنود إسرائيليين؛ أكد أفراد من أسرة المجند وجيران له أنه جرى دفن جثمانه صباح الاثنين، في مسقط رأسه في محافظة القليوبية (شمال القاهرة).

وفي حين لم يصدر عن الجانب المصري أي بيانات رسمية تخص المجند، فإن هيئة البث الإسرائيلية الحكومية قالت إن «المصري الذي نفذ الهجوم على الحدود هو محمد صلاح (22 عاماً) من القاهرة»، وأرفقت صورة له.

وتقول مصر إن مجنداً من قوات تأمين الحدود الدولية اخترق حاجز التأمين، وتبادل إطلاق النيران خلال مطاردة عناصر تهريب المخدرات، ما أدَّى إلى وفاة ثلاثة أفراد من عناصر التأمين الإسرائيلية، وإصابة اثنين آخرين، بالإضافة إلى وفاة المجند المصري في أثناء تبادل إطلاق النيران.

وتفاعل قطاع كبير من المصريين بمختلف انتماءاتهم مع المجند محمد صلاح، ليتصدر حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تحولت صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك» إلى دفتر عزاء. كما نعاه مقربون له على صفحاتهم الشخصية، مشيدين ببطولته.

وذكر حساب يحمل اسم محمود حمدي، وهو نجل خالة المجند، أنه جرى دفن الجثمان بقرية العمار بمحافظة القليوبية.

https://www.facebook.com/photo/?fbid=1745094129278362&set=a.154763064978151

وتناقلت صفحات تخص منطقة عين شمس بالقاهرة، صوراً للمجند، مع رثائه.

https://www.facebook.com/Ein.Shams.10/posts/pfbid0keerJihcrRx4qpz5DYjqFdpvAwL6nsaLuzqcSctqAKU9peSu2v3pQrGuGqzRyrHYl

فيما أعلن آخرون أن أسرته سوف تتلقى العزاء في منطقة عين شمس، غداً الثلاثاء. إضافة إلى ذلك، قال محمود رضا، أحد جيران المجند، بمنطقة عين شمس، لـ«الشرق الأوسط»، إنه التقى المجند محمد صلاح منذ أسبوعين خلال إجازته الأخيرة، مؤكداً أنه كان طبيعياً للغاية، وأكد أن خبر مقتله أصاب جميع أبناء المنطقة بالصدمة.

ويؤكد «رضا»، بحكم قربه من المجند صلاح الرواية المصرية الرسمية بشأن مطاردته عناصر تهريب المخدرات، رافضاً ما يجري ترويجه بأنه خطط للعملية بشكل مسبق، لافتاً إلى أن جاره كان متخوفاً في بداية خدمته من الموت بحكم طبيعة المنطقة الحدودية.

أما محمد عبده، وهو أحد أصدقاء المجند وزميل دراسته، فأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن المجند محمد صلاح كان مهذباً للغاية، ولا يعرف إلا العمل قبل التحاقه بالخدمة العسكرية، وليست له علاقة بمتابعة الإنترنت إلا صفحته الشخصية، وبالتالي فهو بعيد عن أية ادعاءات إسرائيلية بالتشدد، وليس له أية انتماءات دينية أو سياسية، لافتاً إلى أن جثمان المجند دُفن اليوم في محافظة القليوبية، حسبما يردده أبناء المنطقة منذ صباح اليوم.

https://www.facebook.com/reel/2460888127411243


الاتحاد الأوروبي يتوعد بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في السودان

أعمدة الدخان تتصاعد في سماء الخرطوم مع دخول الحرب أسبوعها الثامن (أ.ف.ب)
أعمدة الدخان تتصاعد في سماء الخرطوم مع دخول الحرب أسبوعها الثامن (أ.ف.ب)
TT

الاتحاد الأوروبي يتوعد بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في السودان

أعمدة الدخان تتصاعد في سماء الخرطوم مع دخول الحرب أسبوعها الثامن (أ.ف.ب)
أعمدة الدخان تتصاعد في سماء الخرطوم مع دخول الحرب أسبوعها الثامن (أ.ف.ب)

أعلن الاتحاد الأوروبي، الاثنين، أنه يراقب ويوثق ما وصفها بـ«انتهاكات حقوق الإنسان» في السودان، متوعداً بمحاسبة المسؤولين عنها. كما حث الاتحاد الأوروبي، في بيان، طرفي الصراع في السودان على وقف الأعمال القتالية على الفور، وإفساح المجال أمام استئناف عملية انتقال سياسي شاملة ذات مصداقية. وأضاف البيان: «سنواصل العمل مع جميع الجهات الإقليمية والدولية المعنية؛ بما في ذلك الاتحاد الأفريقي والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى السودان، لتحقيق تلك الأهداف».

ورحب الاتحاد الأوروبي أيضاً بقرار مجلس الأمن بشأن تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لتقديم المساعدة خلال الفترة الانتقالية في السودان «يونيتامس» لمدة 6 أشهر حتى 3 ديسمبر (كانون الأول) 2023.

فوضى أمنية

ومنذ اندلاع القتال العنيف بين القوتين العسكريتين؛ الجيش و«قوات الدعم السريع»، في منتصف أبريل (نيسان) الماضي، عمت الفوضى البلاد وانتشرت أعمال السلب والنهب والترويع التي طالت الشركات والمحال التجارية، والمصارف؛ وحتى البيوت. كما وصلت الانتهاكات إلى المستشفيات، فاحتل مسلحون كثيراً من المرافق الطبية، لا سيما في الخرطوم وإقليم دارفور بغرب السودان. وإزاء هذه الأوضاع؛ تعالت التحذيرات الدولية والأممية من كارثة إنسانية مقبلة، إثر تعثر وصول المساعدات جراء الوضع الأمني، وعمليات النهب التي تعرض لها بعض مكاتب منظمات الإغاثة.

وكانت الرياض وواشنطن قد دعتا، يوم الأحد، طرفي النزاع في السودان إلى العودة لطاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى هدنة جديدة. وحث البلدان طرفي القتال؛ الجيش و«قوات الدعم السريع» على الالتزام بالترتيبات الإنسانية، وأبدتا استعدادهما لاستئناف محادثات جدة التي علّق الجيش مشاركته فيها الأربعاء الماضي.

في غضون ذلك، استمرت الاشتباكات العنيفة بالأسلحة الثقيلة في العاصمة الخرطوم، في الأسبوع الثامن للحرب، فيما ذكرت وسائل إعلام محلية أن إقليم دارفور المتاخم لتشاد هو أيضاً تحوّل إلى مسرح قتال عنيف بين الفصائل المتحاربة.

 

عناصر من «قوات الدعم السريع» خلال الإعلان عن السيطرة على حامية «اللواء 22 مشاة» بمدينة كتم بإقليم دارفور (صفحة الدعم السريع على فيسبوك)

حامية لواء في دارفور

من جهة أخرى، أعلنت «قوات الدعم السريع»، يوم الاثنين، السيطرة علي حامية «اللواء 22 مشاة» في مدينة كتُم بولاية شمال إقليم دارفور، إلا إن الجيش نفى ذلك. وبثت «قوات الدعم السريع» عبر حسابها بموقع «فيسبوك» فيديو يظهر عناصرها داخل الحامية وتفقد قائدها جميع المنشآت.

وكانت القوات المسلحة قد أكدت، يوم الأحد، أنه لا صحة لما تردد عن سقوط مدينة كتم بولاية شمال دارفور في أيدي المتمردين. بدوره، أدان حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، الانتهاكات التي يتعرض لها السكان في مدينة كتم، مشيراً في تغريدة عبر حسابه بموقع «تويتر» إلى أنه «في الوقت الذي نسعى بكل إمكانيات الإقليم الشحيحة لحماية المدنيين ومحاربة الجريمة؛ أبت الأيدي الآثمة إلا أن تواصل ارتكاب الجرائم ضد المواطن في الإقليم».

وأضاف: «اليوم يتعرض الإنسان في مدينة كتم لانتهاكات فظيعة؛ كما يحدث في مدينة الجنينة»، معبراً عن إدانته بأشد العبارات أعمال النهب والقتل التي طالت وما زالت تجري في المدينة المنكوبة كتم ومعسكر كساب ومدينة نيالا . وأعلن مناوي إقليم دارفور منطقة منكوبة، وطالب العالم بإرسال مواد إنسانية عبر كل الحدود وبكل الوسائل المتاحة لإنقاذ الإنسان في الإقليم المنكوب.


عرض «الرقص مش إلنا»... يعيد عمر راجح إلى بيروت

مصمم الرقص اللبناني عمر راجح على مسرح مونو (خاص الفنان)
مصمم الرقص اللبناني عمر راجح على مسرح مونو (خاص الفنان)
TT

عرض «الرقص مش إلنا»... يعيد عمر راجح إلى بيروت

مصمم الرقص اللبناني عمر راجح على مسرح مونو (خاص الفنان)
مصمم الرقص اللبناني عمر راجح على مسرح مونو (خاص الفنان)

«الرقص مش إلنا» هو العرض الذي يعود به عمر راجح إلى لبنان، بعد انتقاله إلى فرنسا منذ سنوات قليلة، ليقدمه على «مسرح مونو» يوم الخميس المقبل 8 يونيو (حزيران)، في إطار جولة ستقوده إلى زغريب في كرواتيا ومن ثم روما وميونيخ لتقديم العرض نفسه. وثمة جولات بعد ذلك، تبدأ في فرنسا خلال شهر يوليو (تموز) وإسبانيا في سبتمبر (أيلول)، والعام المقبل يقدم في أستراليا وكندا.

«هل كل هذه المفاهيم يحق لنا أن نفكر بها في بلد العصبيات. بهذا المعنى العرض يحث على التفكير بالرقص كرديف للحرية وتطوير الذات»

عمر راجح

والعرض الذي تتخلله نصوص مسموعة تختلط بموسيقى الألماني جوس تورتبول وشربل الهبر، وتختلط بموسيقات مسجلة لأسمهان ونصري شمس الدين، يدور حول فكرة رئيسية هي الفوقية، والسلطة بما هي قوة تبسط سطوتها وسيطرتها على الناس. ويتساءل عمر راجح في هذا العرض الذي يرقص فيه منفرداً على الخشبة لمدة ساعة كاملة، «إذا كان هذا هو الرقص الذي حلمنا به، ونحن نبحث عن الحرية والثورة، ونسعى من أجل مفاهيم الانعتاق» يقول راجح لـ«الشرق الأوسط». والسؤال هو «هل كل هذه المفاهيم يحق لنا أن نفكر بها في بلد العصبيات؟ بهذا المعنى العرض يحث على التفكير بالرقص كرديف للحرية وتطوير الذات». ويشرح راجح أن هناك «فكرة شائعة أن الرقص يليق بمن يملكون الإمكانات المادية أو النفوذ أو الانتماء لطبقة بمقدورها تحمّل تكاليفه والأثقال المادية المترتبة عليه، لهذا فإن سؤال الرقص لمن؟ يمكن لنا عند الإجابة عليه بأن نوسّع الدائرة أو نصغّرها، تبعاً لرغبتنا في ذلك».

 

هذا العرض صمم عمر راجح الكوريغرافيا الخاصة به بمساعدة شريكته ميا حبيس، وهما رغم وجودهما في فرنسا، يشعران وكأنهما في علاقة متواصلة مع جمهورهما اللبناني. «نحن عندنا أسئلة كثيرة، حول ما مرّ به البلد، وكنا جزءاً من هذه الظروف سواء أثناء وجودنا أو بقرارنا ترك البلد، وهناك أسئلة حول التحولات التي يمر بها العالم. ما هو عرض الرقص اليوم؟ وما العلاقة بين الراقصين على المسرح والجمهور في الصالة». يضيف راجح: «من مدة ونحن نبحث في هذا الموضوع، وعرض (بيتنا) الذي قدمناه في بيروت سابقاً، يطرح السؤال نفسه بطريقة مختلفة».

يستمر عرض عمر راجح على مسرح مونو لساعة كاملة (خاص الفنان)

 

«الرقص مش إلنا» فيه شيء من عرض «بيتنا» لكنه مختلف عنه. يومها قرر راجح أن يحضر طاولة طعام يشارك بها الجمهور على المسرح. ويقول: «إن هذا الجمهور هذه المرة سيكون شريكاً في العرض أيضاً وإن بطريقة مغايرة. فالجمهور في المسرح لا يعرف بعضه البعض، وهو لم يوجد صدفة في هذا المكان، وإنما جاءوا جميعهم بهدف رؤية عرض واحد، فشكلوا مجموعة. هم كما مجموعة لا تعرف بعضها، لكنها تذهب للتظاهر من أجل غرض واحد يجمعها ويوحد بينها، قد يكون الاحتجاج أو الثورة أو المطالبة بأمر ما».

 

العرض يستمر لساعة كاملة، يظهر خلالها عمر راجح مزيداً من القدرة على التحكم بالجسد، واستخدامه كأداة للتعبير عن خوالج النفس «هو ليس عرضاً أوتوبيوغرافياً، لكنه يمر على أفكار كثيرة، ويعود عبوراً على أعمال سابقة قدمتها على المسرح. فالتعامل مع الماضي له أساليبه، ولكل شخص طريقته، لكن الثابت الوحيد هو أن الماضي حصل».

 

يعدنا راجح بعرض يجمع بين شيء من الشاعرية، والغوص في التساؤلات الحاضرة والمقلقة. هو ليس رومانسياً، فهذا ليس أسلوب راجح، وإنما عمل مركب من حيث النصّ والموسيقى والحركة والأدوات.

ولمصمم الرقص عمر راجح جمهوره العريض في لبنان الذي تشكل ليس فقط من عروضه التي قدمها على مسارح مختلفة في بيروت منذ ما يزيد على عشرين عاماً، وإنما لما له من فضل على تطوير الرقص عموماً في لبنان والمنطقة، خاصة من خلال مهرجان «بيبود» الذي وصل إلى دورته الـ18، وينقطع هذا العام استثنائياً، في انتظار تبلور الأوضاع. «تنظيم المهرجان ليس أمراً سهلاً، كنّا نركبه كما لو أنه بناء من قطع بزل، يحتاج الشغل على تفاصيل كثيرة، وتنسيق أمور عديدة، في وقت واحد. من عملوا معنا طوال فترة تطوير المهرجان، وكان بمقدورهم أن يديروا العمل في غيابنا، في غالبيتهم تركوا لبنان. ومع ذلك نحن لم نتنازل عن فكرة مواصلة المهرجان في السنوات المقبلة، لكننا نتريث لنرى كيف ستستقر الأمور، وأي منحى ستأخذ، وكيف سيكون حال البلد، لنعرف كيف يمكننا أن نتصرف».

 

ولعمر راجح تجربة خاصة، فقد بدأ بعد دراسته في لندن من الصفر. يقول: «الأشياء بدأت عفوية. لم أفكر في حياتي أن أنظم مهرجاناً. عندما كنت لا أزال أدرس في لندن، فكرت في البقاء هناك، قلت في نفسي، لا مجال للرقص في بيروت». بعد عرض «صفرا» ثم «حرب عالبلكون» بدأ راجح يفكر بتشكيل أرضية. «تطورت الأمور بعفوية. واحدة من أهم الإنجازات فعلاً هو حين طورنا شبكة للمهرجان عام 2007، وقتها هذا التشبيك لم يكن موجوداً أو قليلاً». مهرجان الرقص الذي كانت تشهده بيروت يومها، كان راقصوه وفرقه التي تأتي من بلدان مختلفة في العالم تقدم العروض نفسها في بيروت وعمّان ورام الله وحتى في الشام لعدة سنوات. هكذا لم يعد المهرجان لبنانياً فقط، وإنما يجول في أكثر من مدينة عربية، وهو ما أعطاه بعده وأهميته. في عام 2009 قدم راجح عرضه «اغتيال عمر راجح» ومن بين العروض «هاشتاغ مئذنة» عام 2018.

عمر راجح يعود إلى لبنان في عرض «الرقص مش إلنا» (خاص الفنان)

مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في لبنان قرر الثنائي عمر راجح وميا حبيس، ترك لبنان إلى ليون، حيث نظما مهرجان «بيبود» من هناك، وهما يعودان الآن لتقديم عرض راقص جديد. يقول راجح: «منذ عام 2015 كانت فكرة السفر تراودنا، أردنا تكبير المساحة، وتوسيع الرؤية. كنا نبحث عن ديناميكية جديدة، دون أن نوقف المهرجان. لكن ما حصل بعد ذلك دفعنا دفعاً لأن نختار المغادرة». لكن راجح يؤكد أن السفر لا يعني أبداً الهجرة، أو «أننا اخترنا بلداً آخر. نحن ذهبنا كي نتمكن من الحفاظ على ما بنيناه هنا. أنا لا أعد نفسي في فرنسا لا لاجئاً ولا مهاجراً. أنا مثل الفرنسيين الذين يعملون في لبنان. يقيمون في بيروت ويعودون إلى بلادهم، ويتنقلون حيث يشاؤون. أينما كنا فإن ما يحدث في بيروت يسكننا. نحن ذهبنا لنكتسب ونضيف إلى تجربتنا، وهذا ننقله أينما حللنا».

 

لا ينكر راجح أن تجربة فرنسا أضافت له الكثير، وفتحت أمامه آفاقاً جديدة في المعرفة. يشارك في ورشات تجمعه بخبراء من كل أنحاء العالم، ومديري مدارس رقص، وراقصين، هذا عدا الدروس التي يعطيها، وخبراته التي يشاركها مع الآخرين كراقص عربي، له تجربته وهمومه وثقافته.


تنظيم «القاعدة» سعى لاحتواء الحراك الجزائري ونشره في المنطقة

مظاهرات الحراك (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)
مظاهرات الحراك (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)
TT

تنظيم «القاعدة» سعى لاحتواء الحراك الجزائري ونشره في المنطقة

مظاهرات الحراك (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)
مظاهرات الحراك (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)

ورد في تقرير لـ«المركز الدولي لمكافحة الإرهاب» (لاهاي- هولندا)، نشرت صحيفة «الوطن» الجزائرية اليوم أجزاءً منه، أن تنظيم «القاعدة» عمل على احتواء الحراك عندما كان في أوجَه عام 2019، وقاد إلى استقالة الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، وأظهر «محاولات متكررة لاستغلال الغضب الشعبي، لضرب الجزائر كدولة».

وأعد التقرير الباحثان سامي فيكس مختص في علم الإجرام والقضاء الجنائي، ومساعدته ميلي كريزايس باحثة في مجال الدعاية والتطرف الدينيين، تناولا فيه، وفق الصحيفة الفرنكفونية، «اهتماماً مركَزاً بالحراك أظهره تنظيم (القاعدة)، منذ اللحظة التي اندلع فيها». (22 فبراير (شباط) 2019). وعالجت الدراسة وثائق تدل على ذلك حسبها، أصدرها التنظيم المتطرف وفرعه المغاربي، ونشرها في منصتي «تلغرام» و«روكت» و«شات»، ومواقع دعائية تابعة له، مثل «مؤسسة الأندلس» و«السحاب ميديا»، وهي الأذرع الدعائية للمتطرفين، وذلك بين فبراير 2019 ويناير (كانون الثاني) 2021.

من تظاهرات الحراك (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)

وجرى ذلك، حسب الباحثين، في خضم المظاهرات التي قامت لمنع بوتفليقة من الترشح لولاية رئاسية خامسة، بينما كان عاجزاً عن الحركة بسبب المرض منذ 2013. وأبرز التقرير أن «رغبة تنظيم (القاعدة) في التأثير على الحراك، تبرز بشكل واضح في ثماني وثائق خضعت للتحليل، على غرار إحداها حملت عنوان: الجزائر بصدد الخروج من النفق، و«وتستمر معركة تحرير الجزائر».

يوسف العنابي زعيم «القاعدة» ببلاد المغرب (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)

وأكدت الدراسة أن الجماعة المتشددة «وظفت، خلال الحراك، خطاباً معادياً للاستعمار»، وأنها سعت إلى «عقد مقارنة بين دولة الجزائر وفرنسا الاستعمارية»، بذريعة أن النظام الجزائري يتلقى دعماً مباشراً من باريس لكي يستمر، مبرزة أن الجماعة «حامت حول موجة السخط القوية ضد الفساد، وذلك بغرض التهجم على الحكومة الجزائرية التي وصفتها بالطاغية».

وساق تقرير الباحثين مثالاً لذلك، يتمثل في بيان وقعه «أبو عبيدة يوسف العنابي»، الجزائري، زعيم «القاعدة ببلاد المغرب»، يهاجم فيه «مشروع الغرب الهادف لتدمير الهوية الإسلامية للأمة الجزائرية، الذي سعى لإنجازه الصليبيون الفرنسيون، خلال فترة الاستعمار (1830 – 1962)، ولكنهم عندما فشلوا كلفوا أعوانهم الذين يوجدون بيننا، بهذه المهمة». ورأت «القاعدة» أن «الغاية التي يريد الحراك الوصول إليها، هي تطبيق الشريعة الإسلامية»، حسبما جاء في الدراسة التي كان عنوانها «الاستراتيجية الجزائرية لـ(القاعدة): محاولات لاستيعاب الحراك وتحسين صورة السلفية الجهادية».

زعيم القاعدة المغاربية السابق عبد الملاك دروكدال (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)

يشار إلى أن الفرع المغاربي لـ«القاعدة»، جرى إطلاقه في الجزائر عام 2007، بمباركة نائب زعيم شبكة «القاعدة» آنذاك أيمن الظواهري. وكانت تسميته السابقة «الجماعة السلفية للدعوة والقتال». وكل قادته، كانوا جزائريين، بدءاً من عبد المجيد ديشو إلى عبد المالك دروكدال، مروراً بنبيل صحراوي (كلهم قُتلوا في عمليات عسكرية)، وانتهاءً بـ«يوسف العنابي». ومجال نشاطهم انتشر في كامل منطقة الساحل جنوب الصحراء.

وأشارت الدراسة إلى أن «القاعدة» دعت العسكريين في الجيش الجزائري إلى «التمرد» على قياداتهم، وأنها «اقترحت» على المتظاهرين في الشارع اتباع «الأخلاق والآداب الإسلامية»، خلال الاحتجاجات ضد السلطة. كما لفتت إلى أن التنظيم وعد المحتجين بأن إخوتهم المجاهدين في «المغرب الإسلامي»، سيكونون بمثابة درع قوية تقاوم أي هجوم عليهم. ووفق صاحبي البحث، كان التنظيم المتطرف «يأمل في أن يتحول الحراك الجزائري إلى كرة ثلج، يصل مع الوقت إلى كل بلدان المنطقة، كتونس والمغرب ومصر وليبيا».

مسيرة كبيرة للحراك (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)

ومن الاستنتاجات التي انتهى إليها التقرير، أن تنظيم «القاعدة» عجز عن إقناع المحتجين بالحراك، بخطابه. ويعود ذلك حسبه، إلى «تمسكهم بالجيش كمؤسسة قوية، على الرغم من فقدانهم الثقة بالحكومة آنذاك».