تركيا: مناطق الزلزال تنشط «سياسياً»... وتحالفات مفاجئة

رجل يقف وسط حطام بيته في ولاية كهرمان ماراش أمس (إ.ب.أ)
رجل يقف وسط حطام بيته في ولاية كهرمان ماراش أمس (إ.ب.أ)
TT

تركيا: مناطق الزلزال تنشط «سياسياً»... وتحالفات مفاجئة

رجل يقف وسط حطام بيته في ولاية كهرمان ماراش أمس (إ.ب.أ)
رجل يقف وسط حطام بيته في ولاية كهرمان ماراش أمس (إ.ب.أ)

شهدت الساعات الأخيرة تطورات متسارعة في إطار حملة الانتخابات البرلمانية والرئاسية، التي ستجرى في تركيا في 14 مايو (أيار). ووقعت، أمس، مفاجأة في اللحظات الأخيرة قبل إغلاق المجلس الأعلى للانتخابات الباب أمام تقديم بروتوكولات التحالفات، بإعلان حزبي «الرفاه من جديد» و«الهدى بار» الانضمام إلى تحالف «الشعب» الذي يضم أحزاب العدالة والتنمية الحاكم والحركة القومية والوحدة الكبرى. وفي الوقت ذاته، أعلن حزب «الحقيقة» دعمه لمرشح المعارضة «تحالف الأمة - طاولة الستة» كمال كليتشدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية.
وحضر قادة الأحزاب الستة والرئيس رجب طيب إردوغان وحليفه دولت بهشلي في مناطق الزلزال في أول جمعة من رمضان، حيث زار قادة المعارضة ولاية مالاطيا، بينما واصل الرئيس التركي جولته لليوم الثاني في هطاي، بعد زيارته كهرمان ماراش في أول أيام رمضان.

- تحالف إردوغان
وفي اللحظات الأخيرة قبل إغلاق الباب أمام تلقي بروتوكولات التحالفات الانتخابية، أعلن حزب «الرفاه من جديد»، الذي يرأسه فاتح أربكان نجل رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان، الانضمام إلى تحالف «الشعب». وعقد حزبا «العدالة والتنمية» و«الرفاه من جديد» جولة جديدة من المفاوضات، وطرح الأخير 30 شرطاً من أجل الموافقة على الانضمام إلى تحالف «الشعب»، أهمها إلغاء القانون رقم 6284 بشأن حماية الأسرة ومنع العنف ضد المرأة، والذي تم اعتماده نتيجة لكفاح طويل من أجل ترسيخ حقوق المرأة في تركيا، وإلغاء النفقة التي يدفعها الرجل لمطلقته لأجل غير مسمى، وإقامة نظام تعليمي «ذي أولوية أخلاقية وروحية»، ودعم الزراعة والمزارعين. ورفض «العدالة والتنمية» في البداية مطلب إلغاء القانون 6284 حتى لا يحدث صدام مع الشارع التركي، لكن مصادر قريبة من الحزب قالت إنه تم الاتفاق على تعديل بعض مواده لإقناع «الرفاه من جديد» بالانضمام.
كما أعلن رئيس حزب «هدى بار» أو «الدعوة الحرة»، زكريا يابجي أوغلو، أن الحزب قرر خوض الانتخابات على قوائم حزب «العدالة والتنمية». ويتهم الحزب، وهو حزب كردي إسلامي، والذي فرض أيضاً عدداً من المطالب التي قال إنه يأمل في تحقيقها، بأنه الذراع السياسية لـ«حزب الله التركي»، الذي ينظر إليه على أنه تنظيم دموي إرهابي انفصالي لا يختلف عن حزب العمال الكردستاني.
وكان «حزب الله» أوقف نشاطه العسكري بعد اغتيال مؤسسه حسين ولي أوغلو في إسطنبول عام 2000 واعتقال المئات من أعضائه، وفضّل تغيير شكله عبر حزب سياسي، كوسيلة للخروج من النفوذ الإيراني، في ظل محاولات «حزب الله» اللبناني وإيران للسيطرة عليه. ولم يسمح زعيمه حسين ولي أوغلو بذلك؛ لأن الحزب سني ويقاوم فكرة التشيع.
وانقسم «حزب الله» التركي بسبب خلافات وصراعات داخلية، إلى طريقتين؛ «طريقة المنزل» المعتدلة و«طريقة العلم» المتشددة. ودخلت الثانية في مواجهات دامية مع حزب العمال الكردستاني، واتهمت بتنفيذ عمليات اغتيال لمناهضين لها، فيما أعلنت الأولى دعمها لإردوغان في انتخابات الرئاسة.

- شروط الدعم
وطرح الحزب برنامجاً يتضمن بنوداً يرغب في تحقيقها في المرحلة المقبلة عقب انضمامه إلى تحالف «الشعب»، أهمها أنه يجب مناقشة نظام الدولة والحكم الذاتي والفيدرالية، ويجب الاعتذار من أقارب الشيخ سعيد بيران الذي قاد ثورة النقشبندية في جنوب شرقي تركيا ضد سياسة التتريك التي اتبعها مصطفى كمال أتاتورك، وخاض صراعاً مسلحاً ضد الدولة انتهى باعتقاله وإعدامه وعدد من رفاقه عام 1925 بعد أن قتلوا مئات الجنود الأتراك. كما تضمنت بنود البرنامج قبول اللغة الكردية كلغة رسمية ثانية إلى جانب اللغة التركية، وتحسين المدارس الدينية (يقصد بها الطرق الصوفية) وإعادتها إلى وظائفها الأصلية ومنحها صفة رسمية، وإعادة أسماء المدن التي تم تغيير أسمائها الكردية.
وتبلورت في تركيا 4 تحالفات قبل انتخابات 14 مايو، هي «تحالف الشعب» الحاكم، الذي يضم أحزاب «العدالة والتنمية» الحاكم برئاسة إردوغان، و«الحركة القومية، برئاسة بهشلي، و«الوحدة الكبرى» برئاسة مصطفى ديستيجي، إلى جانب حزبي «الرفاه من جديد» و«هدى بار» أحدث المنضمين. أما التحالف الثاني فهو «تحالف الأمة» المعارض، الذي قدم برتوكوله إلى المجلس الأعلى للانتخابات، الخميس، بعد توسيعه ليضم أحزاب «طاولة الستة» وهي: «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة برئاسة كمال كليتشدار أوغلو، و«الجيد» برئاسة ميرال أكشينار، و«السعادة» برئاسة تمل كارمولا أوغلو، و«الديمقراطية والتقدم» برئاسة علي باباجان، و«المستقبل» برئاسة أحمد داود أوغلو، و«الديمقراطي» برئاسة جولتكين أويصال. التحالف الثالث هو «تحالف العمل والحرية»، الذي يضم أحزاباً يسارية بقيادة حزب «الشعوب الديمقراطية» المؤيد للأكراد، وإلى جانبه أحزاب «العمال» و«الحركة العمالية» و«اتحاد الجمعيات الاشتراكية» و«الحرية المدنية». والأخير هو تحالف «أتا»، الذي يضم حزبي «النصر» الذي يتزعمه أوميت أوزداغ، المعروف بعدائه للأجانب، خصوصاً اللاجئين السوريين، و«العدالة».

- ولايات الزلزال
وفي إطار استعداداته للانتخابات، أعلن المجلس الأعلى للانتخابات أن عدد من يحق لهم التصويت في الانتخابات المقبلة بلغ 60 مليوناً و904 آلاف و499 شخصاً، وسيدلون بأصواتهم في 190 ألفاً و736 صندوق اقتراع. وسيتمكن 3 ملايين و286 ألفاً و786 شخصاً يقيمون خارج البلاد، من التصويت في 4 آلاف 969 صندوق اقتراع.
ومرة أخرى، تحولت الولايات المنكوبة بالزلزال إلى ساحة للتنافس الانتخابي. وعقد إردوغان تجمعاً لأنصار حزبه في هطاي، هاجم خلاله أحزاب المعارضة، وطالب الناخبين بتلقين درس «لمن يسيرون مع الإرهابيين يداً بيد»، في إشارة إلى منافسه كليتشدار أوغلو الذي التقى الرئيسين المشاركين حزب الشعوب الديمقراطية المؤيد للأكراد.
من جهتهم، قام قادة أحزاب «تحالف الأمة» الستة ورئيسا بلديتي أنقرة منصور ياواش، وإسطنبول أكرم إمام أوغلو، بزيارة إلى ولاية مالاطيا، في شرق البلاد، المتضررة من الزلزال، وتفقدوا أحوال المواطنين في الخيام والحاويات، وتناولوا الإفطار مع أعداد منهم.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


كاتب إسرائيلي يقترح دعوة الجولاني للصلاة في الأقصى

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

كاتب إسرائيلي يقترح دعوة الجولاني للصلاة في الأقصى

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

في الوقت الذي يُجمع السياسيون الإسرائيليون على الشكوك إزاء سياسة القادة الجدد لسوريا ما بعد بشار الأسد، ويُحذِّرون من سيطرة الفكر المتطرف ويساندون العمليات الحربية التي قام بها الجيش الإسرائيلي لتحطيم الجيش السوري، ويعدّونها «خطوة دفاعية ضرورية لمواجهة هذه الاحتمالات والأخطار»، بادر الكاتب والمؤرخ آفي شيلون إلى طرح مبادرة على الحكومة الإسرائيلية أن توجِّه دعوة إلى قائد الحكم الجديد في دمشق، أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) إلى زيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى.

وقال د. شيلون، وهو مؤلف عدة كتب في السيرة الذاتية لقادة إسرائيليين ومُحاضر في جامعات أميركية وإسرائيلية، إن «سقوط سوريا، إلى جانب وقف النار المحفوظ تجاه (حزب الله) المهزوم في الشمال، والشائعات عن صفقة -وإن كانت جزئية- لتحرير المخطوفين في غزة، يضع إسرائيل، لأول مرة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) في موقف تفوق استراتيجي. فإذا كان يبدو في بداية الحرب أن الحديث يدور تقريباً عن حرب الأيام الستة للعرب وأن إسرائيل فقدت من قوتها بعد أن هوجمت من الشمال والجنوب والشرق... يبدو الآن أن الجرة انقلبت رأساً على عقب. السؤال الآن هو: ما العمل في ضوء التفوق الاستراتيجي؟

مستوطنون يقتحمون «الأقصى» (أرشيفية - وفا)

وأضاف شيلون، في صحيفة «هآرتس»، الخميس: «لقد سبق لإسرائيل أن وقفت أمام تفوق مشابه، وفي حينه أيضاً لم يُستغَل كما ينبغي. في 2011 بدأ الربيع العربي الذي أدى إلى انهيار دول عربية، فيما وجدت إسرائيل نفسها جزيرة استقرار وقوة في منطقة عاصفة. (حزب الله) أخذ يغرق في حينه في الحرب الأهلية في سوريا لكن بدلاً من استغلال الوضع ومهاجمته فضَّلت إسرائيل الانتظار حتى تعاظمت قوته وفي النهاية هاجمنا. الربيع العربي جلب أيضاً فرصاً سياسية. لكن بدلاً من الدفع قدماً بتسوية مع الفلسطينيين فيما نحن في موقف تفوق والعالم العربي في ضعفه، اختار نتنياهو التباهي في تلك السنين بما سمّاه (العصر الذهبي) لإسرائيل، واتهم معارضيه بأنهم (محللون). المسألة الفلسطينية دُحرت بالفعل في حينه إلى الزاوية إلى أن تفجرت علينا بوحشية في 7 أكتوبر. هكذا حصل بحيث إنه باستثناء (اتفاقات إبراهام)، التي هي الأخرى تحققت بقدر كبير بفضل إدارة ترمب السابقة، إسرائيل لم تستغل الربيع العربي لصالح مستقبلها».

ومن هنا استنتج الكاتب أن على إسرائيل أن تستغل هذه المرة ضعف المحور الإيراني والتطلع إلى صفقة كاملة في غزة تعيد كل المخطوفين مقابل إنهاء الحرب، بالتوازي مع تغيير حكم «حماس»، المنهار على أي حال، إلى سلطة فلسطينية خاضعة للرقابة، إلى جانب وجود دول عربية هناك. بالتوازي ينبغي التوجه إلى الفلسطينيين بعرض لاستئناف محادثات السلام. نعم، الآن بالتحديد، حين يكون واضحاً للفلسطينيين أيضاً أن «حماس» فشلت وأعداء إسرائيل في ضعفهم، من المجدي مرة أخرى تحريك المسيرة السياسية. كما أن الأمر سيساعد على تحسين صورتنا في العالم. ويمكن التفكير أيضاً في مبادرة جريئة تجاه سوريا الجديدة، فمنذ الآن الإيرانيون والروس والأتراك والأميركيون يحاولون تحقيق نفوذ على الحكم، فلماذا إذن لا نفاجأ نحن بدعوة الجولاني لزيارة القدس، بما في ذلك الصلاة في الأقصى، مثل زيارة أنور السادات في 1977؟ فإذا كان هذا يبدو شيئاً من الخيال، فإنه يمكنه أيضاً أن يكون مبادرة حتى أهم من زيارة السادات، وذلك لأنه إذا ما استجاب الجولاني للدعوة فإنها يمكنها ان تشكل مصالحة مع العالم الإسلامي وليس فقط مع دولة سوريا.