أخطاء في مسلسلات مصرية تفجر انتقادات المتابعين

«رشيد» و«جعفر العمدة» و«سره الباتع» من بينها

أحد جنود الحملة الفرنسية ينتعل حذاءً حديثاً
أحد جنود الحملة الفرنسية ينتعل حذاءً حديثاً
TT

أخطاء في مسلسلات مصرية تفجر انتقادات المتابعين

أحد جنود الحملة الفرنسية ينتعل حذاءً حديثاً
أحد جنود الحملة الفرنسية ينتعل حذاءً حديثاً

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر الكثير من الأخطاء التي ظهرت في الحلقات الأولى من المسلسلات المصرية في موسم رمضان 2023. ووصف متابعون تلك الأخطاء بـ«الساذجة» و«المتكررة».
ونال مسلسل «سره الباتع»، تأليف وإخراج خالد يوسف والمأخوذ عن قصة ليوسف إدريس، ويتناول أجواء المقاومة الشعبية الريفية للحملة الفرنسية على مصر، النصيب الأكبر من تلك الانتقادات. وقال متابعون إن «ظهور عربة كارتة بعجلات من المطّاط يعد خطأ فادحاً، حيث لم تظهر تلك النوعية من وسائل النقل إلا في حقب زمنية لاحقة»، بحسب الكاتب الروائي الشاب أحمد المرسي.
كما أن مائدة الطعام التي ظهرت بشكلها الحديث في منزل شيخ البلد لم تكن موجودة بالريف المصري في ذلك الوقت. وكذلك ظهور إحدى الممثلات بمنديل على الرأس وممثل يرتدي ملابس قطنية وهو ما لم يعرفه المصريون إلا بعد زراعة القطن في مصر في عهد محمد علي بعد رحيل الحملة الفرنسية بسنوات كثيرة. وقال أحمد المرسي، عبر «فيسبوك»، إنه «كان يجب على صناع العمل الاستعانة بكتاب (المصريون المحدثون) للمستشرق إدوارد وليام لين الذي يتناول بالتفصيل ملابس المصريين في تلك الفترة».
كما انتقد متابعون ظهور جنود الحملة الفرنسية في المسلسل بملامح قمحية مصرية.
وفي مسلسل «رشيد»، بطولة محمد ممدوح وريهام عبد الغفور، تم انتقاد أحد مشاهد العمل التي تدور عام 2009، حيث عُرض منتج غذائي بأحد المحال التجارية لم يظهر إلا عام 2022.
وانتقدت الصحافية فايزة هنداوي الشعر المستعار الذي ظهر به الفنان محمد رمضان في مسلسل «جعفر العمدة». وقالت، على «فيسبوك»، إنه «كان يجب على صناع العمل إبقاء الشعر الطبيعي لأن الشعر البديل واضح جداً أنه غير طبيعي، وتم لصقه بطريقة ظاهرة للعيان».
وكان رواد التواصل قد رصدوا خطأ إملائياً في الملصق الدعائي للمسلسل الذي يدور في سياق الدراما الاجتماعية والانتقام، حيث ظهر اسم المسلسل بوجود «شدة» على حرف العين في «جعفر» مع وجود «تنوين» على حرف «العين» في «العمدة» وهو ما تداركه صناع العمل لاحقاً.
وتشتهر تترات المسلسلات المصرية بوجود أخطاء إملائية ونحوية عدة لا يتم تداركها أو تعديلها طوال مدة العرض.
وألقى الناقد الفني محمد رفعت باللائمة على «حالة التسرع التي تنتاب صناع الدراما الذين يبدأون تصوير الأعمال في وقت متأخر، ثم يفاجأون باقتراب شهر رمضان فيسابقون الزمن للانتهاء من المسلسل، ومن ثم تقع مثل تلك الأخطاء الساذجة مثل ظهور أحد جنود الحملة الفرنسية منتعلاً حذاءً عصرياً من نوعية كوتشي». وأضاف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «مساعد المخرج يتحمّل جزءاً من المسؤولية أيضاً، لأنه مسؤول عما يسمى (الراكور) الذي يقصد به ثبات وتناسق التفاصيل مثل الملابس والإكسسوارات من مشهد إلى آخر».
ويؤكد الناقد محمد عبد الخالق أنه «يمكن القضاء على ظاهرة أخطاء المسلسلات بمزيد من الإتقان والتركيز من جانب مساعدي المخرج ومسؤولي الملابس والماكياج، فليس معقولاً أن نجد الفنان جمال سليمان يظهر بأسنان ناصعة من نوعية ابتسامة هوليوود، بينما هو يجسد شخصية عمدة صعيدي في مسلسل عملة نادرة».
ويضيف عبد الخالق، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «انتشار المشاهدة عبر المنصات المختلفة، أتاح للجماهير إعادة كل مشهد وإخضاع تفاصيله للفحص الدقيق، وبالتالي الخروج بكل هذه الملاحظات والأخطاء».
في سياق مختلف، لفت متابعون إلى استحواذ الفنان مصطفى شعبان على تتر مسلسله الرمضاني الجديد «بابا المجال» من دون كتابة بقية فريق العمل، واعتبروا ما حدث ظاهرة جديدة وفريدة.


مقالات ذات صلة

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق سهر الصايغ خلال تسلمها إحدى الجوائز (حسابها على إنستغرام)

سهر الصايغ: تمردت على دور «الفتاة البريئة»

قالت الفنانة المصرية سهر الصايغ إنها تشارك في مسلسل «أسود باهت» بدور «شغف» التي تتورط في جريمة قتل وتحاول أن تكشف من القاتل الحقيقي.

مصطفى ياسين (القاهرة )
يوميات الشرق مريم الجندي في مشهد يجمعها بأحد أبطال المسلسل (لقطة من برومو العمل)

«ساعته وتاريخه» مسلسل مصري يجذب الاهتمام بدراما حول جرائم حقيقية

في أجواء لا تخلو من التشويق والإثارة جذب المسلسل المصري «ساعته وتاريخه» الاهتمام مع الكشف عن «البرومو» الخاص به الذي تضمن أجزاء من مشاهد مشوقة.

انتصار دردير (القاهرة )

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
TT

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)
الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

أظهرت دراسة أجراها باحثون من كلية «ديل ميد» في «جامعة تكساس» الأميركية، بالتعاون مع دائرة «لون ستار» المجتمعية للرعاية الصحّية في الولايات المتحدة، أنّ المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من ذوي الدخل المنخفض، من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرة هؤلاء الأشخاص على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

ويقول الباحثون إنّ لتقديم الدعم الحقيقي المُرتكز على التعاطف مع المريض تأثيراً في الصحة يعادل تناول الدواء، مفسّرين ذلك بأنّ المدخل العاطفي هو البوابة إلى تغييرات نمط الحياة التي تعمل على تحسين إدارة المرض؛ وهي المنطقة التي غالباً ما تفشل فيها الرعاية الصحّية التقليدية.

وتشير الدراسة التي نُشرت، الثلاثاء، في دورية «جاما نتورك أوبن»، إلى أنّ هذا النهج يمكن أن يوفّر نموذجاً بسيطاً وفعّالاً لجهة التكلفة لإدارة الحالات المزمنة، خصوصاً المرضى الذين لديهم وصول محدود إلى الخدمات الصحّية والعقلية والدعم التقليدية.

قال المؤلِّف الرئيس للدراسة، الأستاذ المُشارك في قسم صحّة السكان في «ديل ميد»، الدكتور مانيندر كاهلون: «يبدأ هذا النهج الاعتراف بالتحدّيات الحقيقية واليومية للعيش مع مرض السكري».

خلال التجربة السريرية التي استمرت 6 أشهر، قُسِّم 260 مريضاً مصاباً بالسكري بشكل عشوائي إلى مجموعتين: واحدة تتلقّى الرعاية القياسية فقط، والأخرى الرعاية القياسية والمكالمات المنتظمة التي تركز على الاستماع والتعاطف. أجرى أعضاء مدرَّبون هذه المكالمات لتقديم «الدعم الرحيم»؛ مما أتاح للمشاركين مشاركة تجاربهم وتحدّياتهم في العيش مع مرض السكري.

وأفادت النتائج بحدوث تحسُّن في السيطرة على نسبة السكر بالدم، إذ شهد المرضى الذين تلقّوا مكالمات قائمة على التعاطف انخفاضاً متوسّطاً في الهيموغلوبين السكري بنسبة 0.7 في المائة، مقارنةً بعدم حدوث تغيير كبير في المجموعة الضابطة.

كما أظهرت الدراسة حدوث تأثير أكبر للمرضى الذين يعانون أعراض اكتئاب خفيفة أو أكثر شدّة، مع تحسُّن في متوسّط ​​الهيموغلوبين السكري بنسبة 1.1 في المائة. وصنَّف جميع المشاركين تقريباً المكالمات على أنها مفيدة جداً.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لدائرة «لوني ستار» للرعاية الصحّية، جون كالفن: «في وقت يشكّل فيه نقص القوى العاملة تحدّياً لتقديم الرعاية الصحّية، تؤكد هذه الدراسة التأثير السريري العميق الذي يمكن أن يُحدثه الموظفون غير السريريين».

وأوضح: «من خلال توظيف أفراد مجتمعيين عاديين ولكن مدرَّبين، نثبت أنّ التعاطف والاتصال والمشاركة المُتعمدة يمكن أن تؤدّي إلى تحسينات صحّية قابلة للقياس»، مشدّداً على أنه «في عالم الطبّ سريع الخطى بشكل متزايد، الذي يعتمد على التكنولوجيا بشكل أساسي، يُذكرنا هذا العمل بأنّ الاتصال البشري يظلّ في قلب الرعاية الفعالة. لا يعزّز التعاطف مشاركة المريض فحسب، وإنما يُمكّن الأفراد من اتخاذ خطوات ذات مغزى نحو نتائج صحّية أفضل».

بالنظر إلى المستقبل، يأمل باحثو الدراسة في استكشاف التأثيرات طويلة المدى للدعم القائم على التعاطف على كلٍّ من السيطرة على مرض السكري والصحّة العقلية على نطاق أوسع. كما يخطّطون لتوسيع نطاق هذا النموذج، بهدف جعل الدعم الشامل والمتعاطف متاحاً بشكل أوسع لمَن هم في حاجة إليه.