ماذا تعني موافقة الصين على أول لقاح محلي لـ«كورونا» بتقنية «الرنا مرسال»؟

بعد رفض منتجات شبيهة لشركات أجنبية

لقاحات «الرنا مرسال» تدرب خلايا الجسم على تصنيع قطعة صغيرة غير ضارة من الفيروس (غيتي)
لقاحات «الرنا مرسال» تدرب خلايا الجسم على تصنيع قطعة صغيرة غير ضارة من الفيروس (غيتي)
TT

ماذا تعني موافقة الصين على أول لقاح محلي لـ«كورونا» بتقنية «الرنا مرسال»؟

لقاحات «الرنا مرسال» تدرب خلايا الجسم على تصنيع قطعة صغيرة غير ضارة من الفيروس (غيتي)
لقاحات «الرنا مرسال» تدرب خلايا الجسم على تصنيع قطعة صغيرة غير ضارة من الفيروس (غيتي)

منذ أصبحت اللقاحات التي تستخدم تقنية «الرنا مرسال»، والتي أنتجتها شركتا «فايزر - بيونتك» و«موديرنا»، متاحة في الأسواق، كانت الصين ترفض إعطاءها الضوء الأخضر للاستخدام، في التحصين ضد فيروس «كورونا المستجد»، المسبب لمرض «كوفيد 19».
وكان المبرر الذي يردده الخبراء حينها، هو أن الصين لا تثق في تلك التقنية، وتعتمد بشكل أساسي على لقاحات محلية تستخدم تقنية تم تجربتها لعقود، وهي الفيروس المقتول أو المعطل، غير أن بكين أعطت مؤخرا موافقتها على لقاح محلي يستخدم تقنية «الرنا مرسال»، وهو ما أثار تساؤلات عن أسباب هذا التحول.
وقالت شركة «سي إس بي سي فارماسيوتيكال» الصينية، المنتجة للقاح في بيان، الأربعاء، إنه تمت الموافقة عليه «للاستخدام في حالات الطوارئ» من قبل الجهة المنظمة للصحة في بكين. وأوضحت الشركة أن اللقاح أظهر فعالية عالية في تجربة استخدم فيها كجرعة معززة للأشخاص الذين تم إعطاؤهم أنواعا أخرى من اللقاحات.
يقول تامر سالم، أستاذ الفيروسات بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا بمصر لـ«الشرق الأوسط»، إن «الرفض الصيني لتلك التقنية في البداية لم يكن لانعدام الثقة بها، لكن من الواضح أن بكين تدير أزمة جائحة (كوفيد 19) بشكل لا يخلو من الاقتصاد. فلم تكن تريد إغراق السوق المحلية بلقاحات أميركية على حساب منتجها الوطني، ولكن عندما أصبح المنتج الوطني متاحا، لم تكن هناك مشكلة في الموافقة».
ويضيف سالم أن «لقاحات (الرنا مرسال) تحقق مزايا تفوق لقاحات الفيروس المقتول أو المعطل، من حيث الفعالية المناعية، والتي أثبتتها العديد من الدراسات، بالإضافة إلى سرعة الإنتاج، وهي مزايا من المؤكد أن بكين أدركت أهميتها».
وتضع اللقاحات التقليدية فيروسا ضعيفا أو معطلا في جسمك لتحفيز الاستجابة المناعية، بينما لقاحات «الرنا مرسال» مختلفة، حيث تدرب خلاياك على كيفية صنع قطعة صغيرة غير ضارة من الفيروس لتحفيز استجابة مناعية داخل أجسامنا.
وبينما تتطلب اللقاحات التقليدية عادةً زراعة كميات كبيرة من الفيروسات المعدية ثم تعطيلها، وهي عملية قد تستغرق أسابيع أو شهورا، فإنه يمكن تصميم لقاحات «الرنا مرسال» واختبارها وإنتاجها بكميات كبيرة بسرعة، كما أنها أكثر أمانا، لأنها لا تحتوي على فيروسات حية.
يقول سالم: «بسبب هذه المزايا، فإن الصين دفعت وبشكل كبير في اتجاه امتلاك شركاتها الوطنية لتلك التقنية».
ويُعتقد على نطاق واسع أن نقص التطعيمات أدى إلى المزيد من الإصابات والوفيات الشديدة بعد الإغلاق المفاجئ وقواعد الحجر الصحي الإلزامي التي تم إسقاطها فجأة في ديسمبر (كانون الأول). وقالت شركات الأدوية الصينية الأخرى، بما في ذلك «كانسينو بيولوجيكس»، في وقت سابق، إنها تعمل على تطوير جرعات تستند إلى «الرنا مرسال» لمساعدة البلاد على سد فجوة التحصين.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

العالم زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من التصريحات بشأن مكالمة هاتفية جرت أخيراً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في كييف، الجمعة، بعد يومين من الاتصال الهاتفي، إنه خلال المكالمة، تحدث هو وشي عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها «بما في ذلك شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا على البحر الأسود)» وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

تبرأت الصين، اليوم (الجمعة)، من اتهامات وجهها خبراء من الأمم المتحدة بإجبارها مئات الآلاف من التيبتيين على الالتحاق ببرامج «للتدريب المهني» تهدد هويتهم، ويمكن أن تؤدي إلى العمل القسري. وقال خبراء في بيان (الخميس)، إن «مئات الآلاف من التيبتيين تم تحويلهم من حياتهم الريفية التقليدية إلى وظائف تتطلب مهارات منخفضة وذات أجر منخفض منذ عام 2015، في إطار برنامج وُصف بأنه طوعي، لكن مشاركتهم قسرية». واكدت بكين أن «التيبت تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية وموحّدة دينياً ويعيش الناس (هناك) ويعملون في سلام». وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن «المخاوف المز

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

أثار كتاب التاريخ لتلاميذ المدارس الصينيين الذي يذكر استجابة البلاد لوباء «كورونا» لأول مرة نقاشاً على الإنترنت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). يتساءل البعض عما إذا كان الوصف ضمن الكتاب الذي يتناول محاربة البلاد للفيروس صحيحاً وموضوعياً. أعلن قادة الحزب الشيوعي الصيني «انتصاراً حاسماً» على الفيروس في وقت سابق من هذا العام. كما اتُهمت الدولة بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا». بدأ مقطع فيديو قصير يُظهر فقرة من كتاب التاريخ المدرسي لطلاب الصف الثامن على «دويين»، النسخة المحلية الصينية من «تيك توك»، ينتشر منذ يوم الأربعاء. تم تحميله بواسطة مستخدم يبدو أنه مدرس تاريخ، ويوضح

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
TT

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن استراتيجية بديلة تلجأ إليها الخفافيش عندما تفقد قدرتها على السمع، وهي حاسة أساسية تستخدمها للتوجيه عبر تقنية الصدى الصوتي.

وأوضح الباحثون من جامعة جونز هوبكنز أن النتائج تثير تساؤلات في إمكانية وجود استجابات مشابهة لدى البشر أو الحيوانات الأخرى، مما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات المستقبلية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Current Biology).

وتعتمد الخفافيش بشكل أساسي على حاسة السمع للتنقل والتواصل عبر نظام تحديد المواقع بالصدى (Echolocation)، إذ تُصدر إشارات صوتية عالية التّردد وتستمع إلى صدى ارتدادها عن الأشياء المحيطة لتحديد موقعها واتجاهها. وتعد هذه القدرة إحدى الحواس الأساسية لها.

وشملت الدراسة تدريب الخفافيش على الطيران في مسار محدد للحصول على مكافأة، ومن ثم تكرار التجربة بعد تعطيل مسار سمعي مهمٍّ في الدماغ باستخدام تقنية قابلة للعكس لمدة 90 دقيقة.

وعلى الرغم من تعطيل السمع، تمكنت الخفافيش من إتمام المسار، لكنها واجهت بعض الصعوبات مثل التصادم بالأشياء.

وأوضح الفريق البحثي أن الخفافيش تكيفت بسرعة بتغيير مسار طيرانها وزيادة عدد وطول إشاراتها الصوتية، مما عزّز قوة الإشارات الصدوية التي تعتمد عليها. كما وسّعت الخفافيش نطاق الترددات الصوتية لهذه الإشارات، وهي استجابة عادةً ما تحدث للتعويض عن الضوضاء الخارجية، لكنها في هذه الحالة كانت لمعالجة نقص داخلي في الدماغ.

وأظهرت النتائج أن هذه الاستجابات لم تكن مكتسبة، بل كانت فطرية ومبرمجة في دوائر الدماغ العصبية للخفافيش.

وأشار الباحثون إلى أن هذه المرونة «المذهلة» قد تعكس وجود مسارات غير معروفة مسبقاً تعزّز معالجة السمع في الدماغ.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة سينثيا موس، من جامعة جونز هوبكنز: «هذا السلوك التكيفي المذهل يعكس مدى مرونة دماغ الخفافيش في مواجهة التحديات».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن النتائج قد تفتح آفاقاً جديدة لفهم استجابات البشر والحيوانات الأخرى لفقدان السمع أو ضعف الإدراك الحسي.

ويخطط الفريق لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة مدى تطبيق هذه النتائج على الحيوانات الأخرى والبشر، واستكشاف احتمال وجود مسارات سمعية غير معروفة في الدماغ يمكن أن تُستخدم في تطوير علاجات مبتكرة لمشكلات السمع لدى البشر.