الجيش اللبناني يوقف نجل أحد المطلوبين بتهمة الاتجار بالمخدرات

TT

الجيش اللبناني يوقف نجل أحد المطلوبين بتهمة الاتجار بالمخدرات

أوقف الجيش اللبناني نجل واحد من أبرز المطلوبين في لبنان بتهمة الاتجار بالمخدرات، خلال كمين نصبته عناصر من استخبارات الجيش واللواء التاسع في الجيش اللبناني، تخلله تبادل لإطلاق النار وإصابة أحد المطلوبين.
ويعد نوج زعيتر، واحداً من أبرز المطلوبين بالاتجار بالمخدرات وصدرت بحقه عدة مذكرات بحث وتحرٍ وتوقيف غيابية، لكنه متوارٍ عن الأنظار. وأوقف ابنه مهدي نوح زعيتر إلى جانب آخرين في كمين نصبه الجيش في منطقة البقاع الشمالي.
وتحدثت معلومات ليل الخميس - الجمعة عن تبادل لإطلاق النار بين مطلوبين من آل زعيتر، والجيش اللبناني خلال حاجز ظرفي أقامه الجيش بشمال شرقي لبنان. وقالت قيادة الجيش اللبناني في بيان: «أثناء مرور أشخاص داخل سيارتين عند حاجز حربتا - البقاع التابع للجيش اللبناني، لم يمتثلوا لأوامر عناصر الحاجز وأطلقوا النار نحوهم، فردّت العناصر بالمثل وتم توقيف عدد من الأشخاص».
وقالت مصادر أمنية في البقاع لـ«الشرق الأوسط»، إن الحاجز الظرفي، نصبه الجيش على مسافة كيلومترين من حاجز رئيسي في منطقة حربتا بالبقاع الشمالي. وجرى خلاله اعتراض سيارتين رباعيتي الدفع كانتا مقبلتين من الأراضي السورية عبر مسالك غير شرعية. وقالت المصادر إن عناصر من اللواء التاسع، وآخرين من مديرية المخابرات، نصبوا الكمين لتوقيف سيارتين تحملان 6 أشخاص. وأضافت المصادر: «عند الساعة 10 والنصف مساء، تفاجأ المطلوبون داخل السيارتين بالحاجز الظرفي، وجرى إطلاق نار باتجاه عناصر الجيش، وحاولت السيارتان إجراء التفاف للهروب من الكمين، لكن الجيش استطاع توقيف 4 أشخاص منهم كانوا على متن سيارة رباعية الدفع، فيما استطاع شخصان على متن سيارة أخرى الهروب».
وثبت الجيش اللبناني في البقاع الشمالي 3 حواجز رئيسية وضخمة، للتدقيق في العابرين باتجاه الأراضي السورية والعائدين منها؛ هي حواجز حربتا والعين واللبوة. لكن المطلوبين، يحاولون الهروب من تلك الحواجز باللجوء إلى طرقات فرعية وترابية، وهو ما حدث مع السيارتين أخيراً اللتين سلكتا الطريق الترابي بوادي حربتا، قبل أن يعترضهما الحاجز الظرفي.
وأكدت المصادر أن الموقوفين الأربعة هم من آل زعيتر، وكانوا قادمين من الأراضي السورية عبر مسالك غير شرعية، مشيرة إلى أن أحد الموقوفين هو مهدي زعيتر، نجل أبرز المطلوبين في لبنان نوح زعيتر.
ويزرع نوح زعيتر القنب الهندي الذي تستخرج منه حشيشة الكيف ويتاجر بها، وصدرت بحقه العشرات من مذكرات البحث والتحري، لكنه يتوارى عن الأنظار في شرق لبنان.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

فیفیان حداد (بيروت)
المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

رئيس الأركان الإسرائيلي يتحرك لتهدئة الدروز

الشيخ موفق طريف الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل (ويكيبيديا)
الشيخ موفق طريف الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل (ويكيبيديا)
TT

رئيس الأركان الإسرائيلي يتحرك لتهدئة الدروز

الشيخ موفق طريف الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل (ويكيبيديا)
الشيخ موفق طريف الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل (ويكيبيديا)

اضطر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هيلفي، للتحرك شخصياً، في محاولة لتطويق غضب الطائفة الدرزية في إسرائيل ورفضها مشروع «قانون الصهيونية» الذي يغلب «قيم الصهيونية» على أي قيم أخرى،

واتصل هاتفياً بالزعيم الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ موفق طريف، قائلاً له إنه لن يسمح بتعرض التحالف مع الدروز لأي مس أو ضرر.

وقال هيلفي لطريف «نسبة المجندين من أبناء الطائفة الدرزية تعتبر أعلى النسب، وهم أكثر من نسبة المجندين اليهود، وذلك يشمل الوحدات القتالية. الجيش سيواصل هذا الإرث ولن أسمح بتعرض التحالف مع الدروز لأي مساس أو ضرر».

وجاءت مكالمة هيلفي في أعقاب الغضب الشديد في أوساط أبناء الطائفة الدرزية وإعلان مئات الجنود الدروز المسرّحين أنهم يدرسون عدم أداء الخدمة في صفوف قوات الاحتياط، في أعقاب مناقشة الحكومة قانون «الصهيونية».

وقالت قناة «كان» إن أمهات درزيات أبلغنها بأنهن لن يسمحن لأبنائهن بالتوجه إلى مكاتب التجنيد. وأكد طريف لهيلفي ذلك، وقال له إن «قانون الصهيونية» يحول الدروز إلى مواطنين من الدرجة الثانية.

وأضاف: «الدولة تخلت عنا». وكان طريف انتقد بشدة، مشروع قانون الصهيونية الذي تنوي الحكومة تمريره، مشيراً إلى أنه يضر بأبناء الطائفة في عدة مجالات، متعهدا بمواصلة النضال ضد مشروع القانون. وأصدر المجلس الديني الدرزي الأعلى بياناً ورد فيه: «نسكن في قرانا وفي أراضينا منذ أكثر من ألف عام. لن يستطيع أي قانون أو أي قرار أن يحولنا إلى غرباء أو رعايا في بلادنا. نحن أصحاب الحق ونعرف جيدا كيف نحصل على حقوقنا وندافع عنها».

ومشروع القانون الذي تعمل الحكومة على إقراره، وتقدم به حزب «القوة اليهودية» يمنح «القيم» التي تنطوي عليها الصهيونية مكانة أكبر من أي قوانين أساسية أخرى، مثل الديمقراطية والحق في المساواة. ويقول المشروع إن السياسة الرسمية في إسرائيل تتجاهل قيم الصهيونية الأساسية: «وهذه قيم جاءت لتعبر عن حق الشعب اليهودي في تقرير المصير الذاتي في أرض إسرائيل، مثلما تم إرساؤها في قانون أساس: «إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي». وسيضمن المشروع إذا ما تم إقراره، الإيعاز الحكومي لجميع الوزارات بإعلاء «القيم الصهيونية»، في كل المجالات وأهمها المزايا الممنوحة للذين خدموا في الجيش وقوات الأمن والخدمة العسكرية القتالية، والاستيطان كذلك، بما في ذلك دفع مخطط تهويد النقب والجليل. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المشروع يعيد إلى الأذهان قانون «القومية» المثير للجدل في 2018 الذي تجاهل «الطابع الديمقراطي للدولة»، ومبدأ «مساواة الأقليات».


لبنان ينهي دعم خدمات الاتصالات بالتوجه نحو رفع أسعار «الإنترنت»

شعار «أوجيرو» على أحد مبانيها في بيروت (أ.ب)
شعار «أوجيرو» على أحد مبانيها في بيروت (أ.ب)
TT

لبنان ينهي دعم خدمات الاتصالات بالتوجه نحو رفع أسعار «الإنترنت»

شعار «أوجيرو» على أحد مبانيها في بيروت (أ.ب)
شعار «أوجيرو» على أحد مبانيها في بيروت (أ.ب)

تتوجّس يولا (58 عاماً) من المعلومات عن اتجاه لرفع أسعار خدمة الإنترنت التي تقدمها شركة «أوجيرو». فمنذ ارتفاع أسعار الاتصالات الخلوية، أوقفت خدمة الإنترنت على «الموبايل»، لأنها «باتت تتخطى قدراتنا»، وحصرت الخدمة بالمنزل، حيث تحصل عليها مقابل 180 ألف ليرة (دولارين) شهرياً. «لا يزال إنترنت أوجيرو متنفساً لنا في ظل الغلاء الفاحش»، كما تقول، لكن هذا الواقع لن يستمر كما هو، ما يهدد مئات العائلات بتوقف الاتصال بالشبكة العنكبوتية.

وأكد وزير الاتصالات جوني القرم لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك اتجاهاً لرفع الأسعار، مشيراً إلى أن القرار يتم تحضيره في الوزارة، «لكننا لسنا من يتخذ القرار، بل يحتاج إلى موافقة مجلس شورى الدولة بداية، ثم إقراره في مجلس الوزراء»، مشيراً إلى أن الاقتراح يقضي برفع الأسعار نحو 7 مرات عما هي عليه الآن. وقال: «إننا مجبرون على رفع الأسعار بعدما باتت الأسعار الحالية لا تغطي الكلفة»، مضيفاً: «لا نريد لقطاع الاتصالات أن يصبح عاجزاً مثل قطاع الكهرباء، بعدما لم تعد سياسة الدعم قائمة في الدولة».

وكانت أسعار الإنترنت تضاعفت بداية في يوليو (تموز) الماضي، مرتين ونصف، إذ كانت مسعرة على سعر صرف 3700 ليرة للدولار الواحد، بينما يصل سعر صرف الدولار الآن إلى نحو 95 ألف ليرة. وإذ أكد القرم «أن لا علاقة لنا بموزع الإنترنت في الأحياء الذي يتقاضى بالدولار الأميركي»، أوضح أن الباقات الجديدة التي تُباع بنحو 60 ألف ليرة الآن (0.7 دولار)، وهي باقة الـ80 غيغابايت من الإنترنت، سيصبح سعرها نحو 420 ألف ليرة (4.5 دولار)، نافياً في الوقت نفسه أن تؤثر الأسعار على أصحاب الدخل المحدود. وقال: «المشتركون بباقتي 80 و100 غيغابايت، يشكلون الآن 50 في المائة من مشتركي الإنترنت عبر أوجيرو، وبالتالي لن يتأثروا بالأسعار الجديدة».

والإنترنت من آخر الخدمات الحكومية التي لا تزال شبه مدعومة، إذ تقدمها الدولة للمستخدمين بأسعار زهيدة، مقارنة بأسعار خدمات أخرى، مثل الاتصالات الخلوية أو الكهرباء، أو حتى المياه التي ارتفعت أسعارها على مراحل منذ الصيف الماضي. ولا يزال سعر الإنترنت منخفضاً، بالنظر إلى أن «أوجيرو» تعدّ المزود الأساسي لكل الشركات الأخرى، وهي، بحكم القانون، اليد التنفيذية لوزارة الاتصالات، وتشكل البنية التحتية الأساسية لجميع شبكات الاتصالات، بما في ذلك مشغلو شبكات الهاتف الجوال، ومقدمو خدمات البيانات (DSP)، ومقدمو خدمات الإنترنت (ISP) وغيرها.

ويتمسك اللبنانيون بهذه الخدمة الرسمية، كونها البديل الوحيد عن خدمات الإنترنت الأخرى التي تقدمها شركات أو شبكات محلية في الأحياء، ويناهز اشتراكها الشهري 10 دولارات للباقات الصغيرة. ويحصل مزودو الخدمات البديلة على الإنترنت، من مصادر غير رسمية، وبعضها غير شرعي، مما تترتّب عليه مخاوف أمنية متصلة بانتهاك الخصوصية، في مقابل «أمان» توفّره الخدمة الشرعية.

تدهورت الخدمة وتدهورت خدمة الإنترنت خلال الأيام الأخيرة بشكل كبير، مع توقف سنترالات الهيئة عن العمل، لانقطاع مادة المازوت عنها. وعالجت الحكومة الأمر بشكل جزئي، إثر صرف 13.25 مليون دولار، من أصل 26.5 مليون، لحلّ أزمة الصيانة لمدة 6 أشهر، فيما صرفت المالية مبلغ 129 مليار ليرة للموظفين، بعد إضرابهم خلال الفترة الماضية. وأعلنت وزارة المال الجمعة، أنها حوّلت إلى مصرف لبنان كامل المبالغ التي طلبتها وزارة الاتصالات لصالح هيئة «أوجيرو».

وفي حال رفع سعر باقات الإنترنت، سيكون هذا القطاع قد دخل فعلياً في إطار الدولرة، رغم أن 60 في المائة من المشتركين الآن الذين يحصلون على الإنترنت من شركات خاصة تبيع الإنترنت الذي تحصل عليه من «أوجيرو»، بالدولار الأميركي، بينما تدفع ثمن الباقات للشركة الوطنية بالليرة اللبنانية.

ويحذر مدير المحتوى الرقمي في منظمة «سميكس» المعنية بأمن الإنترنت عبد الغني قطايا، من أن رفع الأسعار بطريقة غير مدروسة «سيؤثر على محدودي الدخل وصغار المستخدمين، ويهدد بانقطاع بعضهم عن الشبكة»، لافتاً إلى أن هناك في لبنان نحو 800 ألف مستخدم لشبكة الإنترنت الأرضية، لا يزال نحو 40 في المائة منهم يدفعون فاتورة الإنترنت على الليرة اللبنانية. ويشرح قطايا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «رفع الأسعار سيؤثر على الناس، حيث سيتجه بعضهم إلى باقات أقل سرعة مثلاً، لتخفيف الأعباء، كما سيتقاسم بعضهم الشبكة مع آخرين، مما سيؤثر على سرعة الإنترنت وعلى الاتصال بالشبكة، وعلى موثوقية الإنترنت وإتاحته»، متسائلاً إذا كانت باقات الإنترنت عبر الجوال سيرتفع سعرها، وستصدر باقات أخرى، بالنظر إلى أن الشركتين المشغلتين للاتصالات الخلوية تحصلان على الإنترنت من شبكة «أوجيرو».

وتراكمت الملفات المتصلة بالإنترنت خلال الأسبوع الأخير دفعة واحدة، من إضراب موظفي «أوجيرو» إلى انقطاع المازوت عن محطات التوزيع والإرسال، مما أدى إلى توقّف عدد من السنترالات.

ويضع قطايا، وهو خبير في «أمن الإنترنت»، ما جرى ضمن إطار «ابتزاز المواطنين»، حيث «أُخذ المستخدمون رهينة لموظفين ولانقطاع المازوت»، ويوضح: «لا نعارض زيادة الرواتب، لكن ما يجري يكشف أن لا خطة استراتيجية لتوفير استدامة للقطاع، وتُؤخذ القرارات على شكل ردود أفعال»، مشدداً على «ضرورة أن يكون رفع الأسعار ضمن إطار وخطة لتأمين الاستدامة».

وإذ أكد أن هناك موظفين لا يتوقفون عن العمل، يسأل في الوقت نفسه عن جدوى زيادة رواتب لموظفين «لا يقومون بأي عمل، وحصلوا على توظيف ضمن آلية المحاصصة السياسية في السابق»، مشدداً على ضرورة «ترشيق الإدارة وترشيد الموظفين والنفقات التي يُدفع بعضها لشركات خاصة»، إلى جانب «وضع خطة تطوير مستدامة قائمة على الطاقة البديلة لقطاع حيوي، في ظل انقطاع الكهرباء والتعثر في تأمين المازوت لتوليد الطاقة للمحطات»، موضحاً أنها «جزء من خطط مستدامة لتوفير الصيانة والطاقة لقطاع لا يمكن له الاعتماد على المازوت».

وكانت وزارة الاتصالات من أبرز الوزارات اللبنانية التي تدر على الخزينة أموالاً قبل الأزمة المالية التي بدأت في عام 2019، لكن هناك تقارير عن هدر حققت به الهيئات الرقابية، وصدر تقرير في السابق عن «ديوان المحاسبة» يبرز هذا الجانب ويحدد المسؤوليات.


العراق يعلن مقتل «10 إرهابيين» في ضربات جوية للجيش

الجيش العراقي خلال إحدى عمليات مكافحة الإرهاب (أرشيفية)
الجيش العراقي خلال إحدى عمليات مكافحة الإرهاب (أرشيفية)
TT

العراق يعلن مقتل «10 إرهابيين» في ضربات جوية للجيش

الجيش العراقي خلال إحدى عمليات مكافحة الإرهاب (أرشيفية)
الجيش العراقي خلال إحدى عمليات مكافحة الإرهاب (أرشيفية)

أعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق، السبت، مقتل «10 إرهابيين» في ضربات جوية نفذها سلاح الجو بالجيش العراقي خلال آخر 24 ساعة.

وقالت الخلية في بيان أوردته «وكالة أنباء العالم العربي»: «بعد أن وجه صقورنا البواسل ضربة جوية موفقة يوم أمس في سلسلة جبال حمرين أسفرت عن مقتل 4 إرهابيين... ومن خلال التخطيط لخلية الاستهداف التابعة لقيادة العمليات المشتركة في مطاردة فلول (داعش)، وبعد تمكن جهاز مكافحة الإرهاب من قتل 3 إرهابيين، نجح سلاح الجو العراقي في توجيه ضربة جوية أخرى مكملة لجهود يوم أمس في قاطع ديالي».

وأضاف البيان أن الضربة الجوية «أسفرت عن تدمير عدد من الأوكار وقتل 3 إرهابيين، وبذلك يصبح مجموع ما جرى قتله خلال الـ24 ساعة الماضية 10 إرهابيين».

وينفذ العراق عملية أمنية ضخمة تهدف إلى «ملاحقة خلايا تنظيم (داعش)، والحد من تحركات عناصره بين كركوك وصلاح الدين»، وفق خلية الإعلام الأمني.


هنيبعل القذافي يضرب عن الطعام في سجنه بلبنان

هنيبعل القذافي خلال احتفال في الذكرى الأربعين لـ«الثورة الليبية» في 2 سبتمبر 2009 (أ.ف.ب)
هنيبعل القذافي خلال احتفال في الذكرى الأربعين لـ«الثورة الليبية» في 2 سبتمبر 2009 (أ.ف.ب)
TT

هنيبعل القذافي يضرب عن الطعام في سجنه بلبنان

هنيبعل القذافي خلال احتفال في الذكرى الأربعين لـ«الثورة الليبية» في 2 سبتمبر 2009 (أ.ف.ب)
هنيبعل القذافي خلال احتفال في الذكرى الأربعين لـ«الثورة الليبية» في 2 سبتمبر 2009 (أ.ف.ب)

أعلن هنيبعل القذافي، نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، مجدداً إضرابه عن الطعام بعد حوالي ثماني سنوات على توقيفه في لبنان، وبعدما كانت قد أشارت المعلومات إلى أنه يعاني انتكاسة صحية ونفسية ويرفض معاينة الأطباء.

وصدر عن مكتب الوكيل القانوني للقذافي، بيان شكا فيه من «الظلم والإجحاف المتماديين بحقي»، معتبراً أنه «آن الأوان للإفراج عنّي بعد مرور أكثر من عشر سنوات سجن على اعتقالي والادعاء ضدّي بتهمة لم أقترفها».

وسأل القذافي في بيان أذاعه وكيله: «كيف يعقل في بلد القانون والحريات أن يتم صرف النظر عن التعدي الصارخ على شرعة حقوق الإنسان وهو الذي شارك بصياغتها؟ كيف يعقل أن يٌترَك شخص معتقلاً سياسياً من دون محاكمة عادلة طوال هذه السنوات؟». وأعلن أنه «بعد تمادي البطش بحقي دون أي حسيب وصمّ آذان المؤتمنين للحفاظ على حقوق الإنسان ورمي شرعتها مهَبَ الريح، أعلنت إضرابي عن الطعام وأُحمّل كل النتائج وكامل المسؤوليات للضالعين بتمادي الظلم».

وكان القذافي اختُطف في سوريا ونقل إلى لبنان، وبعد الإفراج عنه تمّ تسليمه إلى الأمن اللبناني لكن تم توقيفه بعد ادعاء ضده على خلفية اختفاء الإمام موسى الصدر، والشيخ محمد يعقوب، وعباس بدر الدين في ليبيا عام 1978.

ويوجه القضاء اللبناني إلى هنيبعل القذافي تهمة «كتم معلومات» تتعلق بمصير الصدر ويعقوب وبدر الدين الذين فقدوا في العاصمة الليبية طرابلس عام 1978، إثر وصول الصدر بدعوة من والد هنيبعل الرئيس الليبي آنذاك معمر القذافي، والاشتراك في جريمة إخفائهم والتمادي في هذه الجريمة منذ أكثر من 45 عاماً.

ولا يزال الملف القضائي عالقاً عند عقد أساسية يتعذر حلها حالياً، بسبب امتناع السلطات الليبية عن التعاون مع المحقق العدلي الذي يضع يده على الملف، وفق مصادر قضائية لبنانية تشير إلى أنه تم إرسال عدة مذكرات لتبليغ مواطنين ليبيين مشتبه بتورطهم في القضية، بينهم ضباط وكوادر أساسيون في نظام معمر القذافي، لكن لم يجر تبليغهم ولم يتم التعامل مع المذكرات وفق الأصول».


موظفون في بعثة لبنان في الأمم المتحدة يقاضون وزارة الخارجية

وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب (رويترز)
وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب (رويترز)
TT

موظفون في بعثة لبنان في الأمم المتحدة يقاضون وزارة الخارجية

وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب (رويترز)
وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب (رويترز)

تواجه وزارة الخارجية اللبنانية عدداً من الدعاوى القضائية، تقدّم بها موظفون في بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، على خلفية قرارات «صرف تعسفي» اتخذتها الوزارة، حرمتهم عبرها من مصدر رزقهم، لا سيما أن معظمهم أمضى في البعثة ما يزيد على ثلاثة عقود في الوظيفة.

وزارة الخارجية عزت الأسباب إلى «التقشّف وتخفيف النفقات المالية للبعثات اللبنانية في الخارج»، وبدا لافتاً أن قراراتها لم تؤدّ إلى تطيير موظفين فحسب، بل إلى إلغاء وظائفهم برمتها، وذلك عبر تعاميم أصدرها وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، فيما وصف مقدمو الدعاوى هذا التدبير بـ«الجائر والانتقامي، واستهدف الحلقة الأضعف في البعثة». وأكدت الدعاوى التي تسلّمت «الشرق الأوسط» نسخاً منها أن «مبررات صرفهم وإلغاء وظائفهم غير مقنعة لا سيما أن قرارات الصرف التعسّفي جاءت انتقاماً من موظفين تجرّأوا على ممارسة حقهم باللجوء إلى القضاء، وتقديم مراجعة أمام مجلس شورى الدولة، طالبوا فيه بإبطال تعميم سابق لوزير الخارجية قضى بإلغاء درجات تدرّجهم التي اكتسبوها طوال سنوات خدمتهم، وهو ما ألحق ضرراً كبيراً بهم وبعائلاتهم، وأدى إلى تخفيض رواتبهم إلى ما يقارب الـ40 بالمائة».

الدعاوى التي باتت قيد النظر أمام مجلس الشورى ردّت على الذرائع التي استند إليها وزير الخارجية، وأظهرت أن «الصرف طال من هم متزوجون من موظفين، أي استهدف صرف الزوجة الموظفة التي يعمل زوجها في نفس البعثة»، إلّا أن هذا القرار لم يشمل جميع المتزوجين من موظفين، فهناك موظفون أزواج ما زالوا في وظائفهم سواء في بعثة نيويورك أو سواها». وشددوا على أن قرارات الصرف من الخدمة «جاءت مشوبة بالعيوب القانونية، وتجاوزت حدّ السلطة الممنوحة للوزير، على أساس أن قرار وضع ملاك الموظفين في البعثات الخارجية هو من القرارات التنظيمية، وبالتالي فإن تعديل هذا الملاك أو إلغاء وظائف فيه هو قرار تنظيمي، لا يمكن اتخاذه قبل استشارة مجلس شورى الدولة». وأكدوا أن «القرار الصادر عن أمين عام وزارة الخارجية والمغتربين (هاني شميطلي) الذي وافق فيه على إلغاء الوظائف في ملاك بعثة لبنان الدائمة في الأمم المتحدة في نيويورك، لم تتم فيه استشارة مجلس شورى الدولة، كما تفرض المادة 57 من نظام المجلس، ما يعني أن القرار اتخذ خلافاً للأسباب الجوهرية التي ترعى قرارات صرف الموظفين وإلغاء الوظائف، حيث إن المادة 24 من نظام الموظفين، ذكّرت بالشروط التي تحدد صرف الموظفين من الخدمة وهي: أولاً بلوغ الموظف سنّ التقاعد، ثانياً عدم الكفاءة المسلكية، وثالثاً الإخلال الفادح بأحد واجباته المسلكية، ولم تأت هذه المادة على ذكر (إلغاء وظيفة) من ضمن الحالات التي يجري فيها الصرف من الخدمة».

وتلحق قرارات وزير الخارجية وأمين عام الوزارة، ظلماً كبيراً بالمستهدفين بها، على حدّ تعبير مقدمي المراجعات القضائية، الذين استندوا إلى المادة 70 من نظام الموظفين، التي جاء فيها: «إذا ألغيت وظيفة في الملاك، وحذفت الاعتمادات المخصصة لها في الموازنة، ينقل الموظف الذي كان يشغلها إلى وظيفة شاغرة أخرى في سلكه ورتبته وراتبه في الإدارة التي ينتسب إليها أو في إدارة أخرى، على أن تتوافر فيه شروط التعيين». واستشهد هؤلاء بكافة أنظمة الموظفين التي تبيّن أن «إنهاء خدمة الموظف الناجم عن إلغاء الوظيفة هو ذو طابع استثنائي؛ لأن الإدارة تباشر أولاً بنقل الموظف دون المسّ بوضعه الوظيفي وحقوقه المكتسبة، خصوصاً في ما يتعلق بالرتبة، وإن فعلت يكون ذلك اضطرارياً وبالحدّ الأدنى، وتبقى الإدارة خاضعة في كلّ أعمالها لرقابة القضاء للتأكد من جدية وضرورة الإجراء الذي اتخذته، الذي تنعكس آثاره السلبية على الموظف، فإذا كان إلغاء الوظيفة له طابعه الصوري والوهمي، قضى حتماً بإبطال التدابير المتخذة من أساسها»، مؤكدين أن «القرارات المطعون بها اتخذت بخلاف الغاية التي من أجلها خوّل القانون السلطة المختصة باتخاذها، وأن الانحراف باستعمال السلطة والعيب الذي يعتري نيّة أصحاب القرارات، من الأسباب الجوهرية التي تؤدي إلى إبطال هذه القرارات».

وما حدث مع المدعين (وفق ما ورد في الدعاوى) «يمثّل النموذج الواضح والثابت عن الانحراف في استعمال السلطة، وتتوافر فيه الأدلة القاطعة على أن إلغاء وظائف من ملاك بعثة لبنان الدائمة في نيويورك، جرى بهدف التخلص من الموظفين للأسباب المشار إليها أعلاه». وأرفقت الدعاوى بتسجيلات صوتيّة لأمين عام وزارة الخارجية يتحدّث فيها بوضوح عن الدافع الانتقامي لقرارات الصرف التعسّفي وإلغاء الوظائف العائدة لهم.

وخلصت الدعاوى التي قدّمها المحامي هشام شبيب بوكالته عن المدعين، إلى الطلب من مجلس شورى الدولة «قبول المراجعة بالشكل لكونها مستوفية الشروط الشكلية المفروضة قانوناً، وقبولها بالأساس، والحكم بإبطال القرارات المطعون فيها لتجاوزها حدّ السلطة ومخالفة القانون والأنظمة والأصول الجوهرية، ولاتخاذها لغاية غير الغاية التي من أجلها خوّل القانون السلطة المختصة، وتضمين الجهة المدعى عليها الرسوم والمصاريف القانونية».


نتنياهو: الحادث الأمني على الحدود مع مصر «عابر» ولن يؤثر على التعاون المشترك

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
TT

نتنياهو: الحادث الأمني على الحدود مع مصر «عابر» ولن يؤثر على التعاون المشترك

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

نقل تلفزيون «آي 24 نيوز» الإسرائيلي عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله اليوم السبت إن الحادث الأمني الذي وقع على الحدود مع مصر «عابر».

وأضاف التلفزيون أن نتنياهو أبلغ وزراء الحكومة ومسؤولين أن الحادث لن يؤثر على التعاون المشترك الذي يشمل حفظ الأمن على الحدود بين البلدين، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

وذكر أن التحقيق في الحادث جارٍ بالتعاون الكامل مع مصر.

كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق اليوم مقتل ثلاثة جنود وإصابة آخر في هجوم قال إن «شرطياً مصرياً» نفذه على الحدود بين البلدين.

في حين قالت القوات المسلحة المصرية إن تبادلاً لإطلاق النار وقع خلال مطاردة عنصر أمني مكلف بتأمين الحدود لمهربي المخدرات، ما أسفر عن مقتل فرد الأمن المصري وثلاثة أفراد من «عناصر التأمين الإسرائيلية».


تشريع الموازنة «بات وشيكاً» بعد اتفاق سري على تسوية المطالب الكردية

لقاء يجمع الحلبوسي والمالكي الشهر الماضي (البرلمان العراقي)
لقاء يجمع الحلبوسي والمالكي الشهر الماضي (البرلمان العراقي)
TT

تشريع الموازنة «بات وشيكاً» بعد اتفاق سري على تسوية المطالب الكردية

لقاء يجمع الحلبوسي والمالكي الشهر الماضي (البرلمان العراقي)
لقاء يجمع الحلبوسي والمالكي الشهر الماضي (البرلمان العراقي)

كشفت مصادر سياسية عراقية أن أسئلة فنية وأخرى سياسية وجهها رئيس ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي، للإطار التنسيقي بشأن الموازنة، هي من عطلت تشريعها، وأشعلت خلافاً مع «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، فيما من المرجح أن يسرع «اتفاق سياسي سري» تشريع القانون، هذا الأسبوع.

وأجرت اللجنة المالية في البرلمان، نهاية الشهر الماضي، مفاجأة على مشروع الموازنة ركزت على 3 بنود تتعلق بحصة إقليم كردستان وآلية تصدير النفط من أراضيه.

وكان البرلمان يستعد لعقد جلسة التصويت على الموازنة، السبت الماضي، وفقاً لرئيسه محمد الحلبوسي، لكن تعديلات اللجنة المالية قلبت الموازين، وأعادت مشروع القانون إلى طاولة المفاوضات السياسية.

وقالت المصادر إن رئيس الوزراء الأسبق اعترض على آليات صرف الأموال لإقليم كردستان، وقدم ملاحظات عن «ألغام» في بنود الموازنة قد تسمح بتغيير معادلة القوة داخل تحالف إدارة الدولة، الذي يضم إلى جانب الإطار التنسيقي، قوى سنية وكردية.

لكن أكبر مخاوف المالكي من الموازنة كانت تتعلق بالفرص التي تمنحها لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مقارنة بحلفائه الشيعة الذين يوفرون له الغطاء السياسي.

ووفق المصادر، فإن المالكي كان يخشى من أن تتحول الموازنة إلى أداة فعالة بيد السوداني وحكومته، قبل شهور من الانتخابات المحلية، بينما ينشغل مطبخ الإطار التنسيقي بكيفية استثمار تلك الموارد الكبيرة في الاقتراع المقبل.

وثمة جموح سياسي لدى أقطاب الإطار التنسيقي في استثمار ما بات بعرف بـ«الفترة الذهبية»، ليس لترسيخ نفوذ قوتهم، بل للسيطرة على المناطق الشيعية، بطريقة تضيق الخناق على التيار الصدري، تحسباً لعودته إلى المشهد السياسي في أي لحظة. 

 

وقال قيادي في الإطار التنسيقي، على اطلاع بالتحضيرات الانتخابية، إن الحسابات السياسية قائمة الآن على الاستحواذ المطلق، وليس حماية المكاسب التي تحققت بعد انسحاب الصدر، لكن هذه الطموحات أذكت القلق والمخاوف بين قادة الإطار، وكان هذا واضحاً في الخلافات على بنود الصرف في الموازنة الاتحادية. 

 

وتؤكد المصادر أن إثارة الجدل حول حصة إقليم كردستان، وآلية تصدير النفط، غيرت من قواعد اللعبة، من اتفاق بين حكومتي بغداد وأربيل، إلى تفاهم بضمانات واضحة بين «الحزب الديمقراطي الكردستاني» ورئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي. 

 

ورغم أن أحزاباً كردية رفضت التلاعب ببنود الموازنة الخاصة بحصة الإقليم، لكن الخلاف عليها سينتهي بإجراء تعديلات طفيفة لا تغضب قادة الإطار التنسيقي. 

 

وقالت المصادر، إن مطالبات الكرد بإعادة الصيغة القديمة من الموازنة قبل تعديلها الأخير ستجري تسويتها باتفاق خارج نص مشروع القانون، وفقاً لاتفاق سياسي سري، ضمنه الإطار التنسيقي. 

 

ويتوقع قيادي في تحالف إدارة الدولة أن يحسم التصويت على الموازنة العامة للبلاد، هذا الأسبوع، بعدما اقتنعت الفعاليات السياسية بأن التسوية السرية، هي الحل المتاح الآن الذي يمكن أن يقدمه الإطار لشركائه في الحكومة. 


السوداني يوجه بإنشاء خط إنتاجي لعجلة «همر» العسكرية

صورة نشرها مكتب رئاسة الوزراء العراقي من إطلاق حملة «قادة النصر» للتصليح
صورة نشرها مكتب رئاسة الوزراء العراقي من إطلاق حملة «قادة النصر» للتصليح
TT

السوداني يوجه بإنشاء خط إنتاجي لعجلة «همر» العسكرية

صورة نشرها مكتب رئاسة الوزراء العراقي من إطلاق حملة «قادة النصر» للتصليح
صورة نشرها مكتب رئاسة الوزراء العراقي من إطلاق حملة «قادة النصر» للتصليح

أطلق رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، السبت، حملة «قادة النصر السادسة» لتصليح وإدامة المركبات المدرعة والعجلات والآليات التابعة لتشكيلات الوزارة.

وذكر بيان، صادر عن مكتب السوداني، أن القائد العام للقوات المسلحة «وجه بإكمال متطلبات إنشاء خط إنتاجي للعجلة (همر)». وهي العجلة العسكرية الأميركية التي دخلت الخدمة في الجيش والقوات الأمنية العراقية بعد الاحتلال الأميركي العراق عام 2003، وتحولت عملية تجهيز القوات العراقية بالآليات والمعدات العسكرية الأميركية بعد هذا التاريخ، بعد أن كان العراق يعتمد على المعدات والآليات الروسية وغيرها من دول أوروبا الشرقية في تجهيز قواته العسكرية.

وأضاف البيان أن «السوداني اطّلع على المعرض الذي ضم نماذج من الآليات والمعدات والمركبات التي شملتها حملة التصليح، وتابع الطاقة الإنتاجية السنوية للمعامل، كما أجرى جولة على القطعات العسكرية المتنوعة بأصنافها؛ لمتابعة مستوى الجهوزية والإدامة والاستعداد للتشكيلات العسكرية».

ونقل البيان عن السوداني تأكيده «أهمية استدامة العمل والجهود المتميزة في معامل التصليح، وتوفير المتطلبات التي تسهم في رفع قدراتها الإنتاجية».

ووجّه السوداني «بإكمال متطلبات إنشاء خط إنتاجي للعجلة (همر)، وحسب النموذج الذي تم تصنيعه، كما أمر بتجهيز النموذج فوراً للقطعات العسكرية للوقوف على سلبياته وإيجابياته، وتدارك الأخطاء بعد الممارسة أثناء حملة التصنيع».

صورة نشرها مكتب رئاسة الوزراء العراقي من إطلاق حملة «قادة النصر» للتصليح

وتشتمل الحملة على تصليح وإدامة أعداد كبيرة من الدبابات والمدرعات والعجلات والدراجات الرباعية والمركبات المسلحة والتخصّصية والخدمية والفنية.

كان موقع «غلوبال فاير باور»، العسكري المتخصص، نشر الخميس الماضي، قائمة بأقوى جيوش العالم لعام 2023، وجاء الجيش العراقي رابعاً ضمن تصنيف جيوش الدول العربية والـ45 عالمياً. ويعتمد الموقع أكثر من 60 عاملاً فردياً وجماعياً، بدءاً من تنوع الأسلحة، وعدد الرجال المتاحين، والموقع الجغرافي والقوة المالية.

من جهة أخرى، أعلنت خلية الإعلام الأمني، السبت، مقتل 10 إرهابيين في 3 عمليات شارك بها «صقور الجو» وجهاز مكافحة الإرهاب، خلال الـ24 ساعة الماضية في محافظة ديالى شرق البلاد.

وقالت الخلية في بيان: «واصلت قوات الأمن بمختلف صنوفها بإدامة الضغط على العناصر الإرهابية وفق خطة محكمة كبدتهم خسائر بالأرواح ودمرت أوكارهم».

تمرين «صقر الرافدين» الذي نفذه جهاز مكافحة الإرهاب بحضور السوداني الجمعة (رئاسة الوزراء العراقي)

وأضافت أن «أفراد صقور الجو وجهوا ضربة جوية موفقة أمس (الجمعة)، في سلسلة جبال حمرين، أسفرت عن مقتل 4 إرهابيين، كما تمكن جهاز مكافحة الإرهاب من قتل 3 إرهابيين، بينما نجح سلاح الجو العراقي في توجيه ضربة جوية أخرى مكملة لجهود يوم أمس في قاطع ديالى - جبال حمرين، أسفرت عن تدمير عدد من الأوكار وقتل 3 إرهابيين».

وغالباً ما تشير المعلومات العسكرية إلى وجود بعض عناصر «داعش» في المناطق الوعرة، وسلسلة جبال حمرين في محافظة ديالى، وتوجد أيضاً في مناطق الأحراش والوديان الرابطة بين محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين، ويستغل عناصر التنظيم بين فترة وأخرى بعض الثغرات الأمنية لشن هجماته على بعض النقاط العسكرية والسكان المدنيين.


«الأونروا» تواجه خطر «انهيار وشيك»

المفوض العام لـ«الأونروا» فيليب لازاريني (أ.ب)
المفوض العام لـ«الأونروا» فيليب لازاريني (أ.ب)
TT

«الأونروا» تواجه خطر «انهيار وشيك»

المفوض العام لـ«الأونروا» فيليب لازاريني (أ.ب)
المفوض العام لـ«الأونروا» فيليب لازاريني (أ.ب)

تهدد الأزمة المالية المتفاقمة في «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأونروا) عملها في المناطق الخمس التي يوجد فيها أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين، (الضفة الغربية، قطاع غزة، الأردن، سوريا، لبنان) على الرغم من تعهدات الدول الأعضاء في مؤتمر المانحين، الجمعة، بتقديم دعم يصل إلى نحو 812 مليون دولار. وقال المفوض العام لـ«الأونروا» فيليب لازاريني بعد مؤتمر المانحين الذي عُقد في نيويورك بمشاركة الكثير من الشخصيات الدولية والأممية، بمن فيهم الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العمومية، إنه «في الوقت الذي نشعر فيه بالامتنان للتعهدات المعلنة، فهي أقل من الأموال التي تحتاج إليها الوكالة للإبقاء على أكثر من 700 مدرسة و140 عيادة تابعة لـ(الأونروا) مفتوحة بداية من سبتمبر (أيلول) فصاعداً». وكانت الدول الأعضاء لدعم «الأونروا»، قد تعهدت مجتمعة بتوفير مبلغ 812.3 مليون دولار، منها 107.2 مليون دولار مساهمات جديدة، ستوزع على النحو التالي: ميزانية البرنامج 53 مليون دولار، ونداء الطوارئ في الأراضي الفلسطينية المحتلة 32.2 مليون دولار، ونداء الطوارئ لأزمة سوريا 12.9 مليون دولار، والنداء العاجل لزلزال سوريا 2.1 مليون دولار، ومشاريع 7 ملايين دولار. ولا تساعد هذه الأرقام «الأونروا» التي تواجه ضغطاً متزايداً في مناطق اللاجئين قد يسبب لها انهياراً وشيكاً. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن «الأونروا» «على وشك الانهيار المالي»، داعياً الدول المانحة إلى تحمل مسؤولياتها ودعم «الأونروا» للإيفاء بالتزاماتها تجاه لاجئي فلسطين.

وقال غوتيريش خلال اجتماع في مقر الأمم المتحدة: «ندرك جميعاً الدور الأساسي الذي تلعبه (الأونروا) كشبكة أمان للفئات الأكثر ضعفاً، وركيزة للاستقرار الإقليمي، ومحفزة للتنمية، وأداة مهمة لمنع الصراع، وشريان حياة ممتلئ بالأمل والفرص للملايين، ويجب ألا نترك «الأونروا» عالقة في مأزق مالي، والاحتياجات المتزايدة يقابلها ركود في التمويل». وأكد غوتيريش أنه «عندما يكون مستقبل (الأونروا) في الميزان، فإن حياة الملايين من لاجئي فلسطين الذين يعتمدون على خدماتها الأساسية، ستكون كذلك». وتوفّر «الأونروا» خدمات التعليم لأكثر من نصف مليون طالب وطالبة، والرعاية الصحية لنحو مليوني شخص، وفرص عمل للشباب، وشبكة أمان اجتماعي لما يقرب من نصف مليون من الفلسطينيين الأكثر فقراً. قبل المؤتمر، كانت «الأونروا» تعاني من عجز مالي كبير وصل إلى 1.3 مليار دولار، وأصبح بعد المؤتمر نحو 820 مليون دولار. وقال رئيس دائرة شؤون اللاجئين في «منظمة التحرير» أحمد أبو هولي، إن «الأونروا» تحتاج سنوياً إلى 1.6 مليار دولار لتلبية احتياجات اللاجئين المتزايدة، التعليمية، والصحية، والإغاثية، وتحسين سلم رواتب موظفيها. وأصبح العاملون في الوكالة جزءاً من مشكلة «الأونروا» بعد دخولهم في الضفة الغربية، إضراباً عن العمل منذ أكثر من 100 يوم احتجاجاً على عدم استجابة إدارة «الأونروا» لطلبهم تحسين سلم الرواتب، وهو إضراب أضر بالخدمات الحيوية لنحو 900 ألف لاجئ في أرجاء الضفة الغربية. ويقول اتحاد العاملين إن لديه قرابة 16 طلباً، إضافة إلى تحسين سلم الرواتب، لكن «الأونروا» ردت بأنها بدأت عامها هذا بمديونية كبيرة، وأن رواتب موظفيها هي فعلياً أعلى بنسبة 12 في المائة في المتوسط من رواتب السلطة الفلسطينية المقارنة لدى الوكالة، وأعلى من الزيادات في الرواتب المرتبطة بالتضخم في السلطة الفلسطينية. ويفترض أن يعقد اجتماع في السابع من يونيو (حزيران) في نيويورك لبحث قضية حل إضراب العاملين في «الأونروا»، وذلك بعد الانتهاء من مؤتمر التعهدات. لكن مع التهديدات الكبيرة بانهيار وشيك، فإن استجابة «الأونروا» لطلبات العاملين تبدو معقدة. ويخشى الفلسطينيون أن يكون كل ذلك مقدمة لتقليص خدمات «الأونروا» إلى حد كبير، وهي افتراضات تحدث عنها مسؤولون في المخيمات، وعاملون في الوكالة، ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي موقعها الإلكتروني، نشرت الوكالة مقطعاً مصوراً، قالت فيه إن خدماتها التي تقدمها منذ ما يقرب من 75 عاماً، «والمساعدات الإنسانية الهامة، والمساعدة في التنمية البشرية للاجئي فلسطين في لبنان وسوريا والأردن والضفة الغربية، بما في ذلك شرق القدس، وغزة، والتي دأبت (الأونروا) على تقديمها، معرضة للخطر، ابتداءً من سبتمبر، ما لم تحصل على تمويل منتظم وطويل الأجل ومرن». وحذر لازاريني من الإخفاق في جمع الأموال اللازمة للوكالة، والآثار الإنسانية والسياسية الهائلة على المنطقة وخارجها. وقال في مؤتمر المانحين بولاية نيويورك: «لا أملك الأموال اللازمة لإبقاء مدارسنا ومراكزنا الصحية وغيرها من الخدمات قيد التشغيل بداية من سبتمبر». وتفاقمت أزمة «الأونروا» على الرغم من استعادتها الدعم المالي من الإدارة الأميركية، بسبب أن كبار المانحين وأكثرهم موثوقية لـ«الأونروا» أعلنوا مؤخراً أنهم سيخفضون مساهماتهم. ووقّعت «الأونروا» فعلاً تجديد الاتفاق الإطاري لعام 2023 - 2024 مع حكومة الولايات المتحدة، لكن ذلك جلب انتقادات فلسطينية كذلك ما يزيد الضغط على الوكالة. واستنكرت حركة «حماس» توقيع «الأونروا» الاتفاقية، مطالبة إدارة الوكالة بالتراجع الفوري عنها، وتقديم كل مساندة سياسية وقانونية ومعيشية للاجئين الفلسطينيين في كل مواقع وجودهم. وقالت الحركة في تصريح صحافي السبت: «إن الاتفاقية تعبّر عن رضوخ إدارة الوكالة مرّة أخرى للضغوط الأميركية بحجة الأزمة المالية»، مؤكدة أن «ذلك يخرج (الأونروا) عن التفويض الممنوح لها من الأمم المتحدة عند تأسيسها». ورأت «حماس» أن «الأزمة المالية مصطنعة بهدف تقويض وكالة الغوث، كشاهد حي ومستند قانوني للحفاظ على أهم حقوق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة والتعويض والنضال في سبيل ذلك». وطالبت إدارة الوكالة بالبحث عن حلول للأزمة المالية بعيداً عن أي اتفاقيات تتناقض مع التفويض الممنوح لها، خصوصاً مع الإدارة الأميركية المنحازة بشكل كامل وغير مشروط لصالح الاحتلال.


المعارضة تتجه لإعلان ترشيح جهاد أزعور رسمياً

الوزير السابق جهاد أزعور (رويترز)
الوزير السابق جهاد أزعور (رويترز)
TT

المعارضة تتجه لإعلان ترشيح جهاد أزعور رسمياً

الوزير السابق جهاد أزعور (رويترز)
الوزير السابق جهاد أزعور (رويترز)

تتجه الأنظار في لبنان إلى ما سيحمله الأسبوع المقبل على خط الملف الرئاسي، حيث يرتقب أن تعلن المعارضة رسمياً عن ترشيحها الوزير السابق جهاد أزعور، في وقت تتصاعد فيه الحملة التي يقودها «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل) ضد هذا الترشيح، ووصف أزعور بأنه مرشح تحدّ.

وأكد نواب الأحزاب المسيحية المضي قدماً بترشيح أزعور، في حين جدّدت مصادر نيابية معارضة التذكير بـ«أن الأساس قد حسم وهو الاتفاق عليه بين المعارضة و(التيار الوطني الحر)، فيما لا تزال بعض التفاصيل الشكلية الصغيرة التي يتم البحث بها».

وأعلنت النائبة في حزب «القوات اللبنانية» غادة أيوب، أن الاثنين المقبل حداً أقصى سيشهد الإعلان عن موقف المعارضة بالذهاب نحو ترشيح أزعور للرئاسة.

وقالت في حديث إذاعي: «رئيس البرلمان نبيه بري لم يدعُ منذ شهر يناير إلى جلسة انتخاب، واليوم لا مبرر له لعدم الدعوة بعدما سقطت كل المبررات»، مؤكدة أن «أزعور ليس مرشح مواجهة، والمعطيات على الأرض، إلى جانب المعطيات الخارجية، لم تعد تسمح لـ(حزب الله) بأن يدير اللعبة كما يشاء وبالطريقة نفسها»، ورأت أنه «بترشيح جهاد أزعور نجحت المعارضة بإسقاط ترشيح سليمان فرنجية، واليوم باتت هناك معارضة موجودة، والتنازلات غير واردة في قاموسنا، ولن نسمح لأي كان بفرض مرشحه علينا بالقوة».

بدوره، شدّد النائب في «القوات» أنطوان حبشي، على «أهمية بلورة التقاطع الإيجابي الحاصل في ظل الجمود الرئاسي وتعنّت الثنائي الشيعي وراء مرشحه»، مشككاً بدعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة انتخابية بالقول: «كلما زاد ثبات التقاطع سيرتفع منسوب التعطيل والتشنج، لأنّ الثنائي وللمرة الأولى عاجز عن إدارة اللعبة بشكل فعلي».

وعن توزيع الأصوات في حال الدعوة لجلسة انتخاب، اعتبر أنه «في حال جدية التقاطع المستجد، فإن الأصوات التي قد ينالها المرشح جهاد أزعور ستتخطى 65 صوتاً»، معتبراً أن «ما نعيشه اليوم هو امتداد للإحساس بفائض القوة من قبل الطرف الآخر الذي لا يقبل إلا برأيه، ويريد فرضه بأي ثمن، كما أن (حزب الله) لا يمكنه سوى الوثوق بفرنجيّة لحماية غايته، وبما أن غايته السلاح فهو يحدّ مروحة التواصل مع الأفرقاء».

من جهته، يشدد «التيار الوطني الحر» على أن أزعور هو مرشح جدي وموحد، وليس مرشح مناورة، في رد على «الثنائي الشيعي» الذي يصفه بذلك، مشيراً إلى أن «مبدأ التسلّط لدى (حزب الله) يتجلّى بفرض رئيس على المسيحيين».

وفيما كشف أنه عرض «على رئيس (التيار الوطني الحر) النائب جبران باسيل، العديد من وظائف الدولة من قبل الثنائي الشيعي مقابل السير بفرنجية، ولكن نحن رفضنا هذا الأمر، وبقينا على موقفنا بعدم السير به»، اعتبر أن «انتخاب رئيس للجمهورية هو استحقاق مسيحي، وعلى المسيحيين أن يكون لهم القرار الأول، وسنحاول أن نصل إلى تفاهم مع الآخرين كي لا يكون مرشحنا رئيس تحدٍ».

ترقب لموقف «الاشتراكي»

في غضون ذلك، يسود الترقب لما سيكون عليه موقف الحزب «التقدمي الاشتراكي»، الذي كان قد وضع أزعور من ضمن الأسماء التي اقترحها لرئاسة الجمهورية في مبادرة سابقة، لكنه لم يعلن حتى الساعة موقفه من توحّد المعارضة حول أزعور اليوم. وفي حين عبّر النائب غسان عطا الله عن تفاؤله بإمكانية بأن ينتهي اجتماع «اللقاء الديمقراطي» (الاشتراكي) الثلاثاء المقبل بدعم أزعور، كان لافتاً الموقف الذي عبّر عنه النائب في «الاشتراكي» بلال عبد الله، الذي دعا إلى البحث عن مرشح مشترك بين كافة القوى السياسية.

وقال عبد الله في حديث إذاعي: «(الاشتراكي) يريد مرشحاً توافقياً يؤمن صيغة توافقية داخلية، واجتماع (اللقاء الديمقراطي) الثلاثاء المقبل سيحمل كل الخير للبنان». وأضاف: «رشحنا اسم جهاد أزعور لرؤيته الاقتصادية وخبرته الناجحة في وزارة المالية، لكن المطلوب إعادة التفتيش عن مساحة حوار جديدة، والبحث عن مرشح مشترك بين كافة القوى السياسية، وسنعلن موقفنا بعد أن نلمس بأن كافة الأطراف توافقت على مرشح معين».

«الثنائي الشيعي»

في المقابل، لا يزال «الثنائي الشيعي» يتعاطى بسلبية مع ترشيح أزعور، وهو ما عكسته مواقف مسؤوليه ونوابه.

وقد حذّر النائب علي خريس من كتلة «التنمية والتحرير»، التي يرأسها رئيس البرلمان، مما وصفها بـ«خطورة الأيام المقبلة التي يعيشها لبنان في ظل الفراغ بموقع رئاسة الجمهورية والشلل المتعمد في إدارات الدولة، الأمر الذي سيؤدي إلى ازدياد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها لبنان».

وحمّل في كلمة له في احتفال في جنوب لبنان، الطرف الآخر، مسؤولية الفراغ، وقال «إن الفراغ الذي يسعى إليه الفريق الآخر هو خلاف العادات والتقاليد السياسية اللبنانية، وهو نهج سيؤدي إلى تدمير ما تبقى من الدولة».

كذلك قال النائب في «حزب الله» حسين الحاج حسن، في لقاء حواري: «نحن أعلنا تأييدنا لفرنجية منذ فترة، ومقتنعون بأنه الشخص المناسب لهذا الدور، بينما الفريق الآخر كان لديه مرشح، والآن يحاولون الاتفاق على مرشح آخر، وسنرى التطورات خلال الأيام المقبلة، إلا أننا نسأل هل يمكن أن يحصل انتخاب الرئيس دون تفاهم وطني. إذا كان الفريق الآخر يعتقد ذلك فهو مخطئ، دستورنا اعتمد الديمقراطية التوافقية، وينص على أن الانتخاب يتطلب نصاباً قانونياً هو 86 نائباً، ولا يتم تأمين هذا النصاب لا بالضغط ولا بالتهويل، ولا بأي شكل غير التفاهم والحوار، ومواقف الفريق الثاني الرافضة للحوار والتفاهم تساهم في إطالة أمد الأزمة، وهذا يضر بمصالح اللبنانيين».

من جهته، دعا رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفي الدين، إلى التفاهم حول الانتخابات الرئاسية، وقال إن «الطريق الوحيد المتاح لإنجاز الاستحقاق هو التفاهم والتوافق، وهذا ما قلناه منذ اليوم الأول، وما زلنا ندعو إليه». ورأى أن «طبيعة لبنان ونظامه والمعادلة الموجودة داخل المجلس النيابي تفرض على الجميع أن أي انتخاب لرئيس يجب أن يكون محل توافق»، مؤكداً أنه «ليست هناك جهة قادرة وحدها أن توصل رئيساً أياً كان هذا المرشح، بغض النظر عن اسمه وطبيعته وانتمائه ولونه وخياراته السياسية، وبالتالي، ما لم تتوافق الجهات مع بعضها البعض، فلا يمكن أن ننجز الاستحقاق الرئاسي».