هدوء حذر بعد اقتتال عنيف بين ميليشيات مسلحة في طرابلس

«أمن تاجوراء» تعلن فض النزاع بوساطة الأعيان والمشايخ

الدبيبة مجتمعاً بقادته العسكريين والأمنيين بطرابلس (حكومة «الوحدة»)
الدبيبة مجتمعاً بقادته العسكريين والأمنيين بطرابلس (حكومة «الوحدة»)
TT

هدوء حذر بعد اقتتال عنيف بين ميليشيات مسلحة في طرابلس

الدبيبة مجتمعاً بقادته العسكريين والأمنيين بطرابلس (حكومة «الوحدة»)
الدبيبة مجتمعاً بقادته العسكريين والأمنيين بطرابلس (حكومة «الوحدة»)

تجاهلت حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، مجدداً اندلاع اشتباكات مفاجئة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة في منطقة «بئر الأسطى ميلاد» بضاحية تاجوراء شرق العاصمة طرابلس، التي أسفرت، حسب تقارير غير رسمية، عن مقتل اثنين من المسلحين وإصابة 7 آخرين.
ولم يصدر أي تعليق من حكومة الدبيبة أو الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة لها، لكنّ وسائل إعلام محلية قالت إن مكتب إعلام الدبيبة رفض التعليق حول الاشتباكات التي تعد الثانية من نوعها هذا العام في العاصمة، مشيرةً إلى أن الدبيبة لم يردّ على محاولة بعض الأهالي التواصل معهم -بصفته وزيراً للدفاع- لإيجاد حل للاشتباكات.
كما التزم محمد المنفى، رئيس المجلس الرئاسي، الذي يعد نظرياً القائد الأعلى للجيش الليبي، بالإضافة إلى المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني المتمركز في شرق البلاد، الصمت حيال هذه التطورات، لكنّ مصدراً عسكرياً في المنطقة الشرقية، أبلغ «الشرق الأوسط»، مشترطاً عدم الكشف عن هويته، أن طرابلس «معرّضة دائماً للاشتباكات ولا يستطيع أحد منعها، نظراً لتفوق الميليشيات على أي قوات أخرى، وهي لا تمتثل للقانون والأوامر العسكرية».
وأعلنت مديرية أمن تاجوراء فض النزاع بوساطة من مشايخ وحكماء وأعيان تاجوراء، مشيرةً إلى نشر دوريات للنجدة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية العاملة بالبلدية، وطمأنت المواطنين بأن «الطريق مفتوحة، والوضع تحت السيطرة».
وقال مجلس الحكماء في بيان (الاثنين) إنه تم التوصل لاتفاق يقضي بإنهاء الاشتباكات وتسلم الكتيبة الثالثة باللواء 51 جميع الطرق والنقاط التي شهدت اشتباكات بمنطقة بئر الأسطى ميلاد، بالتعاون مع مديرية أمن تاجوراء، واحتكام طرفي النزاع إلى القضاء.
ورغم تأكيد جهاز الإسعاف والطوارئ، عودة الهدوء الحذر للمنطقة، بعد قليل من إعلانه حالة النفير القصوى، جراء الاشتباكات التي طالت عدداً من الشوارع، فقد طالب المواطنون بعدم التسرع بالخروج من منازلهم حتى يتم التأكد من تأمين الطريق حفاظاً على سلامتهم.
ورصد شهود عيان استمرار توافد تحشيدات عسكرية لطرفي النزاع؛ كتيبتي «رحبة الدروع» و«أسود تاجوراء»، على خلفية خلافات بينهما، فيما أظهرت لقطات مصوَّرة متداولة عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، كثافة النيران.
وأعلنت بلدية تاجوراء تعليق الدراسة بإحدى مدارسها (الاثنين)، بالإضافة إلى مدرسة أخرى بعين زارة نتيجة للظروف الأمنية، تزامناً مع نقل الناطق باسم جهاز الإسعاف عن فرعه في تاجوراء، استحالة التحرك داخل المنطقة دون توقف جزئي للاشتباكات، التي دفعت مستشفى في نطاقها لمطالبة أهالي نزلائه لإخراجهم.
ونصحت هيئة السلامة الوطنية، السكان القاطنين بجوار مناطق الاشتباك بأخذ الحيطة والحذر والتزام البيوت والنزول للطوابق الأرضية وعدم ترك الأطفال بمفردهم.
وأعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، عن قلقها البالغ حيال المواجهات المسلحة التي شهدتها بلدية تاجوراء بين التشكيلات المسلحة التابعة لرئاسة الأركان العامة التابعة لقوات حكومة الدبيبة ووزارة الداخلية، وأبدت استياءها الشديد حيال ما وصفتها بحالة ضعف النظام الأمني بمدينة طرابلس وضواحيها ومناطق الساحل الغربي، وما جاورها، وما لها من تأثير على تعميق الأزمة الإنسانية والأمنية في البلاد.
وطالب بيان للجنة، المجلس الرئاسي الليبي وحكومة الدبيبة، ووزارة داخليته بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية في إيقاف الاشتباكات الدائرة هناك فوراً، وضمان سلامة السكان وتجنيبهم ويلات الحروب. وطالب بفتح تحقيق شامل في ملابسات الأحداث المؤسفة، وضمان ملاحقة الجُناة وتقديمهم للعدالة ومحاسبتهم، وإنهاء الإفلات من العقاب.
جاءت هذه الاشتباكات بعد ساعات قليلة من اجتماع عقده الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة»، بوصفه أيضاً وزير الدفاع، بالعاصمة طرابلس، بحضور مسؤولين عسكريين واقتصاديين وآمري المناطق العسكرية، لبحث تنظيم ملف المتقاعدين بالمؤسسة العسكرية، ومراجعة الإجراءات المعتمدة من وزارة المالية وصندوق الضمان الاجتماعي لتسوية أوضاع المتقاعدين.
كما تلا الاشتباكات إعلانُ عماد الطرابلسي، وزير الداخلية المكلف بحكومة الدبيبة، عقب اجتماعه مع محمد الحداد رئيس الأركان العامة لقواتها، بحضور رئيسي أركان قواتها البرية وجهاز الأمن الداخلي، إطلاق خطة أمنية لتأمين الحدود والمنافذ والصحراء لمكافحة التهريب.
وقال الطرابلسي، في بيان، إن وزارته تعمل وفق رؤى استراتيجية تضمن تحقيق الأمن ومحاربة الجريمة بشتى أنواعها على التراب الليبي كافة، من خلال التنسيق والتعاون بين مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية.


مقالات ذات صلة

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

شمال افريقيا «ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

«ملفات خلافية» تتصدر زيارة ليبيين إلى تونس

حلت نجلاء المنقوش، وزيرة الشؤون الخارجية الليبية، أمس بتونس في إطار زيارة عمل تقوم بها على رأس وفد كبير، يضم وزير المواصلات محمد سالم الشهوبي، وذلك بدعوة من نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج. وشدد الرئيس التونسي أمس على موقف بلاده الداعي إلى حل الأزمة في ليبيا، وفق مقاربة قائمة على وحدتها ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية. وأكد في بيان نشرته رئاسة الجمهورية بعد استقباله نجلاء المنقوش ومحمد الشهوبي، وزير المواصلات في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، على ضرورة «التنسيق بين البلدين في كل المجالات، لا سيما قطاعات الاقتصاد والاستثمار والطاقة والأمن».

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

محادثات سعودية ـ أممية تتناول جهود الحل الليبي

أكدت السعودية أمس، دعمها لحل ليبي - ليبي برعاية الأمم المتحدة، وشددت على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، حسبما جاء خلال لقاء جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا ورئيس البعثة الأممية فيها. وتناول الأمير فيصل في مقر الخارجية السعودية بالرياض مع باتيلي سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، والجهود الأممية المبذولة لحل الأزمة. إلى ذلك، أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، فيما شهدت طرابلس توتراً أمنياً مفاجئاً.

شمال افريقيا ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

ليبيا: 12 عاماً من المعاناة في تفكيك «قنابل الموت»

فتحت الانشقاقات العسكرية والأمنية التي عايشتها ليبيا، منذ رحيل نظام العقيد معمر القذافي، «بوابة الموت»، وجعلت من مواطنيها خلال الـ12 عاماً الماضية «صيداً» لمخلَّفات الحروب المتنوعة من الألغام و«القنابل الموقوتة» المزروعة بالطرقات والمنازل، مما أوقع عشرات القتلى والجرحى. وباستثناء الجهود الأممية وبعض المساعدات الدولية التي خُصصت على مدار السنوات الماضية لمساعدة ليبيا في هذا الملف، لا تزال «قنابل الموت» تؤرق الليبيين، وهو ما يتطلب -حسب الدبلوماسي الليبي مروان أبو سريويل- من المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في هذا المجال، مساعدة ليبيا، لخطورته. ورصدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في تقر

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

حل الأزمة الليبية في مباحثات سعودية ـ أممية

أكدت السعودية دعمها للحل الليبي - الليبي تحت رعاية الأمم المتحدة، وضرورة وقف التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، وجاءت هذه التأكيدات خلال اللقاء الذي جمع الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي مع عبد الله باتيلي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. واستقبل الأمير فيصل بن فرحان في مقر وزارة الخارجية السعودية بالرياض أمس عبد الله باتيلي وجرى خلال اللقاء بحث سُبل دفع العملية السياسية في ليبيا، إضافة إلى استعراض الجهود الأممية المبذولة لحل هذه الأزمة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا «الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

«الرئاسي» الليبي يدعم «حراك الزاوية» ضد «حاملي السلاح»

أعلن «المجلس الرئاسي» الليبي، عن دعمه للحراك الشبابي في مدينة الزاوية (غرب البلاد) في مواجهة «حاملي السلاح»، وضبط الخارجين عن القانون، وذلك في ظل توتر أمني مفاجئ بالعاصمة الليبية. وشهدت طرابلس حالة من الاستنفار الأمني مساء السبت في مناطق عدّة، بعد اعتقال «جهاز الردع» بقيادة عبد الرؤوف كارة، أحد المقربين من عبد الغني الككلي رئيس «جهاز دعم الاستقرار»، بالقرب من قصور الضيافة وسط طرابلس. ورصد شهود عيان مداهمة رتل من 40 آلية، تابع لـ«جهاز الردع»، المنطقة، ما أدى إلى «حالة طوارئ» في بعض مناطق طرابلس. ولم تعلق حكومة عبد الحميد الدبيبة على هذه التطورات التي يخشى مراقبون من اندلاع مواجهات جديدة بسببها،

خالد محمود (القاهرة)

الشيخ وعبد العاطي يناقشان مشروع قرار مجلس الأمن بشأن غزة والترتيبات الأمنية

 وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (إ.ب.أ)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (إ.ب.أ)
TT

الشيخ وعبد العاطي يناقشان مشروع قرار مجلس الأمن بشأن غزة والترتيبات الأمنية

 وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (إ.ب.أ)
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (إ.ب.أ)

أفاد بيان لوزارة الخارجية المصرية، اليوم السبت، بأن وزير الخارجية بدر عبد العاطي ناقش مع نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ المشاورات المتعلقة بمشروع قرار لمجلس الأمن بشأن التطورات في غزة والترتيبات الأمنية.

حسب البيان، أكد الجانبان خلال الاتصال على أهمية ضمان أن يُسهم القرار في تثبيت إنهاء الحرب وتهيئة الظروف لتحقيق سلام عادل وشامل يُلبي تطلعات الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.

وفي هذا السياق، تطرق الوزير عبد العاطي إلى البيان الصادر أمس الذي يعكس الدعم لاعتماد مشروع قرار مجلس الأمن المشار اليه، مشيراً إلى التوافق الإقليمي والدولي على المضي في تنفيذ الخطة التي تم إطلاقها خلال قمة شرم الشيخ للسلام، والتي توفر مساراً عملياً لتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية، بما يرسخ السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها.


تعاون أمني بين «الجيش الوطني» الليبي وتشاد لتأمين الحدود

عدد من أفراد القوة العسكرية المشتركة من ليبيا وتشاد 13 نوفمبر (شعبة الإعلام الحربي التابعة لـ«الجيش الوطني»)
عدد من أفراد القوة العسكرية المشتركة من ليبيا وتشاد 13 نوفمبر (شعبة الإعلام الحربي التابعة لـ«الجيش الوطني»)
TT

تعاون أمني بين «الجيش الوطني» الليبي وتشاد لتأمين الحدود

عدد من أفراد القوة العسكرية المشتركة من ليبيا وتشاد 13 نوفمبر (شعبة الإعلام الحربي التابعة لـ«الجيش الوطني»)
عدد من أفراد القوة العسكرية المشتركة من ليبيا وتشاد 13 نوفمبر (شعبة الإعلام الحربي التابعة لـ«الجيش الوطني»)

طوّر «الجيش الوطني» الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، علاقته العسكرية مع تشاد عبر تشكيل «قوة مشتركة» لحماية الحدود الجنوبية، ليعزز بذلك سيطرته على الشريط الممتد بين البلدية على مساحة تقارب 1050 كيلومتراً.

ويأتي هذا التطور على خلفية صراعات يشهدها الجنوب الليبي باعتباره ساحة خلفية لصراعات السلطة والمعارضة التشادية، ما أدى خلال السنوات التي تلت الانفلات الأمني في بعض دول الجوار الأفريقي، إلى ازدياد عمليات «اختراق الحدود» من قبل جماعات وصفت بـ«المتمردة».

وخاضت قوات الجيش معركة حامية على الحدود مع تشاد، أطلقتها رئاسة أركان القوات البرية في بدايات أغسطس (آب) 2024، ضمن «خطة شاملة لتأمين الحدود الجنوبية وتعزيز الأمن القومي».

إحدى هذه المعارك خاضتها القوات التي كانت تتبع «اللواء 128 معزز» بقيادة اللواء حسن الزادمة، التابع لـ«الجيش الوطني»، في منطقة جبال كلنجة الحدودية، ووضعت إثرها يدها على «منجم للذهب»، وفق مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن «عصابات تشادية كانت تسيطر عليه طوال السنوات الماضية».

وأوضحت شعبة الإعلام الحربي التابعة لـ«الجيش الوطني»، أنه «تم تشكيل قوة مشتركة بين القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية والجيش التشادي، بهدف تأمين الحدود المشتركة (من العصابات المارقة وقطاع الطرق والمهربين)».

كما أشارت الشعبة إلى أن نائب القائد العام للقوات المسلحة، الفريق صدام حفتر، وجّه رئاسة أركان القوات البرية لتكليف الدوريات الصحراوية التابعة لـ«كتيبة سبل السلام» بمباشرة تنفيذ المهام الميدانية ضمن القوة المشتركة.

دورية أمنية على الحدود الجنوبية الليبية (رئاسة الأركان البرية التابعة لـ«الجيش الوطني»)

صراع دموي للتنقيب عن الذهب

وتشهد الحدود الليبية - التشادية صراعاً دموياً للتنقيب عن الذهب بشكل غير شرعي، وفق مصادر عسكرية. وسبق أن أطلق «الجيش الوطني» خطة لتأمين الحدود التي تطل على تلك الدول، بقصد القضاء على «الجماعات الإرهابية» والعصابات العابرة للحدود، ومكافحة الهجرة غير النظامية.

وتمكن صدام حفتر من فتح مسارات للتعاون مع الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي خلال زيارات عدة أجراها إلى العاصمة التشادية إنجامينا، بوصفه مبعوثاً شخصياً لوالده، تباحث خلالها بشأن معضلة «تدفقات المتمردين التشاديين» إلى الحدود الليبية، كما تناولت المباحثات ملفات التعاون الأمني وفتح المعابر الحدودية بين البلدين.

وأجرت قوات من «الجيش الوطني» عمليات انتشار في 10 يوليو (تموز) الماضي بجبال تيبستي في المنطقة الحدودية الجنوبية مع تشاد، التي تعد إحدى بؤر التوتر بين البلدين، وذلك في معركة وقع فيها عدد من القتلى من الجانبين. وقالت «الكتيبة 676 مشاة» التابعة للقوات البرية بالجيش حينها، إن عناصرها «فرضت سيطرتها على عدد من المواقع التي كانت تتمركز وتتجمع فيها العصابات الإجرامية العابرة للحدود».

وفي تلك الأثناء، نفت المعارضة التشادية أي تورط في الاشتباكات مع «الجيش الوطني»، ونقلت وكالة «نوفا» الإيطالية عن الأمين العام المساعد لـ«جبهة التناوب والوفاق» التشادية (فاكت)، محمد شريف جاكو، أن جبهته «لم تهاجم أي تمركزات ليبية، وأن عناصرها لا تنشط داخل الحدود الليبية».

وتُوصف الحدود الليبية المشتركة مع تشاد بأنها ساحة خلفية ونقطة انطلاق للمتمردين الذين يشنّون عمليات في الداخل التشادي. وسبق وقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي على يد متمردين كانوا يتمركزون على الحدود مع ليبيا في 20 أبريل (نيسان) 2021.

صدام حفتر مع مواطنين من أمساعد الليبية 13 نوفمبر (القيادة العامة)

مدينة أمساعد

وفي شأن آخر يتعلق بالجولات العسكرية التي يجريها صدام حفتر داخل ليبيا، قالت القيادة العامة لـ«الجيش الوطني» إنه زار مدينة أمساعد مساء الخميس، وذلك «تأكيداً لحرص القيادة العامة على متابعة أوضاع المواطنين في مختلف المدن والمناطق».

وقال صدام حفتر، خلال اللقاء، بعد استقباله من مشايخ وأعيان وأهالي المدينة، إنه تم تكليفه من قِبل النائب العام بهذه الزيارة «للوقوف على الأوضاع المعيشية ومتابعة احتياجات المواطنين».

وأضاف صدام في كلمته التي نقلتها القيادة العامة، أن «المرحلة الراهنة تتطلب من الجميع عملاً استثنائياً وجهداً مضاعفاً لتجاوز ما يرهق المواطن»، وذهب إلى أنه «لا قيمة لأي إنجاز ما لم ينعكس أثره على حياته اليومية». كما أشار إلى أن «انطلاقة القيادة العامة في مشاريع البناء والإعمار لن تكون محصورة في مدينة بعينها، بل ستشمل كل المدن والقرى الليبية، إيماناً بحق الجميع في التنمية والعمران».

وأتت زيارة صدام حفتر إلى أمساعد في أعقاب جولات مماثلة أجرها خلال الأسابيع الماضية إلى الحدود الجنوبية، بداية من الكفرة ووصولاً إلى القطرون وأوباري وتراغن.


بعثة أممية للتحقيق في انتهاكات الفاشر

المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك يتحدث عن الفاشر في جنيف (إ.ب.أ)
المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك يتحدث عن الفاشر في جنيف (إ.ب.أ)
TT

بعثة أممية للتحقيق في انتهاكات الفاشر

المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك يتحدث عن الفاشر في جنيف (إ.ب.أ)
المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك يتحدث عن الفاشر في جنيف (إ.ب.أ)

كلّف مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الجمعة، بعثة لتقصي الحقائق وتحديد هوية جميع المسؤولين عن الانتهاكات التي يُشتبه في ارتكابها بمدينة الفاشر السودانية، تمهيداً لتقديمهم إلى العدالة.

وفي ختام جلسة طارئة، عقدها المجلس لبحث وضع حقوق الإنسان في الفاشر، اعتمد قراراً يأمر بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق في السودان بإجراء تحقيق. وكُلِّفت البعثة توثيق جميع انتهاكات القانون الدولي المرتكبة من جانب جميع الأطراف.

وفي افتتاح الجلسة الطارئة التي عقدت بطلب من المملكة المتحدة وألمانيا وآيرلندا وهولندا والنرويج، ندّد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بتقاعس المجتمع الدولي، متوعداً بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات. وقال فولكر تورك إن مدينة الفاشر مغلقة، ولا يمكن لعمال المساعدات الإنسانية دخولها. ودعا إلى اتخاذ إجراءات ضد الأفراد والجهات التي «تُؤجج وتستفيد» من الحرب بالسودان.