فعّلت إسرائيل منظومة القبة الحديدية بعد رصد طائرة دون طيار تحلِّق في سماء غزة، قبل أن تطلق تجاه الجسم الصغير صاروخين لاعتراضه، في تطور يثير القلق في إسرائيل من أن تتحول هذه الطائرات المسيّرة إلى سلاح مؤثر في أية معركة قادمة.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية «كان»، إن الجيش قام، صباح الأربعاء، بتفعيل منظومة القبة الحديدية على حدود قطاع غزة، وأطلق صواريخ اعتراضية باتجاه طائرة مسيّرة في سماء خان يونس وغرب رفح، في حين سُمعت أصوات انفجارات بعد ذلك في أنحاء المجلس الإقليمي «أشكول».
وأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» وإذاعة الجيش الإسرائيلي، أنه جرى اعتراض طائرة مسيّرة كانت في طريقها لاختراق المجال الجوي. ولاحقاً أكد الجيش الإسرائيلي اعتراضه طائرة دون طيار حلَّقت في سماء قطاع غزة، تتبع حركة حماس. وقال ناطق عسكري إسرائيلي إن الطائرة لم تتسلل إلى داخل مستوطنات غلاف غزة، ولم تشكل تهديداً.
وهذه هي ثاني مرة يجري فيها اعتراض طائرة مسيّرة من غزة بعد الطائرة التي جرى اعتراضها، في الرابع من فبراير (شباط) الماضي، حين أعلن الجيش الإسرائيلي أن منظومة القبة الحديدية فُعّلت لاعتراض قطعة جوية صغيرة.
تكرار محاولات إرسال مسيّرات من قطاع غزة، خلال وقت قصير، يثير قلقاً متزايداً في إسرائيل من أن تكون حركة حماس قد نجحت في تطوير قدرات المسيّرات لديها ضمن مشروع كانت قد أطلقته قبل سنوات طويلة، قبل أن تعلن «كتائب القسام» رسمياً أنها نجحت في تصنيع طائرات خاصة بها.
وكانت أول طائرة عرضتها «القسام» عام 2014 باسم «أبابيل» التي صَنعت منها 3 نماذج هي: (A1A) ذات مهامّ استطلاعية، و(A1B) ذات مهامّ هجومية، و(A1C) ذات مهامّ انتحارية. بعدها بعامين، اغتالت إسرائيل المهندس التونسي محمد الزواري، الذي أكدت «القسام» لاحقاً أنه كان أحد المسؤولين الذين أشرفوا على مشروع المسيّرات، وكان قد زار غزة عدة مرات.
واستخدمت «حماس» عام 2021 المسيّرات بشكل أكبر في مواجهة مهامّ استطلاعية من جهة، واستهداف مواقع بحرية في عرض البحر قبالة ساحل شمال القطاع، معلنة عن طائرة جديدة تحمل اسم طائرة «الزواري». وقالت «القسام» إن الطائرة الجديدة صُنعت وفاءً لدور المهندس الزواري في تطوير سلاح الطائرات، وعرضت صوراً جوية التقطتها الطائرة بعدما نفّذت طلعات رصد واستطلاع لأهداف ومواقع شملت تمركز قوات الاحتلال والآليات العسكرية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وعادت لقواعدها بسلام.
بعد ذلك أعلنت «حماس» عن طائرة أخرى حملت اسم «شهاب». وطائرات حماس المسيَّرة لها جسم أسطواني، وتقول الحركة إنها تصميم خاص بها بالكامل.
وفي الوقت الذي حذّرت فيه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من تحويل «حماس» المسيّرات إلى سلاح استراتيجي جديد، أكد القيادي في الحركة مشير المصري، في تصريحات سابقة، أن «الطائرات المسيّرة ستُشكل مفاجآت للاحتلال في المعارك المقبلة».
وأكد المصري أن «كتائب القسام» تمكنت من صناعة الطائرات المسيَّرة ومواكبة تطورها، رغم الحصار المفروض على غزة، وأنها ستُواصل ذلك.
لكن أكثر ما أثار قلقاً في إسرائيل حول تطور قدرات «حماس» في هذا المجال، عندما نجحت الحركة قبل شهرين في السيطرة على طائرة مسيّرة لإسرائيل، معلنة أنها حصلت منها على معلومات حساسة، قبل أن تعترف تل أبيب بالحادثة.
القبة الحديدية تعترض طائرة مسيّرة في سماء غزة
مخاوف في إسرائيل من تحولها لسلاح جديد لـ«حماس»
القبة الحديدية تعترض طائرة مسيّرة في سماء غزة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة