السيسي يدعو لتسليط الضوء على مشروعات «الدلتا الجديدة»

دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على مشروعات «الدلتا الجديدة». وقال خلال افتتاح مجمع مصانع الأسمدة الأزوتية في العين السخنة، أمس (الأربعاء)، إنه «لن يتم السماح لأحد بالعبث في عقول الشباب المصري».
وأضاف الرئيس المصري، في تصريحات نقلتها «وكالة أنباء الشرق الأوسط» المصرية الرسمية، إن «الدولة تسابق الزمن لإدخال مشروعات استصلاح الأراضي في مناطق الدلتا الجديدة وتوشكى ووسط سيناء، والتي تقدر بـ3.5 مليون فدان إلى الخدمة، ما يُسهم في تحقيق التنمية الزراعية». وأشار إلى أن «هذه المساحة توازي نحو ثلث مساحة الأراضي الزراعية القديمة الموجودة في البلاد».
ووصف السيسي خطط الدولة لاستصلاح الأراضي بـ«المشروع الضخم». وقال إن «الأمر استدعى بذل جهد ووقت وتكلفة كبيرة، فضلاً عن توفير كميات من المياه والأسمدة». موضحاً أن «الدولة اعتمدت على مياه الصرف الزراعي لتوفير احتياجات المشروع من المياه، ما كلّفها أموالاً طائلة».
ودعا الرئيس المصري «أجهزة الدولة إلى تنظيم رحلات لشباب الجامعات والمدارس؛ ليشاهدوا على أرض الواقع ما تم تحقيقه من مشروعات، ويتأكدوا مما تحقق من إنجازات».
وشدد على «أهمية تناول هذه المشروعات إعلامياً حتى يتفاعل الشباب معها على أرض الواقع، وإبراز الجهود الكبيرة التي تقوم بها الدولة من أجل تقليل الفجوة الغذائية». وتساءل: «هل كان لدى مصر خلال الثلاثين أو الأربعين عاماً الماضية برنامج لإضافة 3.5 مليون فدان للرقعة الزراعية؟». وقال إنه «لا يقول ذلك للنيل من أحد أو للتفاخر بما تحقق، وإنما لتسجيل ما يتم بالفعل على أرض الواقع».
وقال الرئيس المصري، رداً على ما يثيره البعض بشأن عدم الاهتمام بالصناعة، إن «التحرك في هذا القطاع يأخذ وقتاً، وجهداً، وتكلفة كبيرة». موضحاً أن «مشروعاً مثل مجمع مصانع الأسمدة الأزوتية، وصلت تكلفته التقديرية، دون الأرض، إلى نحو 800 مليون دولار، واستغرق 3 سنوات». وأضاف أن «إنشاء مثل هذا المصنع كان يتطلب توفير الغاز الطبيعي وهو ما تم بالفعل». وأكد أن «أفضل استخدام للغاز الطبيعي ليس بيعه كوقود، وإنما إدخاله في صناعات أخرى لتعظيم القيمة المضافة».
وأضاف السيسي أن «الاهتمام بالصناعة يتطلب توفير الملايين لإنشاء مصانع تلبي احتياجات السوق المحلية والتصدير، الأمر الذي يستغرق وقتاً طويلاً». وأضاف أنه «كان للدولة في الماضي أولويات، لا سيما أن تشغيل المصانع يتطلب أولاً توفير الطاقة الكهربائية والغاز». وتابع أن «الحديث عن التنمية الصناعية عنوان صغير لكنّ تحقيقه يستلزم وقتاً وجهداً وتكلفة كبيرة».
وبشأن ارتفاع الأسعار، قال الرئيس المصري إن «الحكومة أعلنت الحد الأدنى لأسعار توريد خمس سلع هي: القمح، وفول الصويا، والذرة، وعباد الشمس، والأرز». وأضاف: «رغم أن الأسعار المعلنة مناسبة حالياً، لكن إذا ارتفع السعر العالمي، ستدفع الدولة ثمناً أكبر يوازي السعر العالمي». وأشار إلى أن «العالم كله يواجه مشكلة في الإنتاج الزراعي، وارتفاع معدلات الطلب، لا سيما مع الزيادة السكانية».
وقال إن «التوسع في الرقعة الزراعية في مصر بإضافة 3.5 مليون فدان، يتم ريها باستخدام مياه الصرف الزراعي المعالجة بطريقة ثلاثية وبتكلفة كبيرة، يأتي لمواجهة النمو السكاني المرتفع».
وأضاف أن «النمو السكاني في مصر تراوح خلال السنوات العشر الأخيرة ما بين 20 و25 مليون نسمة».
وتابع أنه «إذا لم يكن هناك إنتاج يقلل حجم الطلب على الاستيراد من الخارج، ستكون فاتورة الاستيراد الخاصة بالدولة هائلة وضخمة». ووجه السيسي رسالة إلى أبناء الريف المصري، مطالباً إياهم بـ«الحفاظ على الأرض، وعدم التعدي عليها».