اتفاق وشيك في قمة «أوكوس» لتزويد أستراليا بغواصات

رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيزي خلال مشاركته بقمة «أبيك» في بانكوك 18 نوفمبر 2022 (رويترز)
رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيزي خلال مشاركته بقمة «أبيك» في بانكوك 18 نوفمبر 2022 (رويترز)
TT

اتفاق وشيك في قمة «أوكوس» لتزويد أستراليا بغواصات

رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيزي خلال مشاركته بقمة «أبيك» في بانكوك 18 نوفمبر 2022 (رويترز)
رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيزي خلال مشاركته بقمة «أبيك» في بانكوك 18 نوفمبر 2022 (رويترز)

يجتمع القادة الأميركيون والبريطانيون والأستراليون، الاثنين، في كاليفورنيا، حيث يُتوقّع إبرام اتفاق بشأن بيع غواصات لكانبيرا، في تعاونٍ غير مسبوق وسط تزايد القلق من النفوذ الصيني المتنامي.
يلتقي جو بايدن وريشي سوناك وأنتوني ألبانيزي في سان دييغو، حيث توجد إحدى أهم القواعد البحرية في الولايات المتحدة، من أجل عقد هذه القمة الثلاثية في إطار تحالفهم الأمني «أوكوس» (AUKUS).
وبعد 18 شهراً من المداولات، تستعد أستراليا للكشف عن خطتها للحصول على ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية، في إطار ما وصفه رئيس الوزراء الأسترالي بأنه «أكبر قفزة إلى الأمام» في تاريخ البلاد في مجال الدفاع. منذ عام ونصف العام، جرت نقاشات معمّقة في الكواليس بين واشنطن وكانبيرا ولندن بشأن حصول أستراليا على تكنولوجيا حسّاسة في مجال الدفع النووي، غير أنّ أستراليا استبعدت امتلاك أسلحة نووية. تبلغ قيمة عقد الغواصات عشرات المليارات من الدولارات، لكن الخبراء يقولون إن أهميته تفوق الوظائف التي ستنشأ بموجبه والاستثمارات الموعودة في إطاره. يصعب رصد الغواصات ذات الدفع النووي، كما يمكنها السفر لمسافات طويلة ولفترات طويلة ويمكن أن تحمل صواريخ عابرة متطوّرة.
وأعربت الصين عن معارضتها الشديدة لهذا المشروع، الذي اعتبرته «خطيراً» ويهدف إلى محاصرتها.
«أوكوس» هو تحالف عسكري ثلاثي الأطراف، شكّلته أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ويهدف إلى مشاركة التكنولوجيا العسكرية والتطوّرات الأخرى.
ولكن تشارلز ايدل من «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» في واشنطن، أشار إلى أنه «على الرغم من أنّ كلّ دولة لديها منطق مختلف قليل بشأن أوكوس، فإنّه يتلخّص أساساً في الصين... نظراً إلى النمو الهائل لقوتها العسكرية ومواقفها الأكثر عدوانية خلال العقد الماضي». ويهدف التحالف إلى تثبيت وجود هذه الدول الثلاث في منطقة آسيا والمحيط الهادئ الاستراتيجية، وهي منطقة شاسعة تمتد من سواحل شرق أفريقيا إلى سواحل غرب أميركا يمرّ عبرها جزء مهم من التجارة العالمية ويتنامى فيها النفوذ الصيني.
وكانت بكين، التي لا تستبعد استخدام القوة لإعادة تايوان إليها، قد وافقت على زيادة بنسبة 7.2 في المائة في ميزانيتها الدفاعية لعام 2023، وهي أكبر زيادة منذ عام 2019.
وفقاً لصحيفة «تايمز» البريطانية، فإنّ أستراليا ستحصل على غواصات مصنّعة في المملكة المتحدة وليس في الولايات المتحدة. وأدى إنشاء تحالف «أوكوس»، بالتوازي مع إلغاء كانبيرا عقد شراء 12 غواصة فرنسية، إلى أزمة دبلوماسية مع باريس التي وصفت الأمر بأنه «خيانة».
غير أنّ القضية حُسمت منذ ذلك الحين، في ظلّ تحرّكات دبلوماسية مكثّفة بين باريس وواشنطن ولندن وكانبيرا، بما في ذلك زيارة دولة قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الولايات المتحدة في أوائل ديسمبر (كانون الأول).
وقال مصدر فرنسي: «هذا لم يعد شأننا. لقد انتهى»، مشيراً إلى أنّ الدول الثلاث المتحالفة «أبلغت» باريس بالقرارات الجارية التي ستُتخذ خلال القمة.
وإضافة إلى خسارة عقد أسلحة ضخم، غضبت فرنسا من فرض الأمر الواقع من قبل حلفائها المقرّبين. ومع أنّ باريس قلبت الصفحة، فإنها تستمر في الاعتقاد بأنّه كان «خطأً»، كما ستحافظ على «يقظتها» بشأن قضايا عدم الانتشار النووي، وفقاً للمصدر الفرنسي الذي تحدّث شرط عدم الكشف عن هويته.
في هذه الأثناء، جرت اتصالات كثيرة بين باريس وواشنطن، وفي آخرها تحدّث بايدن مع نظيره الفرنسي الثلاثاء، مثلما فعل وزير الخارجية أنتوني بلينكن مع نظيرته كاترين كولونا.
في يناير (كانون الثاني)، التقى وزراء الدفاع والخارجية الفرنسيون والأستراليون في باريس.
وقبل توجّهه إلى الولايات المتحدة، زار رئيس الحكومة البريطانية باريس، الجمعة، لحضور قمة حدّدت أُطر «بداية جديدة» و«طموح جديد» في العلاقات الفرنسية البريطانية، بما في ذلك في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وقال سوناك للصحافيين إنّ المنطقة «تضم نصف سكان العالم و40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وستظل تنمو بشكل كبير».


مقالات ذات صلة

أكبر إعادة تنظيم للجيش الأسترالي

أكبر إعادة تنظيم للجيش الأسترالي

أكبر إعادة تنظيم للجيش الأسترالي

تعتزم أستراليا إجراء أكبر إعادة تنظيم لقواتها العسكرية منذ عقود، مع إعادة تركيز استراتيجية جيشها على ردع أعداء محتملين بعيداً عن سواحلها. وقال وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارليس، أمس، إنَّ الاستراتيجية القائمة منذ عقود على حماية الأراضي «لم تعد تفي بالمطلوب». ولفت إلى أنَّه في مواجهة الصين التي باتت أكثر قوة، ستحول أستراليا تركيزها إلى ردع الأعداء قبل أن يصلوا إلى حدودها، سواء في البحر أو الجو أو الفضاء الإلكتروني.

«الشرق الأوسط» (كانبرا)
العالم أكبر إعادة تنظيم للجيش الأسترالي منذ عقود

أكبر إعادة تنظيم للجيش الأسترالي منذ عقود

كشفت أستراليا، الاثنين، عن أكبر إعادة تنظيم لقواتها العسكرية منذ عقود، مع إعادة تركيز استراتيجية جيشها على ردع أعداء محتملين بعيداً عن سواحلها. وقال وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارليس، الذي وضع تصوراً يعزز فيه قدرات أستراليا الهجومية بعيدة المدى، إن الاستراتيجية القائمة منذ عقود على حماية الأراضي «لم تعد تفي بالمطلوب».

«الشرق الأوسط» (كانبرا)
العالم أستراليا تعلن أكبر إعادة تنظيم لقواتها العسكرية منذ عقود

أستراليا تعلن أكبر إعادة تنظيم لقواتها العسكرية منذ عقود

أطلقت أستراليا، اليوم (الاثنين)، أكبر إعادة تنظيم لجيشها منذ عقود، على خلفية تعزيز الصين لقدراتها العسكرية، وتوترات في منطقة آسيا المحيط الهادئ، حيث يتنامى نفوذ بكين. وكشف وزير الدفاع ريتشارد مارليس مراجعة استراتيجية تدعو إلى تحوّل حاد نحو «الردع بعيد المدى»، باستخدام الصواريخ والغواصات والأدوات الإلكترونية لإبعاد الخصوم، وفقاً لما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». وقال مارليس إنه «اليوم وللمرة الأولى منذ 35 عاماً، نعيد صياغة مهمة قوات الدفاع الأسترالية». وأشارت المراجعة الاستراتيجية التي قامت بها وزارة الدفاع الأسترالية، إلى أن التنامي العسكري لبكين هو الآن «الأكبر والأكثر طموحاً، مقارنة بأي دو

«الشرق الأوسط» (كانبرا)
العالم بسبب مخاوف أمنية... أستراليا تحظر «تيك توك» على الأجهزة الحكومية

بسبب مخاوف أمنية... أستراليا تحظر «تيك توك» على الأجهزة الحكومية

أعلنت الحكومة الأسترالية اليوم (الثلاثاء) أنها حذت حذو دول غربية أخرى وحظرت تطبيق مشاركة الفيديو «تيك توك» من أجهزة المشرعين بسبب مخاوف أمنية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وقال المدعي العام مارك دريفوس في بيان إن القرار اتخذ بناء على نصيحة من خبراء الاستخبارات والأمن. وأضاف «سيدخل التوجيه حيز التنفيذ في أقرب وقت ممكن عمليا». وسينطبق الحظر على جميع الأجهزة الصادرة عن إدارات ووكالات الكومنولث. وقال دريفوس «لن يتم منح الإعفاءات إلا على أساس كل حالة على حدة وفي ظل وجود إجراءات تخفيف أمنية مناسبة».

«الشرق الأوسط» (كانبرا)
العالم وفاة يونوبينغو زعيم السكان الأصليين الأستراليين

وفاة يونوبينغو زعيم السكان الأصليين الأستراليين

توفي اليوم الإاثنين عن 74 عاماً زعيم السكان الأصليين الأستراليين يونوبينغو الذي صنّفته السلطات «كنزاً وطنياً حيّاً» ويُعتبر من رواد الدفاع عن حقوق مجموعته. وأبدى رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي أسفه لموت «أحد أبرز رجال أستراليا»، واصفاً يونوبينغو بأنه كان «رجل دولة». أدى يونوبينغو دوراً مهماً في نضال السكان الأصليين للاعتراف بحقوقهم المتعلقة بحيازة الأراضي خلال ستينات القرن الفائت وسبعيناته. كذلك، ناضل لعقود من أجل أن يُعتَرَف بالسكان الأصليين الذين استوطنوا أستراليا قبل وصول المستوطنين الأوروبيين، في الدستور، وهي قضية ستخضع لاستفتاء في نهاية العام. وحظي يونوبينغو الذي يتحدّر من منطقة أ

«الشرق الأوسط» (سيدني)

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
TT

أكثر من نصفهم في غزة... عدد قياسي لضحايا الأسلحة المتفجرة في 2024

فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)
فلسطيني يحمل جسداً ملفوفاً لضحية من ضحايا الغارات الإسرائيلية على غزة (أ.ف.ب)

خلُص تقرير جديد إلى أن عدد ضحايا الأسلحة المتفجرة من المدنيين وصل إلى أعلى مستوياته عالمياً منذ أكثر من عقد من الزمان، وذلك بعد الخسائر المدمرة للقصف المُكثف لغزة ولبنان، والحرب الدائرة في أوكرانيا.

ووفق صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قالت منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» (AOAV)، ومقرها المملكة المتحدة، إن هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024، بزيادة قدرها 67 في المائة على العام الماضي، وهو أكبر عدد أحصته منذ بدأت مسحها في عام 2010.

ووفق التقرير، فقد تسببت الحرب الإسرائيلية على غزة بنحو 55 في المائة من إجمالي عدد المدنيين المسجلين «قتلى أو جرحى» خلال العام؛ إذ بلغ عددهم أكثر من 33 ألفاً، في حين كانت الهجمات الروسية في أوكرانيا السبب الثاني للوفاة أو الإصابة بنسبة 19 في المائة (أكثر من 11 ألف قتيل وجريح).

فلسطينيون يؤدون صلاة الجنازة على أقاربهم الذين قُتلوا بالغارات الجوية الإسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح (د.ب.أ)

وشكّلت الصراعات في السودان وميانمار معاً 8 في المائة من إجمالي عدد الضحايا.

ووصف إيان أوفيرتون، المدير التنفيذي لمنظمة «العمل على الحد من العنف المسلح»، الأرقام بأنها «مروعة».

وأضاف قائلاً: «كان 2024 عاماً كارثياً للمدنيين الذين وقعوا في فخ العنف المتفجر، خصوصاً في غزة وأوكرانيا ولبنان. ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل حجم الضرر الناجم عن هذه الصراعات».

هناك أكثر من 61 ألف مدني قُتل أو أصيب خلال عام 2024 (أ.ب)

وتستند منظمة «العمل على الحد من العنف المسلح» في تقديراتها إلى تقارير إعلامية باللغة الإنجليزية فقط عن حوادث العنف المتفجر على مستوى العالم، ومن ثم فهي غالباً ما تحسب أعداداً أقل من الأعداد الحقيقية للمدنيين القتلى والجرحى.

ومع ذلك، فإن استخدام المنظمة المنهجية نفسها منذ عام 2010 يسمح بمقارنة الضرر الناجم عن المتفجرات بين كل عام، ما يُعطي مؤشراً على ما إذا كان العنف يتزايد عالمياً أم لا.