«متحف لوكاس» يفتتح بكامل طاقته بحلول عام 2025

بلغت تكلفته مليار دولار وسيعرض بعض القطع المتعلقة بأفلام حرب النجوم وأجزاء أخرى من أرشيف المخرج الشهير

يبلغ ارتفاع مبنى متحف لوكاس للفنون السردية بلوس أنجليس 5 طوابق  (غيتي)
يبلغ ارتفاع مبنى متحف لوكاس للفنون السردية بلوس أنجليس 5 طوابق (غيتي)
TT

«متحف لوكاس» يفتتح بكامل طاقته بحلول عام 2025

يبلغ ارتفاع مبنى متحف لوكاس للفنون السردية بلوس أنجليس 5 طوابق  (غيتي)
يبلغ ارتفاع مبنى متحف لوكاس للفنون السردية بلوس أنجليس 5 طوابق (غيتي)

طُرد من شيكاغو من قبل دعاة الحفاظ على البيئة ليصبح هدفاً لحرب مزايدة بين لوس أنجليس وسان فرانسيسكو. عندما قرر المخرج الشهير جورج لوكاس أخيراً بناء متحفه الذي تبلغ تكلفته مليار دولار في لوس أنجليس، سخر بعض النقاد من المشروع؛ إذ لم يروه هدية للمدينة بل مشروعاً يهدف إلى التباهي. فقد كتب كريستوفر نايت، الناقد الفني بصحيفة «لوس أنجليس تايمز»، يقول إن المتحف «فكرة مزعجة».
ولأن المتحف مر بفترات تأخير طويلة، فإنه من غير المتوقع أن يجري افتتاحه قبل 2025، أي بعد 7 سنوات من استقطاع قطعة أرض من موقف سيارات على امتداد الشارع الذي يبدأ من «مدرج لوس أنجليس التذكاري»، ذلك رغم أن الافتتاح كان من المفترض أن يكون في عام 2021.
لكن حتى وسط صخب العمل في مكان يعج بالعمال والرافعات والعوارض، فقد سُلط الضوء على المشروع المستقبلي الضخم الذي يشيد وسط متنزه «إكسبوسيشن بارك» الذي بني تكريماً لأحد أكبر صناع السينما، والذي ضم نحو 100 ألف لوحة وصورة توضيحية ورسومات من كتب هزلية وكوميدية. قوس معدني رمادي ضخم يعلو المساحة الخضراء الطبيعية، وكأنه سفينة فضاء تهبط بالقرب من المكان الذي يبدو قريب الشبه من محطة الفضاء الخيالية «نجم الموت»، والذي ظهر في فيلم «عودة الجيداي» بسلسلة «حرب النجوم» لتحيي ذكرى مبدعي العمل. يبلغ ارتفاع المبنى 5 طوابق تشغل مساحة تكفي ملعب كرة قدم ونصفاً، وتستغرق الجولة في حرمه المترامي 15 دقيقة.

جانب من متحف لوكاس للفنون السردية بلوس أنجليس (غيتي)

قالت ساندرا جاكسون دومون، مديرة المتحف، خلال جولة اصطحبت فيها الزوار في ظهيرة أحد الأيام المشرقة في لوس أنجليس: «نحن ملتزمون بإنشاء مبنى بالغ التعقيد». فساعة كاملة لا تكفي لتغطية جميع أركان المبنى؛ إذ «لا يوجد مسار مستقيم في المكان». من ناحية أخرى، فإن التأخير في تسليم المشروع جاء بسبب الوباء الذي تسبب في إبطاء المشاريع في جميع أنحاء البلاد. لكن الوتيرة البطيئة التي سار بها المشروع تعكس أيضاً طموحات البناء والتصاميم الدراماتيكية التي جلبها لوكاس وزوجته ميلودي هوبسون، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة إدارة الأصول «آرييل إنفستمنتس». يحوي المبنى أيضاً أكثر من 1500 لوح منحني الشكل مصنوع من البوليمر المقوى بالألياف الزجاجية التي تشكل غلاف المبنى، وثلاثة مصاعد زجاجية منحنية تشبه المركبة الفضائية، وحديقة على السطح مليئة بأشجار كاملة النمو، ومسرحين يتسع كل منهما لـ299 مقعداً، والمبنى كله يرتكز على 281 عازلاً زلزالياً لحماية المبنى ومجموعته الفنية القيمة من زلزال كارثي. تولى تصميم متحف «لوكاس» المهندس ما يانسونغ، أحد أبرز المهندسين المعماريين في الصين، وصمم حدائقه ميا ليرر، مهندسة المناظر الطبيعية. وقال مايكل سيجل، المهندس التنفيذي: «من العدل أن نقول إن سقف الطموحات كان سبباً لطول الوقت الذي استغرقته»، مشيراً على وجه الخصوص إلى العبء الذي شكلته الألواح الفريدة، مضيفاً: «لذلك عليك تصميم وهندسة وتصنيع كل تلك القطع الفريدة غير العادية وعمل نظام لتجميعها. إنها مهمة معقدة للغاية».
على الرغم من الاسم الموجود على الباب، فإن المتحف لن يكون مخصصاً لمهنة لوكاس السينمائية. مثلاً، إذا كنت تريد أن ترى شخصية «أر تو دي تو» التي ظهرت في أفلام «حرب النجوم»، فبإمكانك التوجه إلى «متحف الأكاديمية الجديد للصور المتحركة». لكن بالنسبة لـ«متحف لوكاس»، سيعرض بعض القطع المتعلقة بـ«حرب النجوم»، وأجزاء أخرى من أرشيف «أفلام لوكاس»؛ ذلك لأن تطلعاته أوسع.
إنه، كما يوحي اسمه، متحف مكرس للفن الذي يسرد القصص، وهو إطلاق غير دقيق إلى حد ما الذي يتضمن مزيجاً من أعمال الفنانين بدءاً من نورمان روكويل إلى روبرت كرامب (متى كانت المرة الأخيرة التي رأيت فيها هذين الاسمين في نفس العبارة؟) إلى جانب أعمال من فريدا كاهلو، وماكسفيلد باريش، وجاكوب لورانس، وجودي باكا، وغيرهم الكثير. يبرز متحف لوكاس، البالغة مساحته 300 ألف قدم مربع، حتى في موجة البناء الثقافي التي انطلقت في لوس أنجليس: معارض ديفيد غيفن التي سوف تُفتتح العام المقبل في متحف مقاطعة لوس أنجليس، والتي تبلغ قيمتها 650 مليون دولار، وإعادة بناء مُتحف «هامر» التي استغرقت 24 عاماً، والذي يُستكمل في وقت لاحق من الشهر الحالي، ومتحف «الأكاديمية» الذي افتتح عام 2021.
قال مايكل غوفان، رئيس متحف الفن في مقاطعة لوس أنجليس: «إنها إضافة مهمة للغاية إلى المشهد الثقافي، ليس فقط في كاليفورنيا، وإنما في الساحل الغربي بأسره. يمكنكم الشعور بالأثر الذي ستتركه هدية ضخمة كهذه. هذا هو الحدث الكبير. بما أنه ليس مالاً عاماً - أيا كان ما يريد جورج أن يفعله يستطيع أن يفعله. إنه شيء جميل ويمكنكم التأكد من ذلك». رفض غوفان - الذي تأخر مشروعه الخاص نحو 11 شهراً عن موعده المقرر، وتلقى تمويلاً من تبرعات خاصة وأموال عامة - الإجابة عن الأسئلة بشأن التأخيرات. قال غوفان: «وجهة نظري أنه هل تتذكرون متحف الأكاديمية، عندما استمر الجميع في الحديث عن التأخيرات؟ أقصد من يعبأ بذلك؟ ما يجب أن تهتموا به أن الأمر يجري على نحو جيد».
تأجل افتتاحه مرتين، حتى عام 2023 ثم عام 2025، مما يعكس انتكاسات عانى منها العديد من المشاريع خلال هذه الحقبة من توقف العمل، ومشكلات سلسلة التوريد الناجمة عن الجائحة. يقول جاكسون دومون متذكراً: «وصلت إلى هنا في يناير (كانون الثاني) 2020. ثم خرجنا من الباب بعد 60 يوماً، ولم يعرف الجميع متى يُمكننا العودة إلى المكتب».
يستقر لوكاس وهوبسون، اللذان يعيشان في «مقاطعة مارين» في منطقة الخليج، في جزء من لوس أنجليس ذلك الذي غالباً ما تطغى عليه وجهات مألوفة وأكثر شهرة مثل هوليوود وسانتا مونيكا. مما يمنحها مجالاً خاصاً في سعيها لإضفاء طابع ما على المشهد المدني في جنوب كاليفورنيا.
على أي حال، يبدو أنه لم يُقتطع أي ركن، ولم تُدخر أي تكاليف. وقال مسؤولون في المتحف إن التمويل المُقدم من لوكاس وهوبسون يُفسر أي تجاوزات محتملة في التكاليف بسبب الجائحة أو تعقيدات التصميم. يقول جاكسون - دومون: «نحن لا نتحدث عن التكاليف، ولكني أقول إن جورج وميلودي ملتزمان بإنشاء هذا المتحف. كمشروع متوارث، وكالتزام بتاريخ الفن كذلك». بعد كل هذه السنوات، يمكن أن يُغفر للناس تساؤلاتهم ما إذا كان هذا المتحف سوف ينتهي يوماً ما. لكن الآن، يبدو السؤال الأكثر إثارة للاهتمام ما إذا كان مشروع بهذا القدر من الطموح يمكن أن يجتذب الجماهير اللازمة لملء قاعاته الشاسعة، والفرار من أن يُصبح نسخة من «الفيل الأبيض» في فضاء ما بين المجرات.
قال رام إيمانويل الذي حارب من دون جدوى، بوصفه عمدة شيكاغو، لإقناع مدينته بالموافقة على متحف لوكاس، إنه كان على يقين دائماً من أن المتحف سيكون عطية كبيرة. قال إيمانويل: «لا يمكنني التحدث عن مكاسب لوس أنجليس، لكنني أستطيع التحدث عن الخسارة بالنسبة لشيكاغو. كان سجالاً تنافسياً وكنا نريده. وكان المتحف ليشكل إسهاماً لا يصدق». وقال في مقابلة هاتفية من اليابان؛ إذ يشغل الآن منصب سفير الولايات المتحدة: «كما ترون جميعاً، لا أزال أتحدث بعاطفة قوية عن ذلك».

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

احتفاء بحاتم الطائي في حائل

يوميات الشرق احتفاء بحاتم الطائي في حائل

احتفاء بحاتم الطائي في حائل

تنظم وزارة الثقافة السعودية، في مدينة حائل الواقعة شمال البلاد، يوم الجمعة المقبل، مهرجاناً تحت شعار «في ضيافة الطائي»، وذلك احتفاء بابن المدينة الذي أصبح مثالاً للكرم بين العرب، وأحد أبرز شعرائهم على مدار التاريخ. وتحتفل الوزارة بشخصية حاتم الطائي، وقِيمه الحميدة، وأعماله الخالدة في ذاكرة الشعر العربي، ومكانته الثقافية.

يوميات الشرق سقوط أمطار داخل بهو المتحف الكبير يثير جدلاً في مصر

سقوط أمطار داخل بهو المتحف الكبير يثير جدلاً في مصر

قللت وزارة السياحة والآثار المصرية من خطورة سقوط أمطار داخل بهو المتحف الكبير بميدان الرماية، (غرب القاهرة)، وذلك بعد ساعات من الجدل الذي واكب تداول صور ومقاطع مصورة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لسقوط مياه أمطار على تمثال الملك رمسيس الثاني داخل البهو. ونفت الوزارة، في بيان لها، على لسان اللواء عاطف مفتاح، المشرف على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به «وجود خطورة من سقوط هذه الأمطار»، مشيراً إلى «أن تمثال رمسيس الثاني لم ولن يتأثر بمياه الأمطار، وأن المتحف وجميع فراغاته في أفضل حالة من الحفظ». وأوضح أن سقوط الأمطار أمر طبيعي ومتوقع ومدروس في أثناء تصميم وتنفيذ المتحف ولا يُمثل أي

منى أبو النصر (القاهرة)
يوميات الشرق 3 أنصاب جنائزية في حائل والحِجر السعوديتين

3 أنصاب جنائزية في حائل والحِجر السعوديتين

خرجت من أراضي المملكة العربية السعودية عدد كبير من المنحوتات تشهد لتطوّر هذا التعبير الفني خلال مراحل زمنية متلاحقة. تعود أقدم هذه المنحوتات إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، وهي من الطراز الجنائزي، وأهمّها نصبان يتميّزان بملامحهما الآدمية مصدرهما قرية الكهفة في منطقة حائل، ونصب ثالث مشابه لهما، مصدره منطقة الحِجر في محافظة العلا. تقع منطقة حائل في شمال نجد، في منتصف الجزء الشمالي الغربي من المملكة، وتُعدّ من أقدم مناطق الاستيطان في شبه الجزيرة العربية. وتقع قرية الكهفة في القسم الشرقي من هذه المنطقة.

يوميات الشرق هيكل لأكبر الديناصورات في متحف التاريخ الطبيعي بلندن

هيكل لأكبر الديناصورات في متحف التاريخ الطبيعي بلندن

يُعرض في لندن بدءاً من اليوم الجمعة هيكل عظمي لأحد أكبر الديناصورات، في أوّل معرض مماثل في أوروبا، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وكان هذا الحيوان يعيش قبل نحو مائة مليون سنة في باتاغونيا ويأكل 130 كيلوغراماً من النباتات يومياً. ويُعرَض الهيكل الذي ينتمي إلى عائلة التيتانوصورات والمُسمى «تيتان باتاغونيا» في صالة عرض متحف التاريخ الطبيعي في لندن. وأكد الباحثون أنّه لو كان بوضعية مستقيمة لكان حجمه مماثلاً لمبنى مؤلّف من 5 طوابق. ويشكل الهيكل العظمي البالغ ارتفاعه 37.2 متر نسخة طبق الأصل لأحد التيتانوصورات الستة التي عُثر عليها بعدما اكتشف مزارع أرجنتيني عظمة ضخمة بارزة من الأرض في عام 2010.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم هيكل عظمي لأكبر الديناصورات يُعرض في لندن

هيكل عظمي لأكبر الديناصورات يُعرض في لندن

يُعرض في لندن بدءاً من الجمعة هيكل عظمي جرى صبّه لأحد أكبر الديناصورات على الإطلاق، في أوّل معرض لهيكل عظمي مماثل في أوروبا، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وكان هذا الحيوان يعيش قبل نحو مائة مليون سنة في باتاغونيا ويأكل 130 كيلوغراماً من النباتات يومياً. ويُعرَض الهيكل العظمي للحيوان، الذي ينتمي إلى عائلة التيتانوصورات والمُسمى «تيتان باتاغونيا» في صالة عرض متحف التاريخ الطبيعي في لندن.

«الشرق الأوسط» (لندن)

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.