ضغط مشرعون أميركيون على وزير الخارجية أنتوني بلينكن بهدف دفعه إلى تصنيف روسيا بأنها «كيان إرهابي» بسبب «جرائم الحرب والفظائع» التي ترتكبها القوات الروسية في أوكرانيا، حتى بعدما أقر كبير الدبلوماسيين الأميركيين بأن موسكو تشكل «تهديداً فورياً وخطيراً»، مستدركاً أن الصين تمثل «التحدي طويل الأمد» للولايات المتحدة.
وقدم بلينكن إفادة أعدّها سلفاً لجلسة لجنة اعتمادات الموازنة العامة لدى مجلس الشيوخ، إذ رأى أن عالم اليوم بات عند «منعطف» يشهد «منافسة شديدة» لتحديد ما سيأتي بعد نهاية الحرب الباردة قبل أكثر من ثلاثة عقود، مضيفاً أن لدى الولايات المتحدة «رؤية إيجابية للمستقبل: عالم حر وآمن ومنفتح ومزدهر». وقال إن الموازنة الراهنة أعدت من أجل «مواجهة مجموعتين رئيسيتين من التحديات»؛ الأولى تأتي من «مُنافسينا الاستراتيجيين»؛ روسيا التي تشكل «تهديداً فورياً وخطيراً»، والصين التي تمثل «التحدي طويل الأمد» للولايات المتحدة. وأضاف أن المجموعة الثانية من التحديات ناجمة عما سمّاه «اختبارات عالمية مشتركة»، ومنها أزمة المناخ والهجرة وانعدام الأمن الغذائي والطاقة والأوبئة.
وأكد بلينكن أنه بفضل الاعتمادات الجديدة لموازنة 2023 «صارت الولايات المتحدة في وضع جيوسياسي أقوى مما كنا عليه قبل عامين»، مشيراً إلى الاستثمارات المحلية في مجالات البنية التحتية وأشباه الموصلات وغيرها. ولفت إلى أن الولايات المتحدة «بصدد توسيع وجودها في المناطق الحساسة، مثل المحيطين الهندي والهادئ» عبر «تحالفات لا سابق لها لمواجهة العدوان والتصدي للأزمات الإنسانية في كل أنحاء العالم». وكشف أن موازنة عام 2024 تكفل استمرارية الدعم الأميركي الأمني والاقتصادي والإنسانية لأوكرانيا، بالإضافة إلى ضمان «الفشل الاستراتيجي» للحرب التي يشنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ورأى أن هذه الموازنة «ستعزز جهودنا للتغلب» على الصين، موضحاً أن الرئيس جو بايدن «يلتزم بشكل راسخ بتطوير منطقة حرة ومفتوحة» لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، التي ستحتضن «استثمارات جديدة مبتكرة للتغلب على الصين، بما في ذلك من خلال تعزيز وجودنا في المنطقة»، مع تقديم بدائل «أكثر جاذبية من أي بديل آخر»، طبقاً لبلينكن الذي ركز أيضاً على مواجهة الاستبداد وتعزيز الديمقراطيات «من خلال دعم وسائل الإعلام المستقلة، ومكافحة الفساد، والدفاع عن الانتخابات الحرة والنزيهة».
ورداً على أسئلة من كبير الأعضاء الجمهوريين في المجلس ليندسي غراهام في شأن تصنيف روسيا «دولة إرهابية»، حاول بلينكن أن يعمل مع الكونغرس «في أي تصنيف جديد من شأنه أن يكون جيداً»، متجنباً بذلك التجاوب مع هذا الاقتراح.
وفي إشارة إلى «الشراكة بلا حدود» بين روسيا والصين، ذكّر بلينكن بوضع سقف لأسعار النفط الروسي، موضحاً أن الولايات المتحدة وحلفاءها «يحاولون تحقيق هدفين؛ الأول هو تقليل الإيرادات التي تحصل عليها روسيا من بيع موارد الطاقة، ولكن في الوقت نفسه، الاحتفاظ بما يكفي من موارد الطاقة في السوق لكي لا نواجه أزمة». وقال: «حققنا هذا الهدف إلى حد كبير». وأكد أن «الدعم الصيني الدبلوماسي والسياسي، والمادي إلى حد ما، لروسيا يتعارض بالتأكيد مع مصالحنا في إنهاء هذه الحرب»، مضيفاً أنه «لا مؤشرات حتى الآن» على أن الصين قدمت مساعدة مميتة لروسيا». ووافق على أن تقديم هذه المساعدة «سيعتبر دعماً مادياً بموجب قانون الولايات المتحدة لدولة راعية للإرهاب». وشدد على أن إدارة الرئيس جو بايدن «تنظر إلى كل رادع معقول».
وقال غراهام: «لن أجلس على الهامش بعد الآن، لأرى روسيا لا تصنف بأنها إرهابية. إنهم ينشرون الفوضى في كل أنحاء أفريقيا»، مضيفاً أن «مجموعة (فاغنر) الروسية ارتكبت جرائم حرب هائلة في سوريا (…) هذه مجرد طريقة عملهم. قصفوا الناس كأنهم في جحيم. ترهيب الناس باستخدام الاغتصاب كسلاح حرب. حان الوقت الآن للوقوف والقول: أنتم دولة إرهابية بموجب قانون الولايات المتحدة. وأعتقد أنه كلما أسرعنا في الأمر، كان ذلك أفضل».
مشرعون أميركيون يضغطون لتصنيف روسيا «دولة إرهابية»
بلينكن يعتبرها «تهديداً فورياً خطيراً»... والصين «تحدياً طويل الأجل»
مشرعون أميركيون يضغطون لتصنيف روسيا «دولة إرهابية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة