غاري لينيكر يتوقف عن تقديم برنامجه بانتظار موقف «بي بي سي»

بعد أيام من الجدل بسبب تغريدته على «تويتر» عن اللاجئين

غاري لينيكر (أ.ف.ب)
غاري لينيكر (أ.ف.ب)
TT

غاري لينيكر يتوقف عن تقديم برنامجه بانتظار موقف «بي بي سي»

غاري لينيكر (أ.ف.ب)
غاري لينيكر (أ.ف.ب)

بعد أيام من التكهنات حول مصير لاعب كرة القدم الإنجليزي السابق غاري لينيكر، ومطالبات البعض بتنحيه عن دوره في تقديم برنامج «ماتش أوف ذا داي» على قناة «بي بي سي» بسبب تغريدته عبر «تويتر» التي انتقد فيها الحكومة البريطانية مشبهاً تعاملها مع اللاجئين القادمين إلى بريطانيا عن طريق البحر في قوارب صغيرة بـ«النازية الألمانية» إبان حكم هتلر فترة الثلاثينات، قرر لينيكر أن يتوقف عن تقديم البرنامج حتى إشعار آخر، إلى حين أن تظهر هيئة الإذاعة البريطانية موقفها الواضح والصريح بما يخص صلاحيته وطريقة تعامله مع وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به.
وقال متحدث رسمي باسم «بي بي سي»، إن القناة أجرت محادثات مع لينيكر وفريق عمله في الأيام القليلة الماضية، وارتأت الهيئة أن استخدام لينيكر الأخير لوسائل التواصل الاجتماعي هو انتهاك لإرشادات هيئة الإذاعة البريطانية، وكان عليه الابتعاد عن الانحياز في القضايا السياسية الحزبية أو الخلافات السياسية.
المعروف عن «بي بي سي» أنها تفرض على جميع العاملين فيها الالتزام بالحياد وعدم التعبير عن آرائهم الشخصية في الشؤون الشائكة السياسية وغيرها، وتغريدة لينيكر أعادت إلى السطح القانون الذي تفرضه القناة على موظفيها وحريتهم الشخصية في التعبير.
يشار إلى أن غاري لينيكر هو من أهم مقدمي البرامج على قناة «بي بي سي»، ويتقاضى واحداً من أعلى الرواتب على الإطلاق.


مقالات ذات صلة

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

يوميات الشرق مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

دافع المخرج المصري خالد يوسف عن مسلسله الأخير «سره الباتع» الذي عُرض في رمضان، قائلاً إنَّه تعرَّض لحملة هجوم ممنهجة. وربط يوسف في «سره الباتع» بين زمن الحملة الفرنسية على مصر (1798 - 1801)، وحكم «الإخوان المسلمين» قبل ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، ورصد التشابه بينهما في سعيهما لتغيير «هوية مصر». ورأى يوسف، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ المصريين لديهم كما يبدو «قرون استشعار» لمسألة الهوية، و«هذا ما شعرت به من قراءاتي للتاريخ، وهو ما يفسّر لماذا ثاروا على الحملة الفرنسية، وعلى حكم (الإخوان) بهذه السرعة». وواجه المسلسل انتقادات عدة، بعضها يرتبط بالملابس وشكل جنود الحملة الفرنسية، لكن يوسف رد على

إنتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق «سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

«سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

تعود العراقية سهير القيسي إلى «إم بي سي» بعد غياب. تُجدّد في الاتجاه، فيصبح حواراً في الفن بعد قراءة لنشرات الأخبار ولقاءات في السياسة. ضيف الحلقة الأولى من برنامجها «سهير شو من أربيل» الفنان السوري معتصم النهار. طفت محاولات نفضها الصورة «الجدّية» وإذعانها لبداية جديدة. تزامُن عرض الحلقة مع العيد برّر غلبة «الإنترتيمنت»؛ دبكة و«بوش آب» و«راب»، دفعها للتعليل الآتي لشخصيتها التي عهدها الناس وللحوارات العميقة. لعلّها مع تقدّم الحلقات لن تحتاج لجهد ساطع يثبت العفوية ويؤكد للآخرين أنها في موقعها. ستفسح المجال للانسياب فيعبّر عن نفسه وعنها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

حقق الممثل وسام فارس حضوراً مميزاً في دراما رمضان 2023 المشتركة، وكاد أن يكون النجم اللبناني الوحيد الذي سطع في سمائها. وسام الذي تابعه المشاهد العربي قبيل موسم رمضان في مسلسل «الثمن» كان له حضوره المميز في العملين الدراميين الرمضانيين «سفر برلك» و«وأخيراً». وجاء اختياره في دور بطولي في «سفر برلك» بمثابة فرصة سانحة، ليطل على الساحة العربية مرة جديدة، ولكن من باب عمل تاريخي ضخم. هذا العمل يصنّفه فارس بالمتكامل الذي برز فيه مستوى عال في التصوير والإخراج بميزانية عالية رصدتها له الـ«إم بي سي». بدأ الاتصال بوسام فارس من أجل المشاركة في «سفر برلك» منذ عام 2018.

فیفیان حداد (بيروت)
يوميات الشرق يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يتمتع الممثل يامن الحجلي، صاحب لقب «فارس الدراما السورية»، بخلفية درامية غنية، فإضافة إلى كونه كتب مسلسلات عدّة، فقد حقق نجاحات واسعة في عالم التمثيل، إذ قدّم، في 10 سنوات، أكثر من 30 مسلسلاً؛ بينها «الصندوق الأسود»، و«أرواح عارية»، و«أيام الدراسة»، و«طوق البنات»، و«هوا أصفر»، و«باب الحارة 7»، وغيرها... وهو يطلّ حالياً في مسلسل «للموت 3»، مجسداً شخصية «جواد»، الذي يُغرَم بإحدى بطلات العمل «سحر» (ماغي بوغصن). يؤدي الحجلي المشاهد بلغة جسد يتقنها، خصوصاً أنّ دوره تطلّب منه بدايةً المكوث على كرسي متحرك لإصابته بالشلل.

فیفیان حداد (بيروت)

منتدى «دراسات» يناقش بالمنامة دور المرأة في صنع السياسات

يشارك في المنتدى متخصصون وخبراء وصنّاع سياسات من المنطقة والعالم (مركز دراسات)
يشارك في المنتدى متخصصون وخبراء وصنّاع سياسات من المنطقة والعالم (مركز دراسات)
TT

منتدى «دراسات» يناقش بالمنامة دور المرأة في صنع السياسات

يشارك في المنتدى متخصصون وخبراء وصنّاع سياسات من المنطقة والعالم (مركز دراسات)
يشارك في المنتدى متخصصون وخبراء وصنّاع سياسات من المنطقة والعالم (مركز دراسات)

يناقش منتدى «دراسات» السنوي السادس يومي 14 و15 يونيو (حزيران) الحالي في المنامة، آخر التطورات والمتغيرات المتعلقة بتحديات وفرص المرأة في صنع السياسات ومراكز الفكر، بالتعاون مع المجلس الأعلى للمرأة، ومشاركة ممثلي مراكز البحوث والدراسات والهيئات والمنظمات الدولية، وعدد من الخبراء والإعلاميين، والمختصّين المعنيين من عدة دول.

ويتحدث في جلسات المنتدى مجموعةٌ من المتخصصين والخبراء وصنّاع سياسات من المنطقة والعالم، وممثلون عن منظمات أممية ومراكز فكرٍ مرموقة، وباحثون من دول الخليج العربي، بالإضافة إلى مجموعة من النساء التنفيذيات ممّن عملن في تلك المراكز والمؤسسات الحكومية لبحث أفضل السبل نحو تقدم وتعزيز دور المرأة في القطاعات كافة.

ويُقدم المنتدى رؤى ومنظورات لزيادة مشاركة المرأة في مجالات البحث العلمي ورأب الفجوة وتحقيق التكافؤ بين الجنسين في مختلف المجالات، من خلال التأكيد على أهمية التشريعات القانونية المختصة التي تضمن التكافؤ في العلم والعمل، وتسخير البرامج اللازمة لمتابعة تطوير بناء القدرات وتحقيق التكافؤ في شتى القطاعات.

ويسلط الضوء أيضاً على أهمية المبادرات الوطنية لنهوض المرأة، وتحقيق التكافؤ والتوازن بين الجنسين في جميع مجالات التنمية الوطنية والحياة العامة بشكل عام، وفي مجال العمل والحياة المهنية بشكل خاص، ومناقشة سياسات تعزيز دور المرأة، واستراتيجيات وصولها لمراكز قيادية، بالإضافة لمبادرات تمكينها الاقتصادي.

ويبحث المنتدى تحديد أولويات العمل، وبيان نقاط الارتكاز التنموية في مجال البحوث وصنع السياسات في دول الخليج، والموضوعات الناشئة والمجالات ذات الاهتمام، مع التأكيد على التعاون بينها وبين المنظمات، حيث سيتم مناقشة دور الخبراء والعلماء والباحثين في تشكيل السياسة على المستوى الكلي، إلى جانب آليات ضمان التعاون الفعال.

وتتكامل هذه النسخة من المنتدى مع ما بدأه مركز «دراسات» من أنشطةٍ وفعالياتٍ تهدف إلى إبراز ريادة البحرين في تعزيز دور المرأة وتمكينها في شتى المجالات.


إقبال كثيف على الكتب باللغة الإنجليزية في معرض الكتاب بالرباط

جانب من معرض الكتاب في الرباط (الشرق الأوسط)
جانب من معرض الكتاب في الرباط (الشرق الأوسط)
TT

إقبال كثيف على الكتب باللغة الإنجليزية في معرض الكتاب بالرباط

جانب من معرض الكتاب في الرباط (الشرق الأوسط)
جانب من معرض الكتاب في الرباط (الشرق الأوسط)

تتواصل فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بدورته الـ28 في الرباط، بفقرات متنوّعة وعرض ثقافي ووثائقي، يسعى من خلاله المنظّمون إلى أن تشكّل دورة هذه السنة محطة جديدة في مسار تظاهرة تراهن على جذب الثقافات وتعزيز التعريف بالثقافة المغربية، وسط تزايد الحاجة إلى جسر تعبر منه قيم التسامح والعيش المشترك.

ولوحظ في الأيام الأولى للمعرض الإقبال الكثيف على أروقة تعرض الكتب باللغة الإنجليزية، إلى تلك المهتمة بقضايا الشباب ضمن موضوعات أخرى.

ويعزو عارضو الكتب بالإنجليزية، في تصريحات لـ«وكالة الأنباء المغربية»، هذا الإقبال إلى عوامل ثقافية واجتماعية مختلفة، فـ«القراء المغاربة الشباب متأثرون بشكل متزايد بالثقافة الناطقة بالإنجليزية، مما يجعلهم يُقبلون على الكتب الأكثر مبيعاً على المستويَيْن الأميركي والإنجليزي».

جانب من معرض الكتاب في الرباط (الشرق الأوسط)

وعن محتوى الكتب، يُجمع العارضون على أنّ المغاربة يقرأون جميع الكتب والمؤلفات، لا سيما الموجّهة للشباب والمهتمّة بالخيال والتنمية الذاتية، وعلمَي النفس والاقتصاد.

ويسعى العارضون والناشرون، بحكم مراعاة الأسعار عبر عروض أُطلقت خلال الدورة الحالية، إلى تشجيع المغاربة على قراءة الكتب باللغة الإنجليزية، بدعم من ناشرين يسعون إلى تعزيز مكانتهم في سوق لطالما سيطر عليها الأدبان العربي والفرنسي.

وإدراكاً منهم بأنّ هذا الانتقال إلى الإنجليزية هو «توجّه أساسي»، يختار العديد من الفاعلين التكنولوجيات الرقمية ليكونوا أقرب إلى جمهورهم، وبالتالي تسهيل الولوج إلى الأدب الإنجليزي.

ويُعرب العديد من الزوار المغاربة عن فرحتهم باقتناء كتب باللغة الإنجليزية بأثمان مناسبة، إضافة إلى عرض واسع ومتنوّع من الكتب باللغة الفرنسية، معتبرين أنّ هذا التوجّه سيستمر نظراً إلى أهمية الأدب الإنجليزي لدى الشباب، والتحولات على المستوى المؤسّسي، مع الأخذ في الاعتبار أنّ عدد المكتبات التي تعرض الكتب بالإنجليزية تضاعف في السنوات الأخيرة.

على صعيد آخر، أُعلن عن الفائزين بالدورة الثانية لجائزة «الشعراء الشباب» التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، خلال حفل ضمن فعاليات المعرض.

وفازت بالمرتبة الأولى الشاعرة آمال الغريب عن قصيدة بالعربية الفصحى، بعنوان «مشاهد من كتاب الأموات»، بينما حلت الشاعرة فاطمة الزهراء طويل في المرتبة الثانية عن قصيدتها بالفرنسية بعنوان «شفق». أما المرتبة الثالثة فلزينة بوحيا عن قصيدتها الزجلية «لي فطماتو لقصيدة».

وفي هذا السياق، أكد رئيس لجنة تحكيم الجائزة ورئيس بيت الشعر في المغرب مراد القادري، أنّ الشاعرات الشابات نلن هذه المراتب عن جدارة، معرباً عن فرحته باكتشاف شاعرات وشعراء واعدين واستمرار الشغف بالكتابة الإبداعية وممارسة الحق في الحلم والدهشة، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر «يُسقط الكثير من الادّعاءات التي ترى أن الشعر بضاعة كاسدة لا تلقى الرواج والاهتمام»، مضيفاً أنه يشعر، من خلال دورتَي هذه السنة والسنة الماضية، بأنّ الحقل الشعري المغربي بخير، والأصوات القادمة ستكون لها كلمة في مجال الكتابة الشعرية.

وبلغ عدد المشاركات 155 مشاركة شعرية، توزّعت على 116 قصيدة بالعربية الفصحى تنوّعت أشكالها بين الشعر العمودي وشعر التفعيلة وقصيدة النثر، و5 قصائد باللغة الأمازيغية، و12 قصيدة بالدارجة المغربية (الزجل)، وقصيدة واحدة بالحسانية، و10 قصائد باللغة الفرنسية، و11 قصيدة بالإنجليزية، من مختلف جهات المغرب. وبلغت نسبة مشاركة الإناث 75 في المائة من مجموع المتبارين، بما يزيد على نسبة الدورة الفائتة.

وتميزت الدورة بانفتاح الجائزة على مختلف لغات الكتابة، خصوصاً النصوص الشعرية المكتوبة بالإسبانية والإنجليزية.

على صعيد آخر، تجاوز عدد زوار الدورة، خلال أيامها الأربعة الأولى، 62 ألفاً، وفق ما أفادت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، زيادةً بنسبة 8 في المائة مقارنة مع الفترة عينها من الدورة الماضية.

وتتميز دورة هذه السنة من معرض النشر والكتاب، التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع ولاية جهة الرباط - سلا - القنيطرة ومجلس الجهة ذاتها، والمستمرة حتى الأحد، بمشاركة 737 عارضاً، منهم 287 عارضاً مباشراً، و450 عارضاً غير مباشر، يمثلون 51 بلداً؛ بينما تشهد فعاليات برنامجها الثقافي العام فقرات متنوّعة، يحضرها 661 من الكتّاب والمفكرين والشعراء المغاربة والأجانب، تناهز 221 نشاطاً، تشمل ندوات موضوعاتية، ولحظات استعادية لإبداع بعض الرموز الثقافية، إلى لقاءات مباشرة بين المبدعات والمبدعين وجمهورهم.


/////////////// معرض مصري يضمّ مجسّمات لشخصيات مؤثرة

عمر الشريف ويوسف شاهين (الشرق الأوسط)
عمر الشريف ويوسف شاهين (الشرق الأوسط)
TT

/////////////// معرض مصري يضمّ مجسّمات لشخصيات مؤثرة

عمر الشريف ويوسف شاهين (الشرق الأوسط)
عمر الشريف ويوسف شاهين (الشرق الأوسط)

عبر منحوتات صغيرة لشخصيات عربية وعالمية مؤثرة، تحاكي ملامحهم وتؤكد حضورهم الإنساني العابر للزمن، تجتمع هذه الشخصيات من الشرق والغرب؛ من أم كلثوم ونجيب محفوظ وعمر الشريف، إلى بيكاسو وتشيخوف وشارلي شابلن، ضمن 30 شخصية يجمعها مكان واحد؛ في دعوة تشكيلية لاحترام ثقافة الآخر ومنجزه الإنساني، وذلك ضمن معرض «يهمني الإنسان» المقام حالياً في «قاعة محمود مختار» بدار الأوبرا المصرية.

ويُعدّ المعرض الذي افتتحه السفير الإيطالي في القاهرة ميكالي كواروني، جزءاً من مشروع أنجزه الفنان فادي فرنسيس لمائة شخصية مؤثرة تنتمي إلى مجالات عدّة في الفن والأدب والرياضة والعلوم والتاريخ... من أنحاء العالم. وهي شخصيات تختلف في ثقافتها ولغتها، لكن يجمعها دور إنساني مؤثر.

أم كلثوم في تمثال نصفي (الشرق الأوسط)

وتراصت التماثيل الصغيرة فوق مناضد طويلة لتكون بمستوى رؤية الزوار، فلا تخطئ العين الشخصيات عن بُعد، رغم صغر حجمها (ما بين 6 و20 سم).

وإذا كان فن النحت من أقدم الفنون التي عرفها الإنسان، فإنّ فن المجسمات الصغيرة عُرف منذ الحضارات القديمة، وفق تأكيد فرنسيس لـ«الشرق الأوسط». وإذ يشير إلى أنه «في الحضارة الصينية جرى الرسم على حبة الأرزّ»، ينوّه بالمنحوتات الصغيرة التي تُدخل الفنان في تحدٍّ ليصيب ملامح الشخصيات بدقة، إلى تأصيل الوجه ونظرة العين في أصغر مساحة، عِلماً أنّ معظم التماثيل النصفية يراوح حجمها ما بين 6 و8 سم، أما أكبر تمثال فهو لبيتهوفن (لا يتجاوز حجمه 20 سم). يضيف: «تقريب الشبه أمر مهم، غير أنّ روح الشخصية هي الأهم».

يعتمد الفنان على الصلصال الحراري في تنفيذ منحوتاته، الشبيه بالصلصال العادي، لكنه يتعرّض للحرارة داخل الأفران لتصبح القطعة الفنية مشابهة للبلاستيك؛ مما يسهّل اقتناءها، فيلوّن بعضها لإضفاء الواقعية إلى ملامح الشخصية.

تُعد المنحوتات الصغيرة في المعرض جزءاً من مشروع يضم مائة شخصية بدأها الفنان قبل أربع سنوات، فيقول: «بدأت بتمثال نجيب محفوظ ثم توفيق الحكيم. ورأيت أن أضم شخصيات عالمية مؤثرة من مختلف العصور في مجالات عدة. هدف التنوع التأكيد بأن الأساس هو الإنسان مهما اختلفت اللغات والانتماءات. أنجزتُ المائة شخصية، حيث تشارك منها 45 تمثالاً بمعرض يُقام حالياً بمدينة بروكسل».

موتسارت (الشرق الأوسط)

وبينما استغرق تنفيذ تمثال أم كلثوم عشر ساعات، فإنّ منحوتات أخرى استغرقت أياماً. وخلال المعرض يظهر الرسام ليوناردو دافنشي جالساً بجوار لوحته الشهيرة «موناليزا». ويقول فرنسيس إنه سافر إلى أوروبا قبل عامين للترويج لفكرة المائة شخصية وصوَّر بعض المنحوتات في أربع دول داخل المعالم المرتبطة بها، فحضر العالم الفرنسي شامبليون داخل قسم المصريات بمتحف «اللوفر»، وبيكاسو داخل متحفه.

ينتمي فادي فرنسيس إلى مشارب فنية متعدّدة، بجانب النحت، من بينها الرسم والتصوير الضوئي والفوتوغرافي، وقد ظهرت موهبته منذ الصغر، لنشأته في مدينة الأقصر وتفتُّح عينيه على كنوز الآثار فيها. وهو ابن عائلة فنية، فوالدته تعمل في مجال ترميم اللوحات، ووالده عالم مصريات ويهتم بالتصوير، وشقيقه شادي مؤلّف موسيقي ومخرج سينمائي. ورغم دراسة فرنسيس الإعلام وعمله صحافياً، فإنّ الفن استماله، فشارك بمعارض في مصر، وبمعرض جماعي في هامبورغ بألمانيا، كما يضم معرضه الحالي ببروكسل بعض رسومه التي نفذها بالتصوير الضوئي.


الأمير هاري: اختراق الهواتف حدث على نطاق هائل في الصحافة البريطانية

الأمير البريطاني هاري أثناء مغادرته اليوم المحكمة العليا في لندن (إ.ب.أ)
الأمير البريطاني هاري أثناء مغادرته اليوم المحكمة العليا في لندن (إ.ب.أ)
TT

الأمير هاري: اختراق الهواتف حدث على نطاق هائل في الصحافة البريطانية

الأمير البريطاني هاري أثناء مغادرته اليوم المحكمة العليا في لندن (إ.ب.أ)
الأمير البريطاني هاري أثناء مغادرته اليوم المحكمة العليا في لندن (إ.ب.أ)

قال الأمير البريطاني هاري إن اختراق الهواتف حدث على نطاق هائل في الصحافة البريطانية، وإنه سيشعر بالظلم إذا قضت المحكمة العليا في لندن بأنه لم يكن ضحية لهذا الأمر.

ووفق وكالة «رويترز» للأنباء، استُجوب هاري، وهو هو أول فرد رفيع المستوى من الأسرة المالكة البريطانية يظهر في موقع الشاهد بمحكمة منذ أكثر من 130 عاماً، لليوم الثاني اليوم (الأربعاء)، بخصوص مزاعمه بأن صحفاً شعبية بريطانية استخدمت وسائل غير قانونية لاستهدافه منذ أن كان طفلاً.

وبدا الأمير أكثر مقاومة في بعض الأحيان في المناقشات الصعبة، اليوم (الأربعاء)، مع أندرو غرين، محامي مجموعة ميرور (إم جي إن)، ناشرة «ديلي ميرور» و«صنداي ميرور» و«صنداي بيبول»، التي يقاضيها هو و100 شخص آخرون بسبب مزاعم عن جمعها معلومات بشكل غير قانوني بين عامي 1991 و2011.

ويزعم رافعو الدعوى خلال المحاكمة أن كبار المحررين والمديرين التنفيذيين في «إم جي إن» كانوا على دراية باختراق الهواتف ووافقوا وأصدروا تعليمات لمحققين خاصين بالحصول على معلومات عن طريق الخداع.

وأوضح غرين أنه لا توجد بيانات هواتف محمولة تشير إلى أن هاري كان ضحية لاختراق الهاتف وقارنها بتحقيق للشرطة عام 2005 أدى إلى إدانة محرر الشؤون الملكية السابق في صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد» التي كانت مملوكة لروبرت مردوخ ولم تعد موجودة الآن.

وسأل غرين الأمير، وهو الخامس في ترتيب ولاية عرش بريطانيا، قائلاً: «إذا وجدت المحكمة أن هاتفك لم يتعرض لاختراق من أي صحافي في المجموعة، فهل ستشعر بالارتياح أم ستُصاب بخيبة أمل؟».

ورد هاري قائلاً: «هذا... تكهن... أعتقد أن اختراق الهواتف كان على نطاق هائل عبر 3 صحف على الأقل في ذلك الوقت، وهذا أمر ليس موضع شك».

وأضاف «أن يكون لديك قرار ضدي وضد من ورائي بدعاواهم، بالنظر إلى أن (ميرور غروب) قد قبلت القرصنة... نعم، سأشعر بالظلم نوعاً ما».

ورداً على إشارة غرين بأن هاري يرغب في أن يكون ضحية، قال الأمير: «لا أحد يريد أن يجري اختراق هاتفه».

وبدأت، الشهر الماضي، محاكمة «ميرور غروب» التي تستمر 7 أسابيع في المحكمة العليا في لندن.


تصوير الأطفال... «أجمل مهنة في العالم»

جانيس صرّاف، تفرّغت لتصوير الأطفال وحديثي الولادة منذ 10 سنوات (الشرق الأوسط)
جانيس صرّاف، تفرّغت لتصوير الأطفال وحديثي الولادة منذ 10 سنوات (الشرق الأوسط)
TT

تصوير الأطفال... «أجمل مهنة في العالم»

جانيس صرّاف، تفرّغت لتصوير الأطفال وحديثي الولادة منذ 10 سنوات (الشرق الأوسط)
جانيس صرّاف، تفرّغت لتصوير الأطفال وحديثي الولادة منذ 10 سنوات (الشرق الأوسط)

«مهنتي هي أجمل مهنة في العالم»، تقول جانيس صرّاف بثقة ورضا. ثماني ساعات في اليوم، وخمسة أيام في الأسبوع تُمضيها المصوّرة الشابة محاطة بالأطفال وبحديثي الولادة، وبكلّ ما يمتّ إليهم بصِلة من ألعاب وملابس صغيرة وزجاجات حليب ودمى ملوّنة. هم نجوم عدستها و«زبائنها الملائكة»، وفق تعبيرها لـ«الشرق الأوسط».

منذ 10 سنوات، ارتبط اسم جانيس صرّاف بجلسات التصوير الفني الخاصة بالأطفال. هي التي كانت قد انطلقت كمصوّرة موضة، لم تتوقّع أن تتفرّغ لمَن هم دون الثالثة من العمر، موثّقة ذكرياتهم الأولى على هيئة صور أشبَه بلوحات زاهية الألوان.

تعتمد صرّاف في صورها على الألوان والزينة (إنستغرام المصوّرة)

«كانت ابنتي الكبرى ملهمتي الأولى. هي التي أدخلتني هذا المجال. صوّرتها بعد أيام على ولادتها، فاكتشفت أن تصوير الأطفال هو شغفي الحقيقي»، تخبر جانيس. منذ ذلك الحين، فتحت المصوّرة باباً صغيراً ودخلت عبره إلى «عالم واسع من البراءة والنقاء واللطف»، على ما تقول. وتضيف: «خلال جلسات التصوير، أشعر وكأنني داخل فقّاعة من الطمأنينة. أحس بأنني أكثر إنسانة محظوظة في العالم لأن الأطفال ينسونني كل مشاكلي».

نيام طيلة الجلسة...

مع الأطفال لا يمكن توقّع شيء. قد ينتهي وقت الجلسة من دون أن يتمّ التقاط صورة واحدة لهم. منهم مَن يكون في مزاجٍ سيّء، ومنهم من يصاب فجأة بنوبة بكاء. لكن مهما كثرت التعقيدات، لا يجري إرغام الطفل على الجلوس من أجل التقاط الصور. تشرح جانيس: «الاستوديو مساحة للتسلية والفرح، ولا يجب أن يتحوّل الوقت الذي يمضيه الطفل هنا إلى عقاب. إضافة إلى أنه يجب أن يظهر على طبيعته في الصور».

في زمن السوشيال ميديا حيث يستغلّ عدد كبير من صنّاع المحتوى عفويّة الأطفال وخفّة دمهم في فيديوهات تُدرّ عليهم المشاهَدات، تأخذ صرّاف «نجومها الصغار» إلى ناحية البراءة تحت أنظار أهلهم. تؤكد أن «كل ما يحصل خلال الجلسة حقيقي ولا شيء مفتعَل». أما الصور النهائية، فلا تُدخل عليها سوى تعديلات طفيفة كإزالة البثور أو الجروح عن بشرة الأطفال.

وفق صرّاف، لكل فئة عمرية خصوصيتها. حديثو الولادة هم الأسهل على الإطلاق، بما أنهم يمضون الجلسة بكاملها (حوالي 45 دقيقة) وهم نيام، شرط أن يكونوا قد أكلوا مسبقاً. «حتى إن لمستهم أو حرّكتهم، لا يستفيقون»، تخبر ضاحكة. وخلال الأشهر الأولى، يصعب الأمر لأنهم قليلو النوم.

أما الصعوبة الكبرى فهي مع مَن تخطّوا السنة، إذ إنهم يتحرّكون كثيراً وقد يغادرون مكان التصوير بشكل مفاجئ. «أحاول أن ألتقط اللحظة بسرعة»، تشرح جانيس التي تلاعب الأطفال وتغنّي لهم كي يعتادوا عليها ويتعاونوا معها.

كلما كان الطفل أكبر صارت مهمة التصوير أصعب (إنستغرام المصوّرة)

حِيَل الأمومة وأسرارها

«كوني أماً لثلاثة أولاد ساعدني كثيراً في التعامل مع زبائني الصغار»، تقول صرّاف. تلفت إلى أن العمل الذي تقوم به يليق بالنساء أكثر من الرجال، لأن غريزة الأمومة تسكنهنّ. وهي حصّنت غريزتها تلك بدروسٍ خاصة بتصوير الأطفال، تعلّمت خلالها من مصوّرة أسترالية متخصصة تقنيات الإضاءة الطبيعية، وكيفيّة لفّ الرضّع.

تلجأ جانيس إلى حِيَل لتهدئتهم وإشعارهم بالأمان، كأن تشغّل مؤثرات صوتية شبيهة بالهمس، أو أن تلفّهم بالقماش وهو أمرٌ يحبه حديثو الولادة كثيراً لأنه يذكّرهم بإقامتهم في أحشاء أمهاتهم. أما عن دقّة التعامل مع أطفال لم يبلغ بعضهم يومه الثالث على هذه الأرض بعد، فتقول صرّاف: «قد يبدو حديثو الولادة بمنتهى الهشاشة، لكنهم أقوى وأصلب مما نتصوّر، إضافة إلى أن أجسادهم طيّعة خصوصاً قبل شهرهم الأول». لا غرابة إذن في أن يبدو ابن الأسبوعين مرتاحاً وهو يُخرج رأسه من سلّة القش، أو أن تسند الرضيعة رأسها بيديها والبسمة تعلو وجهها الصغير.

«حديثو الولادة أقوى وأصلب مما نتصوّر»، تقول صرّاف (إنستغرام المصوّرة)

هذا عملٌ يعلّم الصبر، فالطفل كما «الرادار»، يلتقط إشارات التوتّر والغضب حتى وإن كان يبلغ من العمر يوماً واحداً. منحت جانيس صرّاف الأطفال لحظاتٍ للعمر كلّه، وهم في المقابل علّموها الكثير وبنوا لها عالماً من الحب النقيّ.

قصة «بيبي جورج»

أحد الأطفال تميّز عن سواه فحطّمت حكايته إطار الصورة وطارت أبعد من جلسة التصوير. دخل «بيبي جورج» إلى حياة جانيس بعد تفجير مرفأ بيروت بأيام. كانت تكنس شظايا الدمار الذي أطاح بمنزلها وبالاستوديو الخاص بها في منطقة الأشرفية صيف 2020، عندما اتصل بها والده طالباً منها تصويره. رفضت رفضاً قاطعاً لأنها كانت في حالة نفسية يُرثى لها، ولم يتبقَّ لها سوى الكاميرا؛ غير أن يدَيها لم تطاوعاها على حملها من جديد.

وفي لحظة من الاتصال، قال لها والد جورج: «أبصر ابني النور بعد وقوع التفجير بدقائق، وفي المستشفى الأقرب جغرافياً إلى المرفأ». كانت تلك الجملة كافية حتى تعود لمعة الشغف إلى عينَي جانيس وعدستها. ما زال صوتها يرتجف حتى الآن عندما تروي القصة.

ولد جورج بعد دقائق من تفجير مرفأ بيروت (إنستغرام المصوّرة)

من أجل جورج ومن أجل الأطفال الذين نجوا وأولئك الذين رحلوا، قامت جانيس من كبوتها، أمسكت الكاميرا واخترعت للحكاية ألواناً مستوحاة من العلم اللبناني ومن بحر بيروت وسمائها التي رمّدها التفجير. لم تكد تمر ساعة على نشرها الصور الأولى من الجلسة، حتى تحوّل جورج إلى الوجه الجميل للكارثة.

استوحت جانيس صورة من العلم اللبناني والمدينة المحطّمة (إنستغرام المصوّرة)

جالت الصور على العواصم كلها وتناقلتها وسائل الإعلام العالمية. أما جانيس، وبعد مرور 3 سنوات على تلك الجلسة الفريدة، فتصف تلك الصور بأنها أجمل إنجاز في مسيرتها، «ليس لأنها انتشرت عالمياً وصُوّبت عليها أضواء كثيرة، بل لأنها ساعدتني على الخروج من السواد والإحباط الذي كنت غارقة فيه». تقول إن جورج أعاد الضوء إلى قلبها ورمم شغفها بعملها.


العثور في بجر إيجه على حطام غواصة بريطانية فُقدت عام 1942

صورة من حطام للغواصة الإيطالية Jantina التي غرقت خلال الحرب العالمية الثانية في بحر إيجه - 3 نوفمبر 2021 (رويترز)
صورة من حطام للغواصة الإيطالية Jantina التي غرقت خلال الحرب العالمية الثانية في بحر إيجه - 3 نوفمبر 2021 (رويترز)
TT

العثور في بجر إيجه على حطام غواصة بريطانية فُقدت عام 1942

صورة من حطام للغواصة الإيطالية Jantina التي غرقت خلال الحرب العالمية الثانية في بحر إيجه - 3 نوفمبر 2021 (رويترز)
صورة من حطام للغواصة الإيطالية Jantina التي غرقت خلال الحرب العالمية الثانية في بحر إيجه - 3 نوفمبر 2021 (رويترز)

عُثر في بحر إيجه على حطام الغواصة البريطانية «إتش إم إس ترايومف» التي اختفت بشكل غامض خلال مهمة في اليونان عام 1942 خلال الحرب العالمية الثانية، على ما أفادت وكالة الأنباء اليونانية (آنا).

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، نجح فريق الغواص اليوناني كوستاس ثوكتاريديس في اكتشاف الحطام الذي يبحث عنه منذ عام 1998 «على عمق 203 أمتار في بحر إيجه» وعلى بعد «عشرات الكيلومترات من الساحل».

وترتبط هذه الغواصة التي يبلغ طولها 84 متراً وتُصنّف ضمن الفئة «ت» بـ«المقاومة ضد الاحتلال النازي في ذلك الوقت في اليونان»، وكذلك بـ«الاستخبارات البريطانية»، وفق ما نقلت الوكالة عن كوستاس ثوكتاريديس. وقد «لقي أفراد طاقمها الـ64 جميعاً حتفهم خلال غرقها».

ونفذت «ترايومف» نحو 20 مهمة حربية بين عامي 1939 و1942. وبدأت عملها في بحر إيجه في مارس (آذار) 1941 قبالة أرخبيل دوديكانيز الذي كان يومها خاضعاً للاحتلال الإيطالي، وتمكنت من «تدمير عدد من قطع العدو البحرية، من بينها الغواصة الإيطالية سالبا»، حسب وكالة «آنا».

لكنّ سلاح البحرية البريطاني أعلن في 23 يناير (كانون الثاني) 1942 أن «ترايومف» التي كانت تنفذ مهمتها الحادية والعشرين هي «بحكم المفقودة».

وكان طيار إيطالي آخر من شاهد «ترايومف» في 9 يناير 1942 قبالة كيب سونيون في خليج سارونيك بالقرب من أثينا.

وترددت روايات مختلفة عن أسباب الغرق، إحداها فرضية اصطدامها بلغم بحري قبالة جزيرة ميلوس السيكلاديكية، والثانية سيطرة القوات الألمانية بالتعاون مع عملاء إيطاليين، والثالثة حصول انفجار في قوسها، بحسب كوستاس ثوكتاريديس.

واستعان الغواص ثوكتاريديس المتخصص في غرق السفن بالمحفوظات البريطانية والألمانية والإيطالية واليونانية لكي يتمكن من تحديد موقع الحطام.


معرض مثير عن العلاقة الخطيرة بين الفن والمال

لوحة لآندي وارهول
لوحة لآندي وارهول
TT

معرض مثير عن العلاقة الخطيرة بين الفن والمال

لوحة لآندي وارهول
لوحة لآندي وارهول

يتعجب الكثير منا حين يقرأون خبراً عن بيع لوحة لبيكاسو أو غيره بكذا مليون دولار. ما الذي فعله الرسام ليبلغ ذلك السعر؟ هل هي من ذهب وألماس وياقوت ومرجان ولآلئ؟ إنه السؤال الذي يتجاوز مفهوم الموهبة العبقرية في الفن ويركز على القيمة المالية. ولعل من حق المواطن في بلاد تطحنها الأزمات الاقتصادية أن يستغرب دفع مبالغ باهظة مقابل عمل فني. لكن لم يحدث من قبل أن انتعشت سوق الفن مثلما هي اليوم حيث تكاد تبلغ مستوى قياسياً حقاً.

هذه العلاقة بين الفن التشكيلي والنقود هي موضوع معرض تنظمه دائرة «عملة باريس» يستمر حتى أواخر الصيف، ويتتبع 20 قرناً من تلك العلاقة الملتبسة. إن هذه الدائرة هي المكان الأنسب لاستقبال هذا المعرض لأنها المسؤولة عن سكّ العملة الفرنسية منذ أكثر من ألف عام.

لوحة من القرن السابع عشر لفنان مجهول (مونيي دو باريس)

تقول الأرقام إن نحو 20 مليار دولار تم تداولها في سوق المزادات الفنية خلال العام الماضي. أسعار لم تخطر في بال الكثيرين من الفنانين الذين فارقوا الحياة قبل أن يتمتعوا بما تدرّه موهبتهم على ورثتهم وعلى مقتني لوحاتهم بعد رحيلهم. ويمكن لزائر هذا المعرض أن يتلمس علاقة المبدعين بالنقود منذ البدايات الأولى للرسم، وهذا من خلال 150 عملاً. ونعرف أن المال، على مدى العصور، كان محركاً مهماً من حوافز الإبداع. تلك هي الحاجة المشروعة للفنان في تلقي مكافأة أعماله والحصول على ما يضمن له عيشة معقولة. لكن جان ميشيل بوهور، محافظ المعرض، يلفت النظر إلى ما يعكسه المعرض من دور خطير للمال حين يسهم في التأثير على الفنان ويدفعه نحو اتجاهات مرغوبة ومطلوبة، بالمعنى التجاري، دون غيرها. ولا تتوقف العلاقة بالمقابل المادي المدفوع للعمل الفني بل تكمن جاذبية المعرض في أنه يختار لزواره تلك اللوحات التي دخلت فيها النقود ضمن موضوع اللوحة.

سلفادور دالي (مونيي دو باريس)

منذ متى أصبح المال موضوعاً في تاريخ الفن؟ يجيب بوهور أن هناك أعمالاً فنية وفخارية من العصور القديمة، مع تمثيلات للمال أو حتى لمطر من ذهب. نجد ذلك على فنجان يعود تاريخه إلى القرن الخامس قبل الميلاد، مثلاً. ويمكن للمرء أن يلاحظ أيضاً، في مشهد عاطفي مرسوم، تبادلاً للنقود. فالمال أمر مهم نستخدمه كل يوم ونحافظ عليه ونعمل من أجله. ومن الناحية الاجتماعية هو شيء في قلب كل شيء منذ بداية العلاقات الإنسانية، وهو عنصر من عناصر الحياة مطلوب بشكل يومي.

كيف ظهرت النقود في اللوحات والمنحوتات؟ حتى القرن التاسع عشر، كان يتم تمثيل النقود في شكل عملات معدنية وفي سياق التبادلات التجارية. وفي كثير من الأعمال تظهر شخصية الصراف، أي الشخص الذي يتولى تغيير العملات ويعيش من هذه المهنة. وهي مهنة أدانها الإنجيل منذ وقت مبكر جداً. لذلك لن نجد صورها مطلقاً في المجتمعات الكاثوليكية، مثل فرنسا وإسبانيا. لكنها موجودة بين الفنانين البروتستانت، لا سيما لدى الرسامين الهولنديين في القرنين السادس عشر والسابع عشر، حيث ظهرت المشاهد التجارية أو مواقف تبادل الأموال. وفي الآونة الأخيرة، أي منذ بداية القرن العشرين توسع استخدام العملات النقدية في الأعمال الفنية. هذا هو الحال في بعض نماذج الفن الدادائي أو السوريالي. فنرى الأوراق النقدية المهترئة والعملات المعدنية المتآكلة، وصولاً إلى عصرنا الحالي والصكوك بل حتى البطاقات المصرفية.

من المعروضات في دائرة العملة (مونيي دو باريس)

هناك فنانون حاولوا تصوير الفروق بين الأغنياء والفقراء. وعلى مر القرون تمت إعادة إنتاج مظاهر التفاوت الطبقي أو الاجتماعي الكبير. جاءت صدمة التمثيل قوية جداً، بالأخص عند جان فرانسوا ميليه وجول بروتون. فقد أشار رسامو القرن التاسع عشر إلى وجود طبقة اجتماعية في طور الاختفاء. ومع تطور الثورة الصناعية ظهرت الأعمال التي تصور معاناة العمال في المصانع. وحتى في اللوحات التي تصور الريف، نرى الزبالين يستعيدون حبات القمح القليلة التي تركها المزارعون لكي يسدوا رمقهم بها. ويتجلى هذا في لوحة «المنظفون» لجان فرانسوا ميليه، وهي تعود لعام 1857 ومحفوظة في متحف «أورساي» للفنون المعاصرة في باريس.

والسؤال هو هل لجأ الفنانون إلى رسم النقود كنوع من الازدراء لها؟ يخبرنا دليل المعرض أن مارسيل دوشان عبر عن خشيته من فقدان الفنان بسبب سوق الفن ورغبته في انتشار اسمه وبيع لوحاته في أنحاء العالم. وفي الكفة الأخرى ظهر فنانون لا يشكل المال لديهم أي عقدة. ومنهم آندي وارهول الذي كان يؤمن بأن هدف الصناعة الفنية كسب النقود. أما السعي للكسب فقد كان ديدن رسام كبير مثل سلفادور دالي الذي حمل لقب «طماع الدولارات».

ظهرت الرأسمالية بوصفها نظرية اقتصادية، نهاية القرن التاسع عشر، باعتبارها نوعاً من إعادة التقييم لقيمة العمل أو الجهد. إن الثمن يتعلق بالندرة أولاً ثم بما يرغبه المستهلك. كان ذلك مفهوماً جديداً تماماً، لكنه مفهوم يتوافق مع ما يحدث في مجال تاريخ الفن. فقد كان يتم تحديد قيمة الأعمال من خلال شعبيتها وإقبال الجمهور عليها، وكذلك من خلال آراء النقاد. هكذا ولدت سوق الفن كما نعرفها اليوم, لم يعد التقييم قائماً على العمل ذاته، بل على أمر خارجي عنه، هو رغبة المقتنين وأصحاب الصالات وذائقة النقاد في وسائل الإعلام. وفي ذلك الوقت، أدرك تاجر الأعمال الفنية بول دوران رويل ما كان يجري حوله فاعتمد على الائتمان المصرفي لشراء الأعمال من الفنانين الانطباعيين الذين لم يحصلوا على تصنيف مبكر عالٍ، لكي يعيد بيعها بعد ذلك. كما راح يتصل بالنقاد ويقوم بعملية علاقات عامة يناشد للترويج لفنانيه في الصحافة وتضخيم تقديرهم. وفي الواقع، قام بحشد جميع الأساليب الحديثة التي نعرفها اليوم في فنون الاتصال لكي يروج للمدرسة الانطباعية الفرنسية.

لوحة «البورصة» لإدغار ديجا (ميوزو دورساي)

جاءت العولمة وغيّرت الممارسات الفنية. أصبح الفنانون الكبار نجوماً، سواء في فضاء نيويورك أو باريس أو هونغ كونغ أو طوكيو. وتسبب هذا في تغييرات في الإبداع، أو إنتاج الأعمال الفنية. فبما أن الطلب أقوى فيجب على العرض أن يلحق به ويلبيه. لم يعد الرسام وحيداً في ورشته الخاصة بل دخلنا عصر الهياكل الصناعية. وبعد العولمة تطورت التقنيات الرقمية، وبدأت مرحلة جديدة في تسليع الفن. لكن يجب الاعتراف بأن الثورة الرقمية أحدثت ثورة موازية في تسويق الفن. وهناك اليوم بعبع الذكاء الصناعي وإنتاج أعمال رقمية لا تتمتع بهالة التميز والندرة كعمل فريد لا ثانٍ له. إن اللوحات الرقمية قابلة للتكرار، ولا يمكن لهاوي الفن أن يحتكرها على جدار صالونه. وأخيراً جاءت العملة المشفرة التي أسهمت في إنشاء اقتصاد فني جديد، وأدخلت مفاهيم الفن والأعمال الفنية في متاهة.


رونالدو في السعودية: ثراء الذاكرة والتجارب

وئام الدخيل تحاور كريستيانو رونالدو في تجربة السعودية (حساب الإعلامية)
وئام الدخيل تحاور كريستيانو رونالدو في تجربة السعودية (حساب الإعلامية)
TT

رونالدو في السعودية: ثراء الذاكرة والتجارب

وئام الدخيل تحاور كريستيانو رونالدو في تجربة السعودية (حساب الإعلامية)
وئام الدخيل تحاور كريستيانو رونالدو في تجربة السعودية (حساب الإعلامية)

يفرغ ملعب «نادي النصر» من الجماهير الحماسية والقلوب الخافقة، بينما نجمه الأسطورة كريستيانو رونالدو يعبر ممرّه مع الإعلامية السعودية وئام الدخيل. يتذكر المرة الأولى التي وطئت فيها قدماه المكان، حين تسرّب إليه توتّر الملعب الملتهب، بحضور عائلته وهيبة البيئة الجديدة. «تغيّر الوضع الآن»، يخبرها. «تأقلمتُ وأشعر بالراحة. إنني أصنع ذكريات حلوة».

ترمقه محاورته كما تُرمَق الأساطير. تفتح يديها لمنح السؤال اتساعاً مجازياً: «هل تشعر بأنّ هذا هو منزلك الآن؟»، وتشير بالذراعين المنشرحتين إلى الملعب. يجيبها بعشق الكبار لما يجيدونه، بأنه ملعبه وسيسعى إلى الأفضل.

يتذكر صاحب الرقم سبعة الملقّب بـ«الدون»، يوم أتى إلى السعودية. كان حفل التقديم مذهلاً، يُخبر وئام الدخيل، مشيراً إلى توقّع الحفاوة وفرادة الاستقبال. «اليوم الخاص لم يكن لي ولعائلتي فحسب، بل أيضاً لمَن رحّبوا. كنتُ متفاجئاً جداً، وبدا الأمر مميزاً على العديد من النواحي».

سبق للدخيل إدارتها الحوار الأول للنجم البرتغالي أثناء المؤتمر الصحافي لتقديمه رسمياً لاعباً لـ«نادي النصر». يومها، وثّقت بـ«سِلفي» جمعتهما بهجة اللحظة النادرة. يتجدد اللقاء من داخل الملعب الأصفر. وcr7 يبدو مرتاحاً، يتكلم بهدوء، يتطلع إلى المستقبل، ويعمّر ذكريات استثنائية.

تعيده الدخيل إلى الإفراط في التوقعات أمام فورة الحماسة. تسأل: «كيف تشعر حالياً مع اقترابنا من نهاية الموسم (الدوري السعودي للمحترفين- SPL) من دون إحراز ألقاب؟». الزمن يدرّب على الصبر ويعلّم الدرس الأقسى: لا تسير الأمور دائماً كما نرغب أو نتوقع. يردّ كريستيانو بأنّ التوقعات خالفت مجريات الأحداث، ويعد بألقاب وأرقام قياسية.

يحدّثها عن الاستمرارية والمثابرة ويشدّد بثقة: «سنتحسن كثيراً». يشاء تأكيد الإنجازات: «بالنظر إلى نحو 5 أشهر، أبلى الفريق حسناً، وتقدّمت إلى الأمام جميع فرق الدوري، من بينها فريقي. يتطلّب الأمر بعض الوقت، لكنّ التحلّي بالإيمان ومطاردة الهدف يجعلان الأحلام ممكنة».

ليست الدخيل وحدها مَن تبتسم عيناها وهي تصغي إلى رجل فائق الكاريزما، لامع، يتحدث على مهل كأنه يطرّز مرحلة. انعكاسات الدهشة ممتدة إلى المتلقي. يشكل رونالدو نموذجاً للأمل وعبرة بأنّ المرء خسارة وربح. «أنا متفائل جداً وواثق بأنّ الأمور ستتغير»، مُلهم في الإصرار والتصميم وإدراك أنّ الحياة ليست دائماً أماني الأطفال.

ماذا عن اللعب في المملكة؟ عن الجماهير، الجودة، البنية التحتية، والتجربة عموماً، هل لامست توقعاته؟ تسأله، فيجيبها: «الدوري تنافسي وهناك فرص عدّة للنمو. نمتلك فرقاً جيدة، كذلك الحال بالنسبة إلى اللاعبين العرب». لم يخفِ أنّ ثمة أموراً يمكن تداركها بالتخطيط والعمل خلال السنوات الخمس المقبلة، «لكنني سعيد وسأستمر هنا».

يرى الدوري السعودي مؤهلاً لأن يصبح ضمن أقوى خمس منافسات للدوري في العالم، إن تدارك الثغر. الرهان كبير عليه، فتشيد محاورته بالمزايا: «تعلم مدى إلهامك لمَن حولك، ودورك في رفع مستوى الوعي والمعايير عندما يتعلق الأمر بالصحة والنظام الغذائي والتدريب والاستمرارية وأخلاقيات العمل».

يخبرها أنّ زملاءه لاحظوا انضباطه، فلعبُ كرة القدم على أعلى مستوى طوال 20 عاماً ليس أبداً صدفة. «الجينات مهمّة، لكن العوامل الأخرى مهمّة أيضاً. أعتقد أنني ساعدتُ كثيراً من اللاعبين. فنظرتهم للياقة وأسلوب الحياة تشكل اختزالاً لكيفية لعب الكرة».

الصورة التي جمعت الدخيل برونالدو بُعيد المؤتمر الصحافي لالتحاقه بـ«نادي النصر» (حساب الإعلامية)

التحدّيات في السعودية، مشابهة تقريباً لتلك في أوروبا. يشرح مَن يضيف «تويتر» رمز الماعز أمام «هاشتاغ» اسمه، اختصاراً لجملة «الأفضل على مرّ التاريخ»: «الفارق أننا في أوروبا نباشر التدريبات في الفترة الصباحية. هنا، تجري بعد الظهر أو في المساء». خلال رمضان، أستغرب تأجيلها حتى العاشرة ليلاً، إنما الفوارق تُغني تجربته وذاكرته، فيخلُص: «أحبّ عيش تلك اللحظات، فأتعلّم منها ومن الثقافات أيضاً».

تضعه محاورته أمام إحصائية تُسعده: «80 في المائة من سكان المملكة المحلّيين يمارسون لعبة كرة القدم أو يشاهدونها أو يرتادون الملاعب». سُرَّ. وقد لمح إلى حب الكرة، حب الحياة. ذلك يحرّضه على العطاء وشطب الخذلان من بين الاحتمالات.

يفرح بملتحقين بالدوري، سواء أكانوا أسماء عظيمة، أم لاعبين من الشباب ومَن يكبرونهم سناً. «جميعهم مرحّب بهم. وجودهم سيُحسّن الموسم». بالنسبة إليه، العمر ليس بالأمر المهم، فالأهم هي الروح التنافسية، وحدها القادرة على التنبؤ بمستوى اللاعبين الصغار ومستقبلهم.

أمضى وقتاً ممتعاً مع عائلته في «بوليفارد وورد» وتناولوا طعاماً لذيذاً. يشارك تجربته: «الحياة هنا جيدة على مستوى قضاء الوقت والاطلاع على الثقافة وفن الطعام. السعودية جميلة في الليل أيضاً. مدارس الأطفال فيها ممتازة والدولة تبني للمستقبل».

رحلته المقبلة إلى العلا: «رائعة ومتشوّق لزيارتها».


مليونير صيني يتقدم لامتحانات الثانوية العامة... للمرة السابعة والعشرين

رجل الأعمال الصيني ليانغ شي خلال المذاكرة (أ.ف.ب)
رجل الأعمال الصيني ليانغ شي خلال المذاكرة (أ.ف.ب)
TT

مليونير صيني يتقدم لامتحانات الثانوية العامة... للمرة السابعة والعشرين

رجل الأعمال الصيني ليانغ شي خلال المذاكرة (أ.ف.ب)
رجل الأعمال الصيني ليانغ شي خلال المذاكرة (أ.ف.ب)

من بين ملايين الصينيين الذين يتقدمون الأربعاء إلى امتحانات «غاوكاو» المُساوية للثانوية العامة، مليونير في السادسة والخمسين يُدعى ليانغ شي، يجرّب حظه للمرة السابعة والعشرين.

في امتحان الحياة، يستطيع ليانغ شي أن يفخر بما حققه من نجاح، إذ بدأ حياته المهنية بوظيفة متواضعة في مصنع، ثم أسس شركة خاصة لمواد البناء تشهد ازدهاراً في حجم أعمالها.

ولكن في قلب الرجل الخمسيني غصّة لم يمحها الزمن ولا الثروة، تتمثل في إخفاقه في نيل علامة كافية في امتحان القبول في مؤسسات التعليم العالي المعروف بـ«غاوكاو» ليتمكن من الالتحاق بالجامعة المرموقة لمقاطعة سيشوان في جنوب غربي الصين، حيث يعيش.

ويشكّل هذا الامتحان محطة بالغة الأهمية وهدفاً بالنسبة إلى مواطني الدولة الآسيوية العملاقة، وخصوصاً مَن ينتمون منهم إلى فئات اجتماعية متواضعة. فالمنافسة القوية في مجال التعليم في الصين، ومحدودية المقاعد الدراسية في مؤسسات التعليم العالي، إضافة إلى الضغوط القوية من العائلات على أبنائها لمتابعة تحصيلهم، تجعل قبول الطلاب في أفضل الجامعات أمراً شديد الصعوبة، لا يتاح إلا لمن يحصلون على درجات عالية جداً.

ويشكّل الحصول على شهادة من جامعة بارزة جوازاً للارتقاء الاجتماعي، وضمانة تجعل الحصول على وظيفة في شركة مهمة شبه مؤكد.

طلاب يغادرون بعد أداء امتحانات «غاوكاو» المُساوية للثانوية العامة في أول أيامها في مقاطعة جانكشو الصينية (أ.ف.ب)

«لا يستسلم»

ولكي يحظى هذه السنة بفرص النجاح في الامتحانات التي يتقدم إليها 13 مليون مرشح، عاش ليانغ شي منذ أشهر «حياة راهب»، على حدّ وصفه، إذ يستيقظ يومياً عند الفجر، ويغوص في الكتب لمدة 12 ساعة. ويقول: «يحزّ في نفسي أنني لم أتمكن من الالتحاق بالجامعة (...) لأنني كنت حقاً أرغب في ذلك وفي أن أصبح مثقفاً».

وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، جرّب حظه 26 مرة، لكن في كل مرة لم تكن الدرجة التي يحصل عليها كافية لتفتح أمامه أبواب الجامعة التي يريدها.

وقصة ليانغ شي مع «غاوكاو» حوّلته نجماً في وسائل الإعلام المحلية. ويقول باعتزاز: «يلقّبونني مرشح (غاوكاو) الذي لا يستسلم».

عندما تقدّم للامتحان للمرة الأولى عام 1983، لم يكن يتجاوز السادسة عشرة. وواظب على الترشح مجدداً لمدة عشر سنوات تقريباً لتحسين درجته، إلى أن صرف النظر عن ذلك عام 1992.

رجل الأعمال الصيني ليانغ شي خلال المذاكرة (أ.ف.ب)

في ذلك الوقت، كانت السلطات تحصر التقدّم لهذه الامتحانات على تلاميذ المدارس الثانوية أو أولئك الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً.

وعندما ألغيَ هذا السقف عام 2001، شعر ليانغ شي بأن فرصة جديدة لاحت له.

- «ماجونغ» مجدداً

خضع ليانغ للامتحان مذّاك 16 مرة، وكل عام منذ 2010. وحتى مرحلة جائحة «كوفيد» التي فُرضت فيها قيود صحية صارمة تُعقّد إجراء الامتحانات، لم تثبط عزيمته.

وتثير قضيته فضول كثر، وتساءل بعض مستخدمي الإنترنت عما إذا كان يفعل ذلك سعياً إلى الشهرة لا غير، أو في إطار عملية إعلانية.

ويردّ ليانغ على ذلك بقوله: «ماذا يمكن أن أستفيد من ذلك؟». ويضيف «لا يمكن أن يتقدّم أي شخص عاقل لامتحانات (غاوكاو) لعقود من أجل تسويق دعائي».

طلاب يغادرون بعد أداء امتحانات «غاوكاو» المُساوية للثانوية العامة في أول أيامها في مقاطعة جانكشو الصينية (أ.ف.ب)

ويقول ليانغ إن حماسته بلغت به حدّ التوقف عن ممارسة هواياته خلال مرحلة استعداده للامتحان، ومنها لعبة «ماجونغ» التقليدية التي تحظى بشعبية كبيرة في الصين.

ويتسبب إصرار ليانغ على المحاولة بعض الإحراج أحياناً لنجله الذي تمكن من النجاح في «غاوكاو» عام 2011. ويشير ليانغ شي إلى أن ابنه «لم يكن في البداية يحبذ» محاولات والده المتكررة، «لكنه لم يعد يأبه الآن».

ويعتزم المرشح الأبدي إعطاء نفسه إجازة للاسترخاء بعد انتهاء الامتحان، بعد كل هذه الأشهر من العمل. ويقول: «سألعب لعبة (ماجونغ) مع أصدقائي لثلاثة أيام وثلاث ليالٍ!».


حكيم جمعة: مشاركتي في «قندهار» خطوة على طريق العالمية

جمعة في لقطة من (قندهار) (انستغرام)
جمعة في لقطة من (قندهار) (انستغرام)
TT

حكيم جمعة: مشاركتي في «قندهار» خطوة على طريق العالمية

جمعة في لقطة من (قندهار) (انستغرام)
جمعة في لقطة من (قندهار) (انستغرام)

قال الفنان السعودي حكيم جمعة، إن فناني المملكة قادرون على إبهار العالم بقدراتهم التمثيلية، لو سنحت الفرصة لهم بالمشاركة في أعمال عالمية. وكشف جمعة، في حديثه مع «الشرق الأوسط»، تفاصيل مشاركته في بطولة الفيلم الأميركي «قندهار»، رفقة الفنان البريطاني جيرارد باتلر، وكواليس مشروعه السينمائي المنتظر «أحلام العصر» مع الفنانة فاطمة البنوي.

وقال جمعة، إنه ذاق الأمرَّين من أجل اقتناص فرصة التمثيل في الفيلم الأميركي «قندهار»، متابعاً: «عانيت كثيراً من أجل تجسيد شخصية (رسول)، فالبداية كانت من خلال رؤيتي لإعلان يطلبون فيه فنانين لتجسيد أدوار صغيرة في فيلم أميركي، فقمت بإرسال فيديو قصير لصناع العمل باللغة الإنجليزية، فتواصلوا معي وطلبوا مني أن يكون المقطع باللغة العربية، ثم طلبوا أن يكون الفيديو باللغة البشتونية».

الفنان السعودي حكيم جمعة اثناء تجسيد شخصية رسول في فيلم قندهار (حسابه على انستغرام)

وكشف الفنان السعودي أن صديقه «أبو أحمد» أحد أصحاب المطاعم الأفغانية في المنطقة التي يعيش فيها كان له دور مهم، في قبوله بالفيلم لمساعدته على ترجمة الفيديو المطلوب من اللغة العربية إلى اللغة البشتونية.

فيلم «قندهار» من بطولة النجم البريطاني جيرارد باتلر، وتوم رايس، وعلي فضل، ونجبان نينا، وإلناز نوروزي، وإخراج: ريك رومان وو، وﺗﺄﻟﻴﻒ: ميتشيل لافروتون.

وتدور أحداثه حول العميل السري بالاستخبارات الأميركية توم هاريس (جيرارد باتلر)، الذي يسافر برفقة مترجمة إلى أفغانستان، من أجل تنفيذ عملية سرية ولكنهما سرعان ما يهربان من القوات الخاصة هناك بقيادة رسول (حكيم جمعة) بعد فضح العملية.

وتطرق حكيم، إلى الصعوبات التي واجهته خلال تجسيد شخصية «رسول»، قائد الوحدة الحمراء بقوات «طالبان» الخاصة في الفيلم الأميركي، متابعاً: «التدريب كان شاقاً للغاية، كان هناك تدريب خاص كل يوم مع فرقة تدريب من دولة بلغاريا على كيفية استخدام الأسلحة والمتفجرات وركوب السيارات الخاصة بالتصوير، ثم أجلس 6 ساعات مع مدقق لغة بشتونية لكي يعلمني مخارج الكلمات وطريقة نطلقها الصحيح، فلا بد من أن تكون هناك دقة متناهية في الحديث باللغة البشتونية، خصوصاً وأن الدور لم يكن صغيراً مثلما كنت متوقعاً، بل وصل عدد ورق الدور خلال التصوير إلى 12 ورقة كاملة».

كما قدم حكيم الشكر لسكان وأهل منطقة العلا السعودية على تشجيعهم له أثناء تصوير مشاهد الفيلم، قائلاً: «أهل وسكان منطقة العلا ساعدوني كثيراً خلال التصوير، وعززوا من مكانتي، حيث كان أغلبية السكان يأتون لموقع التصوير من أجل التقاط الصور التذكارية معي، وهو ما استغربه الفنان العالمي جيرارد باتلر وباقي أبطال العمل، ولكن هؤلاء الفنانين العالمين متواضعون، وخلق هذا الأمر نوعاً من الصداقة بيننا، لدرجة أنني أقول لكل من حولي (أنا دخلت فيلم «قندهار» كواحد من الجمهور لهؤلاء النجوم وخرجت منه وأنا لدي عائلة كبيرة)».

وأشار الفنان إلى أن «خطوته في فيلم (قندهار) هي خطوة أولى نحو العالمية التي يهدف لها، قائلاً: «(قندهار) هي خطوة أولى نحو العالمية وتأكيد على قدرة الفنانين السعوديين على الوصول للعالمية، أنا حالياً متحمس للخطوة القادمة لي، وسأعمل عليها خلال الفترة المقبلة».

الفنان السعودي حكيم جمعة في عرض فيلم ملك الحلبة (إم بي سي)

ولفت حكيم إلى أن الفنانين السعوديين لديهم طاقة إبداعية كبيرة لم تظهر بعد، لانحسارهم في نطاق المحلية والمنطقة الخليجية، متابعاً: «نمتلك نخبة من الفنانين السعوديين المتميزين القادرين على الإبداع في أرجاء العالم كافة، لا سيما وأن السعودية وضعت قدمها على أولى درجات العالمية، نحتاج فقط إلى من يعطينا الفرصة لإثبات تلك الموهبة، وأرى أن الفترة المقبلة ستشهد نجاحاً كبيراً للفنانين السعوديين في حال سنحت لهم الفرصة بذلك».

واختار الفنان السعودي ثلاثة فنانين قادرين على تمثيل السعودية عالمياً لو سنحت لهم الفرصة وهم الفنانة فاطمة البنوي، والفنان إبراهيم الحجاج والفنان يعقوب الفرحان، متابعاً: «اختياراتي للأسماء الثلاثة ليس لكونهم أصدقائي وأساتذة لي، بل لقدرتهم على التلون وتجسيد كل الأدوار التي تعرض عليهم».

وأعرب حكيم جمعة عن سعادته لعرض فيلمه «ملك الحلبة» تجارياً نهاية شهر مايو (آيار) بعد أن كان قد عرض لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي العام الماضي، موضحاً «أنا من كبار المؤيدين لخروج السينما السعودية من إطار تقديم سينما المهرجانات إلى تقديم السينما التجارية، والحمد لله هذه هي المرة الثانية التي يخرج لي فيلم من إطار المهرجانات إلى السينما التجارية بعد أن حدث ذلك من قبل في فيلم (كيان)».

مشيراً إلى أنه يأمل خلال الفترة المقبلة، وخاصة مع الانفتاح الكبير الذي تعيشه السينما السعودية أن يرى أفلاماً جديدة تدور أحداثها في إطار الرومانسية والأكشن والرعب.

وأوضح الفنان السعودي، أنه يصب تركيزه خلال الفترة المقبلة على فيلمه الجديد «أحلام العصر»، الذي يشاركه في بطولته كل من صهيب قدس، ونجم، وفاطمة البنوي، وإسماعيل الحسن، وهو من إخراج فارس قدس، وإنتاج الأخوين قدس؛ فارس وصهيب قدس، وتأليف مشترك بين الأخوين قدس وعمر البحري، وختم حديثة قائلاً: «متحمس للغاية للفيلم، وأركز فيه بروحي ودمي».