هل تحسم وثائق الاستخبارات الأميركية أصل «كوفيد - 19»؟

بعد توقيع بايدن على مشروع قانون لرفع السرية عنها

باحثان في معهد ووهان لعلم الفيروسات (وكالة حماية البيئة الأميركية)
باحثان في معهد ووهان لعلم الفيروسات (وكالة حماية البيئة الأميركية)
TT

هل تحسم وثائق الاستخبارات الأميركية أصل «كوفيد - 19»؟

باحثان في معهد ووهان لعلم الفيروسات (وكالة حماية البيئة الأميركية)
باحثان في معهد ووهان لعلم الفيروسات (وكالة حماية البيئة الأميركية)

بعد أكثر من ثلاث سنوات من بدء الوباء، وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن، على مشروع قانون يوجه الحكومة الفيدرالية برفع السرية عن أكبر مقدار ممكن من المعلومات الاستخباراتية حول أصل «كوفيد - 19».
يوجه التشريع، الذي أقره كلٌّ من مجلسي النواب والشيوخ دون معارضة، مكتب مدير المخابرات الوطنية لرفع السرية عن المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بمعهد ووهان الصيني لعلم الفيروسات، ويستشهد بـ«الروابط المحتملة» بين البحث الذي تم إجراؤه هناك وتفشي «كوفيد - 19»، الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية جائحة في 11 مارس (آذار) 2020.
وبينما أبدى رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأميركي مايك تيرنر، حماساً لهذا القانون، وقال في تصريحات سبقت التوقيع على مشروع القانون، إن «إدارة بايدن ليس لديها عذر لعدم السماح بإزالة السرية الكاملة عن المعلومات»، توقع خبراء ألا يسفر هذا القانون عن جديد.
ويميل أنتوني فاوتشي، رئيس المعهد الوطني للحساسية والأمراض المُعدية منذ فترة طويلة، إلى ترجيح الأصل الطبيعي للفيروس. وقال فاوتشي في تصريحات سابقة، إنه «حتى لو كان تسريباً معملياً، فإنه لا يزال من أصول طبيعية».
وكان المدير السابق لمركز السيطرة على الأمراض، روبرت ريدفيلد، أحد مَن اطّلعوا على هذه المعلومات، قد قال في جلسة استماع بمجلس النواب عن أصل الفيروس قبل أسبوعين: «لا أعتقد أن الإجابات ستأتي من المجتمع العلمي، أعتقد أنها ستأتي من مجتمع الاستخبارات».
وقال ريدفيلد إن «هناك دليلاً على وجود الفيروس في وقت مبكر من سبتمبر (أيلول) 2019 وأشار إلى ثلاثة شواهد غير منتظمة للغاية تم رفع السرية عنها الآن تشير إلى نظرية تسرب المختبر، ومنها أن الباحثين الصينيين حذفوا التسلسلات المبكرة لـ«كوفيد - 19» التي تم نشرها على موقع (GISAID)، وهي قاعدة بيانات بحثية دولية تتعقب التغيرات في (كوفيد – 19) وفيروس الإنفلونزا، كما أنهم غيّروا القيادة والسيطرة على معهد ووهان لعلم الفيروسات من مدني إلى عسكري، وطلبوا من المقاول إجراء تعديلات في نظام التهوية بالمختبر».
تفاصيل هذا الخلاف داخل أميركا نفسها، تعطي في رأي محمد أحمد، أستاذ الفيروسات بالمركز القومي للبحوث بمصر، «كثيراً من المصداقية لما ذهب إليه عالمان أميركيان قبل شهور في مقال نشراه على موقع (بروجيكت سنديكيت) في 27 مايو (أيار) من عام 2022. وذهب العالمان في مقالهما إلى أن وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة الأميركية (DARPA)، استقبلت في مارس من عام 2018 طلباً من شركة (إيكو هيلث إيلانس) الأميركية، وباحثون من معهد ووهان لعلم الفيروسات بالصين، وجامعة نورث كارولاينا الأميركية، للحصول على منحة بغية دراسة فيروسات الخفافيش التاجية، وتضمن الطلب شرحاً لأنهم يعتزمون تغيير الشفرة الجينية لفيروسات الخفافيش التاجية لإدخال الميزة التي تعد بالضبط الجزء الأكثر غرابة في فيروس كورونا المستجد، وهي (موقع انشقاق الفورين)».
ويشير هذا المصطلح إلى الأحماض الأمينية المحددة في البروتين والتي تسهل من دخول الفيروس إلى الخلية، ويدور معظم شكوك التخليق البيولوجي حول هذه الأحماض الأمينية.
ويقول أستاذ الفيروسات إنه «على الرغم من أن وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة الأميركية لم توافق على هذه المنحة، فقد يكون العمل قد تم على أي حال، بدليل أن كورونا المستجد، هو الفيروس الوحيد في عائلة الفيروسات الشبيهة بالسارس (فيروسات ساربيك) المعروف بأنها تملك موقع انشقاق الفورين».
ويضيف أن «العالمين الأميركيين أشارا في مقالهما إلى مفارقة خطيرة، وهي أن نفس الفريق الثلاثي الذي تم رفض طلبه في 2018، أجرى (تجارب اكتساب وظيفة) مماثلة على فيروس كورونا آخر، وهو الفيروس الذي يسبّب متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، وذلك بدعم من المعاهد الوطنية للصحة بأميركا، وهو ما يفسر تمسك أنتوني فاوتشي بنظرية الأصل الطبيعي للفيروس، كما لمح رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب مايك تيرنر».
وعليه خلص أستاذ الفيروسات بالمركز القومي للبحوث، إلى أن «المعلومات التي تتضمنها الوثائق الاستخباراتية إذا تم طرحها بأمانة ودون تحيز، فلن تعفي الولايات المتحدة من المسؤولية المشتركة مع الصين عن تخليق الفيروس معملياً».
* المجتمع العلمي الأميركي
من جانبه، أبدى ماثيو وودروف، مدرس علم المناعة البشرية في جامعة «إيموري» الأميركية، تطلعه لمعرفة البيانات الجديدة التي سيتيحها القانون، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «سأكون مهتماً تماماً مثل عامة الناس بمعرفة ما إذا كان هناك أي مادة علمية ستتم إتاحتها، وسأفاجأ إذا كانت البيانات التي تم إصدارها تستند إلى بيانات علمية غير معروفة، بدلاً من جمع المعلومات الاستخبارية حول تفشي المرض».
وأوضح وودروف، أن المجتمع العلمي الأميركي رفض إلى حد كبير فرضية «التسرب في المختبر»، حيث قدم عدد من الوكالات الحكومية الأميركية تقارير استقصائية سابقة تشير إلى الأصل الطبيعي بوصفه السيناريو الأكثر ترجيحاً، وحتى الآن بدت الأدلة التي نوقشت حول تسرب المختبر ضعيفة ومتضاربة، ولم يأخذها الكثيرون على محمل الجد.
ومع ذلك، يرى وودروف أن «هناك فهماً عاماً مفاده أن الحكومة الصينية لم تقدم أي شيء بشأن تفاصيل تفشّي المرض، وتمكن ملاحظة ذلك في التسرب الأخير للبيانات الذي أدى إلى ارتباط كلب الراكون بأصل الفيروس، وجاءت هذه البيانات بمثابة مفاجأة للمجتمع العلمي وتشير إلى أن الصين لديها بيانات متاحة أكثر مما تعلنه للجمهور».
ويشدد وودروف على أنه «ينبغي بشكل علمي حسم تلك القضية، فإذا كان الفيروس بالفعل تسرباً معملياً، فنحن بحاجة إلى فهم طبيعة هذا التسرب لاتخاذ الاحتياطات المناسبة في المستقبل، أو حتى للحد من أنواع الأبحاث التي يمكن إجراؤها وتؤدي لذلك، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فينبغي أن نبحث في كيفية منع انتشار الفيروس في هذه الأنواع من المواقف ومراقبتها، وهذا كله قبل مناقشة استعداد حكومات (الصين والولايات المتحدة وغيرهما) للشفافية فيما يتعلق ببيانات الصحة العامة لمنظمات مثل منظمة الصحة العالمية».
ما شدد عليه وودروف، هو ما كرره أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، عندما طلبت «الشرق الأوسط» تعليقه على القانون الأميركي، حيث رفض التعليق على القانون وما أثاره من جدل، مكتفيا بقوله: «ندعو الجميع للتعاون من أجل التوصل لأصل الفيروس». وأضاف: «سأكرر ما قاله المدير العام للمنظمة، وهو أن الوصول لأصل الفيروس واجب أخلاقي لحماية البشرية من أي خطر مستقبلي».


مقالات ذات صلة

أكثر من 50 زعيماً سابقاً يطلقون نداء لحماية العالم من الجوائح

العالم المقر الرئيسي لـ«منظمة الصحة العالمية» في جنيف (أرشيفية - رويترز)

أكثر من 50 زعيماً سابقاً يطلقون نداء لحماية العالم من الجوائح

أطلق أكثر من 50 رئيس دولة وحكومة سابقين نداءً رسمياً وعاجلاً، الأربعاء، للتوصل إلى اتفاق دولي لمنع ظهور جوائح جديدة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق الوباء الرهيب قصَّر أعمارنا (أ.ف.ب)

«كورونا» خفَّضت أعماركم عاماً ونصف عام!

انخفض متوسّط العمر المتوقَّع الذي كان يزداد منذ عقود في مختلف أنحاء العالم، بشكل مفاجئ عامَي 2020 و2021 في خضمّ أزمة «كوفيد - 19»، وفق دراسة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك لقاح «كورونا» (إ.ب.أ)

لم يعان أي آثار جانبية... ألماني يتلقى لقاح كورونا 217 مرة

تلقّى رجل ألماني يبلغ من العمر 62 عاماً لقاح كورونا 217 مرة لكنه لم يعان أي آثار جانبية نتيجة لذلك

«الشرق الأوسط» (برلين)
علوم انخفضت أسعار «قرود المختبرات» مع معاناة قطاع الدواء في الصين (رويترز)

ما العلاقة بين تراجع «كورونا» وانخفاض أسعار القرود في الصين؟

ألقى بطء حركة الأبحاث الطبية في الصين في فترة ما بعد جائحة «كورونا» بظلاله على سوق فريدة من نوعها، حيث انخفضت أسعار «قرود المختبرات».

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك الأطفال الذين ولدوا خلال الإغلاق لديهم المزيد من الميكروبات المفيدة المكتسبة من أمهاتهم (رويترز)

دراسة: الأطفال المولودون خلال إغلاق «كورونا» طوّروا حماية أعلى ضد الحساسية

أظهرت دراسة جديدة أن عملية الإغلاق التي فُرضت خلال جائحة «كوفيد - 19» أدخلت تغييرات في صحة الأطفال حديثي الولادة «ربما تحميهم من الإصابة بالحساسية».

«الشرق الأوسط» (لندن)

رئيس الاستخبارات الروسية ناقش في كوريا الشمالية التعاون الأمني

مدير الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين (رويترز)
مدير الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين (رويترز)
TT

رئيس الاستخبارات الروسية ناقش في كوريا الشمالية التعاون الأمني

مدير الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين (رويترز)
مدير الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين (رويترز)

أعلنت بيونغ يانغ، اليوم (الخميس)، أنّ رئيس الاستخبارات الروسية بحث، خلال زيارة إلى كوريا الشمالية هذا الأسبوع، التعاون الأمني الثنائي، في خطوة تأتي بعد أسابيع من اتّهام كوريا الجنوبية جارتها الشمالية بتزويد موسكو بكميات ضخمة من الأسلحة لدعم الكرملين في حربه ضد أوكرانيا، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت «وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية» إنّ مدير الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين أجرى زيارة إلى بيونغ يانغ استمرت من الاثنين إلى الأربعاء، وعقد خلالها اجتماعين مع وزير أمن الدولة الكوري الشمالي ري تشانغ داي.

وأوضحت الوكالة أنّ المسؤولين ناقشا سبل تعزيز التعاون بين البلدين «لمواجهة أعمال التجسّس والمؤامرات المتزايدة التي تحيكها القوى المعادية».

وأضافت أنّ «الطرفين توصّلا إلى توافق كامل حول القضايا العالقة خلال الاجتماعين اللذين عُقدا في أجواء من المودّة والصداقة».

وتخضع كلّ من روسيا وكوريا الشمالية لعقوبات دولية: موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا، وبيونغ يانغ بسبب تجاربها النووية العسكرية.

وفي سبتمبر (أيلول)، عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون قمة في أقصى الشرق الروسي قال خلالها كيم إنّ العلاقات مع موسكو هي «أولويته الأولى».

وبعيد هذه القمّة، قالت الولايات المتّحدة إنّ بيونغ يانغ بدأت بتزويد موسكو أسلحة.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون (رويترز)

وفي مطلع مارس (آذار) الحالي، قالت كوريا الجنوبية إنّ جارتها الشمالية شحنت منذ يوليو (تموز) نحو 7 آلاف حاوية أسلحة إلى روسيا لكي يستخدمها الجيش الروسي في حربه ضدّ أوكرانيا.

ووفقاً لواشنطن، فإنّ بيونغ يانغ تسعى مقابل شحنات الأسلحة هذه إلى الحصول من موسكو على مساعدات عسكرية في مجالات محدّدة؛ من بينها تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية وتحديث عتادها العسكري الذي يعود إلى الحقبة السوفياتية.


كندا تسجل أسرع نمو سكاني منذ 66 عاماً في 2023

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (د.ب.أ)
TT

كندا تسجل أسرع نمو سكاني منذ 66 عاماً في 2023

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (د.ب.أ)

قالت وكالة الإحصاء الكندية، اليوم الأربعاء، إن عدد السكان بلغ مستوى قياسياً عند 40.77 مليون نسمة في عام 2023 مدفوعاً إلى حد بعيد بالهجرة المؤقتة.

وبحسب «رويترز»، ارتفع العدد 1.27 مليون نسمة في عام 2023 بزيادة 3.2 في المائة عن العام السابق، بما يمثل أعلى نمو سكاني منذ عام 1957.

وتسبب تدفق المهاجرين في مشكلة إسكان مما أدى إلى ارتفاع أسعار المنازل، مما أضر بشعبية رئيس الوزراء جاستن ترودو.

وقال خبراء اقتصاد وبنك كندا إن النمو السكاني أدى أيضاً إلى خفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد مثلما ظهر في الربع الأخير.

وذكرت الوكالة في بيان: «جاءت الغالبية العظمى (97.6 في المائة) من زيادة السكان في كندا في عام 2023 من الهجرة الدولية (الهجرة الدائمة والمؤقتة) والنسبة المتبقية (2.4 في المائة) جاءت من الزيادة الطبيعية».

وأضافت: «كان هذا هو العام الثاني على التوالي الذي تزيد فيه الهجرة المؤقتة من النمو السكاني، والعام الثالث على التوالي مع زيادة صافية في عدد المقيمين غير الدائمين».

واعتمدت كندا بشدة على الهجرة لتعزيز قوتها العاملة ونموها الاقتصادي إذ كان ما يقرب من ربع سكانها في عام 2021 من المقيمين غير الأصليين المولودين في البلاد، وفقاً لتقرير صندوق النقد الدولي لعام 2021، وهذا هو أعلى مستوى بين دول مجموعة السبع.

لكن حكومة ترودو الليبرالية حاولت في الأشهر القليلة الماضية مواجهة الضغوط من خلال اتخاذ إجراءات تحد من عدد الطلاب الدوليين والمقيمين غير الدائمين الذين يمكنهم القدوم إلى كندا كل عام.

وأظهرت بيانات الوكالة أنها تقدر أن مليونين و661784 مقيماً غير دائم يعيشون في كندا في أول يناير (كانون الثاني) 2024. ويحمل مليونان و332886 منهم تصاريح وتعيش معهم أسرهم، و328898 من طالبي اللجوء الذين يحملون أو لا يحملون تصاريح للعمل أو الدراسة.


بوتين يبحث التعاون الأمني مع زعماء غرب ووسط أفريقيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)
TT

بوتين يبحث التعاون الأمني مع زعماء غرب ووسط أفريقيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)

ذكرت كل من مالي وروسيا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش في مكالمة هاتفية، اليوم الأربعاء، التعاون الأمني ​​والاقتصادي مع رئيس المجلس العسكري الحاكم في مالي أسيمي غويتا.

وبحسب «رويترز»، يأتي ذلك بعد يوم من إجراء بوتين مكالمة هاتفية مماثلة مع زعيم المجلس العسكري في النيجر المجاورة.

وقال غويتا على موقع التواصل الاجتماعي «إكس»: «ناقشنا الملفات المشتركة، وخاصة في المجالين الأمني ​​والاقتصادي. واتفقنا على زيادة التعاون في الحرب ضد الإرهاب». وأكد الكرملين المكالمة وقال إن الزعيمين اتفقا على توثيق العلاقات.

وأصبحت مالي في السنوات القليلة الماضية من أقرب حلفاء روسيا في أفريقيا، مع انتشار مجموعات مسلحة تابعة لمجموعة «فاغنر» في البلاد لمحاربة متمردين جهاديين في الدولة الواقعة في منطقة الساحل الأفريقي.

وتسعى روسيا إلى تعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية، وتقديم نفسها بوصفها دولة صديقة ليس لها تاريخ استعماري في القارة.

ويبدو أن المكالمة تأتي ضمن جولة تحركات دبلوماسية أجراها بوتين مع زعماء غرب ووسط أفريقيا منذ إعادة انتخابه في وقت سابق من هذا الشهر.

وذكر الكرملين، اليوم الأربعاء، أن بوتين وزعيم جمهورية الكونغو دينيس ساسو نجيسو اتفقا في مكالمة هاتفية على تعميق العلاقات السياسية والاقتصادية والإنسانية.

وقال التلفزيون الرسمي في النيجر، أمس الثلاثاء، إن بوتين تحدث هاتفياً مع زعيم المجلس العسكري عبد الرحمن تياني، وناقشا الحاجة إلى تعزيز التعاون الأمني بين البلدين.

وجاءت المكالمة بعد قرار اتخذته النيجر، وهي حليف سابق للغرب في حربه مع التمرد المسلح في منطقة الساحل، في 17 مارس (آذار) بإلغاء اتفاق عسكري مع الولايات المتحدة.

وقبل أيام من قرار إلغاء الاتفاق، حذر مسؤولون أميركيون قادة المجلس العسكري في النيجر بشأن علاقاتهم مع روسيا وإيران.

وجاء قرار المجلس العسكري في النيجر في أعقاب قرار مالي وبوركينا فاسو المجاورتين قطع علاقاتهما العسكرية مع حلفاء تقليديين منهم فرنسا، وتغيير الوجهة باتجاه روسيا.

واتفقت دول الساحل، التي تواجه تمرد جماعات إسلامية، في وقت سابق من هذا الشهر، على تشكيل قوة مشتركة لمواجهة التهديدات الأمنية عبر أراضيها.


عقوبات أميركية - بريطانية على شخصين و3 كيانات بتهمة جمع أموال لـ«حماس»

جدار يحمل صور الرهائن لدى «حماس» في تل أبيب (رويترز)
جدار يحمل صور الرهائن لدى «حماس» في تل أبيب (رويترز)
TT

عقوبات أميركية - بريطانية على شخصين و3 كيانات بتهمة جمع أموال لـ«حماس»

جدار يحمل صور الرهائن لدى «حماس» في تل أبيب (رويترز)
جدار يحمل صور الرهائن لدى «حماس» في تل أبيب (رويترز)

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية اليوم (الأربعاء)، أنها فرضت بالتنسيق مع بريطانيا عقوبات استهدفت شخصين و3 كيانات بتهمة جمع أموال لحركة «حماس».

وبحسب «وكالة أنباء العالم العربي»، قالت الوزارة في بيان إن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع للوزارة أدرج شخصين وثلاثة كيانات شاركت في جمع الأموال لـ«حماس»، في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023.

وأوضح البيان أن أهم هذه الكيانات، منظمة «غزة الآن» التي أسسها مصطفى عياش والتي انخرطت في جمع الأموال لـ«حماس»، بالإضافة إلى «شركة القرشي التنفيذية».


واشنطن وسيول تشكلان فريقاً لمنع وصول شحنات نفط غير قانونية لبيونغ يانغ

علم كوريا الشمالية يرفرف بجوار أسلاك شائكة (رويترز)
علم كوريا الشمالية يرفرف بجوار أسلاك شائكة (رويترز)
TT

واشنطن وسيول تشكلان فريقاً لمنع وصول شحنات نفط غير قانونية لبيونغ يانغ

علم كوريا الشمالية يرفرف بجوار أسلاك شائكة (رويترز)
علم كوريا الشمالية يرفرف بجوار أسلاك شائكة (رويترز)

أطلقت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، هذا الأسبوع، قوة عمل جديدة، تهدف إلى منع كوريا الشمالية من شراء النفط بشكل غير قانوني.

وعُقد الاجتماع الأول لفريق العمل في واشنطن أمس (الثلاثاء)، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، في بيان، إن الاجتماع ضم أكثر من 30 مسؤولاً من الوزارات والوكالات المسؤولة عن الدبلوماسية والمخابرات والعقوبات والحظر البحري.

وأضاف البيان أن الجانبين أعربا عن قلقهما إزاء احتمال قيام روسيا بتوفير النفط المكرر لكوريا الشمالية، وناقشا سبل تعليق التعاون غير القانوني بين موسكو وبيونغ يانغ.

وقال البيان: «النفط مورد أساسي لتطوير الأسلحة النووية والصاروخية لكوريا الشمالية ووضعها العسكري».

وبموجب القيود التي فرضها مجلس الأمن الدولي على الأسلحة النووية وبرامج الصواريخ لكوريا الشمالية، يقتصر استيراد بيونغ يانغ على 4 ملايين برميل من النفط الخام، و500 ألف برميل من المنتجات المكررة سنوياً.

وقال دبلوماسي بالأمم المتحدة لـ«رويترز» الأسبوع الماضي، إن هناك احتمالاً قوياً بأن تستخدم روسيا حق النقض ضد قرار للأمم المتحدة يدعو إلى استمرار تفويض لجنة الخبراء التي تراقب العقوبات على كوريا الشمالية.

وقالت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة تراقب تنفيذ العقوبات هذا الشهر، إن ناقلات ترفع علم كوريا الشمالية ربما سُلِّمت أكثر من 1.5 مليون برميل من المنتجات النفطية المكررة بين الأول من يناير (كانون الثاني) و15 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي.

وتؤكد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية إن كوريا الشمالية زوَّدت روسيا بأسلحة لاستخدامها في أوكرانيا، وأن روسيا وكوريا الشمالية نفذتا ذلك حتى مع تعهدهما بتعزيز التعاون العسكري.

وتظهر صور الأقمار الاصطناعية التجارية أن ناقلات نفط كورية شمالية، بما في ذلك بعض السفن الخاضعة للعقوبات، زارت مواني روسية في الأسابيع القليلة الماضية.

وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بأن فريق العمل المشترك بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية يدرس الإجراءات المحتملة لتعطيل شبكات شراء النفط المكرر في كوريا الشمالية، بما في ذلك الكشف عن أنشطة التهرب من العقوبات، وفرض عقوبات أحادية الجانب، وإشراك القطاع الخاص والجهات الفاعلة الخارجية في جميع أنحاء المنطقة، الذين يقومون بتسهيل شحنات النفط؛ سواء عن قصد أو عن غير قصد.

وأضافت الوزارة في بيان أنه في المستقبل يمكن أن يستهدف فريق العمل مجالات أخرى للتهرب من العقوبات، بما في ذلك مبيعات الفحم.


لازاريني: لدى «الأونروا» ما يكفي من التمويل حتى نهاية مايو

أرشيفية للازاريني خلال زيارته قطاع غزة ولقائه الأطفال (إكس)
أرشيفية للازاريني خلال زيارته قطاع غزة ولقائه الأطفال (إكس)
TT

لازاريني: لدى «الأونروا» ما يكفي من التمويل حتى نهاية مايو

أرشيفية للازاريني خلال زيارته قطاع غزة ولقائه الأطفال (إكس)
أرشيفية للازاريني خلال زيارته قطاع غزة ولقائه الأطفال (إكس)

أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني لوسائل إعلام سويسرية، اليوم الثلاثاء، أن لدى الهيئة ما يكفي من التمويل لتواصل عملياتها حتى نهاية مايو (أيار) على أقل تقدير.

تعاني الأونروا المسؤولة عن تنسيق جميع المساعدات إلى غزة تقريبا من أزمة منذ اتهمت إسرائيل حوالى عشرة من موظفيها البالغ عددهم 13 ألفا في غزة بالتورط في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الذين نفّذته حماس ضد إسرائيل. دفع الأمر العديد من الدول المانحة، بما فيها الولايات المتحدة، لوقف تمويل الوكالة فجأة، ما يمثّل تهديدا لجهودها الرامية لإيصال المساعدات الضرورية لغزة، في موازاة تحذير الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة.

وحذّر لازاريني الشهر الماضي من أن أزمة التمويل كبيرة إلى درجة أن المنظمة قد لا تتمكن من مواصلة أنشطتها بعد مارس (آذار). لكن بعدما استأنفت عدة دول أو زادت تمويلها مؤخرا، بما فيها إسبانيا وكندا وأستراليا، قال لازاريني لوكالة "كيستون-أيه تي إس" الإخبارية السويسرية الثلاثاء إن "الوضع بات اليوم أقل خطورة". وتدارك "لكننا ما زلنا نتعامل مع الوضع على أساس كل شهر على حدة"، مؤكدا أن الوكالة بات الآن لديها ما يكفي من "التمويل حتى نهاية مايو (أيار)".

جاءت زيارة لازاريني إلى جنيف لتقديم إيجاز للجنة الشؤون الخارجية التابعة للبرلمان السويسري عن الوضع الإنساني في غزة، وللرد على الأسئلة المتعلّقة بالاتهامات الإسرائيلية لموظفي الأونروا، وفق بيان مقتضب للجنة.

ويأمل المفوض السويسري في إقناع بلاده بالسير على خطى البلدان التي استأنفت تمويل الأونروا.

وأواخر (كانون الثاني)، أبدت سويسرا التي خصصت في السنوات الأخيرة نحو 20 مليون فرنك سويسري (23 مليون دولار) سنويا للأونروا، شكوكا في إمكان تقديم دفعة العام 2024 بعد الاتهامات الإسرائيلية للوكالة. وأطلقت الأمم المتحدة تحقيقا داخليا ومستقلا، علما أن إسرائيل لم تقدم اليها أي أدلة لدعم الاتهامات بحق موظفيها.

واتّهم لازاريني إسرائيل بالسعي لتدمير الأونروا التي توظف حوالى 30 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية والأردن ولبنان وسوريا حيث يقدمون الرعاية الصحية والتعليم وغير ذلك من الخدمات الأساسية. ومُنع هو نفسه من دخول غزة الأسبوع الماضي، وقال نهاية الأسبوع إن إسرائيل منعت الوكالة نهائيا من إيصال المساعدات إلى شمال غزة حيث يزداد خطر المجاعة.


الأمم المتحدة: حوادث الغرق السبب الأول لوفاة المهاجرين

نصف المهاجرين الذين لقوا مصرعهم أثناء محاولتهم الهجرة خلال العقد الماضي قضوا في البحر (إ.ب.أ)
نصف المهاجرين الذين لقوا مصرعهم أثناء محاولتهم الهجرة خلال العقد الماضي قضوا في البحر (إ.ب.أ)
TT

الأمم المتحدة: حوادث الغرق السبب الأول لوفاة المهاجرين

نصف المهاجرين الذين لقوا مصرعهم أثناء محاولتهم الهجرة خلال العقد الماضي قضوا في البحر (إ.ب.أ)
نصف المهاجرين الذين لقوا مصرعهم أثناء محاولتهم الهجرة خلال العقد الماضي قضوا في البحر (إ.ب.أ)

ذكر تقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة، نشر اليوم الثلاثاء، أن أكثر من نصف المهاجرين الذين لقوا مصرعهم أثناء محاولتهم الهجرة خلال العقد الماضي قضوا في البحر أو أكثر من 36 ألف حالة وفاة.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، أعلنت الوكالة الأممية خلال عرض تقرير عن حالات الوفاة والاختفاء بين المهاجرين على مدى 10 سنوات أنه «لا بد من تعزيز قدرات البحث والإنقاذ لمساعدة المهاجرين المعرضين للخطر في البحر وإنقاذ الأرواح».

ووفقاً لمشروع «المهاجرين المفقودين» التابع للمنظمة الدولية للهجرة، هناك أكثر من 63 ألف حالة وفاة أو فقدان لمهاجرين في جميع أنحاء العالم منذ عام 2014. ومع ذلك، فإن العدد الحقيقي أعلى بكثير بسبب صعوبة جمع بيانات موثوقة.

وأضافت المنظمة الدولية للهجرة التي نشرت جزءاً من تقريرها مطلع مارس (آذار) أن ما يقرب من 60 في المائة من هؤلاء الأشخاص قضوا بعد حوادث الغرق.

ولقي العديد من الأشخاص حتفهم في حوادث غرق جماعية ولم يتم العثور على جثثهم. وبين الوفيات في البحر قضى أكثر من 27 ألف شخص في المتوسط، وهو الطريق التي يسلكها العديد من المهاجرين من شمال أفريقيا إلى جنوب أوروبا.

وتعذر التعرف على أكثر من ثلثي الأشخاص الذين تم توثيق وفاتهم في إطار مشروع «المهاجرين المفقودين»، وهو وضع مؤلم لعائلات الضحايا، حسبما تؤكد المنظمة الدولية للهجرة.

عامل آخر كشفه التقرير، وهو أن أكثر من ثلث المهاجرين أتوا من بلد في حالة حرب، كما تقول الوكالة التي تعد إحدى أولوياتها هي العمل مع الحكومات «لتسهيل مسارات الوصول الآمن والمنتظم والمنظم لتجنب الخسائر غير الضرورية في الأرواح».

وفي عام 2023، توفي أكثر من 8500 شخص حول العالم أثناء محاولتهم الهجرة، مما جعله العام الأكثر دموية منذ أن بدأت منظمة الهجرة تجمع هذه البيانات.

في يونيو (حزيران) وقع أحد أسوأ حوادث الغرق في شرق المتوسط في السنوات الأخيرة قبالة سواحل اليونان عندما انقلب زورق صيد أبحر من ليبيا وعلى متنه ما يصل إلى 750 شخصاً، نجا 104 أشخاص فقط، وتم العثور على 82 جثة. وحذرت المنظمة من أن أرقام عام 2024 حتى الآن غير مطمئنة.

وفيما يتعلق بطريق الهجرة عبر المتوسط، انخفض عدد الوافدين مقارنة بعام 2023، لكن «عدد الوفيات كان مرتفعاً بقدر وفيات العام الماضي».


«اليونيسف» تحذّر من خطر وفاة «عدد لا يحصى من الأطفال» في هايتي

125 ألف طفل في هايتي مهددون بسوء التغذية الحاد (أ.ب)
125 ألف طفل في هايتي مهددون بسوء التغذية الحاد (أ.ب)
TT

«اليونيسف» تحذّر من خطر وفاة «عدد لا يحصى من الأطفال» في هايتي

125 ألف طفل في هايتي مهددون بسوء التغذية الحاد (أ.ب)
125 ألف طفل في هايتي مهددون بسوء التغذية الحاد (أ.ب)

حذّرت مديرة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن «عدداً لا يحصى من الأطفال» يواجه خطر الموت بسبب الأزمة المتعددة الأبعاد التي تشهدها هايتي، معربةً عن قلقها، خصوصاً على 125 ألف طفل مهدّدين بسوء التغذية الحاد.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قالت كاترين روسيل، في بيان، إن «للعنف وانعدام الاستقرار في هايتي تداعيات أبعد من مخاطر العنف بذاته. ويتسبب الوضع بأزمة صحية وغذائية قد تزهق أرواح عدد لا يحصى من الأطفال».

وتابعت قائلة إن «آلاف الأطفال هم على شفير الهاوية، في حين أن المساعدات الحيوية جاهزة للتوزيع في حال توقّف العنف وأعيد فتح الطرق والمستشفيات».

وحسب التقرير الأخير حول التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الذي صدر قبل بضعة أيام، تدهور الوضع في البلد، وبات حوالي 5 ملايين شخص، أي قرابة نصف سكان هايتي، في حالة خطرة من انعدام الأمن الغذائي، من بينهم 1.64 مليون شخص مصنّفين في المستوى الرابع (مستوى الطوارئ) من هذا التصنيف المتضمن 5 مستويات.

وأدّى تصاعد عنف العصابات، خصوصاً في مقاطعة أرتيبونيت والمقاطعة الغربية التي تشمل العاصمة بور أو برنس، إلى الحد من عمليات توزيع المساعدات الإنسانية وتقويض نظام صحي ضعيف أصلاً، «ما يشكّل تهديداً وشيكاً على حياة أكثر من 125 ألف طفل يواجهون خطر سوء التغذية الحاد»، حسب «اليونيسف».

ودعت المنظمة الأممية، المجتمع الدولي، إلى الإسراع في إعادة الأمن وزيادة الدعم المالي، في حين لم ترسل بعد بعثة دولية بقيادة كينيا تعنى بالحفاظ على الأمن.

ولم تموّل خطّة الاستجابة الإنسانية التي وضعتها الأمم المتحدة لهايتي في 2024 بقيمة 674 مليون دولار سوى بنسبة لا تتعدّى 7 في المائة.

وتشهد هايتي التي كانت تعاني أصلاً أزمة سياسية وأمنية عميقة تصاعداً للعنف منذ بداية الشهر، عندما اتّحدت عدّة عصابات لمهاجمة مواقع استراتيجية في العاصمة، مطالبةً بتنحّي رئيس الوزراء أرييل هنري.

وقدّم هنري الذي لطالما كان محور خلاف استقالته في 11 مارس (آذار). ومذاك، تجري مفاوضات لتشكيل مجلس رئاسي انتقالي.


الهجرة تتسبب بهلاك أو اختفاء أكثر من 63 ألف شخص في العقد الماضي

أفراد من الروهينغا ينزلون من قاربهم في شمال آتشيه بإندونيسيا (أ.ب)
أفراد من الروهينغا ينزلون من قاربهم في شمال آتشيه بإندونيسيا (أ.ب)
TT

الهجرة تتسبب بهلاك أو اختفاء أكثر من 63 ألف شخص في العقد الماضي

أفراد من الروهينغا ينزلون من قاربهم في شمال آتشيه بإندونيسيا (أ.ب)
أفراد من الروهينغا ينزلون من قاربهم في شمال آتشيه بإندونيسيا (أ.ب)

كشفت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، اليوم (الثلاثاء)، عن أن ما لا يقل عن 63 ألفاً و285 شخصاً هلكوا أو اختفوا على طرق الهجرة حول العالم بين عامي 2014 و2023، معظمهم بسبب الغرق.

وأظهر تقرير نشرته المنظمة ضمن مشروعها عن المهاجرين المفقودين، أن غالبية الوفيات والمختفين، وعددهم 28 ألفاً و854 شخصاً، حدثت في البحر المتوسط تليها أفريقيا وآسيا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وكان ما يقرب من 60 في المائة من الوفيات الموثقة مرتبطة بالغرق، وأكثر من ثلث تلك الوفيات التي تم تحديدها كانت من بلدان تشهد نزاعات، لا سيما أفغانستان، وميانمار، وسوريا وإثيوبيا.

وأظهرت بيانات المنظمة الدولية للهجرة، أن العام الأكثر دموية للمهاجرين في العِقد الماضي كان عام 2023، عندما سجلت 8541 حالة وفاة؛ وهو ما يرجع جزئياً إلى الزيادة الحادة في الوفيات في البحر المتوسط.

وجاء في التقرير: «من المرجح أن تكون الزيادة في الوفيات مرتبطة بزيادة عدد المغادرين، وبالتالي تحطم السفن، قبالة سواحل تونس»، مضيفاً أن 729 شخصاً على الأقل لاقوا حتفهم قبالة السواحل التونسية في عام 2023 مقارنة بنحو 462 في عام 2022.

وأوضح التقرير: «في جميع السنوات السابقة، تم توثيق معظم الوفيات في وسط البحر المتوسط قبالة سواحل ليبيا».

مهاجرون يجلسون على متن سفينة تابعة للبحرية البلجيكية بعد إنقاذهم قبالة السواحل الليبية (أ.ب)

ومع اكتساب الأحزاب المناهضة للهجرة نفوذاً مطرداً في جميع أنحاء أوروبا لسنوات، حاولت الحكومات الحد من تدفقات الهجرة إلى بلدانها من خلال التعهد بتقديم الأموال إلى البلدان الواقعة على البحر المتوسط.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم حزمة تمويل بقيمة 7.4 مليار يورو (ثمانية مليارات دولار) لمصر وصفتها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني بأنها «أفضل طريقة لمعالجة تدفقات الهجرة».

وجعلت حكومات العديد من الدول الأوروبية، بما في ذلك إيطاليا والمجر وبريطانيا، الحد من الهجرة أولوية قصوى، في حين اكتسبت الأحزاب اليمينية المتطرفة في أماكن أخرى، مثل حزب التجمع الوطني الفرنسي، بقيادة مارين لوبان، شعبية.


مؤسس «ويكيليكس» ينال فرصة مؤقتة لتجنب تسليمه إلى أميركا

جوليان أسانج مؤسس موقع «ويكيليكس» (أ.ب)
جوليان أسانج مؤسس موقع «ويكيليكس» (أ.ب)
TT

مؤسس «ويكيليكس» ينال فرصة مؤقتة لتجنب تسليمه إلى أميركا

جوليان أسانج مؤسس موقع «ويكيليكس» (أ.ب)
جوليان أسانج مؤسس موقع «ويكيليكس» (أ.ب)

حصل جوليان أسانج مؤسس موقع «ويكيليكس» على فرصة لمواصلة معركته القانونية ضد تسليمه إلى الولايات المتحدة، بعدما قضت المحكمة العليا في لندن اليوم (الثلاثاء) بأحقيته في الاستئناف على طلب تسليمه ما لم تتعهد واشنطن بعدم تعرضه لعقوبة الإعدام، وفقاً لوكالة «رويترز».

ويسعى المدعون الأميركيون إلى محاكمة أسانج (52 عاما) في 18 تهمة، جميعها باستثناء واحدة بموجب قانون التجسس، وذلك على خلفية نشر موقع «ويكيليكس» سجلات عسكرية أميركية سرية وبرقيات دبلوماسية.

وسعى محامو أسانج في فبراير (شباط) الماضي إلى الحصول على إذن للاستئناف على قرار موافقة بريطانيا تسليمه إلى الولايات المتحدة، قائلين إن محاكمته لها دوافع سياسية.

وقال اثنان من كبار القضاة في حيثيات الحكم إن هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى فرصة حقيقية لقبول استئناف أسانج على قرار تسليمه.

أنصار جوليان أسانج يتظاهرون خارج محاكم العدل الملكية في لندن (إ.ب.أ)

ومنحت المحكمة السلطات الأميركية فرصة لتقديم «ضمانات مُرضية» فيما يتعلق باحتمال استخدام أسانج المادة الأولى من الدستور الأميركي المتعلقة بحرية التعبير علاوة على ما إذ كان معرضا لعقوبة الإعدام.

وإذا لم تقدم الولايات المتحدة هذه الضمانات، فمن المقرر منح أسانج الإذن بالاستئناف. ومن المقرر عقد جلسة استماع أخرى في 20 مايو (أيار).

وتقول الولايات المتحدة إن ما كشفته «ويكيليكس» عرض حياة ممثلي الوكالات الاتحادية للخطر، وإنه لا عذر للجريمة التي ارتكبها.

ويشيد الكثيرون بأسانج ويعدونه بطلا مناهضا للنظام ويتعرض للاضطهاد، رغم كونه صحافيا، لفضحه مخالفات أميركية وجرائم حرب مزعومة.

وقالت الولايات المتحدة إن أسانج اتُّهم بنشر أسماء مصادر «بصورة عشوائية وعن علم» وليس بنشر آرائه السياسية.