لبنان: شركاء 14 آذار يتحسرون على تفكك تحالفهم

تشرذمهم مستمر حول معركة رئاسة الجمهورية

TT

لبنان: شركاء 14 آذار يتحسرون على تفكك تحالفهم

لم يعد اللبنانيون منذ سنوات يحيون ذكرى 14 آذار 2005، تاريخ الانتفاضة الشعبية التي ساهمت بخروج الجيش السوري من لبنان بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فالتطورات السياسية الكثيرة التي شهدها البلد في السنوات الـ18 الماضية والأزمات المتعددة التي يرزح تحتها منذ العام 2019، وأبرزها الانهيار المالي، طغت على اهتماماتهم كما على أولويات القوى السياسية التي كانت في صدارة المشهد في ذلك الوقت.
وبعدما كانت الذكرى محطة لتلاقي هذه القوى لتجديد التمسك بما تسميه «مبادئ ثورة الأرز»، باتت متباعدة وبخاصة بعد التسوية السياسية التي أدت لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. فحتى اجتماع قسم كبير منها لخوض الانتخابات الرئاسية الحالية بمرشح واحد هو النائب ميشال معوض، لم يدم طويلاً وعادت متشرذمة اليوم في التعامل مع هذا الملف.
وتشهد الساحة اللبنانية منذ أشهر خلط أوراق على صعيد التحالفات، خاصة مع تضعضع تحالف «حزب الله - التيار الوطني الحر»، كما مع سلوك رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط مساراً جديداً في الملف الرئاسي وعودة الاجتماعات المكثفة بينه وبين مسؤولين في «حزب الله». ويعتبر مسؤولون لبنانيون أن التحالفات الجديدة لن تظهر قبل اتضاح إنجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني.
ويرد النائب السابق فارس سعيد الذي كان يشغل موقع منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار، على السؤال المتعلق بما تبقى من هذا التكتل، وكيف يمكن البناء على تلك التجربة، ويقول إن «اللبنانيين عادوا للأسف اليوم إلى اصطفافاتهم الطائفية، وباتت أولوياتهم طائفية على حساب الأولويات الوطنية»، موضحاً أن «فكرة 14 آذار أي وحدة اللبنانيين اختبرت عام 1943، حينها كانت الوحدة على مستوى النخب المسيحية والإسلامية، وكان استقلال لبنان عن فرنسا، أما في عام 2005 فقد كانت هناك أكثرية شعبية إسلامية - مسيحية طالبت باستقلال البلد».
ويضيف: «هذه الوحدة قد تتكرر لكنها لا يمكن أن تقوم على عناوين معيشية – مطلبية؛ لأن اللبنانيين لا يتوحدون إلا على عناوين سيادية - سياسية».
من جهتها، تعتبر الناشطة السياسية الدكتورة منى فياض أن «14 آذار شكل نموذجاً للثورات العربية»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن انتفاضة «17 تشرين» كانت امتداداً لـ«14 آذار»، ولو كانت الرؤية غير واضحة، ولو كان «حزب الله» لعب دوراً أساسياً بإفشال الثورة من خلال إثارة النعرات الطائفية». وترى فياض أن «الشعارات التي استخدمت عام 2005 لا تزال صالحة اليوم، وأبرزها شعارات السيادة والاستقلال». وتضيف: «ما نطالب به هو رفع يد سلطة سلاح أجنبي موضوع بأيد لبنانية لم تعد تمتثل لأي ولاء للبنان، وباتت أداة بيد دولة أجنبية معادية».
وفي ذكرى 14 آذار، اكتفى عدد من القادة اللبنانيين ببضعة تغريدات على «تويتر». ففيما أكد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أن «14 آذار صناعة لبنانية بامتياز. تاريخ يسطع بالحرية لن يطوى بالنسيان»، كتب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع: «من 18 سنة وكل نهار، بقينا أوفياء لقضية 14 آذار». أما رئيس «التيّار الوطنيّ الحرّ» النائب جبران باسيل فاعتبر أن «14 آذار كانت بداية استعادة الحرية والسيادة والاستقلال. في العام 2005 استعدناها بعد نضال صعب، لكن تبين أن الحفاظ عليها أصعب!».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

مبعوث أوروبي يتوجه إلى سوريا للتباحث مع القيادة الجديدة

أشخاص يمرون أمام المباني المدمَّرة في بلدة جوبر السورية بالغوطة الشرقية على مشارف دمشق (أ.ف.ب)
أشخاص يمرون أمام المباني المدمَّرة في بلدة جوبر السورية بالغوطة الشرقية على مشارف دمشق (أ.ف.ب)
TT

مبعوث أوروبي يتوجه إلى سوريا للتباحث مع القيادة الجديدة

أشخاص يمرون أمام المباني المدمَّرة في بلدة جوبر السورية بالغوطة الشرقية على مشارف دمشق (أ.ف.ب)
أشخاص يمرون أمام المباني المدمَّرة في بلدة جوبر السورية بالغوطة الشرقية على مشارف دمشق (أ.ف.ب)

قالت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، اليوم الاثنين، إن مبعوث الكتلة إلى سوريا سيزور دمشق، للتحدث مع القيادة الجديدة للبلاد، في حين تكثف القوى الغربية انخراطها، بعد الإطاحة ببشار الأسد.

وأضافت كالاس، في مؤتمر صحافي، قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: «سيذهب ممثّلنا في سوريا إلى دمشق، اليوم»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأشارت كالاس إلى أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون في بروكسل «طريقة التعامل مع القيادة الجديدة في سوريا وإلى أي مستوى ستصل علاقتنا معها». وأكدت «بالنسبة إلينا، لا يتعلق الأمر بالأقوال فقط بل بالأفعال التي تسير في الاتجاه الصحيح».

وعقب سقوط بشار الأسد، أعربت الجهات الدولية الفاعلة عن تفاؤل حذر مع تعهد الإدارة الجديدة في سوريا حماية الأقليات وتشكيل حكومة تشمل جميع الأطراف.
في سياق متصل، بحث المبعوث الأممي لسوريا، جير بيدرسون، وقائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع أمس، ضرورة إعادة النظر في القرار الأممي 2254 بعد الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، في الثامن من الشهر الحالي.

وأفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» بأنه «خلال لقاء قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع مع المبعوث الأممي لسوريا جير بيدرسون، جرى بحث ومناقشة ضرورة إعادة النظر في القرار 2254 نظراً للتغيرات التي طرأت على المشهد السياسي، مما يجعل من الضروري تحديث القرار ليتلاءم مع الواقع الجديد».

وأكد الشرع «أهمية التعاون السريع والفعال لمعالجة قضايا السوريين، وضرورة التركيز على وحدة أراضي سوريا، وإعادة الإعمار وتحقيق التنمية الاقتصادية».

وأضاف: «تحدّث عن ضرورة التعامل بحذر ودقة في مراحل الانتقال، وإعادة تأهيل المؤسسات لبناء نظام قوي وفعال، بالإضافة إلى ذلك جرى تأكيد أهمية توفير البيئة الآمنة لعودة اللاجئين، وتقديم الدعم الاقتصادي والسياسي لذلك».

وأشار الشرع إلى «ضرورة تنفيذ هذه الخطوات بحرص شديد ودقة عالية، دون عجلة، وبإشراف فِرق متخصصة؛ حتى تتحقق بأفضل شكل ممكن».

ووصل بيدرسون إلى دمشق، أمس الأحد، في أول زيارة له بعد إسقاط نظام الأسد، مُعرباً عن أمله في رؤية «نهاية سريعة للعقوبات». بينما قالت كالاس إن اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين، المقرر عقده في بروكسل، اليوم الاثنين، الذي يتضمن سوريا على جدول أعماله، لن يتناول مسألة زيادة الدعم المالي المقدم لدمشق، بخلاف ما قدَّمه الاتحاد الأوروبي بالفعل عبر وكالات الأمم المتحدة.