شنّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان هجوماً حاداً على المعارضة التركية، أمس، معتبراً أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستجرى في 14 مايو (أيار) المقبل ستكون بمثابة «مفترق طريق تاريخي» لتركيا.
وفي الوقت الذي تظهر فيه استطلاعات الرأي تراجعه أمام منافسه الرئيسي مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، حمل إردوغان بشدة على أحزاب المعارضة الستة التي انضوت في «تحالف الأمة» و«طاولة الستة» (الشعب الجمهوري، الجيد، الديمقراطية والتقدم، السعادة، المستقبل والديمقراطي). وقال في كلمة، السبت: «نحن ندرك أن حفنة من الجهلة الذين يعيشون مع التوق لفاشية الحزب الواحد غير مرتاحين لإخلاصكم». وأضاف: «لا يمكننا أن ننسى فتياتنا المحجبات. لا يمكننا أن ننسى أولئك الذين تم ازدراؤهم بسبب لحاهم. لا يمكننا أن ننسى جداتنا اللاتي لم يتمكن من حضور مراسم أداء اليمين لأحفادهن في الجيش».
واعتبر إردوغان أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في في 14 مايو ستكون «مفترق طرق تاريخي»، قائلاً: «لا يمكننا أن نعهد بمستقبل الأمة إلى أولئك الذين لا يترددون في التعامل مع الهياكل الهامشية، بما في ذلك الامتدادات السياسية للمنظمة الانفصالية، من أجل الحصول على 3 إلى 5 أصوات أخرى».
في الوقت ذاته، بدا أن هناك انقساماً داخل حزب «الرفاه من جديد» الذي يرأسه فاتح أربكان، نجل رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان، بسبب استمرار رفض تنظيم الشباب بالحزب التحالف مع حزب «العدالة والتنمية» في الانتخابات المقبلة، كما بدا أن شقيقة رئيس الحزب إليف أربكان لا تزال هي الأخرى غير مرحبة بالأمر. وواجه فاتح أربكان انتقادات حادة في الشارع التركي، وذلك بسبب تحالفه مع إردوغان بعد أن قاطعه والده (نجم الدين أربكان) قبل رحيله بسبب غضبه من انشقاقه ومجموعة أخرى، ضمّت الرئيس السابق عبد الله غول، عن حزب «الرفاه» لتأسيس حزب «العدالة والتنمية» عام 2001.
ودفاعاً عن موقفه، قال أربكان إنه وافق في اللحظات الأخيرة على التنازل عن الترشح للرئاسة في مواجهة إردوغان، وقبول الانضمام إلى «تحالف الشعب» بدلاً من ذلك، بعد موافقة «العدالة والتنمية» على الشروط الـ30 التي فرضها تنظيم الشباب. وتم توقيع بروتوكول الانضمام إلى «تحالف الشعب» على هذا الأساس. وأضاف أربكان أن بروتوكول الانضمام إلى التحالف، الذي وقعه أيضاً الأمين العام لحزب «العدالة والتنمية» فاتح شاهين، تضمن توافقاً بشأن القانون رقم 6284 الخاص بمنع العنف ضد المرأة، مشيراً إلى أن إردوغان سيزور حزب «الرفاه من جديد»، الأسبوع المقبل، للقاء قيادات الحزب. من جهته، لم يعط مرشح المعارضة وزناً كبيراً لمسألة انضمام حزب «الرفاه من جديد» إلى تحالف «الشعب»، وكذلك إعلان حزب «هدى بار» خوض الانتخابات على قوائم «العدالة والتنمية»، عندما سئل عن ذلك. وقال كليتشدار أوغلو خلال وجوده في إحدى خيام المتضررين من زلزالي 6 فبراير (شباط) في ولاية مالاطيا: «أصدقائي الأعزاء... السياسة بالطبع مستمرة، لكننا نريد أن نتحدث عن المستقبل، لا الحاضر ولا الماضي. هنا، (يسأل) الناجون المؤسسة السياسية: ماذا ستفعلون لنا في المستقبل؟»
في غضون ذلك، يسابق المرشحون المستقلون ومرشح الأحزاب الصغيرة للرئاسة التركية الزمن لجمع التوقيعات اللازمة لاعتماد ترشيحهم، وهي 100 ألف توقيع من الناخبين لكل مرشح، حيث تنتهي المهلة المحددة لتقديم التوقيعات بحلول الثامنة مساء الاثنين، بعد تمديد الوقت المتاح لهم 3 ساعات، من جانب المجلس الأعلى للانتخابات. حتى الآن لم يتمكن من إكمال التوقيعات إلا رئيس حزب « البلد» محرم إينجه، الذي أصبح هو المرشح الرئاسي الثالث.
وأظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته شركة «أكصوي» في 26 ولاية تركية على عينة من 1537 شخصاً، استمرار تقدم كليتشدار أوغلو في سباق الرئاسة، وحصوله على 56.8 في المائة، مقابل 43.2 في المائة لصالح إردوغان.
إردوغان: انتخابات 14 مايو مفترق طرق تاريخي
كليتشدار أوغلو يواصل تصدر الاستطلاعات... وإينجه مرشحاً ثالثاً للرئاسة
إردوغان: انتخابات 14 مايو مفترق طرق تاريخي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة