الإصابة بنزلات البرد الشائعة تحمي الأطفال من «كوفيد-19»

دراسة أكدت الفرضية

الإصابة بنزلات البرد تحمي الأطفال من الإصابة بـ«كوفيد-19» (شاترستوك)
الإصابة بنزلات البرد تحمي الأطفال من الإصابة بـ«كوفيد-19» (شاترستوك)
TT

الإصابة بنزلات البرد الشائعة تحمي الأطفال من «كوفيد-19»

الإصابة بنزلات البرد تحمي الأطفال من الإصابة بـ«كوفيد-19» (شاترستوك)
الإصابة بنزلات البرد تحمي الأطفال من الإصابة بـ«كوفيد-19» (شاترستوك)

خلال الوباء، لاحظ الأطباء والباحثون أن الأطفال والمراهقين المصابين بـ«كوفيد-19»، أصبحوا أقل مرضاً من البالغين، والتفسير المحتمل لذلك هو أن الأطفال لديهم بالفعل مستوى سابق من المناعة ضد «كوفيد-19»، توفره خلايا الذاكرة التائية الناتجة عن نزلات البرد.
وبعد دراسة عينات الدم الفريدة المأخوذة من الأطفال قبل الوباء، حدّد فريق بحثي أوروبي من معهد كارولينسكا في السويد، وجامعات برن (سويسرا) وأوسلو (النرويج) ولينشوبينغ (السويد)، خلايا الذاكرة التائية التي تتفاعل مع الخلايا المصابة بفيروس «كورونا المستجد»، وهو الفيروس المسبب لـ«كوفيد-19».
والتفسير المحتمل لهذه المناعة لدى الأطفال، هو أنهم أصيبوا بالفعل بنزلات البرد الناجمة عن أحد فيروسات «كورونا» الأربعة التي تسبب أعراض نزلات البرد الموسمية، وهذا يمكن أن يُحفز الاستجابة المناعية للخلايا التائية القادرة على التفاعل مع الخلايا المصابة بفيروس «كورونا المستجد».
وتعزز هذه الدراسة الجديدة المنشورة (الثلاثاء) في مجلة «بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس»، تلك الفرضية، حيث تظهر أن الخلايا التائية التي سبق تنشيطها بواسطة فيروس «OC43» يمكن أن تتفاعل ضد فيروس «كورونا المستجد».
وفيروس «OC43»، من عائلة فيروسات «كورونا» البشرية الشائعة، التي تسبب أمراضاً خفيفة إلى معتدلة في الجهاز التنفسي العلوي، مثل نزلات البرد. وتضم هذه العائلة أيضاً، فيروسات «E229 وNL63 وOC43 وHKU1»، وتكون من أعراض الإصابة بها «سيلان الأنف، وصداع الرأس، وسعال، والتهاب الحلق، وارتفاع درجة الحرارة، وشعور عام بالتوعك».
وتقول أنيكا كارلسون، الباحثة الرئيسية بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمعهد كارولينسكا، بالتزامن مع نشر الدراسة: «ردود الفعل القوية للمناعة التي تسببها هذه الفيروسات تكون بشكل خاص في وقت مبكر من الحياة، وتكون أضعف بكثير مع تقدمنا في السن، وتظهر النتائج التي توصلنا إليها كيف تتطور استجابة الخلايا التائية وتتغير بمرور الوقت، ويمكن أن يساعد ذلك في توجيه المراقبة المستقبلية وتطوير اللقاحات».
وتشير النتائج إلى أن استجابة خلايا الذاكرة التائية لفيروسات «كورونا» المسببة لنزلات البرد تتطور في سن الثانية. واستندت الدراسة إلى 48 عينة دم من أطفال تتراوح أعمارهم بين سنتين وست سنوات، و94 عينة من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 26 و83 عاماً، كما تضمن التحليل عينات دم من 58 شخصاً تعافوا أخيراً من «كوفيد-19».
من جانبه، يشدد محمد سمير، أستاذ الفيروسات بجامعة الزقازيق (شمال شرق القاهرة)، على أن «نتائج هذه الدراسة لا تعني أن من أصيب بالفيروسات المسببة لنزلات البرد من الأطفال، لن يصاب بفيروس (كورونا)، لكن ستوفر له الإصابة بعضاً من الحماية من المرض الشديد». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «الإصابة أيضاً لا تعني عدم الحصول على اللقاح، فكلما تم توفير حماية باستخدام ذراعي المناعة (اللقاحات والإصابة) كان ذلك مفيداً».


مقالات ذات صلة

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)
صحتك طفل يخضع لاختبار الكشف عن فيروس كورونا (أرشيفية - أ.ب)

دراسة: «كورونا» يزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى فيروس كورونا تزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بعدوى أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

البطولات النسائية تستحوذ على صدارة إيرادات السينما المصرية في الخريف

الملصق الدعائي لفيلم «الهوى سلطان» (الشركة المنتجة)
الملصق الدعائي لفيلم «الهوى سلطان» (الشركة المنتجة)
TT

البطولات النسائية تستحوذ على صدارة إيرادات السينما المصرية في الخريف

الملصق الدعائي لفيلم «الهوى سلطان» (الشركة المنتجة)
الملصق الدعائي لفيلم «الهوى سلطان» (الشركة المنتجة)

استحوذت «البطولات النسائية» التي تنوعت موضوعاتها ما بين الرومانسي والكوميدي والاجتماعي على صدارة إيرادات دور العرض السينمائي بـ«موسم الخريف» في مصر.

وتصدرت الفنانة منة شلبي قائمة إيرادات شباك التذاكر منذ بدء عرض أحدث أفلامها «الهوى سلطان»، كما جاء فيلم «وداعاً حمدي»، بطولة الفنانة شيرين رضا في المرتبة الثانية، وفي المرتبة الثالثة جاء فيلم «آل شنب» بطولة ليلى علوي ولبلبة.

وحسب بيان الموزع السينمائي المصري محمود الدفراوي، فقد حقق فيلم «الهوى سلطان» إيرادات تقدر بـ11 مليوناً و620 ألف جنيه مصري (الدولار يساوي 49.20 جنيه مصري)، أما فيلم «وداعاً حمدي» فحقق 800 ألف جنيه، منذ بداية عرضه قبل أسبوع، كما حقق فيلم «آل شنب» مليونين و720 ألف جنيه منذ بداية عرضه قبل أسبوعين.

وتدور أحداث فيلم «الهوى سلطان» بطولة منة شلبي، وأحمد داود، في إطار رومانسي حول علاقة الصداقة والحب التي تجمع بين «سارة» و«علي» منذ الطفولة، حيث يواجهان العديد من المواقف والمشكلات والتغييرات في علاقتهما.

بينما تدور أحداث فيلم «وداعاً حمدي» بطولة شيرين رضا، وبيومي فؤاد، في إطار درامي كوميدي، حول صحافية تُكلف بكتابة تقرير إخباري عن إحدى الشخصيات بعد وفاته، مما يضطرها للبقاء في منزل ابنته والعمل خادمة، من أجل الحصول على معلومات وتفاصيل متعلقة بالواقعة.

أما أحداث فيلم «آل شنب» بطولة ليلى علوي ولبلبة، فتدور في إطار أُسري وسط مفارقات كوميدية بعد حدوث حالة وفاة مفاجئة في العائلة؛ مما يضطر أفرادها للذهاب إلى مدينة الإسكندرية للمشاركة في إجراءات الجنازة والعزاء، والإقامة فيها خلال أيام الحداد، وسط تجمع عائلي كبير يضم أربع شقيقات وأبناءهن وأحفادهن.

الملصق الترويجي لفيلم «آل شنب» (صفحة الفنانة ليلى علوي بـ«إنستغرام»)

الناقدة الفنية المصرية مها متبولي تؤكد أن «مصطلح (البطولة النسائية) ليس جديداً على السينما المصرية التي شهدت بروز نجمات عديدات منذ بدايتها وحتى الآن عبر حكايات مميزة».

لكن متبولي أوضحت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «تصدر النجم، سواء رجلاً أو امرأة في المرحلة الحالية تحكمه عوامل، في مقدمتها إيرادات شباك التذاكر، التي تحدد قدرة الفنان على جلب عائد مادي كبير يمكنه من الاستمرارية والتصدر، فالسوق لا تحسبها بالنوع، بل بالكم، لأن السينما صناعة وعجلة لا بد من دورانها لإنتاج المزيد».

وتضيف متبولي أن «نجم شباك التذاكر يحمل مواصفات خاصة، وربما لا يمتلك الموهبة التمثيلية اللافتة، بل حضوره هو أساس الرهان عند بعض المنتجين»، وعدّت «تصدر الفنانة منة شلبي حالياً يرجع لكونها تجمع بين قواعد التمثيل والحضور».

وبجانب أفلام «البطولة النسائية» تضم قائمة الأفلام التي تعرض في مصر حالياً عدداً من البطولات الرجالية، وهي «إكس مراتي»، و«المخفي»، و«اللعب مع العيال»، و«عصابة الماكس»، و«عاشق»، و«ولاد رزق 3»، و«دراكو رع».

الملصق الترويجي لفيلم «وداعاً حمدي» (الشركة المنتجة)

وترى الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله أن «تصدر الفنانات في الموسم السينمائي الحالي أمر مبشر، خصوصاً أن العنصر النسائي كان عنصراً مكملاً، برغم براعتهن في التجسيد، وتصدرهن البطولة في الأعمال الدرامية».

وتضيف خير الله لـ«الشرق الأوسط»، أن «استشعار المنتجين لأهمية الأدوار النسائية وكتابتها بشكل جيد علامة للوجود بكثافة في المواسم المقبلة»، كما نوهت بأن الكتابة والإخراج، التي أُسندت لعنصر نسائي في فيلمي «آل شنب»، و«الهوى سلطان»، من ضمن أسباب تصدر هذه الأعمال نظراً لدرايتهن بالموضوعات النسائية عن قرب.