دعت المحامية الإيرانية الحائزة جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي أمس الاتحاد الأوروبي إلى «عدم التنازل» في مواجهة النظام الإيراني، مندّدةً بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في بلادها.
وقالت عبادي أمام قادة المؤسسات الأوروبية المجتمعين في مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ «اجعلوا المساعدات لإيران، وتوقيع العقود مع إيران، وتوقيع المعاهدات مع إيران مشروطة بالامتثال للمعايير الدولية، وإلا فإن هذه الأموال لن تفيد الشعب الإيراني على الإطلاق» حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضافت في احتفال بمناسبة يوم المرأة العالمي «العقوبات تنجح!» لا تتنازلوا لهذا النظام... الحرس الثوري جماعة إرهابية، قولوا ذلك رسمياً. واعتبرت أن الفقر في إيران «ليس نتيجة العقوبات» التي فرضها المجتمع الدولي بل «اختلاس الأموال» و«السياسات الاقتصادية السيئة».
وتحدّثت شيرين عبادي عشية تصويت أعضاء البرلمان الأوروبي على قرار بشأن إيران، يتعلق خصوصاً بحالات التسمم التي طالت آلاف تلميذات المدارس وأثارت الغضب في البلاد.
وقالت عبادي إن «الديمقراطية مفتاح مستقبل إيران، وهي مفتاح السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها، كما أنها في مصلحتكم». وأضافت «إذا حلّت الديمقراطية في إيران، سيكون هناك عدد أقل من اللاجئين في بلادكم».
وأكدت أنّه منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في إيران جراء وفاة الشابة مهسا أميني، «قُتل 500 شخص على الأقل، بينهم 70 على الأقل دون سن 18، كانوا أطفالا». وأضافت «سُجن أكثر من 20 ألف شخص لأنهم تجرؤوا على التحدث علانية ضد الحكومة».
وقالت عبادي لرؤساء المؤسسات الأوروبية وأعضاء البرلمان الأوروبي الذين صفقوا لها بحرارة «لا تغضوا الطرف عن الانتهاكات الجسيمة للحقوق الأساسية في إيران».
في الأثناء، أعلن ناشطون ومنظمات غير حكومية أن مظاهرات جديدة مناهضة للنظام نظمت ليلا في إيران بمناسبة مهرجان النار، الذي تم الاحتفال به ليل الثلاثاء الأربعاء من السنة الإيرانية التي تنتهي في 20 مارس (آذار) حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
تظهر عدة مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعات من الإيرانيين يرددون شعارات مناهضة للنظام ويلقون أوشحة في النار ويحرقون صورا لرجال الدين بمناسبة مهرجان «شاهارتشانبي سوري» الذي يحتفل به اعتبارا من مساء الثلاثاء.
وهو أول مهرجان يحتفل به في إيران منذ بدء الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني في 16 سبتمبر (أيلول) التي اعتقلت بدعوى «سوء الحجاب».
ونشر مرصد «1500 تصوير» على تويتر مقطع فيديو يظهر عشرات الأشخاص يسيرون في حي أكباتان بطهران وهم يهتفون «لقد عدنا، الانتفاضة مستمرة». كما أحرق متظاهرون صورة للمرشد الإيراني علي خامنئي وفق موقع «إيران واير» الإخباري.
كما نشر الموقع صورا لحشد في مدينة رشت على بحر قزوين مرددين هتافات ضد خامنئي. وتظهر صور أخرى نساء في طهران يرقصن حول النار ويلقين النقاب فيها ومتظاهرين يلقون قنابل حارقة على سيارات الشرطة.
وبحسب مركز حقوق الإنسان في إيران ومقره نيويورك، اندلعت احتجاجات أيضا في المناطق الكردية غرب البلاد.
وفي سقز المدينة التي تتحدر منها مهسا أميني، هتف متظاهرون «الموت للديكتاتور» واستخدمت السلطات المحلية الغاز المسيل للدموع. وفي بوكان بمحافظة غرب أذربيجان في الغرب أشعل المتظاهرون حرائق كبيرة مما أدى إلى تعطيل حركة السير ووقوع صدامات مع قوات الأمن.
بعد ستة أشهر من وفاة مهسا أميني، تراجعت التظاهرات المناهضة للنظام في مواجهة القمع العنيف: مئات القتلى واعتقال الآلاف وإعدام أربعة أشخاص.
لكن شرارة جديدة قد تعيد تحريكها وفقا لخبراء يستشهدون بالاستياء الناجم عن قضية حالات التسمم الغامضة لطالبات في أكثر من 200 مدرسة للبنات في الأشهر الثلاثة الماضية.
تحول هذا المهرجان إلى متنفس للشباب مع إطلاق المفرقعات والألعاب النارية في الأماكن العامة رغم تحذيرات السلطات.
لقي ما لا يقل عن 11 شخصا مصرعهم وأصيب أكثر من 3550 في إيران خلال الاحتفالات، بحسب رئيس الهيئة الوطنية للطوارئ الطبية.
شيرين عبادي تطالب أوروبا بـ«عدم التنازل» لطهران
شيرين عبادي تطالب أوروبا بـ«عدم التنازل» لطهران
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة