العاصفة المطرية في شمال غربي سوريا نعمة للسكان الأصليين ونقمة على النازحين

سهول زراعية في منطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي (الشرق الأوسط)
سهول زراعية في منطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي (الشرق الأوسط)
TT

العاصفة المطرية في شمال غربي سوريا نعمة للسكان الأصليين ونقمة على النازحين

سهول زراعية في منطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي (الشرق الأوسط)
سهول زراعية في منطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي (الشرق الأوسط)

رغم أن نحو أكثر من مليون ونصف المليون نازح في مخيمات النازحين شمال غربي سوريا، ينظرون إلى العواصف المطرية وسيولها الجارفة على أنها نقمة تعمق من مأساتهم، فإن أهالي المنطقة الأصليون، يرونها نعمة تسهم في إنقاذ محاصيلهم الزراعية من العطش، بعد فترة من الجفاف الحاد، الذي هدد مواسمهم الزراعية وعلى رأسها الزراعات البعلية.
ووفق النشرات المطرية التي أصدرتها جهات محلية في إدلب وريف حلب، فإن معدل الهطول المطري خلال العاصفة التي شهدتها البلاد خلال الأيام الماضية بلغ 47 في المائة من المعدل السنوي، وكان في إدلب بين 25 و40 ملم، والتراكمي 344 ملم، أما في شمال حلب، فكان في منطقة منبج 16 ملم، والتراكمي 352 ملم، وجرابلس (الغندورة) 27 ملم، والتراكمي 290 ملم.
وأنقذت هذه النسبة من الأمطار، آلاف الهكتارات من القمح والشعير والزراعات البعلية الأخرى التي تعتمد على مياه الأمطار خلال فصل الشتاء، في مناطق شمال غربي سوريا، بما فيها القسم الشمالي من «سهل الغاب» غرب حماة، و«سهل الروج» بريف إدلب، وريف حلب الغربي والشمالي، وذلك بعد الانحباس المطري، وتراجع كميات الأمطار خلال الأشهر الأولى من فصل الشتاء لهذا العام.
وأوضح الخبير الزراعي فجر الحسين، من بلدة الروج، غرب إدلب، أن «تراجع هطول كميات الأمطار الموسمية أثار مخاوف المزارعين، ووضع المنطقة على حافة الجفاف، وكادت تتضرر بذلك مواسم ما يقارب مائتي ألف هكتار من القمح والشعير، ومئات الهكتارات من المزروعات البعلية الأخرى كحبة البركة واليانسون والعصفر والكزبرة والكمون، لكن الأمطار الغزيرة الأخيرة أعادت الأمل للمزارعين، بجني مواسم جيدة».
ومن جانبه قال المهندس صالح الدريعي، وهو المدير العام للموارد المائية في وزارة الزراعة والري في «حكومة الإنقاذ» الذراع المدنية لـ«هيئة تحرير الشام» في إدلب، إنه «نتيجة الهطولات المطرية الشديدة بفعل المنخفض الجوي الراهن، وارتفاع نسب الهطول في مصارف الري الزراعية، سيجري تشغيل مضخات محطة البالعة في سهل الروج لضخ المياه إلى بحيرة السد، وللاستفادة منها في ري المزروعات لاحقاً».
وتجول عدد من المزارعين في منطقة جسر الشغور، وقرى الفريكة، والقسم الشمالي من سهل الغاب (أهم السهول الزراعية في سوريا) على مزارعهم بعد أن روتها مياه الأمطار. وقال أبو مأمون (56 عاماً)، إن «الأمطار الأخيرة التي هطلت في المنطقة أعادت حقله الزراعي (40 دونماً) من القمح، إلى الحياة، بعدما شارف على الموت نتيجة العطش والجفاف».
ويضيف: «شاهدنا من كثب، الأضرار التي وقعت عند أهلنا النازحين في المخيمات، نتيجة السيول الجارفة، لكنها تبقى أهون من أن نفقد نحن وهم، القمح الذي يعد مصدر رزقنا وطعامنا، فضلاً عن المنتوجات الزراعية الأخرى كالخضراوات التي بدأ كثير من المزارعين بزراعتها، التي تعتمد في مراحلها الأولى على كمية الرطوبة والمياه في الطبقات العلوية من الأراضي الزراعية».



السعودية تنضم لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود

مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)
مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)
TT

السعودية تنضم لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود

مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)
مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)

أعلنت وزارة الطاقة السعودية انضمام المملكة إلى مبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود، وذلك ضمن مساعي البلاد لدعم الجهود الدولية لتطوير هذا القطاع.

وبحسب بيان نشرته الوزارة، يُمثّل انضمام المملكة لهذه الشراكة خطوةً جديدة تؤكد الدور الريادي الذي تنهض به السعودية، ضمن الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز الاستدامة، وابتكار حلول متقدمة في مجالات الطاقة النظيفة. كما يدعم طموح المملكة بأن تصبح أحد أهم منتجي ومصدّري الهيدروجين النظيف في العالم والوصول للحياد الصفري بحلول عام 2060، أو قبله، في إطار نهج الاقتصاد الدائري للكربون، وحسب توفر التقنيات اللازمة.

ويؤكّد انضمام المملكة إلى هذه الشراكة رؤيتها الراسخة حيال دور التعاون الدولي وأهميته لتحقيق مستقبل أكثر استدامة للطاقة، كما أنه يُسهم في تحقيق أهداف مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، اللتين تهدفان إلى تقليل الانبعاثات الكربونية، إضافة إلى دعم المساعي الدولية لتحفيز الطلب العالمي على الهيدروجين النظيف، والإسهام في وضع اللوائح والمعايير لتعزيز اقتصاد الهيدروجين النظيف، وفقاً للبيان.

كما تمثل الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود منصة رئيسة لتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتسريع تطوير ونشر تقنيات الهيدروجين وخلايا الوقود والإسهام في تحقيق تحول عالمي متوازنٍ وفاعلٍ نحو أنظمة طاقة نظيفة وأكثر كفاءة. وتعمل الشراكة على تبادل المعرفة بين الأعضاء، ودعم تطوير البحوث والتقنيات ذات الصلة بالإضافة إلى التوعية والتعليم حول أهمية الهيدروجين النظيف ودوره المحوري في تحقيق التنمية المستدامة.

وفي هذا الإطار، أوضحت الوزارة أن المملكة تحرص على أن تكون عضواً فاعلاً في العديد من المنظمات والمبادرات الدولية ذات العلاقة بإنتاج الوقود النظيف والوقود منخفض الانبعاثات، مثل: مبادرة «مهمة الابتكار»، والاجتماع الوزاري للطاقة النظيفة، ومنتدى الحياد الصفري للمنتجين، ومبادرة الميثان العالمية، ومبادرة «الحد من حرق الغاز المصاحب لإنتاج البترول بحلول عام 2030»، والتعهد العالمي بشأن الميثان، والمنتدى الريادي لفصل وتخزين الكربون، وغيرها من المبادرات.