«الثقافة السعودية» تطلق «منحة أبحاث الشعر العربي»

تغطي ستة مسارات رئيسية أولها مسار الشعر بين الفصيح وبين اللهجات الدارجة

شعار وزارة الثقافة (واس)
شعار وزارة الثقافة (واس)
TT

«الثقافة السعودية» تطلق «منحة أبحاث الشعر العربي»

شعار وزارة الثقافة (واس)
شعار وزارة الثقافة (واس)

أعلنت وزارة الثقافة السعودية، اليوم (الثلاثاء)، عن إطلاق «منحة أبحاث الشعر العربي» تزامناً مع اليوم العالمي للشعر الذي يصادف الحادي والعشرين من شهر مارس (آذار) في كل عام.
وتستهدف هذه المنحة البحثية المهتمين والمختصين بالبحث في مجالات الشعر العربي المختلفة من داخل المملكة وخارجها؛ لتحقيق أهداف مبادرة «عام الشعر العربي 2023» نحو تعزيز مكانة الشعر العربي في ثقافة الفرد، وإثراء الإبداع الشعري المتطور والمستدام، وإبراز المكون الحضاري الشعري، وتجذره في تاريخ الجزيرة العربية.
وتغطي المنحة ستة مسارات رئيسية، أولها مسار الشعر بين الفصيح وبين اللهجات الدارجة؛ لإبراز لهجات العرب المرتبطة بتنوع المجتمع العربي جغرافياً وثقافياً عبر التاريخ، حيث يمثّل الشعر باللهجات الدارجة مصدراً من مصادر التراث الثقافي باختلاف لهجاته، ومن شأن دراسته دراسة علمية أن تكشف عن جوانب مهمة أدبية مرتبطة بفنون الشعر العربي الفصيح، في بيئة الجزيرة العربية.
ويتناول المسار الثاني الشعر والرقمنة، وظهور ألوان وفنون شعرية متنوعة تمتزج بعالم التقنية، إلى جانب بروز قضايا حول هذا التلاقي بين العالميْن، والجدل حول ظهور أفكار إبداعية شعرية جديدة حافزها التوغل في التفاعل مع ما يتيحه التطور المتسارع في العالم الرقمي، والثالث الشعر العربي في حضرة العالم، بوصفه منجزاً إبداعياً ثميناً وخلاقاً في أرجاء المعمورة، وتمثّل ترجمته جسراً من أهم الجسور التي تسهم في تشكيل حضوره؛ وهو ما يجعل الحديث مستمراً عن أهمية تطوير عملية الترجمة، ودعم مشاريعها لنشر الشعر العربي.
ويسبر المسار الرابع أغوار مجال الشعر والمكان ومدى اكتظاظ القصائد بالأماكن بمسمياتها المتنوعة (مثل عيون الجواء، والحجون، وسقط اللوى)، بوصفها مصادر إلهام للقرائح، وعنصراً مؤثراً في بنية النص الشعري، بينما يتطرق المسار الخامس إلى موضوع الشّعر في الجزيرة العربيّة؛ لإبراز الجذور التاريخيّة للشعر العربي في جزيرة العرب، في محاولة لإعادة قراءته في ضوء المناهج الحديثة، والبحث عن مواطن التميّز فيه، ومحاولة الولوج إلى النصوص القديمة من مداخل جديدة، وإثراء المكتبة العربيّة بدراسات حديثة تضيف إلى الدراسات الموجودة.
وأخيراً، يناقش المسار السادس الشّعر العربي بين حرية الإبداع وقيود الانتماء؛ لبحث الانتماء للشعر ذاته والعوامل التي تضع الشّاعر في حرج التوفيق بين جدل الحرية والقيود، حيث يركّز هذا المحور على المسافة بين حرية الفن والحدود المتاحة للفنان؛ وذلك سعياً من المنحة إلى دعم وتكريس كل هذه الموضوعات عبر البحث العلمي المنهجي، ومعالجة المستجدات والقضايا المتعلقة بالشعر العربي ووظيفته في صياغة مفهوم الإنسان وعلاقته بالمكان والوجود من حوله. وسيتم فتح باب التقديم على المنحة قريباً.
وتأتي المنحة في شراكة بين وزارة الثقافة؛ وهيئة الأدب والنشر والترجمة، وذلك ضمن أنشطة وبرامج مبادرة «عام الشعر العربي 2023»؛ التي أطلقتها وزارة الثقافة للاهتمام بالشّعر العربي كمكوّن رئيسي من مكوّنات الهُويّة السعودية والعربيّة؛ للبحث في مجالاته وشعريّته وخصائصه الأسلوبيّة والمضمونيّة، وسبر أغوار نصوصه المتنوّعة؛ بهدف ترسيخ القيم الأصيلة، وتعزيز الفخر بالانتماء الثقافي إلى المملكة، إلى جانب دعم السياحة الثقافية من خلال اكتشاف المناطق التي عاش فيها الشعراء، والتي كانت مسرحاً لقصص وملاحم تاريخية دوّنها الشعر العربي.



السعودية وفرنسا تعززان التعاون الثقافي بـ9 برامج تنفيذية

توقيع 9 برامج تنفيذية في عدة مجالات ثقافية بين السعودية وفرنسا (واس)
توقيع 9 برامج تنفيذية في عدة مجالات ثقافية بين السعودية وفرنسا (واس)
TT

السعودية وفرنسا تعززان التعاون الثقافي بـ9 برامج تنفيذية

توقيع 9 برامج تنفيذية في عدة مجالات ثقافية بين السعودية وفرنسا (واس)
توقيع 9 برامج تنفيذية في عدة مجالات ثقافية بين السعودية وفرنسا (واس)

عززت السعودية وفرنسا التعاون الثقافي، الثلاثاء، بإبرام 9 برامج تنفيذية بين عدد من الهيئات الثقافية في البلدين، وذلك خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى حي الطريف التاريخي في الدرعية.

ووقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودية، ونظيرته الفرنسية رشيدة داتي، في حي البجيري بالدرعية، على البرامج التنفيذية المشتركة، بحضور الرئيس ماكرون، على هامش زيارته الرسمية للمملكة.

استقبال الرئيس الفرنسي لحظة وصوله إلى الحي التاريخي (واس)

وكان في استقبال الرئيس الفرنسي لدى وصوله حي الطريف التاريخي، وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، بحضور وزير التجارة الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي، ووزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، والسفير فهد الرويلي لدى فرنسا، ونائب وزير الثقافة حامد فايز، ومساعد وزير الثقافة راكان الطوق، والرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية جيري إنزيريلو.

الرئيس الفرنسي والوفد المرافق خلال تجولهم في الحي التاريخي (واس)

وتجوّل الرئيس ماكرون والوفد المرافق له في الحي التاريخي، مطلعاً على ما يمثله من قيمة تاريخية للسعودية بوصفه نقطة الأساس التي انطلقت منها الدولة السعودية، ولكونه أحد المواقع المسجلة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، كما تخلل الجولة عرض للخيول وزيارة لمتحف الدرعية.

وشهدت الزيارة عرضاً لأوجه التعاون الثقافي المتنامي بين الرياض وباريس في مختلف المجالات الثقافية، واستعراضاً لآفاق هذا التعاون والفرص المستقبلية الكبيرة، إلى جانب توقيع عدة برامج تنفيذية بين كيانات ثقافية سعودية وفرنسية.

الرئيس الفرنسي والوفد المرافق خلال تجولهم في الحي التاريخي (واس)

وشملت البرامج التي تم التوقيع عليها بين السعودية وفرنسا، 3 برامج تنفيذية بين هيئة التراث وعدة مؤسسات فرنسية؛ أولها مع المركز الوطني للآثار الفرنسي (CMN) متضمناً تبادل الخبرات في تطوير المواقع التراثية لتعزيز تجربة الزوار في مناطق التراث الثقافي، وفي تقييم المواقع الأثرية والتراثية، وتبادل الخبرات في فاعلية عمليات المراقبة، والبرنامج الثاني مع مركز تشغيل المشاريع والأصول الثقافية والتراثية الفرنسي (OPPIC) مشتملاً على بناء برنامج شامل لبناء القدرات، وتقديم خدمات دعم مختصة، وتوفير المهندسين المعماريين الأكثر كفاءة للمشاريع الثقافية، وتدريب الحرفيين والمختصين في مجال الترميم الحرفي والفني، وفحص ومراجعة القصور الملكية.

في حين جاء البرنامج التنفيذي الثالث مع المعهد الوطني للبحوث الأثرية الوقائية الفرنسي (INRAP) بشأن إجراء التقييم للمواقع الأثرية، ونشر الأبحاث العلمية الخاصة بالحفريات. وستدعم هذه البرامج التنفيذية الجهود التي تقوم بها هيئة التراث في توثيق وحماية وتشغيل مواقع التراث الثقافي في السعودية.

وفي مجال المتاحف، فقد وقّعت هيئة المتاحف أربعة برامج تنفيذية؛ أولها مع المدرسة الوطنية العليا للتصميم الصناعي في فرنسا (ENSCI)، واشتمل على تقديم الدعم التعليمي.

والبرنامج الثاني مع القصر الكبير - تعاون المتاحف الوطنية (RMN - Grand Palais)، وتضمن تبادل المعارض المؤقتة، وتقديم الاستشارات بشأن تشغيل المتاجر الثقافية، فيما جاء البرنامج الثالث مع المعهد الوطني للتراث الفرنسي (INP) لتقديم دورات تدريبية قصيرة وبرامج مخصصة للمحترفين في القطاع المتحفي، في حين جاء البرنامج التنفيذي الرابع مع المدرسة الوطنية العليا للتصوير الفوتوغرافي (ENSP) في مجال الاستشارات التقنية وتبادل الخبرات، وتنفيذ برامج تدريبية في التصوير الفوتوغرافي للمحترفين والطلاب.

الاتفاقية تعزز الشراكة الثقافية بين السعودية وفرنسا (واس)

وفي قطاع المكتبات، وقّعت هيئة المكتبات برنامجاً تنفيذياً مع مكتبة فرنسا الوطنية (BnF) للتعاون في مجال المخطوطات الإسلامية والعربية، وتبادل الخبرات في مجال حفظ وإدارة المخطوطات. وفي قطاع الأفلام، وقّعت هيئة الأفلام برنامجاً تنفيذياً مع المركز الوطني للسينما والصور المتحركة الفرنسي (CNC)، وتضمنت بنود البرنامج التنفيذي التعاون في تطوير المواهب السينمائية السعودية، والأرشفة وحفظ التراث السينمائي، وتحفيز العمل على الإنتاج المشترك، وتبادل الخبرات في تطوير الأنظمة والسياسات المتعلقة بالقطاع السينمائي.

ويأتي توقيع هذه البرامج التنفيذية في إطار تعزيز الشراكة الثقافية بين السعودية وفرنسا، وضمن جهود وزارة الثقافة والهيئات الثقافية في تمكين القطاعات الثقافية، وتعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية المملكة 2030.