بريطانيا تقرر تمديد حملتها ضد «داعش» في العراق سنة

قالت إنها ستستخدم مقاتلات تورنادو حتى مطلع 2017 على الأقل

بريطانيا تقرر تمديد حملتها ضد «داعش» في العراق سنة
TT

بريطانيا تقرر تمديد حملتها ضد «داعش» في العراق سنة

بريطانيا تقرر تمديد حملتها ضد «داعش» في العراق سنة

قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، اليوم (الثلاثاء)، إنّ بلاده ستمدد حملتها الجوية في العراق ضد تنظيم «داعش» سنة، مشيرًا إلى أنّها ستستخدم مقاتلات تورنادو في شن الضربات حتى مطلع 2017 على الاقل.
وكانت بريطانيا قالت إنّ استخدام مقاتلات تورنادو، سيستمر حتى مارس (آذار) 2016، أي بعد عام مما كان مقررًا، ومن ثمّ تخرج الطائرات من الخدمة. لكن فالون صرّح أثناء زيارة للعراق، أنّ الطائرات المتمركزة في قبرص لديها قدرات، مما يعني أن استخدامها يجب أن يستمر فترة أطول.
كما أفاد فالون لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، «أثبتت أسراب طائرات التورنادو جدارتها في الحملة الجوية، بفضل الاسلحة الدقيقة التي تملكها وبفضل مهام الاستطلاع والمراقبة التي تقوم بها عندما لا تشن الغارت». وتابع «عبر الاميركيون وحلفاء آخرون عن تقدير خاص لمساهمة التورنادو، ولهذا السبب سنستمر في استخدامها سنة أخرى».
يذكر أنّ غارات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، شنت عشرات الغارات الجوية في العراق وسوريا خلال الايام القليلة الماضية، فيما تسعى لاضعاف شوكة المقاتلين الذين يسيطرون على مساحات واسعة في البلدين في اطار مسعاهم لاقامة دولة «الخلافة الاسلامية».
وبريطانيا جزء من التحالف بقيادة الولايات المتحدة؛ لكن برلمانها يدعم شن الضربات في العراق فقط وليس سوريا.
وقبل حوالى عشرة ايام فقط، شنّت تركيا أولى ضرباتها ضد التنظيم المتطرف في سوريا، كما بدأت في مهاجمة مقاتلين أكراد.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.