تركيا: المنافسة على الصوت الكردي تشتعل مع اقتراب الانتخابات

مع انطلاق التقويم الانتخابي رسمياً

إردوغان خلال احتفال بمناسبة يوم الشهيد أمس (د.ب.أ)
إردوغان خلال احتفال بمناسبة يوم الشهيد أمس (د.ب.أ)
TT

تركيا: المنافسة على الصوت الكردي تشتعل مع اقتراب الانتخابات

إردوغان خلال احتفال بمناسبة يوم الشهيد أمس (د.ب.أ)
إردوغان خلال احتفال بمناسبة يوم الشهيد أمس (د.ب.أ)

فيما اشتعل التنافس على الصوت الكردي بين تحالف «الشعب» الحاكم وتحالف «الأمة» المعارض... بدأ التقويم الانتخابي في تركيا رسمياً، السبت، استعداداً للانتخابات البرلمانية والرئاسية في 14 مايو (أيار).
وأعلن المجلس الأعلى للانتخابات أن على الأحزاب التي تعتزم تشكيل تحالفات انتخابية فيما بينها أن تقدم برتوكولات التحالف موقعة من قادة الأحزاب، حتى 24 مارس (آذار) الحالي.
ويوجد في تركيا حالياً 4 تحالفات انتخابية، هي: «تحالف الشعب» الحاكم، الذي يضم أحزاب «العدالة والتنمية» الحاكم برئاسة إردوغان، و«الحركة القومية» برئاسة بهشلي، وحزب «الوحدة الكبرى» برئاسة مصطفى ديستيجي، و«تحالف الأمة» المعارض، الذي يضم حزبي «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة برئاسة كمال كليتشدار أوغلو، و«الجيد» برئاسة ميرال أكشينار، و«تحالف العمل والحرية»، الذي يضم أحزاباً يسارية بقيادة حزب «الشعوب الديمقراطية» المؤيد للأكراد، وإلى جانبه أحزاب «العمال» و«الحركة العمالية» و«اتحاد الجمعيات الاشتراكية» و«الحرية المدنية»، وتحالف «أتا»، ويضم أحزاباً قومية بقيادة حزب «النصر» الذي يتزعمه أوميت أوزداغ، المعروف بعدائه للأجانب، خصوصاً السوريين، ويضم أيضاً أحزاب: «العدالة» و«الحقيقة» و«التحالف التركي» و«بلدي».
ومع اقتراب الانتخابات، يتصاعد التنافس على الفوز بالكتلة الأكبر من أصوات الأكراد ولا سيما بالنسبة لمعركة الرئاسة، التي يتوقع أن تكون معركة صعبة تنحصر بشكل أساسي بين مرشح «طاولة الستة» رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، ومرشح «تحالف الشعب» الرئيس رجب طيب إردوغان.
وتعثرت جهود إردوغان لتوسيع «تحالف الشعب» وضم أحزاب جديدة لتوسيع قاعدة التصويت له وللتحالف في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، في ظل صعوبات تعترض انضمام الأحزاب التي يتفاوض معها في ظل الشروط التي وضعها حزبا «الرفاه من جديد» وحزب الهدى (الهدى بار) الإسلامي الكردي، الذي أعلن أنه سيدعم إردوغان في انتخابات الرئاسة على الرغم من عدم الانضمام إلى التحالف.
وبدا أن حزب «الشعوب الديمقراطية»، المؤيد للأكراد، يضع شروطاً لدعم كليتشدار أوغلو، عبر عنها رئيسه المشارك السابق السجين، صلاح الدين دميرطاش، الذي كتب في بيان نشره حسابه على «تويتر» الذي يديره محاميه، بعنوان: «ماذا يريد حزب الشعوب الديمقراطية من كليتشدار أوغلو؟» قال فيه: «إذا احترم كليتشدار أوغلو الأفكار والمبادئ الديمقراطية، فإننا نود أن نسمعها منه... الشعوب الديمقراطية لا يطالب بوزارة أو نائب رئيس من أحد، وهو حزب مرشح لأن يكون حزب المعارضة الرئيسي في البرلمان المقبل، وما يريد سماعه والتأكد منه هو ما إذا كان التغيير الديمقراطي سيؤخذ على محمل الجد والصدق في المرحلة الجديدة في تركيا، وسيدعم كليتشدار أوغلو عندما يرى النية والالتزام بما ورد في وثيقة خريطة الطريق في المرحلة الانتقالية التي أعلنتها طاولة الستة في 6 مارس الحالي، ولو رأى الحزب نية وبرنامجاً وتصميماً على ضمان بيئة سياسية ديمقراطية».
وكان حزب «الشعوب الديمقراطية» طلب تأجيل زيارة كان مقرراً أن يقوم بها كليتشدار أغلو إليه، السبت «إلى موعد لاحق بدعوى ازدحام جدول الرئيسين المشاركين للحزب، مدحت سانجار وبروين بولدان، في مناطق السيول والزلزال في جنوب شرقي البلاد».
على الجانب الآخر، تسبب إعلان حزب الهدى (الهدى بار) دعم إردوغان في الانتخابات الرئاسية، في موجة من الجدل الواسع في البلاد بسبب اعتباره ذراعاً سياسية لـ«حزب الله» التركي، المتهم بارتكاب جرائم في جنوب شرقي البلاد في خلال قتاله ضد حزب العمال الكردستاني في سنوات التسعينات.
و«هدى بار»، الذي يعرف أيضاً باسم حزب «الدعوة الحرة» تأسس في 19 ديسمبر (كانون الأول) 2012، وتتركز قاعدته الشعبية في جنوب شرقي تركيا، وتتراوح نسبة تأييده بين 0.5 و1 في المائة، ومؤيدوه من الأكراد المحافظين والإسلاميين الذين يرفضون حزب العمال الكردستاني.
واتهم حزب الله التركي بقتل الكاتبة كونجا كورش، وقائد شرطة ديار الأسبق بكر جعفر أوكان، والناشط الكردي عز الدين يلدريم، لكن رئيس حزب الهدى زكريا يابجي أوغلو، دافع بقوله إن «من قتل أحداً بقصد أو دون حق يجب أن تكون عقوبته الإعدام، ومصيره جهنم، نحن نرفض جميع أنواع العنف... لسنا امتداداً لحزب الله ولسنا ورثته».
وكان «حزب الله» التركي أوقف نشاطه العسكري بعد اغتيال مؤسسه حسين ولي أوغلو في إسطنبول عام 2000 واعتقال المئات من أعضائه. وقال الكاتب بصحيفة «خبر تورك» إتشيتينار إتشيتين، إن «حزب الله» التركي فضل تغيير شكله عبر حزب سياسي، كوسيلة للخروج من النفوذ الإيراني، في ظل محاولات «حزب الله» اللبناني وإيران للسيطرة عليه، ولم يسمح زعيمه حسين ولي أوغلو بذلك؛ لأن الحزب سني ويقاوم فكرة التشيع.
وانقسم «حزب الله» التركي بسبب خلافات وصراعات داخلية، إلى طريقتين؛ الأولى هي «طريقة المنزل» المعتدلة و«طريقة العلم» المتشددة، التي دخلت في مواجهات دامية مع حزب «العمال الكردستاني»، واتهمت بتنفيذ عمليات اغتيال لمناهضين لها، وأعلنت الأولى دعمها لإردوغان في انتخابات الرئاسة.
وقال رئيس حزب «الهدى» زكريا يايجي أوغلو إن حزبه سيدعم إردوغان في الانتخابات الرئاسية، كما سبق ودعمه في 2018، مشيراً إلى أن أعضاء الحزب كانوا أول من نزل إلى الشوارع في شرق وجنوب شرقي تركيا للتصدي لمحاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو (تموز) 2016.


مقالات ذات صلة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» سابقة لأوانها

انطلقت فجر أمس، الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن تم تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حيث تنتشر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلد، وهو ما تسبب في مشاكل كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وزارة الداخلية

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم 25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

25 حزباً موريتانياً تتنافس في انتخابات «توافقية» مبكرة

انطلقت فجر اليوم (الجمعة) الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية والجهوية والمحلية، التي تنظم بشكل متزامن في موريتانيا يوم 13 مايو (أيار) المقبل، والتي يتنافسُ فيها 25 حزباً سياسياً ضمن أكثر من ألفي لائحة انتخابية، لنيل ثقة 1.7 مليون ناخب موريتاني. وكان من المفترض أن تنظم الانتخابات في شهر أغسطس (آب) المقبل، لكن جرى تعجيلها إلى شهر مايو، بموجب اتفاق سياسي بين أحزاب الموالاة والمعارضة، تفادياً لتنظيمها في موسم الأمطار، حين تكثر الفيضانات والعواصف، ما يمنع الوصول إلى مناطق نائية من البلاد، وهو ما تسبب في مشكلات كبيرة خلال الانتخابات السابقة (2018). وبموجب الاتفاق السياسي نفسه الذي أشرفت عليه وز

الشيخ محمد (نواكشوط)
العالم «تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

«تجمع الأحرار» المغربي يفوز بمقعد نيابي في انتخابات جزئية

فاز حزب «التجمع الوطني للأحرار» المغربي، متزعم الائتلاف الحكومي، بمقعد نيابي جديد عقب الانتخابات الجزئية، التي أُجريت أمس بالدائرة الانتخابية في مدينة بني ملال، الواقعة جنوب شرقي الدار البيضاء. وحصل مرشح الحزب عبد الرحيم الشطبي على أعلى عدد من الأصوات، حسب النتائج التي أعلنت عنها السلطات مساء (الخميس)، حيث حصل على 17 ألفاً و536 صوتاً، في حين حصل مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض على 2972 صوتاً، بينما حل مرشح «الحركة الشعبية» في المرتبة الثالثة بـ2259. ويشغل الشطبي، الذي فاز بمقعد نيابي، منصب المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار في جهة بني ملال - خنيفرة. وشهدت الانتخابات الجزئية مشاركة ضعي

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

ما الدور المرتقب للقبائل الليبية في الانتخابات المُنتظرة؟

أعادت التحركات الجارية في ليبيا حالياً باتجاه السعي لإجراء الانتخابات العام الجاري، القبائل إلى دائرة الضوء، وسط توقع سياسيين بأنه سيكون لها دور في السباق المنتظر، إذا توفر التوافق المطلوب بين الأفرقاء، والذي تعمل عليه البعثة الأممية. ويرى سياسيون أن الاستحقاق المنتظر يعد بوابة للقبائل في عموم ليبيا، لاستعادة جزء من نفوذها الذي فقدته خلال السنوات الماضية على خلفية انخراطها في حسابات الصراع السياسي والعسكري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

إردوغان يلغي أنشطته الانتخابية اليوم بسبب إنفلونزا المعدة

قطع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس (الثلاثاء)، مقابلة تلفزيونية مباشرة قبل أن يعود ويعتذر متحدثاً عن إصابته بإنفلونزا المعدة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. ألقى الزعيم البالغ التاسعة والستين ثلاثة خطابات انتخابية، أمس، قبل انتخابات رئاسية وتشريعية في 14 مايو (أيار) تبدو نتائجها غير محسومة. وكان مقرراً أن يُنهي إردوغان الأمسية بمقابلة مباشرة مشتركة مع قناتي «Ulke» و«Kanal 7»، وقد بدأ ظهوره التلفزيوني بعد تأخير لأكثر من 90 دقيقة، ثم قطعه بعد عشر دقائق خلال طرح سؤال عليه. وعاد إردوغان بعد 15 دقيقة واعتذر قائلاً إنه أصيب بوعكة. وأوضح: «أمس واليوم كان هناك عمل كثير.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.