اتهام مشاهير بينهم الممثلة ليندسي بالترويج للعملات المشفرة

مغني الراب سولجا بوي (يو إس إيه توداي)
مغني الراب سولجا بوي (يو إس إيه توداي)
TT

اتهام مشاهير بينهم الممثلة ليندسي بالترويج للعملات المشفرة

مغني الراب سولجا بوي (يو إس إيه توداي)
مغني الراب سولجا بوي (يو إس إيه توداي)

اتهمت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية الممثلة ليندسي لوهان، وصانع المحتوى على «يوتيوب» جايك بول، وستة مشاهير آخرين بالترويج للعملات المشفرة على وسائل التواصل الاجتماعي من دون الكشف عن تقاضيهم أموالاً للقيام بذلك، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
تأتي هذه الأحكام في إطار قضية تستهدف رجل الأعمال جاستن سان على خلفية تسويق أصول «ترونيكس» و«بيت تورنت» من العملات المشفرة من دون التسجيل لدى السلطات المختصة، والتلاعب بتداول العملات المشفرة على منصته.
هذه القضية واحدة من قضايا عدة أمام الهيئات الأميركية للأسواق المالية التي كثفت حملتها على العملات المشفرة منذ الانهيار الكبير لشركة «إف تي إكس» الرائدة في القطاع نهاية العام الماضي.
وتتهم لجنة الأوراق المالية والبورصات سان بالسعي إلى تعزيز «ترونيكس» من خلال اصطناع مظهر يدلّ على التجارة في السوق الثانوية من خلال جعل موظفيه يشترون الأصول ويبيعونها.
وقال رئيس اللجنة غاري غينسلر، في بيان إن «هذه الحالة تُظهر مجدداً المخاطر العالية التي يواجهها المستثمرون عندما يتم عرض الأوراق المالية للأصول المشفرة وبيعها من دون التصريح عنها بشكل مناسب».
وأوضح غينسلر أن سان كان يحث المستثمرين أيضاً على شراء العملات المشفرة من خلال حملة أخفى فيها هو ومروجوه المشاهير حقيقة أنهم حصلوا على أموال في مقابل تغريداتهم.
ومن دون الاعتراف بالذنب أو إنكاره، وافق لوهان وبول على دفع 40670 دولاراً و101887 دولاراً على التوالي، كتعويض وغرامات في هذه القضية.
كما وافقت ممثلة الأفلام الإباحية ميشيل مايسون (المعروفة أيضاً باسم كندرا لوست)، ومغني الراب ليل ياتي (مايلز باركس ماكولوم) والمغنيان ني يو (شافر سميث) وأيكون (أليون ثيام) على تسوية الدعوى.
في المقابل، لم يكن مغني الراب سولجا بوي (دياندري كورتيس واي) والمغني على «يوتيوب» أوستن ماهون، جزءاً من التسوية.


مقالات ذات صلة

ترقباً لـ«الفيدرالي»... «بتكوين» تواصل الهبوط لليوم الثالث على التوالي

الاقتصاد تراجعت قيمة العملة المشفرة الأكثر تداولاً في العالم بنحو 3.8 % إلى 57 ألف دولار (رويترز)

ترقباً لـ«الفيدرالي»... «بتكوين» تواصل الهبوط لليوم الثالث على التوالي

في ظل ترقب المستثمرين قرار «الاحتياطي الفيدرالي» بشأن أسعار الفائدة وصدور بيانات رئيسية من سوق العمل الأميركية، واصلت عملة «بتكوين» الرقمية الهبوط، اليوم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد تماسك مؤشر «فاداكس 15» أبوظبي مرتفعاً بنسبة 0.06 أما مؤشر بورصة البحرين فظل ثابتاً دون ارتفاع أو انخفاض (بلومبرغ)

معظم أسواق الأسهم العربية تفتتح منخفضة تزامناً مع التوترات الجيوسياسية

افتتحت أسواق الأسهم العربية اليوم (الأحد) أولى جلساتها بعد إجازة عيد الفطر منخفضة بعد هجوم إيران على إسرائيل... كما تراجعت العملات الرقمية بنسبة 7 %

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد تستخدم روسيا «تيثر» لشراء السلع ذات الاستخدام المزدوج مثل قطع غيار الطائرات من دون طيار والمعدات التكنولوجية المتقدمة (رويترز)

العملة الرقمية «تيثر»... أداة أساسية لآلة الحرب الروسية في ظلّ العقوبات الغربية

أصبحت العملة الرقمية «تيثر» أداةً أساسيةً لآلة الحرب الروسية في ظلّ العقوبات الغربية المفروضة على البلاد.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ سام بانكمان فرايد لدى وصوله إلى المحكمة الفيدرالية الأميركية في نيويورك 30 مارس العام الماضي (أ.ف.ب)

نيويورك: السجن 25 سنة لـ«ملك العملات المشفرة»

حكم قاض في نيويورك على سام بانكمان فرايد، الملقب بـ«ملك العملات المشفرة»، بالسجن لمدة 25 عاماً بتهمة سرقة 8 مليارات دولار من عملاء بورصة العملات المشفرة

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد ستبدأ بورصة لندن قبول طلبات إدراج صكوك استثمار مُتداولة مدعومة بالبتكوين والإيثريوم خلال الربع الثاني من هذا العام (رويترز)

بورصة لندن تقبل طلبات إدراج صكوك استثمار العملات المشفرة للمستثمرين المحترفين

أعلنت بورصة لندن يوم الاثنين أنها ستبدأ قبول طلبات إدراج صكوك استثمار مُتداولة مدعومة بالبتكوين والإيثريوم خلال الربع الثاني من هذا العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)

غزة تحصد نتائج الحسابات الخاطئة

طفلان يجذبان قطعةً خشبيةً محملةً بالماء في ساحة مدرسة تديرها وكالة الأمم المتحدة (الأونروا) بمخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة الثلاثاء (أ.ف.ب)
طفلان يجذبان قطعةً خشبيةً محملةً بالماء في ساحة مدرسة تديرها وكالة الأمم المتحدة (الأونروا) بمخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

غزة تحصد نتائج الحسابات الخاطئة

طفلان يجذبان قطعةً خشبيةً محملةً بالماء في ساحة مدرسة تديرها وكالة الأمم المتحدة (الأونروا) بمخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة الثلاثاء (أ.ف.ب)
طفلان يجذبان قطعةً خشبيةً محملةً بالماء في ساحة مدرسة تديرها وكالة الأمم المتحدة (الأونروا) بمخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة الثلاثاء (أ.ف.ب)

تأخرت «حماس» في ردّها على المبادرة المصرية، طويلاً، فقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، استغلال ذلك بكل ما يُعرف عن جيشه من بطش لم ينسه أحد. فالدماء الفلسطينية ما زالت تنزف والدمار يشهد، والعداء الجنوني في اليمين الإسرائيلي يستفز كل عين.

خرج نتنياهو إلى عملية اجتياح رفح، التي يسمونها في تل أبيب «محدودة وعينية كالعملية الجراحية». لكن أحداً لا يضمن ذلك، ولا حتى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي تلقى وعوداً بذلك من نتنياهو فقط قبل ساعات قليلة من إطلاق الهجوم.

كانت الإشارات بأن هذا هو التطور الأقرب إلى الاحتمال واضحة كالشمس، لكن قيادة «حماس» لم تقرأ الخريطة جيداً. فقد بنت على الموقف الأمريكي، الرافض للاجتياح رسمياً وفعلياً. لكن رفض الإدارة الأميركية له حدود، ولم تر قيادة «حماس» هذه الحدود، وبنتْ على موقف عائلات الأسرى واحتجاجها المتصاعد. ولكنها لا تدرك أن نتنياهو بنى لنفسه جلد فيل في قضية المشاعر، ولم ينتبه قادة الحركة إلى ما قاله ممثلو تلك العائلات من أن «مصير أولادهم الأسرى هو آخر هم عنده».

تحمل طفلتها التي أصيبت في غارة إسرائيلية داخل أحد المستشفيات بينما تشن القوات الإسرائيلية عملية برية جوية في الجزء الشرقي من رفح 7 مايو الحالي (رويترز)

جميع الخبراء في السياسة الإسرائيلية، سواء خارج أو داخل إسرائيل، كانوا يؤكدون أن نتنياهو يفتش عن وسيلة تجعله يتهم قيادة «حماس» بالمسؤولية عن الفشل، ويتمنى أن يأتي رفض الصفقة منها، لكن قيادة «حماس» لم تأخذ ذلك بالاعتبار.

الإدارة الأميركية التي كانت تتهم نتنياهو بعرقلة مسار الصفقة، أحدثت انعطافاً في موقفها بعد طرح المبادرة المصرية، وقالت إن الكرة في ملعب قيادة «حماس»، ثم قالت على لسان الرئيس ومستشار الأمن القومي ووزير الخارجية إن هناك عرضاً سخيّاً أمام «حماس»، وعليها أن تتلقفه. ولم يأت رد «حماس».

أهالي فلسطينيين قُتلوا خلال الغارات الإسرائيلية الليلية على مخيم رفح للاجئين يبكون بجوار جثثهم الملفوفة خارج مستشفى رفح الميداني جنوب قطاع غزة الثلاثاء (إ.ب.أ)

وخلال كل ذلك الوقت كانت قوى اليمين الإسرائيلي المتطرف، وليس فقط الوزيران بتسلئيل سموترتش وإيتمار بن غفير، بل وزراء ونواب كثر من حزب «الليكود»، يهددون نتنياهو بإسقاط حكومته في حال وافق على صفقة ويصرون على اجتياح رفح. وراح نتنياهو نفسه يقسم ويتعهد أنه سينفذ الاجتياح. ولكن قيادة «حماس» كانت تنتظر.

جنود ومسعفون إسرائيليون يتجمعون بالقرب من معبر كرم أبو سالم على الحدود مع قطاع غزة جنوب إسرائيل (إ.ب.أ)

ومتى جاء قرارها؟ فقط بعد أن تمكن «مقاتلو المقاومة» من تنفيذ عملية عسكرية نوعية نجحت خلالها في رصد استخباري دقيق وكشف قوة كبيرة من الجيش الإسرائيلي تؤدي مهمة حراسة الدبابات، المتأهبة لدخول المنطقة الجنوبية، بالقرب من معبر كرم أبو سالم، فقصفتها برشقة من 14 صاروخاً، فقتلت أربعة وجرحت تسعة من الجنود والضباط... وقد رأت إسرائيل أن هذه الضربة موجعة أريد لها أن تكون «صورة للنصر». وقررت أن ترد عليها بـ«صورة نصر أكبر»، على الأقل في سبيل إنقاذ ماء الوجه واستعادة الهيبة.

غزيون نازحون إلى رفح يعيدون تهيئة خيامهم وأمتعتهم استعداداً لنزوح جديد (رويترز)

قررت إسرائيل تبكير الهجوم على رفح، وعندما بدأت في استعجال ترحيل أهل رفح، المقيمين والنازحين، وحددت العدد 100 ألف من سكان الأحياء الشرقية، وتوجهت بمناشير لسكان هذه الأحياء تحثهم فيها على مغادرة بيوتهم، لأنها باتت في مرمى النار، اتصل الرئيس بايدن مع نتنياهو، غير أن نتنياهو حاول طمأنته بأنها «عملية لايت»، وبايدن حاول إقناعه بأن تكون «عملية صفر»، كما وصف ذلك الكاتب الإسرائيلي ناحوم بارنياع.

فلسطيني يستريح بعد ملء إناء بالماء من سطح منزل متضرر بشدة من القصف الإسرائيلي على منطقة تل السلطان في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

في النهاية، وبعد نصف ساعة من الحوار بين الحلفاء، اتفقا على أن تكون العملية «محدودة وسريعة». وفي هذه الأثناء، كانت عائلات الأسرى قد اشتمت رائحة رفض ومماطلة وألاعيب جديدة لدى حكومة نتنياهو، فخرجت إلى الشارع في مظاهرات صاخبة، في تل أبيب والقدس وبئر السبع وحيفا.

إسرائيل ولكي لا تبقى في خانة الرافض للصفقة، قررت إرسال وفد إلى القاهرة لمواصلة المفاوضات، وبدأت تنشر نصوص الاتفاق التي لا توافق عليها، ليتبين أنها «كثيرة».

واختار الجيش الإسرائيلي أن يبدأ عملية رفح باحتلال المعبر الواصل بين غزة وسيناء، وهو النافذة الوحيدة لأهل غزة إلى الخارج، ثم احتل شارع صلاح الدين، وأطبق على رفح من الشمال. وكانت أول صورة يعممها هذا الجيش؛ جرافاته تهدم لافتة كتب عليها «غزة»، ودوس العلم الفلسطيني وصياح هستيري للجنود «رفح بأيدينا» و«معبر رفح بأيدينا».

والآن يطالب المتطرفون بإكمال «المهمة»، واحتلال رفح بالكامل، على أمل العثور على قادة «حماس» وغالبية الأسرى. والمدنيون يهربون من رفح إلى أي مكان يستطيعون الوصول، وإسرائيل تضيق عليهم.

نتنياهو يفخر بإنجازاته ويفاوض من مركز قوة، ويطلب تغيير المقترح المصري ويهدد بالمزيد من العمليات. فالجشع عنده بلا حدود، خصوصاً إذا كان يلائم هدفه الأول، أي استمرار الحرب كي يستمر حكمه.

وعادت العصمة إلى الولايات المتحدة الأمريكية. فهي ليست وسيطاً فقط بل شريك وداعم وممول لإسرائيل وحربها. ويرى أصحاب الخبرة والتجربة أن مصيبةً كبيرةً فقط يمكن أن تنقذ الوضع وتجعل الطرفين يدفعان باتجاه صفقة.

في هذه الأثناء، عاد أهل غزة لكبت فرحتهم. ففي مساء الاثنين خرجوا إلى الشوارع عندما أعلن عن موافقة «حماس» على الصفقة، وبذلك أثبتوا كم هم موجوعون من مرور كل هذا الوقت بلا اتفاق على صفقة. لا يوجد واحد منهم إلا وقد فقد أعزاء له وأقرباء. ومع ذلك خرجوا فرحين ينشدون ويرقصون.

وتبين أن فرحتهم سابقة لأوانها. عادوا إلى الخيام خائبين، قبل أن تبدأ إسرائيل بتنغيص فرحتهم. هم لا يستطيعون التظاهر مثل عائلات الأسرى بتل أبيب، وتوجيه إصبع الاتهام لقادتهم المقصرين. لكنهم يعرفون أنهم «في الهوا سوا»، يقبعون في قاع قائمة الأولويات لدى القيادة.


حرب غزة لم تغير تأييد الشباب لبايدن أو ترمب

صورة مركّبة لترمب وبايدن (أ.ب)
صورة مركّبة لترمب وبايدن (أ.ب)
TT

حرب غزة لم تغير تأييد الشباب لبايدن أو ترمب

صورة مركّبة لترمب وبايدن (أ.ب)
صورة مركّبة لترمب وبايدن (أ.ب)

أوضحت استطلاعات رأي حديثة أن الناخبين الأميركيين الشباب، هم أكثر ميلاً بكثير لدعم الفلسطينيين من الناخبين الأميركيين الآخرين. ورغم ذلك، يشير القليل منهم إلى أن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، هو سبب عدم رضاهم عن سياسات الرئيس جو بايدن.

وشهدت الجامعات الأميركية موجة من الغضب والاحتجاجات غير المسبوقة بحجمها ومداها، بسبب الحرب المندلعة في غزة، وسيطرت على الأخبار السياسية وعلى مواقف السياسيين من كلا الحزبين، الديمقراطي والجمهوري.

وأطلقت الكثير من المواقف الداعمة والمعارضة، للإسرائيليين والفلسطينيين، ليتحول الموقف من الطرفين، مادةً للتنافس السياسي في الانتخابات العامة والرئاسية التي ستجري بعد أقل من 6 أشهر من الآن. دعم الفلسطينيين ليس محدداً ورغم ذلك، بدا أن قضية دعم الفلسطينيين ليست هي المحدد الرئيسي لآراء الناخبين الشباب، حيث غالباً ما يضع الشباب المخاوف الاقتصادية على رأس القائمة.

طلاب يتظاهرون للإعراب عن دعمهم للفلسطينيين في توبيكا بولاية كنساس (أرشيفية - أ.ب)

وفي حين تظهر الاستطلاعات تراجع تأييد الشباب للرئيس بايدن، الذين صوّتوا بكثافة لمصلحته في انتخابات 2020، إلا أن هناك القليل من الأدلة على أن الدعم الأميركي للغزو الإسرائيلي لغزة يشكّل عاملاً حاسماً في استيائهم النسبي منه.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن أحد الطلاب من أصل مسلم ويهودي، وينشط في مجموعة جامعية تروج للحوار بين الأديان، في جامعة تكساس في مدينة أوستن قوله، إن الاحتجاجات في كليته، التي تعرّضت لقمع الشرطة، كانت «لحظة تاريخية».

وقال إنه كان يود الحصول على فرصة التصويت لمرشح «أكثر تقدمية بشأن إسرائيل» من بايدن، لكنه يخطط للتصويت له على أي حال. وأضاف: «عندما يكون لديك رئيسان لهما الموقف نفسه بشأن قضية واحدة، فإن ذلك يضع هذه القضية تلقائيا، رغم كرهي لقول ذلك، في أسفل القائمة، لأنه من الواضح أنها قضية مهمة، لكنها لا تجعلني أختار دونالد ترمب على جو بايدن... أريد أن أرى تغييرات في سياسة بايدن. لا أريد التصويت لصالح ترمب ثم أرى السياسات نفسها بالضبط». ووفقاً لمؤسسة «غالوب»، فقد تحول التعاطف الأميركي في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني بشكل متواضع تجاه الفلسطينيين على مدى العقد الماضي.

وعلى الرغم من أن 51 في المائة من الأميركيين ما زالوا أكثر تعاطفاً مع الإسرائيليين، فإن 27 في المائة يتعاطفون الآن أكثر مع الشعب الفلسطيني، مقارنة بـ12 في المائة عام 2013، كما أظهر أحدث استطلاع للرأي أجراه مركز «بيو» للأبحاث، أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، أكثر عرضة بثلاثة أضعاف للتعاطف مع الفلسطينيين في الصراع، مقارنة بمن تزيد أعمارهم على 65 عاماً، وأكثر احتمالاً بمرتين من البالغين عموماً.

وبحسب «بيو»، فإن هذا التحول في موقف جيل الشباب، لا يعكس على الأرجح فقط التغيرات في الصراع نفسه مع جنوح السياسة الإسرائيلية نحو اليمين، ولكنه يعكس أيضاً سنوات من التحركات عمل فيها الناشطون المؤيدون للفلسطينيين على ربط القضية بالحركات السياسية المحلية في الولايات المتحدة، مثل حركة «حياة السود مهمة».

وقالت لورا سيلفر، المديرة المساعدة للأبحاث العالمية في مركز «بيو»: «ليس بالضرورة أن يكون الجميع متحمسين لهذا الأمر كما نرى من المحتجين. لكن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً يختلفون كثيراً عن الأميركيين الأكبر سناً».

طلاب يتظاهرون قرب البيت الأبيض لمطالبة إدارة الرئيس جو بايدن بوقف إرسال الأسلحة لإسرائيل (أرشيفية - رويترز)

تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن هذا التعاطف لم يُترجم بعد إلى إعطاء الأولوية للحرب كقضية تصويت في عام 2024.

وفي استطلاع رأي الشباب الذي أجراه معهد «هارفارد» للسياسة قبل وقت قصير من موجة المظاهرات وحملات القمع في الحُرم الجامعية الشهر الماضي، انتقد الأميركيون الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً بأغلبية ساحقة تعامل بايدن مع الصراع في غزة. فقد رفض 76 في المائة منهم مقابل موافقة 18 في المائة، لكن 2 في المائة فقط صنفوا الصراع على أنه مصدر قلقهم الأكبر في الانتخابات، مقارنة بـ27 في المائة قالوا إنهم أكثر اهتماماً بالقضايا الاقتصادية.

التضخم لا يزال أولوية ولكن وفي أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أظهر استطلاع للرأي أجرته مجلة «إيكونوميست» بالتعاون مع «يوغوف»، أن 22 في المائة من الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، يعدّون التضخم هو القضية الأكثر أهمية بالنسبة لهم. ورأى 2 في المائة أن السياسة الخارجية هي مصدر قلقهم الأكبر.

ورغم ذلك، يقول الكثير من الطلاب إن الاختلاف مع أجندة بايدن في هذه الحرب، لم يغير موقفهم منه، بما في ذلك أولئك الذين صوّتوا «غير ملتزمين» في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي. وأشاروا إلى مخاوفهم بشأن المناخ واعتقادهم بأن ترمب يشكّل تهديداً للديمقراطية يدفعهم للتصويت لبايدن، ومنحه فرصة ثانية لإحراز المزيد من التقدم في القضايا الداخلية، على حد قولهم.

ومع ذلك، يرى آخرون أنه، حتى لو لم يؤد الصراع في غزة إلى تصويت جماعي للناخبين الشباب لصالح ترمب، لكن عدم تصويت الشباب لبايدن أو إحجامهم عن المشاركة في الانتخابات، قد يسبب مشكلة كبيرة له.

وأصدرت ميا اهرنبرغ، المتحدثة باسم حملة بايدن، بياناً أشارت فيه إلى استثمارات الحملة في الحُرم الجامعية ومجموعات الشباب، وعزمها على «مواصلة الظهور والتواصل مع الناخبين الشباب بشأن القضايا التي تهمهم»، بما في ذلك المناخ وقوانين الأسلحة وقروض الطلاب.


واشنطن تضغط على ماليزيا لعرقلة الالتفاف الإيراني على العقوبات النفطية

صورة وزعتها وكالة الأمن البحري الإندونيسية من ناقلة النفط «إم تي أرمان» الإيرانية التي تقوم بنقل النفط إلى السفينة «إم تي إس تينوس» التي ترفع علم الكاميرون  في يوليو الماضي (رويترز)
صورة وزعتها وكالة الأمن البحري الإندونيسية من ناقلة النفط «إم تي أرمان» الإيرانية التي تقوم بنقل النفط إلى السفينة «إم تي إس تينوس» التي ترفع علم الكاميرون في يوليو الماضي (رويترز)
TT

واشنطن تضغط على ماليزيا لعرقلة الالتفاف الإيراني على العقوبات النفطية

صورة وزعتها وكالة الأمن البحري الإندونيسية من ناقلة النفط «إم تي أرمان» الإيرانية التي تقوم بنقل النفط إلى السفينة «إم تي إس تينوس» التي ترفع علم الكاميرون  في يوليو الماضي (رويترز)
صورة وزعتها وكالة الأمن البحري الإندونيسية من ناقلة النفط «إم تي أرمان» الإيرانية التي تقوم بنقل النفط إلى السفينة «إم تي إس تينوس» التي ترفع علم الكاميرون في يوليو الماضي (رويترز)

قال مسؤول كبير بوزارة الخزانة الأميركية، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ترى أن قدرة إيران على نقل نفطها تعتمد على مقدمي الخدمات المتمركزين في ماليزيا؛ إذ يتم نقل النفط من مكان بالقرب من سنغافورة، ومنه لجميع أنحاء المنطقة.

وفرضت واشنطن عقوبات مشددة على إيران ووكلائها؛ سعياً لحرمانها من الأموال الذي تقول إنها تستخدمها لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.

وتعتمد إيران على «أسطول شبح» من ناقلات النفط التابعة لجهات غامضة؛ لتصدير النفط والالتفاف على العقوبات الأميركية، التي تمنع صادرات إيران منذ مايو (أيار) 2019 بعد عام على انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الاتفاق النووي.

ويزور وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية برايان نيلسون، والمستشار العام للخزانة نيل ماكبرايد سنغافورة وماليزيا هذا الأسبوع، من الاثنين إلى الخميس.

وقالت الوزارة إن الزيارة تهدف إلى تعزيز جهودها في مكافحة التمويل والإيرادات الموجهة لإيران ووكلائها.

مساعد وزير الخزانة الأميركي براين نيلسون

وقال المسؤول، طالباً عدم كشف هويته، إن مبيعات طهران من النفط في شرق آسيا موّلت مجموعات مسلحة متحالفة معها من بينها حركة «حماس» والحوثيون، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويزداد تركيز وزارة الخزانة على تمويل الجماعات المسلحة الذي يتم توجيهه عبر جنوب شرقي آسيا بسبل منها جمع الأموال والمبيعات غير المشروعة للنفط الإيراني.

وقال المسؤول أيضاً في إفادة للصحافيين إن الولايات المتحدة تسعى إلى منع ماليزيا من أن تصبح منطقة يمكن لحركة «حماس» جمع الأموال فيها ونقلها. وتابع أن «إيقاف شحنات النفط هذه سيسدد ضربة حاسمة لقدرة إيران على تمويل هذه الهجمات حول العالم، بما في ذلك هجمات الحوثيين الذين يهددون حالياً حركة الملاحة التجارية».

وقال المسؤول: «نحن قلقون من قدرة (حماس) على جمع الأموال في المنطقة، ومنها ماليزيا، لذا نريد إجراء حوار مباشر حول هذه المخاوف». وأشار لوجود «تصاعد مثير للقلق» في محاولات إيران ووكلائها جمع الأموال في المنطقة، وأحياناً من خلال منظمات خيرية.

ونقلت «رويترز» عن المسؤول الأميركي: «من المثير للاهتمام أنهم يسعون إلى الاستفادة من الدعم المتدفق للشعب الفلسطيني باستخدام الأموال في أنشطتهم العنيفة والمزعزعة للاستقرار»، رافضاً ذكر أسماء المنظمات الخيرية المشتبه بها.

وقال المسؤول الأميركي أيضاً إن الولايات المتحدة علمت بنقل النفط الإيراني من منطقة بالقرب من سنغافورة ومنها إلى أنحاء المنطقة.

وأضاف: «قدرة إيران على نقل نفطها تعتمد على هذا النوع من مقدمي الخدمات المتمركزين في ماليزيا. لذلك نريد إجراء حوار مباشر مع الماليزيين بشأن ذلك».

وفرضت وزارة الخزانة الأميركية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عقوبات على أربع شركات مقرها ماليزيا، متهمة إياها بأنها واجهات لدعم إنتاج إيران للطائرات المسيرة.

وأعلنت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، الشهر الماضي، أن واشنطن تعمل على تقليص قدرة إيران على تصدير النفط، مرجحة أن «بإمكاننا القيام بالمزيد».

وقال المسؤول أيضاً إنه تم إحراز تقدم فيما يتعلق بالعقوبات وقيود التصدير المفروضة على روسيا، مضيفاً أن سقف أسعار النفط الروسي يقلل من قدرة موسكو على الاستفادة من مبيعات النفط مع الحفاظ على استقرار أسواق الطاقة العالمية.

وسنغافورة مركز رئيسي لعمليات الشحن. ويحذر مقدمو خدمات التأمين وغيرهم من مقدمي الخدمات البحرية العاملين في سنغافورة من التهرب من السقف المحدد لسعر النفط الروسي، ويشتكون من صعوبة التأكد من دقة الوثائق التي تتعهد بشراء النفط بسعر يبلغ 60 دولاراً حداً أقصى.


مصر تستهدف جذب السائحين من بوابة «سوق السفر العربي»

مصر تستهدف الأسواق العربية سياحياً (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مصر تستهدف الأسواق العربية سياحياً (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تستهدف جذب السائحين من بوابة «سوق السفر العربي»

مصر تستهدف الأسواق العربية سياحياً (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مصر تستهدف الأسواق العربية سياحياً (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بمشاركة 60 شركة سياحية ومنشأة فندقية تعمل في جميع المقاصد السياحية المصرية، استقبل الجناح المصري جمهور «سوق السفر العربي» خلال نسخته الـ31 التي انطلقت، الثلاثاء، في دبي بالإمارات العربية المتحدة، التي تستمر حتى الخميس 9 مايو (أيار) الحالي.

وتضمن الجناح المصري كثيراً من الفعاليات، تستهدف التعريف بالمستجدات التي تشهدها صناعة السياحة في مصر، كما شهد تطويراً في منهجية العرض السياحي، عبر شاشات العرض والتقنيات المختلفة والشاشات التفاعلية التي تبيّن المقاصد السياحية المصرية.

وذكرت غادة شلبي، نائب وزير السياحة والآثار المصرية، في بيان صحافي، أصدرته الوزارة، الثلاثاء، أن «المشاركة المصرية تستهدف تعزيز التعاون المشترك لدفع حركة السياحة العربية البينية، مع العمل على دفع حركة السياحة الوافدة لمصر من السوق العربي، خصوصاً من دول التعاون الخليجي».

جانب من اجتماع مسؤولين مصريين بسوق السفر في دبي (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق عمرو القاضي، الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، فإن «(سوق السفر العربي) تطرح هذا العام موضوع تمكين الابتكار وتطوير قطاع السفر»، موضحاً أن «المعرض يسلط الضوء على أبرز توجهات السفر المستدامة المبتكرة، بالإضافة إلى تعزيز استراتيجيات النمو ضمن قطاعات رئيسية محددة».

ولفت إلى تنظيم مسابقة في الجناح المصري بين المهنيين والإعلاميين، وسيحظى الفائزون على مدى أيام المعرض برحلات لزيارة المقصد السياحي المصري، بدعم من الفنادق وشركات السياحة المصرية، وكذلك شركة «أير كايرو».

وتعدّ السياحة العربية من أكثر الأسواق التي تتجه للمقاصد السياحية المصرية. ووفق تصريحات لمسؤولين بغرفة السياحة، وصل عدد السائحين العرب إلى 3 ملايين سائح في العام الماضي، فيما حقّقت مصر رقماً قياسياً، وصل إلى نحو 15 مليون سائح في 2023.

السياحة المصرية تسعى لتجاهل الأحداث الملتهبة بالمنطقة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويجتذب المقصد السياحي المصري السياحة العربية في الموسم الصيفي، الأمر الذي يظهر في الإشغالات الفندقية بأكثر من مقصد سياحي في مصر، وفق تصريحات لمسؤولين بقطاع السياحة.

وعدّ الخبير السياحي محمد كارم مشاركة مصر في «سوق السفر العربي» في دبي «دليلاً على حرص مصر على الوجود الدائم في كل محافل القطاع السياحي العربية والعالمية».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط»: «من المعروف أن (سوق السفر العربي) بها أكبر الشركات، سواء للسياحة الخارجية عبر العالم أو الداخلية في دبي نفسها، ما يساعد مصر على استقطاب أكبر عدد من السياح، كما يساعد على التعريف بالمقصد السياحي المصري، سواء بالسوق العربي أو العالمي».

وشهدت إيرادات قطاع السياحة في مصر نمواً على أساس سنوي بنسبة 26.8 في المائة، خلال السنة المالية 2022 - 2023، بإجمالي إيرادات وصل إلى 13.6 مليار دولار، مقارنة بالعام المالي السابق، الذي حققت فيه 10.7 مليار دولار، وفق بيان للبنك المركزي المصري.

جانب من الجناح المصري بسوق السفر العربي (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وعدّ الخبير السياحي «سوق السفر العربي» بدبي «فرصة لعرض كل أنماط وأشكال السياحة في مصر، وكل المقومات السياحية، سواء السياحة الترفيهية أو العلاجية أو الثقافية، كما تشكل دراسة للأسواق المصدرة للسياحة في مصر، لمعرفة الأنماط السياحية الأكثر جذباً، والعمل على تطويرها».


واشنطن تعلق إرسال شحنات قنابل دقيقة التوجيه إلى إسرائيل

جنود إسرائيليون يسيرون بالقرب من طائرة مقاتلة من طراز "إف-35" الأميركية الصنع بعد هبوطها في إسرائيل، في قاعدة نيفاتيم الجوية، جنوب إسرائيل في 12 ديسمبر 2016 (رويترز)
جنود إسرائيليون يسيرون بالقرب من طائرة مقاتلة من طراز "إف-35" الأميركية الصنع بعد هبوطها في إسرائيل، في قاعدة نيفاتيم الجوية، جنوب إسرائيل في 12 ديسمبر 2016 (رويترز)
TT

واشنطن تعلق إرسال شحنات قنابل دقيقة التوجيه إلى إسرائيل

جنود إسرائيليون يسيرون بالقرب من طائرة مقاتلة من طراز "إف-35" الأميركية الصنع بعد هبوطها في إسرائيل، في قاعدة نيفاتيم الجوية، جنوب إسرائيل في 12 ديسمبر 2016 (رويترز)
جنود إسرائيليون يسيرون بالقرب من طائرة مقاتلة من طراز "إف-35" الأميركية الصنع بعد هبوطها في إسرائيل، في قاعدة نيفاتيم الجوية، جنوب إسرائيل في 12 ديسمبر 2016 (رويترز)

ذكرت صحيفة بوليتيكو الرقمية نقلا عن مسؤول أميركي قوله، اليوم (الثلاثاء)، إن إدارة الرئيس جو بايدن تعلق شحنات قنابل دقيقة التوجيه من صنع شركة بوينغ إلى إسرائيل لتبعث برسالة سياسية إلى إسرائيل.


هل تغادر تشاد دوامة «الانقلابات» وتدخل المسار الديمقراطي؟

مسؤول في مركز اقتراع يقوم بعدِّ الأصوات في مركز الاقتراع بمدرسة أبينا في نجامينا في 6 مايو 2024 خلال الانتخابات الرئاسية في تشاد (أ.ف.ب)
مسؤول في مركز اقتراع يقوم بعدِّ الأصوات في مركز الاقتراع بمدرسة أبينا في نجامينا في 6 مايو 2024 خلال الانتخابات الرئاسية في تشاد (أ.ف.ب)
TT

هل تغادر تشاد دوامة «الانقلابات» وتدخل المسار الديمقراطي؟

مسؤول في مركز اقتراع يقوم بعدِّ الأصوات في مركز الاقتراع بمدرسة أبينا في نجامينا في 6 مايو 2024 خلال الانتخابات الرئاسية في تشاد (أ.ف.ب)
مسؤول في مركز اقتراع يقوم بعدِّ الأصوات في مركز الاقتراع بمدرسة أبينا في نجامينا في 6 مايو 2024 خلال الانتخابات الرئاسية في تشاد (أ.ف.ب)

على وقع أزيز طائرات حربية تطوف سماء حي «شغوا»، على مستويات منخفضة، كانت تشاد تطوي يومها الثاني والأخير من انتخابات رئاسية وُصفت بـ«الاستثنائية» جرت بين 10 مرشحين أبرزهم، رئيس المرحلة الانتقالية محمد إدريس ديبي، ورئيس وزرائه الدكتور سيكسيه مسارا.

وجرت عملية الاقتراع التي اكتنفتها بعض «الخروقات» (الأحد والاثنين) الماضيين، في أجواء «توتر شديدة»، وانتشار أمني في العاصمة نجامينا، ليكون أول ماراثون رئاسي بمنطقة الساحل الأفريقي منذ موجة انقلابات، طارحاً كثيراً من التساؤلات.

وقُبيل إعلان النتائج المبدئية، الخميس، ينقسم جُل التشاديين إلى فريقين رئيسيين كل منهما يأمل لمرشحه حسمها. فهناك من يأمل في فوز الشاب ماسرا، بينما ينتظر آخرون نجاح ديبي «ليستكمل ما بدأه من تنمية»، وكلاهما يتمنى خروج تشاد من «دائرة التوتر»، وفق عمر المهدي بشارة، رئيس «حزب حركة الخلاص الوطني» التشّادية (MSNT).

وعكست الحملات الانتخابية التي شهدتها البلاد طوال الشهر الماضي، حالة من الاحتقان تمثلت في رفع شعارات مبطنة لم تخلُ من التهديد والوعيد، إذا جرى التلاعب بنتائج الاستحقاق، وهو الشعور الذي يراود تشاديين كثيرين.

كما لم يخلُ المشهد الانتخابي من إسالة دماء؛ إذ أفادت تقارير إعلامية تشادية بمقتل ناخب على الأقل في موندو، ثاني أكبر مدينة في الدولة الواقعة في وسط أفريقيا، إلى الجنوب من العاصمة نجامينا، بعد أن فتح مسلحون مجهولون النار على مركز اقتراع.

عمر المهدي بشارة رئيس «حزب حركة الخلاص الوطني» التشّادية «MSNT» (الشرق الأوسط)

وفي ظل أجواء ساخنة، استبق ماسرا وقوع أي تزوير محتمل، موجهاً حديثه إلى مالك منصة «إكس» إيلون ماسك، بمدّ التشاديين بخدمة الإنترنت، بداعي أن «النظام الحاكم سيقطع الإنترنت في حال هزيمته»، كما دعا أنصاره عبر حسابه على «فيسبوك» برصد ومتابعة حالات المخالفة وتوثيقها.

غير أن بشارة، الذي تحدث إلى «الشرق الأوسط» لم يخفِ شكوكه من أن السلطة الانتقالية قد ترفض تسليم الحكم حال إخفاقها في الاستحقاق الذي عدّه «تحصيل حاصل»، متحدثاً لنا على كثير من «الخروقات» التي اكتنفت الانتخابات.

استمارة مسربة لعميلة فرز الأصوات في الانتخابات التشادية (الشرق الأوسط)

ويضع هذا الاستحقاق ديبي في مواجهة ماسرا الذي كان في السابق معارضاً سياسياً، وفرّ إلى خارج البلاد في عام 2022، ولكن سُمِح له بالعودة بعد عام. ويخوض السباق أيضاً رئيس الوزراء السابق ألبرت باهيمي باداكي و7 مرشحين آخرين.

وثمّن ديبي، رئيس الفترة الانتقالية موقف الشعب التشادي، وقال: «بينما تعيش العملية الانتقالية أيامها الأخيرة مع بدء فرز أصوات الناخبين، أشيد بالشعب الذي ذهب إلى صناديق الاقتراع بأعداد كبيرة وبهدوء لترشيح زعيمه، هذا الصفاء يبلور بشكل رائع النضج الديمقراطي للشعب صاحب السيادة».

وعدّد نشطاء تشاديون أشكال التجاوزات والخروقات التي شابت عميلة الاقتراع، من بينها «عدم عثور مواطنين من الأقاليم الجنوبية لم يجدوا بطاقاتهم في مراكز التصويت، مع اكتشاف صناديق معبأة ببطاقات ناخبين جرى حرقها».

صناديق اقتراع محترقة خلال عملية الاقتراع في تشاد (الشرق الأوسط)

ويبلغ عدد الناخبين المسجلين نحو 8.5 مليون شخص. وإذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50 في المائة من الأصوات سيجري اللجوء إلى جولة ثانية في 22 يونيو (حزيران). وتزامن التصويت مع انسحاب مؤقت للقوات الأميركية من تشاد، الحليف المهم في منطقة غرب ووسط أفريقيا.

ومن بين الأسئلة التي يطرحها الاستحقاق «الاستثنائي» الذي يحلّ على تشاد: ما مدى إمكانيتها مغادرة «دائرة التوتر» والانتقال إلى المسار الديمقراطي؟ وهناك يقول رئيس «حزب حركة الخلاص الوطني»: «لا نعتقد أننا سنغادر هذه الدائرة سريعاً».

وأرجع بشارة ذلك لأسباب من بينها «الصراعات المسلحة في دول الجوار، والنفوذ الدولي في دول الساحل والصحراء... هذه الأسباب بالتأكيد ستكون عقبة أمام المسار الديمقراطي في تشاد الذي ستعلن نتائجه بشكل نهائي في 21 مايو (أيار) الحالي».

ويرجع كثير من التشاديين أسباب تحليق الطائرات العسكرية، صاحبة (الأزيز) إلى أنها كانت تستهدف مراقبة منزل رئيس الوزراء ماسرا في حي «شغوا»، بموازاة دوريات أمنية ومشاهدة مركبات مدرعة وعربات تقل جنوداً، بالإضافة إلى قوات مكافحة الشغب، خصوصاً في الأحياء الجنوبية المؤيدة للمعارضة بالعاصمة نجامينا.

ويرى الصحافي التشادي أبو بكر محمد عبد السلام، أن بلده كغيره من بلدان المنطقة الأفريقية في شريط الساحل والصحراء، مر بصراعات سياسية واجتماعية واقتصادية عدة على مرّ نصف قرن، «ومنذ استقلاله وحتى الآن يعيش في حالات مزرية واضطرابات مختلفة عقّدت عليه الانتقال الديمقراطي».

استمارة مسربة لعملية فرز الأصوات في الانتخابات التشادية (الشرق الأوسط)

ويعتقد عبد السلام في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنه رغم امتلاك تشاد موارد تجعلها في مصاف الدول الناهضة، «فإن الإدارات المتعاقبة القائمة على الحكم القبلي سعت طويلاً لتغذية أطماع القبائل، واللعب على إثنيات بعينها؛ بينما بقية الشعب تشهد عذابات وويلات الحروب المتقطعة من فترة إلى أخرى».

وهنا يستدرك عبد السلام: «تظل هذه الانتخابات كمثيلاتها من الاستحقاقات الأخرى التي مرت، وبنفس الأدوات والأساليب، والتوقعات بفوز مرشح (التحالف من أجل تشاد موحد)»، في إشارة إلى محمد ديبي ووالده الراحل إدريس.

كان ديبي، الذي أدلى بصوته في ساعة مبكرة من صباح (الاثنين)، قد تعهد بتعزيز الأمن، وسيادة القانون، وزيادة إنتاج الكهرباء. وقال في منشور على «فيسبوك» بعد التصويت: «اليوم أتعهد بتنفيذ التزام رابع، وهو إكمال عملية الانتقال (السياسي) التي بدأت في البلاد منذ 3 سنوات. والأمر الآن في يد الشعب الذي يجب أن يُقبل على التصويت بكثافة لاختيار رئيسه».

وزاد عبد السلام من الحديث عن الخروقات التي شهدتها العملية الانتخابية، وقال إنه في ظل غياب إشراف الجهات الدولية على مراقبة الانتخابات، «شوهد كثير من التجاوزات، ووُثّق بعضها» من بينها نقل صناديق الاقتراع، وملؤها لصالح بعض المرشحين، كما سرق البعض بيانات لناخبين وأوصلوها إلى منازل أحد المرشحين.

مسؤول مركز اقتراع يقوم بإحصاء الأصوات في مركز الاقتراع في مدرسة أبينا بنجامينا في 6 مايو 2024 خلال الانتخابات الرئاسية في تشاد (أ.ف.ب)

ويرى الصحافي التشادي أن هذه التصرفات «لا يمكن أن تجلب ديمقراطية، وأي تحول في الحاضنات الديمقراطية يجب أن يتسم بالنزاهة عبر صناديق الاقتراع»؛ «لذا أستبعد أن ينعم بالديمقراطية بلد مر بكل هذا الخراب في التنظيم والأنظمة».

جلّ التخوفات التشادية تتجسد في تشابه المواقف، حيث يعتقد البعض أن هذه الأجواء تتشابه إلى حد ما مع نفس أجواء ما قبل انتخابات الرئيس الراحل إدريس ديبي. وكانت بعض أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني، قد استبقت الماراثون، ودعت إلى مقاطعة الانتخابات، وأرجعوا هذا إلى مخاوف بشأن احتمال تزويرها.

واعتلى محمد ديبي السلطة، وأصبح زعيماً لتشاد، في أبريل (نيسان) 2021، خلال عملية وُصفت بـ«الانقلاب العسكري» بعد مقتل والده إدريس ديبي، الذي سبق أن تولى السلطة عبر «انقلاب عسكري» عام 1990. ويرأس محمد، الآن، المجلس العسكري الانتقالي المكون من 15 عضواً.


تحركات مصرية - قطرية لإحياء «هدنة غزة»

وزير الدفاع المصري الفريق أول محمد زكي يناقش مع قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا الأزمة الراهنة بقطاع غزة (المتحدث العسكري المصري)
وزير الدفاع المصري الفريق أول محمد زكي يناقش مع قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا الأزمة الراهنة بقطاع غزة (المتحدث العسكري المصري)
TT

تحركات مصرية - قطرية لإحياء «هدنة غزة»

وزير الدفاع المصري الفريق أول محمد زكي يناقش مع قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا الأزمة الراهنة بقطاع غزة (المتحدث العسكري المصري)
وزير الدفاع المصري الفريق أول محمد زكي يناقش مع قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا الأزمة الراهنة بقطاع غزة (المتحدث العسكري المصري)

يبدو أن مسار المفاوضات الرامية إلى تحقيق «هدنة» في غزة، تَعَقَّدَ مرة أخرى، فبعدما ارتفعت الآمال بإمكانية إنجاز اتفاق عقب إعلان حركة «حماس» موافقتها على مقترح «الهدنة»، تراجعت مرة أخرى إثر إقدام إسرائيل على تنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية، وسط محاولات مصرية - قطرية لإحياء مسار المفاوضات مرة أخرى.

ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية» المصرية، عن مصدر رفيع المستوى تأكيده، الثلاثاء، «استضافة مصر اجتماعات بمشاركة وفود من قطر وأميركا و(حماس) لاستكمال المباحثات بهدف التوصل إلى اتفاق هدنة شاملة في قطاع غزة».

وقال المصدر، الذي لم تسمه القناة، إن «مصر تحذر من تفاقم الوضع الإنساني المتردي في غزة نتيجة العمليات الإسرائيلية في رفح بجنوب القطاع»، مؤكداً أن القاهرة تبذل جهوداً مكثفة مع مختلف الأطراف لاحتواء الوضع في قطاع غزة.

يأتي ذلك بينما نقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية، الثلاثاء، عن مصدر مطَّلع، لم تسمه، أن «مدير المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز سيعود إلى مصر لإجراء مزيد من المحادثات بشأن مفاوضات تبادل الأسرى بين (حماس) وإسرائيل».

وذكرت وزارة الخارجية القطرية أن «وفداً من الدوحة تَوَجَّهَ إلى القاهرة، الثلاثاء، لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة (حماس)»، كما نقلت «رويترز» عن مسؤول فلسطيني مطَّلع على جهود الوساطة قوله إن «وفداً من (حماس) قد يصل القاهرة، الثلاثاء أو الأربعاء، لبحث اتفاق لوقف إطلاق النار».

بينما قال مسؤول إسرائيلي كبير، الثلاثاء، إن «وفداً إسرائيلياً متوسط المستوى سيتوجه إلى مصر في الساعات المقبلة لتقييم مدى إمكان إقناع حركة (حماس) بتغيير موقفها إزاء أحدث عرض منها لوقف إطلاق النار». وأكد أن «العرض الحالي المقدم من (حماس) غير مقبول بالنسبة لإسرائيل»، وفق «رويترز».

وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن «الوفد مكون من مبعوثين متوسطي المستوى. وإذا تسنى التوصل إلى اتفاق حقيقي في المستقبل القريب، سيترأس كبار المسؤولين الوفد».

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، «سيطرته بالكامل» على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية. واتهمت حركة «حماس»، التي أعلنت، مساء الاثنين، قبولها مقترح الهدنة، إسرائيل بمحاولة «تقويض محادثات الهدنة الجارية في القاهرة من خلال تصعيد الهجوم».

وشدد وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال لقائه، الثلاثاء، مع المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان، على «موقف مصر الراسخ الداعي إلى ضرورة نزع فتيل الأزمة في قطاع غزة والحيلولة دون اتساع رقعة الصراع في المنطقة»، وفق إفادة رسمية للمتحدث باسم الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد.

وأكد شكري «الخطورة الجمة للوضع المتفجر في غزة، وعجز المجتمع الدولي عن منع إسرائيل من اقتحام رفح الفلسطينية»، مطالباً «الدول الكبرى والأطراف الفاعلة بأن تتخذ موقفاً أكثر قوة وتأثيراً، وعدم الاكتفاء بإصدار البيانات والنداءات».

وفي سياق التحركات المصرية، استقبل وزير الدفاع المصري الفريق أول محمد زكى، الثلاثاء، قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا، تناول اللقاء الأزمة الراهنة بقطاع غزة، وفق إفادة رسمية للمتحدث العسكري المصري.

وأكد وزير الدفاع المصري «أهمية تنسيق الجهود بين كل القوى الفاعلة في المجتمع الدولي للوصول إلى التهدئة، ووقف إطلاق النار، وتكثيف إنفاذ المساعدات عبر معبر رفح البري للتخفيف من الأزمة الإنسانية شديدة الصعوبة التي يواجهها الفلسطينيون».

وأثرت العملية العسكرية الإسرائيلية على سير المفاوضات. وقالت وزارة الخارجية المصرية، في إفادة رسمية الثلاثاء، إن العملية الإسرائيلية في مدينة رفح «تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل غزة».

ويرى نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، اللواء محمد إبراهيم الدويري، أن «إسرائيل كانت تعتزم تنفيذ عملية عسكرية في رفح، لإرضاء الرأي العام الداخلي، لكن تباطؤ حركة (حماس) في الرد على مقترح (الهدنة)، وعملية كرم أبو سالم، سرّع من التنفيذ». وأعرب الدويري في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، عن اعتقاده أن «تل أبيب لن تكمل الاجتياح الكامل للمدينة؛ لأن هناك ضغوطاً وضمانات أميركية ودولية».

ومنذ يناير (كانون الثاني) الماضي يسعى الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة إلى إنجاز هدنة مؤقتة في قطاع غزة، تصاعدت الآمال بعقدها في رمضان الماضي، قبل أن تخفق الجهود، وتصل المباحثات إلى طريق مسدودة، ثم تجدد الأمل مرة أخرى مع زيارة وفد أمني مصري إلى إسرائيل حاملاً مقترحاً جديداً بدعم من واشنطن.

وقال الدويري إن «المفاوضات ستستمر، لكن الاتفاق قد يستغرق وقتاً، حيث ستقدم إسرائيل ملاحظات على المقترح، يعود بها المفاوض إلى (حماس) بغية الوصول إلى توافق بين الطرفين وهو أمر ليس سهلاً». وأوضح أن «تل أبيب ستطالب بتعديلات جوهرية، وأن حجر الزاوية الرئيسي هو مطلب (حماس) بوقف دائم لإطلاق النار، وهو أمر لا يمكن أن تقبل به إسرائيل تحت أي ظرف».

ومن جانبه، قال خبير الشؤون الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور سعيد عكاشة، إن «أي اتفاق في ظل أوضاع متوترة، وينطوي على عبارات غامضة لن يصمد»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك خلافات على وقف إطلاق النار الدائم، وتغيير المصطلح من وقف دائم إلى تهدئة مستدامة لن ينفع».

وأضاف: «المباراة الآن بين إسرائيل و(حماس)، بشأن من يقول لا في النهاية، وتل أبيب تعلم أن هناك أموراً لن تقبلها (حماس)، ومن ثم تسعى لتضمينها للاتفاق». وأكد أن «عملية كرم أبو سالم كانت خطأً سياسياً من جانب (حماس)، استغلته إسرائيل».


ما مصير المساعدات بعد إحكام إسرائيل قبضتها على معبر «رفح»؟

معبر رفح أغلق أمام حركة الشاحنات (أرشيفية - الهلال الأحمر المصري)
معبر رفح أغلق أمام حركة الشاحنات (أرشيفية - الهلال الأحمر المصري)
TT

ما مصير المساعدات بعد إحكام إسرائيل قبضتها على معبر «رفح»؟

معبر رفح أغلق أمام حركة الشاحنات (أرشيفية - الهلال الأحمر المصري)
معبر رفح أغلق أمام حركة الشاحنات (أرشيفية - الهلال الأحمر المصري)

توقفت عملية إدخال المساعدات الإغاثية من مصر إلى قطاع غزة عبر معبر «رفح»، منذ مساء (الأحد)، مع التحركات العسكرية الإسرائيلية التي فرضت سيطرتها بالكامل على المعبر من الجانب الفلسطيني للمرة الأولى منذ عام 2005، بوقت تواصل فيه اصطفاف الشاحنات على الجانب المصري من المعبر على أمل العبور ودخول الأراضي الفلسطينية في أي لحظة.

ودانت الخارجية المصرية، في إفادة رسمية الثلاثاء، «العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، ورأت أن «هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمدون اعتماداً أساسياً على هذا المعبر»، الذي وصفته بـ«شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة».

وتوقفت عملية إدخال المساعدات عبر المعبر بشكل كامل، وفق مصدر بالهلال الأحمر المصري، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، والذي أكد أن «الشاحنات التي يفترض دخولها جاهزة وجرى الانتهاء منها، لكن المشكلة في العوائق الموجودة على الجانب الفلسطيني من المعبر والتي لا تسمح بإدخالها».

وأضاف: «جميع المسؤولين المعنيين بالمساعدات جاهزون، وهناك شاحنات إضافية جاهزة للوصول إلى قطاع غزة والخضوع لعملية التفتيش التي تجري»، لافتاً إلى «انتظارهم تعليمات أمنية بإدخال الشاحنات».

مساعدات دولية تصل إلى مطار العريش المصري (الهلال الأحمر المصري)

ومنذ بداية الأحداث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، يشكل معبر رفح البري النقطة الرئيسية في إدخال المساعدات لقطاع غزة براً، فيما أجرت السلطات المصرية تعديلات داخل المعبر للسماح بعبور الشاحنات، وهو المعبر الذي كان مقصوراً على دخول وخروج الفلسطينيين من القطاع إلى الجانب المصري.

ويشكل إدخال المساعدات عبر معبر رفح جزءاً مهماً من إجمالي المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة، وفق أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس الدكتور أيمن الرقب، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن إغلاق الطريق أمام المساعدات عبر معبري «رفح» و«كرم أبو سالم» يعني إعادة حصار قطاع غزة على غرار ما حدث في بداية العدوان.

وأضاف أن المشكلة الآن في نقص الاحتياجات داخل القطاع بشكل كبير، وهو الأمر الذي يستوجب إسقاط مزيد من المساعدات جواً، مع إدخال مساعدات عبر الممر البحري من قبرص، مع ضرورة إعادة تشغيل المعبرين بشكل سريع لكون النسبة الأكبر من المساعدات تدخل من خلالهما.

وشهدت الأيام الماضية انفراجة نسبية في أعداد الشاحنات التي تعبر قطاع غزة، مع تسجيل متوسط عبور يومي لأكثر من 300 شاحنة، مع إدخال مساعدات نوعية لم تكن تدخل للقطاع منذ بداية الحرب.

وتدخل مصر المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح من خلال الهلال الأحمر المصري ومنظمات الإغاثة، سواء المقدمة من الدولة المصرية أو التي تصل من الخارج عبر الموانئ المصرية ومطار العريش.

وتوقع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور سعيد عكاشة تراجع أعداد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن الجانب الإسرائيلي عادة ما كان يتسبب بتأخير الشاحنات في التفتيش، ومع الوضع الجديد يتوقع أن تزيد فترة تفتيش الشاحنات، وبالتالي تأخر وصول المساعدات الإغاثية للسكان في غزة.

وأضاف أن الأزمة الإنسانية نتيجة نقص المساعدات بدأت بالفعل في مناطق شرق رفح التي تشهد عمليات إسرائيلية مكثفة خلال الساعات الماضية، مؤكداً أن استمرار فتح المعبر من الجانب المصري سيكون عديم التأثير في الواقع، في ظل عدم نفاذ المساعدات للداخل الفلسطيني.

وفيما حمّل عكاشة إسرائيل مسؤولية إيصال المساعدات لتجنب حدوث مجاعة داخل قطاع غزة، تطرق أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس لأهمية ممارسة مزيد من الضغوط الدولية لإيصال المساعدات لسكان غزة، مؤكداً أن الأمر بحاجة لمزيد من التحرك الدولي لمنع حدوث كارثة إنسانية.

وأعلنت الأمم المتحدة، الثلاثاء، أن إسرائيل منعتها من الوصول إلى معبر رفح، وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم، وقال إن ذلك تسبب «في ضرر بالغ بالوضع الإنساني المتردي بالفعل»، وطالب إسرائيل بإعادة فتحهما على الفور.


تحرير أكثر من 100 مهاجر من الأسر جنوب شرقي ليبيا

مهاجرون غير شرعيين تم احتجازهم في طرابلس (أ.ب)
مهاجرون غير شرعيين تم احتجازهم في طرابلس (أ.ب)
TT

تحرير أكثر من 100 مهاجر من الأسر جنوب شرقي ليبيا

مهاجرون غير شرعيين تم احتجازهم في طرابلس (أ.ب)
مهاجرون غير شرعيين تم احتجازهم في طرابلس (أ.ب)

قال متحدث باسم قوة أمن ليبية، مساء الاثنين، إن ما لا يقل عن 107 مهاجرين، منهم نساء وأطفال، جرى تحريرهم من الأسر في بلدة بجنوب شرقي ليبيا.

وذكر وليد العرفي، المتحدث باسم الإدارة العامة للبحث الجنائي في بنغازي، أن المهاجرين، ووفقاً لما قاله بعضهم، احتُجزوا لمدة تصل إلى سبعة أشهر، وأنهم «كانوا يرغبون في الهجرة إلى أوروبا». وقال العرفي، بحسب ما أوردته وكالة «رويترز»، إن المهاجرين قادمون من دول مختلفة جنوب الصحراء الكبرى، إلا أن معظمهم من الصومال، مضيفاً: «بعد أن وردت إلينا معلومة عن وجود وكر للهجرة غير الشرعية وسط مدينة الكفرة. تم مداهمة المكان، فعثرنا على 107 مهاجرين غير شرعيين، نساء وأطفال ورجال وشيوخ عليهم آثار تعذيب، ومنهم من يوجد آثار رصاص في جسده... وحالة بعض المهاجرين الصحية سيئة جداً».

ونشرت الإدارة العامة للبحث الجنائي مقطع فيديو لقواتها وهي تهدم المنزل الذي كان المهاجرون محتجزين فيه. وتضمن مقطع آخر لقطات لمهاجرين وعلى أجسادهم آثار تعذيب. وشوهد عمال إغاثة وهم يحملون بعض المهاجرين نحو سيارة إسعاف.

وتظهر إحصاءات الأمم المتحدة أن ليبيا تؤوي 704369 مهاجراً من أكثر من 43 جنسية، بحسب بيانات جُمعت من 100 بلدية ليبية في منتصف عام 2023. وفي مارس (آذار) الماضي، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن إدارة البحث الجنائي عثرت على جثث 65 مهاجراً على الأقل في مقبرة جماعية بجنوب غربي ليبيا.


تونس توقف رئيسة جمعية تدافع عن المهاجرين السريين

مهاجرون سريون يقيمون بأحد المخيمات التي نصبوها في صفاقس انتظاراً لفرصة سانحة لركوب البحر للوصول إلى السواحل الأوروبية (إ.ب.أ)
مهاجرون سريون يقيمون بأحد المخيمات التي نصبوها في صفاقس انتظاراً لفرصة سانحة لركوب البحر للوصول إلى السواحل الأوروبية (إ.ب.أ)
TT

تونس توقف رئيسة جمعية تدافع عن المهاجرين السريين

مهاجرون سريون يقيمون بأحد المخيمات التي نصبوها في صفاقس انتظاراً لفرصة سانحة لركوب البحر للوصول إلى السواحل الأوروبية (إ.ب.أ)
مهاجرون سريون يقيمون بأحد المخيمات التي نصبوها في صفاقس انتظاراً لفرصة سانحة لركوب البحر للوصول إلى السواحل الأوروبية (إ.ب.أ)

قرّر القضاء التونسي الاحتفاظ برئيسة منظمة «منامتي» غير الحكومية التي تناهض العنصرية وتدافع عن حقوق المهاجرين بعد توقيفها، حسبما أفادت «الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان»، الثلاثاء. وقال رئيس الرابطة بسام الطريفي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، اليوم، الثلاثاء، بأنه صدر قرار بـ«الاحتفاظ بسعدية مصباح 5 أيّام على ذمة البحث»، بينما نقلت وسائل إعلام محلية أن الشرطة أوقفت سعدية مصباح ليل الاثنين- الثلاثاء، وأنه يجري التحقيق معها «في جرائم مالية».

ولم تتضح بعد أسباب القرار الذي جاء بعد ساعات من تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيّد، التي هاجم فيها منظمات تدافع عن حقوق المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء. وقال سعيّد أمس (الاثنين) خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي، إن «الجمعيات التي تتباكى اليوم وتذرف الدموع في وسائل الإعلام تتلقى بدورها أموالاً طائلة من الخارج»، مضيفاً أن «الذين يقومون على هذه الجمعيات أكثرهم خونة وعملاء، وعلى الهيئة المكلفة بالتحاليل المالية أن تقوم بدورها». ولم يتسنَّ لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» الحصول على تعليق من السلطات التونسية.

وأشار سعيّد مراراً إلى «التمويلات المشبوهة» للمنظمات الناشطة في بلاده، داعياً إلى التحقيق فيها.

كما أكد الرئيس التونسي مجدداً، أمس (الاثنين)، أن بلاده «لن تكون أرضاً لتوطين هؤلاء، وتعمل على ألا تكون معبراً لهم»، داعياً دول شمال المتوسط إلى «تحمل مسؤولياتها».

وطُرد كثير من المهاجرين غير القانونيين من منازلهم ووظائفهم، في الأشهر التي أعقبت خطاباً ألقاه سعيّد في فبراير (شباط) 2023، دان فيه وصول «جحافل من المهاجرين غير الشرعيين» من دول أفريقيا جنوب الصحراء، في إطار «مؤامرة لتغيير التركيبة الديموغرافية» للبلاد.

وتُمثِّل تونس إحدى أهم نقاط انطلاق المهاجرين غير النظاميين نحو السواحل الإيطالية، عبر البحر الأبيض المتوسط.