هل تواجه كينيا أزمة سياسية؟

المعارضة تحشد لمطالبة الرئيس بالرحيل عن السلطة

المعارض الكيني رايلا أودينغا أثناء إلقاء خطاب في نيروبي يوم الخميس (رويترز)
المعارض الكيني رايلا أودينغا أثناء إلقاء خطاب في نيروبي يوم الخميس (رويترز)
TT

هل تواجه كينيا أزمة سياسية؟

المعارض الكيني رايلا أودينغا أثناء إلقاء خطاب في نيروبي يوم الخميس (رويترز)
المعارض الكيني رايلا أودينغا أثناء إلقاء خطاب في نيروبي يوم الخميس (رويترز)

بعد انتهاء مهلة منحها لتنفيذ مطالبه، تترقب كينيا دعوة زعيم المعارضة الكينية رايلا أودينغا لبدء احتجاجات على مستوى البلاد ضد الرئيس وليام روتو، وذلك بهدف الدعوة لرحيل النظام الحاكم الذي وصفه بـ«الفاشل وغير الشرعي».
وقال أودينغا مخاطباً حشداً من مؤيديه (الخميس): «نطلق حملة تحد واعتصامات واحتجاجات سلمية ومقاطعة وإضرابات وعصيان». وأضاف أن الاحتجاجات ستتوج بمظاهرات كبرى في العاصمة نيروبي، يوم 20 مارس (آذار) الجاري، قائلاً إن أنصاره «لديهم موعد مع القدر» في ذلك اليوم.
ودعا أودينغا الطلاب والعاملين في القطاع العام والخاص للمشاركة في الحركة الاحتجاجية، التي رآها «تهدف إلى حماية مصالح المواطنين العاديين ضحايا السياسات الرجعية لهذا النظام غير الشرعي».
كما نوه أودينغا إلى أن «الاحتجاجات المخطط لها ستكون سلمية، لكنه حذر من أن أنصاره لن يتعرضوا للترهيب».
ووسط هتافات تطالب برحيل الرئيس، قال أودينغا إن «الصبر نفد على النظام غير الشرعي الذي يفتقد إلى الكفاءة والإرادة لاستخدام موارد البلاد لإنهاء معاناة الكينيين»، مضيفاً أن الشعب «لا يمكنه الاستمرار في العيش على وعود كاذبة»، وأنه «سئم من المسكنات التي توقفت عن قتل الألم».
من جانبها، حذرت وزارة الداخلية من أن «أي شخص مهما كانت مكانته، يحاول الوصول بشكل غير قانوني إلى المؤسسات الأمنية أو الاعتداء على رجال الأمن في أي جزء من البلاد سيتم توقيفه ومحاكمته».
ومنتصف ليل الأربعاء، انتهت مهلة أسبوعين كان منحها زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق للرئيس ويليام روتو للعمل على تحقيق مطالب، منها خفض تكاليف المعيشة وخفض الضرائب وتأجيل إعادة تشكيل اللجنة المستقلة للانتخابات والحدود (IEBC)، وفتح تحقيق في انتخابات الرئاسة التي جاءت به رئيساً، والتي يرى أودينغا أنها سرقت منه.
ويعارض أودينغا إلغاء دعم المواد الغذائية الذي قال إنه «يجب إعادته للمساعدة في خفض تكلفة السلع الأساسية، مثل دقيق الذرة».
من جانبه، ينتقد الرئيس روتو مطالب خصمه، ويدعي أنها تهدف إلى ابتزاز حكومته لتعطيل أجندته التنموية. وكان الرئيس روتو صرح بأن الدعم المباشر لعدد من البرامج الحكومية كان «غير مستدام، ويؤدي إلى نتائج عكسية على الاقتصاد الكيني على المدى الطويل، وبالتالي كان لا بد من إلغائه».
وأشار روتو إلى أنه منذ توليه منصبه «كان عليه اتخاذ قرارات صعبة لا تحظى بشعبية، وكان من بين هذه القرارات الصعبة التحرك لإلغاء دعم دقيق الذرة والكهرباء والمنتجات النفطية».
واستمرت الزيادات في أسعار المواد الغذائية في كينيا، ما أدى إلى الضغط على المستهلكين وزيادة تكاليف المعيشة. ووفقاً لـ«المكتب الوطني الكيني للإحصاء» (KNBS)، فإن التضخم ارتفع إلى 9.2 في المائة في فبراير (شباط) الماضي، مع زيادة بعض نفقات الغذاء بنسبة 11 في المائة، مقارنة بشهر يناير (كانون الثاني) السابق.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» توقع الخبير في شؤون القرن الأفريقي، موسى شيخو، أن تتصاعد الأزمة في البلاد، وأن تستمر إلى أجل غير مسمى، لكنه نوه إلى أن الرئيس روتو لن يكون صيداً سهلاً لأن له قاعدة شعبية جيدة كما أنه يحظى بتأييد من قوى دولية كبرى.
ورأى شيخو أنه «رغم إخفاق روتو وتدني شعبيته بسبب الظروف القاسية التي يعيشها المواطن الكيني فإن سياساته تخاطب المستقبل بشكل عملي ومفيد للبلاد».
ولا يتوقع شيخو أن «تصل الاحتجاجات إلى مرحلة التهديد بإسقاط الرئيس أو تشكيل حكومة وحدة وطنية يقودها أودينغا، لكن قد تنجح الحملة الاحتجاجية في استقطاب بعض قيادات الحزب الحاكم والتمهيد في المستقبل إلى سحب الثقة من روتو عبر البرلمان».
واعتقد شيخو أن «أودينغا يستغل الظروف السيئة التي تمر بها البلاد لكنه لا يطرح بدائل ملموسة مخططا لها، وأن هدفه الأساسي من خلال هذا الحشد هو الضغط بهدف تقاسم السلطة مع الرئيس، لا سيما في ظل إنكاره المستمر لشرعية روتو».


مقالات ذات صلة

تجدد احتجاجات المعارضة في كينيا

العالم تجدد احتجاجات المعارضة في كينيا

تجدد احتجاجات المعارضة في كينيا

تراوح الأزمة السياسية في كينيا في مكانها، بعد عودة احتجاجات المعارضة إلى الشوارع، وتجميد «حوار وطني» مزمع، تختلف المعارضة والرئيس حول طريقته وأهدافه. وانطلقت، الثلاثاء، موجة جديدة من الاحتجاجات، وأطلقت الشرطة الكينية الغاز المسيل للدموع على مجموعة من المتظاهرين في العاصمة نيروبي. ووفق وسائل إعلام محلية، شهد الحي التجاري المركزي انتشاراً مكثفاً للشرطة، وأُغلق عدد كبير من المتاجر، كما انطلق بعض المشرعين المعارضين، في مسيرة إلى مكتب الرئيس، لـ«تقديم التماس حول التكلفة المرتفعة، بشكل غير مقبول، للغذاء والوقود والكهرباء»، ومنعتهم الشرطة من الوصول للمبنى وفرقتهم باستخدام الغاز المسيل للدموع.

العالم تنامي «المعتقدات الشاذة» يثير مخاوف في كينيا

تنامي «المعتقدات الشاذة» يثير مخاوف في كينيا

تعيش كينيا حالة من الذعر مع توالي العثور على رفات في مقابر جماعية لضحايا على صلة بجماعة دينية تدعو إلى «الصوم من أجل لقاء المسيح»، الأمر الذي جدد تحذيرات من تنامي الجماعات السرية، التي تتبع «أفكاراً دينية شاذة»، خلال السنوات الأخيرة في البلاد. وتُجري الشرطة الكينية منذ أيام عمليات تمشيط في غابة «شاكاهولا» القريبة من بلدة «ماليندي» الساحلية، بعد تلقيها معلومات عن جماعة دينية تدعى «غود نيوز إنترناشونال»، يرأسها بول ماكينزي نثينغي، الذي قال إن «الموت جوعاً يرسل الأتباع إلى الله». ورصد أحدث التقديرات ارتفاع عدد ضحايا «العبادة جوعاً» إلى 83، وسط تزايد المخاوف من احتمال العثور على مزيد من الجثث. ووف

العالم عودة الاحتجاجات في كينيا... هل تُفاقم الأوضاع؟

عودة الاحتجاجات في كينيا... هل تُفاقم الأوضاع؟

رغم التحضيرات الجارية لمباحثات من المقرر إجراؤها بين الحكومة والمعارضة، يستمر التوتر السياسي في الهيمنة على المشهد بعد قرار المعارضة باستئناف الاحتجاجات، وهو ما يراه خبراء «تهديداً» لمساعي احتواء الخلافات، ومنذراً بـ«تصاعد المخاطر الاقتصادية». وأعلنت المعارضة الكينية عن عودة الاحتجاجات غداً (الأحد)، بعد 10 أيام من موافقة زعيم المعارضة رايلا أودينغا، على تعليقها وتمهيد الطريق لإجراء محادثات مع الرئيس ويليام روتو. وفي تصريحات تناقلتها الصحف الكينية، (الجمعة)، قال أودينغا، في اجتماع لمؤيديه في نيروبي، إن «التحالف سيواصل التحضير للمفاوضات، لكن الحكومة فشلت حتى الآن في تلبية مطالبها»، مشيراً إلى ما

العالم كينيا: تصاعُد الاضطرابات الاقتصادية وسط مخاوف من عودة الاحتجاجات

كينيا: تصاعُد الاضطرابات الاقتصادية وسط مخاوف من عودة الاحتجاجات

في ظل أزمة سياسية تعمل البلاد على حلها بعد تعليق احتجاجات قادتها المعارضة، ما زالت الأزمات الاقتصادية في كينيا تشكل مصدراً للتوتر والاضطرابات.

أفريقيا كينيا: تصاعد الاضطرابات الاقتصادية وسط مخاوف من عودة الاحتجاجات

كينيا: تصاعد الاضطرابات الاقتصادية وسط مخاوف من عودة الاحتجاجات

في ظل أزمة سياسية تعمل البلاد على حلها بعد تعليق احتجاجات قادتها المعارضة، ما زالت الأزمات الاقتصادية في كينيا تشكل مصدراً للتوتر والاضطرابات.


واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)
TT

واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم (السبت) أن بلاده تتوقع أن آلافاً من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك «قريباً» في القتال ضد القوات الأوكرانية، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر وزير الدفاع الأميركي أن هناك نحو 10 آلاف عنصر من الجيش الكوري الشمالي موجودين في منطقة كورسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا والمحتلة جزئياً من جانب قوات كييف، وقد تم «دمجهم في التشكيلات الروسية» هناك.

وقال أوستن للصحافة خلال توقفه في فيجي بالمحيط الهادئ «بناءً على ما تم تدريبهم عليه، والطريقة التي تم دمجهم بها في التشكيلات الروسية، أتوقع تماماً أن أراهم يشاركون في القتال قريباً» في إشارة منه إلى القوات الكورية الشمالية.

وذكر أوستن أنه «لم ير أي تقارير مهمة» عن جنود كوريين شماليين «يشاركون بنشاط في القتال» حتى الآن.

وقال مسؤولون حكوميون في كوريا الجنوبية ومنظمة بحثية هذا الأسبوع إن موسكو تقدم الوقود وصواريخ مضادة للطائرات ومساعدة اقتصادية لبيونغ يانغ في مقابل القوات التي تتهم سيول وواشنطن كوريا الشمالية بإرسالها إلى روسيا.

ورداً على سؤال حول نشر القوات الكورية الشمالية الشهر الماضي، لم ينكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذلك، وعمد إلى تحويل السؤال إلى انتقاد دعم الغرب لأوكرانيا.

وقالت كوريا الشمالية الشهر الماضي إن أي نشر لقوات في روسيا سيكون «عملاً يتوافق مع قواعد القانون الدولي» لكنها لم تؤكد إرسال قوات.