حمدوك الأكثر حظاً لرئاسة الحكومة السودانية رغم زهده بالمنصب

تداول أسماء مرشحين بينهم قادة كبار في «الحرية والتغيير»

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
TT

حمدوك الأكثر حظاً لرئاسة الحكومة السودانية رغم زهده بالمنصب

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)

يثير منصب رئيس الوزراء المدني جدلاً كبيراً بين السودانيين، مع اقتراب الموعد المقطوع لتشكيل الحكومة الانتقالية المدنية، ففيما لا يزال ائتلاف المعارضة الموقع للاتفاق الإطاري مع العسكريين «الحرية والتغيير»، يقول إنه اتفق على معايير وآليات الاختيار، لم يشرع بعد في طرح «أسماء» للمنصب، فيما يتوقع أن يعكف التحالف قريباً لتسمية مرشحه لرئاسة الوزارة ورئيس مجلس السيادة، بينما يتداول الشارع السياسي عدة أسماء، أبرزها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك.
وقال المتحدث باسم العملية السياسية، خالد عمر يوسف، لـ«الشرق الأوسط»، إن الأطراف المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري اتفقت على معايير وآليات اختيار رئيس الوزراء وشاغلي مواقع المستوى السيادي المحدود، ووصف ذلك بـ«الخطوة الكبيرة في اتجاه وضع أسس إنجاز هذه المهمة في التوقيت المناسب».
وأوضح يوسف أن تحالفه لم يشرع بعد في تداول «أسماء مرشحين»، وأنه يركز على «حل القضايا المتبقية في العملية السياسية»، بما يمكّن من الوصول لاتفاق نهائي في التوقيت المضروب للتوقيع مطلع أبريل (نيسان) المقبل، وتابع: «عقب ذلك لن تكون قضية اختيار الأشخاص معضلة كبيرة، طالما اتفقت الأطراف مسبقاً على المعايير والآليات».
ويتم على نطاق واسع تداول أسماء كل من المحامي الناشط في تجمع المهنيين «طه عثمان»، الذي يعد أحد «عرّابي» العملية السلمية، والذي أسهم بشكل كبير في المفاوضات بين المدنيين والعسكريين، ولعب دوراً محورياً في الوصول لتوقيع الاتفاق الإطاري، ولكن لا يبدو أن حظوظه «كبيرة» لكونه لا ينتمي لتيار سياسي محدد يوفر له الإسناد اللازم، لكن في حال التوافق على رئيس وزراء «مستقل» فسيكون أحد الخيارات ذات الحظوة.
ويتداول أيضاً اسم وزير المالية السابق في الحكومة الانتقالية الأولى «إبراهيم البدوي»، وينتظر أن يجد الرجل ذو العلاقات الدولية والاقتصادية الواسعة تأييداً من حزب الأمة القومي، باعتباره أحد كوادره القيادية المهاجرة، لكنه يواجه منافسة من القيادي في الحزب نفسه «بشير عمر فضل الله»، الذي عقد مؤتمراً صحافياً في الخرطوم، أعلن خلاله ترشيح نفسه للمنصب، وزعم فيه أنه مدعوم من سودانيّي المهاجر، فيما يتداول أيضاً اسم رئيس حزب المؤتمر السوداني «عمر الدقير»، ووزير العدل السابق «نصر الدين عبد الباري»، لكن حظوظهما تراجعت في الآونة الأخيرة.
وكان المحامي البارز «عادل عبد الغني» قد أعلن هو الآخر قبل عدة أشهر ترشحه لرئاسة الوزارة، وقال إنه مدعوم من مجموعات المزارعين والرعاة ومجموعة من لجان المقاومة، وإنه يجري اتصالات مع قوى سياسية لدعم ترشحه للمنصب، بيد أن حظوظ الرجل «تكاد تكون معدومة»، فالرجل اشتهر بالقرب من الرئيس الأسبق جعفر النميري، ورشح نفسه في وقت مبكر، ما عدّ وقتها أنه يقدم نفسه للعسكر ليفرضوه على المنصب.
ويجري تداول اسم رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك بكثافة بين الشرائح الشعبية وعامة المواطنين الذين يتمنون عودته لمنصبه، ويرونه مخرجاً للبلاد من أزمتها الراهنة، في ظل احتمالات عدم توافق الموقعين على الاتفاق الإطاري على «اسم».
وتتناقل تسريبات أنه المرشح المفضل للمجتمعين الدولي والإقليمي، وتذكر مجالس الخرطوم أن كلاً من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، يتناسيان التصعيد والحرب الكلامية الساخنة بينهما عندما يتوقف الأمر عند «حمدوك»، وتناقلت مجالس الخرطوم أنهما التقياه «سراً»، كلاً على حدة، إبان زيارتيهما الأخيرتين لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث ظل يقيم منذ استقالته في يناير (كانون الثاني) 2022.
وقال المحلل السياسي محمد لطيف لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن حمدوك يعد المرشح الأفضل والأوفر حظاً في ظل التعقيدات الكثيرة والتباين الواضح في المشهد السياسي، وأضاف: «حمدوك هو الأوفر حظاً لتولي المنصب، لأنه حصل على إجماع شعبي شبه كامل»، إضافة إلى كونه خطا خطوات عملية كبيرة في إصلاح علاقات السودان بالمجتمع الدولي «كادت تؤتي أكلها»، واستطرد: «حتى الآن لم تبرز أي شخصية مؤثرة تجد القبول والعلاقات التي يجدها حمدوك».
ووصف لطيف حمدوك بـ«السياسي الاستثناء» الذي لم يمارس أي شكل من أشكال الاستعلاء أو المهاترة، وتابع: «ظل الرجل حريصاً على سلوكه، وقدم خطاباً سياسياً رفيعاً غير مشهود في التاريخ السوداني، ما يجعل منه الأوفر حظاً»، وأضاف مؤكداً: «لا يوجد في الوقت الحالي بديل لحمدوك لتولي رئاسة الوزارة».
لكن حمدوك نفسه أبدى زهده في العودة لمنصبه، ووفقاً لما ذكره مدير مكتبه السابق علي بخيت، في تصريحات سابقة، فإنه «لا يرغب البتة» في العودة مجدداً، بيد أنه مستعد لتقديم المساعدات كافة لرئيس الوزراء الذي يختاره السودانيون وحكومته. وفي الوقت نفسه، لا يحبذ عدد من قادة ائتلاف «الحرية والتغيير» عودته بسبب خلافات وملاحظات يبدونها على أدائه خلال رئاسته للوزارة. وأيضاً، تسربت معلومات أن حزب الأمة القومي، أحد أكبر أحزاب التحالف، وقوى أخرى داخله، ترغب في عودة الرجل إلى مكتبه، باعتباره الحل الأمثل. واتفق المدنيون والعسكريون، الموقعون على الاتفاق الإطاري، على توقيع اتفاق نهائي، مطلع أبريل المقبل، وتوقيع «دستور انتقالي» في السادس منه، وتشكيل الحكومة في اليوم الحادي عشر من الشهر نفسه، ما رفع من وتيرة التكهنات والتحليلات، حسب توجهاتها، التي تحاول أن تضع اسماً أمام الكاميرا مرشحاً للمنصب المهم.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

السودان: قصف عنيف وتعزيزات... بعد انهيار الهدنة

دخان متصاعد فوق جنوب الخرطوم جراء الاشتباكات الاثنين الماضي (أ.ف.ب)
دخان متصاعد فوق جنوب الخرطوم جراء الاشتباكات الاثنين الماضي (أ.ف.ب)
TT

السودان: قصف عنيف وتعزيزات... بعد انهيار الهدنة

دخان متصاعد فوق جنوب الخرطوم جراء الاشتباكات الاثنين الماضي (أ.ف.ب)
دخان متصاعد فوق جنوب الخرطوم جراء الاشتباكات الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، أمس (الجمعة)، معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة، وعادت أصوات المدفعية، والقصف الجوي، تدوي في أعقاب انهيار الهدنة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني الذي استقدم تعزيزات إلى العاصمة، غداة فرض واشنطن عقوبات على طرفي النزاع.

وأكد شهود سماع «أصوات قصف مدفعي في محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون» بضاحية أم درمان، ومنطقة اللاماب غرب العاصمة.

وفيما يبدو تمهيداً لتصعيد إضافي محتمل في أعمال العنف، أعلن الجيش أمس، استقدام تعزيزات للمشاركة «في عمليات منطقة الخرطوم المركزية». ويشير مراقبون إلى أن الجيش يعتزم «شن هجوم واسع قريباً (ضد قوات الدعم السريع)، ولهذا انسحب» من المفاوضات في جدة.

وحث الجيش السوداني، أمس، الوساطة التي تقودها السعودية وأميركا، على مواصلة جهودها في إقناع الطرف الآخر بتنفيذ شروط الهدنة ووقف إطلاق النار، حسب بيان للناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية.

من جهته، رأى وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق لـ«الشرق الأوسط»، أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على السودان، الخميس، يتأثر بها الشعب السوداني وليس القوى المتحاربة. وقال الصادق في أول تصريح صحافي له منذ بداية الحرب، إن «العقوبات تؤثر على الشعب وليس الأطراف المتحاربة»، مضيفاً أن «موقف السودان من العقوبات ورد في تصريحات سفيرنا في واشنطن».

وكان سفير السودان في واشنطن محمد عبد الله إدريس، قد أعلن رفض حكومته لمبدأ فرض العقوبات، وعدّها «سلاحاً مسموماً، جرب من قبل على السودان وغير السودان ويؤثر على الشعوب ودمر شعوباً في المنطقة العربية والإسلامية». وقال لوسائل إعلام عربية: «نحن نرفض مبدأ العقوبات... الولايات المتحدة لها صفة مسهل (وسيط)، فبأي منطق يفرض المسهل عقوبات على الأطراف؟».


مقتل 6 إثر اصطدام قطار بـ«توك توك» في شمال مصر

مركبة صغيرة بـ3 عجلات «توك توك» (أرشيفية - أ.ف.ب)
مركبة صغيرة بـ3 عجلات «توك توك» (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

مقتل 6 إثر اصطدام قطار بـ«توك توك» في شمال مصر

مركبة صغيرة بـ3 عجلات «توك توك» (أرشيفية - أ.ف.ب)
مركبة صغيرة بـ3 عجلات «توك توك» (أرشيفية - أ.ف.ب)

قال مصدر أمني بمديرية أمن البحيرة، وآخر طبي بهيئة الإسعاف المصرية اليوم (الجمعة)، إن 6 أشخاص بينهم 3 أطفال، لقوا حتفهم إثر اصطدام قطار بضائع بمركبة صغيرة بـ3 عجلات (توك توك) في شمال مصر.

وأضاف المصدران أن الحادث أسفر أيضاً عن إصابة شخصين جرى نقلهما إلى مستشفى البحيرة لتلقي الرعاية الصحية اللازمة.

وأوضح المصدران، لوكالة «رويترز»، أن الحادث وقع لدى عبور «التوك توك» من مزلقان أبو المطامير في محافظة البحيرة في توقيت خاطئ، مما أدى لاصطدام القطار الذي كان متجهاً إلى الإسكندرية به.


موريتانيا: المعارضة تطالب بمعاقبة مسؤولين عن «قتل» مواطنين وإعادة الانتخابات

جانب من احتجاجات غاضبة في نواكشوط (الشرق الأوسط)
جانب من احتجاجات غاضبة في نواكشوط (الشرق الأوسط)
TT

موريتانيا: المعارضة تطالب بمعاقبة مسؤولين عن «قتل» مواطنين وإعادة الانتخابات

جانب من احتجاجات غاضبة في نواكشوط (الشرق الأوسط)
جانب من احتجاجات غاضبة في نواكشوط (الشرق الأوسط)

طالبت أحزاب المعارضة الكبرى في موريتانيا، اليوم، بفرض عقوبات على المسؤولين الأمنيين المعنيين بـ«تكرار قتل المواطنين، وإنزال أشد العقوبات على مرتكبي جرائم القتل وممارسات التعذيب»، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية. جاء ذلك في بيان مشترك أصدرته أحزاب «اتحاد قوى التقدم»، و«التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)»، و«التحالف الشعبي التقدمي»، و«الجبهة الجمهورية للوحدة والديمقراطية»، إضافة إلى «تكتل القوى الديمقراطية»، وحزب «الصواب».

وطالبت هذه الأحزاب كذلك بـ«التصدي للاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وتخريبها».

وقالت أسرة مواطن موريتاني توفي في ظروف لا تزال غامضة، بعد أن اعتقلته الشرطة في العاصمة نواكشوط، إنها لن تقوم بإجراءات دفنه ما لم تتسلم التقرير النهائي للطب الشرعي، الذي أجراه طبيب مغربي مختص استُقدم بشكل خاص لإجراء العملية لتحديد أسباب وفاة الضحية.

وأكدت عائلة الشاب الموريتاني القتيل عمر ديوب، الذي أسفرت وفاته عن اندلاع احتجاجات وأعمال شغب، في بيان لها، اليوم (الجمعة)، أنها تصر على «كشف الحقيقة، وإنفاذ القانون والعدالة للضحية».

وكانت النيابة في محكمة نواكشوط قد قالت، في بيان، إن «المبررات القانونية لحفظ جثمان الشاب عمر ديوب انتهت، وأصبح بإمكان عائلته دفنه، مع مراعاة الترتيبات اللازمة».

وأسفرت الاحتجاجات وأعمال الشغب، التي رافقتها للمطالبة بالتحقيق في وفاة عمر ديوب، عن مقتل متظاهر في مدينة «بوكي» جنوب البلاد برصاص الشرطة، وقال وزير الداخلية إنه توفي أثناء محاولة اقتحام مركز الشرطة في هذه المدينة.

وتصر عائلة القتيل محمد الأمين ولد صنب على تسلم تقرير رسمي يحدد سبب وملابسات مقتله.

كما دعت أحزاب المعارضة السلطات إلى «تقييم خطورة الأزمات التي تمر بها البلاد»، وجددت مطالبتها في هذا السياق بإعادة الانتخابات برمتها بطريقة توافقية، قصد استرجاع الثقة بين الفرقاء السياسيين، وضمان حسن سير المؤسسات.

وطالبت الأحزاب بحل لجنة الانتخابات، والقيام بإصلاح شامل للنظام الانتخابي على أسس مقبولة، مذكّرة بالتزوير والفساد اللذين عمّا المسار الانتخابي من بدايته حتى نهايته. ورفضت هذه الأحزاب، ومعها أحزاب موالية، نتائج الانتخابات التشريعية والجهوية والبلدية الأخيرة، ووصفتها بأنها «مزورة».


مبادرة مصرية - قطرية لإغاثة الشعب السوداني

تميم خلال استقبال السيسي في الدوحة سبتمبر الماضي (الديوان الأميري القطري على «تويتر»)
تميم خلال استقبال السيسي في الدوحة سبتمبر الماضي (الديوان الأميري القطري على «تويتر»)
TT

مبادرة مصرية - قطرية لإغاثة الشعب السوداني

تميم خلال استقبال السيسي في الدوحة سبتمبر الماضي (الديوان الأميري القطري على «تويتر»)
تميم خلال استقبال السيسي في الدوحة سبتمبر الماضي (الديوان الأميري القطري على «تويتر»)

اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، على إطلاق مبادرة مشتركة لـ«دعم وإغاثة الشعب السوداني». وتهدف المبادرة إلى «التخفيف من آثار وتداعيات الأزمة الراهنة على الأشقاء السودانيين، خصوصاً اللاجئين، من خلال تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية لهم، على أن تتولى الجهات المعنية في الدولتين وضع الأطر والآليات التنفيذية ذات الصلة».

وشدد السيسي، والشيخ تميم، الجمعة، على «أهمية العمل المكثف لاحتواء الأوضاع الإنسانية بالسودان». وأكدا «أهمية العمل لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى السودان».

وأجرى الرئيس المصري اتصالاً هاتفياً مع الشيخ تميم، مساء الجمعة، حيث تناول الاتصال «سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ودعمها وتطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى استعراض آخر مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، لا سيما في السودان».

ووفق إفادة للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، مساء الجمعة، فإن «الزعيمين شددا خلال الاتصال الهاتفي على أهمية العمل المٌكثف لاحتواء الأوضاع الإنسانية بالسودان، وتسهيل انسياب المساعدات الإغاثية وتجنيب المدنيين تداعيات القتال».

ومنذ اندلاع الحرب في السودان، أجرت مصر اتصالات مُكثفة مع الأطراف المعنية في محاولة لحل الأزمة. وتؤكد القاهرة «الجهود التي تبذلها القيادة المصرية لتهيئة المناخ لـ(الحوار السلمي) واستكمال المرحلة الانتقالية في السودان، لتجنيب الشعب السوداني الشقيق المخاطر الإنسانية المتفاقمة للنزاع».

تميم خلال استقبال السيسي في الدوحة سبتمبر الماضي (الديوان الأميري القطري على «تويتر»)

وفي وقت سابق، أكدت وزارة الخارجية المصرية «موقف مصر الثابت والمُعلن منذ اليوم الأول للأزمة السودانية، والداعي إلى ضرورة الوقف (الفوري) لإطلاق النار، حفاظاً على دماء أبناء الشعب السوداني الشقيق، وأهمية التزام جميع الأطراف بتثبيت الهدنة وعدم خرقها، لإتاحة الفرصة لعمليات الإغاثة الإنسانية وتضميد الجراح وبدء حوار جاد يستهدف حل الخلافات القائمة».

وتشير القاهرة دائماً إلى «قلقها (البالغ) من استمرار الوضع الحالي في السودان». وتؤكد أنها «لن تألو جهداً في سبيل مساعدة الأشقاء بالسودان على تجاوز تلك المحنة، انطلاقاً من إيمانها الراسخ بوحدة المصير والتاريخ المشترك بين شعبي وادي النيل».

وزار الرئيس المصري، الدوحة، في سبتمبر (أيلول) الماضي، تلبية لدعوة الشيخ تميم. وبحث السيسي وتميم حينها «العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك»، وفق بيان رئاسي مصري.


السيسي يؤكد اعتزاز القاهرة بالشراكة «الاستراتيجية الوثيقة» مع واشنطن

السيسي وقرينته خلال استقبال جيل بايدن في القاهرة (الرئاسة المصرية)
السيسي وقرينته خلال استقبال جيل بايدن في القاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يؤكد اعتزاز القاهرة بالشراكة «الاستراتيجية الوثيقة» مع واشنطن

السيسي وقرينته خلال استقبال جيل بايدن في القاهرة (الرئاسة المصرية)
السيسي وقرينته خلال استقبال جيل بايدن في القاهرة (الرئاسة المصرية)

أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن «اعتزاز بلاده بالشراكة (الاستراتيجية الوثيقة) و(الممتدة) منذ عقود مع الولايات المتحدة». جاء ذلك خلال استقبال الرئيس المصري وقرينته (الجمعة) قرينة رئيس الولايات المتحدة، جيل بايدن، التي تقوم بزيارة لمصر لمدة يومين. ومن المقرر أن تبحث قرينة الرئيس الأميركي في القاهرة الاستثمارات الأميركية لدعم التعليم.

ووفق إفادة للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، فإن قرينة الرئيس المصري، السيدة انتصار السيسي، استقبلت في مطار القاهرة الدولي (الجمعة) السيدة الأميركية الأولى، في مستهل زيارتها لمصر. وأضاف فهمي أن الرئيس السيسي وقرينته رحبا بالسيدة الأميركية الأولى بقصر الاتحادية الرئاسي (شرق القاهرة)؛ حيث نقل الرئيس السيسي تحياته للرئيس الأميركي جو بايدن.

من جانبها، نقلت السيدة الأميركية الأولى تحيات الرئيس بايدن، إلى الرئيس السيسي، مشيدة بـ«حسن الاستقبال وكرم الضيافة في مصر»، معربة عن «تقدير الولايات المتحدة حكومة وشعباً لمصر».

وكانت السفارة الأميركية بالقاهرة قد ذكرت في بيان صحافي (مساء الخميس) أن «مصر تعد المحطة الثانية لجولة جيل بايدن، التي تستمر لمدة أسبوع، وتشمل أربع دول في المنطقة، وبدأت في الأردن».

وأضاف بيان السفارة «من خلال زيارة جيل بايدن إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ستواصل السيدة الأميركية الأولى البناء على عملها لتمكين الشباب، وإعادة التأكيد على التزام الولايات المتحدة بتعزيز الشراكات وتعزيز الأولويات المشتركة في المنطقة». وأوضحت السفارة أن «جيل بايدن ستلتقي خلال الزيارة في مصر، شخصيات نسائية وشبابية، وتسلط الضوء على الاستثمارات الأميركية التي تهدف إلى دعم مبادرات التعليم، وزيادة الفرص الاقتصادية».


الجزائريون يتخوفون من تساقطات مطرية كبيرة بدءاً من ليلة الجمعة

الجزائريون يتخوفون من أن تسبب التساقطات الكثيرة خسائر كبيرة (رويترز)
الجزائريون يتخوفون من أن تسبب التساقطات الكثيرة خسائر كبيرة (رويترز)
TT

الجزائريون يتخوفون من تساقطات مطرية كبيرة بدءاً من ليلة الجمعة

الجزائريون يتخوفون من أن تسبب التساقطات الكثيرة خسائر كبيرة (رويترز)
الجزائريون يتخوفون من أن تسبب التساقطات الكثيرة خسائر كبيرة (رويترز)

يتخوف سكان وسط وشرق الجزائر من نتائج تساقطات مطرية، أعلن أنها ستكون مهمة بدءاً من ليل الجمعة إلى ظهر السبت، وذلك بعد أسبوع من وفاة شخصين وخسائر كبيرة في الأملاك الخاصة والمرافق العامة والبنية التحتية، خلفتها سيول جارفة بمحافظتي تيبازة (وسط)، والطارف بأقصى شرقي البلاد.

وذكرت مصالح الأرصاد الجوية، في بيان الجمعة، أن أمطاراً غزيرة ستسقط بالولايات الشمالية للجزائر، وتوقعت أن تتراوح كمياتها بين 20 و40 ملّيمتراً، خصوصاً في محافظات برج بوعريريج وسطيف، وميلة وقسنطينة وقالمة، بشرق البلاد. والكميات نفسها ستعرفها محافظات سوق أهراس وأم البواقي وباتنة، وخنشلة وتبسة، بأقصى الشرق إلى الحدود مع تونس. ووفق البيان ذاته، ستطال التقلبات الجوية محافظات تيبازة وعين الدفلى والبليدة، والمدية والجزائر العاصمة وبومرداس، والبويرة تيزي وزو وبجاية، وهي مناطق تقع بالوسط الغربي والشرقي للجزائر.

وبدءاً من التاسعة من ليل الجمعة إلى الثالثة بعد ظهر السبت، تتوقع مصالح الأرصاد الجوية، تساقط أمطار رعدية غزيرة مرفوقة ببرد، تتراوح كميتها بين 20 و40 مليمتراً، وقد تتعدى 50 مليمتراً، وذلك في محافظات تلمسان (أقصى الغرب) وعين تموشنت ووهران، ومستغانم والشلف وسيدي بلعباس ومعسكر، وسعيدة وغيليزان وتيارت، وتيسمسيلت (غرب) وشمال الجلفة (جنوب).

وشهدت مناطق بالبلاد بين 24 و25 مايو (أيار) الماضي، تهاطل أمطار غزيرة تسببت في سيول جارفة وفيضان أودية، وفق ما أعلنته وزارة الداخلية.

وخلف سوء الأحوال مقتل شخصين؛ هما: طفلة في سن السابعة في قالمة (500 كيلومتراً شرق)، جرفتها مياه الأمطار قرب منزلها، وطفل في التاسعة بتيبازة (50 كيلمتراً غرب) سقطت عليه جدران ملعب.

كما تسببت في أضرار كبيرة بمنازل ومرافق عامة، فيما أعلن وزيرا الداخلية والتضامن خلال نزولهما إلى المناطق المنكوبة، تخصيص مساعدات مادية للأشخاص المتضررين. وتضمنت حصيلة الداخلية، بخصوص نتائج الأمطار التي سقطت الأسبوع الماضي، وقف الحركة بطرق عدة اجتاحتها مياه الوديان، وأنقذ الدفاع المدني 30 رعية من جنوب الصحراء يشتغلون في ورشات للبناء، غمرتها المياه، بمنطقة سيبوس في قالمة. كما جرى إنقاذ مزارعين حاصرتهم المياه في منطقة البسباس بمحافظة الطارف.


وزير خارجية الجزائر يبحث مع غوتيريش الأزمة الليبية ونزاع الصحراء

الوزير عطاف مصافحاً غوتيريش (الخارجية الجزائرية)
الوزير عطاف مصافحاً غوتيريش (الخارجية الجزائرية)
TT

وزير خارجية الجزائر يبحث مع غوتيريش الأزمة الليبية ونزاع الصحراء

الوزير عطاف مصافحاً غوتيريش (الخارجية الجزائرية)
الوزير عطاف مصافحاً غوتيريش (الخارجية الجزائرية)

بحث وزير خارجية الجزائر، أحمد عطاف، اليوم (الجمعة) مع أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نيويورك الأوضاع في ليبيا والساحل ونزاع الصحراء، وذلك في إطار زيارة يقوم بها إلى مقر الأمم المتحدة لحشد التأييد لترشح بلاده لانتخابات مجلس الأمن الدولي المقررة الثلاثاء المقبل. ونقل بيان لوزارة الخارجية الجزائرية ثناء غوتيريش على «دور الدبلوماسية الجزائرية في دعم الاستقرار في ليبيا ومالي، ومساهمتها الفعلية في الدفع بأهداف التنمية المستدامة في المنطقة والقارة (أفريقيا) بأكملها». موضحاً أنه «لمس حرصاً» لدى الرئيس عبد المجيد تبون من أجل «تعزيز دور الأمم المتحدة، والعمل متعدد الأطراف، أمام ما تواجهه المجموعة الدولية من تحديات في المرحلة الراهنة».

عطاف والوفد المرافق له خلال لقاء غوتيريش في نيويورك اليوم (الخارجية الجزائرية)

ومن جهته، نقل عطاف للأمين العام الأممي دعم الجزائر «لجهوده ومساعيه الرامية لإنهاء الأزمات ونشر الأمن والاستقرار». ووفق ذات البيان، فقد تناولت جلسة العمل بين عطاف وغوتيريش «الكثير من الملفات الإقليمية، على غرار الأوضاع في منطقة الساحل والصحراء، والتطورات السياسية في جمهورية مالي، على ضوء الجهود التي تبذلها الجزائر لضمان استئناف مسار تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة». كما تطرقا إلى الأزمات في ليبيا واليمن والسودان، ومساعي الأمم المتحدة الخاصة بنزاع الصحراء، حسب ذات البيان، الذي أكد أن عطاف أطلع غوتيريش على حصيلة أعمال الجزائر خلال رئاستها القمة العربية منذ انعقادها على أرضها مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، إلى غاية تسليمها للمملكة العربية السعودية الشهر الماضي.

كما اجتمع رئيس الدبلوماسية الجزائرية اليوم أيضاً مع مدير البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، أخيم شتاينر، حسب بيان ثانٍ للخارجية الجزائرية، أكد أن المسؤولين «استعرضا التعاون بين الجزائر والبرنامج الإنمائي الأممي، وآفاق تعزيزه في ضوء الأولويات التي حددتها الجزائر في مجال التنمية الوطنية. كما تبادلا الأفكار حول سبل وإمكانيات التعاون بين الطرفين، بخصوص دعم مشروعات التنمية الاقتصادية في دول الجوار، لا سيما في الساحل الأفريقي».

جانب من نشاط عطاف الدعائي لترشح الجزائر للانتخابات مجلس الأمن الدولي (الخارجية الجزائرية)

وأضاف البيان أن مواضيع المحادثات شملت أيضاً الانتقال الطاقوي، و«الآفاق الواعدة للجزائر في هذا المجال، لا سيما في ظل المؤهلات والقدرات، التي تملكها بلادنا، والتزام رئيس الجمهورية بتكريس التوجه نحو تنويع مصادر الطاقة، وتطوير الطاقات المتجددة بشكل مستدام». في إشارة إلى مشروعات جرى التعهد بها، تخص تنويع مصادر الطاقة، والتوجه إلى استغلال القدرات المتوافرة في مجال الطاقات المتجددة، في إطار مسعى التقليل من التبعية للمحروقات.

والخميس، عقد عطاف اجتماعاً مع أعضاء البعثة الدبلوماسية الجزائرية بالأمم المتحدة، حسب بيان للخارجية أكد أنه «شجعهم على مواصلة جهودهم وتكثيفها، تحسباً للاستحقاق المنتظر يوم السادس من يونيو (حزيران)، والعمل على حصول ترشيح الجزائر لعضوية مجلس الأمن على أكبر عدد ممكن من تأييد الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة».

وتفيد توقعات توجد بين يدي السلطات الجزائرية أنها ضمنت على الأقل 51 بالمائة من الأصوات، فيما تطمح إلى رفع النسبة إلى 75 بالمائة يوم الانتخاب، للدلالة على أن «التأييد واسع». كما شدد عطاف خلال الاجتماع على «السعي لتوفير جميع عوامل وشروط نجاح عهدة الجزائر، وتقديمها إضافة نوعية لأداء المجلس، بالشكل الذي يضمن إضفاء فاعلية أكبر على الجهود الرامية لحفظ السلم والأمن الدوليين».

وفي هذا السياق حض الوزير أيضاً على «مضاعفة الجهود، والعمل بكل تفانٍ وإخلاص من أجل إسماع صوت الجزائر، وما يتسم به من حكمة وتبصر والتحلي بروح المبادرة للمساهمة الفعلية، في تمكين المجموعة الدولية من مواجهة التحديات الحالية»، مبرزاً أن ترشح الجزائر يحظى بدعم الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، وأن بلاده «تتوجه إلى مجلس الأمن، وهي محملة بمسؤولية ترجمة آمال وتطلعات الدول والشعوب الشقيقة في هذين الفضاءين (أفريقيا والوطن العربي) بالحد من الأزمات والوقاية منها، والعيش في كنف الأمن المستدام والرخاء المشترك».


«مسيّرات» الدبيبة تقصف مجدداً معاقل «المهرّبين» غرب ليبيا

رجال أمن من مديرية أمن زوارة في غرب ليبيا (المديرية)
رجال أمن من مديرية أمن زوارة في غرب ليبيا (المديرية)
TT

«مسيّرات» الدبيبة تقصف مجدداً معاقل «المهرّبين» غرب ليبيا

رجال أمن من مديرية أمن زوارة في غرب ليبيا (المديرية)
رجال أمن من مديرية أمن زوارة في غرب ليبيا (المديرية)

قصفت طائرات «مسيّرة»، تابعة لوزارة الدفاع بحكومة «الوحدة الوطنية» الليبية، مجدداً موقعين، شرق مدينة زوارة (غرب)، يُعتقد أنهما لمهرِّبي الوقود، في حين تحدّث «حراك تصحيح المسار بالزاوية الكبرى» عن مساعٍ لتسليم المدينة إلى قوات الجيش والشرطة، قبيل انطلاق المرحلة الثانية من العملية الأمنية، والتي يُخطّط لها لأن تكون «جوية - برية».

وجاءت الضربة الجوية، التي رصدها سكان من زوارة، اليوم الجمعة، واستهدفت موقعين لتخزين وقود بقصد التهريب، صبيحة اجتماع عبد الحميد الدبيبة مع قيادات قواته الأمنية، الذي عرض فيه بالفيديو مواقع الضربات الجوية التي سدَّدتها قواته، خلال الأسبوع الماضي، على مناطق الغرب الليبي لمكافحة سالعصابات الإجرامية، وتجارة المخدرات والسلاح والبشر وتهريب الوقود».

وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود من أطراف مدينة زوارة، لمدة طويلة عقب صلاة الجمعة، في وقت تحدثت فيه مصادر غير رسمية عن دويّ إطلاق رصاص في مدينة العجيلات (غرب)، أُتبع بانفجارات، لكن دون تأكيد.

وقالت مديرية أمن زوارة، اليوم الجمعة، إنه «نظراً للضربات التي يوجهها الطيران لأوكار تهريب الوقود بالمنطقة الغربية، نطالب جميع المواطنين بالابتعاد عن الأماكن المشبوهة، والتي من الممكن أن تكون هدفاً لتلك الضربات».

وبحضور فريق أول ركن محمد الحداد، رئيس أركان قوات غرب ليبيا، وآمر منطقة الساحل الغربي العسكرية، ورئيس هيئة العمليات، تحدَّث الدبيبة، في مقطع فيديو بثَّته منصة «حكومتنا»، عن العملية الأمنية، وعرَض مواقع الضربات الجوية، التي يقوم بها الجيش في مناطق الغرب الليبي لمكافحة العصابات.

وأوضح الدبيبة أن العملية تتضمن مرحلين؛ الأولى الاستهداف بالطيران المسيَّر، والثانية القبض على المطلوبين كافة من النائب العام، والذين «يقترب عددهم من ألفيْ مطلوب، بتُهم القتل، وتهريب الوقود والمخدرات والبشر».

كما أوضح الدبيبة أن المواقع، التي جرى قصفها، هي أوكار لتهريب الوقود والمخدِّرات، في جنوب الزاوية ومدينة العجيلات، بالإضافة إلى قوارب تهريب البشر بميناءي الماية والزاوية.

من جهته، تحدّث «حراك تصحيح المسار بالزاوية الكبرى»، في بيان، مساء الخميس، عن «وجود مساعٍ للصلح من لجنة الحراك مع كل الأطراف داخل المدينة، بحيث يتم تسليم المطلوبين، بما يشمل التعاون مع اللجنة المكلَّفة من وزارة الدفاع، بحيث يتم تسليم المدينة للجيش والشرطة».

وأضاف الحراك أن المرحلة الثانية من خطة وزارة الدفاع «ستنطلق قريباً، وستشمل المنطقة الغربية بالكامل، وستكون (جوية - برية)، إذا ما كانت هناك أمور أخرى، كمساعي تسليم المنطقة الغربية دون الدخول في مقاومة»، داعياً سكان الزاوية للابتعاد عن أوكار تهريب الوقود والمخدرات، وقال إنه «ستكون هناك ضربات لشاحنات التهريب في المرحلة المقبلة، لذا يجب الحذر».

سياسياً، قال ريتشارد نورلاند، السفير والمبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، إن تشاوراً هاتفياً جرى مع وزيرة العدل بـحكومة الوحدة، حليمة عبد الرحمن، حول قضايا حقوق الإنسان، والمصالحة الوطنية، ونزاهة القضاء، وذلك في إطار دعم القضاء الليبي؛ بهدف لعب «دور حاسم» في الانتخابات المنتظَرة، موضحاً أنه عرَض عليها «دعم الولايات المتحدة للجهود من أجل التعاون بشأن هذه القضايا».

من جانبه، أوضح عبد الله باتيلي، المبعوث الأممي، الذي التقى وزيرة العدل، أنه ناقش معها «وضعية حقوق الإنسان في ليبيا، والدور الحاسم المَنُوط بالقضاء في العملية الانتخابية، ولا سيما فيما يتعلق بالفصل في المنازعات الانتخابية».

عبد الله باتيلي المبعوث الأممي لدى ليبيا (البعثة)

وقال باتيلي، عبر حسابه على «توتير»: «تطابقت آراؤنا بشأن الحاجة المُلحّة لجعل حقوق الإنسان في صلب عملية المصالحة الوطنية، كما دعوتُ إلى ضمان مراجعة قضائية لجميع المعتقلين، الذين هم رهن الاحتجاز التعسفي أو الاحتجاز لفترات طويلة».

كان باتيلي قد التقى أيضاً، في طرابلس، أعضاء «النقابة العامة للمحامين في ليبيا»، بقيادة النقيب عبد الرؤوف قمبيج، وشدَّد على الدور المهم الذي يمكن أن يضطلع به المحامون في العملية الانتخابية، بما في ذلك من خلال التعبئة من أجل وضع قوانين انتخابية واضحة وقابلة للتنفيذ.

وزيرة العدل بحكومة الدبيبة تلتقي باتيلي بمقر الوزارة (البعثة الأممية)

وفيما يتعلق بأعمال اللجنة المشتركة «6 + 6»، توقعت مصادر ليبية، تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، التقاء رئيسيْ مجلس النواب و«الدولة»، عقيلة صالح، وخالد المشري، في المغرب، هذا الأسبوع؛ للتوقيع على الاتفاق، لكن مصادر أخرى قالت إنه «لا تزال هناك نقاط اختلاف» بين فريقي اللجنة، بشأن الترشح للانتخابات الرئاسية.

في غضون ذلك، تبنَّى مجلس الأمن، اليوم الجمعة، قراراً بتجديد التفويض الخاص بتفتيش السفن قبالة سواحل ليبيا؛ تطبيقاً لحظر الأسلحة الذي تفرضه «الأمم المتحدة».

مجلس الأمن تبنَّى قراراً بتجديد التفويض الخاص بتفتيش السفن قبالة سواحل ليبيا (رويترز)

وتضمَّن القرار تمديد عمل البعثة الأممية في البلاد، برئاسة المبعوث الخاص للأمين العام عبد الله باتيلي. وقالت بعثة سويسرا في «الأمم المتحدة» إن القرار «مهم لمنع انتشار الأسلحة، وحماية المدنيين بهذا البلد».

 


مصر تدعو لحوار «شامل» بين الدول النامية لمواجهة الأزمات الدولية

شكري خلال مشاركته في اجتماع «تجمع بريكس» (الخارجية المصرية)
شكري خلال مشاركته في اجتماع «تجمع بريكس» (الخارجية المصرية)
TT

مصر تدعو لحوار «شامل» بين الدول النامية لمواجهة الأزمات الدولية

شكري خلال مشاركته في اجتماع «تجمع بريكس» (الخارجية المصرية)
شكري خلال مشاركته في اجتماع «تجمع بريكس» (الخارجية المصرية)

أكدت مصر «تطلعها لتعزيز التعاون مع (تجمع بريكس)». وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن «الأزمات الدولية الراهنة تتطلب حواراً (شاملاً) بين الدول النامية بشأن سبل تعزيز السلم والرخاء». ونوه شكري خلال مشاركته، الجمعة، بصورة افتراضية في اجتماع «أصدقاء تجمع بريكس» الوزاري، المنعقد في مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا، «بما يواجهه النظام الاقتصادي العالمي من أزمات في الغذاء والطاقة والديون والمناخ».

ووفق إفادة للمتحدث الرسمي لوزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، فإن الوزير شكري شدد خلال كلمته، على «أهمية تنويع الفرص الاقتصادية والشركاء التجاريين ومصادر التمويل»، منوهاً بما توليه مصر من «أهمية لعلاقتها مع (تجمع بريكس) والدول النامية الأخرى التي تتشارك معها في المواقف بشأن التحديات والفرص الاقتصادية العالمية، والالتزام بالعمل والتعاون متعدد الأطراف المبني على السيادة الوطنية والاحترام المتبادل والفوائد المشتركة والتضامن».

شكري خلال مشاركته في اجتماع «تجمع بريكس» (الخارجية المصرية)

وتناول شكري خلال كلمته، «الفجوة التمويلية التنموية الراهنة على مستوى العالم، التي تتطلب الانخراط في مناقشات حول إصلاح المؤسسات التنموية متعددة الأطراف، بالإضافة إلى إنشاء آليات تمويلية جديدة»، مشيراً إلى أن «انضمام مصر إلى كل من بنك التنمية التابع لـ(تجمع بريكس) عام 2021 والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية عام 2016 يبرهن على دعم مصر لجهود البنكين في تعزيز وجودهما في الدول النامية، خصوصاً في أفريقيا، بما يوسع من خيارات التمويل التنموي المتاحة للبنية التحتية في القارة».

وأوضح وزير الخارجية المصري أن «تلك المساعي لا يجب أن تشكل بديلاً لمؤسسات تمويل التنمية متعددة الأطراف، التي يجب إصلاحها لتتمكن من الاستجابة لأولويات الدول النامية». وأشار إلى دور مصر، بصفتها رئيساً لمؤتمر المناخ (كوب 27) في «قيادة توافق متعدد الأطراف بشأن المطالبة بإصلاح المؤسسات المالية الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف لتسهيل توفير التمويل من خلال المنح والقروض الميسرة، بالإضافة إلى إطلاق المناقشات بشأن تمويل الخسائر والأضرار لدعم الدول النامية المتأثرة بـ(الظواهر الجوية المتطرفة)».

وبحسب بيان «الخارجية المصرية»، الجمعة، فقد أكد الوزير شكري «أهمية تعزيز كفاءة وشمول آليات التعامل مع الديون والتحذير من تأثير تلك الأزمة على الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، التي يهدد عبء الديون جهودها خلال العقود الماضية في القضاء على الفقر»، معرباً عن «التزام مصر بالاستمرار في لعب دور (فاعل) على صعيد تعزيز مصالح الدول النامية على المستوى الدولي، ودعم التعاون فيما بين بلدان الجنوب، بالإضافة إلى التطلع لتعزيز التعاون مع (تجمع بريكس)».


تونس تفتح تحقيقات بخصوص مصير قروض منحت لحكومات سابقة

وزيرة المالية سهام نمسية تلقي كلمتها أمام أعضاء البرلمان (الموقع الرسمي للبرلمان)
وزيرة المالية سهام نمسية تلقي كلمتها أمام أعضاء البرلمان (الموقع الرسمي للبرلمان)
TT

تونس تفتح تحقيقات بخصوص مصير قروض منحت لحكومات سابقة

وزيرة المالية سهام نمسية تلقي كلمتها أمام أعضاء البرلمان (الموقع الرسمي للبرلمان)
وزيرة المالية سهام نمسية تلقي كلمتها أمام أعضاء البرلمان (الموقع الرسمي للبرلمان)

كشفت سهام نمسية، وزيرة المالية التونسية، وجود تقرير قيد الإعداد يتعلق بإجراء تدقيق في الهبات والقروض التي حصلت عليها تونس خلال السنوات التي تلت ثورة 2011، وقالت أمام نواب البرلمان الجديد إن هيئة الرقابة العامة في وزارة المالية أعدت تقريراً حول هذا الملف وقدمته إلى الرئيس قيس سعيد، مشيرة إلى وجود معطيات تتطلب مزيداً من التدقيق من أجل تحميل المسؤوليات، في إشارة إلى إمكان اتهام عدد من السياسيين الذين تحملوا مسؤوليات كبيرة في الحكومات السابقة بـ«الفساد وسوء التصرف».

وأضافت نمسية في أولى جلسات البرلمان، التي عقدت أمس (الخميس)، وخصصت للمصادقة على قرض مالي ممنوح من البنك الأفريقي للاستيراد والتصدير بقيمة 500 مليون دولار، أن الرئيس سعيد أذن بإجراء تدقيق في القروض والهبات، وهو ما سمح بإنجاز التدقيق من قِبل هيئة الرقابة العامة بوزارة المالية، مؤكدة أن عمل الرقابة لا يزال متواصلاً، «لأنهم وجدوا معطيات تتطلب مزيداً من التدقيق لتحميل المسؤوليات»، على حد قولها.

في غضون ذلك، استنكر عدد من النواب انطلاق الأشغال الرسمية للبرلمان الجديد بالتصويت على قرض، بحجة أن ذلك «سيكرس ارتفاع المديونية»، التي تعاني منها تونس أيضاً.

وقال عضو البرلمان هشام حسني إن المديونية «تضاعفت 4 مرات خلال العشرية الأخيرة لتصل إلى حدود 75 بالمائة من الناتج الداخلي الخام. وقد ارتفع الدين مع نهاية شهر فبراير (شباط) الماضي، بنسبة 10 بالمائة ليبلغ 117.5 مليار دينار تونسي، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، وهو ما يتطلب إصلاحات عميقة لإنقاذ الاقتصاد التونسي».

أعضاء في البرلمان استنكروا انطلاق الأعمال الرسمية للبرلمان الجديد بالتصويت على قرض حصلت عليه تونس (الموقع الرسمي للبرلمان)

وكان سعيد قد وعد بعد إقراره التدابير الاستثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021، بالتدقيق في القروض والهبات التي تسلمتها تونس، في ظل شح السيولة المالية وشبح الإفلاس. وعمل بالتوازي مع ذلك خلال السنوات الماضية على إيجاد آليات، وتنفيذ إجراءات استثنائية لاسترجاع المال العام، وتخفيف حدة الأضرار داخل الإدارة من خلال «قانون الصلح الجزائي» مع بعض رجال الأعمال الفاسدين، وتوظيف الأموال المحصل عيها في إنجاز مشاريع تنمية، علماً بأن حجم الأموال المنهوبة قدر بنحو 13.5مليار دينار تونسي (نحو 4.5 مليار دولار).

ويرى مراقبون أن دعوة سعيد للتدقيق في مصدر ومصير القروض والهبات، التي حصلت عليها منظومة الحكم السابقة، بزعامة حركة النهضة، لا تخلو من غايات سياسية، وأنه يحاول من خلالها إقناع التونسيين بتفشي الفساد بين قيادات سياسية وحزبية سابقة، وأن برنامجه الأساسي يعتمد على تخليص تونس من مظاهر الفساد.

وتجاوباً مع برنامج سعيد لاستعادة الأموال المنهوبة، سواء داخل تونس أو خارجها، جندت عدة وزارات تونسية لإجراء عمليات تدقيق في الأموال التي حصلت عليها البلاد من الخارج في السنوات الأخيرة، على غرار الهبات والقروض المخصصة لإنعاش الاقتصاد المتدهور، وإنشاء مشاريع تنموية أو لتعبئة موارد للميزانية، وسط تساؤلات خبراء ومتابعين عن مصير تلك الأموال، وعما إذا كانت عملية التدقيق ستؤدي إلى استرجاعها، أم لا. وفي هذا الشأن، قال عز الدين سعيدان، الخبير الاقتصادي، إن هذا التدقيق «ممكن من الناحية التقنية»، مؤكداً أن القروض التي حصلت عليها تونس بعد 2011 تفوق 100 مليار دينار تونسي (33 مليار دولار). وتساءل بدوره عن مصير تلك الأموال.

ومن جانبه، قدر الحزب الدستوري الحر المعارض قيمة الأموال التي منحها البنك الدولي والاتحاد الأوروبي لتونس بـ60 مليار دينار تونسي (نحو 20 مليار دولار)، وتساءل بدوره عن مآلها وأين صرفت، ليبقى التساؤل مطروحاً في انتظار الكشف عن محتوى التقرير الذي أعدته وزارة المالية التونسية.

عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر المعارض (رويترز)