«متحف لوكاس» يفتتح بكامل طاقته بحلول عام 2025

بلغت تكلفته مليار دولار وسيعرض بعض القطع المتعلقة بأفلام حرب النجوم وأجزاء أخرى من أرشيف المخرج الشهير

يبلغ ارتفاع مبنى متحف لوكاس للفنون السردية بلوس أنجليس 5 طوابق  (غيتي)
يبلغ ارتفاع مبنى متحف لوكاس للفنون السردية بلوس أنجليس 5 طوابق (غيتي)
TT

«متحف لوكاس» يفتتح بكامل طاقته بحلول عام 2025

يبلغ ارتفاع مبنى متحف لوكاس للفنون السردية بلوس أنجليس 5 طوابق  (غيتي)
يبلغ ارتفاع مبنى متحف لوكاس للفنون السردية بلوس أنجليس 5 طوابق (غيتي)

طُرد من شيكاغو من قبل دعاة الحفاظ على البيئة ليصبح هدفاً لحرب مزايدة بين لوس أنجليس وسان فرانسيسكو. عندما قرر المخرج الشهير جورج لوكاس أخيراً بناء متحفه الذي تبلغ تكلفته مليار دولار في لوس أنجليس، سخر بعض النقاد من المشروع؛ إذ لم يروه هدية للمدينة بل مشروعاً يهدف إلى التباهي. فقد كتب كريستوفر نايت، الناقد الفني بصحيفة «لوس أنجليس تايمز»، يقول إن المتحف «فكرة مزعجة».
ولأن المتحف مر بفترات تأخير طويلة، فإنه من غير المتوقع أن يجري افتتاحه قبل 2025، أي بعد 7 سنوات من استقطاع قطعة أرض من موقف سيارات على امتداد الشارع الذي يبدأ من «مدرج لوس أنجليس التذكاري»، ذلك رغم أن الافتتاح كان من المفترض أن يكون في عام 2021.
لكن حتى وسط صخب العمل في مكان يعج بالعمال والرافعات والعوارض، فقد سُلط الضوء على المشروع المستقبلي الضخم الذي يشيد وسط متنزه «إكسبوسيشن بارك» الذي بني تكريماً لأحد أكبر صناع السينما، والذي ضم نحو 100 ألف لوحة وصورة توضيحية ورسومات من كتب هزلية وكوميدية. قوس معدني رمادي ضخم يعلو المساحة الخضراء الطبيعية، وكأنه سفينة فضاء تهبط بالقرب من المكان الذي يبدو قريب الشبه من محطة الفضاء الخيالية «نجم الموت»، والذي ظهر في فيلم «عودة الجيداي» بسلسلة «حرب النجوم» لتحيي ذكرى مبدعي العمل. يبلغ ارتفاع المبنى 5 طوابق تشغل مساحة تكفي ملعب كرة قدم ونصفاً، وتستغرق الجولة في حرمه المترامي 15 دقيقة.

جانب من متحف لوكاس للفنون السردية بلوس أنجليس (غيتي)

قالت ساندرا جاكسون دومون، مديرة المتحف، خلال جولة اصطحبت فيها الزوار في ظهيرة أحد الأيام المشرقة في لوس أنجليس: «نحن ملتزمون بإنشاء مبنى بالغ التعقيد». فساعة كاملة لا تكفي لتغطية جميع أركان المبنى؛ إذ «لا يوجد مسار مستقيم في المكان». من ناحية أخرى، فإن التأخير في تسليم المشروع جاء بسبب الوباء الذي تسبب في إبطاء المشاريع في جميع أنحاء البلاد. لكن الوتيرة البطيئة التي سار بها المشروع تعكس أيضاً طموحات البناء والتصاميم الدراماتيكية التي جلبها لوكاس وزوجته ميلودي هوبسون، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة إدارة الأصول «آرييل إنفستمنتس». يحوي المبنى أيضاً أكثر من 1500 لوح منحني الشكل مصنوع من البوليمر المقوى بالألياف الزجاجية التي تشكل غلاف المبنى، وثلاثة مصاعد زجاجية منحنية تشبه المركبة الفضائية، وحديقة على السطح مليئة بأشجار كاملة النمو، ومسرحين يتسع كل منهما لـ299 مقعداً، والمبنى كله يرتكز على 281 عازلاً زلزالياً لحماية المبنى ومجموعته الفنية القيمة من زلزال كارثي. تولى تصميم متحف «لوكاس» المهندس ما يانسونغ، أحد أبرز المهندسين المعماريين في الصين، وصمم حدائقه ميا ليرر، مهندسة المناظر الطبيعية. وقال مايكل سيجل، المهندس التنفيذي: «من العدل أن نقول إن سقف الطموحات كان سبباً لطول الوقت الذي استغرقته»، مشيراً على وجه الخصوص إلى العبء الذي شكلته الألواح الفريدة، مضيفاً: «لذلك عليك تصميم وهندسة وتصنيع كل تلك القطع الفريدة غير العادية وعمل نظام لتجميعها. إنها مهمة معقدة للغاية».
على الرغم من الاسم الموجود على الباب، فإن المتحف لن يكون مخصصاً لمهنة لوكاس السينمائية. مثلاً، إذا كنت تريد أن ترى شخصية «أر تو دي تو» التي ظهرت في أفلام «حرب النجوم»، فبإمكانك التوجه إلى «متحف الأكاديمية الجديد للصور المتحركة». لكن بالنسبة لـ«متحف لوكاس»، سيعرض بعض القطع المتعلقة بـ«حرب النجوم»، وأجزاء أخرى من أرشيف «أفلام لوكاس»؛ ذلك لأن تطلعاته أوسع.
إنه، كما يوحي اسمه، متحف مكرس للفن الذي يسرد القصص، وهو إطلاق غير دقيق إلى حد ما الذي يتضمن مزيجاً من أعمال الفنانين بدءاً من نورمان روكويل إلى روبرت كرامب (متى كانت المرة الأخيرة التي رأيت فيها هذين الاسمين في نفس العبارة؟) إلى جانب أعمال من فريدا كاهلو، وماكسفيلد باريش، وجاكوب لورانس، وجودي باكا، وغيرهم الكثير. يبرز متحف لوكاس، البالغة مساحته 300 ألف قدم مربع، حتى في موجة البناء الثقافي التي انطلقت في لوس أنجليس: معارض ديفيد غيفن التي سوف تُفتتح العام المقبل في متحف مقاطعة لوس أنجليس، والتي تبلغ قيمتها 650 مليون دولار، وإعادة بناء مُتحف «هامر» التي استغرقت 24 عاماً، والذي يُستكمل في وقت لاحق من الشهر الحالي، ومتحف «الأكاديمية» الذي افتتح عام 2021.
قال مايكل غوفان، رئيس متحف الفن في مقاطعة لوس أنجليس: «إنها إضافة مهمة للغاية إلى المشهد الثقافي، ليس فقط في كاليفورنيا، وإنما في الساحل الغربي بأسره. يمكنكم الشعور بالأثر الذي ستتركه هدية ضخمة كهذه. هذا هو الحدث الكبير. بما أنه ليس مالاً عاماً - أيا كان ما يريد جورج أن يفعله يستطيع أن يفعله. إنه شيء جميل ويمكنكم التأكد من ذلك». رفض غوفان - الذي تأخر مشروعه الخاص نحو 11 شهراً عن موعده المقرر، وتلقى تمويلاً من تبرعات خاصة وأموال عامة - الإجابة عن الأسئلة بشأن التأخيرات. قال غوفان: «وجهة نظري أنه هل تتذكرون متحف الأكاديمية، عندما استمر الجميع في الحديث عن التأخيرات؟ أقصد من يعبأ بذلك؟ ما يجب أن تهتموا به أن الأمر يجري على نحو جيد».
تأجل افتتاحه مرتين، حتى عام 2023 ثم عام 2025، مما يعكس انتكاسات عانى منها العديد من المشاريع خلال هذه الحقبة من توقف العمل، ومشكلات سلسلة التوريد الناجمة عن الجائحة. يقول جاكسون دومون متذكراً: «وصلت إلى هنا في يناير (كانون الثاني) 2020. ثم خرجنا من الباب بعد 60 يوماً، ولم يعرف الجميع متى يُمكننا العودة إلى المكتب».
يستقر لوكاس وهوبسون، اللذان يعيشان في «مقاطعة مارين» في منطقة الخليج، في جزء من لوس أنجليس ذلك الذي غالباً ما تطغى عليه وجهات مألوفة وأكثر شهرة مثل هوليوود وسانتا مونيكا. مما يمنحها مجالاً خاصاً في سعيها لإضفاء طابع ما على المشهد المدني في جنوب كاليفورنيا.
على أي حال، يبدو أنه لم يُقتطع أي ركن، ولم تُدخر أي تكاليف. وقال مسؤولون في المتحف إن التمويل المُقدم من لوكاس وهوبسون يُفسر أي تجاوزات محتملة في التكاليف بسبب الجائحة أو تعقيدات التصميم. يقول جاكسون - دومون: «نحن لا نتحدث عن التكاليف، ولكني أقول إن جورج وميلودي ملتزمان بإنشاء هذا المتحف. كمشروع متوارث، وكالتزام بتاريخ الفن كذلك». بعد كل هذه السنوات، يمكن أن يُغفر للناس تساؤلاتهم ما إذا كان هذا المتحف سوف ينتهي يوماً ما. لكن الآن، يبدو السؤال الأكثر إثارة للاهتمام ما إذا كان مشروع بهذا القدر من الطموح يمكن أن يجتذب الجماهير اللازمة لملء قاعاته الشاسعة، والفرار من أن يُصبح نسخة من «الفيل الأبيض» في فضاء ما بين المجرات.
قال رام إيمانويل الذي حارب من دون جدوى، بوصفه عمدة شيكاغو، لإقناع مدينته بالموافقة على متحف لوكاس، إنه كان على يقين دائماً من أن المتحف سيكون عطية كبيرة. قال إيمانويل: «لا يمكنني التحدث عن مكاسب لوس أنجليس، لكنني أستطيع التحدث عن الخسارة بالنسبة لشيكاغو. كان سجالاً تنافسياً وكنا نريده. وكان المتحف ليشكل إسهاماً لا يصدق». وقال في مقابلة هاتفية من اليابان؛ إذ يشغل الآن منصب سفير الولايات المتحدة: «كما ترون جميعاً، لا أزال أتحدث بعاطفة قوية عن ذلك».

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

احتفاء بحاتم الطائي في حائل

يوميات الشرق احتفاء بحاتم الطائي في حائل

احتفاء بحاتم الطائي في حائل

تنظم وزارة الثقافة السعودية، في مدينة حائل الواقعة شمال البلاد، يوم الجمعة المقبل، مهرجاناً تحت شعار «في ضيافة الطائي»، وذلك احتفاء بابن المدينة الذي أصبح مثالاً للكرم بين العرب، وأحد أبرز شعرائهم على مدار التاريخ. وتحتفل الوزارة بشخصية حاتم الطائي، وقِيمه الحميدة، وأعماله الخالدة في ذاكرة الشعر العربي، ومكانته الثقافية.

يوميات الشرق سقوط أمطار داخل بهو المتحف الكبير يثير جدلاً في مصر

سقوط أمطار داخل بهو المتحف الكبير يثير جدلاً في مصر

قللت وزارة السياحة والآثار المصرية من خطورة سقوط أمطار داخل بهو المتحف الكبير بميدان الرماية، (غرب القاهرة)، وذلك بعد ساعات من الجدل الذي واكب تداول صور ومقاطع مصورة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لسقوط مياه أمطار على تمثال الملك رمسيس الثاني داخل البهو. ونفت الوزارة، في بيان لها، على لسان اللواء عاطف مفتاح، المشرف على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به «وجود خطورة من سقوط هذه الأمطار»، مشيراً إلى «أن تمثال رمسيس الثاني لم ولن يتأثر بمياه الأمطار، وأن المتحف وجميع فراغاته في أفضل حالة من الحفظ». وأوضح أن سقوط الأمطار أمر طبيعي ومتوقع ومدروس في أثناء تصميم وتنفيذ المتحف ولا يُمثل أي

منى أبو النصر (القاهرة)
يوميات الشرق 3 أنصاب جنائزية في حائل والحِجر السعوديتين

3 أنصاب جنائزية في حائل والحِجر السعوديتين

خرجت من أراضي المملكة العربية السعودية عدد كبير من المنحوتات تشهد لتطوّر هذا التعبير الفني خلال مراحل زمنية متلاحقة. تعود أقدم هذه المنحوتات إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، وهي من الطراز الجنائزي، وأهمّها نصبان يتميّزان بملامحهما الآدمية مصدرهما قرية الكهفة في منطقة حائل، ونصب ثالث مشابه لهما، مصدره منطقة الحِجر في محافظة العلا. تقع منطقة حائل في شمال نجد، في منتصف الجزء الشمالي الغربي من المملكة، وتُعدّ من أقدم مناطق الاستيطان في شبه الجزيرة العربية. وتقع قرية الكهفة في القسم الشرقي من هذه المنطقة.

يوميات الشرق هيكل لأكبر الديناصورات في متحف التاريخ الطبيعي بلندن

هيكل لأكبر الديناصورات في متحف التاريخ الطبيعي بلندن

يُعرض في لندن بدءاً من اليوم الجمعة هيكل عظمي لأحد أكبر الديناصورات، في أوّل معرض مماثل في أوروبا، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وكان هذا الحيوان يعيش قبل نحو مائة مليون سنة في باتاغونيا ويأكل 130 كيلوغراماً من النباتات يومياً. ويُعرَض الهيكل الذي ينتمي إلى عائلة التيتانوصورات والمُسمى «تيتان باتاغونيا» في صالة عرض متحف التاريخ الطبيعي في لندن. وأكد الباحثون أنّه لو كان بوضعية مستقيمة لكان حجمه مماثلاً لمبنى مؤلّف من 5 طوابق. ويشكل الهيكل العظمي البالغ ارتفاعه 37.2 متر نسخة طبق الأصل لأحد التيتانوصورات الستة التي عُثر عليها بعدما اكتشف مزارع أرجنتيني عظمة ضخمة بارزة من الأرض في عام 2010.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم هيكل عظمي لأكبر الديناصورات يُعرض في لندن

هيكل عظمي لأكبر الديناصورات يُعرض في لندن

يُعرض في لندن بدءاً من الجمعة هيكل عظمي جرى صبّه لأحد أكبر الديناصورات على الإطلاق، في أوّل معرض لهيكل عظمي مماثل في أوروبا، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وكان هذا الحيوان يعيش قبل نحو مائة مليون سنة في باتاغونيا ويأكل 130 كيلوغراماً من النباتات يومياً. ويُعرَض الهيكل العظمي للحيوان، الذي ينتمي إلى عائلة التيتانوصورات والمُسمى «تيتان باتاغونيا» في صالة عرض متحف التاريخ الطبيعي في لندن.

«الشرق الأوسط» (لندن)

قطار ركاب فائق السرعة يدهس 7 فيلة في الهند

تقوم حفارة بحفر حفرة لدفن جثة فيل بري آسيوي يتم إزالته من على خط سكة حديد بعد أن صدم قطار مسرع قطيعاً من الأفيال البرية (أ.ب)
تقوم حفارة بحفر حفرة لدفن جثة فيل بري آسيوي يتم إزالته من على خط سكة حديد بعد أن صدم قطار مسرع قطيعاً من الأفيال البرية (أ.ب)
TT

قطار ركاب فائق السرعة يدهس 7 فيلة في الهند

تقوم حفارة بحفر حفرة لدفن جثة فيل بري آسيوي يتم إزالته من على خط سكة حديد بعد أن صدم قطار مسرع قطيعاً من الأفيال البرية (أ.ب)
تقوم حفارة بحفر حفرة لدفن جثة فيل بري آسيوي يتم إزالته من على خط سكة حديد بعد أن صدم قطار مسرع قطيعاً من الأفيال البرية (أ.ب)

ذكرت السلطات المحلية الهندية أن سبعة أفيال آسيوية برية نفقت وأصيب فيل صغير بجروح، عندما دهس قطار ركاب فائق السرعة قطيعاً من الأفيال في ولاية آسام، شمال شرق الهند، في وقت مبكر من صباح اليوم السبت.

يستخدم ركاب القطار هواتفهم المحمولة لالتقاط صور لفيل نافق بعد أن صدمه قطار (رويترز)

وقال المتحدث باسم السكك الحديدية الهندية، كابينجال كيشور شارما، لوكالة «أسوشييتد برس»، إن سائق القطار رصد قطيعاً يضم نحو 100 فيل واستخدم فرامل الطوارئ، لكن القطار مع ذلك دهس بعض الحيوانات.

وأضاف أن خمس عربات قطار انحرفت عن مسارها بعد دهس الفيلة، لكن لم تحدث إصابات بشرية.

وأجرى أطباء بيطريون عمليات تشريح على الفيلة النافقة، التي من المقرر دفنها في وقت لاحق اليوم.

ينظر ركاب قطار إلى جثة فيل بري آسيوي (غير ظاهر في الصورة) يتم إزالتها من على خط السكة الحديدية بعد أن صدم قطار مسرع قطيعاً من الأفيال البرية في الصباح الباكر (أ.ب)

ويقع موقع الحادث في منطقة غابات، على بعد نحو 125 كيلومتراً (78 ميلاً) جنوب شرق مدينة جواهاتي، عاصمة ولاية آسام، وتتردد الفيلة بكثرةٍ على خطوط السكك الحديدية في الولاية، إلا أن هيئة السكك الحديدية الهندية قالت في بيان إن موقع الحادث ليس ممراً مخصصاً للفيلة.

وكان قطار «راجداني إكسبرس» متجهاً من سايرانج في ولاية ميزورام المتاخمة لميانمار إلى العاصمة الوطنية نيودلهي وعلى متنه 650 راكباً عندما دهس الفيلة.


خريطة جديدة من «ناسا» تفتح نافذة ثلاثية البُعد على أسرار الكون

الكون كما لم يُرَ من قبل (ناسا)
الكون كما لم يُرَ من قبل (ناسا)
TT

خريطة جديدة من «ناسا» تفتح نافذة ثلاثية البُعد على أسرار الكون

الكون كما لم يُرَ من قبل (ناسا)
الكون كما لم يُرَ من قبل (ناسا)

أصدرت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) خريطة جديدة مُبهرة للكون، تقول إنها قد تُساعد العلماء على حلّ بعض أقدم ألغاز الكون المُستعصية.

وذكرت صحيفة «الإندبندنت» أنّ هذه الخريطة التُقطت باستخدام تلسكوب الفضاء «سفيرإكس» التابع للوكالة، وهي أول خريطة شاملة تغطّي السماء بأكملها، وتحاكي الرؤية الثلاثية البُعد التي يوفّرها هذا الجهاز، مُتضمّنة غباراً كونياً بلون أحمر داكن، وغاز الهيدروجين بلون أزرق كهربائي، إضافة إلى نجوم بيضاء، وزرقاء، وخضراء. ويُظهر المشهد البانورامي هذه الألوان وعشرات غيرها، مستفيداً من قدرة التلسكوب على رصد الأطوال الموجية للأشعة تحت الحمراء، وهي أطوال غير مرئية للعين البشرية. وتتيح هذه الألوان لعلماء الفلك قياس المسافة بين التلسكوب ومئات الملايين من المجرات، في حين تسمح الرؤية الثلاثية البُعد للخريطة بتحديد كيفية توزّع هذه المجرات في أنحاء الكون. فالمجرات الأكثر احمراراً تكون أبعد مسافة، بينما تبدو الأقرب أكثر زرقة، نتيجة تمدُّد الضوء أو انكماشه، في ظاهرة تُعرف باسم «الانزياح الأحمر».

وسيستخدم العلماء هذه البيانات، التي جُمعت منذ إطلاق التلسكوب إلى مدار أرضي منخفض في مارس (آذار) الماضي، لدراسة كيفية تطور المجرات على مدى نحو 14 مليار عام من تاريخ الكون، وربما التوصل إلى فهم أعمق لكيفية تكوّن المكوّنات الأساسية للحياة في مجرة «درب التبانة». وقالت «ناسا» في بيان: «رغم أنّ هذه الأطوال الموجية الـ102 من الأشعة تحت الحمراء غير مرئية للعين البشرية، فإنها شائعة الانتشار في الكون. ورغم أنّ تلسكوب (جيمس ويب) الفضائي يستطيع أيضاً الرصد بالأشعة تحت الحمراء، فإنّ نطاق عمله أصغر بآلاف المرات. وحتى الآن، لم تُنفّذ أيّ مهمة فضائية عملية مسح للسماء بأكملها بهذا العدد الكبير من الألوان كما فعل (سفيرإكس)».

السماء تُقرأ بالأشعة (ناسا)

ويُعرف تلسكوب «سفيرإكس» أيضاً باسمه الكامل: «مقياس الطيف الضوئي لتاريخ الكون وعصر إعادة التأيّن ومستكشف الجليد»، وهو يدور حالياً على ارتفاع نحو 400 ميل فوق سطح الأرض. ويكمل التلسكوب نحو 14.5 دورة حول الأرض يومياً، ملتقطاً قرابة 3600 صورة على امتداد شريط دائري واحد من السماء، مع تغيير موقعه باستمرار لالتقاط صور تُغطّي السماء كاملة بزاوية 360 درجة. ومن المقرَّر أن يُنجز «سفيرإكس» 3 عمليات مسح إضافية شاملة للسماء خلال مهمّته التي تمتدّ لعامين، جامعاً بيانات عن أكثر من 450 مليون مجرة، وأكثر من 100 مليون نجم في مجرة درب التبانة.

وقال مدير مختبر الدفع النفاث التابع لـ«ناسا»، ديف غالاغر: «تُعد (سفيرإكس) مهمّة فلكية متوسطة الحجم، لكنها تُقدّم علماً عظيماً. إنها مثال مذهل على كيفية تحويل الأفكار الجريئة إلى واقع ملموس، وإطلاق إمكانات هائلة للاكتشاف».


زيارة نافورة تريفي في روما لم تعد مجانية... رسوم سياحية للاقتراب منها

نافورة تريفي في روما (أ.ب)
نافورة تريفي في روما (أ.ب)
TT

زيارة نافورة تريفي في روما لم تعد مجانية... رسوم سياحية للاقتراب منها

نافورة تريفي في روما (أ.ب)
نافورة تريفي في روما (أ.ب)

​لم يعد بإمكان السياح الراغبين في التقاط صور «سيلفي» أمام نافورة تريفي الشهيرة، الاكتفاء برمي قطعة نقدية كما ينص التقليد الأسطوري، إذ أعلنت مدينة روما عن فرض رسوم سياحية بقيمة 2 يورو للزوار الذين يرغبون في الاقتراب من النافورة خلال ساعات النهار، وفق ما نشرت «أسوشييتد برس».

رسوم جديدة لإدارة التدفق السياحي

وبدءاً من 1 فبراير (شباط)، سيُطلب من السياح دفع 2 يورو (2.35 دولار) مقابل الاقتراب من النافورة التي اشتهرت بفيلم «La Dolce Vita» (الحياة الجميلة) لمخرجه فيديريكو فيليني. أما مشاهدة النافورة من الساحة المحيطة فستظل مجانية.

وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود روما لإدارة تدفق السياح في مناطق مزدحمة، وتحسين تجربة الزيارة، وتغطية تكاليف صيانة التراث الثقافي للمدينة، حيث تتوقع السلطات أن تحقق هذه الرسوم نحو 6.5 مليون يورو (7.6 دولار مليون) سنوياً.

وتمت مناقشة هذا النظام لأكثر من عام، ويتبع مثال تذاكر دخول بعض المواقع السياحية؛ مثل البانثيون في روما، وضريبة السياحة اليومية المعقدة التي فرضتها مدينة البندقية العام الماضي، للتقليل من الزحام.

وكما هي الحال في المواقع الأخرى، فإن السكان المحليين معفيون من الرسوم. وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع رسوم جديدة بقيمة 5 يوروات لبعض متاحف المدينة، مع خطط لتوسيع عدد المتاحف المجانية للسكان المسجلين في روما.

الزوار يتوافدون إلى نافورة تريفي في روما حيث أعلنت بلدية المدينة أنها ستفرض رسوماً قدرها 2 يورو على السياح لزيارة حافة النافورة المُقعّرة (أ.ب)

تسهيل الزيارة وتنظيم الصفوف

وقال عمدة روما روبرتو غوالتييري في مؤتمر صحافي: «نعتقد أن الثقافة حق أساسي للمواطنين، ومن الصحيح والإيجابي أن يستمتع سكان روما بمتاحفنا مجاناً».

وأضاف أن رسوم 2 يورو مبلغ بسيط لا ينبغي أن يثني السياح عن الزيارة؛ بل يتيح تنظيمها بشكل أفضل. ويأتي ذلك بعد تجربة ناجحة خلال العام الماضي، لتحديد عدد الزوار المسموح لهم بالوصول إلى حافة النافورة الأمامية عبر تنظيم صفوف وممرات دخول وخروج.

تفاصيل النظام الجديد

حتى الآن، زار النافورة هذا العام نحو 9 ملايين شخص، مع بعض الأيام التي وصل فيها العدد إلى 70 ألف زائر، وفقاً لغوالتييري.

ويصبح النظام الجديد دائماً من 9 صباحاً حتى 9 مساءً، وتُدفع الرسوم من قبل غير المقيمين. ويمكن للزوار الدفع مسبقاً عبر الإنترنت، أو أثناء الانتظار في الصف، أو من خلال شراء التذاكر من مواقع سياحية في المدينة. وبعد غروب الشمس، يظل الدخول مفتوحاً ومجانياً.

أحد الزوار يلتقط صورة لنافورة تريفي في روما (أ.ب)

تاريخ نافورة تريفي

كلف البابا أوربان الثامن ببناء النافورة عام 1640، ثم أعاد البابا كليمنت الثاني عشر إحياء المشروع في 1730.

والنافورة الباروكية الشهيرة تظهر إله البحر المحاط بالشلالات المتدفقة على الصخور إلى حوض فيروزي ضحل، حيث استمتع مارشيلو ماستروياني وأنيتا إيكبرغ بالاستحمام في مشهد شهير من فيلم «La Dolce Vita».

وعلى الرغم من منع الاستحمام حالياً، يعتقد الأسطورة أن رمي قطعة نقدية فوق الكتف مع تمنٍّ، سيجعل الزائر يعود إلى روما.