متظاهرون إسرائيليون يبدأون إضراباً عن الطعام احتجاجاً على {خطة الانقلاب}

رسالة من 1600 مهاجر يهودي جديد تطالب بوقف الإصلاح القضائي

TT

متظاهرون إسرائيليون يبدأون إضراباً عن الطعام احتجاجاً على {خطة الانقلاب}

بينما وصل الحوار بين الحكومة والمعارضة الإسرائيليتين إلى طريق مسدود، واستمرت عمليات تشريع القوانين التي تتيح لليمين تنفيذ انقلاب سياسي جوهري يغير منظومة الحكم ويضعف الجهاز القضائي، أعلن قادة الاحتجاج عن بدء الإضراب عن الطعام تدريجياً، وباشر 15 شخصاً منهم هذا الإضراب (الثلاثاء).
وفي الوقت نفسه، كشفت مصادر سياسية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تلقى «نصيحة من عدة مسؤولين أميركيين» بألا يحاول الوصول هذه الأيام إلى الولايات المتحدة؛ «لأن الرئيس جو بايدن سيسمعه انتقادات حادة بسبب الانقلاب».
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، (الثلاثاء)، إن «مسؤولين كباراً في الإدارة الأميركية توجهوا برسالة مباشرة لنتنياهو، يقترحون فيها عدم قيامه بزيارة دبلوماسية إلى الولايات المتحدة في الوقت الحالي. وأن الرئيس بايدن قد يحرج نتنياهو بانتقاد حاد لحكومته، بسبب سياساتها وتحركاتها في مجال الانقلاب القضائي، ما دامت أن هذه التشريعات مستمرة بهذه الوتيرة».
من جهته، أصدر «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب (الثلاثاء)، ما وصفه بـ«الإنذار الاستراتيجي» على خلفية خطة الحكومة المذكورة، لما يحدثه من شرخ داخلي. وبحسب البحث الذي أعدّه باحثون في المعهد بينهم عدد كبير من الجنرالات السابقين في الجيش والمخابرات وخبراء الشؤون الاستراتيجية، فإن «التهديدات الأمنية على إسرائيل اشتدت جداً مؤخراً»، مشيراً في هذا السياق إلى إيران «التي تحولت إلى دولة عتبة نووية»، ووثقت علاقاتها مع روسيا والصين، وإلى التوتر الأمني المتصاعد في الضفة الغربية، وفي المسجد الأقصى خصوصاً، وإلى أداء حزب الله «الذي يدل على تآكل الردع تجاهه».
وأضاف البحث أنه في وضع كهذا «كان يتوقع أن تركز إسرائيل كل اهتمامها على مواجهة التهديدات الخطيرة جداً، إلا أن الأزمة الداخلية تمسّ بقدرتها على القيام بذلك. وأن الضرر الأخطر، حاصل في الجيش الإسرائيلي كجهاز كان دائماً فوق أي خلافات داخلية، وعلى الاستعداد للخدمة فيه، والذي لا يستند فقط إلى التجنيد الإلزامي وإنما إلى الشعور بالانتماء والروح المشتركة». وأشار إلى أن المحكمة العليا «منعت محاكمة عناصر الأمن الإسرائيليين في محاكم دولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب».
واعتبر البحث أن عدم مشاركة المجتمع العربي في الاحتجاجات ينطوي على «خطر كبير على الأمن القومي». وتابع في هذا السياق أن «الابتعاد عن الانضمام للاحتجاجات يعني تعزيز التقوقع وتعميق الفجوة والعداء بين العرب واليهود. وأن وضعاً كهذا من شأنه تعزيز مجموعات راديكالية من كلا الجانبين، والدفع نحو العنف على خلفية دينية وقومية».
من جهة ثانية، أعلن معهد الهندسة التكنولوجية وكليات العلوم في حيفا (التخنيون)، عن عزمه تعطيل الدوام دعماً للاحتجاجات الجماهيرية. وجاء في الرسالة التي وجهها المعهد للطلاب المنتسبين إليه: «لا يمكن فصل البيئة الأكاديمية عن القيم التي يعمل بها المجتمع». وحث مديرو المعهد الطلاب على المشاركة في العملية الاحتجاجية بالقول: «اغتنموا الفرصة وشاركوا في تشكيل وجه المجتمع في إسرائيل». وبانخراطه في العملية الاحتجاجية، يصبح «التخنيون» أول جامعة تعلن إضراباً كاملاً كجزء من إجراءات اليسار ضد الحكومة اليمينية والإصلاح القضائي الذي تقوده. وعلى أثر ذلك قررت الكلية الأكاديمية في بيت بيرل أيضاً تعطيل الدوام بالكامل، في خطوة تهدف إلى دعم الاحتجاجات.
وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن أكثر من 1600 مهاجر يهودي جديد في إسرائيل (من الولايات المتحدة وبريطانيا والعديد من دول الاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا وأستراليا وروسيا وأوكرانيا وأميركا الجنوبية)، كتبوا رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية والرئيس يتسحاق هيرتسوغ، يطالبون فيها بوقف الإصلاح القضائي، وتجميد التشريعات التي سيتم التصويت عليها جزئياً من قبل الكنيست الإسرائيلي، أوائل أبريل (نيسان) الوشيك. وتطرقت رسالة المهاجرين إلى الاحتجاجات قائلة: «نضيف صوتنا إلى الإنذار الذي عبر عنه بالفعل خبراء قانونيون واقتصاديون ومديرون تنفيذيون للتكنولوجيا، والمجموعات النسائية والضباط العسكريون وحلفاؤنا الأجانب، فهؤلاء يعبرون عن ضمير الأمة».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

زوجة نتنياهو تطلب اعتبارها ضحية لهجوم استهدف منزل العائلة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو يصلان إلى مطار سيدني في أستراليا 22 فبراير 2017 (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو يصلان إلى مطار سيدني في أستراليا 22 فبراير 2017 (رويترز)
TT

زوجة نتنياهو تطلب اعتبارها ضحية لهجوم استهدف منزل العائلة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو يصلان إلى مطار سيدني في أستراليا 22 فبراير 2017 (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو يصلان إلى مطار سيدني في أستراليا 22 فبراير 2017 (رويترز)

طلب محامي سارة نتنياهو - زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - من المحكمة الاعتراف بزوجة رئيس الوزراء كضحية لهجوم الصواريخ البحرية في التحقيق بإطلاق النار على منزل رئيس الوزراء في قيسارية، رغم أن سارة نتنياهو لم تكن موجودة في المنزل وقت الحادث.

في استئنافه للمحكمة، ادعى أورييل نزري، محامي عائلة نتنياهو، أن سارة نتنياهو تستحق وضع ضحية جريمة وفقاً لأحكام قانون حقوق ضحايا الجريمة، حسب صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية.

تم القبض على 4 مشتبه بهم، بمن فيهم العميد (احتياط) عوفر دورون، بالقضية في وقت سابق من نوفمبر (تشرين الثاني). وفقاً للشرطة، كان المشتبه بهم يقومون بدوريات وجمع معلومات استخباراتية عن المنزل لعدة أيام قبل الحادث. ويشتبه في أن الـ4 فحصوا الترتيبات الأمنية حول المنزل الخاص، بما في ذلك نظام الأمن والكاميرات، لمعرفة ما إذا كان نتنياهو هناك، وبحثوا عن طرق لتجنب تصويرهم من كاميرات الأمن.

وأضافت الشرطة الإسرائيلية أن المشتبه بهم أوقفوا مركباتهم في المنطقة وساروا حتى وصلوا إلى نقطة تبعد 200 متر من المنزل، وأطلقوا منها الألعاب النارية.

وقالت مصادر مطلعة على تفاصيل التحقيق لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية: «من المهم التأكيد على أن هذه الألعاب النارية من المفترض أن تُطلق... نحو السماء... لأن احتراقها قوي جداً».

وادعى المحامي نزري أن الهجوم يشكّل عملاً إرهابياً لإلحاق الضرر بالدولة والديمقراطية، حسبما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.