القبة الحديدية تعترض طائرة مسيّرة في سماء غزة

مخاوف في إسرائيل من تحولها لسلاح جديد لـ«حماس»

دخان يتصاعد خلال غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة 23 فبراير 2023 (رويترز)
دخان يتصاعد خلال غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة 23 فبراير 2023 (رويترز)
TT

القبة الحديدية تعترض طائرة مسيّرة في سماء غزة

دخان يتصاعد خلال غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة 23 فبراير 2023 (رويترز)
دخان يتصاعد خلال غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة 23 فبراير 2023 (رويترز)

فعّلت إسرائيل منظومة القبة الحديدية بعد رصد طائرة دون طيار تحلِّق في سماء غزة، قبل أن تطلق تجاه الجسم الصغير صاروخين لاعتراضه، في تطور يثير القلق في إسرائيل من أن تتحول هذه الطائرات المسيّرة إلى سلاح مؤثر في أية معركة قادمة.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية «كان»، إن الجيش قام، صباح الأربعاء، بتفعيل منظومة القبة الحديدية على حدود قطاع غزة، وأطلق صواريخ اعتراضية باتجاه طائرة مسيّرة في سماء خان يونس وغرب رفح، في حين سُمعت أصوات انفجارات بعد ذلك في أنحاء المجلس الإقليمي «أشكول».
وأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» وإذاعة الجيش الإسرائيلي، أنه جرى اعتراض طائرة مسيّرة كانت في طريقها لاختراق المجال الجوي. ولاحقاً أكد الجيش الإسرائيلي اعتراضه طائرة دون طيار حلَّقت في سماء قطاع غزة، تتبع حركة حماس. وقال ناطق عسكري إسرائيلي إن الطائرة لم تتسلل إلى داخل مستوطنات غلاف غزة، ولم تشكل تهديداً.
وهذه هي ثاني مرة يجري فيها اعتراض طائرة مسيّرة من غزة بعد الطائرة التي جرى اعتراضها، في الرابع من فبراير (شباط) الماضي، حين أعلن الجيش الإسرائيلي أن منظومة القبة الحديدية فُعّلت لاعتراض قطعة جوية صغيرة.
تكرار محاولات إرسال مسيّرات من قطاع غزة، خلال وقت قصير، يثير قلقاً متزايداً في إسرائيل من أن تكون حركة حماس قد نجحت في تطوير قدرات المسيّرات لديها ضمن مشروع كانت قد أطلقته قبل سنوات طويلة، قبل أن تعلن «كتائب القسام» رسمياً أنها نجحت في تصنيع طائرات خاصة بها.
وكانت أول طائرة عرضتها «القسام» عام 2014 باسم «أبابيل» التي صَنعت منها 3 نماذج هي: (A1A) ذات مهامّ استطلاعية، و(A1B) ذات مهامّ هجومية، و(A1C) ذات مهامّ انتحارية. بعدها بعامين، اغتالت إسرائيل المهندس التونسي محمد الزواري، الذي أكدت «القسام» لاحقاً أنه كان أحد المسؤولين الذين أشرفوا على مشروع المسيّرات، وكان قد زار غزة عدة مرات.
واستخدمت «حماس» عام 2021 المسيّرات بشكل أكبر في مواجهة مهامّ استطلاعية من جهة، واستهداف مواقع بحرية في عرض البحر قبالة ساحل شمال القطاع، معلنة عن طائرة جديدة تحمل اسم طائرة «الزواري». وقالت «القسام» إن الطائرة الجديدة صُنعت وفاءً لدور المهندس الزواري في تطوير سلاح الطائرات، وعرضت صوراً جوية التقطتها الطائرة بعدما نفّذت طلعات رصد واستطلاع لأهداف ومواقع شملت تمركز قوات الاحتلال والآليات العسكرية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وعادت لقواعدها بسلام.
بعد ذلك أعلنت «حماس» عن طائرة أخرى حملت اسم «شهاب». وطائرات حماس المسيَّرة لها جسم أسطواني، وتقول الحركة إنها تصميم خاص بها بالكامل.
وفي الوقت الذي حذّرت فيه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من تحويل «حماس» المسيّرات إلى سلاح استراتيجي جديد، أكد القيادي في الحركة مشير المصري، في تصريحات سابقة، أن «الطائرات المسيّرة ستُشكل مفاجآت للاحتلال في المعارك المقبلة».
وأكد المصري أن «كتائب القسام» تمكنت من صناعة الطائرات المسيَّرة ومواكبة تطورها، رغم الحصار المفروض على غزة، وأنها ستُواصل ذلك.
لكن أكثر ما أثار قلقاً في إسرائيل حول تطور قدرات «حماس» في هذا المجال، عندما نجحت الحركة قبل شهرين في السيطرة على طائرة مسيّرة لإسرائيل، معلنة أنها حصلت منها على معلومات حساسة، قبل أن تعترف تل أبيب بالحادثة.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

«توافق نادر» بين المالكي والحلبوسي يسهّل انتخاب رئيس البرلمان العراقي

نواب عراقيون يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس البرلمان يوم 31 أكتوبر 2024 (إعلام المجلس)
نواب عراقيون يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس البرلمان يوم 31 أكتوبر 2024 (إعلام المجلس)
TT

«توافق نادر» بين المالكي والحلبوسي يسهّل انتخاب رئيس البرلمان العراقي

نواب عراقيون يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس البرلمان يوم 31 أكتوبر 2024 (إعلام المجلس)
نواب عراقيون يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس البرلمان يوم 31 أكتوبر 2024 (إعلام المجلس)

بعد جولتي اقتراع امتدتا لساعات، انتخب أعضاء البرلمان العراقي السياسي المخضرم محمود المشهداني، رئيساً جديداً للمجلس، بعد عامين من شغور المنصب.

وعقد البرلمان جلسة الانتخاب، الخميس، وكان قد عرض قائمة مرشحين لمنصب الرئيس، وهم محمود المشهداني، وسالم العيساوي، وطلال الزوبعي، وعامر عبد الجبار.

وقال البرلمان في بيان صحافي، إن «عدد المصوتين لانتخاب رئيس البرلمان في الجولة الأولى بلغ 271 نائباً». وحصل فيها المشهداني على 153 صوتاً، والعيساوي على 95 صوتاً.

وبحسب الدستور العراقي، فإن الفوز بمنصب رئيس البرلمان يحتاج إلى تصويت الأغلبية المطلقة (النصف زائد واحداً) من أعضاء البرلمان العراقي البالغ عددهم 329 نائباً.

وفرضت النتيجة الأولى على البرلمان الذهاب إلى جولة ثانية، صوّت فيها 269 نائباً، وانتهت بفوز المشهداني بـ182 صوتاً، وبمنصب رئيس البرلمان.

رئيس البرلمان بالوكالة يدلي بصوته في جلسة 31 أكتوبر 2024 (إعلام المجلس)

وقالت مصادر سياسية، لـ«الشرق الأوسط»، إن نواب ائتلاف «دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، صوتوا لصالح المشهداني، في توافق نادر مع رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي.

وكان الحلبوسي، رئيس حزب «تقدم» الذي يصنف نفسه ممثلاً للأغلبية السنية، عقد ليلة الأربعاء - الخميس مشاورات مطولة مع قادة أحزاب سنية، قالت مصادر مطلعة إنها انتهت على توافق بشأن ترشيح المشهداني.

وأفادت مصادر، بأن الاتحاد الوطني الكردستاني عارض في البداية انتخاب المشهداني، إلا أن الأخير أجرى مشاورات مع نواب الحزب في البرلمان قبل ساعات من انعقاد جلسة انتخابه.

موظفان في البرلمان خلال عملية احتساب أصوات انتخاب رئيس المجلس (إكس)

وقبل الجلسة بساعات، دعا المشهداني «الكتل السياسية إلى دعم ترشيحه لإنهاء أزمة استغرقت وقتاً طويلاً»، في حين دعا منافسه سالم العيساوي النواب إلى «المحافظة على العملية الديمقراطية من خلال رفض فرض الإرادات على مواقفهم السياسية».

وقالت مصادر برلمانية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المالكي والحلبوسي وصلا إلى مقر البرلمان قبل بدء الجولة الثانية، لإقناع النواب بدعم ترشيح المشهداني، وكان من بينهم نواب من المكون السني الذين كانوا يرغبون بترشيح العيساوي للمنصب.

وفشل النواب مراراً في انتخاب رئيس للبرلمان، في ظل انقسام سياسي حاد بين القوى السنية، ومحاولات القوى الشيعية فرض مرشح سني دون غيره.

ويسيطر تحالف «الإطار التنسيقي» الشيعي على البرلمان الذي يضم 329 نائباً، رغم وجود تباينات سياسية بين أقطاب هذا التحالف.

محمود المشهداني (أرشيفية - البرلمان العراقي)

مَن المشهداني؟

وعاد محمود المشهداني، الطبيب ذو الخلفية الإسلامية، إلى الواجهة بعد مرور نحو 16 عاماً على إقالته من منصب رئيس البرلمان العراقي. وُلد الرجل ببغداد عام 1948، وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها، ثم التحق بكلية الطب عام 1966 وحصل فيها على شهادة البكالوريوس، ثم تخرج برتبة ملازم أول طبيب عام 1972، ليعمل طبيباً في الجيش العراقي.

والمشهداني الذي انتُخب اليوم (الخميس) رئيساً للبرلمان، أول رئيس تشريعي في العراق بعد عام 2003، كما كان رئيساً للاتحاد البرلماني العربي عام 2008.