أكّد النائب بالبرلمان التونسي، ياسين المامي، في تصريحات صحافية أمس، أنّ هناك توجهاً لاعتماد سياسة تقسيط المياه، نظراً للشحّ المائي الذي تُعانيه البلاد التونسية، مؤكداً انقطاع مياه الشرب الصالح للشرب عن مناطق الحمامات، وعدد من المناطق الأخرى بولاية نابل، لليوم الرابع على التوالي.
وقال المامي إنّه تواصل مع مسؤولين بالشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه للاستفسار عن الأمر، فأكّدوا له أنّ سبب الانقطاع لا يعود لأشغال أو إشكاليات في التوزيع، بل لأن الشركة بدأت اعتماد سياسة تقسيط المياه، على اعتبار أنّ البلاد مهددة بالشحّ المائي، وفق قوله. واستنكر مامي عدم إعلام السكان قبل قطع المياه عنهم، وعدم توضيح الأسباب ومدّة استمرار القطع، قائلاً: «لقد تعطلت العديد من المرافق الأساسية... والمعلومة غائبة... وشركة استغلال وتوزيع المياه هي المسؤول الأول عن سياسات اقتصاد واستهلاك المياه وتنظيم حملات توعوية». مشدّداً على ضرورة أن توضح شركة استغلال وتوزيع المياه للمواطنين المناطق المعنيّة والمدة المحددة لقطع وتقسيط مياه الشُرب بالنسبة للفترة القادمة».
وتشير تقارير رسمية إلى أن مخزون المياه بالسدود التونسية لم يتجاوز إلى حدود مارس (آذار) الجاري 2023، 734 مليون متر مكعب، أي بنسبة امتلاء لا تتجاوز 31 في المائة بكامل سدود البلاد، في وقت بلغ فيه المعدل الوطني من المياه في اليوم نفسه خلال السنوات الثلاث الماضية 1263 مليون متر مكعب، وهو ما يمثل نقصاً في مخزونات المياه يبلغ قرابة 529 مليون متر مكعب. كما تبلغ كمية المياه المتوفرة اليوم بسدود الشمال التونسي، التي تمثل العمود الفقري للمياه في تونس، 671 مليون متر مكعب، وهو ما يمثل نسبة امتلاء لا تتجاوز 37 في المائة بعدما بلغت كمية المياه المتوفرة بهذه السدود الـ22 خلال اليوم نفسه من العام الماضي 1091 مليون متر مكعب. ووفقاً لهذه المعطيات أصبحت تونس مصنفة تحت خط الفقر المائي.
وحسب تصنيف الأمم المتحدة، فإن الدول التي يقل فيها نصيب الفرد عن ألف متر مكعب من المياه سنوياً تصنف كدول تشكو ندرة الموارد المائية، أما التي يقل فيها نصيب الفرد عن 500 متر مكعب سنوياً فهي دول تحت خط الفقر المائي.
وللعام السادس على التوالي تشهد تونس موجة جفاف غير مسبوقة، وارتفاعاً كبيراً في معدلات درجات الحرارة، وتراجعاً حاداً في نسبة التساقطات، مما جعل السدود الآن في وضع كارثي، ليطفو على السطح مرة أخرى الحديث عن إمكانية اللجوء إلى تقسيط مياه الشرب خلال الصيف المقبل، بعد وقف توزيع مياه الري في بعض المناطق الفلاحية، ومنع بعض الزراعات المستهلكة للمياه منذ شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وكانت جامعة الدول العربية قد جددت أول من أمس نداءها بتسليط مزيد من الضوء والاهتمام على الوضع المائي العربي، الذي تشهد مؤشراته تدهوراً مقلقاً، وذلك في بيان بمناسبة اليوم العالمي للمياه، الذي يتزامن هذه السنة مع انطلاق أعمال المؤتمر الدولي للمياه المنعقد حالياً في نيويورك. وقالت الجامعة في بيانها إن ما يقرب من 370 مليون مواطن عربي لا يزالون يعانون من شح المياه، ويستهلكون كميات أقل من المعدل العالمي المتعارف عليه. موضحة أنه لا يزال ما يربو على 40 مليون مواطن محرومين من هذا الحق الأساسي، ونبهت إلى آثار نقص الأمطار التي أدت إلى تدهور 60 في المائة من الأراضي العربية بشكل خطير.
بعد الأزمة الاقتصادية الخانقة... تونس بلا ماء لـ4 أيام
عودة الحديث عن إمكانية تقسيط مياه الشرب خلال الصيف المقبل
بعد الأزمة الاقتصادية الخانقة... تونس بلا ماء لـ4 أيام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة