انقسام نيابي في الكويت... ودعوات إلى مفوضية عليا للانتخابات

مكتب مجلس الأمة عقد اجتماعاً برئاسة الغانم

صورة بثها مجلس الأمة خلال اجتماع للمكتب مساء الاثنين برئاسة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم
صورة بثها مجلس الأمة خلال اجتماع للمكتب مساء الاثنين برئاسة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم
TT

انقسام نيابي في الكويت... ودعوات إلى مفوضية عليا للانتخابات

صورة بثها مجلس الأمة خلال اجتماع للمكتب مساء الاثنين برئاسة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم
صورة بثها مجلس الأمة خلال اجتماع للمكتب مساء الاثنين برئاسة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم

يترقب الكويتيون، انعقاد مجلس الأمة، الذي حكمت المحكمة الدستورية بعودته بكامل أعضائه وبرئيسه مرزوق الغانم، وسط دعوات بالإسراع في تشكيل مفوضية عليا لشؤون الانتخابات، لتدارك الشبهات التي شابت العملية الانتخابية.
وعقد، يوم أمس، مكتب مجلس الأمة اجتماعاً برئاسة رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم.
وحضر الاجتماع نائب رئيس مجلس الأمة أحمد الشحومي، وأمين سر المجلس النائب فرز الديحاني، ورئيس لجنة الشؤون التشريعية والقانونية النائب الدكتور عبيد الوسمي، ورئيس لجنة الشؤون المالية والاقتصادية النائب أحمد الحمد، بالإضافة إلى أمين عام مجلس الأمة خالد بو صليب.
وأصدرت المحكمة الدستورية الكويتية، أول من أمس، حكماً ببطلان انتخابات مجلس الأمة الكويتي 2022، ونتيجة لهذا الحكم يستعيد المجلس السابق المنحلّ، فوراً كافة صلاحياته الدستورية، ويستكمل مدته المتبقية كأن الحلّ لم يكن.
كما يفيد الحكم بعودة رئيس وكامل أعضاء مجلس الأمة السابق برئاسة مرزوق الغانم، لاستكمال المدة القانونية المتبقية للمجلس، وهي 21 شهراً، قبل الدعوة لانتخابات تشريعية جديدة.
وهناك 27 نائباً في المجلس سيتعين عليهم مغادرة قاعة البرلمان، وهم النواب الجدد (بينهم نائبتان) الذين تم انتخابهم سبتمبر (أيلول) الماضي، في حين يستكمل 23 نائباً عضوياتهم في مجلس الأمة، بوصفهم أعضاءً في المجلس المنحل، الذي قضت المحكمة بعودته من جديد.
وأعلن الحساب الرسمي لمجلس الأمة عن طلب تقدم به 28 نائباً تضمن التأكيد على الاحترام الكامل لأحكام المحكمة الدستورية والآثار المترتبة عليه.
ودعا الطلب إلى «تسريع إصدار قانون المفوضية العليا لشؤون الانتخابات لتدارك الشبهات والشكوك، التي شابت العملية الانتخابية الماضية، والتأكيد على أي قرار بشأن العودة للشعب بعد ضمان شفافية العملية الانتخابية».
وتضمن الطلب دعوة اللجنة التشريعية إلى الانتهاء من إنجاز تقاريرها المتعلقة بالتشريعات الخاصة بالعملية الانتخابية خلال مدة شهر.
وأعلن النائب فايز الجمهور عن تقديم طلب موقّع من 28 نائباً لاستعجال بعض القوانين الخاصة بمعالجة ما يشوب الانتخابات من أخطاء وحماية حقوق الشعب في اختيار من يمثلهم.
وقال الجمهور في تصريح بالمركز الإعلامي في مجلس الأمة: «لقد شاهد الشعب الكويتي بأكمله ما حدث في الانتخابات الأخيرة من شوائب وأخطاء جسيمة وخطيرة، وربما كانت هناك شبهة تزوير»، مؤكداً أنها «حادثة لم تكن لها سابقة بهذا المستوى من الخطورة».
وأوضح أن «الخطورة تتمثل في الانقضاض على إرادة الأمة، وعدم تحقيق رغبة الشعب الكويتي في اختيار ممثليه بالتوجه الصحيح».
واستغرب الجمهور عدم وجود آلية منضبطة لعملية الانتخاب، رغم أن البرلمان الكويتي موجود منذ 60 عاماً، معرباً عن اعتقاده بأن «غياب تلك الآلية يؤدي إلى اختطاف إرادة الأمة في اختيار ممثليها، وتحريف رغباتها الحقيقية، فيمن يستحق أن يمثلها في قاعة عبد الله السالم».
وأضاف أنه لمعالجة تلك الثغرة فقد تقدم بطلب نيابي لاستعجال بعض القوانين التي تمس العملية الانتخابية، مؤكداً أهمية الرجوع «للشارع الكويتي الذي أتى بنا كنواب للمجلس، ومن حقه أن نرجع له، ونبين له كل الذي حصل وهو صاحب القرار».
وشدد الجمهور على أن «اختطاف قرار الشعب أمر مرفوض، ولن نسكت عنه»، موضحاً أن الطلب يؤكد على الاحترام الكامل لأحكام المحكمة الدستورية والآثار المترتبة عليها، وأخصها استعادة المجلس لكامل صلاحياته الدستورية».
وقال إن الحكم يستوجب ممارسة النواب لكامل صلاحياتهم الدستورية والنهوض بواجباتهم نحو تحقيق المصلحة العامة للأمة، مؤكداً التأييد المطلق لأي قرار نحو العودة إلى الشعب لاختيار ممثليه، متى ما كان ذلك ضمن حدود الدستور، وتوافرت فيه الضمانات لشفافية العملية الانتخابية.
وشدد الجمهور على أهمية الانتهاء من إصدار التشريعات اللازمة، وأخصها قانون المفوضية العليا للانتخابات للإشراف على العملية الانتخابية لضمان سلامتها وعدم العبث فيها.
كما دعا نائب رئيس مجلس الوزراء والوزير السابق، أنس الصالح، أمس الاثنين، مجلس الأمة، إلى «استعجال إقرار مفوضية الانتخابات».
وكتب الصالح على صفحته في «تويتر» قائلاً: «أجدد الدعوة للمجلس الحالي، بعد عودته بحكم المحكمة الدستورية، وهي دعوة منذ المجلس المبطل، باستعجال إقرار مفوضية عليا، أو لجنة وطنية مستقلة للإشراف على الانتخابات، تضمن تطابق الموطن الانتخابي مع العنوان السكني».
ومن جهة أخرى، أصدرت حركة العمل الشعبي، القريبة من رئيس مجلس الأمة المبطل، أحمد السعدون، والتي يرأسها النائب المعارض السابق مسلم البراك بياناً أكدت فيه أن «الاستهتار بالإرادة الشعبية للمرة الثالثة لا يمكن أن يكون مقبولاً»، وقالت الحركة: «ما صدر من حكم بإبطال مجلس الأمه تتحمله الحكومة بشكل لا لبس فيه، وعليها تصحيح هذا الخطأ الكارثي الذي تسبب في إهدار الإرادة الشعبية، والدخول من جديد في أزمة سياسية بعودة مجلس 2020 المرفوض شعبياً».
وقالت حركة العمل الشعبي (حشد): «إن الاستمرار في وأد الإرادة الشعبية بوضع العراقيل والألغام في ثنايا ما ترفعه الحكومات المتتالية من مراسيم، لا يمكن أن يعبر عن حقيقة الديمقراطية وآلياتها الناظمة، إذ يجب أن يدرك الجميع علو إرادة الأمـة عـلى جميع ما عداها من سلطات».
كما أعلن عدد من النواب عن تنظيم لقاء في ديوان النائب شعيب المويزري؛ لتدارس الإجراءات التي ينوون اتخاذها بعد حكم المحكمة الدستورية.


مقالات ذات صلة

السعدون يخوض السباق لـ«الأمة 2023» ووزير النفط يستقيل تمهيداً لدخوله

الخليج السعدون يخوض السباق لـ«الأمة 2023» ووزير النفط يستقيل تمهيداً لدخوله

السعدون يخوض السباق لـ«الأمة 2023» ووزير النفط يستقيل تمهيداً لدخوله

أعلنت وزارة الداخلية الكويتية، الخميس، فتح باب الترشح لانتخاب أعضاء «مجلس الأمة»، اعتباراً من اليوم الجمعة، وحتى نهاية الدوام الرسمي ليوم الرابع عشر من شهر مايو (أيار) الحالي. وأوضحت الوزارة أنه جرى اعتماد 5 مدارس لتكون لجاناً رئيسية في الدوائر الانتخابية الخمس، لإعلان النتائج النهائية للانتخابات. كان مجلس الوزراء قد قرر، في مستهل اجتماعه الاستثنائي، أول من أمس الأربعاء، الموافقة على مشروع مرسوم بدعوة الناخبين لانتخاب أعضاء «مجلس الأمة»، يوم الثلاثاء، الموافق 6 يونيو (حزيران) 2023 المقبل. ونقلت «وكالة الأنباء الكويتية» عن المدير العام للشؤون القانونية في وزارة الداخلية، العميد صلاح الشطي، قوله

ميرزا الخويلدي (الكويت)
الخليج الكويت: انتخابات «أمة 2023» في 6 يونيو

الكويت: انتخابات «أمة 2023» في 6 يونيو

حددت الحكومة الكويتية يوم 6 يونيو (حزيران) المقبل موعداً لإجراء الانتخابات البرلمانية، بعد حلّ مجلس الأمة حلاً دستورياً.

ميرزا الخويلدي (الكويت)
الخليج الكويت تحدد 6 يونيو موعداً للانتخابات التشريعية

الكويت تحدد 6 يونيو موعداً للانتخابات التشريعية

وافق مجلس الوزراء الكويتي، في اجتماعه الاستثنائي الذي عُقد، اليوم الأربعاء، في قصر بيان، على مشروع مرسوم بدعوة الناخبين لانتخاب أعضاء مجلس الأمة، يوم الثلاثاء 6 يونيو (حزيران) المقبل 2023، ورفعه إلى ولي العهد. وجرى حل مجلس الأمة «البرلمان» المنتخَب في 2020، الذي أعادته المحكمة الدستورية في مارس (آذار)، بمرسوم أميري، يوم الاثنين، والعودة للشعب؛ لاختيار ممثليه من جديد. وقالت «الوكالة الرسمية الكويتية»، اليوم، إن مجلس الوزراء قرَّر تعطيل العمل في جميع الوزارات والجهات الحكومية والمؤسسات العامة، يوم الاقتراع، واعتباره يوم راحة. كان ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، قد أعلن، في كلمة ألقاها نيابة عن الأم

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الخليج حلّ «الأمة» الكويتي بمرسوم... وبدء السباق الانتخابي

حلّ «الأمة» الكويتي بمرسوم... وبدء السباق الانتخابي

صدر في الكويت، أمس (الاثنين)، مرسوم أميري بحل مجلس الأمة، بعد أن وافق مجلس الوزراء على مشروع المرسوم، ورفعه إلى ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح في وقت سابق من يوم أمس. وصدر المرسوم باسم ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الذي يتولى بعض صلاحيات الأمير.

ميرزا الخويلدي (الكويت)
الخليج «الوزراء الكويتي» يرفع مرسوم حل مجلس الأمة إلى ولي العهد

«الوزراء الكويتي» يرفع مرسوم حل مجلس الأمة إلى ولي العهد

رفع مجلس الوزراء الكويتي مشروع مرسوم حل مجلس الأمة إلى ولي العهد، بعد موافقته عليه خلال اجتماعه الأسبوعي، اليوم (الاثنين)، برئاسة الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، رئيس المجلس، وذلك بناءً على عرض الرئيس، واستناداً إلى نص المادة 107 من الدستور. كان ولي العهد، الشيخ مشعل الأحمد، قد أعلن الشهر الماضي، حل مجلس الأمة 2020 المعاد بحكم المحكمة الدستورية حلاً دستورياً استناداً للمادة 107، والدعوة لانتخابات عامة في الأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (الكويت)

الشباب يقودون التغيير في انتخابات الكويت

تجمع انتخابي لأحد المترشحين الشباب في انتخابات الكويت
تجمع انتخابي لأحد المترشحين الشباب في انتخابات الكويت
TT

الشباب يقودون التغيير في انتخابات الكويت

تجمع انتخابي لأحد المترشحين الشباب في انتخابات الكويت
تجمع انتخابي لأحد المترشحين الشباب في انتخابات الكويت

تدخل الكويت الاثنين مرحلة «الصمت الانتخابي»، قبل موعد انتخابات أعضاء مجلس الأمة في فصله التشريعي السابع عشر (أمة 2023) المقررة إجراؤها الثلاثاء السادس من يونيو (حزيران) الجاري.

وستجرى الانتخابات في 759 لجنة اقتراع في 5 دوائر انتخابية، فيما يبلغ عدد الناخبين 793 ألفاً و646، يختارون 50 نائباً.

ومع توقف ماكينات الدعاية الانتخابية عن الحركة في الفضاء العام، تنشط ماكينات المندوبين والمفاتيح الانتخابية لرصّ الصفوف خلف المرشحين قبل ساعات من بدء التصويت.

وغالباً ما تكون شخصية المرشح، ومكانته الاجتماعية، والاتجاه الفكري الذي يمثله عاملاً حاسماً في حضوره الشعبي، والتأثير على مزاج الناخبين، لكن في السنوات الأخيرة ومع الإخفاق الذي شهدته التجربة البرلمانية، أصبح قطاع واسع من الجمهور يعوّل على برامج المرشحين وخاصة من فئة الشباب، لتحقيق التغيير الذي طالما دعت له العملية السياسية.

والتغيير شعار متكرر في كل الانتخابات البرلمانية في الكويت، وكانت الانتخابات البرلمانية السابقة (أمة 2022) التي أجريت في سبتمبر (أيلول) 2022، حملت شعار «تصحيح المسار»، وجاءت على وقع خطاب ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الصباح، الذي دعا للتغيير، وقرر حل مجلس الأمة، مؤكداً أن هذا الحل جاء «تصحيحاً للمشهد السياسي، وما فيه من عدم توافق وصراعات». وفي يونيو (حزيران) 2022، قال ولي العهد: «لا تضيعوا فرصة تصحيح المسار حتى لا نعود إلى ما كنا عليه».

لكن مجلس 2022 أبطلته المحكمة الدستورية، في 19 مارس (آذار) الماضي، التي قررت عودة رئيس وكامل أعضاء مجلس الأمة السابق (مجلس 2020)، الذي سبق حله في 2 أغسطس (آب) 2022، كما تأتي هذه الانتخابات، بعد حلّ مجلس الأمة 2020 المعاد بحكم المحكمة الدستورية حلاً دستورياً.

الشباب قوة التغيير

أظهرت نتائج الانتخابات الأخيرة تغييراً كبيراً في مقاعد مجلس الأمة، بواقع يربو على 54 في المائة من عدد نواب المجلس البالغ عددهم 50 نائباً.

كما أظهرت النتائج فوز من يمكن اعتبارهم نواباً معارضين بنحو 60 في المائة، رغم أن المرأة التي شاركت بكثافة لم تتمكن سوى من تحقيق مقعدين لصالح عالية الخالد (الدائرة الثانية) وجنان بوشهري (الدائرة الثالثة).

وخلال الانتخابات الحالية (أمة 2023)، جهد المرشحون الشباب لتقديم برامج تسعى لإقناع فئة الشباب، وهي الفئة الأكبر في التركيبة السكانية، في المشاركة على صنع التغيير.

كما تركز برامج الشباب على الخروج من تأثير التيارات السياسية القديمة التي طالما هيمنت على الحياة السياسية، وبعض هذه البرامج حاول الدفع بقوة للتصادم مع أطروحات القوى التقليدية في المجتمع: التجار، والتيارات الدينية، والقبلية.

من أين يأتي التغيير؟

ولا يمكن إغفال أن الكويت تتأثر بالتغيرات التي تحدث في المحيط، فالكثير من الكويتيين يتطلعون للتغييرات التي تحدث في جوارهم الخليجي، وخاصة الخطوات الإيجابية التي تشهدها السعودية، مثل الانفتاح الاجتماعي ومنح مساحة واسعة للمرأة، والتنمية الاقتصادية ومحاربة الفساد، وغيرها، وهو ما ساهم في الحدّ من تأثير التيارات التقليدية وبسط نفوذها الفكري على المجتمع، وبرز ذلك في حجم مشاركة المرأة في الانتخابات الماضية، مع تقديم برامج تخففت إلى حدٍ كبير من النزعات القبلية والطائفية، وبرز فريق من المرشحين يقدمون طرحاً مختلفاً عما عهدته الحملات السابقة.

وقال مرشحان من فئة الشباب، لـ«الشرق الأوسط»، إن المجتمع الكويتي يستلهم التجربة السعودية بقوة. وقال أحدهما: «انظر كيف ضعفت هيمنة التيارات المتشددة التي كانت حريصة على شدّ العصب الديني، هؤلاء فقدوا قوتهم مع التغييرات الواسعة التي تشهدها المملكة».

مرشح آخر، قال: «لا يمكننا أن نحبس أنفسنا في إطارات فئوية، العالم يموج بالتغيير، والسعودية تصنع نموذجاً».

لكن هل تستجيب البرامج السياسية للمرشحين للتحديات التي تواجهها البلاد؟، يجيب الدكتور عبد الله سهر، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الكويت، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «البرامج السياسية للمرشحين، متكررة، وتكاد تكون متطابقة، وإن اختلفت بعض المفردات التي يستخدمها بعض المرشحين، في خطاباتهم وندواتهم السياسية، إلا أن القضايا متشابهة، وأمهات القضايا هي: محاربة الفساد وتعزيز الحريات، وتحقيق التنمية، وتلبية مطالب المواطنين في الحياة الراغدة، إلى جانب إصلاح البنية التحتية في البلاد».

يرى الدكتور سهر، أن «المرشح إذا كان فرداً لا يستطيع أن يحقق برنامجاً سياسياً، لأن البرنامج السياسي يعبّر عن حزب سياسي أو كتلة سياسية تستطيع أن تترجمه على أرض الواقع».

يضيف: «ما يطرحه المرشحون، ما داموا أفراداً، لا يمكن وصفه بأنه برنامج سياسي، ولكنه رأي سياسي يحمل قضايا يحاول المرشح أن يطرحها».

برأي الدكتور سهر، فإن تحقيق التنمية ومكافحة الفساد يمثلان الهمّ الذي يلتقي حوله المرشحون، «فالكويت لديها طاقات مالية وبشرية كثيرة، ولكنها غير موظفة توظيفاً جيداً بحيث ينطلق بها إلى آفاق التنمية الحقيقية التي يمكن أن تقدم لنا اقتصاداً متعدداً ومتنوعاً، وتعليماً راقياً وتنمية نستطيع من خلالها أن نقدم الرفاهية للمواطنين».

كذلك، فإن التحديات الإقليمية في عالم مضطرب، تمثل هي الأخرى هاجساً، يقول الدكتور سهر، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الكويت: «هناك تحدٍ آخر، وهو محاولة التغيير لمواكبة السياسة الخارجية بما يحقق المعادلة الكويتية، وهي: معادلة التوازن الإقليمي، والتوازن الدولي بين الأقطاب الرئيسية».

صوت التغيير

من بين المرشحين الشباب الذين لفتوا الانتباه إلى طرحهم الانتخابي، مرشح الدائرة الثالثة، سامي المانع، الذي قدّم خطاباً يتصادم مع التجار، وهم من أكثر الفئات نفوذاً في الكويت، وقال في خطابه الافتتاحي موجهاً الخطاب للتجار: «تبون غرفة التجارة ولا ما تبونها» (تبون - تريدون)، محاكياً خطاب رئيس البرلمان السابق مرزوق الغانم في يوليو (تموز) 2012 الموجه لذرية الشيخ مبارك الصباح: «تبون الحكم ولا ما تبونه».

المانع قال إن «غرفة التجارة في الكويت، هي الكيان الوحيد الذي ليس عليه رقابة ولا يمكن محاسبته من قبل مجلس الأمة، وإن غرفة التجارة مستحوذة على مقدرات البلد وثرواتها». ودعا إلى «تحرير إرادة الأمة من قبضة الابتزاز السياسي وسطوة أصحاب الأجندات الخاصة، وأن نستعيد الثقة الشعبية بمؤسسات الدولة والعمل السياسي الوطني».

من بين الشباب، مرشح الدائرة الأولى باسل البحراني، الذي يخوض السباق للمرة الثانية، وقال متسائلاً: «يمتلك الصندوق السيادي الكويتي استثمارات تشغيلية تقارب قيمتها تريليون دولار أميركي، وقوة بشرية بعشرات الآلاف، والسؤال هو: أين الشباب الكويتي من هذه الوظائف؟ لذلك يجب تعيين الشباب الكويتي في هذه الشركات (...) يجب على رئيس الحكومة المقبل تعيين الشباب الكويتي المنجز في الوظائف القيادية والإشرافية حتى تتحرك عجلة التنمية».

المرشح عن الدائرة الثالثة سعد بن ثقل العجمي، هو الآخر قدّم طرحاً مختلفاً، وقال فيما وصفه «صيحة نذير»: «الوطن أسمى منكم... وستلعنكم الأجيال إذا طاوعتم نَزَعاتكم الطائفية والعنصرية والقبلية».

وأضاف: «سياقنا الخليجي والعربي اليوم ينزع إلى جانب (التصالح والتسامح) وهما من القيم الإنسانية والقرآنية والوطنية العظيمة، لا يحاربها عندنا إلا المتطرفون الإقصائيون المتشددون».

وإلى جانب الشباب، هناك نواب سابقون مترشحون في هذه الانتخابات، تركزت برامجهم الانتخابية على الإصلاح السياسي ومحاربة الفساد، وتطوير التجربة الديمقراطية، هؤلاء توجهوا أيضاً بخطابهم إلى القوة الشبابية الناخبة، والتي هي أيضاً منقسمة بين الولاءات العصبية التقليدية، ودعم مشاريع التغيير.


الخطوط السعودية تشغل 148 طائرة لنقل الحجاج من 114 وجهة

الخطوط السعودية تنقل الحجاج من شتى أنحاء العالم (واس)
الخطوط السعودية تنقل الحجاج من شتى أنحاء العالم (واس)
TT

الخطوط السعودية تشغل 148 طائرة لنقل الحجاج من 114 وجهة

الخطوط السعودية تنقل الحجاج من شتى أنحاء العالم (واس)
الخطوط السعودية تنقل الحجاج من شتى أنحاء العالم (واس)

اعتمدت مجموعة الخطوط الجوية العربية السعودية في خطتها التشغيلية لموسم حج هذا العام عددا من المبادرات ضمن عملياتها التشغيلية لنقل الحجاج إلى المملكة، منها محطات محلية، وموسمية، بالإضافة إلى دخول طيران أديل لأول مرة في تاريخه سوق نقل الحجاج.

الرئيس التنفيذي لقطاع الحج والعمرة في مجموعة الخطوط الجوية العربية السعودية (تصوير: غازي مهدي)

وقال لـ«الشرق الأوسط» الرئيس التنفيذي لقطاع الحج والعمرة بمجموعة الخطوط الجوية العربية السعودية عامر آل خشيل، إن الخطوط السعودية خصصت أكثر من مليون و200 ألف مقعد لضيوف الرحمن لنقلهم من مختلف أنحاء العالم على متن 148 طائرة، إضافة إلى مشاركة طيران أديل لأول مرة في تاريخه بدخول سوق نقل الحجاج من حول العالم إلى الأراضي المقدسة، عبر ثماني طائرات لنقل قرابة 40 ألف حاج، على متن أكثر من 182 رحلة دولية.

محطات جديدة

واعتمدت الخطة التشغيلية لخدمة ضيوف الرحمن القادمين لأداء موسم حج هذا العام، ولأول مرة 6 محطات محلية (جدة – المدينة المنورة – الدمام – الرياض – ينبع – الطائف)، لاستقبال الحجاج القادمين من 114 وجهة مجدولة وموسمية، لتوزيع منافذ الدخول وإثراء تجربة الحجاج حسب رغباتهم والإمكانات المتاحة.

‏وبين آل خشيل أن نسبة الحجاج القادمين جواً محددة ولا توجد فيها أي زيادة، مؤكداً أنه رغم قدوم الحجاج عبر المنافذ البحرية والبرية، فإن المنافذ الجوية لها النصيب الأكبر لقدوم أكبر عدد من الحجاج في كل مواسم الحج.

وبحسب آل خشيل يتم التركيز في الخطة التشغيلية لموسم الحج على المحطات الدائمة واستهداف محطات موسمية ذات كثافة سكانية للمسلمين القادمين من بعض الدول، مشيراً إلى أن هذا العام اعتمدت الخطوط السعودية 14 محطة موسمية جديدة ذات كثافة عالية، تتركز معظمها في دولة إندونيسيا كونها أعلى دولة يأتي منها الحجاج وكذلك الهند، ومن أبرز المحطات محطتا ميدان وكارتجاتي في إندونيسيا، وأحمد آباد وكلاكوتا في الهند.

خدمة المعتمرين والحجاج

‏وتشهد مطارات المملكة لأول مرة وصول حجاج ومعتمرين من دول العالم في ذات التوقيت، حيث صادف تمديد موسم العمرة وفق برنامج خدمة ضيوف الرحمن دخول موسم الحج الذي بدأ في مطلع شهر ذي القعدة.

وبحسب آل خشيل، جاءت خطوة استمرار توافد المعتمرين والحجاج في ذات الوقت، امتثالاً لرؤية 2030 وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، في إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لأداء فريضتي الحج والعمرة على أكمل وجه، وتيسير استضافتهم وتقديم أفضل الخدمات لهم وهو ما انعكس على خطة الوزارات والمنظومات التي تعمل في خدمة ضيوف الرحمن.

طائرة الخطوط السعودية تنقل حجاجا لدى وصولهم لجدة (واس)

الطائرات المستأجرة

‏ونظراً لعودة أعداد الحجاج لما كانت عليه قبل جائحة كورونا، ولضمان عدم التأثير على منظومة العمليات التشغيلية للرحلات المجدولة والإضافية، كشف آل خشيل عن استئجار السعودية عدداً من الطائرات الحديثة بلغت نسبتها 10 في المائة من حجم أسطول طائرات الخطوط السعودية، لتوفير وسائل نقل جوية مناسبة وكافية لأعداد الحجيج القادمين إلى المملكة.

وقال آل خشيل «في مواسم الحج تعمل الخطوط الجوية العربية السعودية على تشغيل كافة طائراتها، ونستعين باستئجار طائرات لرفع مستوى حجم السعة المقعدية، ونحرص في استقطاب الطائرات على أن تكون موازية لمستوى طائرات الخطوط السعودية وتقدم المستوى المأمول منها، لخدمة وإثراء تجربة الحجاج وتسهيل وتيسير رحلاتهم إلى المملكة».

التوعية والتثقيف

‏ولتثقيف الحجاج القادمين على متن الخطوط السعودية وتوعيتهم، بالتنسيق مع وزارة الحج والعمرة والجهات المعنية لإنجاح موسم الحج، خصصت الخطوط السعودية 27 ألف شاشة على متن الأسطول الجوي التابع لها، لبث ما يقارب 45 ألف دقيقة من المواد التوعوية والتثقيفية للحجاج القادمين على متنها، بـ14 لغة مختلفة.

‏وعن تأخير الرحلات نفى آل خشيل وجود أي تأخير في رحلات الخطوط السعودية المحملة بالحجاج، مشيراً إلى أن جميع الفرق تعمل على مدار الساعة تحت إشراف القيادات العليا بالخطوط السعودية التي تعمل جنباً إلى جنب مع فرق العمل لتذلل الصعوبات إن وجدت.


وفاة شخصين بانفجار خزان مشتقات بترولية في عجمان الإماراتية

الانفجار تسبب في تطاير شظايا غطاء الخزان المنفجر بالمصنع المجاور (شرطة عجمان)
الانفجار تسبب في تطاير شظايا غطاء الخزان المنفجر بالمصنع المجاور (شرطة عجمان)
TT

وفاة شخصين بانفجار خزان مشتقات بترولية في عجمان الإماراتية

الانفجار تسبب في تطاير شظايا غطاء الخزان المنفجر بالمصنع المجاور (شرطة عجمان)
الانفجار تسبب في تطاير شظايا غطاء الخزان المنفجر بالمصنع المجاور (شرطة عجمان)

انفجر خزان وقود (ديزل) في منطقة الجرف الصناعية بمدينة عجمان الإماراتية صباح اليوم، ما أسفر عن وفاة شخصين وثلاث إصابات.

وأوضح اللواء الشيخ سلطان بن عبد الله النعيمي قائد عام شرطة عجمان أن غرفة العمليات استقبلت بلاغاً الساعة 11 صباح اليوم يفيد بوقوع انفجار في خزان (ديزل) بأحد المعامل الخاصة بشركة تجارة الوقود في منطقة الجرف الصناعية.

وأضاف أنه جرى الانتقال للموقع، حيث تبين أن اثنين من العاملين في الموقع كانا يقومان بأعمال اللحام فوق أحد الخزانات، ما أدى لانفجاره نتيجة تطاير شرار اللحام على الوقود الموجود بداخل الخزان، ما أدى لحدوث الانفجار.

وتابع أنه نتج عن الانفجار وفاة العاملين من الجنسية الآسيوية، وإصابة عدد 3 أشخاص أيضاً من الجنسية الآسيوية في المصنع المجاور بسبب تطاير شظايا غطاء الخزان المنفجر.

ونوه بأن الانفجار يعود لعدم الالتزام باشتراطات الأمن والسلامة، وعدم التقيد بالتراخيص اللازمة من الدفاع المدني لتأمين هذا النوع من المنشآت التي تتعامل مع الوقود والمشتقات البترولية.

وجرى استدعاء الجهات المختصة من الإسعاف الوطني والدفاع المدني والدوريات المرورية لاتخاذ الإجراءات اللازمة، ونقل المتضررين من الحادث إلى المستشفى، وفق حسابات شرطة عجمان على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم.


السعودية: تنفيذ القتل تعزيراً بحق 3 جناة انضموا لخلية إرهابية

وزارة الداخلية السعودية (الشرق الأوسط)
وزارة الداخلية السعودية (الشرق الأوسط)
TT

السعودية: تنفيذ القتل تعزيراً بحق 3 جناة انضموا لخلية إرهابية

وزارة الداخلية السعودية (الشرق الأوسط)
وزارة الداخلية السعودية (الشرق الأوسط)

نفذت الداخلية السعودية، اليوم (الأحد)، حكم القتل تعزيراً بثلاثة جناة في المنطقة الشرقية انضموا لخلية إرهابية، واعتدوا بالسلاح على المراكز الأمنية ورجال الأمن بقصد قتلهم، ومارسوا الاغتصاب وعمل الفاحشة.

وقالت الداخلية السعودية، في بيان لها أقدم، كل من حسين بن علي بن محمد المحيشي وفاضل بن زكي بن حسين أنصيف، وزكريا بن حسن بن محمد المحيشي - سعوديي الجنسية - على انضمامهم إلى خلية إرهابية، وحيازتهم الأسلحة والتدرب عليها، والاعتداء المسلح على المراكز الأمنية ورجال الأمن، بقصد قتلهم وتسترهم على عدد من الإرهابيين، وإدانة فاضل باغتصاب شخص تحت تهديد السلاح وتصويره، وإدانة زكريا بفعل الفاحشة بعدد من الفتيات.

وبإحالتهم إلى المحكمة الجزائية المتخصصة صدر بحقهم صك يقضي بثبوت إدانتهم بما نسب إليهم، والحكم بقتلهم تعزيراً، وأيد الحُكم من محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة ومن المحكمة العليا، وصدر أمر ملكي بإنفاذ ما تقرر شرعاً، وأيد من مرجعه بحق الجناة المذكورين، وتم تنفيذ حُكم القتل تعزيراً بالجناة اليوم الأحد، بالمنطقة الشرقية.

وأكدت الداخلية، في بيانها، حرص حكومة المملكة على استتباب الأمن وتحقيق العدل وتنفيذ أحكام الله في كل من يتعدى على الآمنين أو يسفك دماءهم، أو يهتك أعراضهم، وتحذر في الوقت ذاته كل من تسول له نفسه الإقدام على مثل هذه الأعمال الإرهابية الإجرامية بأن العقاب الشرعي سيكون مصيره.


وزير الخارجية الإماراتي يلتقي جون كيري ويبحث معه مبادرات المناخ

الشيخ عبد الله بن زايد خلال لقائه جون كيري بحضور الدكتور سلطان الجابر مبعوث الإمارات للتغير المناخي رئيس «كوب 28» (وام)
الشيخ عبد الله بن زايد خلال لقائه جون كيري بحضور الدكتور سلطان الجابر مبعوث الإمارات للتغير المناخي رئيس «كوب 28» (وام)
TT

وزير الخارجية الإماراتي يلتقي جون كيري ويبحث معه مبادرات المناخ

الشيخ عبد الله بن زايد خلال لقائه جون كيري بحضور الدكتور سلطان الجابر مبعوث الإمارات للتغير المناخي رئيس «كوب 28» (وام)
الشيخ عبد الله بن زايد خلال لقائه جون كيري بحضور الدكتور سلطان الجابر مبعوث الإمارات للتغير المناخي رئيس «كوب 28» (وام)

شدد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان على أن بلاده عازمة خلال استضافتها قمة المناخ «كوب 28» على قيادة الجهود العالمية في التصدي لظاهرة التغير المناخي من مرحلة تقديم التعهدات إلى مرحلة تنفيذ إجراءات ملموسة في هذا الملف.

وجاء حديث الشيخ عبد الله بن زايد على هامش لقاء جون كيري المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص لشؤون المناخ، الذي عقد في أبوظبي؛ حيث بحث العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والشراكة القائمة في القطاعات كافة، لا سيما المناخ. كما تطرقت المحادثات إلى جهود الإمارات في العمل المناخي العالمي وتعزيز التعاون المشترك والعمل المتعدد الأطراف مع استضافة البلاد لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» العام الحالي في مدينة إكسبو دبي. واستعرض الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وجون كيري مبادرات البلدين المشتركة في مجال المناخ، ومنها المبادرة الإماراتية الأميركية الشاملة للاستثمار في الطاقة النظيفة وتعزيز الأهداف المناخية المشتركة وأمن الطاقة العالمي، وستعمل على استثمار 100 مليار دولار لتوليد 100 غيغاوات إضافية من الطاقة النظيفة في الإمارات والولايات المتحدة الأميركية والاقتصادات الناشئة حول العالم بحلول عام 2035. وأكد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان الذي يشغل منصب رئيس اللجنة الوطنية العليا للإشراف على أعمال التحضير للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28»، خلال اللقاء، على نهج بلاده الثابت في مد جسور التواصل والتعاون مع العالم وتعزيز العمل متعدد الأطراف في مواجهة تحديات تغير المناخ. وأشار إلى أن الشراكة القائمة بين البلدين في مجال المناخ بما نتج عنها من مبادرات ومشروعات عديدة تعد نموذجا رائدا للعمل المشترك من أجل عالم آمن مناخيا ينعم بالتنمية والازدهار الاقتصادي المستدام.


من يستفيد من صوت المرأة في الانتخابات الكويتية؟

مشاركة نسائية في انتخابات سابقة (كونا)
مشاركة نسائية في انتخابات سابقة (كونا)
TT

من يستفيد من صوت المرأة في الانتخابات الكويتية؟

مشاركة نسائية في انتخابات سابقة (كونا)
مشاركة نسائية في انتخابات سابقة (كونا)

تلعب المرأة الكويتية دوراً حاسماً في انتخابات مجلس الأمة (البرلمان) التي تقام الثلاثاء المقبل 6 يونيو (حزيران)، حيث تبلغ نسبة النساء نحو 52 في المائة من عدد القوى الناخبة بالكويت.

 

لكن من غير المتيقن أن يصبّ الصوت النسائي لصالح دعم المرشحات من النساء حصراً، حيث يتشتت هذا الصوت بين المرشحين، وسط عمليات جذب محمومة يخوضها المرشحون من الرجال والنساء للاستفادة من الصوت النسائي.

 

وعادة ما تخضع الكثير من النساء لتأثير الرجال في عمليات التصويت. في بلد تغلب عليه العادات القبلية، كما يؤثر الجانب الديني أيضاً.

 

وبعد مضي نحو 17 عاماً من خوض المرأة الانتخابات النيابية لأول مرّة بعد إقرار الحقوق السياسية، فإن مشوار المرأة السياسي ما زال محفوفاً بالمخاطر.

 

ووفق الإدارة المركزية للإحصاء في الكويت، فإن عدد سكان البلاد مطلع عام 2020 بلغ نحو 4.46 مليون نسمة، مثلّت النساء نحو 51 بالمائة من عدد المواطنين الكويتيين البالغ 1.365 مليون نسمة.

 

ويبلغ عدد الذين يحقّ لهم التصويت في الانتخابات المقبلة 793646 ناخباً وناخبة، يبلغ عدد الرجال من بينهم 386751، بينما يبلغ عدد النساء 406895، وهو ما يظهر النمو المتزايد لحجم الصوت النسائي في الكويت.

 

ورغم القوة الانتخابية الكبيرة التي تمثلها المرأة في الكويت، فإن مشاركة المرأة في العمل السياسي ظلّت متعثرة، وحالياً تخوض 15 مرشحة من بين 207 من مجموع المرشحين الانتخابات البرلمانية لمجلس أمة 2023، وكان عدد النساء المترشحات في الانتخابات السابقة في 2022، 27 مرشحة من بين 376 مرشحاً.

 

ولا يقتصر ضعف المشاركة على المرشحات، فعادة ما تصبّ أصوات النساء الناخبات لصالح المرشحين الذكور، في بلد تغلب عليه العادات القبلية والدينية.

 

وبعد أن شاركت المرأة بكثافة في الانتخابات السابقة (مجلس 2022) مدعومة بقوانين تحد من نفوذ القوى القبلية المهيمنة، وتمنع تأثير المال السياسي، واعتماد تسجيل الناخبين بناءً على البطاقة المدنية، وهو ما يمنع فعلاً من عمليات شراء ونقل الأصوات؛ فقد جاءت النتائج دون مستوى التوقعات.

 

حيث لم تحقق سوى سيدتين النجاحَ المطلوب للوصول للقبة البرلمانية هما: عالية الخالد (الدائرة الثانية) والوزيرة السابقة جنان بوشهري (الدائرة الثالثة)، من بين 27 مرشحة.

 

الدكتور عبد الله سهر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الكويت

مشوار صعب

 

وعلى مدى 17 عاماً، لم تتمكن المرأة من تثبيت وجودها في الحياة البرلمانية، حيث شاركت المرأة الكويتية لأول مرة في انتخابات مجلس الأمة التي أجريت في 30 يونيو 2006. وفي عام 2009، أسفرت الانتخابات عن فوز 4 مرشّحات في انتخابات مجلس الأمة، لكن حظوظ المرأة تراجعت بعد ذلك، ففي انتخابات عام 2013 لم تُنتخب أي امرأة لعضوية البرلمان، واستقالت آخر امرأة منتخبة في شهر مايو (أيار) من عام 2014. وفي مجلس 2016 حصلت امرأة واحدة فقط هي صفاء الهاشم على مقعد في البرلمان. لكن المرأة مُنِيت بخسارة جديدة في انتخابات مجلس الأمة 2020 التي شهدت إقبالاً كبيراً في المشاركة النسائية من حيث عدد المرشحات والناخبات.

 

 

 

نماذج ناجحة

 

الأكاديمي الكويتي الدكتور عبد الله سهر، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الكويت، قال لـ«الشرق الأوسط»: «المرأة الكويتية أخذت حقها السياسي المسلوب، منذ مدة طويلة، لكنها – للأسف – لم تحقق وصولاً يليق بمكانتها في مجلس الأمة لاعتبارات كثيرة».

 

يعدد الأكاديمي الكويتي تلك الأسباب ذاكراً من بينها: «تفوق الرجال في عملية التواصل الاجتماعي، كما لا يمكن إهمال الجوانب التقليدية التي تتصل بالمجتمع، إلا أن المرأة وصلت في أحد المجالس إلى أن تشغل أربعة مقاعد في مجلس الأمة، بعد ذلك خلا مجلس الأمة من النواب الإناث».

 

يتحدث الدكتور عبد الله سهر، عن أداء المرأة في المجالس البرلمانية التي شاركت فيها، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «كانت هناك انتكاسة في التوقعات بشأن الدور الذي يمكن للمرأة أن تلعبه في مجلس الأمة، ولعل هناك جانباً تقليدياً، وجانباً دينياً أثاره البعض (ممن لديه بعض الأفكار المحافظة)، وهي أفكار لا تنسجم مع الدستور الكويتي الذي يساوي بين المرأة والرجل في الحقوق السياسية».

 

وبرأي الدكتور سهر، فإنه «في التقييم العام فإن تجربة المرأة تجربة جيدة، نذكر من بين النماذج الناجحة تجربة الدكتورة معصومة المبارك، وهي تجربة رائدة، خصوصاً حين كانت أول وزيرة في الحكومة الكويتية، وكذلك عضواً فاعلاً في مجلس الأمة، فعندما كانت وزيرة استطاعت أن تكون على مستوى المسؤولية السياسية، وكذلك الحال حين كانت عضو البرلمان؛ فقد كان طرحها راقياً جداً».

 

 

تجمع نسائي كويتي أمام البرلمان للمطالبة بحقوق المرأة السياسية (كونا)

قضايا المرأة: مواقف

 

وقبل أقلّ من أسبوع من يوم الانتخاب، قالت مرشحة الدائرة الثالثة، الوزيرة والنائبة السابقة جنان بوشهري، إن الدستور الكويتي انتصر لحقوق المرأة، وإنها شريك أساسي وفاعل على صعيد الدولة والمجتمع.

 

وخلال ندوة لتنمية الثقافة السياسية شاركت فيها بوشهري إلى جانب 8 مرشحات لانتخابات مجلس الأمة، أكدت النائبة السابقة، على «إعادة النظر في النظام الانتخابي، وإقرار قانون المفوضية العليا للانتخابات»، وتعهدت بأن تكون هذه القضية «ضمن أولويات الإصلاح السياسي في المرحلة المقبلة».

 

كما أكدت بوشهري أهمية الاستقرار السياسي لتحقيق الإصلاح. وقالت: «لن نستطيع دون الاستقرار السياسي التحرك لمعالجة أي ملف».

 

وأضافت: «يتطلب ذلك إصلاحات سياسية يأتي على رأسها قانون الانتخاب الذي عزز العمل الفردي داخل مجلس الأمة، وأحد اسباب تردي العمل السياسي».

 

ولم يغب ملف قضية المرأة في الكويت، فقالت بوشهري خلال الندوة إن «ملف قضايا المرأة من الملفات المهمة، وقد بدأت أولى خطواته في المجلس المبطل بمشاركة أصحاب العلاقة وهم أبناء الكويتيات، حيث تقدمت بقانون الحقوق المدنية لأبناء الكويتيات».

 

النائبة السابقة، ومرشحة الدائرة الثانية عالية الخالد، قالت في ندوة مشتركة إن «المرأة الكويتية عنصر أساسي في معادلات التنمية والبناء وازدهار المجتمع، فالكويت بناها الرجل وبجانبه المرأة».

 

كما ركزّت الخالد في تصريحاتها الانتخابية على دعم القطاع الاقتصادي خصوصاً المشروعات الصغيرة والمتوسطة بوصفها المحرك الرئيسي للاقتصاد، وأهم آليات دعم الإنتاج.

 

من بين المرشحات نور المطيري (الدائرة الرابعة)، أكدت على تبني ملف «تمكين وقيادة المرأة والتنمية»، مؤكدة أن الدافع الرئيسي لمشاركتها هو إيمانها بدور المرأة وأهمية وجودها في المجلس النيابي.

 

كذلك المرشحة عنود العنزي (الدائرة الأولى) التي أكدت على ضرورة تحقيق «الاستقرار السياسي كركيزة للتنمية» والاهتمام بالتنمية الاجتماعية والتعليم.

 

المرشحة فهيمة الرشيدي (الدائرة الرابعة)، شددت على «أهمية دعم حقوق المرأة الشرعية والدستورية».

 

المرشحة وداد حبيب (الدائرة الثانية)، دعت إلى عدة أمور «أبرزها الهوية الوطنية وقضايا المرأة، من سكن ومعيشة وحق التملك».

 

وفي مشاركتها في ندوة «دور المرأة في تغيير المشهد السياسي» دعت المرشحة سلوى السعيد (الدائرة الثالثة) إلى «مكافحة الاستغلال السياسي للمرأة»، وحذرت من «أن تكون المرأة أداة يستغلها السياسيون في تحقيق أهدافهم البعيدة عن قضايا المرأة والشعب».

 

أما المرشحة عزيزة البناي (الدائرة الأولى) فقالت في ذات الندوة، إن «المرأة تحارب في الترشح لأسباب غير واضحة أو مبهمة، فهي إن كانت نصف المجتمع، فإن حقوقها شبه ضائعة في الإسكان والتعليم... وغيرهما».

 

المرشحة عن الدائرة الثالثة غادة العتيبي، دعت للاهتمام بقضايا المرأة، وأكدت في تصريحات إعلامية على حماية المرأة من العنف الأسري، وحلّ القضايا المتعلقة بالحقوق الوظيفية والمساواة في الراتب... وغيرها.

 

 


القيادة السعودية تعزي أمير الكويت ورئيسة الهند

القيادة السعودية تعزي أمير الكويت ورئيسة الهند
TT

القيادة السعودية تعزي أمير الكويت ورئيسة الهند

القيادة السعودية تعزي أمير الكويت ورئيسة الهند

بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي ببرقيتي عزاء ومواساة للشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت في وفاة الشيخ محمد صباح محمد صباح السلمان الصباح «رحمه الله».

وقال الملك سلمان في البرقية: «علمنا بنبأ وفاة الشيخ محمد صباح محمد صباح السلمان الصباح - رحمه الله - وإننا إذ نبعث لسموكم ولأسرة الفقيد بالغ التعازي، وصادق المواساة، لنسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يحفظكم من كل سوء، إنا لله وإنا إليه راجعون».

فيما قال ولي العهد السعودي في برقيته لأمير الكويت: «تلقيت نبأ وفاة الشيخ محمد صباح محمد صباح السلمان الصباح - رحمه الله - وأبعث لسموكم ولأسرة الفقيد أحر التعازي، وأصدق المواساة، سائلاً المولى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يحفظكم من كل سوء، إنه سميع مجيب».

كما بعث الأمير محمد بن سلمان ببرقية عزاء ومواساة مماثلة للشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي العهد في دولة الكويت، ضمنها أحر التعازي وأصدق المواساة لولي العهد الكويتي ولأسرة الفقيد، سائلاً المولى العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته.

وعلى صعيد آخر، بعث خادم الحرمين الشريفين وولي عهده ببرقيتي عزاء ومواساة للرئيسة الهندية دروبادي مورمو في ضحايا تصادم عدة قطارات في ولاية أوديشا شرق الهند.

وقال الملك سلمان في البرقية: «علمنا بنبأ حادث تصادم عدة قطارات في ولاية أوديشا شرق جمهورية الهند، وما نتج عن ذلك من وفيات وإصابات، وإننا إذ نشارك فخامتكم ألم هذا المصاب، لنبعث لكم ولأسر المتوفين ولشعبكم الصديق أحر التعازي وصادق المواساة، متمنين للمصابين الشفاء العاجل وألا تروا أي مكروه».

فيما أعرب ولي العهد السعودي في البرقية عن أحر التعازي وصادق المواساة للرئيسة الهندية ولأسرة المتوفين وللشعب الهندي، متمنياً للمصابين الشفاء العاجل.


الشيخ عبد الله بن زايد: الإمارات تسعى لأن تكون طرفاً فاعلاً في «بريكس»

الشيخ عبد الله بن زايد خلال مشاركته في اجتماع مجموعة «بريكس» في جنوب أفريقيا (وام)
الشيخ عبد الله بن زايد خلال مشاركته في اجتماع مجموعة «بريكس» في جنوب أفريقيا (وام)
TT

الشيخ عبد الله بن زايد: الإمارات تسعى لأن تكون طرفاً فاعلاً في «بريكس»

الشيخ عبد الله بن زايد خلال مشاركته في اجتماع مجموعة «بريكس» في جنوب أفريقيا (وام)
الشيخ عبد الله بن زايد خلال مشاركته في اجتماع مجموعة «بريكس» في جنوب أفريقيا (وام)

أكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أن بلاده طالما كانت مُدركة وداعمة للأهمية الاستثنائية التي تتبوّأها مجموعة «بريكس» على الساحة الدولية لتعزيز السلام والأمن والازدهار.

وأضاف الشيخ عبد الله بن زايد: «يسرُّ الإمارات أن تكون أحد أصدقاء المجموعة الجادّين لتوسيع وتعميق أواصر التعاون مع (بريكس) ودولها الأعضاء وأصدقائها من شركاء التنمية والازدهار». وأشار إلى أن السنوات الماضية شهدت تنامياً متصاعداً في الدور الذي تلعبه مجموعة «بريكس»، وساهمت الكتلة الاقتصادية لـ«بريكس» في توليد 30 في المائة من النمو الاقتصادي العالمي منذ عام 2001، كما تشكل اقتصادات المجموعة، اليوم، 25 في المائة من الناتج الاقتصادي العالمي. وتابع: «من أبرز ما يميز مجموعة (بريكس) نهجها المنفتح على تعزيز الشراكة مع المؤسسات الاقتصادية الدولية، وتوفير منبر أوسع لتمثيل الاقتصادات النامية والصاعدة عبر العالم».

وأكد الشيخ عبد الله «أنه في جزء من عالم اليوم الساعي للتعددية، بعيداً عن أحادية النهج والفكر والأيديولوجية، لا بد أن تستمر مجموعة (بريكس) في تطوير منظومتها المؤسسية، وتعزيز بصمتها العالمية الداعمة للاقتصادات النامية والصاعدة، ومن هذا المنطلق فإننا في الإمارات ندعم توجه مجموعة (بريكس) لتوسيع قاعدة عضويتها، ونبدي رغبتنا الصريحة في أن نكون جزءاً فاعلاً وبنّاءً من المجموعة». ولفت إلى أن للإمارات عدداً من المساهمات الرئيسية بصفتها شريكاً لمجموعة «بريكس» ودولها الأعضاء، فإلى جانب دورها بوصفها مصدراً مسؤولاً وموثوقاً للطاقة، وأحد أبرز الأصوات الممثلة لقضايا الدول النامية والأقل نمواً، حافظت دولة الإمارات على خطواتها السبّاقة في العمل المشترك على المستوى متعدد الأطراف، وهذا ما يؤكده كون الإمارات الأُولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الانضمام لبنك التنمية الجديد، المنبثق عن مجموعة «بريكس»، وهذا ما تشهد به أيضاً استثمارات الدولة الممتدة في مجالات البنية التحتية، والأمن الغذائي، والطاقة النظيفة، والنقل، والصناعة.

وأضاف «أن الإمارات مستمرة في العمل معكم، في مواجهة أبرز التحديات العالمية، وتعزيز النهج المتوازن والمستدام لتعزيز العمل المناخي، وتحقيق التحول المنشود في قطاع الطاقة». وتابع «إننا نتطلع لمستقبل قوامه التعاون البنّاء، وتحقيق التطلعات المشتركة، وتؤكد الإمارات دعمها مجموعة (بريكس)، مع التركيز على المحاور التالية؛ وهي أولاً: دعم التنمية المالية والاقتصادية القائمة على أسس التشاركية والانفتاح، وثانياً: الالتزام بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والسعي دائماً لإيجاد الحلول السلمية للنزاعات والأزمات، وثالثاً: العمل المستمر نحو تعزيز العدالة، والتمثيل في منظومة الحوكمة العالمية».

لقاء عبداللهيان

وأكد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أن بلاده تؤمن بأهمية بناء جسور التواصل الإيجابي والتعاون المثمر مع دول المنطقة، وترسيخ مفاهيم حسن الجوار بما يسهم في إرساء السلام والاستقرار، وتحقيق التنمية والازدهار لشعوبها.

وجاء حديث الشيخ عبد الله بن زايد، خلال لقائه حسين أمير عبداللهيان، وزير خارجية إيران، على هامش اجتماع «أصدقاء بريكس»، في كيب تاون بجنوب أفريقيا. وجرى، خلال اللقاء، بحث سبل دفع العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعزيز التعاون بما يحقق مصالحهما المشتركة، ويعزز أمن المنطقة وازدهارها واستقرارها. وتبادل وزير الخارجية الإماراتي ونظيره الإيراني وجهات النظر تجاه القضايا محلّ الاهتمام المشترك، والمستجدّات الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى الأوضاع في المنطقة.

الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان خلال لقائه حسين أمير عبداللهيان وزير خارجية إيران (وام)

لقاء لافروف

من جهة أخرى، بحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وذلك على هامش الاجتماع، علاقات الصداقة، والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وسبل تعميقها في كل المجالات، كما استعرض الطرفان عدداً من الملفات المرتبطة بجدول أعمال الاجتماع، وبحثا في المستجدّات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتبادلا وجهات النظر بشأنها.

وأكد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، أن العلاقات الإماراتية الروسية تستند إلى أسس راسخة من التفاهم، والاحترام المتبادل، والتعاون المثمر والبنّاء، وتشهد نمواً متسارعاً، خصوصاً بعد التوقيع على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين عام 2018. وأشار إلى حرص البلدين على تطوير هذه العلاقات، ودفع آفاق التعاون المشترك في كل المجالات، بما يعود بالنفع على شعبيهما، ويحقق مصالحهما المتبادلة.

وأعرب عن تطلع الإمارات إلى تعزيز التعاون مع دول مجموعة «بريكس»، ودعم العمل المتعدد الأطراف الهادف إلى تحقيق التنمية في كل المجتمعات، وحفظ السلم والأمن الدوليين، وترسيخ مستقبل مزدهر للأجيال القادمة.

الشيخ عبد الله بن زايد مع سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي (وام)

لقاء وزير الخارجية الهندي

كما بحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان مع الدكتور سوبرامنيام جاي شانكار، وزير الشؤون الخارجية الهندي، وذلك على هامش الاجتماع، العلاقات الاستراتيجية، والتعاون، والشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين، ومُخرجاتها، بعد مرور نحو عام على إطلاقها، ودورها في تحقيق الازدهار الاقتصادي المستدام للبلدين. كما ناقش الطرفان عدداً من الملفات ذات الاهمية المشتركة المرتبطة بجدول أعمال اجتماع «أصدقاء بريكس»، وسبل تعزيز التعاون بين مجموعة «بريكس» ودولة الإمارات.

وتناولت المحادثات المستجدّات الإقليمية والدولية، وتبادلاً لوجهات النظر بشأنها. وأكد وزير الخارجية الإماراتي، خلال اللقاء، أن بلاده والهند ترتبطان بعلاقات تاريخية واستراتيجية راسخة، شهدت مراحل مزدهرة عدة من العمل المشترك، والتعاون الثنائي المثمر في المجالات المختلفة. وأشار إلى أن توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في عام 2017، والشراكة الاقتصادية الشاملة في عام 2022، شكّل دفعاً قوياً وتحولاً نوعياً في مسار علاقات التعاون الإماراتي الهندي، التي شهدت نمواً مطّرداً في عدد من المجالات، فعلى سبيل المثال ارتفع حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين إلى نحو 189 مليار درهم (51.4 مليار دولار)، العام الماضي.

كما التقى وزير الخارجية الإماراتي، ناليدي باندور وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، ووزير خارجية البرازيل ماورو فييرا.


وزيرا خارجية السعودية وإيران يبحثان سبل تعزيز العلاقات

الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في كيب تاون (واس)
الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في كيب تاون (واس)
TT

وزيرا خارجية السعودية وإيران يبحثان سبل تعزيز العلاقات

الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في كيب تاون (واس)
الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في كيب تاون (واس)

التقى الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، اليوم (الجمعة)، نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، وذلك على هامش الاجتماع الوزاري لأصدقاء مجموعة «بريكس» في كيب تاون بجنوب أفريقيا. وبحث الجانبان خلال اللقاء، سبل تعزيز العلاقات الثنائية في العديد من المجالات، بالإضافة إلى متابعة خطوات تنفيذ اتفاق البلدين الموقع في بكين، بما فيه تكثيف العمل الثنائي لضمان تحقيق الأمن والسلم الدوليين.

جانب من اجتماع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بنظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في كيب تاون (واس)

وعبّرا عن تطلعهما إلى تكثيف اللقاءات التشاورية، وبحث سبل التعاون لتحقيق المزيد من الآفاق الإيجابية للعلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف، بما يخدم مصالح البلدين وشعبيهما.


التزام سعودي في «بريكس» بدعم التنمية والأمن الغذائي

الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري لأصدقاء «بريكس» بجنوب أفريقيا (واس)
الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري لأصدقاء «بريكس» بجنوب أفريقيا (واس)
TT

التزام سعودي في «بريكس» بدعم التنمية والأمن الغذائي

الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري لأصدقاء «بريكس» بجنوب أفريقيا (واس)
الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري لأصدقاء «بريكس» بجنوب أفريقيا (واس)

أكدت السعودية، خلال الاجتماع الوزاري لأصدقاء مجموعة «بريكس»، أهمية تطوير التعاون المستقبلي لتحقيق الازدهار للجميع، مؤكدة استمرارها في الالتزام بالعمل مع الشركاء الدوليين من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، وتكثيف الجهود العالمية لتعزيز الأمن الغذائي وأمن الطاقة، وسط الأزمات المتكررة وقضايا سلاسل الإمداد.

جاء ذلك ضمن الكلمة التي ألقاها الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري بمدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا، والمنعقد تحت شعار «شراكة من أجل النمو المتسارع والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة».

وأكد وزير الخارجية السعودي حرص بلاده على تطوير التعاون المستقبلي مع مجموعة «بريكس»، من خلال الاستفادة من القدرات والإمكانيات التي تمتلكها المملكة ودول «بريكس»؛ بهدف تلبية المصالح المشتركة وتحقيق الازدهار للجميع.

وقال: «المملكة لا تزال أكبر شريك تجاري لمجموعة (بريكس) في الشرق الأوسط، والعلاقات التجارية مع دول الـ(بريكس) شهدت نمواً كبيراً يعكس العلاقات المتنامية والمتطورة مع دول المجموعة، حيث ارتفع إجمالي التجارة الثنائية مع دول المجموعة، من 81 مليار دولار في عام 2017، إلى 128 مليار دولار في عام 2021 م، وتجاوز 160 مليار دولار في عام 2022».

وأوضح أن المملكة تتشارك مع دول مجموعة «بريكس» قيماً أساسية هي: الإيمان بأن العلاقات بين الدول تقوم على مبادئ احترام السيادة، وعدم التدخل، والتمسك بالقانون الدولي، ووجود أطر عمل متعددة الأطراف، وعمل جماعي بوصفها نقاطاً مرجعية لمواجهة التحديات المشتركة، مضيفاً أن المملكة تتشارك أيضاً مع دول «بريكس» الإيمان بأهمية السلام والأمن والاستقرار؛ من أجل إعادة تركيز الجهود نحو التنمية الوطنية والازدهار المشترك.

وأضاف أن المملكة مستمرة في الالتزام بالعمل مع الشركاء الدوليين، من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030، وتكثيف الجهود العالمية لتعزيز الأمن الغذائي وأمن الطاقة، وسط الأزمات المتكررة، وقضايا سلاسل الإمداد، منوهاً بأن المملكة تُعدّ دولةً رائدة في مجال المساعدات الإنسانية والتنموية في جميع أنحاء العالم، وهي من بين أكبر 10 مانحين للدول المنخفضة والمتوسطة الدخل.

وضمَّ الوفد السعودي، المشارِك في الاجتماع، الدكتور عبد الرحمن الرسي وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية المتعددة، وسلطان العنقري سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جنوب أفريقيا.