تركيا تؤكد الحاجة إلى حوار استراتيجي موسع مع الولايات المتحدة

في مواجهة تحديات عالم اليوم والغد... والخلافات بشأن «الإرهاب» ومنظماته

إردوغان مستقبلاً وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أنقرة الشهر الماضي (أ.ف.ب)
إردوغان مستقبلاً وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أنقرة الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

تركيا تؤكد الحاجة إلى حوار استراتيجي موسع مع الولايات المتحدة

إردوغان مستقبلاً وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أنقرة الشهر الماضي (أ.ف.ب)
إردوغان مستقبلاً وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أنقرة الشهر الماضي (أ.ف.ب)

أكدت تركيا الحاجة إلى «حوار استراتيجي جيوسياسي موسع مع الولايات المتحدة في مواجهة كثير من التحديات في العالم، التي لا يصلح معها الحوار التكتيكي».
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، خلال مشاركته في «منتدى الأعمال الأميركي - التركي» في نيويورك، إن «التحديات التي يواجهها العالم؛ بدءاً من الطاقة والهجرة، ووصولاً إلى مكافحة الإرهاب والحرب الدائرة في أوكرانيا، باتت متداخلة، وهو ما يؤكد الحاجة إلى حوار استراتيجي جيوسياسي موسع، وليس تكتيكياً فقط، بين أنقرة وواشنطن».
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، الثلاثاء، عن كالين أن «ثمة حاجة ماسة لإجراء حوار استراتيجي جيوسياسي موسع بين أنقرة وواشنطن، يضع كل شيء في نصابه؛ سواء أكان في قضايا الطاقة والحرب الدائرة في أوكرانيا، أم الأوضاع في أفغانستان وليبيا وشرق البحر المتوسط... وغيرها من المسائل، وذلك ليس من أجل البلدين فقط؛ وإنما لمستقبل الكوكب».
وقال كالين إن «حدثاً معيناً في مكان ما؛ يمكن أن يكون له تأثير كبير في مكان آخر من العالم»، وإن «تأثير الفراشة» للأحداث أصبح محسوساً في جميع المناطق حول العالم.
وأكد ضرورة إنتاج أفكار وسياسات تجعل العالم آمناً، والعمل بمفهوم «لا يوجد أحد منا آمن حتى نكون جميعاً آمنين».
وتسيطر ملفات خلافية عميقة على العلاقات التركية - الأميركية؛ أهمها النابعة من الموقف الأميركي تجاه ما تسميها تركيا «المنظمات الإرهابية»؛ في إشارة إلى حزب «العمال الكردستاني» و«الحزب الديمقراطي الكردي» في سوريا، و«وحدات حماية الشعب» الكردية، أكبر مكونات تحالف «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، التي تعدّها الولايات المتحدة «الحليف الوثيق» في الحرب التي يشنها التحالف الدولي على تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا، بينما تعدّها أنقرة «تنظيماً إرهابياً وامتداداً لـ(العمال الكردستاني) داخل سوريا»، فضلاً عن «تنظيم غولن الإرهابي» في إشارة إلى «حركة الخدمة» التابعة للداعية التركي المقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999 فتح الله غولن، والذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة انقلاب فاشلة وقعت في تركيا يوم 15 يوليو (تموز) 2016... وكذلك العقوبات «أحادية الجانب» المتعلقة بشراء تركيا منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس400»، والتي بسببها منعت واشنطن أنقرة من الحصول على مقاتلات «إف35»، وبسببها أيضاً يتعذر حتى الآن حصولها على مقاتلات «إف16» بديلاً عن الأولى.
وتشكل هذه القضايا ملفات معقدة تتباين فيها المواقف بين أنقرة وواشنطن التي لم تغير موقفها فيها؛ سواء أكان في عهد إدارتي الرئيسين السابقين باراك أوباما ودونالد ترمب، أم في عهد الإدارة الحالية للرئيس جو بايدن.
في السياق ذاته؛ قال وزير التجارة التركي محمد موش، إن حجم التبادل التجاري بين تركيا والولايات المتحدة بلغ 38 مليار دولار العام الماضي. وأكد أهمية التعاون الاقتصادي والعلاقات التجارية بين تركيا وحلفائها؛ ومنهم أميركا، خصوصاً في مرحلة إعادة الإعمار عقب كارثة زلزالي 6 فبراير (شباط) الماضي في تركيا.
وعبر موش، خلال مشاركته في «منتدى الأعمال الأميركي - التركي»، عن سعادته بالتقدم في العلاقات التجارية بين تركيا والولايات المتحدة خلال الأعوام العشرة الأخيرة، مؤكداً الأهمية المتزايدة للتعاون الاقتصادي والعلاقات التجارية القوية لبلاده مع شركائها؛ بما في ذلك الولايات المتحدة، لا سيما في مرحلة إعادة الإعمار عقب كارثة الزلزال.
وأشار موش إلى أن «تركيا ستشرع في مرحلة إعادة إعمار المدن المنكوبة، وأنه سيجري بناء نحو 800 ألف مسكن في المرحلة الأولى»، مضيفاً أنه «من الناحية التجارية؛ سوف يتسارع إنتاج القطاعات ذات الصلة بإعادة الإعمار، مثل مواد البناء، ومن المرجح أن تكون هذه القطاعات مجالات محتملة يستهدفها رواد الأعمال على المدى القصير».
وقال موش: «نحن مصممون على تلافي خسائرنا في أسرع وقت ممكن، وإعادة الناس إلى حياتهم اليومية. بينما نحن في طريق التعافي، لا نعرف متى ستصل تجارتنا إلى مستويات ما قبل الزلازل في ولاياتنا التي تضررت بشدة، من حيث رأس المال والقوى العاملة».
وأضاف: «ستكون للزلازل بالتأكيد تأثيرات كبيرة على سلاسل التوريد بين تركيا والعالم؛ بما في ذلك الولايات المتحدة، خصوصاً في قطاعات معينة مثل الغزل والنسيج والصلب والسجاد، ولهذا السبب نحتاج إلى مواصلة دعم سلاسل التوريد هذه في كلا الاتجاهين».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


إسرائيل تكثف جهودها للعثور على رفات إيلي كوهين والجنود المفقودين في سوريا

إسرائيل تكثف جهودها للعثور على رفات إيلي كوهين والجنود المفقودين في سوريا
TT

إسرائيل تكثف جهودها للعثور على رفات إيلي كوهين والجنود المفقودين في سوريا

إسرائيل تكثف جهودها للعثور على رفات إيلي كوهين والجنود المفقودين في سوريا

في ظل التغيرات المتسارعة في المشهد السوري، تسعى إسرائيل إلى استغلال الأوضاع الراهنة للبحث عن أماكن دفن الجاسوس الشهير إيلي كوهين وجنودها المفقودين، وفقاً لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

وحسب تقرير إعلامي لبناني نُشر مؤخراً، أفادت مصادر دبلوماسية بأن إسرائيل تجري اتصالات مكثفة داخل سوريا وخارجها في محاولة للحصول على معلومات حول مكان دفن كوهين، الذي أُعدم شنقاً في دمشق عام 1965 بعد كشف نشاطه التجسسي.

التقرير أشار أيضاً إلى جهود إسرائيلية متجددة للعثور على رفات الجنديين تسفي فلدمن ويهودا كاتس، اللذين فقدا في معركة السلطان يعقوب ضد القوات السورية في لبنان عام 1982.

وفي تطور سابق، أفيد في فبراير (شباط) 2021 أن روسيا، بالتعاون مع السلطات السورية وتحت ضغط إسرائيلي، قامت بعمليات بحث في منطقة مخيم اليرموك بدمشق، سعياً للعثور على رفات كوهين.

وفي الشهر التالي، تحدثت تقارير عن نقل جزء من جثمان يُعتقد أنها تعود لكوهين إلى إسرائيل، إلا أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفى صحة تلك التقارير، ولم يتأكد حتى الآن مصير هذه القطعة أو ارتباطها بكوهين.

تأتي هذه التحركات الإسرائيلية في ظل تطورات إقليمية متغيرة، إذ تسعى تل أبيب إلى إغلاق ملف شخصيات شكلت جزءاً من تاريخها الأمني والسياسي.