السوداني من السليمانية: العراق لا يصطف مع محور ضد آخر

وجه رسالة إلى الغرب ونفى تدخل إيران في شؤون بلاده وعد واشنطن شريكاً استراتيجياً

صورة للسوداني مشاركاً في ملتقى السليمانية نشرت في صفحته بـ«فيسبوك» أمس
صورة للسوداني مشاركاً في ملتقى السليمانية نشرت في صفحته بـ«فيسبوك» أمس
TT

السوداني من السليمانية: العراق لا يصطف مع محور ضد آخر

صورة للسوداني مشاركاً في ملتقى السليمانية نشرت في صفحته بـ«فيسبوك» أمس
صورة للسوداني مشاركاً في ملتقى السليمانية نشرت في صفحته بـ«فيسبوك» أمس

جدد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني حرص بلاده على «أنها لن تكون منطلقاً لتهديد أمن الجوار»، موجهاً في الوقت نفسه رسالة إلى دول الغرب دعاهم فيها إلى «أخد الإرث الحضاري للعراق (في الاعتبار) عند التعامل معه».
كلام السوداني جاء خلال مشاركته، أمس (الأربعاء)، في «ملتقى السليمانية الدولي»، بنسخته السابعة، الذي تقيمه الجامعة الأميركية في السليمانية برعاية الرئيس العراقي السابق الدكتور برهم صالح. وشارك في الملتقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بكلمة مصورة، وممثلته في العراق جينين بلاسخارت، ووزيرة خارجية السويد السابقة، وعدد من السفراء الأجانب في العراق، فضلاً عن باحثين وأكاديميين من جامعات ومراكز أبحاث دولية، إضافة إلى رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، وزعيم الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، ورئيسي الوزراء السابقين إياد علاوي وحيدر العبادي، ونائب رئيس الوزراء الأسبق صالح المطلك وعدد من الوزراء.
ووصف السوداني ما يقال عن تدخل إيراني في الشأن العراقي بأنه «تضخيم غير مبرر»، عاداً الولايات المتحدة الأميركية «شريكاً استراتيجياً للعراق».
وقال السوداني، في كلمته وخلال حوار مفتوح مع المشاركين: «لن نقبل أبداً أن تكون أرض العراق منطلقاً لتهديد أمن الجوار، ودستورنا يُلزمنا بعدم التدخل في شؤون الآخرين، مثلما لا نقبل بأن تمس كرامة أرضنا وسيادتنا انطلاقاً من الجوار أو من غيره». وأضاف: «نتطلع إلى شراكات اقتصادية عميقة ومستدامة تجمعنا بالشعوب الشقيقة والصديقة، ونتبادل الحرص على الأمن معهم. بالتعاون الاقتصادي الفعّال والمثمر، يمكن فقط التأسيس لأمن مستدام».
وفيما بدا أنها رسالة وجهها السوداني للغرب، قال إن «ما نريده من الغرب عموماً أن يتفهم الوضع العراقي، ونحن هنا نتكلم عن بلد لديه إرث حضاري. لديه اعتزاز بنفسه، ويرتبط بمصالح مع دول المنطقة»، مؤكداً أن «هذه النظرة يجب أن تكون حاضرة في تفكير الغرب تجاه العراق، ولا يمكن للعراق أن يصطف إلى جانب محور ضد آخر، بل قدر العراق أن يكون ساحة للتلاقي». وتابع: «حكومتُنا أولت، مبكراً، أهمّية خاصة لتدعيم قوات حرس الحدود، وزادت من جهود ضبطها ومنع التسلل، والقضاء على أي قوّة تسعى لزعزعة الاستقرار، سواء في إقليم كردستان أم في أي مكان آخر من أرض العراق».
وشدد على أن «قوة العراق واستقراره هما قوة واستقرار للعالم بأسره»، قائلاً: «نحن نجتمع بهذه النقطة مع الأصدقاء بالغرب». وعن تدخل إيران في شؤون العراق رد السوداني قائلاً إن «هناك مبالغة في الحديث عن التدخل الإيراني في الشأن العراقي، ويتم تصوير العراق بأنه دولة غائبة».
من جهته، قال رئيس إقليم كردستان خلال كلمة له في الملتقى: «إننا في إقليم كردستان، ندعم حكومة وخطوات رئيس وزراء العراق الاتحادي كل الدعم»، مؤكداً أنه (السوداني) «سعى إلى خلق أجواء سياسية آمنة في العراق، كما اهتم بكل مناطق ومكونات العراق ونأمل منه أن ينفذ هذا الاتفاق والقوانين». وعدّ «الاتفاق الذي تم في إطار مشروع قانون الموازنة العامة عملاً جيداً جداً لصالح كل العراق، ومن ضمنه إقليم كردستان، وتستحق الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة إقليم كردستان الثناء عليه».
وكان صالح ألقى كلمة في المؤتمر شدد فيها على «أهمية أن تعيد الطبقة السياسية النظر في طريقة تفكيرها بعد 20 عاماً من سقوط النظام السابق»، مؤكداً «وجود مشاكل جدية في النظام السياسي ما بعد مرحلة سقوط صدام حسين». وأشاد بـ«عملية التبادل السلمي للسلطة التي يمارسها العراق من منطلق إجراء انتخابات برلمانية كل أربع سنوات».
ووجه غوتيريش رسالة مصورة إلى الملتقى، قال فيها: «دعونا نواصل العمل نحو حلول مستدامة وشاملة لصالح جميع الناس في جميع أنحاء العراق والشرق الأوسط».
في السياق نفسه، دعت بلاسخارت الحكومة العراقية إلى «مكافحة الفساد المالي والإداري المستشري في دوائر الدولة ومؤسساتها، ومعالجة مشكلة البطالة داخل المجتمع».
وقالت بلاسخارت في كلمتها: «بعد سقوط نظام صدام حسين برزت تحديات واجهت الحكومة العراقية، والمتمثلة بالتدخلات الخارجية والطائفية، والحرب ضد تنظيم داعش، وتفشي ظهور فيروس كورونا، والتغيرات المناخية». وتابعت: «على رغم مرور 20 عاماً، لا تزال تلك التحديات مستمرة. العراق بحاجة إلى معالجة تلك التحديات»، مردفة بالقول إن «هناك مشكلة أخرى تواجه العراق ألا وهي استشراء الفساد، وانعدام فرص العمل، وينبغي للحكومة معالجتها». وحذرت المبعوثة الأممية من أنه «إذا لم تحل المشاكل السياسية، فإن الحكومة العراقية لن تتمكن من توفير فرص العمل، واحتمال عودة المظاهرات وارد».


مقالات ذات صلة

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي أربيل تتكبد 850 مليون دولار شهرياً

أربيل تتكبد 850 مليون دولار شهرياً

كشف مصدر مسؤول في وزارة المالية بإقليم كردستان العراق، أن «الإقليم تكبد خسارة تقدر بنحو 850 مليون دولار» بعد مرور شهر واحد على إيقاف صادرات نفطه، وسط مخاوف رسمية من تعرضه «للإفلاس». وقال المصدر الذي فضل عدم الإشارة إلى اسمه لـ«الشرق الأوسط»: إن «قرار الإيقاف الذي كسبته الحكومة الاتحادية نتيجة دعوى قضائية أمام محكمة التحكيم الدولية، انعكس سلبا على أوضاع الإقليم الاقتصادية رغم اتفاق الإقليم مع بغداد على استئناف تصدير النفط».

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي استنكار عراقي لـ«قصف تركي» لمطار السليمانية

استنكار عراقي لـ«قصف تركي» لمطار السليمانية

فيما نفت تركيا مسؤوليتها عن هجوم ورد أنه كان بـ«مسيّرة» استهدف مطار السليمانية بإقليم كردستان العراق، أول من أمس، من دون وقوع ضحايا، وجهت السلطات والفعاليات السياسية في العراق أصبع الاتهام إلى أنقرة. وقال الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، في بيان، «نؤكد عدم وجود مبرر قانوني يخول للقوات التركية الاستمرار على نهجها في ترويع المدنيين الآمنين بذريعة وجود قوات مناوئة لها على الأراضي العراقية».

المشرق العربي نجاة مظلوم عبدي من محاولة اغتيال في السليمانية

نجاة مظلوم عبدي من محاولة اغتيال في السليمانية

نجا قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، مظلوم عبدي، مساء أمس، من محاولة اغتيال استهدفته في مطار السليمانية بكردستان العراق. وتحدث مصدر مطلع في السليمانية لـ «الشرق الأوسط» عن قصف بصاروخ أُطلق من طائرة مسيّرة وأصاب سور المطار.

المشرق العربي الحزبان الكرديان يتبادلان الاتهامات بعد قصف مطار السليمانية

الحزبان الكرديان يتبادلان الاتهامات بعد قصف مطار السليمانية

يبدو أن الانقسام الحاد بين الحزبين الكرديين الرئيسيين «الاتحاد الوطني» و«الديمقراطي» المتواصل منذ سنوات طويلة، يظهر وبقوة إلى العلن مع كل حادث أو قضية تقع في إقليم كردستان، بغض النظر عن شكلها وطبيعتها، وهذا ما أحدثه بالضبط الهجوم الذي استهدف مطار السليمانية، معقل حزب الاتحاد الوطني، مساء الجمعة.

فاضل النشمي (بغداد)

بايدن وماكرون يعلنان الثلاثاء وقفاً للنار بين لبنان وإسرائيل

آثار دمار في جنوب لبنان من الغارات الإسرائيلية (أ.ف.ب)
آثار دمار في جنوب لبنان من الغارات الإسرائيلية (أ.ف.ب)
TT

بايدن وماكرون يعلنان الثلاثاء وقفاً للنار بين لبنان وإسرائيل

آثار دمار في جنوب لبنان من الغارات الإسرائيلية (أ.ف.ب)
آثار دمار في جنوب لبنان من الغارات الإسرائيلية (أ.ف.ب)

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر واسعة الاطلاع أن الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون سيعلنان صباح الثلاثاء وقفاً للعمليات العدائية بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يوماً.

يأتي هذا التطور المهم بعدما ظهرت في واشنطن مؤشرات إلى «تفاؤل حذر» بإمكان نجاح الصيغة الأميركية لـ«وقف العمليات العدائية» بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يوماً على أساس إخلاء «حزب الله» للمنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني «بشكل يمكن التحقق منه» مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها منذ بدء الغزو البري المحدود للأراضي اللبنانية.

وأشيعت هذه «الأجواء الإيجابية نسبياً» على رغم استمرار العمليات العسكرية الواسعة النطاق بين القوات الإسرائيلية ومجموعات «حزب الله» في جنوب لبنان والغارات الجوية في عمق الأراضي اللبنانية، بما في ذلك في بيروت وضاحيتها الجنوبية والقصف الصاروخي بعيد المدى في اتجاه وسط إسرائيل، ومنه تل أبيب.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن محللين أن الهجمات المكثفة تشير إلى أن «إسرائيل و(حزب الله) يحاولان تعظيم نفوذهما بينما يجري الدبلوماسيون ما يأملون أن يكون جولة أخيرة من محادثات وقف النار». وأوضحت أن «الشروط تشمل هدنة مدتها 60 يوماً تنسحب خلالها القوات الإسرائيلية ومقاتلو (حزب الله) من المناطق الحدودية، ويعزز الجيش اللبناني والقوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان، اليونيفيل، وجودهما في المنطقة العازلة».

غير أن بعض المعنيين بهذا الملف قالوا لـ«الشرق الأوسط» إن «كل القضايا جرى حلّها في ما يتعلق بالجانب اللبناني، وظلّت هناك مسائل عالقة عند الجانب الإسرائيلي»، موضحاً أنه على رغم «الموافقة المبدئية » التي أعطاها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للمبعوثين الأميركيين، في مقدمهم المنسق الرئاسي الخاص آموس هوكستين، بما في ذلك مشاركة فرنسا مع الولايات المتحدة في آلية رقابة لعمليات الانسحاب والإخلاء المتبادلة بين الطرفين.