أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مجدداً، التزامه بالدفاع عن باخموت، وأن كبار القادة العسكريين الأوكرانيين يفضلون الدفاع عن القطاع الذي يضم مدينة باخموت في شرق أوكرانيا، وإلحاق أكبر قدر من الخسائر بالقوات الروسية.
وقال زيلينسكي، في رسالة مصوَّرة أوردتها «وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية» (يوكرينفورم)، إن أوكرانيا ستفعل كل ما يقتضيه الأمر لتقريب النصر، مضيفاً: «سننتصر في هذه الحرب. نفعل كل شيء من أجل هذا، ويدعم بعضنا بعضاً، ونعزز الدولة. نوحد العالم من أجل انتصارنا، الذي يعتمد في الواقع على كل ما يقوم به كل أولئك الذين يقاتلون من أجل أوكرانيا ويبذلون قصارى جهدهم من أجل عدم السماح للعدو بالاستيلاء على أرضنا أو مجد أوكرانيا».
وشنَّت موسكو هجوماً في الشتاء بمئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم مؤخراً، والمدانين الذين أُخرجوا من السجون لتجنيدهم مرتزقةً. وتحاول الاستيلاء على باخموت لتحقيق أول انتصار كبير لها منذ أكثر من نصف عام، وبدت كييف، الشهر الماضي، وكأنها تستعد للانسحاب على الأرجح من المدينة، لكنها ضاعفت جهود الدفاع عنها بعد ذلك، قائلة إنها تستنفد القوة الهجومية الروسية هناك للتمهيد لهجوم مضاد في وقت لاحق من هذا العام. وقال زيلينسكي إنه التقى كبار القادة العسكريين و«التركيز الأساسي كان على... باخموت»، مضيفاً: «كان هناك موقف واضح للقيادة بأكملها، وهو تعزيز هذا القطاع وتدمير المحتلين إلى أقصى حد». وتساءل بعض الخبراء العسكريين من دول الغرب وأوكرانيا عما إذا كان من المنطقي أن تواصل كييف المعركة في باخموت، نظراً لخسائرها الفادحة هناك.
وقالت آنا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، إن الدفاع عن باخموت مهم، لأنه «يتم تدمير كمّ كبير من عتاد العدو... وقَتْل عدد كبير من قواته... تقل قدرة العدو على التقدم». كما اندلع قتال عنيف شمال باخموت، حيث تحاول روسيا استعادة الأراضي التي خسرتها في هجوم أوكراني مضاد العام الماضي، وجنوباً حيث تكبدت موسكو خسائر فادحة في فبراير (شباط) خلال هجمات فاشلة على بلدة فوليدار التي لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا.
وفي أحدث مؤشر على المشكلات الداخلية في أوكرانيا، عزل زيلينسكي حكام 3 أقاليم، هي لوهانسك في الشرق، وأوديسا على البحر الأسود في الجنوب، وخميلنيتسكي في الغرب. ولم يتم إعلان أسباب. كما استبدل عدة حكام آخرين منذ بداية العام، بما في ذلك معظم أقاليم خط المواجهة.
ولم تتغير الخطوط الأمامية في أوكرانيا تقريباً منذ 4 أشهر، رغم اندلاع أعنف معارك المشاة في الحرب. وفشلت الهجمات التي شنتها روسيا إلى حد كبير في معظم خطوط المواجهة، باستثناء باخموت، حيث استولت على شرق المدينة، وأحرزت تقدماً إلى الشمال والجنوب، في محاولة لتطويقها. ويصف الجانبان القتال في باخموت بأنه «مفرمة لحم»، حيث تناثر القتلى في ميدان المعركة. وبعد استعادة مساحات من أراضيها في النصف الثاني من عام 2022، بات موقف أوكرانيا دفاعياً في الآونة الأخيرة، وتخطط لهجوم مضاد في وقت لاحق من هذا العام، بعد جفاف الأرض الموحلة ووصول المركبات المدرعة والدبابات من دول الغرب. وغزت روسيا جارتها قبل عام، واصفةً أوكرانيا بأنها تهديد أمني. وتقول موسكو إنها ضمت ما يقرب من خُمس الأراضي الأوكرانية. وتعتبر كييف والغرب الحرب غير مبرَّرة للاستيلاء على الأرض. ويُعتقد أن عشرات الآلاف من المدنيين الأوكرانيين والجنود من كلا الجانبين قد قُتلوا. ودمرت الحرب مدناً أوكرانية، كما فرَّ الملايين من ديارهم.
وأعلن حاكم منطقة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف، أمس (الأربعاء)، إسقاط 3 صواريخ، مساء أول من أمس (الثلاثاء)، فوق منطقته الحدودية مع أوكرانيا. وتسبب حطام الصواريخ التي أسقطها سلاح الدفاع الجوي الروسي في أضرار بمنازل في مدينة بيلغورود ومحيطها، من دون تسجيل إصابات، بحسب ما أفاد به الحاكم عبر «تلغرام». وأضاف أنه تم إسقاط مسيرة أيضاً في المدينة، ما أدى إلى أضرار في مرأب.
يُشار إلى أن غلادكوف والسلطات في منطقتي بيريانسك وكورسك، القريبتين من الحدود، تحدثوا بصورة متكررة عن عمليات قصف من الجانب الأوكراني، وقال فالينتين ديمدوف عمدة مدينة بيلغورود إن السلطات حثت سكان المنازل المتضررة على البقاء في فندق. ووفقاً للبيان، من المقرر بدء أعمال الإصلاح اليوم. وقد تضرر نحو 11 منزلاً. وتتعرض بلدات وبنى تحتية في منطقة بيلغورود بانتظام لضربات تنسبها موسكو إلى الجيش الأوكراني، من دون أن تعلن كييف مسؤوليتها عنها. كما تعرضت العاصمة الإقليمية، التي تحمل الاسم نفسه، لضربات مباشرة، عدة مرات.
زيلينسكي يتعهد الحفاظ على باخموت
روسيا تُسقط 3 صواريخ فوق بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا
زيلينسكي يتعهد الحفاظ على باخموت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة