دراسة: عقار «باكسلوفيد» يُقلل خطر كوفيد طويل الأمد

أشارت إلى قدرته على منع تكاثر الفيروس

«باكسلوفيد» يعمل على إيقاف تكاثر الفيروس (غيتي)
«باكسلوفيد» يعمل على إيقاف تكاثر الفيروس (غيتي)
TT

دراسة: عقار «باكسلوفيد» يُقلل خطر كوفيد طويل الأمد

«باكسلوفيد» يعمل على إيقاف تكاثر الفيروس (غيتي)
«باكسلوفيد» يعمل على إيقاف تكاثر الفيروس (غيتي)

يتضاءل خطر الإصابة بـ«كوفيد طويل الأمد»، وهي مشكلة صحية تستمر لفترة بعد التخلص من الفيروس، بين المرضى الذين حصلوا على عقار «باكسلوفيد» المضاد للفيروسات، في غضون خمسة أيام بعد اختبارهم إيجابياً، وذلك وفقاً لتحليل البيانات الصحية الفيدرالية من قبل باحثين في كلية الطب بجامعة واشنطن الأميركية.
ويعمل «باكسلوفيد» على إيقاف تكاثر الفيروس المسبب للمرض، ويقلل من كمية الفيروس في الجسم. وأظهرت الدراسة المنشورة في 23 مارس (آذار) الجاري بدورية «جاما إنترنال ميدسين»، أن فوائده تستمر حتى ستة أشهر بعد الإصابة، وعلاوة على ذلك، تمتد التأثيرات لتشمل أولئك الذين لم يتم تلقيحهم، والذين حصلوا على اللقاح، وتم تطعيمهم بجرعات معززة لاحقة، وكذلك للأشخاص الذين تعافوا من (كوفيد - 19)، ولكنهم أصيبوا مرة أخرى في وقت لاحق.
و«باكسلوفيد»، الذي طورته شركة «فايزر»، هو الاسم التجاري للأدوية المضادة للفيروسات التي تؤخذ عن طريق الفم، ومن بينها «نيرماترلفير» و«ريتونافير».
وفي أواخر عام 2021، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية تصريحاً للاستخدام في حالات الطوارئ يسمح بتوصيف الدواء لعلاج «كوفيد – 19» الخفيف إلى المعتدل لدى الأشخاص المعرضين لخطر التقدم إلى النوع الشديد من المرض.
وأولئك الذين يعتبرون في خطر هم الأشخاص الذين يبلغون من العمر 50 عاماً أو أكبر؛ والبالغون أو الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 عاماً أو أكبر والذين يعانون من أمراض مثل القلب والكلى والرئة والسكري والسمنة والسرطان، والاضطرابات المناعية.
ويقول زياد العلي، عالم الأوبئة السريرية بجامعة واشنطن، الذي درس على نطاق واسع الآثار طويلة المدى لعدوى (كوفيد - 19): «لقد أصبح (كوفيد - 19) طويل الأمد، مشكلة صحية عامة ملحة تثير مخاوف واسعة النطاق، من انخفاض معدلات متوسط العمر المتوقع، إلى أعباء أنظمة الرعاية الصحية والتوظيف، إلى الاقتصادات الضعيفة على المستويات المحلية، في الولايات المتحدة وخارجها، وتشير دراستنا إلى أن (باكسلوفيد) هو سلاح (فعال) لوقف التأثيرات المهددة للحياة على الجسم، التي يسببها (كوفيد - 19)».
وتتبعت منظمة الصحة العالمية نحو 760 مليون حالة إصابة بالفيروس، منذ أن بدأ الوباء قبل ثلاث سنوات. وتشير التقديرات إلى أن واحداً من كل 5 من المصابين، أو ما يقرب من 152 مليون شخص، عانى من (كوفيد - 19) طويل الأمد، وهي حالة مرتبطة بالنوبات القلبية، والسكتة الدماغية، واضطرابات الذاكرة، والتعب المنهك، والتهاب البنكرياس، وخلل الكبد، ونوبات الصرع، وأمراض الكلى المزمنة، والسكري، والاكتئاب، والموت. وتشمل المضاعفات الأخرى المرتبطة بالفيروس متلازمة القولون العصبي، والارتجاع الحمضي، والقرحة، واضطرابات السمع والبصر، والصداع النصفي، والجلطات الدموية، والتهاب الدماغ.
ومنذ بداية الوباء في عام 2019، درس العلي وفريقه البحثي نحو 80 نتيجة صحية سلبية مرتبطة بـ«كوفيد - 19» طويل الأمد. وفي أحدث دراسة، قام الباحثون بتحليل سجلات الوصفات الطبية غير المحددة لـ281 ألفاً و793 شخصاً مصاباً بعدوى الفيروس، وكان لديهم عامل خطر واحد على الأقل للتقدم إلى مرض (كوفيد - 19) الشديد.
واعتمد الباحثون في ذلك على فحص السجلات من 3 يناير (كانون الثاني) 2022 حتى 31 ديسمبر (كانون الأول) 2022 من قاعدة بيانات تحتفظ بها وزارة شؤون المحاربين القدامى، وهو أكبر نظام رعاية صحية متكامل في أميركا.
وقاموا بإنشاء مجموعات بيانات خاضعة للرقابة من 246 ألفاً و76 مريضاً، لم يتم وصف (باكسلوفيد) لهم أو أي أدوية أخرى، 35 ألفاً و717 شخصاً تلقوا «باكسلوفيد» في غضون خمسة أيام من الاختبار الإيجابي لـ«كوفيد - 19».
وأظهر التحليل أن «باكسلوفيد» قلل من خطر الإصابة بـ«كوفيد - 19» لفترة طويلة بنسبة 26 في المائة خلال فترة ستة أشهر، وبالمثل، خلال نفس الفترة الزمنية، قلل من خطر الوفاة بنسبة 47 في المائة، وخطر المرض الشديد الذي يستدعي دخول المستشفى (الاستشفاء) بنسبة 24 في المائة.
ويقول العلي في تفسير هذه النتائج إنه «من المنطقي أن عقاراً مضاداً للفيروسات، وهو دواء يمنع تكاثر الفيروس، قد يقلل من خطر الإصابة بالفيروس لفترة طويلة».
من جانبه، يصف هلال فؤاد حتة، المدرس بقسم الميكروبيولوجيا الطبية والمناعة بجامعة أسيوط (جنوب مصر)، نتائج هذه الدراسة بأنها «تؤسس لتأكيد فاعلية أداة قد تكون مفيدة لأي جائحة أخرى، قد تحدث مستقبلاً». وأضاف: «كما حدث في جائحة (كوفيد - 19)، كانت الأدوية القديمة المعتمدة، هي خط الدفاع الأول ضد الفيروس، لحين توفير خيارات علاجية أخرى».
ومع ذلك، فإن حتة، كان يتمنى أن يرى في الدراسة مقارنة مع دواء آخر مضاد للفيروسات، لرؤية إن كانت كل الأدوية التي تستهدف منع تكاثر الفيروس، تحقق نفس الفائدة أم لا.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

شكوك حول أسباب وفاة الملحن المصري محمد رحيم

الملحن المصري الراحل محمد رحيم خاض تجربة الغناء (حسابه على «فيسبوك»)
الملحن المصري الراحل محمد رحيم خاض تجربة الغناء (حسابه على «فيسبوك»)
TT

شكوك حول أسباب وفاة الملحن المصري محمد رحيم

الملحن المصري الراحل محمد رحيم خاض تجربة الغناء (حسابه على «فيسبوك»)
الملحن المصري الراحل محمد رحيم خاض تجربة الغناء (حسابه على «فيسبوك»)

أثار خبر وفاة الملحن المصري محمد رحيم، السبت، بشكل مفاجئ، عن عمر يناهز 45 عاماً الجدل وسط شكوك حول أسباب الوفاة، كما تصدر اسم رحيم «ترند» موقعي «غوغل»، و«إكس»، خلال الساعات الأخيرة.

وكان الفنان المصري تامر حسني قد أعلن عن موعد مراسم الجنازة عبر خاصية «ستوري» بصفحته الرسمية بموقع «إنستغرام»، لكنه سرعان ما أعلن تأجيل المراسم، لافتاً إلى أن طاهر رحيم، شقيق الفنان الراحل، سيعلن عن موعد الجنازة مجدداً، وكان الأخير أعلن تأجيلها «حتى إشعار آخر»، وفق ما كتب عبر حسابه بـ«فيسبوك».

وحسب مواقع إخبارية محلية، فقد تم تأجيل مراسم الجنازة عقب توقيع الكشف الطبي على جثمان الملحن الراحل، ووجود شكوك في شبهة جنائية حول وفاته، إذ تضمن تقرير طبي متداول إعلامياً ومنسوب لإحدى الإدارات الصحية بمحافظة الجيزة وجود «خدوش وخربشة»، و«كدمات» في الجثمان.

يذكر أن رحيم كان قد أعلن في شهر فبراير (شباط) الماضي عبر حسابه بموقع «فيسبوك» عن اعتزاله الفن، لكنه تراجع عن قراره ونشر مقطعاً مصوراً أكد خلاله عودته مجدداً من أجل جمهوره.

الملحن محمد رحيم والفنانة نانسي عجرم (حسابه على «فيسبوك») ‫‬

كان الراحل قد تعرض لذبحة صدرية في شهر يوليو (تموز) الماضي، دخل على أثرها إلى العناية المركزة، حسبما أعلنت زوجته مدربة الأسود المصرية أنوسة كوتة.

من جانبها، أعلنت أرملة رحيم قبل ساعات عبر صفحتها الشخصية بموقع «فيسبوك»، عن موعد الجنازة مجدداً بعد صلاة عصر اليوم (السبت)، من مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد، لكنها قامت بحذف المنشور.

الشاعر والناقد الموسيقي المصري فوزي إبراهيم أكد أن «وفاة رحيم شكلت صدمةً لجمهوره ومحبيه حيث كان بصحة جيدة، وخرج من محنته المرضية الأخيرة وتعافى تماماً وذهب لأداء العمرة قبل شهر».

الملحن المصري محمد رحيم (حسابه على «فيسبوك»)

وتحدث فوزي لـ«الشرق الأوسط» عن رحيم الملحن، لافتاً إلى أن «إنتاجاته لها مذاق مختلف، وهذه السمة نادرة الوجود حيث عُرف بالتفرد والإبداع والابتكار الذاتي».

وذكر فوزي أن تعاونه مع رحيم بدأ مطلع الألفية الحالية واستمر حتى رحيله، حيث كان على موعد لتسجيل أحدث أغاني «الكينج» محمد منير من كلماته وتلحين رحيم.

ووصف فوزي، رحيم، بأنه «أحد عباقرة العصر وإحدى علامات الأغنية المصرية في الربع قرن الأخير»، لكنه كان يعاني بسبب تجاهله وعدم تقديره إعلامياً.

ويستكمل فوزي حديثه قائلاً: «إحساسه بعدم التقدير جعله يوظف طاقته بالعمل، ويبتعد عن السلبيات، حتى صار مؤخراً في المرتبة الأولى في قائمة التحصيل وحق الأداء العلني بالأرقام الرسمية من جمعية (المؤلفين والملحنين المصرية - الساسيرو)، حتى أن اسمه فاق اسم الموسيقار بليغ حمدي في التحصيل، كما جرى تكريمه بالعضوية الذهبية».

الملحن محمد رحيم والفنان محمد منير (حساب الملحن الراحل على «فيسبوك»)

وتعاون رحيم مع عدد من الفنانين، من بينهم نانسي عجرم، وعمرو دياب، ومحمد منير، وأصالة، وإليسا، ونوال الزغبي، وأنغام، وآمال ماهر، وروبي، ومحمد حماقي، وتامر حسني، وساندي، وكارول سماحة، وبهاء سلطان، وتامر عاشور، وجنات، وهيفاء وهبي، وغيرهم.

ومن بين الألحان التي قدمها محمد رحيم منذ بدايته قبل 26 عاماً أغنيات «وغلاوتك» لعمرو دياب، و«أنا لو قلت» لمحمد فؤاد، و«الليالي» لنوال الزغبي، و«يصعب علي» لحميد الشاعري، و«ياللي بتغيب» لمحمد محيي، و«أحلف بالله» لهيثم شاكر، و«جت تصالحني» لمصطفى قمر، و«مشتاق» لإيهاب توفيق»، و«أنا في الغرام» لشيرين، و«بنت بلادي» لفارس، و«ليه بيداري كده» لروبي، و«في حاجات» لنانسي عجرم.