بعد يومين من التوصل إلى اتفاق في بكين لاستئناف العلاقات بين الرياض وطهران، تعهدت طهران بـ«استخدام الطاقات الإقليمية لتحقيق وترسيخ السلام والاستقرار الشاملين»، في وقت وصف فيه رحيم صفوي، مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية الخطوة بـ«زلزال في المجال السياسي»، معرباً عن تمنيات بلاده أن «تتجه منطقتنا نحو الأمن والسلام الدائم بهذا الاتفاق». وقال وزير الخارجية الإيراني إن الاتفاق جاء نتيجة «مبادرة» من طهران، وتبادل أفكار بين الجانبين الصيني والإيراني.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لقناة «خبر» الإيرانية إنه «منذ شهور، كانت هناك أفكار حول حل المشكلات مع بعض دول المنطقة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية»، لافتاً إلى أنه أجرى محادثات أولية مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، على هامش مؤتمر «بغداد 2» في الأردن يناير (كانون الثاني) الماضي.
ولفت عبداللهيان إلى أنه تلقى «تأكيدات» من «الطرف السعودي حول استعداده بشأن عودة العلاقات إلى مسارها الطبيعي»، وقال أيضاً إن الرئيس الصيني شي جينبینغ «طرح عليهم مبادرتنا».
وجاءت تعليقات عبداللهيان، في وقت أصدر فيه الجهاز الدبلوماسي الإيراني بياناً دافع فيه عن التوجه الإقليمي لحكومة الرئيس إبراهيم رئيسي، بينما استمرت ردود السياسيين ونواب البرلمان على التطور الدبلوماسي.
وقال البيان إن الحكومة «اتخذت خطوة مهمة في سياق التطبيق العملي لعقيدة السياسة الخارجية المتوازنة، والدبلوماسية الديناميكية، والتفاعل الذكي، وفي اتجاه تجسيد سياسة الجوار واستكمال الخطوات الفعالة السابقة، ونتيجة لمفاوضات مكثفة وعملية تم التوصل إلى اتفاق بكين لوضع العلاقات بين إيران والسعودية على مسارها الطبيعي».
ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن البيان، بخصوص هذه المبادرة، أن طهران على طريق «استخدام الطاقات الإقليمية، عازمة جدياً على تحقيق وترسيخ السلام والاستقرار الشاملين، وتأمين المصالح المشتركة والجماعية لحكومات وشعوب المنطقة، وخططت لاتخاذ خطوات فعالة إلى الأمام».
من جانبه، قدم مستشار المرشد الإيراني، الجنرال يحيى رحيم صفوي، تفسيره للخطوة الدبلوماسية بأن «الاتفاق بين إيران والسعودية هو زلزال في المجال السياسي»، وأضاف: «نأمل أن تتجه منطقتنا نحو الأمن والسلام الدائمين بهذا الاتفاق».
وقال: «ما سنشهده في المستقبل في المنطقة سيكون مختلفاً عما حدث حتى الآن، ومن المهم أن نتحلى بالعقلانية والسياسة عند النظر إلى الاتفاق بين إيران والسعودية، ومن مصلحة المنطقة وكلا الجانبين السعودي والإيراني أن يهتما بالصداقة والعقلانية على المدى الطويل». ولفت صفوي، وهو القائد الأسبق لـ«الحرس الثوري»، إلى أن «هذا الاتفاق يصب في صالح البلدين ومنطقة غرب آسيا، وليس ضد أي من دول المنطقة، ومن الطبيعي أن تشعر قوى الهيمنة باستياء وتسعى وراء وضع عقبات في هذا المسار».
وتوقع صفوي انضمام السعودية إلى منظمة شنغهاي للتعاون الاقتصادي. وقال: «يبدو أن الصين وروسيا تتطلعان إلى انضمام السعودية لمنظمة شنغهاي للتعاون، وهذه العضوية من شأنها أن تكون سداً أمام الناتو والقوة العسكرية للغرب في المستقبل».
وقال صفوي، الذي يعد من أبرز المدافعين عن استراتيجية «التوجه إلى الشرق» التي يطالب بتطبيقها المرشد الإيراني علي خامنئي، «التوجه إلى الجيران والتوجه إلى الشرق سيزيد من الثقل الجيوسياسي لإيران ويغير أوضاع الإيرانيين، ويجب على إيران أن تنظر إلى حالة التوتر الأميركي - الأوروبي في أوكرانيا، والتوتر في تايوان باعتبار ذلك فرصة، وأن تتحرك باستراتيجية واضحة تقوم على المصالح المشتركة مع الصين وروسيا، والتهديدات المشتركة للولايات المتحدة ضد الدول الثلاث».
وأعرب صفوي عن اعتقاده بأنها «نهاية للهيمنة الأميركية في المنطقة». وقال: «نحن في ظروف بالغة التعقيد فيما يخص القضايا الدفاعية والأمنية وتشهد الثورة (الإيرانية) في غرب آسيا تغييرات جيوسياسية».
إيران تتعهد «تحقيق السلام والاستقرار» الإقليميين
مستشار بارز لخامنئي: الاتفاق مع السعودية «زلزال سياسي»
إيران تتعهد «تحقيق السلام والاستقرار» الإقليميين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة