السعودية.. ملك يوقف الاحتلال بالقوة.. وشعب يفتح أبوابه للكويتيين

الرياض خاضت حربًا دبلوماسية لتفادي الخيار العسكري.. و«عاصفة الصحراء» أعادت الأمل للأمة العربية والإسلامية

مسيرات الفرحة الكويتية بعد إعلان تحرير الكويت
مسيرات الفرحة الكويتية بعد إعلان تحرير الكويت
TT

السعودية.. ملك يوقف الاحتلال بالقوة.. وشعب يفتح أبوابه للكويتيين

مسيرات الفرحة الكويتية بعد إعلان تحرير الكويت
مسيرات الفرحة الكويتية بعد إعلان تحرير الكويت

ربع قرن على غزو العراق للكويت، الجارة الصبورة على نظام البعث العراقي المهدد لكيانها منذ محاولة الاستيلاء على الكويت في حادثة «الصامتة» في مارس (آذار) عام 1973، وسعى النظام العراقي حينها لمحاولة الاستيلاء على نقاط حدودية ذات أهمية استراتيجية، وما قبل ذلك العام من بعض أحداث سياسية بعد استيلاء البعثيين على السلطة في العراق أواخر الستينات، وحينها كان صدام حسين في منصب نائب الرئيس.
السعودية في تلك الأزمة ساندت الكويت في حماية أراضيها، بل ونددت بالاقتحام العراقي، مما استدعاها إلى استشعار الخطر، فعززت بحماية حدودها مع الكويت، تحسبا لأي طارئ، وتوجهها الدبلوماسي للحل وتسريع رسم الحدود بين العراق والكويت، حماية للأمن الإقليمي، لكن العراقيين كانوا، بنظرة جوار مختلفة عن الوحدة العربية، يخططون للأسوأ.
التطور السياسي للخلاف الحدودي العراقي/ الكويتي وإطالة أمده، كان من صلب اهتمام الحزب البعثي رغم كل محاولات الكويت تسوية الحلول، لكن العراقيين أصرّوا على أن تتنازل لهم الكويت عن جزيرتي بوبيان ووربة، أو حتى تأجيرها للعراق لمدة 99 عاما، لضمان موقع أفضل لها، خاصة أن أزمتها مع إيران آنذاك آخذة في الازدياد.

إرهاصات غزو الكويت 1990

قبل أن يغزو الرئيس العراقي الديكتاتور صدام حسين الكويت في الثاني من أغسطس (آب) 1990، كانت إرهاصات الخطر تنبأت بها السعودية في القمة العربية التي عقدت في بغداد قبل الغزو العراقي بأكثر من شهرين، حيث لم يخف الملك فهد قلقه، خصوصا أن صدام قادم مما يوصف بنصر قبل تلك القمة بسنتين حققه على إيران الخميني في حرب الثمانية أعوام. وإن كانت دول الخليج وعلى رأسها السعودية والكويت دعمت العراق في تلك الحرب الطويلة ضد إيران، ولم تطالبه بشيء من رد الجميل، إلا أن صدام في قمة بغداد العربية ساق الهجوم العلني على الكويت دون تسمية السعودية التي يخشاها ويقصدها في حديثه، وفق الملك الراحل فهد بن عبد العزيز في حديث تلفزيوني بعد الغزو.

الخميس الأسود

في باكر صباح الثاني من أغسطس من عام 1990، وقبل أن ترسل شمس ذلك الصيف الحارق أشعتها على تراب الكويت، كانت رياح الغدر تهب من شمال الكويت، من أرض الجارة العراق، ووقود صدام حسين وجيشه الجرار، الذي باغت سكون شعب الكويت المسالم، وقضى على نقاط أمنية على الحدود، وتسلم طريقه نحو العاصمة. أوامر صدام كانت واضحة، بالقتل والأسر للقيادات الكويتية حتى يصل إلى هدفه بسرعة ويبسط نفوذه على أرض الكويت. وصلت الاتصالات حينها إلى الرياض حيث القيادة السعودية، وكانت ردود الفعل سريعة من الملك فهد بدعوة صدام إلى الانسحاب سريعا من الكويت، لكن تلك اللحظة التي لم يستجب فيها النظام العراقي كانت آخر شعرة ودّ قطعها صدام مع الملك فهد، وحينها شهرت السعودية سيفا دبلوماسيا وعسكريا وشعبيا لإعادة الكويت إلى الكويتيين.

السعودية على جبهة الدبلوماسية

حاول صدام قبل عدوانه إقحام البعد الاقتصادي لتبرير الخلافات، وأن الكويت وكذلك الإمارات تسعيان إلى إغراق العراق بالديون، بسبب ما وصفه صدام بـ«زيادة إنتاجها من النفط، وساهم ذلك في تدني أسعاره» داخل منظمة «أوبك». يقول الباحث السعودي عارف المسعد لـ«الشرق الأوسط» إن صدام حسين سعى في القمة العربية التي عقدت في بغداد إلى محاولة تشكيل صف عربي معه للوقوف ضد بعض دول الخليج التي كانت أطماعه تتجه للسيطرة عليها. واستذكر المسعد المبادرة الدبلوماسية من السعودية بدعوة العراق والكويت إلى طاولة المفاوضات في الرياض، بعد خطاب صدام المتوتر في القمة العربية، وقبل شهر من غزوه للكويت لحل القضايا الاقتصادية، التي كان يتحدث عنها صدام حسين، ورأى المسعد أن تلك الخطوة كانت تبين مدى الحرص السعودي على تجسيد العلاقة بين الدول الشقيقة على الود والاحترام.
المسعد يقول أيضًا إن الملك فهد وخلال زيارته التي أعقبت الحرب العراقية - الإيرانية لبغداد، أصيب بالدهشة حين عرض عليه صدام حسين توقيع معاهدة سماها النظام العراقي في بيانه بـ«معاهدة عدم الاعتداء»، ووقعها الملك فهد حينها، واتضح أنها نية مبيتة لضمان عدم وقوف المملكة ضد العراق في أي خطوة لاحقة، وقال المسعد: «كان خافيا على صدام حينها أن السعودية لن تسمح بأي اعتداء منه على أي دولة من دول الخليج أو دول عربية»، فكانت العلاقة المرتبطة مع الدول الشقيقة أهم من معاهدات مكتوبة لا تحقق الرغبة السعودية بالحفاظ على الصف العربي.
بوادر الغزو كانت واضحة، ورغم كل ذلك كانت الكويت مراعية لحسن الجوار وتحاول أن تحل كل الإشكاليات بتسويات عدة حفاظا على الصف العربي. يقول الباحث السعودي إن الكويت دوما كانت تقف بكل قوتها وحضورها السياسي لدعم العراق قبل الغزو، ودعمت نظام صدام بالمال والعتاد والغذاء للشعب العراقي خلال أزمته مع إيران، لكنه «خان العروبة والدم والجوار» وحرّكته أحقاده للنيل من الكويت، وشعبها الذي لن ينسى تلك الأزمة المفجعة، ولن تنساه الأمة العربية.
ووقع الغزو في الثاني من أغسطس.. وسبقت الحربُ العسكرية تحركًا دبلوماسيًا سعوديًا قويًا، مكّنها من تحقيق انتصارات عبر مجلس الأمن وحلفائها، واستصدار قرارات اقتصادية لشل النظام العراقي مع تجديد الدعوة للخروج من الكويت عبر الطرق السلمية. وتحقق النصر عبر ثمانية قرارات تاريخية كان آخرها في يناير (كانون الثاني) 1991 أي قبل ليالٍ من بدء «أم المعارك»، التي كان يهدد بها صدام، فانقلبت عليه. وقام صدام بتوجيه «أسلوب رخيص» مع اشتداد الأزمة وقربه للخسارة، فقام بإقحام القضية الفلسطينية ضمن صراعه لكسب ود الشعوب العربية، لكن اتضح بطلان دعواته كعادته.

السعودية تتحرك في كل الاتجاهات

بدأت السعودية بحشد كل إمكاناتها لمعالجة الجروح التي أحدثها نظام صدام، فقد بدأ الملك فهد اتصالاته بمجاميع القوى الدولية، وقبلها العربية، لعقد قمة طارئة، فبدأت الرحلات نحو القاهرة التي التقى فيها الملك بالرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، واستطاعا بالقوة الدبلوماسية استصدار قرار عربي يدين الاعتداء الغاشم رغم معارضة بضع دول.
قبل تلك القمة كانت الولايات المتحدة في صف السعودية، وكانت أرسلت بضعة آلاف من جنودها إلى أراضي المملكة بعد دعوة الملك فهد وتفاهمه مع الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش (الأب)، وحينها استغل رئيس الوفد العراقي طه رمضان القمة لإعلان خطاب من الرئيس العراقي صدام حسين، بدعوة للعرب لما سماه بـ«الجهاد» بمبرر وصول قوات أجنبية للسعودية، وتجييشها ضد العراق، وتناقلته وسائل الإعلام حينها على نطاق واسع، لكن الرد العربي بقيادة السعودية ومصر كان مختلفا، حيث أرسلت مصر وحدات كبرى من جيشها إلى السعودية تبعتها سوريا حافظ الأسد، علاوة على دول الخليج التي كانت سباقة في ذلك.

عاصفة الصحراء

العاشر من أغسطس كان نقطة التوافق السياسي والعسكري، واستمر نطاق التحالف في الاتساع حتى وصل إلى أكثر من 30 دولة مشاركة، كانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأستراليا وإيطاليا وغيرها، ضمن قوات تحالف كبرى تقودها المملكة وبإمرة الراحل الملك فهد. يقول العميد متقاعد سعد العسيري، الذي كان من ضمن المشاركين في القوات البرية السعودية، إن تلك الحرب جمعت قوات عربية شتى، وحطمت أوهام مدعي العروبة وأعادت الأمل للأمة العربية والإسلامية لوقوفهم إلى نصرة الكويت، واستعادة أراضيها التي اغتصبها نظام صدام حسين.
وقال العميد العسيري في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن الأوامر كانت تأتي من القيادة السعودية في وضع الاستعداد على أهبته على أكثر من ثلاثة أشهر، قبل التدخل البري وبدء عملية «عاصفة الصحراء»، وقال إن الطلعات الجوية للتحالف كانت كثيفة وتصل إلى أكثر من ألف طلعة جوية يوميا، وهي تسمى بعملية «درع الصحراء»، وحققت انتصارات عدة، واستطاعت تدمير بنى تحتية ضخمة للجيش العراقي، وهو ما دعا الجيش العراقي إلى الانسحاب بعيدًا عن الحدود السعودية من الجبهتين الشمالية والشرقية لمسرح العمليات.
وأبان أن القوات السعودية كان لها دور مهم في الاستطلاع، وكذلك تفوقها في الحرب الإلكترونية التي حضرت للمرة الأولى، الذي عطل القدرات التقنية التي كانت لدى الجيش العراقي، إضافة إلى الاطلاع على التحركات التي يقوم بها المعتدي داخل وخارج مسرح العمليات.
واستطرد العميد متقاعد أن الجيش المصري كان داعمًا للخطوط الأمامية من الجبهة الشمالية، وكان الجيش السوري ببعض كتائبه موجودًا على الجبهتين الشمالية والشرقية، وتنوع انتشار على مخطط مسرح العمليات للقوات السعودية التي شاركت بكل طواقمها، فيما كانت المخططات الدفاعية لـ«درع الصحراء» مركزة على الدفاع عن الأراضي السعودية وفق ثلاثة خطوط دفاعية تتحول تدريجيا إلى هجومية.
وأضاف أن الاستعدادات العسكرية والوئام الذي عايشه العسكريون بين جميع قوات التحالف وحسن التخطيط لإدارة الحرب كان مساهما في تحقيق النتائج الكبرى، حيث ظل انتظار القرار بإعلان ساعة الصفر نحو التدخل البري من القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك فهد بوصفه القائد الفعلي للتحالف، واعتبر أن العمل لم يقتصر على الدور البري، بل كانت القوات البحرية المدعومة بقوات أميركية وأخرى إسبانية وفرنسية، وطواقم متفوقة من مكافحة الحرب الكيماوية والنووية من دول متقدمة ومنها قوات تشيكوسلوفاكيا (حينها).
وقال العميد سعد في استذكار للتضحيات التي ضربتها القوات معًا، إن تلك الحرب حققت الهدف، وإن إعلان عملية «عاصفة الصحراء» كانت متفوقة ونادرة على مسرح الحروب، حيث كان التقدم ووجود الغطاء الجوي الدقيق للقوات البرية مكّنها من أن تكون القوات البرية السعودية أولى القوات التي دخلت الكويت وتمكنت من تحريرها، بدءا بالجهراء جنوب الكويت وقوات شمالية من لواءين سعوديين مدرعين تمكنا من محاصرة العدو وأسر آلاف من عناصر الجيش العراقي.

الشعب السعودي قوة أخرى

في أواخر أغسطس الدامي، وبعد عشرة أيام من عدوان جيش النظام العراقي على الكويت، أمر الملك فهد بفتح الحدود أمام اللاجئين الكويتيين وتوزيعهم على جميع مناطق المملكة، إضافة إلى ذلك فتح بعض المشاريع السكنية التي أعدت سابقا لسكن بعض العائلات السعودية ليستفيد منها الكويتيون، ودعمهم ماديا ومعنويا منذ دخولهم للحدود وحتى وصولهم إلى مقرات السكن.
وسرد الكاتب الكويتي سعد الحرمل في حديث ممتلئ بالدعوات للراحل الملك فهد والشكر للشعب السعودي، عن لجوء الآلاف من الكويتيين إلى السعودية في خلال فترات الاحتلال العراقي. وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن الشعب الكويتي أفاق على صدمة لا تزال حاضرة إلى اليوم من بلد كانت الكويت تسانده بالمال والسلاح في حربه مع إيران التي استمرت ثماني سنوات، ولم يجد الكويتيون أمامهم إلا أن يلجأوا إلى المملكة.
وقال الحرمل إن ما وجده الكويتيون من السعوديين كان بلسمًا خفف الآلام، وقال وهو شاهد عيان على تلك الفترة ولجوء الكويتيين عبر المنافذ البرية، واصفا المشهد بأنه كان مبكيا مفرحا في آن؛ ففي ليلة وضحاها كان الكثير من اللاجئين جلّ ما يطمحون إليه هو ضمان العيش لهم وأسرهم، معتبرا أن الاستقبال الكبير للكويتيين وتأمين حياتهم بالمساعدات والماء والغذاء والسكن وكل التسهيلات في جميع مدن المملكة، كان لها بالغ الأثر في نفوس الكويتيين وخففت عنهم هول ما رأوا، ومن ضمنها قرار مجانية الوقود للسيارات الكويتية الذي أصدره الملك فهد.
وأضاف أن من الأمور التي كان لها أثر لن يزال من ذاكرة كل كويتي عاصر تلك الفترة وأعطته الأمل في عودة الكويت هي كلمة الملك فهد بعد الاحتلال في الخطاب الشهير حين تحدث بمفهوم العيش المشترك بين البلدين، إما بقاء الكويت والسعودية معا أو ذهابهما معا.

دور السلاح الإعلامي
في تحرير الكويت
كانت الصورة الإعلامية ذات تأثير كبير على نقل الحقيقة وتبيان العدوان والاحتلال المرفوض دوليا للرأي العام، ولما له من دعم مساند للحرب الميدانية، سمحت السعودية لوسائل الإعلام الدولية بالوجود بكثافة لتغطية الحدث، والمساهمة في تعزيز الصورة الواقعية لتلك الحرب.
وتحدث عن تلك الأزمة لـ«الشرق الأوسط» الإعلامي السعودي مزيد السبيعي، الذي كان أحد مراسلي الميدان بالمنطقة الشرقية المجاورة للحدود الكويتية، بأن الرسالة الإعلامية السعودية ركزت على طمأنة أهالي المنطقة بالمقام الأول عبر تقارير يومية ومتنوعة من الميدان لعكس صورة الحرب نحو طمأنة المواطنين بأن الأوضاع الطبيعية والمعيشية وتدفق السلع التموينية مستمر كما كان في أوضاع السلم المعتادة.
وأضاف أنه على الرغم من التهديدات التي تطلقها القوات العراقية وصواريخ «سكود» المشاهدة بكثافة في سماء المنطقة ودوي صافرات الإنذار المتكرر في المنطقة الشرقية التي تحتضن الكمّ الأكبر من حقول النفط التي يهدد صدام حسين باستهدافها، إلا أن سكان المدن المجاورة للحدود الكويتية كانوا في صورة الثبات ولم تسجل حالات نزوح إلى مناطق أكثر أمنًا إلا بنسبة محدودة.
وقال العقيد متقاعد طلال بكري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن الشؤون العامة للقوات المسلحة المعنية بالأمور الإعلامية في وزارة الدفاع، كانت ترى أهمية تعزيز صورة العدوان العراقي للرأي العام الدولي، وتعزيز طمأنة السعوديين بوجود قواتهم المسلحة مع وجود دول كبرى لحماية حدود المملكة.
وقال إن التعاون بين وزارتي الدفاع والإعلام ساهم في تسهيل إجراءات قدوم وكالات أنباء عالمية وقنوات تلفزيونية إلى المملكة وتغطية الحرب عن كثب، واعتبر أن النجاح العسكري ساندته التغطية الإعلامية المدعومة بالصورة الميدانية، واعتبر أن الرؤى الإعلامية كانت مطبقة بشكل سريع، منها تخصيص بث بعض الإذاعات السعودية للبث باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وإنشاء قنوات وإذاعات موجهة للعراقيين والشعب الخليجي، ومن شأنها زيادة الثقة لدى المواطن الخليجي بقوة بلدانهم وإيضاح حقيقة الموقف للعراقيين الصابرين على النظام البعثي.
وأبان بكري أن من بين تلك الخطوات إصدار نشرة يومية طوال فترة الحرب سميت بـ«صوت المعركة»، وتُوزّع بشكل مجاني في جميع مناطق المملكة، وكانت مصدرًا مهمًا لنقل الأخبار والمعلومات الدقيقة عن تفاصيل الحرب وأدوار القوات المشتركة في سبل إنجاح المهمة، والتنسيق التام بين المواقف السياسية والعسكرية على الصعيد الإعلامي.
وكشف عن الأوامر التي كانت قيادة القوات المشتركة تتلقاها من القيادة السعودية، بوجوب نقل الحقيقة وتسهيل عمل الصحف كافة في نقل الخبر والحدث من الميدان مباشرة دون تأثير عليها، ممتدحًا ذلك الإجراء، إذ يعد ذا بعد لتجنب إخفاقات قد تتعرض لها الصورة الإعلامية في عموم الحرب حال التسويق لانتصارات وهمية، وهو ما وقع فيه إعلام الجانب العراقي حينه.

المنهج السعودي

السعودية تنشد الحلول الدبلوماسية في حل الخلافات دوما، ولكنها وفق تتابع الأحداث تجعل القوة خيارًا أخيرًا لتحقيق السلم الدولي، فشهدت حرب الخليج الثانية هذه الكثير من المواقف السعودية، وجعلت نفسها حتى اليوم في منأى عن دول عربية صفت بجانب نظام صدام حسين، وجعلت نفسها في تحالف هش أو حياد غير مبرر كما وصف لاحقا. وظل على جدار التاريخ نقش بأن السعودية، بملكها وشعبها، كانت عونا للوحدة وعودة الكويت لأهلها.



وزيرا خارجية البحرين والكويت يبحثان استعدادات القمة العربية

وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا يستقبل نظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني (كونا)
وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا يستقبل نظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني (كونا)
TT

وزيرا خارجية البحرين والكويت يبحثان استعدادات القمة العربية

وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا يستقبل نظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني (كونا)
وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا يستقبل نظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني (كونا)

بحث وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا، الخميس، مع نظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني، استعدادات استضافة البحرين للقمة العربية المقررة الشهر المقبل.

واستعرض الوزيران في الكويت، حيث وصلها الزياني قادماً من الدوحة، العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة التي تجمع بين البلدين وشعبيهما، كما تناولا أوجه التعاون الثنائي، والارتقاء بها في مختلف المجالات، وما من شأنه خدمة مصالحهما وأهدافهما المشتركة.

وشملت المباحثات مستجدات الحرب في قطاع غزة، وتطورات الأوضاع الإقليمية وانعكاساتها على الأمن والاستقرار الإقليميين، وفقاً لـ«وكالة أنباء البحرين».

وتطرق الجانبان إلى التحضيرات الجارية لعقد القمة العربية الثالثة والثلاثين التي تستضيفها البحرين في 16 مايو (أيار) المقبل، والتشاور والتنسيق المشترك تجاه الموضوعات والقضايا المعروضة على جدول الأعمال بما يلبي متطلبات تعزيز العمل العربي المشترك.


لقاء سعودي - يمني يبحث تطوير العلاقات الثنائية

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لدى استقباله نظيره اليمني الدكتور شايع الزنداني (واس)
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لدى استقباله نظيره اليمني الدكتور شايع الزنداني (واس)
TT

لقاء سعودي - يمني يبحث تطوير العلاقات الثنائية

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لدى استقباله نظيره اليمني الدكتور شايع الزنداني (واس)
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لدى استقباله نظيره اليمني الدكتور شايع الزنداني (واس)

استعرض الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، الخميس، مع نظيره اليمني الدكتور شايع الزنداني، أوجه العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات.

جاء ذلك خلال استقبال الأمير فيصل بن فرحان للدكتور الزنداني، في الرياض، وبحثا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، بحضور محمد آل جابر، السفير السعودي لدى اليمن.

جانب من لقاء وزير الخارجية السعودي ونظيره اليمني في الرياض (واس)


مركز الملك سلمان للإغاثة يبعث «رسائل الأمل» لأطفال غزة

TT

مركز الملك سلمان للإغاثة يبعث «رسائل الأمل» لأطفال غزة

تأتي الحملة لإيصال مشاعر السعوديين إلى أهالي غزة (تصوير: تركي العقيلي)
تأتي الحملة لإيصال مشاعر السعوديين إلى أهالي غزة (تصوير: تركي العقيلي)

«أرسل لكم رسالة من القلب، نتمنى بها لكم الخير والسلام وأن تزول الغمة ويعم السلام»، هذه هي رسالة الطفل السعودي عبد العزيز، التي ستقطع المسافات والحدود، لتصل إلى أطفال غزة داخل صندوق ممتلئ بالمساعدات الغذائية، وهي واحدة من آلاف الرسائل التي كتبها الأطفال ضمن حملة «رسائل الأمل» التي أطلقها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

إحدى الرسائل الموجودة داخل السلال (تصوير: تركي العقيلي)

وتأتي الحملة التي تدعو الأطفال في السعودية إلى كتابة رسائل موجهة إلى أقرانهم في غزة، لإضافة «روح للمساعدات وإيصال المشاعر التي يكنها السعوديون تجاه أهالي غزة»، وفق ما أوضح المتحدث الرسمي للمركز، الدكتور سامر الجطيلي، أثناء حديثه لـ«الشرق الأوسط» في مقر الحملة بالرياض.

ويستمر المركز بتسيير الطائرات المحمّلة بالمؤنة والغذاء إلى مطار العريش تمهيداً لنقلها إلى معبر رفح.

وأكد الجطيلي أن عدد الطائرات التي شاركت في الجسر الإغاثي الجوي وصل إلى 47 طائرة، إضافة إلى 6 بواخر حمل جميعها أكثر من 6 آلاف طن من المساعدات الإغاثية، مشدداً على أن المركز سيعمل بكل الوسائل والطرق لإنقاذ الشعب الفلسطيني.

أرسلت السعودية 6 آلاف طن من المساعدات منذ بداية الأزمة (تصوير: تركي العقيلي)

في سياق متصل أعربت وزارة الخارجية السعودية، في بيان لها، عن ترحيب المملكة بنتائج التقرير الصادر عن اللجنة المستقلة بشأن أداء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، التابعة للأمم المتحدة، الذي يؤكد الدور الرئيسي للوكالة في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني الشقيق.

وجدّدت الوزارة تأكيد السعودية «أهمية التزام الدول المانحة لوكالة (الأونروا) لضمان استدامة وفعالية كل أشكال الدعم للاجئين من الشعب الفلسطيني، بما يخفف حجم المعاناة التي يعانيها، خصوصاً في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».

الدكتور سامر الجطيلي (تصوير: تركي العقيلي)

ومع استمرار تدفق المساعدات إلى معبر رفح، أشار الجطيلي إلى أن «التعنت الإسرائيلي» ما زال يعوق وصول كثير منها إلى داخل غزة، مما أثّر سلباً على أهاليها الذين هم بحاجة ماسة إلى هذه المواد الطبية والغذائية، مؤكداً أنه لو أزيلت هذه العوائق يستطيع المركز أن يصل إلى كل بيت في غزة.

يجدر بالذكر أن السلة الغذائية الواحدة يبلغ وزنها قرابة 36 كيلوغراماً تغطّي حاجة الأسرة المتوسّطة لمدة شهر تقريباً، وتتكوّن من عدد من الأكياس والعبوّات والمغلّفات، منها من الدقيق، والأرز، والسكّر، والتمور، والزيت، وملح الطعام، وغيرها.


اتفاقية سعودية - قبرصية للإعفاء المتبادل من التأشيرة

جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)
جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)
TT

اتفاقية سعودية - قبرصية للإعفاء المتبادل من التأشيرة

جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)
جانب من مراسم توقيع الاتفاقية بين السعودية وقبرص في الرياض (واس)

أبرم الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، الخميس، مع نظيره القبرصي كونستانتينوس كومبوس، اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة.

واستعرض الوزيران خلال لقائهما في الرياض، العلاقات الثنائية المتطورة بين البلدين، وسبل تعزيزها بمختلف المجالات، وتكثيف التنسيق الثنائي في القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما بحثا المستجدات الدولية والجهود المبذولة بشأنها.

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يستقبل نظيره القبرصي كونستانتينوس كومبوس بالرياض (واس)


أمير قطر يبحث مع وزير الخارجية البحريني تطوير العلاقات بين البلدين

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)
TT

أمير قطر يبحث مع وزير الخارجية البحريني تطوير العلاقات بين البلدين

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال استقباله اليوم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني (قنا)

استعرض أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الخميس، مع وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني سُبل تطوير العلاقات بين البلدين، وذلك خلال استقبال أمير قطر للوزير البحريني بمناسبة زيارته للبلاد.

وقالت «وكالة الأنباء القطرية»، إن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، استقبل بمكتبه في قصر لوسيل اليوم، وزير خارجية البحرين والوفد المرافق له، حيث جرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وسبل تنميتها وتطويرها.

وحضر المقابلة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري.

وكان وزير الخارجية البحريني وصل صباح اليوم إلى الدوحة في زيارة رسمية.


وصول الطائرة السعودية الـ47 لإغاثة قطاع غزة إلى العريش

تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)
تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)
TT

وصول الطائرة السعودية الـ47 لإغاثة قطاع غزة إلى العريش

تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)
تحمل الطائرة مواد طبية وإيوائية تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة (واس)

وصلت إلى مطار العريش الدولي بمصر مساء أمس، الطائرة الإغاثية السعودية الـ 47، التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتنسيق مع وزارة الدفاع، تحمل على متنها مواد طبية وإيوائية، تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة.

وصول الطائرة الإغاثية السعودية إلى مطار العريش (واس)

وتأتي هذه المساعدات في إطار دور السعودية الإنساني المعهود بالوقوف مع الشعب الفلسطيني الشقيق في مختلف الأزمات والمحن التي تمر بهم.


السعودية ترحب بدور «الأونروا» في دعم الشعب الفلسطيني

تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)
تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)
TT

السعودية ترحب بدور «الأونروا» في دعم الشعب الفلسطيني

تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)
تأكيد على دور «الأونروا» في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني (رويترز)

رحبت السعودية، الأربعاء، بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن أداء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، الذي يؤكد الدور الرئيسي للمنظمة في دعم الجهود الإغاثية والإنسانية والتنموية للشعب الفلسطيني.

وجددت وزارة خارجيتها في بيان، تأكيد السعودية على أهمية التزام الدول المانحة لـ«الأونروا» بضمان استدامة وفاعلية كل أشكال الدعم للاجئين الفلسطينيين، بما يخفف من حجم معاناتهم، خاصةً في ظل استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي والإنساني.


الملك سلمان يغادر المستشفى بعد فحوصات روتينية

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
TT

الملك سلمان يغادر المستشفى بعد فحوصات روتينية

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)

غادر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الأربعاء، مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة بعد أن استكمل الفحوصات الروتينية.

كان الديوان الملكي السعودي، قد أعلن ظهر الأربعاء، دخول الملك سلمان المستشفى؛ لإجراء فحوصات روتينية لبضع ساعات.


لقاء بحريني - إماراتي يبحث التطورات الإقليمية والدولية

الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)
الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)
TT

لقاء بحريني - إماراتي يبحث التطورات الإقليمية والدولية

الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)
الملك حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء في أبوظبي (وام)

بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها بما يحقق مصالحهما المشتركة.

واستعرض الجانبان - خلال اللقاء الذي عقد في أبوظبي - أبرز التطورات الإقليمية والدولية وتبادلا وجهات النظر بشأنها؛ حيث عبر الطرفان عن أملهما في خروج القمة العربية المقبلة في دورتها الثالثة والثلاثين التي تستضيفها البحرين في 16 مايو (أيار) المقبل، بنتائج إيجابية وقرارات بناءة تعزز التضامن العربي ووحدة الصف، والنهوض بقدرات الأمة وإمكاناتها السياسية والاقتصادية، وحماية أمنها القومي، وتلبية تطلعاتها على طريق التقدم والتنمية المستدامة.

ودعا الجانبان إلى تهدئة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتجنب التصعيد العسكري وتغليب الحلول الدبلوماسية وتسوية جميع النزاعات من خلال الحوار والتفاوض.

كما دعا الجانبان المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه تنفيذ قرارات الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة بما يحفظ أرواح المدنيين، ويوفر المساعدات الإنسانية والإغاثية الضرورية لهم دون عوائق، مؤكدين ضرورة التحرك الدولي الفاعل من أجل إيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام الإقليمي العادل والشامل بحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة على أساس مبدأ حل الدولتين.

وأكد العاهل البحريني ورئيس الإمارات أهمية مواصلة التشاور والتنسيق وفق رؤية استراتيجية موحدة تنشد تحقيق المصالح لكلا البلدين وشعبيهما، وتقوية روابط الأخوة الخليجية والعربية، والتعاون الدولي لنشر السلام وقيم التسامح والتآخي الإنساني.

لقاء وزراء الخارجية

من جهة أخرى، بحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي ونظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني، عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك المتصلة بمسيرة العمل الخليجي المشترك، واستعرضا عتطورات الأوضاع في المنطقة، لا سيما الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.

الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي والدكتور عبد اللطيف الزياني

معالجة الأضرار

أعلنت الإمارات عن اعتماد ملياري درهم (544 مليون دولار) لمعالجة الأضرار التي لحقت ببيوت المواطنين ومساكنهم، بالإضافة إلى تكليف لجنة وزارية متابعة هذا الملف وحصر أضرار المساكن وصرف التعويضات بالتعاون مع بقية الجهات الاتحادية والمحلية.

وجاء اعتماد المبالغ خلال جلسة لمجلس الوزراء الإماراتي برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي أكد أن المجلس ناقش نتائج وآثار الحالة الجوية التي مرت بها البلاد خلال الأيام السابقة. وقال: «الحالة كانت غير مسبوقة في شدتها.. ولكننا دولة تتعلم من كل تجربة... وتطور نفسها... حيث تعاملت غرف العمليات المركزية مع أكثر من 200 ألف بلاغ، وشارك أكثر من 17 ألفاً من عناصر أجهزة الأمن والطوارئ والداخلية، و15 ألفاً من الجهات المحلية... وآلاف المتطوعين في التعامل مع نتائج الحالة الجوية الاستثنائية».

وأكد عودة الحياة لطبيعتها بسرعة، موجهاً إلى حصر الأضرار، ودعم الأسر، والبدء بشكل فوري بدراسة حالة البنية التحتية، وأكد أن سلامة المواطنين والمقيمين على رأس الأولويات، مضيفاً: «شكلنا في مجلس الوزراء أيضاً اليوم لجنة لحصر أضرار السيول والأمطار على البنية التحتية واقتراح الحلول والإجراءات على مستوى الدولة برئاسة وزارة الطاقة والبنية التحتية وعضوية وزارة الدفاع والداخلية والطوارئ والأزمات وغيرها من الجهات الاتحادية بالإضافة لممثلين من الإمارات المحلية كافة».

اجتماع مجلس الوزراء الإماراتي برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (وام)

مساهمة السياحة

وقال الشيخ محمد بن راشد: «استعرضنا خلال اجتماع مجلس الوزراء اليوم مستجدات الاستراتيجية الوطنية للسياحة، بلغ إجمالي نزلاء المنشآت الفندقية 28 مليون نزيل في 2023 بزيادة 11 في المائة على العام الذي سبقه، والذي شهد إنفاقاً عاماً للسياحة الدولية في الإمارات بلغ 118 مليار درهم (32.1 مليار دولار) مقابل 47 مليار درهم (12.7 مليار دولار) للسياحة الداخلية، وتقترب مساهمة القطاع السياحي في ناتجنا المحلي من 180 مليار درهم (49 مليار دولار) في عام 2023.

وأضاف: «استعرض مجلس الوزراء اليوم تطورات الأجندة الاقتصادية لدولة الإمارات حيث استطاعت الدولة التوقيع والتفاوض على اتفاقيات شراكات اقتصادية شاملة مع أكثر من 13 دولة، ما سيمكننا من زيادة صادرات الدولة بقيمة إضافية تبلغ 366 مليار درهم (99 مليار دولار) سنوياً بحلول 2031، بسبب هذه الاتفاقيات».


السعودية تنشئ مركزاً لحماية المُبلِّغين والشهود

النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)
النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)
TT

السعودية تنشئ مركزاً لحماية المُبلِّغين والشهود

النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)
النائب العام في السعودية الشيخ سعود المعجب (واس)

أقر النائب العام السعودي رئيس مجلس النيابة العامة الشيخ سعود المعجب، الأربعاء، إنشاء «مركز برنامج حماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا»، إنفاذاً للمادة الرابعة من نظام حماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا، وفقاً لبيان نشرته النيابة العامة عبر حسابها في منصة «إكس».

وكانت الجريدة الرسمية قد نشرت في عددها الصادر مطلع مارس (آذار) الماضي، «نظام حماية المُبلغين والشهود والخبراء والضحايا»، بعد موافقة مجلس الوزراء عليه. وتضمّنت المادة الرابعة من النظام أن «يُنشأ وفق أحكام النظام برنامج خاص في النيابة العامة يسمى برنامج حماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا، وتحدد اللائحة الهيكل التنظيمي للبرنامج وإدارته ومهماته والاختصاصات المنوطة به، وآلية الصرف عليه».

وأشار الشيخ المعجب إلى أن هذا النظام يؤسس مرحلة جديدة في الحماية العدلية الرفيعة للمتصلين بالإجراءات القضائية، مؤكداً أن الحماية الواردة في هذا النظام تشمل جميع الإجراءات والتدابير والضمانات الهادفة إلى حماية الضحايا أو المبلغين أو الشهود أو الخبراء، وجميع أقاربهم وغيرهم ممن قد يكون عرضة للضرر بسبب ذلك، معتبراً أن صدور هذا النظام يأتي «معزّزاً لأهمية تطبيق الأنظمة بجدية من خلال تدابير فعّاله، ما يعزز ثقافة التبليغ في المجتمع وتعزيز حسّ المسؤولية الوطنية لدى الأفراد».

وبحسب بيان «النيابة العامة»، يهدف المركز إلى توفير الحماية العدلية للأشخاص المشمولين بالحماية من أي تهديد أو خطر أو ضرر قد ينالهم، بكل أو بعض أنواع الحماية المنصوص عليها في المادة الرابعة عشرة من النظام، وهي: الحماية الأمنية، وإخفاء بياناته الشخصية، وكل ما يدل على هويته، ونقله من مكان عمله - مؤقتاً أو دائماً - ومساعدته في الحصول على عمل بديل، وتقديم الإرشاد القانوني والنفسي والاجتماعي، ومنحه وسائل للإبلاغ الفوري عن أي خطر يهدده أو يهدد أياً من الأشخاص وثيقي الصلة به، وتغيير أرقام هواتفه، وتغيير محل إقامته، واتخاذ إجراءات كفيلة بسلامة تنقله، بما في ذلك توفير مرافقة أمنية له أو مسكنه، ومساعدته ماليّاً.

وأوضحت «النيابة العامة» أنها تنسِّق مع جهات الرقابة والضبط والتحقيق والمحاكمة في الجرائم المشمولة بأحكام النظام، وذلك لاتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة «لأن تُخفي عند الاقتضاء أو بناءً على طلب من المبلغ أو الشاهد أو الخبير أو الضحية، في مراسلاتها ومحاضرها وجميع وثائقها، هوية كلّ منهم وعنوانه بشكل يحول دون التعرف عليه، والتعاون مع المحكمة بما يكفل أداء الشهود لشهادتهم دون تأثير أو تأخير».

وأوضح المتحدث الرسمي للنيابة العامة مهند المجلد، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «وفقاً للمادة السادسة والثلاثين من النظام أن النيابة العامة تنسق مع وزارتي العدل والداخلية ورئاسة أمن الدولة وهيئة الرقابة ومكافحة الفساد في إعداد مشروع اللائحة».

تحقيق العدالة

ورداً على سؤال حول الإجراءات المعمول بها قبل صدور النظام، قال المجلد إن «هناك موادّ في أنظمة متفرقة مثل نظام الإجراءات الجزائية ونظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله وغيرها من الأنظمة المنصوص فيها على بعض أوجه الحماية التي تضمنها نظام حماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا»، وتتضمّن تلك الضمانات وفقاً للمجلد «سرِّية إجراءات التحقيق والنتائج التي تسفر عنها المقررة وفق المادة 68 من نظام الإجراءات الجزائية، ومن ذلك ما جاء في المواد 95 و98 و100 من النظام ذاته من تمتع الشهود بضمانات عند سماع أقوالهم، بما يحقق العدالة ويكفل الضمانات المتعلقة بأشخاصهم».

وتفصيلاً، ذكر المجلد أن «المادة 85 من نظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله نصت على «رعاية حقوق الضحايا، ومن في حكمهم في الجرائم المنصوص عليها في النظام، من خلال توفير المساعدة والدعم المناسبين للمطالبة بحقوقهم، وتقديم الحماية اللازمة للشهود والمصادر والقضاة والمدعين العامين والمحققين ومحامي الدفاع ومَن في حكمهم في حال وجود أسباب جدية من شأنها أن تعرض حياتهم أو سلامتهم أو مصالحهم الأساسية أو أحد أفراد أسرهم للخطر أو الضرر».

المواطنون والمقيمون

وأوضح المجلد أن المركز سيكون مقرّه في العاصمة الرياض، لافتاً إلى أن «نظام حماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا» يشمل جميع الأشخاص «وفق قواعد الاختصاص الولائي للجهات المختصة بتطبيق أحكام هذا النظام؛ حيث يتمتعون بالحماية الجنائية سواء كانوا مواطنين أو مقيمين».

ومن المنتظر أن يتخذ المركز الإجراءات اللازمة لوقاية المشمول بالحماية من الإصابة الجسدية، وضمان صحته وسلامته وتكيّفه الاجتماعي، طوال فترة الحماية المقررة له، مع مراعاة حقوقه وحرياته، وعدم تقييدها إلا بالقيود الضرورية وفقاً لأحكام النظام.

كما يمكّن النظام الأشخاص المشمولين بالحماية من تقديم طلبات الحماية وفق إجراءات وشروط محددة، كما منح النظام توفير الحماية للمشمول بها دون موافقته، في حال توفر ما يبعث بإمكان تعرّضه لخطر وشيك، كما قضى النظام عقوبات جزائية تجاه أي سلوك من شأنه الجناية على المشمولين بالحماية، بالسجن الذي قد يصل إلى 3 سنوات، وغرامة مالية قد تصل إلى 5 ملايين ريال.