انطلاق حملة ضد خطة أوباما المناخية فور إعلانها

مجموعات الضغط ضد مشروع الرئيس الأميركي بدأت أعمالها منذ 2014

الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال إعلانه عن قانون الهواء النظيف في البيت الأبيض (أ.ب)
الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال إعلانه عن قانون الهواء النظيف في البيت الأبيض (أ.ب)
TT

انطلاق حملة ضد خطة أوباما المناخية فور إعلانها

الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال إعلانه عن قانون الهواء النظيف في البيت الأبيض (أ.ب)
الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال إعلانه عن قانون الهواء النظيف في البيت الأبيض (أ.ب)

في الأشهر الأولى من عام 2014، شرعت مجموعة من نحو 30 محاميا من الشركات الكبرى، وأعضاء جماعات الضغط الخاصة بشركات الفحم، والاستراتيجيين السياسيين الجمهوريين، في الاجتماع بصفة منتظمة في مقر غرفة التجارة الأميركية. وفي كثير من الأحيان وفقا لإفادة بعض من المشاركين كانت الاجتماعات تنعقد في قاعة المؤتمرات المطلة نافذتها على البيت الأبيض.
ومهمتهم كانت تتعلق بوضع استراتيجية قانونية تعمل على تفكيك ضوابط التغيرات المناخية التي يخشون صدورها عن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وكانت تلك المجموعة، التي يترأسها جزئيا روجر مارتيلا الابن، وهو من كبار المسؤولين البيئيين في إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، وكذلك بيتر غليزر، وهو من أبرز ممثلي جماعات الضغط في واشنطن العاصمة، قد بدأت أعمالها مبكرا للغاية.
وفي الوقت الذي أعلن فيه أوباما عن الضوابط الجديدة في البيت الأبيض، أول من أمس، توسعت المجموعة الصغيرة التي كانت تجتمع في مبنى غرفة التجارة الأميركية لتتحول إلى شبكة من المحامين وجماعات الضغط تتراوح بين مجالس النواب الخاصة بالولايات وحتى كابيتول هيل، حيث تتلقى الدعم والمساعدة من حكام الولايات الجمهوريين وزعماء الكونغرس.
وكانت خطتهم تتمحور حول مواجهة أوباما في كل فرصة سانحة ونقل المعركة والمواجهة ضد الضوابط، المتوقع صدورها، والتي تعد واحدا من أكبر إنجازات الرئيس حال التوقيع عليها أمام المحكمة العليا الأميركية.
وفي غضون دقائق عقب الإعلان الرسمي عن الضوابط الجديدة، وقف باتريك موريسي، النائب العام عن ولاية ويست فيرجينيا، أمام حشد من الكاميرات ليعقد مؤتمرا صحافيا في منتجع غرينبرير في ولايته.
ويحيط به مايك دنكان، رئيس الائتلاف الأميركي لكهرباء الفحم النظيف، وهو إحدى أكبر جماعات الضغط الخاصة بصناعة الفحم في البلاد، ويرافقه أيضا غريغ زويلر، النائب العام من إنديانا، حيث أعلن موريسي أن مجموعة من نحو 15 نائبا عاما جمهوريا يستعدون لرفع دعوى قضائية في مواجهة المقترحات الصادرة عن أوباما. وأعلن موريسي أن «القواعد النهائية الصادرة أول من أمس تتجاهل وبشكل صارخ سيادة القانون وستلحق ضررا كبيرا بولاية ويست فيرجينيا وبالاقتصاد الأميركي ككل».
وتابع موريسي يقول «إن تحالفنا، وبمنتهى الإيجاز، يتكون من عدة ولايات، والمستهلكين، وعمال المناجم، وعمال الفحم، والمرافق، والشركات، والذين اتحدوا معا في مواجهة ومعارضة تلك السياسة الراديكالية غير القانونية».
وفي حين أن أوباما لم يطرح حتى الآن مسودة مشروع قرار بشأن خططه حينما شرعت المجموعة المذكورة في العمل، فإن الرئيس أعلن بوضوح في مناسبات عديدة أنه ينتوي التصرف بقوة حيال قضية التغيرات المناخية، وأنه عازم على فرض سطوته على السلطة التنفيذية للقيام بذلك. وأعلن أوباما في خطاب حالة الاتحاد لعام 2013 قائلا «إذا لم يتحرك الكونغرس سريعا لحماية الأجيال القادمة، فلسوف أفعل».
ويحاول المحامون وممثلو جماعات الضغط الاستعداد للرد السريع والقوي عندما يتخذ الرئيس قراره بذلك الشأن. وعملت المجموعة عن كثب، حال وضعه استراتيجية العمل، مع مكتب السيناتور ميتش ماكونيل من ولاية كنتاكي، وهو زعيم الأغلبية التي تعاني ولايته المنتجة للفحم جراء الضوابط الجديدة المعلنة. وفي حين أن ماكونيل يعارض ضوابط التغيرات المناخية، يدرك مستشاروه أن فرصته ضئيلة من حيث سن تشريعات مناوئة لها داخل الكونغرس. بدلا من ذلك، اتخذ ماكونيل خطوة غير اعتيادية من الوصول مباشرة إلى حكام الولايات والنواب العوام، داعيا إياهم إلى رفض الخضوع والامتثال لخطط الضوابط المعلنة، وتشجيع رفض الولايات كافة لتنفيذ القواعد الجديدة.
ولقد اختير موريسي، الذي تعاني ولايته المنتجة للفحم كذلك من أعلى معدلات البطالة في البلاد، ليكون في واجهة الأحداث حيال القضية المرفوعة. ولكن من أبرز الخبراء الاستراتيجيين الذين انضموا إلى عملية التخطيط الرئيسية كان الحاكم غريغ أبوت من ولاية تكساس والنائب العام هناك، وسكوت بروت النائب العام عن ولاية أوكلاهوما. وكل منهما قد تعامل فعليا مع إدارة أوباما بشأن اللوائح الرئيسية لقانون الهواء النظيف.
وكان من أبرز الحلفاء في معرض تلك الجهود مجلس التبادل التشريعي الأميركي المعروف باسم «اليك»، وهو مجموعة ناشطة محافظة تعمل على تعزيز السياسات من خلال المجالس التشريعية بالولايات. في المعتاد، سوف تعمل لجان المجلس المكونة من الشركات الأعضاء على صياغة مشروع قانون يهدف إلى تعزيز السياسات التي يؤيدها المجلس، مثل تقويض العمل بالضوابط البيئية الجديدة.
وفي اجتماع عقد في سان دييغو في يوليو (تموز) الماضي، صاغت لجنة الطاقة التابعة لمجلس «اليك» - والتي تضم دنكان، وهو ممثل جماعات الضغط الخاصة بشركات الفحم والذي يعمل عن قرب مع ماكونيل وأساليبه - مشروع قانون يرمي إلى تكثيف الدعم المباشر للنواب العوام بالولايات الذين يعملون على المعارضة القانونية لخطة التغيرات المناخية.
ووفقا لأحد الأشخاص المطلعين والحاضرين في اجتماع يوليو، فإن مشروع القانون المذكور سيسمح للولايات بإنشاء الصناديق، التي يمكن تمويلها من خلال تبرعات الشركات، لإسناد المواجهات القانونية حول قواعد التغيرات المناخية الجديدة.
وفي حين أنه ليس من غير المألوف بالنسبة للشركات الكبرى التقدم لمقاضاة الحكومة الفيدرالية حول الضوابط البيئية، فإن الشخصيات الضالعة في تلك الجهود والعاملة على صياغة الاستراتيجية القانونية ضد ضوابط التغيرات المناخية قالت إن التوقيت، والعمالة، وتنسيق الجهود، كانت استثنائية، وإن تلك الجهود تعبر عن الأثر الكبير والكاسح لضوابط التغيرات المناخية الجديدة، والتي ما لم يجر إيقافها لدى المحكمة العليا، ستعمل على تحويل قطاعات ضخمة من الاقتصاد، ومن المرجح أن تسبب الشلل في قطاع صناعة الفحم وغيره من القطاعات الصناعية التي تتوقف عليها الرفاهية الاقتصادية.
وتزعم إدارة أوباما أنه على الرغم من الحجم الهائل للتحديات الموجهة ضدها، فإن خطة التغيرات المناخية سليمة من الناحية القانونية، حيث يقول توماس رينولدز، المتحدث باسم الوكالة الأميركية لحماية البيئة، حول ذلك «إن القواعد النهائية تستند إلى أسس قانونية قوية وراسخة».
وتستخدم الوكالة الأميركية لحماية البيئة سلطاتها الواضحة بموجب قانون الهواء النظيف لوضع معايير الانبعاثات الملوثة للهواء. ويضيف رينولدز قائلا «تتفق القواعد الصادر تماما مع القانون، وإننا واثقون للغاية من أنه سوف يصمد أمام أي تحديات قانونية قادمة».
ولكن مايكل ماكينا، وهو ممثل عن جماعة ضغط من الجمهوريين ويعمل عن كثب مع المجموعة سالفة الذكر، يقول إن النواب العموميين لن يتراجعوا، مضيفا أن «تلك القواعد تتسم بنزعة عدائية أكثر مما يمكن لأي شخص أن يتصورها. لا يوجد نائب عام واحد في أي ولاية أميركية لا يريد أن يقضي على تلك القواعد ويقوضها». تأتي تلك القواعد النهائية في صورة أكثر صرامة من الخطة التي أعلنت عنها الوكالة الأميركية لحماية البيئة في عامي 2012 و2014، تلك التي تعين لكل ولاية هدفا محددا لتقليص التلوث الكربوني الناجم عن محطات الطاقة لديها. كما يُسمح للولايات بوضع خططها الداخلية لتلبية المتطلبات، ويتعين عليها تسليم النسخ المبدئية من تلك الخطط إلى الوكالة الأميركية لحماية البيئة بحلول عام 2016، وتسليم النسخ النهائية من الخطط ذاتها في عام 2018.
والبند الأكثر عدوانية وصرامة من بين كل الضوابط يقضي بأنه بحلول عام 2030 يتعين على كل محطات الطاقة العاملة في البلاد تقليص الانبعاثات الملوثة للهواء بمقدار 32 في المائة من المستويات المسجلة في عام 2005، وهي زيادة عن نسبة 30 في المائة المستهدفة والمسجلة في مشروع الضوابط.
ووصف الرئيس الأميركي باراك أوباما أول من أمس القواعد الجديدة بأنها ضرورية وحتمية للصحة العامة، وقال «إنها واحدة من أهم الخطوات الضرورية التي اتخذتها الولايات المتحدة لمكافحة التغيرات المناخية العالمية». كما أنه سعى إلى تضمين السياسة في مشروعية القيم المتعالية، مشيرا إلى أن البابا فرانسيس قد أصدر منشورا في يونيو (حزيران) الماضي يدعو لوصف الأعمال الخاصة بتلك القضية بأنها من قبيل «الالتزامات الأخلاقية». وحتى مع اعتراف أوباما بالمقاومة الضارية التي تمارسها الولايات المنتجة للفحم ونقد القطاع الصناعي للضوابط، فإنه قال إن الأمر يعود للولايات المتحدة من حيث تبني تلك المعايير الصارمة من عدمه، وذلك حتى تشعر دول أخرى مثل الصين بالالتزام لاتخاذ خطوات مماثلة.
قبل أن يبدأ الرئيس أوباما في إلقاء خطابه أول من أمس، أعرب ماكونيل أنه سيفعل كل ما بوسعه لمواجهة تلك القواعد، والتي قال إن «الرئيس قد أصدر مشروع القرار بشأنها لأنه أصابه الضجر من الاستمرار في العمل مع الكونغرس الذي انتخبه الشعب». وأضاف: «ذلك هو السبب وراء محاولة الإدارة الحالية فرض تلك الضوابط الرجعية الشديدة من خلال الأمر التنفيذي، تلك الضوابط التي قد لا تتسم بالقانونية، والتي من الأرجح ألا يكون لها تأثير على البيئة العالمية، والتي من شأنها أن تعود بالضرر على المواطنين الأميركيين من الطبقات المتوسطة والمنخفضة. وإنها تعكس نصرا للآيديولوجية العمياء على السياسة السليمة والتراحم الصادق».
* خدمة «نيويورك تايمز»



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.


بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.


واشنطن: مادورو غير شرعي

نيكولاس مادورو في 8 ديسمبر 2022 (رويترز)
نيكولاس مادورو في 8 ديسمبر 2022 (رويترز)
TT

واشنطن: مادورو غير شرعي

نيكولاس مادورو في 8 ديسمبر 2022 (رويترز)
نيكولاس مادورو في 8 ديسمبر 2022 (رويترز)

قالت الولايات المتحدة اليوم (الثلاثاء)، إنها ما زالت ترفض اعتبار نيكولاس مادورو الرئيس الشرعي لفنزويلا، وتعترف بسلطة الجمعية الوطنية المُشَكَّلة عام 2015 بعد أن حلت المعارضة «حكومتها المؤقتة».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين: «نهجنا تجاه نيكولاس مادورو لا يتغير. إنه ليس الرئيس الشرعي لفنزويلا. نعترف بالجمعية الوطنية المُشَكَّلة عام 2015»، وفق ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.
ولدى سؤاله عن الأصول الفنزويلية، ولا سيما شركة النفط الفنزويلية في الولايات المتحدة، قال برايس إن «عقوباتنا الشاملة المتعلقة بفنزويلا والقيود ذات الصلة تبقى سارية. أفهم أن أعضاء الجمعية الوطنية يناقشون كيف سيشرفون على هذه الأصول الخارجية».