«الشرقية للكتاب» ينتصر للشعر ويُعيد وهج ديوان العرب

أمسيات الشعراء تكتظ بالحضور

الشاعر المصري عبد العزيز جويدة في أمسية بالمعرض (الشرق الأوسط)   -    الشاعر السعودي سليمان المانع
الشاعر المصري عبد العزيز جويدة في أمسية بالمعرض (الشرق الأوسط) - الشاعر السعودي سليمان المانع
TT

«الشرقية للكتاب» ينتصر للشعر ويُعيد وهج ديوان العرب

الشاعر المصري عبد العزيز جويدة في أمسية بالمعرض (الشرق الأوسط)   -    الشاعر السعودي سليمان المانع
الشاعر المصري عبد العزيز جويدة في أمسية بالمعرض (الشرق الأوسط) - الشاعر السعودي سليمان المانع

لطالما تقدمت الرواية على الشعر في معارض الكتب العربية، ونالت حظوة القراء الذين يمنحونها ميزة اكتساح المبيعات، بما يطرح السؤال «هل خفت بريق الشعر؟»، وهو ما يُفنده معرض الشرقية للكتاب 2023، الذي اختتم فعالياته أمس السبت، حيث سجل الشعر حضوراً طاغياً من حيث مبيعات الكتب، وكذلك الإقبال على الندوات الشعرية المصاحبة للمعرض.
وعلى مدى 10 أيام مضت، رجح قراء معرض الشرقية للكتاب كفة الشعر الذي كثيراً ما وُصم بالانحسار لصالح الرواية، تأكيداً على أن «ديوان العرب» لم يفقد قارئه، كما يُشاع، وهذا الاهتمام بدا واضحاً من صنوف القراء باختلاف أعمارهم ممن توافدوا على المعرض في أيامه الأخيرة لاقتناء الدواوين الشعرية، ورغم أن الشعر نخبوي بطبعه، بيد أن معرض الشرقية للكتاب أثبت أنه في كل لون شعري هناك قارئ مُحتمل.

- أزمة الشعر
يتحدث مروان عدوان، وهو مدير جناح «دار ممدوح عدوان» السورية، لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «دائماً نقول إن الشعر يعاني من أزمة، في معارض الكتب وملتقيات الكتب عامة، وهذه الأزمة تتجاوز مئات السنين، وكثيراً ما يشعر بها الشعراء، بينما في معرض الشرقية للكتاب لاحظنا تميز الاهتمام بالشعر، مقارنة بمعارض أخرى داخل السعودية وخارجها».
ويشير عدوان لتعجبه من قراء معرض الشرقية للكتاب، إذ يبدو هناك اهتمام واضح بالشعر ومتابعة نهمة للحركة الشعرية، وهو ما يصفه بـ«المفاجأة السارة»، مقارناً ذلك بمعرض الرياض الدولي للكتاب، الذي تنال فيه الروايات الحظوة الأكبر من حيث الاهتمام والمبيعات، حسب قوله، وهو ما يُظهر تباين اهتمام القراء السعوديين ما بين كل معرض وآخر.
ويتفق مع عدوان ناشرون آخرون، التقتهم «الشرق الأوسط»، وأرجع بعضهم ذلك إلى أن كثيراً من الروايات العربية الحديثة لا ترقى إلى مستوى ذائقة القارئ، إذ لم تعد هناك روايات بعينها تلتهم حصة المبيعات، كما كان يحدث بصورة نمطية في معارض الكتب خلال السنوات الماضية، الأمر الذي يوجه البوصلة نحو الشعر بصورة أكبر، كما يرون.

- أمسيات شعرية
تبدو حظوة الشعر طاغية في الأمسيات الشعرية المصاحبة للمعرض كذلك، التي سجلت الحضور الأكبر مقارنة بالندوات الحوارية وورش العمل المصاحبة، إذ بالكاد يجد زائر المعرض مقعداً فارغاً في أمسيات الشعر، خصوصاً أن المعرض استقطب أسماء شعرية بارزة، مثل الشاعر المصري عبد العزيز جويدة، والشاعر السعودي يحيى رياني، والشاعر المصري أحمد بخيت.

إقبال كبير على الدواوين الشعرية في المعرض (الشرق الأوسط)

- القصيدة النبطية
وحظيت القصائد النبطية باهتمام بالغ، تصدرتها أمسية شعرية احتفت بالشاعر السعودي المخضرم سليمان المانع، بالإضافة إلى ندوات حوارية تناولت القصيدة النبطية، وجمعت الشعراء السعوديين: تركي المريخي، والحميدي الحربي، وسلطان بن بتلاء، وعبد الرحمن الحمدان، وكذلك الشاعر الكويتي فيصل العدواني. واحتفى اليوم الأخير للمعرض بالشعر، أمس، عبر مجموعة ندوات حوارية تناولت الشعر والشعراء، بدأت بندوة تستعرض جوانب تاريخية وفنية في قصيدة النثر منذ ولادتها في خمسينات القرن الماضي وحتى الآن، تلاها ندوة «الشعر السعودي المترجم إلى اللغات العالمية» تضمنت نقاشاً حول محاولات عبور الشعر السعودي إلى جسر العالمية.

- قصيدة الومضة
كما فتحت ندوة «قصيدة الومضة في الشعر السعودي - قراءة في الروافد والسمات الفارقة» شهية الحوار حول قصيدة الومضة باعتبارها نمطاً جديداً من أنماط القصيدة العربية، فهي قصيدة النضج والاكتمال؛ لكونها القصيدة التي تستفز عقل المتلقي وفكره، ومن هنا اجتمع مجموعة من شعرائها لمعرفة موقها الحالي على خريطة الشعر السعودي.
جدير بالذكر أن معرض الشرقية للكتاب جاء تحت شعار «معرض - ثقافة - حضارة - فن»، مصحوباً ببرنامج ثقافي يقدمه مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) بصفته الشريك الثقافي لمعرض الشرقية للكتاب، متضمناً ما يزيد عن 140 فعالية متنوعة، تشمل الندوات والجلسات الحوارية، وورش العمل، والأمسيات الشعرية، وحفلة غنائية للقصائد المغناة أحيتها الأوركسترا الوطنية السعودية في آخر أيام المعرض.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

تصريحات «صادمة» لإيناس الدغيدي تعيدها إلى دائرة الجدل

إيناس الدغيدي تثير الجدل مجدداً (إنستغرام)
إيناس الدغيدي تثير الجدل مجدداً (إنستغرام)
TT

تصريحات «صادمة» لإيناس الدغيدي تعيدها إلى دائرة الجدل

إيناس الدغيدي تثير الجدل مجدداً (إنستغرام)
إيناس الدغيدي تثير الجدل مجدداً (إنستغرام)

أعادت تصريحات تلفزيونية جديدة وُصفت بأنها «صادمة» المخرجة المصرية إيناس الدغيدي إلى دائرة الجدل مُجدداً، حين تحدثت عن عدم ارتباطها بزواج عرفي، لكنها عاشت «المساكنة» مع زوجها السابق بعد أن جمعتهما قصة حب لـ9 سنوات قبل زواجهما، نافية الاتهامات بأنها مخرجة «أفلام الإغراء»، وقالت إن «أفلامها أصدق من أعمال المخرج خالد يوسف، كاشفة عن أنها أتمت السبعين من عمرها ولا تفكر بالموت».

وأضافت في حوارها أن سعاد حسني لم تُقتل لكنها انتحرت، وأن العاملين في الوسط السينمائي كانوا يتوقعون لها ولأحمد زكي أن ينتحرا لأنهما عاشا حياتهما من دون تخطيط، وسعاد كانت تشعر بتراجع نجوميتها الكبيرة، وعدّت ياسمين صبري ممثلة مثيرة أكثر من هيفاء وهبي.

وحلّت إيناس الدغيدي ضيفة على الإعلامية ناديا الزغبي عبر برنامجها «القرار» الذي تقدمه على قناة «الغد»، ووصفت ناديا المخرجة المصرية بأنها امرأة «دون خطوط حمراء»، ويليق بها لقب «الجريئة» بوصفها واحدة من أهم مخرجات السينما في مصر، وتحدثت الدغيدي قائلة إنها «بالفعل جريئة وحياتها كلّها جرأة، لكنها لم تكن تعرف ذلك عن نفسها»، لافتة إلى أن «جُرأتها بدأت منذ قرّرت دخول معهد السينما لتصبح مخرجة، ولم يكن لأي من أسرتها علاقة بالفن لكونها من عائلة ملتزمة دينياً، ووالدها كان يعمل مدرساً للغة العربية والدين».

ورفضت المخرجة خلال الحوار لقب «مخرجة أفلام الإغراء»، مؤكدة أنها «تقدم مشاهد إغراء داخل أفلام لها قيمة».

إيناس الدغيدي في أحد البرامج (إنستغرام)

وبسؤالها عن الأكثر جرأة في أفلامها... هي أم المخرج خالد يوسف؟ قالت إن أفلامها أصدق لأن جُرأتها بلا أهداف، بل تعبّر عن فكرها الحقيقي، بينما يوسف قد تكون لديه أهداف سياسية يتحرك من أجلها، لا سيما في الفترة الأخيرة.

وذكرت الدغيدي أنها أتمت عامها السبعين وأنها سعيدة بعمرها ولا تشعر أنها كبرت، ولديها قدرة كبيرة على العطاء، نافية أنها تفكر بالموت الذي تراه «حياة فيها جمال»، لكونه أكثر هدوءاً وروحانية وسلاماً.

وقالت إنها من المستحيل أن تختلف مع كلٍّ من يسرا وإلهام شاهين، مؤكدة أنها بدأت مشوارها ويسرا معاً وعاشتا مع بعضهما العمر كله.

وعن فيلم «الصمت» الذي تُعِدّ له، وتتطرّق فيه لمشكلة «زنا المحارم»، قالت إن منصة «نتفليكس» سترحب بعرضه وسينجح في صالات السينما بمصر لكونه فيلم إثارة تقدمه بشكل يشوّق الناس لمشاهدته من خلال مواصفات درامية جيدة، لافتة إلى أنه لا توجد علاقة بالفيلم بين محارم لأنها لا تستسيغ ذلك، لكن الموضوع كله يرتبط به، وقد التقت بنات تعرضن لذلك والفيلم يتطرق لحياتهن بعدما كبرن، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة تناقش هذه المشكلة التي تحدث في كثير من دول العالم.

وعبّرت المخرجة المصرية عن فخرها باكتشاف النجمين أحمد عز وهند صبري، وأنهما من أهم اكتشافاتها مخرجة، وقدمتهما أبطالاً لفيلم «مذكرات مراهقة» قائلة، كانت لديهما الجرأة لعمل الفيلم في بداياتهما، ربما يخافا الآن على اسميهما ونجوميتهما لو عُرض عليهما عمل مماثل، لأننا صرنا نعيش في مجتمع يحاسب الفنان على أفلامه وليس على تصرفاته.

وذكرت أن خلافاً وقع بينها وبين النجم الراحل أحمد زكي خلال تصوير فيلم «استاكوزا» كاد يهدّد بعدم إكمال الفيلم لانصرافه في أثناء التصوير دون أن يخبر أحداً، فقالت له: «نجوميتك تتعامل بها خارج الاستوديو، لكنك هنا تتعامل بالشخصية التي تؤديها»، وقالت إنه «قد عاد وقال لي حقك عليَّ»، مؤكدة أنه كان صديقها وجارها.

إيناس الدغيدي (إنستغرام)

وعن اعتزال «الزعيم» عادل إمام قالت إنه اكتفى نجاحاً وشهرة، ويريد الآن أن يستمتع بحياته، يقول لمن حوله لو أن هناك خبراً سيئاً لا تخبروني به، لذا أرجو أن نتركه ونحترم تاريخه.

وحمّلت المرأة المسؤولية في ظاهرة «التحرش»: «عندما نقول إنه تم التحرش بي، لو كان المتحرش مريضاً فسيُصفع على وجهه وسيتوقف». مضيفة أن «بعض السيدات في جزء من تصرفاتهن يشجعن الرجل على التحرّش بهنّ».

وعن الفنانة الأكثر إثارة في الوقت الحالي اختارت ياسمين صبري على هيفاء وهبي، قائلة إنه قبل 5 سنوات كانت هيفاء والآن ياسمين.

وتخرجت إيناس الدغيدي في معهد السينما بالقاهرة عام 1975 وعملت مساعدة مخرج لكبار المخرجين، أمثال بركات الذي أقنعها بالتمثيل أيضاً في فيلم «أفواه وأرانب» أمام فاتن حمامة ومحمود ياسين، وأخرجت أول أفلامها الطويلة «عفواً أيها القانون» عام 1985 من بطولة نجلاء فتحي، ومحمود عبد العزيز، ووصل عدد الأفلام التي أخرجتها 16 فيلماً طويلاً من بينها «امرأة واحدة لا تكفي»، و«قضية سميحة بدران»، و«زمن الممنوع»، و«كلام الليل»، و«مذكرات مراهقة»، و«الباحثات عن الحرية»؛ وأنتجت من بينها 7 أفلام، ونالت أفلامها جوائز عدة في مهرجانات «القاهرة السينمائي» و«الإسكندرية»، و«جمعية الفيلم»، وقد أثارت أفلامها وأحاديثها الجريئة جدلاً كبيراً على مدار مشوارها.