ابتكار سيارات فارهة صديقة للبيئة بالطباعة ثلاثية الأبعاد

بتعديل الطريقة التي تصنع بها المكونات الهيكلية

ابتكار سيارة بالطباعة ثلاثية الأبعاد
ابتكار سيارة بالطباعة ثلاثية الأبعاد
TT

ابتكار سيارات فارهة صديقة للبيئة بالطباعة ثلاثية الأبعاد

ابتكار سيارة بالطباعة ثلاثية الأبعاد
ابتكار سيارة بالطباعة ثلاثية الأبعاد

تأمل شركة جديدة لصناعة السيارات في كاليفورنيا أن يسهم نموذجها التجريبي من السيارات الفارهة الصديقة للبيئة، في إعادة صياغة مفهوم صناعة السيارات في المستقبل، لأن المركبة الحديثة لن تخرج من خطوط الإنتاج والتجميع التقليدية؛ بل بالاستعانة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.
قضى كيفن زينجر، من شركة «دافيرجنت مايكروفاكتوريز»، معظم حياته العملية في حقل صناعة السيارات، وأدرك يوما ما أنه مهما كانت درجة كفاءة استهلاك الوقود وقلة الانبعاثات الغازية الناجمة عن السيارات الحديثة، إلا أنها تدمر البيئة.
وقال زينجر في مقابلة مع «رويترز» في وادي السليكون: «أدت تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد إلى تغييرات جذرية في هذا الأمر، ويجب أن ينظر إلى هذه التقنية ليس من خلال التركيب الإجمالي؛ بل ابتكار هياكل معيارية منفردة لأنها تغير كل شيء».
وقال إن هذه التقنية تغير كل شيء من خلال تعديل الطريقة التي تصنع بها المكونات التركيبية الهيكلية للسيارات؛ إذ يجري حاليا تركيب أجزاء السيارات في خطوط إنتاج بمصانع ضخمة تستخدم كمّا هائلا من الطاقة. وحتى أكثر المصانع من حيث كفاءة استخدام وقود السيارات، لديها بصمة كربونية.
والبصمة الكربونية مؤشر للتعبير عن كمية الانبعاثات الكربونية الناتجة عن قيام مركبة أو مصنع بحرق الوقود الحفري مثل النفط والغاز الطبيعي والفحم الحجري المستخدم في إنتاج الطاقة الكهربية ووسائل النقل المختلفة والنشاطات الصناعية.
وقال زينجر إن نهج الفريق المعاون له هو استبعاد المصانع الكبيرة من المعادلة، ثم اللجوء إلى تقنية الطباعة المجسمة للأجزاء القياسية لإنتاج هياكل السيارات من ألياف الكربون.
وأشار إلى أن هذا الهيكل يزن 102 رطل، وله الخواص نفسها للمتانة والأمان والحماية للهيكل المصنوع من الصلب أو الألمنيوم. وفي هذه الحالة، تزن السيارة بالكامل 625 كيلوغراما، مع الاحتفاظ بمعايير تناسب وزن السيارة مع قدرتها بالحصان التي تصل إلى 700 حصان، وتسير بالغاز الطبيعي مما يؤدي إلى الإقلال من بصمتها الكربونية.
وقال مصممو السيارة الحديثة إن هدفهم النهائي هو أن تكون صديقة للبيئة مع الاهتمام بالجوانب الجمالية للمركبة، مشيرين إلى أن السيارات الكهربية مجرد خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها لا تصلح منفردة للحد من الانبعاثات الغازية.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».